logo
لماذا يضغط ترامب على مصر والأردن؟ إجابات من واشنطن

لماذا يضغط ترامب على مصر والأردن؟ إجابات من واشنطن

الجزيرة١٢-٠٢-٢٠٢٥

واشنطن- مثل التعهد الذي عبر عنه ملك الأردن عبد الله الثاني خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالبيت الأبيض أمس الثلاثاء بتقديم الجانب المصري خطة عربية قريبا بشأن قطاع غزة نجاحا دبلوماسيا للمسعى الذي يرمي إليه ترامب.
ورأى بعض المراقبين أن ترامب يدرك منذ البداية صعوبة تحقيق طرح تهجير سكان غزة، إلا أنه نجح في دفع الدول العربية إلى التدخل المباشر في أزمة ترددوا في الاقتراب منها بصورة مباشرة.
وبعدما كرر ترامب مطالبه العلنية لمصر والأردن بضرورة قبول تهجير أهل غزة إليهما، وما أضافه من أن بلاده ستسيطر على القطاع، وأن الفلسطينيين لن يرجعوا ليعيشوا في القطاع بعد إعادة الإعمار، بدا ترامب كأنه في انتظار ما ستقدمه الدول العربية من بدائل لإعادة الإعمار وإدارة قطاع غزة.
تقديم بدائل
وخلال الفترة الأخيرة غير ترامب من لغة الحديث عن مستقبل قطاع غزة، ومفاوضات وقف إطلاق النار، وهو ما يتماشى إلى حد كبير مع أسلوبه المعهود في التفاوض والمتمثل في تصعيد الموقف، وخلق ضغوط، ورفع سقف المطالب، بما يرمي بمسؤولية إيجاد الحلول العملية على الأطراف الأخرى.
وخلال الأسابيع الماضية، اتبع ترامب هذا النهج التصعيدي مع كولومبيا وكندا والمكسيك، ومن ثم عاد وخفف من حدة الضغوط بعد أن قدمت تلك الدول تنازلات بسيطة ومقبولة.
وبعد تكرار ترامب لطرحه، أشار بعض مساعديه إلى أنه كان يأمل تحفيز تحرك من قبل دول المنطقة التي لم تقدم في رأيه أفكارها الخاصة عما يجب فعله مع غزة.
وقال مستشار الأمن القومي مايكل والتز خلال ظهوره في برنامج "قابل الصحافة" يوم الأحد الماضي "تعال إلى الطاولة بخطتك إذا لم تعجبك خطته"، مشيرا في ذلك إلى خطة ترامب بتهجير سكان قطاع غزة.
في الوقت ذاته، عبر عدد من كبار أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، والمعروف عنهم القرب الشديد من ترامب، عن شكوكهم في طرح ترامب، وعبروا عن تطلعهم إلى رؤية بدائل تقدمها الدول العربية.
وقال السيناتور جون كورنين "إن ترامب بدأ النقاش، ويأمل أن يكون الأردن والإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية جادين في توفير نوع من قوة أمنية متعددة الجنسيات لغزة".
وعلى موقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، المعروف بقربة من الجانب الإسرائيلي، كتب المساعد الخاص السابق للرئيس باراك أوباما لشؤون السلام في الشرق الأوسط السفير دينس روس، والمسؤولة السابقة بوزارة الدفاع ودانا سترول، أن الباب لا يزال مفتوحا أمام القادة العرب للانتقال من "لا" القاطعة لاقتراح ترامب بشأن غزة إلى "نعم، ولكن".
ونصح المسؤولان الحكام العرب بأن "يكونوا واضحين بشأن الخطوات التي يعتزمون اتخاذها وما سيطلبونه من الإدارة الأميركية لاتخاذ تلك الخطوات. وسيتطلب ذلك من القادة العرب تقديم خطوات سياسية وإجراءات عملية على الأرض من شأنها أن تجعل إعادة الإعمار ممكنة ونهج اليوم التالي لغزة ممكنا".
