أحدث الأخبار مع #منصورالرحباني


الديار
١١-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الديار
بعلبك تستعدّ للموسم الصيفي... وتُحضّر لمهرجاناتها رغم عربدة "إسرائيل"
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تستعدّ "مدينة الشمس" بعلبك، لاستقبال الموسم الصيفي لعام 2025 بأبهى استقبالٍ على الرغم من القصف والدّمار الذي حلّ بالمدينة ورغم التحديات الكبيرة أمام خطر عودة المعارك وتجديد الحرب مع إسرائيل. ولأنّ الخوف لدى سكّان المنطقة لم يعد حاضرًا كالسابق، عادت الأمور إلى مجاريها وفتحت الأسواق بشكلٍ كليٍ واسترجعت المهن قواها. وبعد جولةٍ قامت بها جريدة "الديار" داخل أسواق بعلبك والقلعة، اتّضح لنا أنّ عملية البيع والشراء جيّدة، والأسعار ممتازة، وزحمة السير خانقة بسبب عودة المغتربين الاجانب واللبنانيين، وأيضًا اللبنانيين الذين يشجعون السياحة الداخلية بشكلٍ خاصٍ. فكيف تستقبل بعلبك موسمها الصّيفي؟ تستعد مدينة بعلبك في صيف 2025 لاستقبال موسم سياحي واعد، حيث تُظهر المدينة حيوية متجددة بعد فترةٍ من الركود الاقتصادي. وتُركز الاستعدادات على تعزيز البنية التحتية، وتحسين المرافق العامة، وتنشيط الحركة التجارية والسياحية. وبحسب مصادرنا الخاصة، من المتوقع افتتاح مدخل جديد لقلعة بعلبك (مدخل بيت ناصيف) في السابع والعشرين من الشهر الجاري، برعاية وزير الثقافة غسان سلامة ومشروع الإرث الثقافي. ويهدف هذا المشروع إلى تسهيل وصول الزوار إلى الموقع الأثري، رغم بعض الاعتراضات من أصحاب المؤسسات السياحية المحيطة بالقلعة. وتشجيعًا للناس غير الميسورين، لكل من يحمل بطاقة تابعة للسلك العسكري، باستطاعته زيارة القلعة بالمجّان. أمّا الآخرون، فعليهم دفع دولارين فقط عند باب الدّخول. كما تعمل بلدية بعلبك، على تعبيد الشوارع الرئيسية وتأهيلها بتمويل من البنك الدولي. ويتم تركيب إضاءة تعمل بالطاقة الشمسية في مداخل المدينة ومحيط القلعة والسوق التجاري حتى منطقة رأس العين، مما يزيد من جمالية المنطقة وبالتالي استقطاب زوارها وناسها. مهرجانات بعلبك الدولية وفي حديثه للدّيار، يؤكد حماد ياغي وهو عضو في الهيئة التنفيذية لمهرجانات بعلبك الدولية يعمل في المجالات الثقافية والفنية والإدارية، أنّ لبنان سيشهد هذا العام بدل الحفلة، حفلتين ضخمتين. الحفلة الأولى أوبرا كارمن، والحفلة الثانية للفنانة هبى طوجي بذكرى مئوية منصور الرحباني مع أسامة الرحباني. المهرجان الأول تستعد مهرجانات بعلبك الدولية هذا العام لتقديم عرض استثنائي لأوبرا "كارمن" في 25 تموز 2025، في أجواءٍ ساحرةٍ داخل قلعة بعلبك الأثرية. وهذا العمل الشهير للمؤلف الفرنسي جورج بيزيه سيُقدَّم برؤية إخراجية جديدة، من توقيع المخرج اللبناني البرازيلي جورج تقلا، وبقيادة المايسترو توفيق معتوق. كما تلعب دور "كارمن" المغنية الفرنسية ماري غوترو، المعروفة بأدائها القوي وحضورها المسرحي المميز. يشاركها في البطولة جوليان بير بدور الجندي "دون خوسيه"، وجيروم بوتيليه في دور مصارع الثيران "إسكاميليو"، إضافة إلى فانينا سانتوني بدور "ميكاييلا". وسيتخلل العرض، مشاركة فنانين، وستترجم النصوص الغنائية فورًا لتسهيل متابعة القصة على الحضور. المهرجان الثاني ستُطل الفنانة اللبنانية هبة طوجي على جمهور مهرجانات بعلبك الدولية في الثامن من آب 2025، في حفلةٍ مميزةٍ تُقام في رحاب قلعة بعلبك الأثرية. وبقيادة الموسيقار أسامة الرحباني، ستقدم طوجي عرضًا يمزج بين الأصالة والإبداع، ضمن تحية خاصة للراحل منصور الرحباني في ذكرى مئويته. الحفل يُجسّد روح لبنان الفنية وسط الظروف الصعبة، ويُعدّ من أبرز محطات صيف هذا العام في بعلبك.


