logo
البنية التحتية والتعريفات الجمركية.. مشكلتان للاقتصاد الأميركي

البنية التحتية والتعريفات الجمركية.. مشكلتان للاقتصاد الأميركي

الاتحاد٠٨-٠٥-٢٠٢٥

البنية التحتية والتعريفات الجمركية.. مشكلتان للاقتصاد الأميركي
في 24 يونيو 2021، انهار مبنى سكني شاهق الارتفاع في سيرفسايد، بولاية فلوريدا الأميركية، مما أسفر عن مقتل 98 ساكناً. وتبين أن السبب هو انهيار لوح خرساني أسفل سطح حوض سباحة. وكشف تحقيق في المأساة أن هناك تحذيرات عديدة سابقة بضرورة إجراء إصلاحات جذرية للبنية التحتية للمبنى. لكن نظراً لتردد الملاك في توفير التمويل، تم تأجيل أعمال الصيانة. وفي أعقاب التحقيق، أصدرت فلوريدا قوانين جديدة تُلزم جميع المباني الشاهقة بإجراء عمليات تفتيش دورية للبنية التحتية، وإلزام مالكي المنازل بتوفير صناديق احتياطية كافية لضمان إجراء أي صيانة مطلوبة في الوقت المناسب. وقد امتدّت عواقب الحادث إلى جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفرضت معظم الولايات قوانين أكثر صرامة على مبانيها.
وفي 28 أبريل 2025، تسبّب عطل في الأسلاك النحاسية لأنظمة الاتصالات بمطار فيلادلفيا في انقطاع الرادار والاتصالات لمدة 90 ثانية. وخلال تلك الفترة، لم يتمكن مراقبو الحركة الجوية للرحلات من وإلى مطار نيوارك، من التواصل مع عشرات الطائرات التي كانت تستعد للإقلاع أو الهبوط. وأثارت تلك اللحظات الرعبَ بين المراقبين، لدرجة أن بعضهم اضطر لأخذ «إجازة صدمة» للتعافي من ضغوط الحادث. وقررت العديد من شركات الطيران عدم استخدام مطار نيوارك حتى يتم تحسين البنية التحتية.
وجاءت تلك الأزمة في وقت شهدت فيه البلاد العديد من الحوادث في المطارات، من بينها اصطدام مروحية عسكرية بطائرة ركاب فوق مطار ريغان في واشنطن، يوم 29 يناير الماضي، مما أسفر عن مقتل 67 شخصاً. وتسلّط تلك الحادثتان الضوءَ على المشاكل المُنتشرة في جميع أنحاء البلاد، والتي يُمكن إرجاعها جميعها إلى إخفاق الإدارات المتعاقبة في توفير الأموال اللازمة لإصلاح الجسور والسكك الحديدية والطرق والموانئ وشبكات الكهرباء وأنظمة المياه العذبة القديمة، بما في ذلك أنظمة الأنابيب ومرافق الصرف الصحي وأنظمة مراقبة الحركة الجوية.