ومن بين نصائح روس وسترول أن تتحمل الدول العربية مسؤولية تحقيق إصلاح حقيقي داخل السلطة الفلسطينية كي تصبح بديلا عمليا وقابلا للحكم في غزة، إضافة إلى تقديم مقترحات جماعية وعملية حول دور الدول العربية الخمس المعنية (مصر، الأردن، قطر، السعودية، الإمارات) في تشكيل قوات لحفظ الاستقرار في غزة، واستعادة الخدمات الصحية والنشاط التجاري، وتوفير الإشراف الإداري خلال عملية إعادة الإعمار.
اتفاقيات ثنائية
وفي الوقت الذي قلل فيه ترامب من أهمية رفض مصر والأردن قبول تهجير الفلسطينيين تحت أي ظرف من الظروف، حتى لو كان ذلك يعني قطع المساعدات الأميركية للدولتين، عاد ترامب ليلمح إلى ضرورة أن تتذكر مصر والأردن تلقيهما مليارات الدولارات من المساعدات الأميركية سنويا.
وقال ترامب "أنا أتحدث عن البدء في البناء وأعتقد أنه يمكنني إبرام صفقة مع الأردن، أعتقد أنه يمكنني إبرام صفقة مع مصر. فكما تعلمون، نحن نمنحهم مليارات ومليارات الدولارات سنويا".
وقال السيناتور تيد كروز عضو لجنة العلاقات الخارجية "لقد كانت مصر والأردن حليفين مهمين ونحتاج إلى مواصلة العمل عن كثب مع الحكومتين، وأنا واثق بأننا سنفعل ذلك".
وقدمت الولايات المتحدة لمصر منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979 ما يقدر بأكثر من 80 مليار دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر طبقا لتقرير لخدمة أبحاث الكونغرس اطلعت عليه الجزيرة نت.
وتحصل مصر هذا العام على 1.433 مليار دولار من إدارة ترامب منها 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية و133 مليون دولار مساعدات غير عسكرية، في حين وقع الأردن اتفاق سلام مع إسرائيل عام 1994، وحصل الأردن على مساعدات قيمتها تقترب من 30 مليار دولار، ويحصل على مساعدات عسكرية واقتصادية هذا العام مقدراها 1.45 مليار دولار.
اعتبر الخبراء أن تقديم الدول العربية لخطة بديلة يمثل نجاحا لترامب وإسرائيل في الوقت ذاته. وفي مشاركة له على موقع المجلس الأطلسي، قال نائب مساعد الوزير السابق لسياسة مكافحة الإرهاب في وزارة الأمن الداخلي، والخبير بالمركز توماس واريك، إن الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحاجة إلى إخبار ترامب بوضوح وبشكل مباشر بأنهما لن يفعلا ذلك، حتى تتحرك المناقشات في اتجاه آخر أكثر فاعلية".
بدوره، قال خبير ملف السلام بالشرق الأوسط والأستاذ بالجامعة الأميركية بواشنطن غريغوري أفتانديليان للجزيرة نت إنه "ربما يكون ترامب جادا بشأن تعليقاته حول مستقبل قطاع غزة، ولكن لا توجد فرصة لتنفيذها".
وأضاف أن "هذه الخطة لن تمولها أي دولة عربية وهناك بالفعل انتقادات في المجتمع الدولي باعتبارها تطهيرا عرقيا. وفضلا عن ذلك، هناك بالفعل رد سلبي جدا من أصدقاء ترامب في المملكة العربية السعودية".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

