logo
أبرزها نفاذ المخزون.. 3 تحديات تواجه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية خلال الحرب مع إيران

أبرزها نفاذ المخزون.. 3 تحديات تواجه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية خلال الحرب مع إيران

بوست عربيمنذ 3 أيام

بعد مرور خمسة أيام على شن جيش الاحتلال هجوماً موسعاً ضد طهران وما تبع ذلك من رد إيراني بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، تواجه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية تحديات عدة لإسقاط واعتراض الصواريخ الإيرانية، التي باتت تصيب أهدافاً في مدن وبلدات في تل أبيب وضواحيها.
وتتمثل أهم التحديات التي تواجه منظومات الدفاع الجوي لجيش الاحتلال في استنفاذ المخزون الإسرائيلي والأمريكي من الصواريخ الاعتراضية للصواريخ الباليستية الإيرانية، والكلفة العالية التي تتطلبها عمليات الاعتراض، فضلاً عن تكتيكات الإطلاق الجديدة التي تتبعها إيران في إطلاق الصواريخ.
وقال المكتب الصحفي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الإثنين 16 يونيو/حزيران 2025، إن إيران أطلقت ما لا يقل عن 370 صاروخاً باليستياً على إسرائيل منذ الجمعة 13 يونيو/حزيران .
⭕️ متحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية: استخدمنا أحد صواريخنا للمرة الأولى في هجوم قواتنا المسلحة اليوم، والصهاينة لم يتمكنوا من رصد أو اعتراض الصاروخ وسيشهدون مزيداً من هذه المفاجآت pic.twitter.com/hYRfhVjsw5
— عربي بوست (@arabic_post) June 17, 2025
وتمتلك إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية التي اعتمدت عليها طهران من قبل في هجماتها التي استهدفت تل أبيب في أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، فيما تملك إسرائيل منظومة دفاع جوي متعددة المستويات بدعم أمريكي.
وأشارت تقارير عبرية إلى أن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي يواجه تحديات متزايدة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن الهجمات الصاروخية الباليستية الأخيرة من إيران أدت إلى تصعيد التهديد إلى مستوى جديد تماماً.
وقالت صحيفة هآرتس العبرية إنه وفي حين تم اعتراض معظم الصواريخ الإيرانية، فقد اخترقت العديد منها دفاعات إسرائيل، مما تسبب في أضرار واسعة النطاق في الممتلكات.
ما هي التحديات التي تواجه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية؟
قال مسؤول أمريكي كبير مطلع لموقع ميدل إيست آي البريطاني إن إسرائيل تستخدم صواريخها الاعتراضية للصواريخ الباليستية بوتيرة سريعة بعد أربعة أيام من الحرب مع إيران.
وقال المسؤول إن هناك مخاوف في بعض دوائر الحكومة الأمريكية من أن تؤدي ضربة أمريكية مباشرة على إيران إلى رد إيراني أكبر ضد إسرائيل، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى استنزاف المخزون العالمي للولايات المتحدة من الصواريخ الاعتراضية إلى مستوى "مروع".
وتعتمد إسرائيل على نظام دفاع جوي ثلاثي المستويات، وتمثل هجمات إيران تحدياً لدفاعاتها الأكثر تطوراً.