خبر مصر
١١-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- خبر مصر
أخر الأخبار / منصور الرحباني... أغنية شعبية للمتنبي وسمّ سقراط
منذ رحيل عاصي الرحباني سنة 1986، تابع شقيقه منصور الرحباني (1925 - 2009) كتابة المسرحيات الغنائية وتلحينها، من دون تغييرٍ يُذكر في السمات الشكلية التي حددت للظاهرة الرحبانية بصمتها الخاصة. من شأن تلك المتابعة أن وفّرت سُبل مأسسة "الرحبانيّة" وتطوّرها من محض ومضة إبداعية خاطفة، اقتضى إشعاعها التقاء أقطابٍ ثلاثة هم عاصي ومنصور وفيروز، إلى استمرارها إرثاً ليس لآل الرحباني فحسب، ولا للبنان البلد المهد، وإنما كانت أعمالهم ولا تزال، تستلهم تارة وتستنسخ على مستوى المنطقة الناطقة بالعربية؛ فيمكن القول إن الرحابنة قد ساهموا في تشكيل الوعي الجمالي العربي، على الأخص لدى جيل الثمانينيات والتسعينيات في ما يخص مجال التعبير الفني القائم على تفاعل "الفكرة/النص" مع "الصورة/المشهد" و"المغنى/الموسيقى". مع مسار المأسسة بالمعنى التقني الفني والإنتاجي، انتقالاً من الومضة الخاطفة إلى الإرث المديد، ترافقَ مسارٌ آخر، هو تاريخ الشرق الأوسط المعاصر بما فيه الشام ولبنان، فأخذ يؤثّر على الموضوعات التي اختارها منصور الرحباني خلال فترة ما بعد عاصي؛ فمن جهة، لم يطرأ أواخر التسعينيات تبدّل على مركزية التوق إلى استعادة المجد العربي، ولو كان مخيالاً، بل ازدادت زخماً في وجه المزيد من الخيبات والمآسي، كاحتلال الكويت من قبل العراق ثم تحريرها، وما سيتلوه من احتلال للعراق من قبل الولايات المتحدة الأميركية على أثر صدمة هجمات 11 سبتمبر 2001. من جهة أخرى، وتزامناً مع انتشار الفضائيات والحواريات السياسية على الهواء، أخذت شعوب المنطقة تنجذب إلى خطاب جديد ذي طابعٍ نصف - ثوريّ ربط التحرر العربي والتنمية بإحلال الديمقراطية، تحدّى الحال الراهنة (Status Quo)، تأثّر بالانتفاضتين الفلسطينية الأولى، فالثانية، تصاعد في لبنان بين النخب والعامة عقب انتهاء الحرب الأهلية، تجاذبه قطبا التضامن مع المقاومة جنوب البلاد، ورفض بقاء القوات السورية واستمرار تحكّم دمشق في مصير اللبنانيين، في حين أطلقت دمشق وعوداً للسوريين بالتدرّج نحو إصلاح وانفتاح، له أن يُتيح هامشاً من الحريات. انعكست روح العصر الجديد وأجواؤه الحبلى بالأحداث والمتغيرات من خلال مسرحيّتين غنائيتين ملحميّتين، كتبهما منصور الرحباني خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي، واحدة بعنوان "آخر أيام سقراط" عُرضت لأول مرة على مسرح كازينو لبنان سنة 1998 ثم في القاهرة وأبوظبي، وأخرى هي أوبريت "أبو الطيب المتنبي" التي