
طهران لا تصدق حديث واشنطن عن «صفر تخصيب»
على عكس التحذيرات الرسمية من فشل المفاوضات النووية، قللت مصادر إيرانية من أهمية التصريحات المتكررة للمسؤولين الأميركيين حول اشتراط وقف كل أشكال تخصيب اليورانيوم في أي اتفاق محتمل بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي، معتبرة أنها تندرج في إطار المناورات التفاوضية الأميركية، لإبقاء الضغط على طهران للتوصل إلى اتفاق.
وقال مصدر إيراني معني بالمفاوضات النووية لـ «الجريدة» إن تصريح المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، الذي يقود الوفد التفاوضي الأميركي، حول منع طهران من تخصيب اليورانيوم، ولو بنسبة 1 في المئة، قد يكون محاولة أميركية لرفع سقف المطالب قبيل الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين البلدين.
وأوضح المصدر أن الجولة الرابعة من المفاوضات تطرقت إلى مصير اليورانيوم الإيراني المخصب بنسب تتراوح بين 20 و60 في المئة، مبيناً أن الأميركيين كانوا مصرّين على ضرورة إخراجه من إيران أو خفض نسبة تخصيبه، وأن مبدأ «صفر تخصيب» لم يُطرح بتاتاً، حتى أنه في الجولة الثالثة ناقش خبراء فنيون من الجانبين حجم ونسبة التخصيب الذي تحتاجه طهران لبرنامجها النووي المدني.
وأضاف أن واشنطن تعلم تماماً أن طهران لن تقبل أبداً بـ «صفر تخصيب»، بل لن تقبل أيضاً بالاكتفاء بنسبة 3.67 في المئة التي كان ينص عليها اتفاق 2015 النووي.
في المقابل، كشف مصدر رفيع المستوى في «الخارجية» الإيرانية، لـ «الجريدة»، أن الاجتماع الذي جرى بين الإيرانيين و«الترويكا» الأوروبية يوم الجمعة في إسطنبول كان متوتراً جداً، مضيفاً أن الدول الأوروبية هددت بإطلاق «آلية الزناد» (سناب باك)، التي تتيح إعادة العقوبات الأممية على إيران وفق الاتفاق النووي، مع انتهاء مهلة الإعفاء من العقوبات في أكتوبر المقبل، إذا توصل الأميركيون والإيرانيون إلى اتفاق ثنائي يتجاهل المصالح الأوروبية.
ووفق المصدر، قدمت إيران عرضاً للأوروبيين لإعادة تفعيل آلية الإنستكس التي كانت تتيح للشركات الأوروبية التعامل مع طهران رغم العقوبات الأميركية، مقابل تمديد بعض القيود التي من المقرر أن تُرفع عن إيران في أكتوبر.
ورغم أن واشنطن والأوروبيين في موقعين مختلفين فيما يخص الملف النووي الإيراني، فإن طهران ستجد نفسها عالقة بين المناورات الأميركية والضغوط الأوروبية، الأمر الذي سيضاعف الضغوط عليها لتقديم التنازلات المطلوبة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 2 ساعات
- الأنباء
العلاقات الخليجية الأميركية.. شراكة راسخة وآفاق واعدة
«تحولات الشرق الأوسط الكبيرة تعود للرؤية المذهلة لقادته.. اليوم أظهرت دول الخليج أن المنطقة آمنة وتعمل لتوفير الإبداع والتناغم والتقدم». الرئيس الأميركي ـ دونالد ترامب. تجسد العلاقات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والولايات المتحدة الأميركية نموذجا راسخا للتفاهم والاحترام المتبادل، القائم منذ عقود طويلة على التعاون البناء، حيث ساهمت بشكل كبير في تقريب وجهات النظر في العديد من المواضيع خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية، ممتدة إلى شراكة إستراتيجية شاملة، بما يحقق مصالح الجانبين، وتطلعات الشعوب الصديقة. القمة الخليجية الأميركية الخامسة: عقدت الأسبوع الماضي أعمال مؤتمر القمة الخليجية الأميركية في العاصمة السعودية الرياض والتي شارك فيها صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وقادة دول التعاون وممثلوهم والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبرئاسة مشتركة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وفخامة رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب. وفي هذه الأثناء توجهت أنظار العالم إلى هذا الحدث المهم على مستوى المنطقة والعالم، لاسيما مع ما يعكسه أن تكون أول رحلة خارجية رسمية للرئيس الأميركي لحضور القمة، من أهمية متزايدة توليها إدارته للتعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج. التبادل التجاري: تكتسب العلاقات الخليجية الأميركية عمقا خاصا يعكسه التنسيق المتواصل في الملفات الإقليمية والدولية، وهو ما يتجلى في التصريحات الرسمية والمواقف المتبادلة، إضافة إلى سعيها لتعزيز استثماراتها في قطاعات واعدة مثل الذكاء الاصطناعي، من خلال إنشاء مراكز بيانات وبنية تحتية رقمية، إلى جانب مجالات أخرى مثل الصحة، الصناعة، العقارات، والبنية