logo
منصور الرحباني في ذاكرة الإبداع.. احتفال مئوي في أنطلياس

منصور الرحباني في ذاكرة الإبداع.. احتفال مئوي في أنطلياس

ليبانون 24١٩-٠٣-٢٠٢٥

في سياق الأَنشطة المتعدِّدة التي تَشهدُها هذه السنة لإِحياء مئوية منصور الرحباني (1925-2025)، دعا "مركز التراث اللبناني" في الجامعة اللبنانية الأَميركية LAU إِلى احتفالٍ في اليوم ذاته لولادة منصور في أنطلياس 17 آذار.
افتتح اللقاءَ وأَداره مديرُ المركز الشاعر هنري زغيب، بدءًا من الوقوف دقيقة صمت لغياب الفنان أَنطوان كرباج، ثم أَدار الندوة بجلستَين.
في الجلسة الأُولى كانت كلمة مصوَّرة من هيوستن (تكساس) للدكتور فيليب سالم بعنوان "صداقة عمْر في ٍسبيل الرسالة"، روى فيها علاقته الطويلة مع عاصي ومنصور وعلاقته الشخصية مع منصور، ختمها بقوله: "منصور الرحباني، الصديقُ والحبيب، الذي رفع كلَّ واحد منا إِلى فوق، وملأَ سماءَ هذا الشرق بالفرَح، ماتَ وفي قلبه حُزن كبير وخوف كثير: حزْنٌ على لبنان ، وخوفٌ على الرسالة".
ثم كانت قصيدة الشاعر عبدالغني طليس: "لم ينَم في ظلّ تاريخه" جاء فيها: "منصور ما أَنت؟ بحرٌ كان مزدحمًا، وقد جهلْنا فساويناه بالديمِ... منصور ما أَنتَ؟ هل قدَّمتَ أَجوبةً عمَّا تراشق في الأَفكار من حممِ"؟
بعده كانت مداخلة الدكتورة جيمي جان عازار: "محترِف الشعر والانتظار" دعت فيها إِلى "إدخال فكْر منصور الرحباني بشكلٍ وافر في المناهج المدرسيّة والجامعات، وحماية الإِرث الرحبانيّ من الزوال... فما أَحوجنا اليوم إِلى منصور الرحباني سنَدًا ومرشدًا وأُستاذًا. إِنه تاريخ في رجل، وهو في رياض الشعر والمسرح غَرسة لن تموت".
في الجلسة الأُخرى، كانت مداخلة من الدكتور ناجي قزيلي عن الأُلوهة في قصائد منصور والبابا يوحنا بولس الثاني، اكتشف فيها جديدًا لافتًا في مواضيع مشتركة بينهما: الأَرض، الحرية، الإِنسان، الله. وأَعطى استشهادات شعرية مقارنة بين قصائد منصور وقصائد البابا يوحنا بولس الثاني في المواضيع ذاتها.
ختام الجلسة كان مع الباحثة الأَكاديمية باميلا شربل التي قدَّمَت مداخلة بعنوان "أَين منصور منَّا، نحن الجيل الجديد"؟ عرضَت فيها موقع منصور وموقع الأخوين عاصي منصور في نفوس جيل التسعينات ومطلع الأَلفية الثالثة، وما يعني له التراث الرحباني في خضم الأَعمال الفنية الشابة التي تصدر في السنوات الأَخيرة، مشدِّدة على ضرورة أَن يطَّلع الجيل الجديد على الإِرث الرحباني الذي يعلِّم حب الوطن والقيَم الإِنسانية العالية.
وتخلَّلت المداخلات قراءةُ الفنان النقيب جهاد الأَطرش قصائدَ من منصور الرحباني بإِلقاء عميق أَتاح للجمهور التعرُّف إِلى منصور شاعرًا خارج أَعماله الملحَّنة والمغنَّاة.
وختامًا أَعلن مدير المركز عن الندوة التالية في 7 نيسان المقبل وهي مخصَّصة للأَديبة اللبنانية مي زيادة، في حوار مع الباحثة الدكتورة كارمن البستاني لمتاسبة صدور كتابها "مي زيادة: شَغَفُ الكتابة". (الوكالة الوطنية للإعلام)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من عامل في محل بيتزا إلى قائمة "فوربس" للمليارديرات
من عامل في محل بيتزا إلى قائمة "فوربس" للمليارديرات