استضافت إمارة دبي عرضها الأول سنة 2001، لتتقاطر العروض في كلٍّ من سورية والأردن ولبنان. ولئن تمحورت كل من المسرحيّتين حول شخصية تاريخية، في الأولى الإغريقي الحكيم الثائر وفي الثانية العربي الفارس الشاعر، فإن كلّاً منهما تبدوان من منظار اليوم بمثابة استجابة موضوعاتية إلى الأمزجة التي حرّكت الشارع العربي آنذاك. المسرحية الأولى أخرجها مروان الرحباني. مُنح فيها الفيلسوف عظيم المكانة في تاريخ الفكر الإنساني لقب "أحكم حكماء الأرض". اعتمد السرد الدرامي في مرجعيّته على آثار تلامذته أفلاطون وأكزينوفون، إضافةً إلى مسرحية "السحب" للإغريقي أرسطوفان. في ما يبدو إسقاطاً راهناً على ظاهرة تلفيق التهم القضائية لأغراضٍ سياسية تهدف إلى التخلص من المعارضين، ركّز منصور الرحباني على الفصل الأخير من حياة سقراط عندما اقتيد إلى محاكمة له دبّرها "الطغاة الثلاثون" الذين انقلبوا على الحكم الديمقراطي في أثينا، إذ صدر حكم بإعدامه تجرّعاً للسم بعد إدانته بتحقير الآلهة وتخريب عقول الشباب، بينما المأرب كان تصفيته، خوفاً من تنامي نفوذه التنويري وإصراره على الاستمرار في الدعوة إلى نصرة الحق والحقيقة وإعلاء الفضيلة والوقوف في وجه الاستبداد. يُقدّم الفيلسوف الحكيم قائداً للجماهير الثائرة في وجه الطاغوت خلال الوصلة الغنائية المعنونة "أحمر لون الثورة". على صوت أبواق الترومبيت، تُعزف جماعةً بأسلوب عسكريّ مهيب، تُنذر بحدثٍ جلل، وفيما تُضاء الخشبة باللون الأحمر القاني، يصدح صوت سقراط، يؤدّيه الممثل اللبناني رفيق علي أحمد: "أحمر لون الثورة، ذهب لون الحصاد، فضي قصر الحاكم، هربوا القوات". تُلحّن الجمل القصيرة على مقام الحجاز ذي العقد النغمية شديدة الانقباض، كما تُمدُّ نهايتها لتُجسّد فعل الصياح والنداء. تنضم إلى الممثل جوقة غنائية تمثّل الثوّار، يحملون سيوفاً ومعاول، يرافقهم تسجيلٌ من أداء أوركسترا كييف الأوكرانية باستطاعتها الصوتية القصوى، فتطابق بعض مجاميع الآلات اللحن المُغنّى، بينما تصعّد المجاميع الأخرى عبر وسائل التوزيع الهارموني والآلي الكلاسيكي الغربي، ليزداد الوقع الدرامي للمشهد. أما أوبريت "أبو الطيب المتنبي" فكتبها منصور الرحباني وأخرجها نجله مروان، وشارك كل من إلياس وغدي وأسامة الرحباني في تلحين القصائد. أسوةً بـ"آخر أيام سقراط"، تميّز العمل بإمكانات إنتاجية عالية، انعكس في تصميم سينوغرافيا باذخ، على موضة دراما الفنتازيا التاريخية، التي شاعت خلال الفترة نفسها تقريباً، نتيجة توفّر مصادر تمويلٍ سخيّ، أخذت تتسرّب إلى المسرح الرحباني، الذي بدا في عهد ما بعد عاصي أقرب إلى شكل الميوزيكال الاستعراضي. برز