طالب جامعة كولومبيا المحتجز محمود خليل يلتقي بمولوده لأول مرة
طالب جامعة كولومبيا المحتجز محمود خليل يلتقي بمولوده لأول مرة

الجزيرة

timeمنذ 5 ساعات

  • الجزيرة

طالب جامعة كولومبيا المحتجز محمود خليل يلتقي بمولوده لأول مرة

قال محامو محمود خليل ، الطالب في جامعة كولومبيا والناشط المناصر للفلسطينيين الذي اعتقله موظفو الهجرة الأميركيون في مارس/آذار، إنه التقى بابنه البالغ من العمر شهرا للمرة الأولى أمس الخميس قبل جلسة استماع أمام قاضية للهجرة. وبعد جلسة استماع استغرقت يوما كاملا، لم تقرر القاضية جامي كومانز من محكمة لاسال للهجرة في جينا بولاية لويزيانا ما إذا كان بإمكان الحكومة الأميركية المضي في عملية ترحيل خليل، وقررت أن تصدر حكمها في وقت لاحق. والتقى خليل بزوجته نور عبد الله وطفلهما الرضيع "دين" داخل منشأة جينا، قبل بدء الإجراءات وهو لقاء تحقق بفضل حكم قضائي صدر يوم الأربعاء بالسماح لخليل بلقاء زوجته. وقالت إيمي جرير، وهي واحدة من بين محامي خليل، للصحفيين بعد جلسة الاستماع "تمكن محمود من رؤية طفله الرضيع وحمله والتحدث إلى زوجته واحتضانها هذا الصباح". وأصبح خليل، وهو ناشط في الحركة الطلابية بجامعة كولومبيا التي انتقدت الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة ، شخصية محورية في الجدل الدائر بالولايات المتحدة حول الحرب وتكتيكات إدارة الرئيس دونالد ترامب لاستغلال سلطاتها فيما يتعلق بالسجن والترحيل ضد المعارضين السياسيين. وفي 8 مارس/آذار الماضي، اعتقلت السلطات الأميركية خليل الذي قاد احتجاجات تضامنية بجامعة كولومبيا العام الماضي، تنديدا بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة. واعتبارا من مارس، ألغت الولايات المتحدة تأشيرات والوضع القانوني لأكثر من ألف طالب، ورفع العديد منهم دعاوى قضائية ضد إدارة الرئيس ترامب بسبب إلغاء تأشيراتهم، وصدرت أوامر مؤقتة لإعادة الوضع القانوني لعدد قليل منهم. وانتشرت الاحتجاجات الداعمة لفلسطين والتي بدأت في جامعة كولومبيا إلى أكثر من 50 جامعة بالبلاد، واحتجزت الشرطة أكثر من 3100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

الكرملين يؤكد عدم الاتفاق على لقاء روسي ـ أوكراني في الفاتيكان
الكرملين يؤكد عدم الاتفاق على لقاء روسي ـ أوكراني في الفاتيكان

الجزيرة

timeمنذ 15 ساعات

  • الجزيرة

الكرملين يؤكد عدم الاتفاق على لقاء روسي ـ أوكراني في الفاتيكان

أكد الكرملين اليوم الخميس أنه لا يوجد "اتفاق" بعد على لقاء روسي ـ أوكراني ثان يمكن أن يعقد في الفاتيكان تحدثت عنه تقارير صحفية أميركية، بهدف مناقشة وقف إطلاق النار المحتمل. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف " خلال إيجازه الصحافي اليومي "لا يوجد اتفاق بعد، ولا اتفاق ملموس بشأن اجتماعات مستقبلية". وأضاف أن "العمل مستمر لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها". من جهته رفض المتحدث باسم الرئاسة الأوكرانية سيرغي نيكيفوروف التعليق على سؤال حول إمكان إجراء مفاوضات في الفاتيكان. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أمس الأربعاء، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ الزعماء الأوروبيين في 19 مايو/ أيار الماضي أن محادثات السلام المقبلة بين روسيا وأوكرانيا ستجرى في الفاتيكان. وخلال اجتماعه بممثلي الكنائس الكاثوليكية الشرقية الأسبوع الماضي، عرض بابا الفاتيكان ليو الـ14 استعداده للتوسط بين البلدين. لاوون الرابع عشر وساطة الفاتيكان بين موسكو وكييف. وفي سياق منفصل، أكد الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب للتلفزيون العام في بلاده الأربعاء أن اجتماعا فنيا قد يعقد الأسبوع المقبل بين الروس والأوكرانيين، وكذلك مع الأميركيين والأوروبيين، في الفاتيكان. وأكدت روسيا وأوكرانيا أنهما تريدان تنفيذ اتفاق تبادل ألف أسير من كل جانب الذي أُعلن عنه الجمعة الماضي في تركيا قبل النظر في مواصلة المناقشات. من جانبه، ذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الاثنين الماضي، عقب اتصال هاتفي مع ترامب، أن كييف "تدرس كل الاحتمالات" بشأن مكان لقاء ثنائي جديد مع الروس، ولا سيما "تركيا والفاتيكان وسويسرا". وقال مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك اليوم عقب محادثة هاتفية مع رئيس قسم الأمن الدولي في وزارة الخارجية السويسرية غابرييل لوتشينغر إن سويسرا أكدت استعدادها لاستضافة محادثات السلام الأوكرانية الروسية المستقبلية. وأشارت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الثلاثاء إلى أن البابا أكد لها استعداد الفاتيكان لاستضافة محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا. وعقدت موسكو وكييف أول محادثات سلام بينهما منذ ربيع العام 2022 في تركيا الجمعة الماضي، لكن الاجتماع الذي استمر أقل من ساعتين فشل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو تحقيق اختراقات كبيرة أخرى. وتتمسك روسيا التي يسيطر جيشها حوالى 20% من الأراضي الأوكرانية، بمطالب ترفضها كييف، منها أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تتنازل عن أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئيا بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وأن تتوقف شحنات الأسلحة الغربية. وترفض أوكرانيا هذه المطالب بشدة وتطالب بانسحاب الجيش الروسي. كما تطالب هي و حلفاؤها الغربيون، بهدنة قبل محادثات السلام، رفضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا.