وتُستخدم القبة الحديدية لإسقاط الصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيرة التي تطلقها جماعات مثل حماس وحزب الله. والمستوى الثاني هو مقلاع داود، القادر على اعتراض الصواريخ الثقيلة وبعض الصواريخ الباليستية.
وتُستخدم منظومتا السهم 2 والسهم 3 لإسقاط الصواريخ الباليستية، حيث يستطيع الأخير إسقاط الصواريخ الأسرع من الصوت التي تخترق الغلاف الجوي.
وكان تجديد أنظمة "حيتس" مشكلة دائمة بالنسبة لإسرائيل.
وأفاد موقع ميدل إيست آي في سبتمبر/أيلول 2024 أن إسرائيل واجهت صعوبة في تجديد مخزونها من صواريخ آرو الاعتراضية بعد الهجوم الإيراني الأول على إسرائيل في أبريل/نيسان من ذلك العام.
ويُذكر أن الولايات المتحدة وإسرائيل تنتجان صواريخ آرو الاعتراضية بشكل مشترك.
وكتب دان كالدويل، المسؤول الكبير السابق في وزارة الدفاع في إدارة ترامب، والذي عارض المواجهة العسكرية مع إيران، على منصة إكس: "إن أنواع الصواريخ الاعتراضية المطلوبة لإسقاط الصواريخ الباليستية باهظة الثمن ويصعب إنتاجها بكميات كبيرة".
وأضاف كالدويل: "أفترض أن إسرائيل قد خزّنت عدداً لا بأس به من صواريخ "السهام" و"الصاعقة" لمقلاع داود، لكن لا بد أنها استخدمت الكثير منها ضد الحوثيين وخلال الهجمات الصاروخية الإيرانية السابقة العام الماضي. لذلك، من المرجح أن تبدأ إسرائيل والولايات المتحدة قريباً بترشيد استخدام صواريخهما الاعتراضية".
ويقول مسؤولون إن الولايات المتحدة تحاول تعويض النقص في الصواريخ الاعتراضية التي تمتلكها إسرائيل.
إطلاق إيران عشرات الصواريخ في مدة زمنية قصيرة، لا يربك فقط الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بل ويستنزفها أيضاً.
ونظراً لأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ومن بينها أنظمة "القبة الحديدية" و"مقلاع داود"، تعتمد على صواريخ اعتراضية متطورة، فإن تكلفة هذه الصواريخ باهظة الثمن.
وقالت تقارير إن إيقاف الصواريخ الباليستية أثناء طيرانها هو في الأساس مهمة أنظمة الصواريخ بعيدة المدى الأمريكية والإسرائيلية "حيتس 3" و"حيتس 2″، التي استخدمت لأول مرة خلال حرب غزة، والتي تدعمها منظومة "مقلاع داود" متوسطة المدى.
وكان المستشار المالي السابق لرئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي قدّر في أبريل/نيسان الماضي أن تكلفة الصاروخ الواحد من "حيتس" الأمريكي المخصص لاعتراض الصواريخ الباليستية تبلغ 3.5 مليون دولار، بينما تبلغ تكلفة صواريخ نظام "مقلاع داود" الاعتراضية الإسرائيلي مليون دولار للصاروخ الواحد.
وقدّرت صحيفة هآرتس أن تصل تكلفة كل سلسلة من عمليات الاعتراض للصواريخ الإيرانية إلى مليار شيكل (حوالي 167 مليون دولار) في يوم واحد.
قال الحرس الثوري الإيراني، الإثنين 16 يونيو/حزيران، إن هجومه الأحدث الذي استهدف تل أبيب ومدينة حيفا الساحلية استخدم أسلوباً جديداً جعل أنظمة الدفاع الإسرائيلية متعددة المستويات تستهدف بعضها البعض وسمح لإيران بقصف العديد من الأهداف بنجاح.