تيار اورغ

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • تيار اورغ

من عامل في محل بيتزا إلى قائمة "فوربس" للمليارديرات

من الإسكندرية إلى لندن .. ومن عامل في محل بيتزا إلى قائد واحدة من أكبر الشركات العائلية في المنطقة.. تكشف رحلة الملياردير المصري محمد منصور رحلة الصعود والهبوط لأصحاب الثروات، وكيفية التعايش مع الأزمات والإصرار على الحلم رغم مختلف العوائق. تم تشخيص إصابته بالسرطان بعد تخرجه من الجامعة في "كارولينا الشمالية"، إلا أنه نجح في التعافي من المرض، وقال لبرنامج "الدرجة الأولى" على قناة "العربية": "الحمد لله بفضل الطبيب المعالج والأمل، استطعت تجاوز المحنة وتم القضاء على المرض تماماً". السير منصور (76 عاماً)، كما يحب أن يطلق عليه، (ثاني عربي ومصري يحصل على لقب "سير" من ملكة إنجلترا)، لم يألف الفقر، ولد في عائلة أرستقراطية، والده كان أكبر مصدّر للقطن في العالم، بحسب وصفه. لكن الحياة لا تسير على وتر واحد، وبعض لياليها حالكة الظلام. قال لبرنامج "الدرجة الأولى"، إن أكثر المقولات التي يؤمن بها هي لعالم الفيزياء ألبرت إينشتاين: "الحياة مثل الدراجة الهوائية، لحفظ توازنك، عليك التحرك دائماً". عامل بيتزاإصابته بسرطان الكلى لم تكن المرة الأولى التي يواجه فيها منصور تحديا ضخما، فقبل ثلاث سنوات من تشخيصه بالمرض، تلقى الملياردير المصري خطاباً من والده يخبره بوقف إرسال نفقاته. صادر الرئيس المصري الأسبق، جمال عبد الناصر، ثروة عائلته وقام بتأميم شركة القطن الخاصة بهم، ما ترك منصور مفلساً فجأة. انتقل الشاب البالغ من العمر 18 عاماً من منزل الأخوية إلى مسكن مزدحم خارج الحرم الجامعي، وحاول تدبير أموره من "الإكراميات" التي يتركها له الزبائن في محل البيتزا الذي عمل به لإعالة نفسه وإخوته يوسف وإسماعيل. يصف منصور التجربة الصعبة بأنها كانت بمثابة درس كبير في الحياة، حيث تعلم منها قيمة العمل الجاد والمثابرة. حادث كاد يودي بإحدى قدميهبعمر العاشرة، تعرض منصور إلى حادث مأساوي، كاد يقود الأطباء لبتر إحدى قدميه لولا تمسكه ورفضه للقرار، واحتفاظه بابتسامته والأمل في التحسن للعودة لممارسة الرياضة، ليصبح طريح الفراش لنحو 3 سنوات كاملة، قبل أن يتمكن من النهوض من جديد. استغل منصور وقت إصابته في القراءة والتعلم لتطوير نفسه، الحادث يكشف بعداً آخر في شخصية منصور، والتي لا ترى وقتاً في الحياة رخيصاً يمكن إضاعته أو مبرراً للتنازل عن الأحلام، مع الدفع نحو حدود جديدة للحياة. تقدر ثروة منصور بـ 3.5 مليار دولار، بحسب قائمة "فوربس" للمليارديرات. بعد إكمال دراسته في الولايات المتحدة، عاد منصور إلى مصر للعمل مع والده والذي نجح في إعادة تأسيس شركة في مجال الأقطان، إلا أن الانتفاح الاقتصادي كشف عن فرص لـ "لطفي منصور" لبدء عمل تجاري جديد في قطاع السيارات عبر الشراكة مع "جنرال موتورز" في البداية. الأحلام كانت بسيطة، حيث كان المشروع يستهدف تصنيع 50 سيارة سنوياً مع هامش ربح 1000 جنيه لكل سيارة. احتفل منصور الأسبوع الماضي بتصنيع مليون سيارة. وقال لـ "العربية"، إن شركته هي أحد أكبر موزعي "جنرال موتورز" في العالم، ومع تكرار التجربة مع "كاتربلر" أصبحت علامة منصور التجارية هي أكبر موزع لشركة المعدات الكبيرة في العالم. تنامت أرباح العائلة سريعاً خلال العقود التالية من الشراكة مع "جنرال موتورز"، وكانت توكل بنوك الاستثمار ومديري الأصول في توظيف الأموال. قال منصور إن تأسيس شركة "مان كابيتال"، مكتب العائلة الذي يدير أعماله من لندن، حيث يقيم منصور إلى الآن كان بهدف أن يكون الذراع الاستثمارية للمجموعة، والاستعانة بالاستشاريين داخلياً. استثمر في فيسبوك وتويتر وسبوتيفايساعد هذا التوجه في سرعة اتخاذ قرارات استثمارية في مراحل مبكرة من عمر شركات تكنولوجية عملاقة، حيث استثمرت شركته في "فيسبوك" و"تويتر"، و"إير بي إن بي"، و"سبوتيفاي" في مراحل مبكرة قبل إدراجها في البورصة. ومنذ عام 2010، استمرت أعمال الشركة في التوسع والدخول في مجالات جديدة مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة والتعليم، كما أصبح اليوم من أكبر المستثمرين في سلسلة مقاهي "كافينيرو" البريطانية ومشاريع طاقة الرياح. منصور يؤمن بأن الابتكار والتفكير خارج الصندوق هما مفتاح النجاح. هذا الإيمان قاده إلى الاستثمار في شركات تكنولوجية ناشئة مثل فيسبوك وتويتر وأوبر، مما جعله من أوائل المستثمرين في هذه الشركات الناجحة. اليوم، يركز محمد منصور على الذكاء الاصطناعي، مؤمناً بأنه الثورة القادمة التي ستغير العالم. من خلال شركته الاستثمارية "مان كابيتل"، يستثمر منصور في الشركات التي تعمل على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن هذه التقنيات ستحدث ثورة في حياتنا اليومية. محمد منصور ليس فقط رجل أعمال ناجحا، بل هو أيضاً شخص يؤمن بأهمية رد الجميل للمجتمع. من خلال مؤسسة "رايت تو دريم"، يسعى منصور إلى دعم الشباب وتوفير فرص التعليم والتدريب لهم، مؤمناً بأن الشباب هم المستقبل. ورغم تقدمه في العمر، إلا أنه لا يزال يؤمن بالمجازفة، وقال لا يوجد عائد بدون مجازفة. وقال منصور إن استثماراته في شركات التكنولوجيا حملت الكثير من المجازفة، ولا يزال يحتفظ بحصص في بعض الشركات إلى الآن، بينما تخارج من بعض الشركات. وأضاف أن خطواته القادمة ستكون مركزة على الذكاء الاصطناعي عن طريق شركة رأسمال مخاطر تم تأسيسها في سان فرانسيسكو وتحمل اسم "1984". أسس منصور وأبناؤه مؤسسة Right to Dream. من حقك أن تحلم؟ وهذه مؤسسة عالمية مهتمة بالتعليم والرياضة، وتمتلك فرق كرة قدم في كل من سان دياغو ومصر وأيضا دول أخرى. وقال إن مؤسسة "رايت تو دريم" كان لها تمثيل عبر 7 لاعبين في كأس العالم قطر 2022، بالإضافة إلى أكثر من 140 لاعبا محترفا يلعبون في فرق بالدوري الإنجليزي الممتاز، وغيرها من الدوريات الكبرى. اختتم منصور لقاءه مع مذيعة "العربية" فاطمة الزهراء الضاوي، بضرورة التمسك بالتفاؤل، والصبر، والعمل الجاد. كما ينصح بضرورة أن تحيط نفسك بأناس أكثر ذكاء منك. "استمع أكثر مما أتكلم مع العاملين معي .. بفهم منهم ثم اتخذ القرار". وحذر منصور من الغرور، ومحاولة النجاح السريع، فغالباً ما يؤدي إلى أزمات مالية تعصف بالأعمال.

