
اقتحام مستودع للأمم المتحدة بغزة مع بدء دخول المساعدات، والاتحاد الأوروبي يقول إن الغارات الإسرائيلية "تتجاوز ما هو ضروري" لمحاربة حماس
قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن "حشوداً من الجوعى" اقتحمت يوم الأربعاء مستودعا للإمدادات الغذائية في وسط قطاع غزة.
داعيا إلى "وصول إنساني آمن ومن دون عوائق، للسماح بتوزيع الغذاء فورا وبشكل منظّم" في قطاع غزة.
وأشار البيان إلى أنّ برنامج الأغذية العالمي يحاول التأكد من تقارير تفيد بمقتل شخصين وإصابة آخرين في الواقعة.
وأظهر مقطع فيديو التقطه شاهد وتحققت منه رويترز على نحو مستقل حشودا كبيرة من الناس تتدافع داخل المستودع وتخرج أكياسا وصناديق وسط سماع دوي إطلاق نار. ولم يتضح بعد كيف قتل أو أصيب الأشخاص في الواقعة.
وقالت مبعوثة الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط سيغريد كاج في جلسة لمجلس الأمن إن حجم المساعدات التي سمحت إسرائيل للأمم المتحدة بتقديمها حتى الآن لا يمكن وصفها إلا وكأنها مجرد "قارب نجاة بعد غرق سفينة" في وقت يواجه فيه الجميع في غزة خطر المجاعة.
وبرزت قضية المساعدات في ظل أزمة الجوع التي يشهدها قطاع غزة بعدما فرضت إسرائيل حصارا كاملا عليه منذ أكثر من شهرين، قبل السماح بدخول إمدادات بكميات قليلة الأسبوع الماضي.
وقال برنامج الأغذية العالمي إنّ "الاحتياجات الإنسانية أصبحت خارجة عن السيطرة، بعد 80 يوما من الحظر الكامل لدخول جميع المساعدات الغذائية وغيرها من المساعدات إلى غزة".
وحذرت وكالات الأمم المتحدة من أن سكان غزة، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، يواجهون مستويات كارثية من الجوع بعد حصار إسرائيلي دام قرابة ثلاثة أشهر، وخُفّف الأسبوع الماضي.
وتدعم إسرائيل والولايات المتحدة نظاماً جديداً لتوزيع المساعدات تديره منظمة جديدة مثيرة للجدل، وهي مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) .
ويستخدم نظام توزيع المساعدات التابع لمؤسسة غزة الإنسانية متعاقدين أمنيين أمريكيين، متجاوزاً الأمم المتحدة، التي رفضته باعتباره غير أخلاقي وغير عملي. وقالت الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية إن هذا النظام يمنع حماس من سرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.
في غضون ذلك، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، تأكيده على خطط نقل جميع سكان غزة إلى "منطقة معزولة" جنوبي القطاع، بينما تواصل القوات الإسرائيلية قتال حماس في مناطق أخرى. كما تعهد بتسهيل ما وصفه بـ"الهجرة الطوعية" لجزء كبير من سكان غزة إلى دول أخرى، وهي خطة يراها الكثيرون تهجيرا قسريا.
وشنت إسرائيل حملة عسكرية في غزة ردا على هجوم حماس عبر الحدود، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي قُتل فيه حوالي 1200 شخص وأخذ 251 آخرون كرهائن.
وقُتل ما لا يقل عن 54 ألفا و84 شخصاً في غزة منذ ذلك الحين، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.
الغارات الإسرائيلية على غزة "تتجاوز ما هو ضروري" لمحاربة حماس
AFP
قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن "الغارات الإسرائيلية على غزة تتجاوز ما هو ضروري لمحاربة حماس" في ظل استمرار ارتفاع عدد القتلى هناك.
وأضافت كالاس أن الاتحاد الأوروبي لا يدعم نموذجاً جديداً لتوزيع المساعدات، تدعمه الولايات المتحدة وإسرائيل، والذي يتجاوز الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى.
وقالت: "نحن لا ندعم خصخصة توزيع المساعدات الإنسانية. لا يمكن استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح".