التوجه إلى المغالاة في التوجّه إلى الجماهيرية واحتضان الذائقة الاستهلاكية من خلال الأسلوب الذي لُحِّنت به قصائد المتنبّي، إذ اقتربت بها من الأغنية الشعبية، كما سبق للرحابنة أن وظّفوها ضمن إطار موضوعاتٍ استلهموها من الريف اللبناني. وقد راع ذلك النهج الصحافي اللبناني الراحل سمير قصير، ما حدا به أن كتب بصحيفة السفير مقالة سنة 2002، انتقد فيها السطحية الناجمة عن اتّباع شكل الأوبريت الأكثر خفّة عوضاً عن إبداع شكل أوبرا كلاسيكي يتصف بمستوى من العمق، يلبي درامياً ما تتطلّبه شخصيّات ملحميّة تاريخية بعيار سقراط والمتنبي. إلا أنه، ومن تحت القشرة الإنتاجية الباذخة التي عمّت المشهد الفني، ولم تقتصر على مسرح منصور الرحباني وأولاده، حُمّلت تلك الأعمال أيضاً رسائل سياسية موجّهة إلى الشعوب، ليسمعها الحكام وبالعكس، اكتنفت، في حالة أوبريت المتنبي، خطاب المركزية التاريخية في الثقافة العربية ومتلازمة المجد الغابر، مفادها؛ أن السلطان يجب أن يُبتغى لأجل الشعب، ليس لأجل السلطان. ولعل الالتفات في فترة ما بعد عاصي إلى مخاطبة العامة لا النخب، ترافقاً مع تسيّد ذهنية الربحيّة وأسلوب العيش الاستهلاكي، صبّ في جهود التكيّف مع روح عصر جديد، في سبيل أن تستمر الظاهرة الرحبانية إرثاً وألا تبقى مجرّد بارقة. بتاريخ: 2025-05-11


العربي الجديد
١١-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- العربي الجديد
منصور الرحباني... أغنية شعبية للمتنبي وسمّ سقراط
منذ رحيل عاصي الرحباني سنة 1986، تابع شقيقه منصور الرحباني (1925 - 2009) كتابة المسرحيات الغنائية وتلحينها، من دون تغييرٍ يُذكر في السمات الشكلية التي حددت للظاهرة الرحبانية بصمتها الخاصة. من شأن تلك المتابعة أن وفّرت سُبل مأسسة "الرحبانيّة" وتطوّرها من محض ومضة إبداعية خاطفة، اقتضى إشعاعها التقاء أقطابٍ ثلاثة هم عاصي ومنصور وفيروز، إلى استمرارها إرثاً ليس لآل الرحباني فحسب، ولا للبنان البلد المهد، وإنما كانت أعمالهم ولا تزال، تستلهم تارة وتستنسخ على مستوى المنطقة الناطقة بالعربية؛ فيمكن القول إن الرحابنة قد ساهموا في تشكيل الوعي الجمالي العربي، على الأخص لدى جيل الثمانينيات والتسعينيات في ما يخص مجال التعبير الفني القائم على تفاعل "الفكرة/النص" مع "الصورة/المشهد" و"المغنى/الموسيقى". مع مسار المأسسة بالمعنى التقني الفني والإنتاجي، انتقالاً من الومضة الخاطفة إلى الإرث المديد، ترافقَ مسارٌ آخر، هو تاريخ الشرق الأوسط المعاصر بما فيه الشام ولبنان، فأخذ يؤثّر على الموضوعات التي اختارها منصور الرحباني خلال فترة ما بعد عاصي؛ فمن جهة، لم يطرأ أواخر