وأضاف: "المبادرات والقدرات المستخدمة في هذه العملية، على الرغم من الدعم الشامل من الولايات المتحدة والقوى الغربية وامتلاك (إسرائيل) أحدث التقنيات الدفاعية، أدت إلى إصابة الصواريخ للأهداف في الأراضي المحتلة بنجاح".
وقصفت صواريخ إيرانية تل أبيب ومدينة حيفا الساحلية في إسرائيل، فجر الاثنين، مما أدى إلى تدمير منازل عدة.
وأظهرت مقاطع فيديو عدة صواريخ في سماء تل أبيب وسُمع دوي انفجارات هناك وفي أجواء القدس المحتلة. ودمر القصف عدة مبان سكنية في حي مكتظ بالسكان في تل أبيب، وتهشمت النوافذ في فنادق ومنازل أخرى في الجوار تبعد مئات الأمتار فقط عن مقر السفارة الأمريكية في المدينة. وقال السفير الأمريكي إن المبنى تعرض لأضرار طفيفة، ولكن لم تقع إصابات بين الموظفين، وفق وكالة رويترز.
ما هي قدرات إيران الصاروخية؟
تمتلك إيران نوعين من الصواريخ الباليستية، تلك التي تعمل بالوقود الصلب وأخرى بالسائل، ولا تستغرق الصواريخ الباليستية العاملة بالوقود الصلب سوى دقائق لتحضيرها قبيل الإطلاق، في مقابل وقت أطول قد يصل لساعات لصاروخ يعمل بالوقود السائل غير مزود بالوقود، مما يجعلها أقل عرضة للضربات الاستباقية، وفقاً للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية. وفيما يلي أبرز وأهم الصواريخ الباليستية الإيرانية:
صاروخ "خيبر" الباليستي
إلى جانب صاروخ "فتاح" الفرط الصوتي والذي يعد أهم صواريخ إيران وأحدثها، طورت إيران صاروخ باليستياً يسمى "خيبر"، الذي يصنف بأنه أطول مدى لصاروخ تملكه البلاد حتى الآن.
وصاروخ خيبر قادر على الوصول إلى مدى 2000 كيلومتر (1242 ميلاً)، ويحمل رؤوساً حربية تزن أكثر من طن، ومداه يطال إسرائيل ومعظم دول الشرق الأوسط.
وفي مايو/أيار 2023 قالت إيران إن الصاروخ تم اختباره بنجاح، حيث بث التلفزيون الحكومي لقطات لما قالت إنه عملية الإطلاق لصاروخ خيبر. ووصفت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا" صاروخ "خيبر" بأنه "صاروخ يعمل بالوقود السائل ويبلغ مداه 2000 كيلومتر ويحمل رأسا حربيا يزن 1500 كيلوغرام".
صاروخ "سجيل" 2 الباليستي
صاروخ يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين ويبلغ مداه 2000 – 2500 كيلومتراً.
يحمل الرأس الحربي لهذا الصاروخ مواد شديدة الانفجار يبلغ وزنها 500 كيلوغرام.
يملك هذا الصاروخ قدرات على المراوغة من منظومات الدفاع الجوي، ويملك هامش خطأ بنسبة 10 أمتار.
صاروخ "الحاج قاسم" الباليستي
من أحدث الصواريخ الإيرانية ويبلغ مداه 1400 كيلومتر ويحمل اسم قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني الذي قتل في غارة أمريكية عام 2019.
يبلغ وزنه 7 أطنان، وله القدرة على حمل 500 كيلوغرام من المتفجرات، ويمكنه التحرك بسرعة 12 ماخ ويضرب الهدف بسرعة 6 ماخ.
يبلغ طول جسم هذا الصاروخ 11 مترا، ويتراوح قطر جسمه بين 85 إلى 95 سم. ويتكون الصاروخ من 8 كتل، وتقول طهران إن دقة هذا الصاروخ أقل من 10 أمتار.
صواريخ "خرمشهر" الباليستية