بعلبك تستعدّ للموسم الصيفي... وتُحضّر لمهرجاناتها رغم عربدة "إسرائيل"
بعلبك تستعدّ للموسم الصيفي... وتُحضّر لمهرجاناتها رغم عربدة "إسرائيل"

الديار

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • الديار

بعلبك تستعدّ للموسم الصيفي... وتُحضّر لمهرجاناتها رغم عربدة "إسرائيل"

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تستعدّ "مدينة الشمس" بعلبك، لاستقبال الموسم الصيفي لعام 2025 بأبهى استقبالٍ على الرغم من القصف والدّمار الذي حلّ بالمدينة ورغم التحديات الكبيرة أمام خطر عودة المعارك وتجديد الحرب مع إسرائيل. ولأنّ الخوف لدى سكّان المنطقة لم يعد حاضرًا كالسابق، عادت الأمور إلى مجاريها وفتحت الأسواق بشكلٍ كليٍ واسترجعت المهن قواها. وبعد جولةٍ قامت بها جريدة "الديار" داخل أسواق بعلبك والقلعة، اتّضح لنا أنّ عملية البيع والشراء جيّدة، والأسعار ممتازة، وزحمة السير خانقة بسبب عودة المغتربين الاجانب واللبنانيين، وأيضًا اللبنانيين الذين يشجعون السياحة الداخلية بشكلٍ خاصٍ. فكيف تستقبل بعلبك موسمها الصّيفي؟ تستعد مدينة بعلبك في صيف 2025 لاستقبال موسم سياحي واعد، حيث تُظهر المدينة حيوية متجددة بعد فترةٍ من الركود الاقتصادي. وتُركز الاستعدادات على تعزيز البنية التحتية، وتحسين المرافق العامة، وتنشيط الحركة التجارية والسياحية. وبحسب مصادرنا الخاصة، من المتوقع افتتاح مدخل جديد لقلعة بعلبك (مدخل بيت ناصيف) في السابع والعشرين من الشهر الجاري، برعاية وزير الثقافة غسان سلامة ومشروع الإرث الثقافي. ويهدف هذا المشروع إلى تسهيل وصول الزوار إلى الموقع الأثري، رغم بعض الاعتراضات من أصحاب المؤسسات السياحية المحيطة بالقلعة. وتشجيعًا للناس غير الميسورين، لكل من يحمل بطاقة تابعة للسلك العسكري، باستطاعته زيارة القلعة بالمجّان. أمّا الآخرون، فعليهم دفع دولارين فقط عند باب الدّخول. كما تعمل بلدية بعلبك، على تعبيد الشوارع الرئيسية وتأهيلها بتمويل من البنك الدولي. ويتم تركيب إضاءة تعمل بالطاقة الشمسية في مداخل المدينة ومحيط القلعة والسوق التجاري حتى منطقة رأس العين، مما يزيد من جمالية المنطقة وبالتالي استقطاب زوارها وناسها. مهرجانات بعلبك الدولية وفي حديثه للدّيار، يؤكد حماد ياغي وهو عضو في الهيئة التنفيذية لمهرجانات بعلبك الدولية يعمل في المجالات الثقافية والفنية والإدارية، أنّ لبنان سيشهد هذا العام بدل الحفلة، حفلتين ضخمتين. الحفلة الأولى أوبرا كارمن، والحفلة الثانية للفنانة هبى طوجي بذكرى مئوية منصور الرحباني مع أسامة الرحباني. المهرجان الأول تستعد مهرجانات بعلبك الدولية هذا العام لتقديم عرض استثنائي لأوبرا "كارمن" في 25 تموز 2025، في أجواءٍ ساحرةٍ داخل قلعة بعلبك الأثرية. وهذا العمل الشهير للمؤلف الفرنسي جورج بيزيه سيُقدَّم برؤية إخراجية جديدة، من توقيع المخرج اللبناني البرازيلي جورج تقلا، وبقيادة المايسترو توفيق معتوق. كما تلعب دور "كارمن" المغنية الفرنسية ماري غوترو، المعروفة بأدائها القوي وحضورها المسرحي المميز. يشاركها في البطولة جوليان بير بدور الجندي "دون خوسيه"، وجيروم بوتيليه في دور مصارع الثيران "إسكاميليو"، إضافة إلى فانينا سانتوني بدور "ميكاييلا". وسيتخلل العرض، مشاركة فنانين، وستترجم النصوص الغنائية فورًا لتسهيل متابعة القصة على الحضور. المهرجان الثاني ستُطل الفنانة اللبنانية هبة طوجي على جمهور مهرجانات بعلبك الدولية في الثامن من آب 2025، في حفلةٍ مميزةٍ تُقام في رحاب قلعة بعلبك الأثرية. وبقيادة الموسيقار أسامة الرحباني، ستقدم طوجي عرضًا يمزج بين الأصالة والإبداع، ضمن تحية خاصة للراحل منصور الرحباني في ذكرى مئويته. الحفل يُجسّد روح لبنان الفنية وسط الظروف الصعبة، ويُعدّ من أبرز محطات صيف هذا العام في بعلبك.

