
برلماني: الحديث عن تثبيت العقود دعاية انتخابية وحكومة السوداني لاتملك الصلاحية بذلك
وصف عضو مجلس النواب حيدر المطيري، يوم الأربعاء، ما يتم تداوله بشأن تثبيت موظفي العقود بأنه مجرد "دعاية" انتخابية، معللا ذلك بأن الحكومة الاتحادية الحالية برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لا تملك هذه الصلاحية.
وقال المطيري في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، إنه "كان الأجدر بالحكومة إرسال جداول موازنة العام 2025 المتأخرة منذ 7 أشهر، بدلاً من الترويج لوعود لا تملك صلاحية تنفيذها".
وأضاف أن "الحديث عن تثبيت العقود وربطه بموازنة العام 2026 ليس سوى دعاية انتخابية"، مبينا أن "الحكومة الحالية لا تملك الحق الدستوري بإعداد موازنة السنة المقبلة".
وكان رئيس تحالف "دعم الدولة" النائب مرتضى الساعدي قد أعلن في وقت سابق من اليوم الأربعاء عقب لقائه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أن الأخير وجّه بتثبيت اصحاب العقود في جميع مؤسسات الدولة دون استثناء.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ 30 دقائق
- ساحة التحرير
غزة بين مأزقين…!وليد عبد الحي
غزة بين مأزقين…! وليد عبد الحي عند التمعن في المشهد القائم في فلسطين هذه اللحظة، فان طرفي الصراع-المقاومة واسرائيل- يواجه كل منهما مأزقا معقدا على النحو التالي: أولا :المأزق الاسرائيلي: يتمثل المأزق الاسرائيلي في جانبه الاستراتيجي في تنامي الدعوة الدولية لتبني حل الدولتين(بغض النظر عن قبول او رفض البعض العربي او الفلسطيني لها) ، وهو ما يعتبره نيتنياهو 'إثما سياسيا لن يقترفه تحت أي ظرف من الظروف' ويسعى بكل قوته وحيله لتجنبه ، لكن مؤشرات الضغط على اسرائيل في اتجاه حل الدولتين تتبدى في المؤشرات التالية: ألو عدنا الى اتفاق أوسلو 1993 وملحقاته سنجد ان الطرف الاسرائيلي اصر على تضمين الاتفاق العبارة التالية' اينما ورد تعبير الضفة الغربية في الاتفاق فهو يعني 'يهودا والسامرة' بالنسبة لاسرائيل، ذلك يعني ان اسرائيل هي فلسطين كلها. وهنا من الضروري ملاحظة ان هذه العبارة تبناها 'اليسار الصهيوني مع اسحق رابين وشيمون بيريز وليس مع الليكود المتحالف مع القوى الدينية التي لا ترى في فلسطين الا الارض الموعودة. ذلك يعني ان نيتنياهو لا يعترف بكيان اسمه فلسطين لا قديما ولا حاضرا ولا مستقبلا، فكيف سيواجه مجتمعا دوليا تتسع دائرة قبوله بدولة فلسطينية، ولعل التوجه الاوروبي –وبخاصة قوى الاستعمار التقليدي وآخرها تصريح الرئيس الفرنسي أمس بذلك – يسير في هذا الاتجاه بما يوحي لنيتنياهو بمأزقه المحتمل. ومن الواضح أن توصية الكنيست الأخيرة بضم الضفة الغربية ليس إلا إجراء استباقيا لاجهاض التوجه لحل الدولتين بالتزايد الواضح في تأييد الرأي العام الشعبي الدولي لحل الدولتين، وقد تراوحت نسبة اصحاب النظرة السلبية تجاه إسرائيل طبقا لثلاثة استطلاعات من مؤسسات متخصصة ما بين 69%- 73% ، ولكن المقلق لنينياهو ان التحول يتركز في شريحتين في كل دول العالم