التسعينيات تبدّل على مركزية التوق إلى استعادة المجد العربي، ولو كان مخيالاً، بل ازدادت زخماً في وجه المزيد من الخيبات والمآسي، كاحتلال الكويت من قبل العراق ثم تحريرها، وما سيتلوه من احتلال للعراق من قبل الولايات المتحدة الأميركية على أثر صدمة هجمات 11 سبتمبر 2001. من جهة أخرى، وتزامناً مع انتشار الفضائيات والحواريات السياسية على الهواء، أخذت شعوب المنطقة تنجذب إلى خطاب جديد ذي طابعٍ نصف - ثوريّ ربط التحرر العربي والتنمية بإحلال الديمقراطية، تحدّى الحال الراهنة (Status Quo)، تأثّر بالانتفاضتين الفلسطينية الأولى، فالثانية، تصاعد في لبنان بين النخب والعامة عقب انتهاء الحرب الأهلية، تجاذبه قطبا التضامن مع المقاومة جنوب البلاد، ورفض بقاء القوات السورية واستمرار تحكّم دمشق في مصير اللبنانيين، في حين أطلقت دمشق وعوداً للسوريين بالتدرّج نحو إصلاح وانفتاح، له أن يُتيح هامشاً من الحريات. انعكست روح العصر الجديد وأجواؤه الحبلى بالأحداث والمتغيرات من خلال مسرحيّتين غنائيتين ملحميّتين، كتبهما منصور الرحباني خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي، واحدة بعنوان "آخر أيام سقراط" عُرضت لأول مرة على مسرح كازينو لبنان سنة 1998 ثم في القاهرة وأبوظبي، وأخرى هي أوبريت "أبو الطيب المتنبي" التي استضافت إمارة دبي عرضها الأول سنة 2001، لتتقاطر العروض في كلٍّ من سورية والأردن ولبنان. ولئن تمحورت كل من المسرحيّتين حول شخصية تاريخية، في الأولى الإغريقي الحكيم الثائر وفي الثانية العربي الفارس الشاعر، فإن كلّاً منهما تبدوان من منظار اليوم بمثابة استجابة موضوعاتية إلى الأمزجة التي حرّكت الشارع العربي آنذاك. المسرحية الأولى أخرجها مروان الرحباني. مُنح فيها الفيلسوف عظيم المكانة في تاريخ الفكر الإنساني لقب "أحكم حكماء الأرض". اعتمد السرد الدرامي في مرجعيّته على آثار تلامذته أفلاطون وأكزينوفون، إضافةً إلى مسرحية "السحب" للإغريقي أرسطوفان. في ما يبدو إسقاطاً راهناً على ظاهرة تلفيق التهم القضائية لأغراضٍ سياسية تهدف إلى التخلص من المعارضين، ركّز منصور الرحباني على الفصل الأخير من حياة سقراط عندما اقتيد إلى محاكمة له دبّرها "الطغاة الثلاثون" الذين انقلبوا على الحكم الديمقراطي في أثينا، إذ صدر حكم بإعدامه تجرّعاً للسم بعد إدانته بتحقير الآلهة وتخريب عقول الشباب، بينما المأرب كان تصفيته، خوفاً من تنامي نفوذه التنويري وإصراره على الاستمرار في الدعوة إلى نصرة الحق والحقيقة وإعلاء الفضيلة والوقوف في وجه الاستبداد. يُقدّم الفيلسوف الحكيم قائداً للجماهير الثائرة في وجه الطاغوت خلال الوصلة