"يلاّ بابا"... رحلة في الذاكرة والزمن من بروكسل إلى كوكبا!
"يلاّ بابا"... رحلة في الذاكرة والزمن من بروكسل إلى كوكبا!

الديار

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • الديار

"يلاّ بابا"... رحلة في الذاكرة والزمن من بروكسل إلى كوكبا!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب فيلمٌ وثائقي، للمخرجة أنجي عبيد، يعكس رحلة مميزة تجمع بين التاريخ الشخصي والتحولات الجيوسياسية. يصوّر الفيلم رحلة أنجي، البالغة من العمر 34 عامًا، برفقة والدها منصور، البالغ من العمر 74 عامًا، على نفس المسار الذي قطعه الأخير قبل 42 عامًا، بين بروكسل وبيروت. وتسلط هذه الرحلة الضوء على التغييرات الجذرية التي شهدتها المنطقة؛ من اختفاء دول وظهور أخرى، وتبدلات في الحدود، وانهيار أنظمة ديكتاتورية وبروز أخرى، وانتهاء حروب واندلاع أخرى، التي نتج عنها الموت والتشريد. أما لبنان، الذي يقع بين البحر وصراعات دائمة، فلم يعد من الممكن الوصول إليه عن طريق البر. ويتجاوز الفيلم التغيرات الجغرافية والسياسية ليقدم استكشافًا عميقًا للعلاقة المتطورة بين الأب وابنته، خارج الإطار التقليدي للعائلة. "يلاّ بابا" يدمج بين التجربة الشخصية والقراءة العميقة للواقع المتغير، ليقدم رؤية فريدة حول الروابط الإنسانية في عالم مليء بالتحولات. وكان لـ"الديار" حديثٌ مع المخرجة أنجي عبيد، التي أطلعتنا أن "فكرة الفيلم جاءت عندما انتقلت إلى العيش في بلجيكا حيث كنت أقوم بعمل ماسترز في إخراج الأفلام الوثائقية. وخلال تلك الفترة، كان والدي يتصل بي ليخبرني عن رحلة قام بها عندما كان عمره 32 سنة في عام 1980، أثناء الحرب الأهلية في لبنان، حين قرر هو ورفاقه الذهاب في رحلة إلى بلجيكا لشراء سيارات نظيفة بأسعار مناسبة، والعودة بها إلى لبنان عبر البر. وبما أنه لم يقم برحلة مماثلة منذ ذلك الحين، فإن إقامتي في بلجيكا أعادت إليه ذكريات تلك الرحلة، وكان يحكي لي عنها لساعات على الهاتف. وبدا لي وكأنه يريد استعادة ذكرياته". وتابعت أنها، خلال حديثه، أرادت أن تسأله عن البلدان التي مر بها وعن الأحداث التي واجهها، و"لاحظت بعض التغيّرات مثل بروز حدود جديدة واندلاع حروب خلال الأربعين سنة الماضية، وفكرت كيف يمكننا أن نرى هذه الحدود والحروب اليوم من خلال العلاقة التي تجمعني بوالدي، وهي علاقة لم نتمكن من التعبير عنها عبر السفر معاً خارج لبنان أو خارج مجتمعنا. وشعرت أن القيام بهذه الرحلة معاً قد يمنحنا فرصة لإعادة التفكير بعلاقتنا، وإعادة النظر في الأربعين سنة الماضية بما شهدته من حروب وأحداث في العالم، وفتح تساؤلات حول ما يمكن أن يحدث في المستقبل". وأضافت أن "الفيلم يتناول هذه الرحلة التي تمر عبر عشر بلدان، بدءاً من بلجيكا، فرنسا، إيطاليا، سلوفينيا، كرواتيا، البوسنة والهرسك، صربيا، بلغاريا، تركيا، وصولاً إلى لبنان"، مشيرةً إلى أنه "أثناء تصوير الفيلم في أواخر 2022، واجهنا حدوداً مغلقة بسبب الحرب في سوريا، مما اضطرنا لاستخدام الباخرة من جنوب تركيا إلى طرابلس للوصول إلى جنوب لبنان، حيث قريتنا، كوكبا، التي كانت ضمن