التحتية. يرتبط مجلس التعاون الخليجي بعلاقات وثيقة تجارية واستثمارية مع الولايات المتحدة، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بينهما 180 مليار دولار في عام 2024. (مكتب الإحصاء الأميركي). صفقات تاريخية: شهدت زيارة الرئيس ترامب إلى منطقة الخليج عددا من الاتفاقيات المهمة، حيث أعلن الرئيس الأميركي عن صفقات بمليارات الدولارات مع شركات كبرى واتفاقات استثمارية ضخمة مع السعودية والامارات وقطر، وبدوره كشف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء عن توقيع اتفاقيات بـ600 مليار دولار وسعي لشراكات تصل إلى تريليون دولار مع واشنطن مستقبلا، وهو ما يؤكد أهمية هذه الزيارة من الناحية الاقتصادية كما من الناحية السياسية. يؤكد ذلك أيضا استقبال أمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرئيس ترامب في الدوحة، ضمن جولته الخليجية والتي تعد المحطة الثانية في زيارة ترامب للمنطقة، حيث حصلت فيها الولايات المتحدة على تعهدات استثمارية من قطر بقيمة تتخطى 1.2 تريليون دولار، في اتفاقيات ضمت قطاعات الدفاع والطيران والبنية التحتية للطاقة والتكنولوجيا. في السياق نفسه الذي يصب في تنمية الاقتصادات الخليجية كان ختام جولة الرئيس ترامب الخليجية في الامارات، حيث أشاد رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالشراكة القوية التي تعززت بين الطرفين تحت قيادة الرئيس ترامب، وتعهد باستثمار 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر المقبلة. أخيرا يعزز المأمول من النتائج الإيجابية للقمة الخليجية الأميركية والاتفاقيات المشتركة ما أكده رؤساء كبرى الشركات الأميركية والمصرفية ورؤساء شركات التكنولوجيا، من أن المملكة العربية السعودية والامارات وقطر باتت وجهة الاستثمارات العالمية المتقدمة، من خلال الفرص الهائلة في مختلف القطاعات الحيوية، مشيدين بقوة اقتصاد الدول الخليجية، كنموذج ناجح لاقتصاد المستقبل.


الرأي
منذ 4 ساعات
- الرأي
النفط يرتفع وسط مؤشرات على تعثر المحادثات النووية بين أميركا وإيران
صعدت أسعار النفط اليوم الثلاثاء وسط تعثر محتمل في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران في شأن برنامج طهران النووي، وضعف احتمالات دخول المزيد من إمدادات الخام الإيرانية إلى السوق العالمية. وبحلول الساعة 00.08 بتوقيت غرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت 12 سنتا إلى 65.66 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 16 سنتا إلى 62.85 دولار. نقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية أمس الاثنين عن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي قوله إن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة «لن تفضي لأي نتيجة» إذا أصرت واشنطن على وقف طهران عمليات تخصيب اليورانيوم تماما. وجدد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف يوم الأحد التأكيد على موقف واشنطن بأن أي اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران يجب أن يتضمن وقف تخصيب اليورانيوم الذي يشكل مسارا محتملا نحو تطوير قنابل نووية. وتقول طهران إن أغراض برنامجها النووي سلمية بحتة. وقال المحلل في شركة «ستون إكس» أليكس هودز إن تعثر المحادثات أضعف الآمال في التوصل إلى اتفاق كان من شأنه أن يمهد الطريق لتخفيف العقوبات الأميركية ويسمح لإيران بزيادة صادراتها النفطية بما يتراوح بين 300 ألف و400 ألف برميل يوميا. في الوقت ذاته، أدى تخفيض وكالة موديز التصنيف الائتماني للديون السيادية الأميركية إلى إضعاف التوقعات الاقتصادية لأكبر مستهلك للطاقة في العالم ومنع أسعار النفط من الارتفاع. وكانت الوكالة قد خفضت التصنيف الائتماني للديون السيادية لأمريكا درجة واحدة يوم الجمعة، مشيرة إلى المخاوف في شأن ديون البلاد المتزايدة البالغة 36 تريليون دولار. وتعرضت أسعار الخام لضغوط إضافية بسبب البيانات التي أظهرت تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم. وقد تتأثر الأسعار على المدى القريب بالرسوم الجمركية والمحادثات الأميركية الإيرانية وحالة عدم اليقين الاقتصادي والحرب بين روسيا وأوكرانيا. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الاثنين، إن موسكو مستعدة للعمل مع أوكرانيا على مذكرة حول اتفاق سلام مستقبلي، مضيفا أن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب تسير على الطريق الصحيح.