ولا تُعد تكاليف إصلاح هذه الأنظمة باهظة فحسب، بل إنها تُنافس متطلبات أخرى على الميزانيات الفيدرالية وميزانيات الولايات، في وقت تسعى فيه الإدارة الحالية إلى اقتطاع مليارات الدولارات من البرامج الفيدرالية لتغطية نفقات زيادة الإنفاق على الدفاع والضمان الاجتماعي، وتقديم تخفيضات ضريبية للشركات.
وتفاقمت تلك التحديات عندما بدأت أزمة الرسوم الجمركية الحالية تؤثر على الاقتصاد الأميركي. وفي خطاب وداعه للمساهمين، يوم 3 مايو الجاري، حذّر وارن بافيت، المؤسس الشهير لشركة «بيركشاير هاثاواي»، من أن استخدام الرسوم الجمركية كان «خطأ فادحاً»، وأنه لا ينبغي استخدام التجارة كسلاح. ورغم أنه لم يذكر ترامب بالاسم، فإنه شدّد على أن الرسوم الجمركية تُمثّل ضريبة على المستهلكين الأميركيين، وسيكون لها تأثير ضار على الاقتصاد الأميركي. وقد غيّرت الرسوم الجمركية مسار التدفقات التجارية بين الولايات المتحدة وبقية العالم بشكل جذري، فالانخفاض الحاد في شحنات الحاويات القادمة من الصين إلى موانئ لوس أنجلوس، يعني أن الاقتصاد المحلي يشعر بآثار التباطؤ. كما أن آلاف الشركات الصغيرة التي تعتمد على التجارة مع الصين في بقائها لا تستطيع تحمل الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية البالغة 145%.
وتأتي 80% من الألعاب التي يشتريها الأميركيون في العطلات، لاسيما عيد الميلاد، من الصين. كذلك تعاني الشركات الأميركية التي تُصدر منتجاتها إلى الصين، خاصة المنتجات الزراعية والمنتجات التكنولوجية المتقدمة. وفي وقت لاحق من موسم الصيف، ستنعكس هذه التكاليف في ارتفاع الأسعار، وحالات الإفلاس، والبطالة، واحتمال حدوث ركود اقتصادي. وحتى لو أبرمت الولايات المتحدة في نهاية المطاف صفقات مع شركائها التجاريين لتُخفّض الرسوم الجمركية، فإن الاضطرابات في سلاسل التوريد ستستغرق أشهر عديدة حتى تنتهي آثاره. والأخطر من ذلك هو فقدان الثقة في الولايات المتحدة كشريك تجاري، الأمر الذي سيقلّل من حوافز الشركات الأجنبية للاستثمار فيها، لاسيما إذا وجدت تلك الشركات شركاء آخرين أكثر موثوقية للتعامل معهم.
*مدير البرامج الاستراتيجية بمركز «ناشونال انترست» - واشنطن