وأفادت وزارة الصحة في غزة والتي تديرها حماس بأن الغارات الجوية الإسرائيلية وغيرها من العمليات العسكرية، منذ استئنافها الحرب في مارس/آذار عقب وقف إطلاق النار، أسفرت عن مقتل 3924 شخصاً. وتقول إسرائيل إنها تعمل على تدمير حماس واستعادة الرهائن الذين تحتجزهم الحركة.
أدت عمليات القصف الإسرائيلية الأخيرة إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين. في يوم الجمعة الماضي، أدت غارة جوية في خان يونس إلى مقتل تسعة من أصل عشرة أطفال لطبيبة فلسطينية. كما قُتل ما لا يقل عن 35 شخصاً في مبنى مدرسة "فهمي الجرجاوي"، التي تؤوي عائلات نازحة شمال غزة، ليل الأحد/ الاثنين.
تأتي تصريحات كالاس عقب مداخلة للمستشار الألماني الجديد، فريدريش ميرز، أعلن خلالها أنه "لم يعد يفهم" أهداف إسرائيل في القطاع المحاصر.
وقال: "لم يعد من الممكن تبرير الطريقة التي تأثر بها السكان المدنيون... بالقول إنها لمحاربة إرهاب حماس".
يُعد الاتحاد الأوروبي من أكبر الجهات المانحة للمساعدات الإنسانية إلى غزة، إلا أن كالاس قالت إن معظم هذه المساعدات غير قادر حاليا على الوصول إلى الفلسطينيين المحتاجين. وفرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على غزة في مارس/آذار، ولم تسمح إلا بدخول كميات ضئيلة بعد 11 أسبوعاً.
وقالت كالاس: "يقدم الاتحاد الأوروبي غالبية المساعدات إلى غزة، لكنها لا تصل إلى السكان لأن إسرائيل تمنعها".
وأضافت: "معاناة الناس لا تُطاق".
في غضون ذلك، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على البنية التحتية المدنية في غزة بأنها "بغيضة" و"غير متناسبة".
يأتي هذا في أعقاب أقوى انتقادات حتى الآن من المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، التي طالبت إسرائيل بإنهاء هجومها العسكري على غزة. وأعلنت المملكة المتحدة لاحقًا تعليق محادثاتها التجارية مع إسرائيل.
كما بدأ الاتحاد الأوروبي مراجعة رسمية لاتفاقية التجارة الخاصة به مع إسرائيل، وقالت كالاس إنها ستطرح "خيارات" في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي القادم في بروكسل، في 23 يونيو/ حزيران القادم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة أنباء براثا
منذ 3 ساعات
- وكالة أنباء براثا
كيف نعرف العالم بالزيارات المليونية
يفرض الإعلام العالمي والطائفي الحصار على الزيارات المليونية التي تحتضنها الأماكن المقدسة في العراق وخصوصاً كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء ، حتى لا تعرف الشعوب هذه الزيارات والأعداد الهائلة التي تأتي من شتى بقاع العالم ومن مختلف القوميات ، ولا تطلع هذه الشعوب على الأسباب الحقيقية لهذه الزيارات ومن ثم التعرف على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وطريق الحق المتمثل بطريق محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، ومن أبسط الطرق التي قد تؤدي الى كسر هذا الحصار مع تعريف العالم بعالمية هذه الزيارات المليونية هو رفع راية ( علم) الدولة التي يأتي منها زوار للمشاركة بهذه الزيارة ، أي تصبح هذه الأماكن التي تحتضن هذه المراقد المشرفة عواصم الدنيا من خلال احتضانها لشعوب أكثر الدول ، كما أن جنيف أو نيويورك تحتضنان اجتماعات الأمم المتحدة فيرفع على أرضيهما