
اقتصاد اليابان تحت الضغط مع فشل ترمب وإيشيبا في التوصل لاتفاق تجاري
فشل الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا في التوصّل إلى اتفاق بشأن حزمة تجارية على هامش قمة مجموعة السبع، وهو ما يقرّب الدولة الآسيوية من شبح ركود محتمل، مع استمرار تأثير الرسوم الأميركية على اقتصادها.
وقال إيشيبا للصحفيين يوم الإثنين في كالغاري، بين جلسات قمة مجموعة السبع: "لا تزال هناك نقاط خلافية بين الطرفين، لذا لم نتمكن بعد من التوصل إلى اتفاق بشأن الحزمة التجارية".
كان من شأن اتفاق يتضمن تنازلات بشأن بعض أبرز أولويات اليابان، مثل رسوم السيارات، أن ينعش موقف حكومة إيشيبا وقيادته، خاصةً بعد الخسارة الكبيرة التي مُني بها في الانتخابات الوطنية في أكتوبر الماضي، والتي تركته على رأس حكومة أقلية.
ومع ذلك، يستطيع إيشيبا الترويج لموقفه الرافض للتسرع في إبرام اتفاق قد يكون غير مُرضٍ، مفضلاً حماية المصالح الوطنية اليابانية.
وقال رئيس الوزراء عقب الاجتماع: "سنواصل التنسيق النشط مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق مفيد للطرفين، من دون التفريط بالمصالح الوطنية اليابانية".
وأظهر استطلاع أجرته صحيفة "ماينيشي" الشهر الماضي، أن 62% من المشاركين يفضلون أن تلتزم الحكومة بموقفها بدلاً من الإسراع في إبرام اتفاق.
محاولات مكثفة سبقت فشل التوصل لاتفاق
قبيل الاجتماع الثنائي، ساهمت سلسلة من المحادثات بين الجانبين في رفع التوقعات بالإعلان عن اتفاق. فقد تحدث إيشيبا وترمب عبر الهاتف ثلاث مرات، بينما قام كبير المفاوضين اليابانيين، ريوسي أكازاوا، بزيارة واشنطن ست مرات في الأسابيع التي سبقت الاجتماع.
وقبل أقل من أسبوع من قمة مجموعة السبع، صرّح إيشيبا أن صفقة قد تُبرم في اللحظات الأخيرة بناءً على رغبة ترمب. لكن مع اقتراب القمة، بدأت المفاوضات تتعثر، ووصف أكازاوا المباحثات التجارية بأنها تشبه "المشي وسط الضباب".
وبعد لقائه مع ترمب، قال إيشيبا إنه لا يستطيع تحديد موعد محتمل للتوصل إلى اتفاق، مضيفاً أن المفاوضات ستستمر على المستوى الوزاري.
مثل دول أخرى، تخضع اليابان لرسوم جمركية أميركية بنسبة 25% على السيارات وقطع الغيار، و50% على الفولاذ والألمنيوم. وهناك أيضاً رسم جمركي موحّد بنسبة 10% على سلع أخرى، من المقرر أن يرتفع إلى 24% في أوائل يوليو. وعندما سُئل إيشيبا عما إذا كان سيتم تمديد الموعد النهائي في يوليو، رفض التعليق.
ولا توجد خطط رسمية حالياً لعقد اجتماع جديد بين ترمب وإيشيبا قبل موعد رفع الرسوم المتوقع، كما أن الحكومة اليابانية لم تؤكد موعد بدء أكازاوا جولة المفاوضات المقبلة.
ووفق تقرير صادر عن "معهد دايوا للأبحاث"، فإن رفع الرسوم المتبادلة من 10% إلى 24% قد يؤدي إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لليابان بنسبة 2.2% بحلول عام 2029.
قطاع السيارات في صلب المعركة
يركز الجانب الياباني بشكل خاص على الرسوم الجمركية على السيارات، والتي هدّد ترمب برفعها أكثر. ويُعد قطاع السيارات محورياً في الاقتصاد الياباني، إذ يوظّف نحو 5.6 مليون شخص، أي ما يعادل 8.3% من القوة العاملة، ويساهم بحوالي 10% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقاً لرابطة مصنّعي السيارات اليابانيين.