الغنائية المعنونة "أحمر لون الثورة". على صوت أبواق الترومبيت، تُعزف جماعةً بأسلوب عسكريّ مهيب، تُنذر بحدثٍ جلل، وفيما تُضاء الخشبة باللون الأحمر القاني، يصدح صوت سقراط، يؤدّيه الممثل اللبناني رفيق علي أحمد: "أحمر لون الثورة، ذهب لون الحصاد، فضي قصر الحاكم، هربوا القوات". تُلحّن الجمل القصيرة على مقام الحجاز ذي العقد النغمية شديدة الانقباض، كما تُمدُّ نهايتها لتُجسّد فعل الصياح والنداء. تنضم إلى الممثل جوقة غنائية تمثّل الثوّار، يحملون سيوفاً ومعاول، يرافقهم تسجيلٌ من أداء أوركسترا كييف الأوكرانية باستطاعتها الصوتية القصوى، فتطابق بعض مجاميع الآلات اللحن المُغنّى، بينما تصعّد المجاميع الأخرى عبر وسائل التوزيع الهارموني والآلي الكلاسيكي الغربي، ليزداد الوقع الدرامي للمشهد. أما أوبريت "أبو الطيب المتنبي" فكتبها منصور الرحباني وأخرجها نجله مروان، وشارك كل من إلياس وغدي وأسامة الرحباني في تلحين القصائد. أسوةً بـ"آخر أيام سقراط"، تميّز العمل بإمكانات إنتاجية عالية، انعكس في تصميم سينوغرافيا باذخ، على موضة دراما الفنتازيا التاريخية، التي شاعت خلال الفترة نفسها تقريباً، نتيجة توفّر مصادر تمويلٍ سخيّ، أخذت تتسرّب إلى المسرح الرحباني، الذي بدا في عهد ما بعد عاصي أقرب إلى شكل الميوزيكال الاستعراضي. برز التوجه إلى المغالاة في التوجّه إلى الجماهيرية واحتضان الذائقة الاستهلاكية من خلال الأسلوب الذي لُحِّنت به قصائد المتنبّي، إذ اقتربت بها من الأغنية الشعبية، كما سبق للرحابنة أن وظّفوها ضمن إطار موضوعاتٍ استلهموها من الريف اللبناني. وقد راع ذلك النهج الصحافي اللبناني الراحل سمير قصير، ما حدا به أن كتب بصحيفة السفير مقالة سنة 2002، انتقد فيها السطحية الناجمة عن اتّباع شكل الأوبريت الأكثر خفّة عوضاً عن إبداع شكل أوبرا كلاسيكي يتصف بمستوى من العمق، يلبي درامياً ما تتطلّبه شخصيّات ملحميّة تاريخية بعيار سقراط والمتنبي. إلا أنه، ومن تحت القشرة الإنتاجية الباذخة التي عمّت المشهد الفني، ولم تقتصر على مسرح منصور الرحباني وأولاده، حُمّلت تلك الأعمال أيضاً رسائل سياسية موجّهة إلى الشعوب، ليسمعها الحكام وبالعكس، اكتنفت، في حالة أوبريت المتنبي، خطاب المركزية التاريخية في الثقافة العربية ومتلازمة المجد الغابر، مفادها؛ أن السلطان يجب أن يُبتغى لأجل الشعب، ليس لأجل السلطان. ولعل الالتفات في فترة ما بعد عاصي إلى مخاطبة العامة لا النخب، ترافقاً مع تسيّد ذهنية الربحيّة وأسلوب العيش الاستهلاكي، صبّ في جهود التكيّف مع روح عصر جديد، في سبيل أن تستمر الظاهرة الرحبانية إرثاً وألا تبقى مجرّد بارقة.