المنطقة المحتلة من إسرائيل حتى عام 2000". وأكدت أنها أرادت ذكر هذا في الفيلم إذ إنه "يعكس طفولتي وتاريخ والدي". وأردفت أن "الفيلم ينتهي أثناء فترة الحرب في غزة، بالتزامن مع تهديدات للجنوب وأراضي الزيتون التي يملكها والدي، بالتركيز على الزيتون كمحور عاطفي وشخصي، بينما يتناول في الوقت ذاته القضايا الجيوسياسية الأوسع التي أثرت على منطقتنا في الأربعين سنة الماضية." وعن الصعوبات التي واجهتها خلال تصوير الوثائقي، أقرّت عبيد أن "التحضير للفيلم من هذا النوع ليس سهلاً، لأننا كنا نتنقل بين عشر بلدان لا نعرفها جميعها. فبالنسبة لي، لم أكن قد زرت كل هذه البلدان من قبل، وحتى التي زرتها، لم يكن الهدف من زيارتها مشابهًا لهذه الرحلة".، مضيفةً أن "صحة والدي كانت تشكّل أيضاً مصدر قلق كبير بالنسبة لي خلال هذه الرحلة وخاصة أنها أتت بعد فترة من تفشي جائحة الكورونا، فلم أرغب في تعريض أحد للخطر، خاصةً والدي، وهذا وضع عليّ ضغطًا إضافيًا، بالإضافة إلى التحديات الصحية المرتبطة بعمره". وتابعت أنه "رغم ذلك، استمرينا بالتصوير على مدى 42 يومًا متواصلًا من بروكسل إلى لبنان، كان منها 30 يومًا على الطرقات". هذا كان من أصعب ما واجهنا أثناء التصوير، لكنه أيضًا كان السبب في أن القصة والفيلم تطورا بشكل طبيعي، مواكبين الرحلة وشخصياتنا والأحداث في وقتها الحقيقي". وقالت إنه "بعد التصوير، جاءت الصعوبة في معالجة كل هذه المواد. كان لدينا لقطات كثيرة، ومواقف ومحطات متعددة لم أتمكن من إدراجها جميعًا في النسخة النهائية. اختزال 40 يومًا إلى ساعة و40 دقيقة تطلب مني التضحية بلحظات جميلة كنت أودّ الاحتفاظ بها، لكن كان لا بد من التركيز على العناصر التي تخدم القصة وتساعد في وصولها إلى جمهور واسع، يتعدى الحدود الشخصية والعائلية". ولفتت عبيد خلال حديثها مع "الديار" إلى أن والدها، الذي درس في أكثر من مجال، مثل الأدب العربي، الجغرافيا، والصحافة، في عام 1988، وهو العام الذي ولدت فيه خلال فترة الحرب، كان يعمل في جريدة "الديار" مع انطلاقتها، مشيرةً إلى أن "هناك مشهد في الفيلم يتناول هذه الفترة، حيث كنا في إيطاليا نتحدث عن الصحافة، حين سألت والدي عما كان يكتب عنه، أجاب بأنه كان يكتب في قسم الثقافة. وتحدث أيضاً عن عمله في الجريدة خلال تلك الفترة الصعبة، وكيف كانوا يلجؤون إلى الملاجئ أثناء الحرب، مشيراً إلى تجربته في "الديار" آنذاك". وتابعت أنه "بحكم دراسته للجغرافيا، كان والدي شغوفاً بالسفر واستكشاف البلدان وتاريخها. لكن مع مرور الوقت، لم تسنح له الكثير من الفرص للسفر مجددًا. لذلك، جاءت فكرة الفيلم كفرصة لإحياء هذه الاهتمامات. تجربة العمل على الفيلم معًا كانت مميزة للغاية، إذ أعادت إحياء شغفه وساعدتنا في استكشاف العالم من خلال عينيه". وعندما سُئلت عن المفاجآت التي واجهتها أثناء الرحلة، قالت عبيد إننا "فوجئنا بالعديد من الأمور، على الرغم من أنني كنت قد أعددت نفسي مسبقاً وقمت برحلة استكشافية صغيرة إلى بعض المناطق، فقد كان الهدف أن أتعرف على ما قد ينتظرني لأتمكن من التحضير وكتابة بعض الملاحظات قبل