صاروخ باليستي متوسط المدى يعمل بالوقود السائل، مشتق من صاروخ "موسودان" الكوري الشمالي الذي حصلت عليه إيران عام 2005، كُشف عنه لأول مرة عام 2017، وهو قادر على إيصال حمولة تزن 1800 كلغ إلى مدى 2000 كيلومتر.
خلال اختباره في أغسطس/آب 2020، استطاع "خرمشهر" إصابة منطقة تبلغ مساحتها 40 متراً مربعاً، وفقًا لوكالة أنباء فارس. ومن التفسيرات المحتملة لهذه الحمولة الكبيرة جدًا (1500 إلى 1800 كلغ) هو أنه يحمل رؤوسًا حربية متعددة أو أجهزة خداع لإرباك أنظمة الدفاع الصاروخي.
⭕️ مستوطن إسرائيلي يوثق لحظة قصف مبنى يقول إنه للموساد خلال القصف الصاروخي الإيراني صباح اليوم #إيران #إسرائيل pic.twitter.com/BjY7vzIzKo
— عربي بوست (@arabic_post) June 17, 2025
ما هي منظومات الدفاع الإسرائيلية التي تواجه صواريخ إيران؟
آرو
صممت إسرائيل منظومة الصواريخ آرو-2 وآرو-3 بعيدة المدى مع الأخذ في الحسبان التهديد الصاروخي الإيراني، بهدف التعامل مع التهديدات داخل الغلاف الجوي وخارجه.
وتحلق هذه الصواريخ على ارتفاع يسمح بالانتشار الآمن لأي رؤوس حربية غير تقليدية.
والمتعهد الرئيسي لهذا المشروع هو شركة صناعات الطيران والفضاء الإسرائيلية (إسرائيل إيروسبيس إندستريز) المملوكة للدولة، في حين تشارك بوينج في إنتاج الصواريخ الاعتراضية.
مقلاع داود
جرى تصميم منظومة ديفيدز سلينج (مقلاع داود) الصاروخية متوسطة المدى لإسقاط الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من مسافة تتراوح بين 100 و200 كيلومتر.
وجرى تطوير وتصنيع المنظومة بشكل مشترك بين مؤسسة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة المملوكة لإسرائيل وشركة آر.تي.إكس الأمريكية، التي كانت تعرف سابقاً باسم ريثيون، وهي مصممة كذلك لاعتراض الطائرات والطائرات المسيرة وصواريخ كروز.
القبة الحديدية
تم بناء القبة الحديدية، وهي منظومة دفاع جوي قصيرة المدى، لاعتراض صواريخ مثل تلك التي تطلقها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من غزة.
وطورت شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة منظومة القبة الحديدية بدعم من الولايات المتحدة، وصارت جاهزة للعمل في عام 2011.
وتطلق كل وحدة محمولة على شاحنة صواريخ موجهة بالرادار لنسف تهديدات قصيرة المدى مثل الصواريخ وقذائف المورتر والطائرات المسيرة في الجو.
ونشرت إسرائيل نسخة بحرية من القبة الحديدية لحماية السفن والأصول البحرية في عام 2017.
منظومة ثاد الأمريكية
قال الجيش الأمريكي في أكتوبر/ تشرين الأول إنه أرسل إلى إسرائيل منظومة ثاد المتقدمة المضادة للصواريخ.
وتعد منظومة ثاد مكوناً رئيسياً في أنظمة الدفاع الجوي للجيش الأمريكي، وهي مصممة لاعتراض وتدمير تهديدات الصواريخ الباليستية ذات المدى القصير والمتوسط وفوق المتوسط خلال المرحلة النهائية من تحليقها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دييغو غارسيا: ماذا نعرف عن الجزيرة البريطانية التي قد تستخدمها أمريكا لضرب المفاعل النووي الإيراني
دييغو غارسيا: ماذا نعرف عن الجزيرة البريطانية التي قد تستخدمها أمريكا لضرب المفاعل النووي الإيراني