أعلام ( رايات) الدول المشاركة في هذه الاجتماعات حتى تبين للعالم من خلال هذه الأعلام الدول التي شاركت في هذه المؤتمرات ، فإذا كانت اجتماعات الأمم المتحدة تحتضن الحكومات التي تمثل الدول فترفع لها الأعلام لتظهر نسبة المشاركة للعالم من خلال هذه الأعلام التي تمثل الدول ، فمن باب اولى أن ترفع الأعلام للشعوب التي تشارك في الاجتماعات أو الزيارات لأن الأعلام تمثل الشعوب وهم احق بالتمثيل وتظهر للعالم مدى مشاركة الشعوب في هذه الزيارات او الاجتماعات او المؤتمرات ، لذا علينا أن نرفع أعلام الدول التي تشارك شعوبها في الزيارات المليونية ونكتب على كل علم أو راية المسلمون في ذلك البلد ينادون لبيك ( يا أمير المؤمنين ) في يوم ولادته او يوم المبعث النبوي أو يوم الغدير او يوم استشهاده سلام الله عليه أو يكتب عليها المسلمون في ذلك البلد ينادون لبيك (يا حسين) في يوم عاشوراء أو زيارة الأربعين أو يوم عرفة او ليلة النصف من شعبان وغيرها من الزيارات المليونية التي تحتضنها كربلاء ، ومثلها يعمل في مدينة الكاظمية المقدسة في المناسبات التي تحتضنها وكذلك سامراء المقدسة ، ومن خلال رفع هذه الأعلام ( الرايات) سوف نثير تسائل لدى شعوب الدول التي ترفع راياتها في هذه الأماكن المقدسة لماذا رفعت هذه الأعلام ؟؟؟؟ وهذا التساؤل سوف يدفع هذه الشعوب الى التعرف على أسباب هذه الزيارات ومن ثم التعرف على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، ومن خلال رفع أعلام الدول التي تشارك شعوبها في هذه الزيارات سوف نحصل على مجموعة من الفوائد ، الأول : كسر الحصار وتعريف العالم بمليونية هذه الزيارات والأخلاق التي ترافق هذه الزيارات ، الثاني : تعريف العالم بشعبية هذه الزيارات ، الثالث والأهم : تعريف العالم بولاية أمير المؤمنين عليه السلام وهو طريق محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين .


وكالة أنباء براثا
منذ 3 ساعات
- وكالة أنباء براثا
هل سلاح حزب الله غير شرعي؟ ومن هي الدول القادرة على مدّ الشيعة بمليار دولار سنويًا؟
حضرات السيدات والسادة البداية: هذا الكلام غير موجّه إلى فئة أو طائفة أو حزب، بل هو توصيف لواقع يجب أن يطّلع عليه الجميع. لأن الفكرة الأساسية التي تسعى إليها إسرائيل من خلال عملية نزع سلاح حزب الله بالقوة، أو حتى عبر الضغط الأميركي على بعض الأفرقاء السياسيين، هي الوصول إلى هذه النتيجة. الفكرة ببساطة: كما أنك عندما تهدم منزلًا لبناء آخر جديد تحتاج إلى مساحة فارغة ترمي فيها الركام القديم، كذلك في مشروع 'الشرق الأوسط الجديد' هناك الكثير من الركام البشري، وهنا المقصود الأقليات الدينية والفلسطينيون، الذين يجب أن يكون لهم مكان يُوضَعون فيه. والأرض التي يُعتقَد أنها مهيّأة لتكون تلك المساحة التي يُسكَن فيها كل هؤلاء، هي لبنان. ولكي يتحقق هذا المخطط، يجب أن يدخل لبنان في الفوضى. أما المدخل إلى الفوضى، فهو الصراع حول سلاح حزب الله بدل التفاهم على استراتيجية تعالج هذا السلاح. حضرات السيدات والسادة في أعراف السياسة الدولية، لا يُقاس الخطر بحجم الضجيج، بل بعمق العمل في صمت. ومن هذا المبدأ، لا أجد حرجًا في القول إن الخطاب الذي يصدر أحيانًا عن بعض الجهات اللبنانية بشأن سلاح حزب الله، هو خطاب شعبوي بامتياز. حتى بعض