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«بوليتيكو»: لماذا اختفى إيلون ماسك عن الأضواء؟
«بوليتيكو»: لماذا اختفى إيلون ماسك عن الأضواء؟

البوابة

timeمنذ 6 ساعات

  • البوابة

«بوليتيكو»: لماذا اختفى إيلون ماسك عن الأضواء؟

أثار غياب الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، عن الأضواء منذ شهر مارس الماضي، العديد من التساؤلات، فبعدما كان ماسك والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الشخصيتين الرئيسيتين على الإنترنت وفي واشنطن يومًا بعد يوم، بدأ أغنى رجل في العالم يتلاشى، هذا ما كشفت أسبابه صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية في تحليل لها. حضور لافت وتغيير ملحوظ وذكرت "بوليتيكو"، أنه على منصة "تروث سوشيال"، حيث يُعرف ترامب بمشاركة أفكاره الصريحة، اعتاد الرئيس ذكر ماسك كل بضعة أيام، لكنه الآن لم ينشر عنه أي شيء منذ أكثر من شهر. وقد توقفت حملة جمع التبرعات لترامب إلى حد كبير عن إرسال رسائل بريد إلكتروني تتضمن اسم الرئيس التنفيذي لشركة تسلا. اسم الملياردير، الذي كان يُذكر في السابق في إحاطات البيت الأبيض، أصبح الآن نادرًا ما يُذكر. حتى أعضاء الكونجرس أزالوه من نشراتهم الإخبارية. ورأت الصحيفة الأمريكية في تحليل لها، أنه تغييرٌ ملحوظٌ للرجل الذي كان حاضرًا في كل مكانٍ تقريبًا في الأيام الأولى لإدارة ترامب الثانية. فقد كان "ماسك" في المكتب البيضاوي، وفي اجتماعات مجلس الوزراء، وعلى متن طائرة الرئاسة. حضر حفل التنصيب، ثم في قاعة مجلس النواب لحضور خطاب ترامب الأول أمام الكونجرس، حيث أشاد ترامب بجهوده. والتقط صورًا مع الرئيس وصفٍّ من سيارات تيسلا في حديقة البيت الأبيض. لكن حضور ماسك البارز في واشنطن قد انتهى، وفقًا للتحليل. ففي رئاسة ترامب الثانية سريعة التطور، يبدو أن احتكار ماسك للخطاب السياسي والتغطية الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي قد انكسر - ويعود ذلك جزئيًا إلى توقف ترامب والجمهوريين عن الحديث عنه تقريبًا. إذ قال السيناتور جون كينيدي (جمهوري من لويزيانا): "أفتقده". فوائد تراجع حضور "ماسك" سياسيًا قد يكون لتراجع حضور ماسك فوائد سياسية للحزب الجمهوري. فقد كشفت استطلاعات الرأي العام عن تراجع شعبيته بشكل متزايد - أكثر بكثير من شعبية ترامب. وفي مطلع الشهر الماضي، خسر الجمهوريون أيضًا سباقًا قضائيًا رئيسيًا في ولاية ويسكونسن، حيث أصبح ماسك ممولًا رئيسيًا وقضيةً انتخابية. وفي واشنطن، استمرت جهود خفض التكاليف التي تبذلها وزارة الكفاءة الحكومية التي يرأسها ماسك، لكنها تراجعت سياسيًا أمام الرسوم الجمركية ومعركة الميزانية. ولا يزال الجمهوريون يُشيدون بماسك عند سؤالهم عنه. وهم بالطبع يريدون دعمه في الانتخابات القادمة بفضل ثروته الطائلة، وجيشه من المؤيدين، وآلية تأثيره الإلكترونية. لكن بينما جادل "كينيدي" بأن تراجع ماسك "لن يُحدث فرقًا يُذكر" في انتخابات التجديد النصفي، بدأ آخرون يقولون إن أفضل طريقة للرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا لمساعدة الحزب قد لا تكون في حملته الانتخابية قبل عام ٢٠٢٦. وقال ديفيد ماكنتوش، الرئيس التنفيذي لنادي النمو المحافظ: "تشير استطلاعات الرأي حول شعبية إيلون ماسك إلى أنه يُبلي بلاءً حسنًا عندما يكون في الداخل. ونأمل أن يبقى طويلًا لتحقيق ذلك، لكن دون أن يتولى دور وكيل الحملة الانتخابية". وقد يُعقّد هذا جهود الديمقراطيين لاستخدام ماسك كأداة سياسية. فقد أمضوا شهورًا في صقل استراتيجيات، بما في ذلك في سباق ويسكونسن، لربط الملياردير غير المحبوب بخصومهم الجمهوريين في منافسات حامية الوطيس في جميع أنحاء البلاد. لكن من غير المرجح أن يختفي الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، الذي يحظى بمتابعة واسعة على منصته الاجتماعية "إكس"، تمامًا - ويقول الديمقراطيون إنهم ما زالوا قادرين على استخدامه كـ"بعبع". لقد أصبح ماسك شريرًا قويًا في اليسار لدرجة أن الديمقراطيين ما زالوا يتوقعون استحضاره قبل الانتخابات التنافسية هذا العام في ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، وكذلك في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل. وبينما يبدو الجمهوريون أقل ميلًا لوضعه في الصدارة، فإنهم أيضًا لا يتراجعون عنه تمامًا. وقال جيسي فيرغسون، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي: "في النهاية، لم تكن المسألة هنا تتعلق بإيلون ماسك، بل كانت تتعلق بشخصيته. لقد وضع هو خطة عملهم، والأمر لا يتعلق باللوم النظري، بل بالضرر الواقعي الذي تسبب فيه هو وترامب، والذي سيُرفع دعاوى قضائية بشأنه طوال انتخابات التجديد النصفي". ابتعاد دراماتيكي وكان ابتعاد إدارة ترامب عن ماسك دراماتيكيًا على الإنترنت. ففي فبراير ومارس، نشر ترامب عن الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا بمعدل أربع مرات أسبوعيًا تقريبًا؛ ومنذ بداية أبريل، لم يذكر الرئيس ماسك ولو مرة واحدة على منصة "تروث سوشيال". وعندما سُئل البيت الأبيض عن تراجع ترامب عن ذكر ماسك، وما إذا كان الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا يشكل عبئا سياسيا، لم يذكر ماسك بشكل مباشر. صرحت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية لترامب، في بيان: "ستستمر مهمة وزارة الطاقة والموارد الطبيعية - المتمثلة في الحد من الهدر والاحتيال وإساءة الاستخدام - بلا شك. سيواصل موظفو وزارة الطاقة والموارد الطبيعية الذين انضموا إلى وكالاتهم العمل مع حكومة الرئيس ترامب لزيادة كفاءة حكومتنا". ليس ترامب وحده، بل إن كبار مستشاري الرئيس، بالإضافة إلى الحسابات الرسمية للبيت الأبيض، توقفوا إلى حد كبير عن نشر الصور والمحتوى الذي يذكر ماسك. وتوقف ذكر ماسك في حملات جمع التبرعات فجأةً في أوائل مارس. ومنذ ذلك الحين، لم يرسل ترامب سوى رسالة جمع تبرعات واحدة تذكر ماسك، وهي رسالة بريد إلكتروني في مايو الماضي تُروّج لقبعة "خليج أمريكا" التي جربها الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا. انخفاض زيارات بحث جوجل مع تراجع دور ماسك في البيت الأبيض علنًا، انخفض عدد زيارات بحث جوجل، وتراجع ذكره في الأخبار. وهذا بعيد كل البعد عن الاهتمام الذي حظي به كشخصية سياسية محورية خلال الحملة الانتخابية، ثم كرئيس لجهود إدارة ترامب لتقليص صلاحيات الحكومة الفيدرالية. وأصبح بعض الجمهوريين يعتبرون ماسك ذا تأثير سياسي سلبي، وهو ما يحاول الديمقراطيون استغلاله. أولاً، هناك استطلاعات الرأي: يميل الناخبون إلى النظر إلى ماسك نظرة أقل استحساناً بكثير من ترامب. مقارنةً بالأشهر القليلة الماضية، انخفضت نسبة تأييد الرئيس التنفيذي لشركة تسلا لدى معظم الفئات ، بما في ذلك المستقلون والناخبون غير الحاصلين على شهادات جامعية. وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة Navigator Research في وقت سابق من هذا الربيع أن عمل DOGE يصبح أقل شعبية عندما يرتبط بماسك، كما وجد استطلاع للرأي أجرته شركة Data for Progress في أواخر أبريل أن معظم الناخبين يريدون رحيل ماسك عن الحكومة في نهاية فترة الـ١٣٠ يومًا كموظف خاص والتي من المقرر أن تنتهي في نهاية شهر مايو - أو حتى قبل ذلك. التغيرات السريعة في أولويات القضايا بالإضافة إلى المخاوف السياسية المحتملة، يعكس جزء من ابتعاد ماسك عن الأضواء التغيرات السريعة في أولويات القضايا خلال الأشهر الأولى من رئاسة ترامب.