وتستعد كبرى شركات السيارات، بما في ذلك "تويوتا موتور"، و"هوندا"، و"مازدا"، و"سوبارو"، لتلقي خسائر جماعية تفوق 19 مليار دولار خلال السنة المالية الجارية وحدها بسبب الرسوم.
وقال إيشيبا للصحفيين: "بالنسبة لليابان، فإن السيارات تمثل حقاً مسألة مصلحة وطنية. وسنفعل كل ما يلزم لحمايتها".
وفي محاولة لتقليص فجوة التبادل التجاري مع الولايات المتحدة، أفادت وسائل الإعلام اليابانية قبيل القمة، بأن طوكيو عرضت مجموعة واسعة من التنازلات المحتملة، شملت استيراد المزيد من فول الصويا الأميركي والتعاون في مجال بناء السفن.
كما حاولت طوكيو الضغط على الولايات المتحدة من خلال الإشارة إلى مكانتها كأكبر مستثمر أجنبي في أميركا، محذّرة من أن الرسوم الجمركية ستؤثر سلباً على قدرتها على الاستثمار في الولايات المتحدة من خلال تقليص قدرتها الاقتصادية المحلية.
بلغت الاستثمارات اليابانية المباشرة التراكمية في الولايات المتحدة 783 مليار دولار بنهاية عام 2023، وكان إيشيبا قد تعهّد خلال قمته مع ترمب في فبراير برفع استثمارات اليابان الإجمالية في أميركا إلى تريليون دولار.
ومن المتوقع أن تعزز موافقة ترمب على استحواذ شركة "نيبون ستيل" اليابانية على شركة "يونايتد ستيل كورب" الأميركية استثمارات طوكيو في واشنطن.
وفي المقابل، ضغط إيشيبا وكبير مفاوضيه أكازاوا بشكل متكرر من أجل إزالة كاملة لجميع الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة. لكن في النهاية، لا يبدو أن تلك الوعود أثارت إعجاب واشنطن.
تصاعد التهديدات الداخلية لإيشيبا
شهد إيشيبا في الآونة الأخيرة ارتفاعاً في شعبيته، ويرجع ذلك جزئياً إلى تدخل وزير الزراعة شينجيرو كويزومي لمعالجة ارتفاع أسعار الأرز، وهي قضية ترمز إلى تأثير التضخم على الأسر.
وقد ارتفعت نسبة تأييده بمقدار 5 نقاط مئوية لتصل إلى 38%، وفق استطلاع أجرته قناة "إف إن إن" (FNN) خلال عطلة نهاية الأسبوع.
لكن غياب أي تقدم ملموس في المفاوضات التجارية رغم لقائه مع ترمب قد يهدد تلك المكاسب. إذ يدرس زعيم أكبر أحزاب المعارضة في اليابان تقديم اقتراح بسحب الثقة من رئيس الوزراء بعد فشل المحادثات التجارية، بحسب هيئة الإذاعة العامة "إن إتش كيه" (NHK).