التصوير. لكن الطريق دائمًا مليء بالمفاجآت، وهذا لعب دورًا رائعًا في الفيلم، والحمد لله أننا لم نواجه مشاكل بقدر ما واجهنا لحظات جميلة ومفاجآت ممتعة". وتابعت، لكن "أكثر ما فاجأني كان والدي، فكما ذكرت من قبل، كنت أراه وفق القواعد التقليدية التي فرضها المجتمع، لكن عندما وصل إلى بروكسل واستقبلته في المطار، بدأ الفيلم من تلك اللحظة. وما أثار دهشتي هو كيف بدا وكأنه تخلص من شخصيته المعتادة ليبدأ رحلة جديدة بروح مختلفة تماماً. كان متحمساً بشكل لم أكن أتوقعه، ومتشوقاً ليعيش كل التفاصيل معي، وكأنه ينظر إلى الحياة من منظور عمري"، مشيرةً إلى أنه "عندما صورت الفيلم، كان عمري 34 عامًا، وهو تقريبًا نفس العمر الذي كان فيه والدي عندما قام برحلته الأولى بعمر 32 عامًا، فشعرت وكأنه يعيد إحياء تلك المرحلة من حياته بنفس الحماس، الانفتاح، والرغبة في الاكتشاف، ولكن هذه المرة معي، مع ابنته. هذه التجربة المشتركة أضافت طابعًا فريدًا ومميزًا إلى الفيلم". وعن تطلّعاتها للفيلم، قالت عبيد إن "أكثر ما أتمناه هو أن يُشاهد في الأماكن والمدن التي زرناها خلال الرحلة. بدأ الفيلم بالفعل بالعرض في بعض هذه المناطق، لكن طموحي أن يصل إلى أكبر عدد ممكن من المشاهدين. على سبيل المثال، سيعرض قريباً في لبنان ضمن "مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة" في ABC ضبيه، بتاريخ 30 من الشهر الحالي، وبعد ذلك في طرابلس في الأول من الشهر المقبل، في عرض يُقام في مرسح - طرابلس التي كانت جزءاً من رحلتنا". وتابعت إنني "أطمح أن يصل الفيلم إلى الجمهور وأن يتواصلوا معه بمختلف الطرق، سواء من خلال استكشاف العلاقة بين الأب وابنته، أو العلاقات العائلية بشكل عام، أو حتى عبر مناقشة التاريخ والجغرافيا والسفر والحدود والسياسة، وأن يحاكي الفيلم كل شخص بطريقته الخاصة، وأن يترك أثراً أعمق يتجاوز حدود القصة الشخصية ليصل إلى أفق أوسع". وأشارت عبيد إلى أن الفيلم عرض في عديد من المهرجانات الدولية مثل: مهرجان بروكسل الدولي للأفلام في بلجيكا، ومهرجان إيران الدولي للأفلام الوثائقية في طهران، إيران، ومهرجان أمستردام للأفلام الوثائقية ((IDFA عام 2024. كما عرض في مهرجان صوفيا الدولي للأفلام في بلغاريا ومهرجان إسطنبول الدولي للأفلام عام 2025. وعُرض سينمائياً في "SPOTLIGHT ON WOMXN DIRECTORS" في أنتويرب، بلجيكا، بين شهري آذار ونيسان 2025. وأضافت عبيد أن "بعد انتهاء جولته على المهرجانات، سيعرض على قناة الجزيرة الوثائقية". ورُشّح الفيلم لجائزة "De Ensors"، ما يعادل جائزة الأوسكار في بلجيكا، عن أفضل وثائقي لعام 2025. ولفتت إلى أن الفيلم ثمرة إنتاج مشترك بين بلجيكا، لبنان، هولندا، وقطر. وعن مشاريعها المستقبلية، كشفت أنجي عبيد أنني "في طور التفكير بمسلسل وثائقي، أو مسلسل وثائقي قصير ممتد بين أربع أو ست حلقات. ولكن لا يمكنني الإفصاح عن المزيد إذ أن الفكرة لم تتبلور بوضوح بعد". وختمت أنه "عندما تتضح الفكرة أكثر وتتطوّر، سأتمكن حينها من التكلّم أكثر عن الموضوع".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store