بيانات اقتصادية تضغط على الأسواق العالمية
بيانات اقتصادية تضغط على الأسواق العالمية

البيان

timeمنذ 6 ساعات

  • البيان

بيانات اقتصادية تضغط على الأسواق العالمية

لعبت بيانات اقتصادية أمريكية وأوروبية دوراً مباشراً في الضغط على مؤشرات الأسهم العالمية، في ظل متابعة المستثمرين نتائج أعمال الشركات، بجانب تقييم بيانات التضخم في المملكة المتحدة. ففي «وول ستريت» فتحت المؤشرات الرئيسية على انخفاض مع ترقب المستثمرين نتائج نقاش مهم بشأن مشروع قانون تخفيض الضرائب الذي اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أثار مخاوف إزاء تزايد ديون الولايات المتحدة. وهبط مؤشر داو جونز الصناعي 1.88 %، ونزل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.65 %، وتراجع مؤشر ناسداك المجمع 1.57%. واستقرت نسبياً الأسهم الأوروبية عند إغلاق تعاملات الأربعاء، في ظل متابعة المستثمرين نتائج أعمال الشركات، بجانب تقييم بيانات التضخم في المملكة المتحدة. وتراجعت الأسهم الأوروبية عن أعلى مستوياتها في شهرين متأثرة بانخفاض سهم جوليوس باير بعد أن كشف البنك السويسري عن رسوم متعلقة بمحفظة الائتمان، في حين راقب المستثمرون تطورات السياسات التجارية الأمريكية ومناقشة مشروع قانون الضرائب بالكونجرس الأمريكي. وانخفض مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.2 % بقيادة قطاعي السيارات والتجزئة. وارتفع مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.36%، وزاد مؤشر «فايننشال تايمز» بنسبة 0.06%، فيما انخفض مؤشر «كاك» الفرنسي بنسبة 0.40%. كذلك استقرت الأسهم اليابانية خلال التداول الأربعاء بعد المكاسب التي حققتها مؤخراً، حيث يبحث المتعاملون عن إشارات عقب موسم نتائج الشركات. وانخفض مؤشر «نيكاي» بنسبة 0.1 %، في حين ارتفع المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.19 %. وشهد التداول صعود 155 سهماً وتراجع 69 سهماً على مؤشر «نيكاي» الذي لا يزال منخفضاً بنسبة 6 % تقريباً هذا العام. وارتفع سهم تويوتا 0.4 % بعد أن كشفت شركة صناعة السيارات عن التصميم الجديد لسيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات «راف4».

فرنسا تستفيد من تنوع صادراتها في مواجهة الحرب التجارية مع أمريكا
فرنسا تستفيد من تنوع صادراتها في مواجهة الحرب التجارية مع أمريكا