ومن ضمنها امريكا وفي الحزبين السياسيين الاكبر تحديدا ، الشريحة الاولى هي النخب الثقافية ،والشريحة الثانية هي شريحة الشباب، وهو ما يعني ان العقل والتشكل الاجتماعي مستقبلا يوحي بما يقلق نيتنياهو ، فلا بد له من وأد ذلك مبكرا. تان تزايد عدد الدول التي تؤيد فكرة دولة فلسطينية يكاد ان يصل الى ما نسبته 81% من دول العالم، وتمثل اكثر من 95% من سكان العالم، فإذا استثنينا الولايات المتحدة ، فان التوجه الاوروبي والروسي والصيني والياباني والهندي ومعظم الدول الاسلامية والاتحاد الافريقي وأغلب مجموعة الدول في امريكا اللاتينية تساند هذا التوجه، وهو ما يوحي لنيتنياهو بضرورة التفكير لوضع استراتيجية مستقبلية لتمويه هذا التوجه اولا ثم طيه في ادراج الامم المتحدة، وهو امر ليس انجازه امرا بسيطا. ثاما الخطورة الاكبر في مأزق نيتنياهو فتتمثل في ان قبوله بأي انسحاب من الضفة الغربية يعني خلع المستوطنات ، فإذا علمنا ان عدد المستوطنين في الضفة الغربية يساوي تقريبا عدد سكان اسرائيل عند تاسيسها عام 1947،ناهيك عن أن اغلب المستوطنين هم من التيارات الدينية المتطرفة ، وأن التجربة التاريخية لخلع المستوطنات سابقا –ورغم قلتها في سيناء وغزة- كانت تجربة مريرة(مثل مستوطنة ياميت..الخ)، وهو ما يجعل نيتنياهو يستمع جيدا لتحذيرات احد اهم اعلام الدراسات المستقبلية في اسرائيل وهو ديفيد باسييغ بان القبول بدولة فلسطينية يعني مباشرة حربا اهلية داخل اسرائيل، فكيف يوفق نيتنياهو بين ارادة دولية تتزايد نحو حل الدولتين وبين حرب اهلية محتملة إذا استجاب للنداء الدولي.؟ هذا هو البعد الآخر في مأزقه. جتتجسد الحدة الاكبر في رفض حل الدولتين في القوى المتحالفة مع نيتنياهو في إئتلافه الحكومي، فإن استجاب للدعوة الدولية سيتفكك إئتلافه ، وان بقي الى جانب هذا الائتلاف فكيف يواجه الضغط الدولي المحتمل؟ انه مأزق سياسي ، وقد يصل الى حد الاغتيال كما جرى مع اسحق رابين. وللخروج من هذا المأزق تعمل اسرائيل على: 1- محاولة تأزيم العلاقات الفلسطينية الدولية من خلال تقديم حركات المقاومة بأنها حركات ارهابية لا تستجيب للدعوات السلمية ، وتقديم السلطة الفلسطينية بكل اوزارها على انها سلطة فساد لا لأن اسرائيل حريصة على النزاهة بل لانها تريد تفريغ التفكير في وجود سلطة فلسطينية مستقلة مهما كانت، فمن غير المنطقي ولا يستقيم ان تعترف اسرائيل بسلطة وطنية فلسطينية مستقلة من جانب وترفض دولة فلسطينية من جانب آخر، فإما قبولهما او رفضهما معا ولكل تبعاته. 2- العمل على تعزيز فكرة التهجير من فلسطين بما فيها سكان 1948، وان تستوعب الدول العربية وغيرها الفلسطينيين المقيمين فيها ، وتهجير اراضي 1967 لدول الجوار وشبه الجوار العربي ،ولعل اقتراح نيتنياهو بدولة فلسطينية في الاراضي السعودية او اطروحات بعض حلفائه بوطن بديل في الاردن أو التشاور مع بعض الدول الافريقية وكندا واستراليا …الخ لاستيعاب الجزء المتبقي، كل ذلك لطي فكرة الدولة الفلسطينية في اراضي 1967. 