بوست عربي

timeمنذ 16 ساعات

  • بوست عربي

دييغو غارسيا: ماذا نعرف عن الجزيرة البريطانية التي قد تستخدمها أمريكا لضرب المفاعل النووي الإيراني

بينما يترقب العالم ضربة أمريكية محتملة لإيران وسط تصاعد الهجمات بين تل أبيب وطهران، برزت قاعدة جوية أمريكية في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي باعتبارها القاعدة التي قد تنطلق منها الطائرات الأمريكية من طراز B-2 القادرة على حمل القنبلة GBU-57 المخصصة لاستهداف المناطق الحصينة تحت الأرض. وفي نهاية مارس/آذار الماضي، أظهرت معلومات الأقمار الصناعية مفتوحة المصدر التي قدمتها شركة Planet Labs وجود ثلاث قاذفات من طراز B-2، وهي طائرات شبحية تستخدم في توجيه ضربات دقيقة ويمكنها التهرب من أنظمة الدفاع الجوي، في القاعدة الأمريكية في دييغو غارسيا بجانب وجود العديد من طائرات التزود بالوقود من طراز KC-135 في القاعدة. لكن الصور الأحدث القادمة من الجزيرة، التي تقع على بعد نحو 700 كم جنوب جزر المالديف، لم تعد تظهر وجود القاذفات هناك، وفق تقرير لموقع بي بي سي البريطاني. 📹 مشاهد الدمار في #حولون بـ #تل_أبيب صباح اليوم بسبب الصواريخ الإيرانية. — عربي بوست (@arabic_post) June 19, 2025 وكانت إيران قد هددت سابقاً بشن هجوم على قاعدة دييغو غارسيا إذا تعرضت لهجوم عسكري من واشنطن. ونقلت صحيفة التلغراف البريطانية في مارس/آذار عن مسؤول إيراني كبير قوله إن القادة العسكريين طلبوا استهداف القاعدة البريطانية الأمريكية في محاولة لردع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ضرب إيران. يأتي ذلك بينما ذكرت تقارير إعلامية أمريكية أن الرئيس ترامب وافق "سراً" على تدخل الولايات المتحدة في الصراع الذي بدأ بهجمات إسرائيلية على إيران. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال ، مساء الأربعاء 18 يونيو/حزيران، عن مصادر مطلعة أن ترامب "أعطى الضوء الأخضر لخطط الولايات المتحدة لمهاجمة إيران". أين تقع جزيرة دييغو غارسيا؟ جزيرة دييغو غارسيا هي أكبر جزيرة في أرخبيل جزر تشاغوس الذي يقع في المحيط الهندي. وتتميز بمساحة تبلغ حوالي 10 كم في 20 كم، بما في ذلك البحيرة الضخمة في مركزها. تقع الجزيرة في منتصف المسافة بين ساحل الهند وجزيرة موريشيوس. وهذا الموقع الاستراتيجي جعل منها نقطة جذب للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة. تعود العلاقة بين الولايات المتحدة ودييغو غارسيا إلى الأيام الأخيرة للإمبراطورية البريطانية. وخلال ستينيات القرن العشرين، عندما انسحبت بريطانيا من مستعمراتها، ضغطت المملكة المتحدة على موريشيوس، مستعمرتها السابقة، لبيع جزر تشاغوس مقابل ثلاثة ملايين جنيه إسترليني فقط. ونتيجة لهذه الصفقة، تمكنت الولايات المتحدة من تأجير جزيرة دييغو غارسيا لمدة 50 عاماً، مع حق التمديد لمدة 20 عاماً أخرى. وفي المقابل، حصلت المملكة المتحدة على صواريخ باليستية أمريكية بأسعار منخفضة. وخلال هذه الفترة، أجبرت بريطانيا سكان الجزيرة الأصليين على مغادرتها، حيث تم تهجير حوالي 1500 شخص قسراً إلى الأحياء الفقيرة في موريشيوس وسيشل. هل استخدمت الولايات المتحدة دييغو غارسيا من قبل؟ نعم، استخدمت الولايات المتحدة جزيرة دييغو غارسيا بشكل مكثف في عدد من العمليات العسكرية. وعلى مر السنين، أصبحت القاعدة العسكرية في دييغو غارسيا ذات أهمية استراتيجية كبيرة للولايات المتحدة في منطقة المحيط الهندي، الشرق الأوسط، والمحيط الهادئ. وفي أواخر تسعينيات القرن العشرين، على سبيل المثال، عندما أرادت الولايات المتحدة تنفيذ غارات جوية ضد العراق تحت حكم صدام حسين، كانت السعودية مترددة في السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية. ونتيجة لذلك، قرر الاستراتيجيون العسكريون الأمريكيون استخدام دييغو غارسيا كموقع لإطلاق قاذفات B-52 لضرب أهداف في العراق وأفغانستان. كما تم استخدام القاعدة في "الحرب على الإرهاب"، حيث كانت القاذفات الأمريكية تنطلق منها بشكل منتظم، إلى جانب استخدامها كموقع لتزويد الطائرات بالوقود أثناء العمليات العسكرية في مناطق أخرى. وفي وقت لاحق، عندما فرضت دول الخليج قيوداً على استخدام القواعد الجوية لضرب الحوثيين في اليمن، بحسب ما قاله مسؤول دفاعي أمريكي لموقع ميدل إيست آي البريطاني، استمر الأمريكيون في استخدام قاعدة دييغو غارسيا كخيار بديل. لماذا تشكل دييغو غارسيا أهمية عندما يتعلق الأمر بإيران؟ أعاد الهجوم الإسرائيلي على إيران، وما تبِعه من رد طهران، دييغو غارسيا إلى دائرة الضوء. وتتمتع طائرات B-2 بالقدرة على حمل قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات، والتي يصل وزنها إلى 30 ألف رطل، والتي ستكون ضرورية لاختراق المواقع النووية الإيرانية في أعماق الأرض، وخاصة منشأة فوردو التي تقع في أعماق مجمع جبلي بالقرب من مدينة قم. ووجود طائرات B-2 في قاعدة دييغو غارسيا يضع القاذفات، التي يمكن أن تحلق لمسافة 11 ألف كم دون الحاجة للتزود بالوقود، على بُعد 5300 كم من إيران، علماً بأن أقصى مدى للصواريخ الباليستية لطهران يصل إلى حوالي 2000 كم. ونقل موقع بي بي سي عن المارشال الجوي غريغ باجويل، نائب رئيس عمليات سلاح الجو الملكي البريطاني سابقاً، قوله: "سيكون بإمكانهم شن عملية مستدامة انطلاقًا من دييغو غارسيا بكفاءة أكبر بكثير". وقال الرئيس السابق للقوات الدفاعية الأيرلندية، الأدميرال مارك ميليت، إنه يتوقّع رؤية القاذفات على الجزيرة قبل أي عملية تستهدف إيران، ووصف غيابها بأنه "قطعة مفقودة من اللغز". ما هو موقف بريطانيا من توجيه ضربة أمريكية لإيران من دييغو غارسيا؟ أشارت تقارير بريطانية إلى أن من بين القضايا الرئيسية التي تواجه المملكة المتحدة ما إذا كانت ستمنح الإذن للولايات المتحدة بإطلاق قاذفات الشبح من طراز B-2 من قاعدة دييغو غارسيا لمهاجمة منشأة فوردو الإيرانية. وقالت صحيفة الغارديان إن القرار بشأن منح الولايات المتحدة الإذن باستخدام القاعدة، إذا طُلِب ذلك، سيكون قراراً سياسياً، ومن المتوقع أن يطلب رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، المشورة من مستشاره للأمن القومي، جوناثان باول. ومع ذلك، أشار المطلعون على شؤون الحكومة إلى أن هذا من شأنه أن يضع رئيس الوزراء في موقف صعب، حيث يتعيّن عليه الموازنة بين تفضيله المعلَن للحل الدبلوماسي، ورغبته في حماية العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، التي يعتبرها ذات أهمية قصوى. وحتى الآن، لم تتلق بريطانيا طلباً رسمياً من الولايات المتحدة لاستخدام قاعدة دييغو غارسيا أو أي من قواعدها الجوية الأخرى لقصف إيران.