العين الإخبارية

timeمنذ 7 ساعات

  • العين الإخبارية

فرنسا تستفيد من تنوع صادراتها في مواجهة الحرب التجارية مع أمريكا

في وقت تتصاعد فيه التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كشفj دراسة حديثة صادرة عن إدارة الجمارك الفرنسية أن باريس خرجت بأقل الأضرار من موجة الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. في حين يبلغ متوسط الرسوم الجمركية الإضافية المفروضة على الصادرات الفرنسية إلى السوق الأمريكية 9.6%، تصل هذه النسبة إلى 12.3% لألمانيا، و18.3% للمجر، وتبلغ ذروتها عند 22.1% لسلوفاكيا. فما سر هذه الفوارق الكبيرة؟ ولماذا تملك فرنسا هذا الامتياز "النسبي" في قلب هذه الحرب التجارية؟ فرنسا تستفيد منذ أبريل/نيسان الماضي، وطبقًا للبيانات الجمركية، أصبحت أكثر من 80% من المنتجات الفرنسية المصدرة إلى الولايات المتحدة خاضعة لسعر جمركي إضافي بنسبة 10%. بالمقابل، 12% من هذه الصادرات معفاة بالكامل، بينما تواجه النسبة المتبقية ضرائب عالية تصل إلى 25%، خصوصًا في قطاعات مثل السيارات والصلب والألمنيوم، بحسب محطة "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية. وبينما كان من المقرر فرض ضريبة عامة بنسبة 20% على جميع واردات الاتحاد الأوروبي، قررت إدارة ترامب في النهاية تقليص هذه النسبة إلى 10% لفترة تجريبية مدتها 90 يومًا، مع بعض الإعفاءات الموجهة لقطاعات استراتيجية. الصادرات الدوائية تنقذ فرنسا جزء مهم من تفسير انخفاض معدل الضريبة على المنتجات الفرنسية يعود إلى التركيبة الخاصة لصادراتها. ففرنسا تصدّر ما يقارب 4 مليارات يورو من المنتجات الصيدلانية سنويًا إلى الولايات المتحدة، وهذه الفئة معفاة تمامًا من الضرائب الإضافية. ووفقاً للدراسة، فإن هذا العامل وحده خفّض المعدل الجمركي المتوسط الإجمالي على الصادرات الفرنسية من 25% إلى أقل من 10%. من يدفع الثمن الأعلى؟ وتشير البيانات إلى تفاوت كبير في متوسط الضريبة الإضافية التي فرضتها الولايات المتحدة على صادرات عدد من الدول الأوروبية، بحسب طبيعة المنتجات المصدّرة. فقد بلغت هذه الضريبة 9.6% بالنسبة لفرنسا، مستفيدة من تنوع صادراتها ونسبة المنتجات الصيدلانية المعفاة من الرسوم، ما ساهم في خفض المعدل الإجمالي. أما ألمانيا، فقد بلغت الضريبة المفروضة عليها 12.3% نتيجة لكون 27% من صادراتها نحو السوق الأمريكية تتعلق بالمركبات ومكوناتها، وهو قطاع خاضع لسعر ضريبي أعلى. وتظهر النسبة أكثر حدة في المجر (18.3%) وسلوفاكيا (22.1%)، حيث تمثل السيارات وقطع الغيار 58% و80% من صادراتهما على التوالي. من جهتها، تواجه رومانيا ضريبة متوسطة نسبتها 16.1%، بسبب اعتماد صادراتها بنسبة 20% على الصلب والألمنيوم، وهي مواد مشمولة بسعر ضريبي مرتفع. في المقابل، تبدو إيرلندا أقل تأثراً بهذه الإجراءات، إذ لم تتجاوز نسبة الضريبة المفروضة على صادراتها 2.8%، بفضل هيمنة المنتجات الصيدلانية على 75% من تجارتها مع الولايات المتحدة. ما الذي تصدره فرنسا إلى أمريكا؟ فرنسا تتميز بتركيبة متنوعة للغاية لصادراتها، وهو ما ساهم في حمايتها من الضرائب المرتفعة: 20% من الصادرات تتعلق بقطاع الطيران والفضاء (محركات نفاثة، طائرات، قطع غيار)، و8% مشروبات كحولية فاخرة: كونياك، نبيذ، شمبانيا، و 8% منتجات صيدلانية، و6% عطور ومنتجات تجميل وتنظيف. في عام 2024، بلغت قيمة صادرات فرنسا إلى الولايات المتحدة 48.5 مليار يورو، بزيادة قدرها 3.4 مليار عن العام السابق. ومع ذلك، سجّلت فرنسا عجزًا تجاريًا بقيمة 4.2 مليارات يورو في هذا الاتجاه. وتمثل الولايات المتحدة 8.3% من إجمالي صادرات فرنسا، لتصبح ثاني أكبر شريك تجاري بعد ألمانيا (13.3%)، متقدمة على إيطاليا (8.2%). ماذا عن واردات فرنسا من أمريكا؟ فرنسا استوردت من الولايات المتحدة ما قيمته 52.7 مليار يورو، ما يجعلها العميل رقم 11 لأمريكا فقط. وتشمل الواردات: 21% معدات طيران وفضاء، و20% هيدروكربونات طبيعية، خاصة الغاز الطبيعي المسال (GNL)، و9% منتجات صيدلانية. aXA6IDgyLjI5LjI0Mi45NyA= جزيرة ام اند امز GB

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store