3- التعويل على توسيع التطبيع العربي مع اسرائيل(حجم التجارة العربية الاسرائيلية خلال مرحلة طوفان الاقصى تزايد طبقا لكل المراجع العربية والاسرائيلية والتقارير الدولية)، والهدف من ذلك هو تحويل الصراع العربي الصهيوني من صبغته الصفرية الى صبغته غير الصفرية ، وهو ما سيُهَمِّش التناقض حول فلسطين مع العالم العربي لصالح تنامي المصالح المشتركة المتجددة مع دول التطبيع ومع الواقفين في انتظار دورهم للدخول في نادي التطبيع العربي والاسلامي. 4- تأجيج الميدان الاعلامي باعتبار القبول بدولة فلسطينية هو من باب معاداة السامية ، ومساندة الارهاب ، وايقاظ الهاجس الصليبي ..وكل اساطير الدعاية للتأثير على الرأي العام . ثانيا: المأزق الفلسطيني: قد يكون المأزق الفلسطيني أكثر وطأة من مأزق عدوهم، ويتمثل المأزق في العجز عن تحقيق انتصار ميداني او وقف لاطلاق النار والدخول في تسوية فيها حد ادنى من الايجابية تتساوى مع حجم التضحية ، ويعود كل ذلك الى: 1- ضعف المساندة الرسمية ممثلة في: أغياب المساندة العربية بشكل عام ،مع تراجع قوى المساندة تدريجيا، بل اتساع نطاق الحصار العربي والضغط الاعلامي العربي –بخاصة الخليجي والمصري – ، وهو ما يعني غياب مقومات الصمود لفترات اطول، فحزب الله يتولى امره حاليا 'انور السادات حزب الله' ، والحشد الشعبي ذهب في اتجاه 'تسمع جعجعة ولا ترى طحنا، وسوريا تشهد بداية محاولة تطبيق مشروع جدعون ساعر الذي نشره عام 2015 وينفذه الآن 'الجهاديون الجدد'. بينما تحاول اليمن بانصار الله كل جهدها لعرقلة هذا التراجع. بالخلط المتعمد بين المقاومة الفلسطينية وبين حركة الاخوان المسلمين لغرض في نفس 'يعقوب'. تغياب المساندة الاسلامية حتى في مستوى الاحتجاجات الشعبية والمظاهرات. ثتنامي النزوع البراغماتي في السياستين الروسية والصينية تجاه الموضوع الفلسطيني جضعف المؤسسات الدولية في فرض توجهاتها القانونية والانسانية. حضغوط فريق التفاوض الامريكي والعربي في الدوحة على المقاومة (عبر امريكا بنفوذها،والمصري بمعابره ، والقطري بكيس ماله) 2- ان القبول بحل الدولتين قد يؤدي الى انشقاقات بين قوى المقاومة(بخاصة حماس والجهاد) او داخل نفس هذه التنظيمات، وهو ما تتمناه سلطة التنسيق الامني او اسرائيل او اغلب الدول العربية. 3- ضغوط الحالة الانسانية في قطاع غزة على صانع القرار في المقاومة، وهي ضغوط يراهن نيتنياهو على وصول المقاومة لحالة الياس والاستسلام من خلال الضغط العسكري والضغط الانساني والضغط النفسي الناجم عن انفضاض المساندة العربية الرسمية بخاصة من حول الموضوع الفلسطيني 4- العداء المستتر حينا والمعلن حينا آخر من سلطة التنسيق الامني للتضييق على المقاومة بالتنسيق مع التحالف 'الإبراهيمي'. ذلك يعني ان الاشتباك سيتواصل بأدوات قديمة وجديدة، والانهيار قد يطال الجانبين ولو بمستويات واشكال اخرى، فإذا كان ترامب':unpredictable' فان الشرق الاوسط 'Unframeable'، فإذا اجتمع ال' Unpredictable' مع ال ' unframeable'' سترون المشهد الشاخص امامكم..ربما. 2025-08-01


ساحة التحرير
منذ 30 دقائق