وكانت اليابان من أوائل الدول التي بدأت مفاوضات مع الولايات المتحدة، وكان يُنظر إليها على أنها في موقع الصدارة لإبرام اتفاق. لكن يبدو أنها تراجعت مقارنة بغيرها، بعدما أبرمت واشنطن اتفاقاً مع المملكة المتحدة، وتوصلت إلى هدنة بشأن الرسوم مع الصين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 38 دقائق
- الاقتصادية
"فيتش": الصناديق السيادية للخليج لديها هوامش ائتمانية تخفف أثر المخاطر الأمنية
قالت وكالة فيتش للتصنيف الإتماني، إن الصناديق السيادية لدول الخليج لديها هوامش ائتمانية كبيرة تخفف أثر المخاطر الأمنية في حال اتسع نطاق الصراع بين إيران وإسرائيل إقليمياً أو تعطلت حركة الشحن في شريان الطاقة الحيوي مضيق هرمز. وأشارت في تقرير حديث إلى أن الحرب بين البلدين قد تدفع أسعار النفط للارتفاع لفترة ممتدة تفوق أي مكاسب تحققها دول المنطقة من زيادة الأسعار، جراء التداعيات السلبية لذلك على الأوضاع الائتمانية لتلك البلدان. لكن الوكالة أشارت في الوقت ذاته إلى أن توسع الصراع وإغلاق المضيق مستبعدان في الوقت الحالي بحسب توقعاتها، على الرغم من أن الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل تزيد المخاطر الأمنية الإقليمية. يشار إلى أن القصف بين الجانبين مستمر لليوم الخامس على التوالي، في وقت تشير فيه تقارير إلى رغبة طهران في خفض التصعيد، واستئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، شريطة عدم تدخل واشنطن في الصراع. ذلك في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإخلاء العاصمة الإيرانية على الفور. "فيتش" توقعت أيضاً أن يظل الصراع محصوراً بين البلدين وألا يستمر لأكثر من "بضعة أسابيع"، مشيرة إلى أن الحملات العسكرية الإسرائيلية على غزة ولبنان قد دمرت قدرة إيران على الرد من خلال حلفائها هناك. علاقات خليجية إيرانية قوية وفي ظل العلاقات الجيدة بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي، التي تتضح من خلال إدانة دول المجلس للهجمات الإسرائيلية، استبعدت "فيتش" أن تشن طهران هجمات على أهداف في تلك الدول مشيرة إلى أن الصناديق السيادية في دول مثل الكويت وقطر والسعودية والإمارات لديها هوامش ائتمانية كبيرة ستخفف من تأثير أي زيادة في المخاطر الأمنية. لم يتضح بعد إن كانت طهران تفكر في خيارات جذرية، مثل مهاجمة ناقلات النفط في مضيق هرمز الذي يشحن عبره المنتجون من الشرق الأوسط نحو خُمس الإنتاج اليومي العالمي. لكن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني إسماعيل كوثري، قال مطلع الأسبوع إن طهران تدرس إغلاق مضيق هرمز، وإنها ستتخذ القرار المناسب في هذا الشأن "بكل حزم"، بحسب ما ذكره إعلام رسمي. أسعار النفط سجلت زيادة بنحو 7% فور اندلاع الصراع قبل أن تتراجع قليلاً ليجري تداول خام برنت حالياً فوق 73 دولاراً للبرميل. وإلى جانب استهداف المنشآت النووية الإيرانية في مناطق مثل نطنز وأصفهان وفوردو، شنت إسرائيل هجمات أيضا على مستودع نفط شهران غرب طهران، وحقل غاز "بارس" الجنوبي الإيراني العملاق، موسعةً بذلك هجومها ليشمل قطاع الطاقة الحيوي، فيما علّقت السلطات الإيرانية الإنتاج في جزء من الحقل. وترى "فيتش" أن تحالف أوبك+ قادر على تعويض أي نقص في صادرات الخام الإيراني بفضل فائض الطاقة الإنتاجية الكبير لدى التكتل البالغ حوالي 5.7 مليون برميل يومياً، مشيرة إلى أن حدوث أضرار جوهرية للإنتاج في إيران أو بنيتها التحتية لتصدير الخام من شأنه أن يضيف ضغوطاً صعودية على الأسعار، لكنها توقعت أن تظل علاوة المخاطر الجيوسياسية على سعر النفط بين نحو 5 و10 دولارات.