الجهات التي تعتقد أنها تدافع عن سلاح الحزب، تقع بدورها في فخ الشعبوية. كل هذا الضجيج لا يرقى إلى مستوى النقاش الوطني المسؤول، ولا يستند إلى معايير سيادية ووطنية، أو حتى واقعية. ومع كل التباينات، نراهن على أن هذه الجهات، بحكم موقعها السياسي، تملك من الرؤية والمسؤولية ما يؤهّلها لتقديم طرح وطني متكامل، بعيدًا عن الانفعالات الإعلامية. إذ إنّ محاولة نزع سلاح مقاومة حملت عبء الدفاع عن الوطن في أصعب اللحظات، وبدعم من قرارات حكومية وتفاهمات أُقرت في الأمم المتحدة بعد عام 1996، هي مقاومة شملتها البيانات الوزارية ونالت شرعية الدولة نفسها. أما الذهاب إلى نظرية نزع سلاح حزب الله، في ظل ظروف إقليمية معقّدة، تُعيد تشكيل خرائط الكيانات وتستهدف الأقليات في وجودها، بينما إسرائيل تعاود احتلال أجزاء من لبنان وتغتال ابناء الطائفة الشيعية وتعتدي يوميًا حتى لمجرد الشبهة، فهذا ليس نقاشًا وطنيًا بل وصفة جاهزة لتقسيم لبنان إلى الأبد. فإضعاف أي مكوّن لبناني من دون تفاهمات شاملة، شبيهة بما جرى في اتفاق الطائف، يفتح الباب أمام فتنة لا تبقي ولا تذر. وحين يُقال إن سلاح حزب الله غير شرعي، نسأل: ماذا نقول عن آلاف الشهداء الذين سقطوا لتحرير الجنوب من الاحتلال؟ هل سقطوا في معركة 'خارج القانون'؟ هل أمهات الشهداء وعائلاتهم، التي تعيش على الدعم الشهري المباشر من الحزب، يجب أن تُدرج ضمن 'ضحايا الفوضى'؟ هذا المنطق ليس قاسيًا فحسب، بل خطير، لأنه يطعن في التاريخ الرسمي اللبناني منذ عام 2000، ويشكك في الميثاقيات الوطنية التي أجمعت عليها الحكومات، من 'عيد التحرير' الذي أقرته الدولة اللبنانية، إلى ثلاثية 'الجيش والشعب والمقاومة'. ولنفترض جدلًا أن المجتمع الدولي والدول المانحة تطالب بنزع سلاح حزب الله، وتعتبره تنظيمًا غير شرعي، فهل هي مستعدة حرفيًا لتحمّل ما يعنيه ذلك ماليًا واجتماعيًا؟ لا يمكن الحديث عقلانيًا عن مصير السلاح، من دون التوقف عند البنية الاجتماعية والاقتصادية التي يقوم عليها الحزب. نحن لا نتحدث فقط عن السلاح، بل عن شبكة دعم اجتماعي تصرف أكثر من 50 مليون دولار شهريًا على عائلات الشهداء والجرحى والمقاتلين والمتفرغين، فضلًا عن مؤسسات خيرية تقدّم خدمات مجانية لأكثر من 400 ألف مواطن. من سيتكفّل بهذه الكلفة الهائلة التي تتجاوز مليار دولار سنويًا؟ • هل الدولة اللبنانية قادرة؟ لا. • هل واشنطن وباريس مستعدتان؟ أبدًا. • هل تُترك هذه العائلات في العراء، وتتحوّل من سند للوطن إلى ضحايا لانهيار اجتماعي شامل؟ إذا كان الجواب 'نعم'، فنحن أمام انهيار لن يطال الجنوب والضاحية والبقاع فحسب، بل سيمتد على مساحة الوطن. الخطأ السياسي لا يدفع ثمنه شخص، بل الشعب، الكيان، الوطن، بل الخطر على علة الوجود اللبناني نفسه. وقبل أي نقاش عن نزع السلاح، نطرح سؤالًا بسيطًا وجوديًا: من يضمن أمن قيادات حزب الله ومقاتليه بعد نزع سلاحهم؟ هل نثق بهذه الدول التي عجزت عن ضمان أمن لبنان من اعتداءات إسرائيل اليومية؟ هل نطمئن لحماية أممية فشلت في تنفيذ القرار 425 لعقود؟ حضرات السيدات والسادة، ما يتمثل أمامكم في هذا الملخص من خطر هو فقط الجانب الاقتصادي، فكيف إذا أكملتُ لكم ما قد ينتج عن انهيار دراماتيكي قد يُطيح بكل شيء، حتى داخل المؤسسات الرسمية اللبنانية؟ في الختام، الشيعة هم جزء طبيعي وأصيل من مؤسسات الدولة. وإذا شعر أبناء الطائفة الشيعية، أو أي طائفة أخرى، بأن وجودهم مهدَّد، فمن الطبيعي أن يلتفّوا حول طائفتهم، فالتآمر الدولي لا يرحم. حتى الموارنة أنفسهم، حين تآمرت عليهم الولايات المتحدة الأميركية بالتوافق مع حافظ الأسد، سُحبت منهم الصلاحيات، وغُيّبت قياداتهم السياسية، وهاجر من الوطن أكثر من 40% من أبنائهم، ولفترة طويلة حكم الموارنة زعماء مسيحيون من غير الموارنة. فهل يمكن أن نتخيل حجم الفوضى، التي قد تصيب لبنان إذا لم تتدخل الحكمة الوطنية في مسألة مقاربة سلاح حزب الله؟ وفي المقابل، من سيربح من كل هذه الفوضى التي قد تدخل لبنان في نفق لعقود قادمة؟ إنها إسرائيل. اذا كانت القوى اللبنانية والدول حريصة فعلًا على لبنان، فلتكن خطواتها ضمن رؤية وطنية شاملة، تعيد بناء الدولة على أسس جديدة، وتضع آلية انتقالية تعترف بالمراحل السابقة دون إنكارها. فالحكم استمرارية، والطعن بشرعية قرارات سابقة يفتح الباب للطعن بكل شيء صدر عن الدولة منذ الطائف حتى اليوم. الرؤساء الهراوي، لحود، سليمان، ميشال عون… هل وصفوا يومًا سلاح المقاومة بأنه غير شرعي؟ رؤساء الحكومات، من الشهيد رفيق الحريري إلى نجيب ميقاتي، هل أصدروا يومًا بيانًا يقول بذلك؟ حتى في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، جاء في البيان الوزاري 2008: 'تعتبر الحكومة أن المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن الحق الوطني للشعب اللبناني في تحرير أرضه والدفاع عن كرامته…' أما تفاهم نيسان 1996، فقد رعته الأمم المتحدة، وعنونته الصحافة العالمية بقولها: 'الحريري رجل الدبلوماسية الأبرز عالميًا'، وهو بمثابة اعتراف دولي بشرعية حزب الله. عيد المقاومة والتحرير في 25 أيار، الذي يُحتفل به رسميًا تحت رعاية مجلس الوزراء، هو تتويج لهذه الشرعية. بل إن مشاركة الرئيسين لحود ورفيق الحريري في الاحتفال الرسمي بذلك العيد هي ذروة الشرعية السياسية لسلاح المقاومة. فهل السلاح غير شرعي؟ الجواب واضح: لا. ولا يمكن لأي طرف أن يقول بذلك إلا إن كان يقصد الطعن بالدولة نفسها وبكل مؤسساتها وذاكرتها. لكن، في الوقت ذاته، من المشروع تمامًا، بل من الواجب، أن نسأل: هل هذا السلاح بحاجة إلى إعادة تنظيم ضمن مقاربة سيادية جديدة؟ الجواب أيضًا: نعم. فالزمن تغيّر، التحالفات تبدّلت، والعدو نفسه يعيد رسم قواعد الاشتباك. ولهذا، فإنّ أي رجل دولة حقيقي لا يمكنه أن يغضّ الطرف عن ضرورة تطوير هذا السلاح – لا عسكريًا فقط، بل استراتيجيًا – ليصبح جزءًا من منظومة دفاع وطني تُقرّها الدولة وتحتضنها، لا أن تنكرها أو تنبذها. خاتمة: لا أحد ينجو بمفرده قد يتوهم البعض أنّ الضغوط الاقتصادية أو الحرب الإعلامية يمكنها أن تؤدي إلى نتائج سياسية. لكن الحقيقة أن انهيار الهيكل لن يستثني أحدًا. ومن يعتقد أنه قادر على بيع الوطن فوق ركام شريحة لبنانية، إنما يسير فوق أنقاض منزله، معتقدًا أنه 'ينتصر'. الحديث عن سلاح حزب الله لا يُختزل بجملة شعبوية على منبر أو في مقابلة، بل هو مسؤولية دولة. مسؤولية وطنية، اجتماعية، اقتصادية، أخلاقية، وسيادية. إما أن نرتقي جميعًا إلى مستوى الوطن… أو نغرق معًا في أوهامنا، ونسقط ما تبقى من جمهورية لم تعد حتى قادرة على تعريف نفسها.