- ساحة التحرير
لماذا المقاومة اضطرت لطوفان الأقصى!حمود النوفلي
لماذا المقاومة اضطرت لطوفان الأقصى: حمود النوفلي * *لأجل إفشال صفقة القرن التي وضعها ترامب قبل 4 سنوات من حدوث الطوفان،وكانت قد نفذت لولا حدوث الطوفان. * لأن لدى الحركة كان أكثر من 6000 أسير في سجون الاحتلال منذ عقود، ولا أمل بتحريرهم إلا بأسر جنود من العدو، وهو ما أثبت نجاحه في صفقات سابقة. * لأنها كشفت عن مخطط لشن هجوم شامل على غزة وتهجير سكانها إلى سيناء. * لأن غزة تتعرض لهجوم مستمر، واغتالت مؤخرًا عدد من قادة الجهاد الإسلامي. * لأن القطاع يعيش في حصار خانق منذ سنوات، أشبه بالسجن الكبير. * لأن هناك محاولات منظمة لفرض فكر منحرف كالشذوذ والنسوية عبر المناهج في غزة، وربط قبول المساعدات بقبول ذلك. * لأن حفريات الاحتلال أسفل المسجد الأقصى تهدد بانهياره، والاستيطان يتمدد يومًا بعد يوم، والمستوطنون يدنسون الأقصى يومياً. * لأن المجتمع الدولي فشل خلال 75 عامًا في استعادة شبر واحد من فلسطين أو حماية حق واحد للشعب الفلسطيني. * والأهم: لأن مقاومة الاحتلال واجبة شرعًا على المسلمين، وحماس تمارس هذا الحق المشروع. * ولكن العملية أدت إلى استشهاد عدد كبير من المدنيين؟ * نعم، وقد كانت الأضرار متوقعة. هذه التضحيات هي جزء من مسيرة التحرير، فالنبي محمد ﷺ وأصحابه اضطروا للهجرة وقدموا الشهداء، لكن النتيجة كانت فتح مكة وامتداد الإسلام. استشهد 14 صحابيًا في بدر، و70 في أُحد، لكن الثمرة كانت فتح مكة وانتشار الإسلام إلى يومنا هذا. والجزائر قدّمت أكثر من مليون ونصف شهيد في سبيل حريتها، وبقت أجيالها للأبد ينعمون بالحرية. فكيف إذا كانت القضية اليوم هي تحرير أولى القبلتين وما تشد له الرحال وهو المسجد الأقصى وإنهاء احتلال أرض عربية مسلمة؟! * لماذا يشن الكيان الغاصب حربًا همجية ويقصف المستشفيات والمدارس والمساجد؟ * لأن الهدف الأساسي هو التهجير القسري. يريد العدو أن لا يبقى أحد في غزة، ويضغط على السكان عبر القتل والدمار لدفعهم إما للرحيل أو لرفض المقاومة والمطالبة بحكومة 'لا تقاتل'. هذه الحرب ليست ردًّا على 'طوفان الأقصى' فقط، بل تنفيذ لخطة قديمة تُجهز منذ سنوات، لضمان أمن الاحتلال على حساب دماء الفلسطينيين. * لماذا التهجير؟ * التهجير يحقق عدة أهداف، أهمها تأمين 'الممر الدولي الجديد' الذي يُخطط أن يربط بين الشرق والغرب ويمر بمحاذاة غزة. يرون أن وجود مقاومة على هذا الخط قد يهدد المشروع بعد أن تُنفق عليه تريليونات الدولارات. لهذا السبب، تصف الدول التي يمر عبرها هذا الممر المقاومة بالإرهاب، وتدعو علنًا وسرًا لتصفيتها، كي تضمن استفادتها الاقتصادية منه. هذا الممر مدعوم أمريكيًا وأوروبيًا وهنديًا وخليجيا، بهدف محاصرة طريق الصين التجاري المعروف بـ'الحزام والطريق'، ومنع تمدده في الشرق الأوسط. ولهذا: – تم فتح صفحة جديدة مع الصين، ودُعي رئيسها إلى أمريكا وأُعطي وعود مغرية، فقط لضمان حيادها وعدم عرقلة المخطط. – جرى تقليص الدعم العسكري لأوكرانيا بهدف تهدئة روسيا وتحييد تدخلها. – وُعدت دول المنطقة بمساعدات مالية وصفقات ضخمة (منها مفاعلات وصفقات تسليح عملاقة) لتلتزم الصمت، وتترك أمريكا تنفذ خطتها بهدوء. – كما أن هناك أطماعًا هائلة في غاز بحر غزة، الذي يحتوي على احتياطي ضخم يكفي لتأمين احتياجات أوروبا لسنوات. * لماذا تصمت القوى الكبرى في المنطقة على هذا المخطط؟ * لأن كثيرًا من هذه الدول تخشى أن تُفتح ضدها ملفات تهدد استقرارها أو شرعيتها، أو لأنها مرتبطة بمعاهدات وتفاهمات أمنية واقتصادية تجعلها تحت السيطرة الغربية. * بعضها مرتبط ارتباطًا كاملًا بالتسليح والدعم الاقتصادي الأمريكي، ويعلم أن اعتراضه سيعني وقف الإمدادات والمساعدات وربما تحريك أوراق المعارضة الداخلية ضده. * وهناك من يرى في المقاومة تهديدًا لمصالحه واستقراره، ويخشى أن تنتقل 'عدوى المقاومة' إلى شعوبه. * إضافة إلى أن بعض هذه الأنظمة تلقّت وعودًا بأن تكون شريكة في ما بعد تنفيذ الخطة الكبرى، وأن تصبح 'شرطيًا' للمنطقة، وهو لن يحدث فعليًا، لأن القوة الحقيقية ستُمنح للكيان الصهيوني ليكون اليد العليا في الشرق الأوسط. * ولكن، مع كل هذا التحالف العالمي، هل يمكن أن تفشل الخطة؟ * نعم، ستفشل بإذن الله، لأن المقاومة لا تقاتل من أجل سلطة أو مكسب دنيوي، بل تقاتل في سبيل الله، وقد وعد الله من ينصره بالنصر: 'إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم' 'إن ينصركم الله فلا غالب لكم' المقاومة تمتلك عناصر قوة لا تملكها جيوش مدعومة بأحدث التقنيات، فهي تقاتل على أرضها، وتملك خبرة تراكمية في القتال، وعقيدة راسخة تجعلها لا تهاب الموت، وحاضنة شعبية صلبة لم تتخل عنها رغم الحصار والدمار. كتبه المدين لغزة وفلسطين/ حمود النوفلي #غزه_تباد_وتحرق #غزه_تموت_جوعاً #غزة_الفاضحة 2025-08-01


ساحة التحرير
منذ 30 دقائق
- ساحة التحرير
إلى الفلسطينى الأخير!مهدى مصطفى
.. إلى الفلسطينى الأخير! مهدى مصطفى فى قلب العالم، عند ملتقى البحر والبر، والصحراء والمدينة، تقف فلسطين جرحا مفتوحا، بفعل الاحتلال والعجز الداخلى معا، حيث تتعمق الكارثة فى انقسام لم يعد خفيا، يتجاوز سطوة الاحتلال القاسى، ويتسلل إلى تفاصيل البيت الفلسطينى نفسه. الاحتلال لم يكن وحده من أطاح بحلم التحرير، شاركته انقسامات اجتماعية وسياسية متجذرة، مزقتها صراعات القبيلة والمدينة، العقيدة والتنظيم، الداخل والشتات. هذا ما وصفه هشام شرابى بـ«الحداثة المشوهة»، حين تتنازع التيارات بوصلة الوطن، وتخنق الرؤية المشتركة، فيذوب الأمل تحت ضراوة التناقضات. إسرائيل تستثمر فى هذا الانشطار، وتعيد تشكيله واقعا دائما، فصائل تحولت إلى جزر معزولة، وقيادات عاجزة عن بلورة مشروع تحررى واحد. فى المقابل، شعوب خضعت لاستعمار استيطانى شرس، مثل فيتنام وجنوب إفريقيا والجزائر، استطاعت أن تنهض من رمادها حين وحدت صفوفها خلف قيادة جامعة وسردية واضحة. فى كل موجة عدوان، كما يحدث فى غزة والضفة الغربية، تتجلى المأساة بكامل وجوهها، بطش المستعمر يتعاظم فى ظل غياب الرؤية الموحدة، وتشتت