إدارة ترامب تمنع جامعة هارفارد من قبول الطلبة الدوليين
إدارة ترامب تمنع جامعة هارفارد من قبول الطلبة الدوليين

الجزيرة

timeمنذ 16 ساعات

  • الجزيرة

إدارة ترامب تمنع جامعة هارفارد من قبول الطلبة الدوليين

قررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الخميس، منع جامعة هارفارد المرموقة من تسجيل الطلبة الدوليين في كلياتها، في خطوة تمثل تصعيدا كبيرا في إطار الضغط على الجامعة من أجل التناغم مع أجندة ترامب. وقد أخطرت إدارة ترامب الجامعة بالقرار الجديد بعد تبادل اتهامات بين الطرفين خلال الأيام الأخيرة بشأن قانونية "طلب سجلات" من وزارة الأمن الداخلي. وجاء في رسالة بعثتها وزيرة الأمن الداخلي كرسيتي نويم للجامعة "أكتب إليكم لأخطركم بأنه ابتداء من الآن سيتم، إلغاء اعتماد برنامج الطلاب وتبادل الزوار في جامعة هارفارد". وكانت وزارة التعليم الأميركية أبلغت جامعة هارفارد في وقت سابق، أنها ستجمد مليارات الدولارات من المنح البحثية وغيرها من المساعدات إلى أن ترضخ الجامعة لمطالب قدمتها إدارة الرئيس دونالد ترامب. وتسعى إدارة ترامب لاستخدام نفوذ التمويل الاتحادي لإجبار مؤسسات مختلفة، مثل شركات المحاماة والجامعات، على إجراء تغييرات شاملة في السياسات وإلا ستخسر مليارات الدولارات من المنح والعقود. وتستهدف الإدارة جامعة هارفارد بسبب مزاعم معاداة السامية في الحرم الجامعي خلال الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين. وتفجرت الاحتجاجات بسبب حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وصعدت إدارة ترامب إجراءاتها ضد جامعة هارفارد في الأسابيع القليلة الماضية، إذ بدأت مراجعة رسمية لتمويل اتحادي يبلغ نحو 9 مليارات دولار للجامعة، وطالبتها بحظر ممارسات التنوع والمساواة والشمول، واتخاذ إجراءات صارمة ضد بعض الجماعات الداعمة للفلسطينيين. ورفضت جامعة هارفارد الشهر الماضي، العديد من مطالب ترامب، ووصفتها بأنها هجوم على حرية التعبير والحرية الأكاديمية، كما رفعت دعوى قضائية على إدارة ترامب بعد أن علقت الإدارة نحو 2.3 مليار دولار من التمويل الاتحادي للمؤسسة التعليمية، في حين تعهدت الجامعة أيضا بمواجهة التمييز في الحرم الجامعي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store