موقع كتابات
منذ 4 ساعات
- موقع كتابات
من يؤمن بفكرة لا يشتم من يؤمن بخلافها
الايمان الحقيقي باي فكرة هو معرفة كل حيثياتها وقوة الايمان عندما تعلم بنقاط ضعفها وتعترف بها وتقوم على تصحيحها ان امكن ، اما في محاولة بائسة ويائسة لجعل السلبي ايجابي فهذا هو الخلل في الايمان . على الطرف الاخر من يؤمن بخلافها ولا يستطيع ان يظهر محاسن ما يؤمن به فيلجا الى شتم من يخالفه فهذا دليل على احد امرين اما الحماقة او العمالة . كل حوارات التنويريين اؤكد على كلمة ( كل ) وليس البعض او الاغلب ، في حواراتهم ليس لديهم الا تخريج وتهريج لروايات اسلامية تاريخية بعضها غير صحيح وبعضها فهمهم لها غير صحيح ، ولو قلت لاي علماني او تنويري دعك من تراث الاسلام بكل مذاهبه وتحدث عن ما تؤمن به انت او على اقل تقدير ماهو تراثكم ؟ اما مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا الفيسبوك فانه وللاسف الشديد اظهر ثقافة هجينة لغتها الشتائم والانتقاص لاتفه الامور التي لا تستحق الخلاف ولكنهم يجعلونها نقطة خلاف بتاويلها بخلاف ما يؤمنون به فتبدا عملية التسقيط . شاهدت مقاطع فديوية للصحفي البريطاني مورغان الذي سبق له وان اتهم حماس بالارهاب ويتهجم على كل من يدافع عن فلسطين وقد استضاف كبار رجالات امريكا وبريطانيا سواء في الثقافة او الفن ممن يؤيد فلسطين ليدين المقاومة ، لا اعلم هل هو رايه ام سوق اعلامي لكسب الجمهور .ما رايته الان هو لقاء مع السفيرة الصهيونية في لندن وهو يوجه لها اسئلة محرجة جدا يثبت لها بانهم ارهابيون ، وحاولت وبعصبية، التهرب من الاجابة على سؤال مورغان ونصه ' انكم تعلمون بعدد من قتلتم من ارهابي حماس ، الا تعلمون بعدد الاطفال الذين قتلتموهم ؟' تهربت من الاجابة لتجيب بما ليس له علاقة بالسؤال الا انه يقاطعها ويقول لها اجيبي على سؤالي واخيرا تقول له ليس عندي اجابة فيقول لها من لديه الاجابة فتقول لا اعلم فيقول سفيرة للكيان الصهيوني لا تعلم !!! هنا لاحظوا التضارب بالفكرة والتهرب عن الحقيقة واسلوب كشفها ، ان هذا البرنامج لا يعبر عن ما يفكر به مورغان ، والا لو اراد كشف الحقيقة بما يجري في غزة فانه يعلمها من خلال القنوات المحلية في بريطانيا او متابعة الميادين وسيطلع بكل حيثيات جرائم الكيان . لكن هذه البرامج الحوارية لم تنته اطلاقا بقناعة طرف امام طرف ، كل هذا اصلها الايمان بفكرة ، يؤكد الطيبي في الكنيست الفلسطيني انكم لا تستطيعون ان تواجهونا بالافكار ، لاحظوا المواجهة بالافكار ، وعندما يتعمدون لاسكاته باثارة اللغط والتهرب من مقترحه النقاش بالافكار، يلجا الى قدحهم باسوء الالفاظ لان هذه الالفاظ هي صفات لوحشية تم ترجمتها على الارض هي الجرائم والابادة والمجازر. عندما عجزوا عن الرد عليه الفكر بالفكر قرروا ابعاده لمدة معينة عن الكنيست فقال لهم هذا بيت الشعر ' قل للحمير وان طالت معالفها لن تسبق الخيل في ركض الميادين ' واستشهد ببيت شعر لاحمد مطر كان هو الاروع ' قل للحمير وان تعالى صوتها ما قص اجنحة الصقور نهيق '