الجريدة الكويتية
منذ 9 ساعات
- الجريدة الكويتية
طهران لا تصدق حديث واشنطن عن «صفر تخصيب»
على عكس التحذيرات الرسمية من فشل المفاوضات النووية، قللت مصادر إيرانية من أهمية التصريحات المتكررة للمسؤولين الأميركيين حول اشتراط وقف كل أشكال تخصيب اليورانيوم في أي اتفاق محتمل بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي، معتبرة أنها تندرج في إطار المناورات التفاوضية الأميركية، لإبقاء الضغط على طهران للتوصل إلى اتفاق. وقال مصدر إيراني معني بالمفاوضات النووية لـ «الجريدة» إن تصريح المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، الذي يقود الوفد التفاوضي الأميركي، حول منع طهران من تخصيب اليورانيوم، ولو بنسبة 1 في المئة، قد يكون محاولة أميركية لرفع سقف المطالب قبيل الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين البلدين. وأوضح المصدر أن الجولة الرابعة من المفاوضات تطرقت إلى مصير اليورانيوم الإيراني المخصب بنسب تتراوح بين 20 و60 في المئة، مبيناً أن الأميركيين كانوا مصرّين على ضرورة إخراجه من إيران أو خفض نسبة تخصيبه، وأن مبدأ «صفر تخصيب» لم يُطرح بتاتاً، حتى أنه في الجولة الثالثة ناقش خبراء فنيون من الجانبين حجم ونسبة التخصيب الذي تحتاجه طهران لبرنامجها النووي المدني. وأضاف أن واشنطن تعلم تماماً أن طهران لن تقبل أبداً بـ «صفر تخصيب»، بل لن تقبل أيضاً بالاكتفاء بنسبة 3.67 في المئة التي كان ينص عليها اتفاق 2015 النووي. في المقابل، كشف مصدر رفيع المستوى في «الخارجية» الإيرانية، لـ «الجريدة»، أن الاجتماع الذي جرى بين الإيرانيين و«الترويكا» الأوروبية يوم الجمعة في إسطنبول كان متوتراً جداً، مضيفاً أن الدول الأوروبية هددت بإطلاق «آلية الزناد» (سناب باك)، التي تتيح إعادة العقوبات الأممية على إيران وفق الاتفاق النووي، مع انتهاء مهلة الإعفاء من العقوبات في أكتوبر المقبل، إذا توصل الأميركيون والإيرانيون إلى اتفاق ثنائي يتجاهل المصالح الأوروبية. ووفق المصدر، قدمت إيران عرضاً للأوروبيين لإعادة تفعيل آلية الإنستكس التي كانت تتيح للشركات الأوروبية التعامل مع طهران رغم العقوبات الأميركية، مقابل تمديد بعض القيود التي من المقرر أن تُرفع عن إيران في أكتوبر. ورغم أن واشنطن والأوروبيين في موقعين مختلفين فيما يخص الملف النووي الإيراني، فإن طهران ستجد نفسها عالقة بين المناورات الأميركية والضغوط الأوروبية، الأمر الذي سيضاعف الضغوط عليها لتقديم التنازلات المطلوبة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.