ليبانون 24
١٩-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- ليبانون 24
منصور الرحباني في ذاكرة الإبداع.. احتفال مئوي في أنطلياس
في سياق الأَنشطة المتعدِّدة التي تَشهدُها هذه السنة لإِحياء مئوية منصور الرحباني (1925-2025)، دعا "مركز التراث اللبناني" في الجامعة اللبنانية الأَميركية LAU إِلى احتفالٍ في اليوم ذاته لولادة منصور في أنطلياس 17 آذار. افتتح اللقاءَ وأَداره مديرُ المركز الشاعر هنري زغيب، بدءًا من الوقوف دقيقة صمت لغياب الفنان أَنطوان كرباج، ثم أَدار الندوة بجلستَين. في الجلسة الأُولى كانت كلمة مصوَّرة من هيوستن (تكساس) للدكتور فيليب سالم بعنوان "صداقة عمْر في ٍسبيل الرسالة"، روى فيها علاقته الطويلة مع عاصي ومنصور وعلاقته الشخصية مع منصور، ختمها بقوله: "منصور الرحباني، الصديقُ والحبيب، الذي رفع كلَّ واحد منا إِلى فوق، وملأَ سماءَ هذا الشرق بالفرَح، ماتَ وفي قلبه حُزن كبير وخوف كثير: حزْنٌ على لبنان ، وخوفٌ على الرسالة". ثم كانت قصيدة الشاعر عبدالغني طليس: "لم ينَم في ظلّ تاريخه" جاء فيها: "منصور ما أَنت؟ بحرٌ كان مزدحمًا، وقد جهلْنا فساويناه بالديمِ... منصور ما أَنتَ؟ هل قدَّمتَ أَجوبةً عمَّا تراشق في الأَفكار من حممِ"؟ بعده كانت مداخلة الدكتورة جيمي جان عازار: "محترِف الشعر والانتظار" دعت فيها إِلى "إدخال فكْر منصور الرحباني بشكلٍ وافر في المناهج المدرسيّة والجامعات، وحماية الإِرث الرحبانيّ من الزوال... فما أَحوجنا اليوم إِلى منصور الرحباني سنَدًا ومرشدًا وأُستاذًا. إِنه تاريخ في رجل، وهو في رياض الشعر والمسرح غَرسة لن تموت". في الجلسة الأُخرى، كانت مداخلة من الدكتور ناجي قزيلي عن الأُلوهة في قصائد منصور والبابا يوحنا بولس الثاني، اكتشف فيها جديدًا لافتًا في مواضيع مشتركة بينهما: الأَرض، الحرية، الإِنسان، الله. وأَعطى استشهادات شعرية مقارنة بين قصائد منصور وقصائد البابا يوحنا بولس الثاني في المواضيع ذاتها. ختام الجلسة كان مع الباحثة الأَكاديمية باميلا شربل التي قدَّمَت مداخلة بعنوان "أَين منصور منَّا، نحن الجيل الجديد"؟ عرضَت فيها موقع منصور وموقع الأخوين عاصي منصور في نفوس جيل التسعينات ومطلع الأَلفية الثالثة، وما يعني له التراث الرحباني في خضم الأَعمال الفنية الشابة التي تصدر في السنوات الأَخيرة، مشدِّدة على ضرورة أَن يطَّلع الجيل الجديد على الإِرث الرحباني الذي يعلِّم حب الوطن والقيَم الإِنسانية العالية. وتخلَّلت المداخلات قراءةُ الفنان النقيب جهاد الأَطرش قصائدَ من منصور الرحباني بإِلقاء عميق أَتاح للجمهور التعرُّف إِلى منصور شاعرًا خارج أَعماله الملحَّنة والمغنَّاة. وختامًا أَعلن مدير المركز عن الندوة التالية في 7 نيسان المقبل وهي مخصَّصة للأَديبة اللبنانية مي زيادة، في حوار مع الباحثة الدكتورة كارمن البستاني لمتاسبة صدور كتابها "مي زيادة: شَغَفُ الكتابة". (الوكالة الوطنية للإعلام)