أرقام
منذ ساعة واحدة
- أرقام
ارتفاع مؤشر نيكي الياباني لأعلى مستوى خلال 4 أشهر
ارتفعت المؤشرات اليابانية عند إغلاق تعاملات الثلاثاء، عقب انتهاء اجتماع البنك المركزي والذي جرى خلاله تثبيت أسعار الفائدة كما كان متوقعًا على نطاق واسع. وصعد مؤشر "نيكي 225" بنسبة 0.6% عند 38536 نقطة، بعد أن لامس 38581 نقطة وهو أعلى مستوى له منذ 21 فبراير، فيما أضاف نظيره الأوسع نطاقًا "توبكس" نحو 0.35% عند 2786 نقطة. كما ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل عشر سنوات بأكثر من نقطة أساس عند 1.468%، كما زادت العملة الأمريكية أمام نظيرتها اليابانية بنحو 0.1% عند 144.86 ين، في تمام الساعة 09:55 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة. وكانت أسهم شركات الرقائق من بين أفضل الأسهم أداءً على مؤشر "نيكي"، حيث قفز سهم "ديسكو" بنسبة 6.35%، في حين ارتفع سهم "طوكيو إلكترون" بنسبة 2.95%، و"أدفانتست" بنسبة 2.45%. وأبقى بنك اليابان على أسعار الفائدة قصيرة الأجل عند 0.5% في اجتماع السياسة النقدية الذي استمر يومين، كما قرر تقليص وتيرة خفض مشتريات السندات إلى النصف اعتبارًا من أبريل 2026.


الاقتصادية
منذ ساعة واحدة
- الاقتصادية
الين الياباني يتحول للصعود بشكل حاسم والدولار مستقر مع ضعف الإقبال على المخاطر
استقر الدولار اليوم الثلاثاء في حين ارتفع الين بعد قرار بنك اليابان المركزي تثبيت أسعار الفائدة، الذي لم يشكل مفاجأة تذكر للأسواق في ختام اجتماع السياسة النقدية الذي استمر يومين. وتمسكت اليابان بمعدلات الفائدة ووضعت خطة جديدة لإبطاء وتيرة خفض ميزانيته العام المقبل في مواجهة المخاطر المتزايدة مثل الصراع في الشرق الأوسط والرسوم الجمركية الأمريكية. وتأرجح الين بين الخسائر والمكاسب بعد فترة وجيزة من القرار قبل أن يتحول إلى الصعود بشكل حاسم، وارتفع في أحدث التعاملات 0.2% إلى 144.50 للدولار. وفي السوق الأوسع نطاقا، استقر الدولار إلى حد بعيد، إذ ظل الإقبال على المخاطر ضعيفا مع دخول الصراع بين إسرائيل وإيران يومه الخامس. وقال البيت الأبيض أمس الاثنين إن الرئيس دونالد ترمب سيغادر قمة مجموعة السبع في كندا مبكرا بسبب الوضع في الشرق الأوسط، وطلب من مجلس الأمن القومي الاستعداد في غرفة العمليات. وحث ترمب في وقت سابق على إخلاء طهران على الفور، مكررا أنه كان ينبغي على إيران توقيع اتفاق نووي مع الولايات المتحدة. وارتفع الدولار الأسترالي، شديد التأثر بالمخاطر، 0.13% إلى 0.6533 دولار بعد انخفاضه في وقت سابق من الجلسة. وصعد الدولار النيوزيلندي 0.1% إلى 0.6065 دولار. ومقابل مجموعة من العملات، لم يشهد الدولار تغيرا يذكر مسجلا 98.13. وقال محللون في دي.بي.إس في مذكرة "التطورات التي حدثت في الشرق الأوسط خلال الأيام القليلة الماضية تهدد الاستقرار الإقليمي بشكل خطير". وأضافوا "وصول الصراع الإسرائيلي الإيراني طويل الأمد إلى فصل خطير من شأنه زيادة ضغوط السوق، ولكن حتى الآن، فإن الرأي السائد هو أن مخاطر التداعيات عالميا تحت السيطرة". ومع ذلك، كانت التحركات بوجه عام في سوق العملات ضعيفة بشكل كبير، إذ يترقب المستثمرون قرارات البنوك المركزية الأخرى التي ستصدر خلال الأسبوع. ويحتل قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن السياسة النقدية الذي يصدر غدا الأربعاء مركز الصدارة. وتشير التوقعات إلى أنه سيبقي على أسعار الفائدة دون تغيير، لكن التركيز سينصب على أي مؤشرات بشأن توقعات أسعار الفائدة. ولم يشهد اليورو تغيرا يذكر وسجل 1.1562 دولار، في حين سجل الجنيه الإسترليني في أحدث تعاملات 1.3576 دولار.