القرار الوطني. قال إدوارد سعيد إن القضية عادلة، وتمثيلها كارثي، وهذه الكارثة تفرض حضورها فى الدم والحصار والتفتيت. توالت على الفلسطينى مقترحات سياسية متباينة، من الدولة الواحدة، إلى ثنائية القومية، إلى الديمقراطية العلمانية، غير أن جميع هذه التصورات اندثرت تحت وطأة الصراعات المذهبية، التى استبدلت الإنسان الفلسطينى بالمرجعيات الغيبية، ودفعت المعركة إلى خارج سياقها التحرري، فتعمق الاستيطان وازدادت المسافة بين الفلسطينى وإمكان الفعل التاريخي. رغم هذا الانهيار المتراكم، تبقى الفرصة قائمة للانبعاث من جديد، يكفى من يحمل الفكرة، من يضع يده على الجرح، ويستعيد زمام المبادرة، من ينبثق من الداخل، ويعيد رسم موقعه فى السردية الإنسانية. منذ النكبة، ترسخ الألم فى الوعى الفلسطيني، وتحول التراجع إلى نظام، وخضع كل نقد إلى أحكام التخوين، لم تعد النكبة حدثا، إنما صارت عقيدة، وتحول شعار الحرب للحرب إلى شعار مغلق دون مراجعة، حذر إدوارد سعيد من هذا الانغلاق، ودعا إلى نقد ذاتى جرىء، يفتح نوافذ الأمل ويستعيد شروط الكرامة. فلسطين ليست عصية على التغيير، وإن بدت مجهدة، خلال قرن كامل، من وعد بلفور إلى أوسلو، ظل الفلسطينى موضوعا تصاغ حوله السياسات، دون أن يكون ذاتا تصوغ مصيرها، تبنت النخب مفاهيم وافدة، ماركسية أو قومية أو إخوانية، والأخيرة عابرة الحدود، ترغب فى جعل فلسطين نقطة انطلاق فى مشروع مريب، غير أن كل هذه المفاهيم عجزت عن بناء مشروع متجذر فى الأرض، مستقل فى قراره، نابض بإرادة الناس. فى سياق هذا التيه، تنامت الفصائل وتضخمت القيادات، وتحول الفدائى إلى موظف، والمخيم إلى نقطة انتظار، واختزل التحرير إلى عبارة خاوية، أصبح الفلسطينى متفرجا على قضيته، غائبا عن أدوات التأثير، مستهلكا للشعارات دون قدرة على المبادرة. التحرر لا يولد من رماد الأمل، فيتنام لم تنتظر العواصم، ومانديلا وجد خلاصه فى وعى الذات، والجزائر شقت طريقها عبر تنظيم متماسك، وفكرة راسخة، وشعب يعرف وجهته، كل تجربة تحرر قامت على ثلاثة أعمدة: قيادة صلبة، رؤية نافذة، شعب مستعد للثمن. فى فلسطين، ملامح المشروع غير واضحة، لا تعريف جامع للتحرير، لا خريطة تلم الشتات، لا سردية توحد الخطاب. مواجهة الاستيطان تتطلب أكثر من الخطابة، والسلاح المنفصل عن الهدف، تتطلب الفكرة الواضحة، والاتحاد الحقيقي، والاقتناع بعدالة القضية. البداية تمر عبر نقد الذات، بغرض تفكيك الأوهام التى رسخت عجز التنظيمات، وأفرغت الشعارات من مضمونها، آن الأوان للحظة السؤال الواضح: ماذا يريد الفلسطيني؟ التحرر لا يأتى عبر الأمنيات، ولا عبر تقارير الخارج، ولا من وراء شاشات العواصم، يستعاد حين يعلن الفلسطينى أنه صاحب القرار، وأن صوته يسبق أصوات المتحدثين الرسميين والوكلاء والمندوبين. حين يبدأ من ذاته، وحين يختار أن يكون فاعلا، حين يستعيد إرادته ويحدد وجهته، تنقلب المعادلة. الزمن يضيق، والمشهد يزداد قتامة، غير أنه فى اللحظات التى ينكسر فيها كل شىء، تتفتح البداية، فهل يولد الفلسطينى الأخير؟ 2025-08-01