الوطنية للإعلام
١٩-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الوطنية للإعلام
"مركز التراث" LAU : مئوية منصور الرحباني
وطنية - في سياق الأَنشطة المتعدِّدة التي تَشهدُها هذه السنة لإِحياء مئوية منصور الرحباني (1925-2025)، دعا "مركز التراث اللبناني" في الجامعة اللبنانية الأَميركية LAU إِلى احتفالٍ في اليوم ذاته لولادة منصور في أنطلياس (17 آذار). افتتح اللقاءَ وأَداره مديرُ المركز الشاعر هنري زغيب، بدءًا من الوقوف دقيقة صمت لغياب الفنان أَنطوان كرباج، ثم أَدار الندوة بجلستَين. في الجلسة الأُولى كانت كلمة مصوَّرة من هيوستن (تكساس) للدكتور فيليب سالم بعنوان "صداقة عمْر في ٍسبيل الرسالة"، روى فيها علاقته الطويلة مع عاصي ومنصور وعلاقته الشخصية مع منصور، ختمها بقوله: "منصور الرحباني، الصديقُ والحبيب، الذي رفع كلَّ واحد منا إِلى فوق، وملأَ سماءَ هذا الشرق بالفرَح، ماتَ وفي قلبه حُزن كبير وخوف كثير: حزْنٌ على لبنان، وخوفٌ على الرسالة". ثم كانت قصيدة الشاعر عبدالغني طليس: "لم ينَم في ظلّ تاريخه" جاء فيها: "منصور ما أَنت؟ بحرٌ كان مزدحمًا، وقد جهلْنا فساويناه بالديمِ... منصور ما أَنتَ؟ هل قدَّمتَ أَجوبةً عمَّا تراشق في الأَفكار من حممِ"؟ بعده كانت مداخلة الدكتورة جيمي جان عازار: "محترِف الشعر والانتظار" دعت فيها إِلى "إدخال فكْر منصور الرحباني بشكلٍ وافر في المناهج المدرسيّة والجامعات، وحماية الإِرث الرحبانيّ من الزوال... فما أَحوجنا اليوم إِلى منصور الرحباني سنَدًا ومرشدًا وأُستاذًا. إِنه تاريخ في رجل، وهو في رياض الشعر والمسرح غَرسة لن تموت". في الجلسة الأُخرى، كانت مداخلة من الدكتور ناجي قزيلي عن الأُلوهة في قصائد منصور والبابا يوحنا بولس الثاني، اكتشف فيها جديدًا لافتًا في مواضيع مشتركة بينهما: الأَرض، الحرية، الإِنسان، الله. وأَعطى استشهادات شعرية مقارنة بين قصائد منصور وقصائد البابا يوحنا بولس الثاني في المواضيع ذاتها. ختام الجلسة كان مع الباحثة الأَكاديمية باميلا شربل التي قدَّمَت مداخلة بعنوان "أَين منصور منَّا، نحن الجيل الجديد"؟ عرضَت فيها موقع منصور وموقع الأخوين عاصي منصور في نفوس جيل التسعينات ومطلع الأَلفية الثالثة، وما يعني له التراث الرحباني في خضم الأَعمال الفنية الشابة التي تصدر في السنوات الأَخيرة، مشدِّدة على ضرورة أَن يطَّلع الجيل الجديد على الإِرث الرحباني الذي يعلِّم حب الوطن والقيَم الإِنسانية العالية. وتخلَّلت المداخلات قراءةُ الفنان النقيب جهاد الأَطرش قصائدَ من منصور الرحباني بإِلقاء عميق أَتاح للجمهور التعرُّف إِلى منصور شاعرًا خارج أَعماله الملحَّنة والمغنَّاة. وختامًا أَعلن مدير المركز عن الندوة التالية في 7 نيسان المقبل وهي مخصَّصة للأَديبة اللبنانية مي زيادة، في حوار مع الباحثة الدكتورة كارمن البستاني لمتاسبة صدور كتابها "مي زيادة: شَغَفُ الكتابة".