أمريكا تحشد قواتها.. 'عربي بوست' يتتبع تحريك واشنطن عشرات الطائرات العسكرية نحو شرق المتوسط تزامناً مع حرب إيران وإسرائيل
أمريكا تحشد قواتها.. 'عربي بوست' يتتبع تحريك واشنطن عشرات الطائرات العسكرية نحو شرق المتوسط تزامناً مع حرب إيران وإسرائيل

بوست عربي

timeمنذ 16 ساعات

  • بوست عربي

أمريكا تحشد قواتها.. 'عربي بوست' يتتبع تحريك واشنطن عشرات الطائرات العسكرية نحو شرق المتوسط تزامناً مع حرب إيران وإسرائيل

تتبع "عربي بوست" تحركات عشرات الطائرات العسكرية الأمريكية متعددة المهام، باتجاه شرق المتوسط ودول أوروبية قريبة منه، بما في ذلك الطائرات المخصصة للتزود بالوقود جواً، بالتزامن مع حرب إسرائيل وإيران ، كما تتبعنا التموضع الحالي للقوات البحرية الأمريكية، وسط توقعات باحتمال أن تشارك واشنطن في ضرب إيران. تأتي هذه التحركات، فيما تدخل الحرب الإسرائيلية الإيرانية يومها السابع، إذ لا يزال الجانبان يتبادلان إطلاق الصواريخ والتهديدات بتصعيد أكبر، في حين يتزايد الحديث داخل الولايات المتحدة عن وجود خطط محتملة لشن أمريكا ضربة لإيران مطلع الأسبوع المقبل. يمتد رصد تحركات الطائرات العسكرية الأمريكية، بين 16 إلى 18 يونيو/ حزيران 2025، وأظهر التتبع تحرّك ما لا يقل عن 27 طائرة عسكرية أمريكية، نحو شرق المتوسط وأوروبا. الطائرات الـ27 التي رصدناها تنقسم بشكل رئيسي إلى قسمين: طائرات للتزويد بالوقود: يُعدّ تحريك هذه الطائرات دلالةً على استعداد عملياتي قد يسبق انخراطاً عسكرياً مباشراً، إذ عادة ما تُستخدم هذه الطائرات للمساعدة في تنفيذ مهام قتالية بعيدة المدى، الأمر الذي يساعد الطائرات المقاتلة على توسيع مدى عملياتها، مثل استهداف العمق الإيراني. طائرات لنقل الحمولات العسكرية الثقيلة ودعم عمليات لوجستية أخرى: تقوم هذه الطائرات بدعم عمليات الإمداد العسكرية، ما يضمن استمراريتها. تُظهر المهام المتنوعة لهذه الطائرات أنها تغطي احتياجات الجيش الأمريكي العملياتية، فيما لو قرر دخول الحرب إلى جانب إسرائيل وقرر قصف مواقع المنشآت النووية في إيران، إذ إن بعض الطائرات تنفذ مهمات عابرة للقارات. تحريك أسراب من الطائرات العسكرية بدأت أمريكا في تحريك أسراب من طائراتها العسكرية من الأراضي الأمريكية إلى منطقة شرق المتوسط وجنوب أوروبا، يوم 16 يونيو/ حزيران 2025. تشير بيانات تعقّب حركات الطائرات إلى أنه خلال يوم 16 يونيو وحده، توجّه ما لا يقل عن 20 طائرة من سلاح الجو الأمريكي إلى مواقع في شرق المتوسط وأوروبا. أما بقية الطائرات، فكانت متمركزة سابقاً في مواقع بجنوب أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى رصد تحرّك طائرة عسكرية أمريكية يوم 18 يونيو/ حزيران 2025. أظهر تتبّع "عربي بوست" أن الولايات المتحدة حرّكت ما لا يقل عن 16 طائرة مخصصة لتزويد المقاتلات الحربية بالوقود، إلى جانب 11 طائرة عسكرية متخصصة في نقل الحمولات العسكرية وتنفيذ مهام لوجستية أخرى. وحتى منتصف يوم 19 يونيو/ حزيران 2025، تتوزع طائرات التزويد بالوقود بشكل رئيسي في جزيرة كريت باليونان، وفي مياه شرق المتوسط، وفي إيطاليا وإسبانيا. أما طائرات النقل العسكرية والدعم اللوجستي، فتتواجد في اليونان، وألمانيا، وإسبانيا، وإيطاليا، وبلغاريا. ويُظهر تتبّع حركة هذه الطائرات أنها تؤدي مهاماً متعددة وتتنقل بين مواقع مختلفة، تمتد من شمال أوروبا إلى جنوبها، وصولاً إلى جزيرة كريت اليونانية في مياه شرق المتوسط. يعكس العدد الكبير لطائرات تزويد الوقود التي أرسلتها أمريكا إلى شرق المتوسط وأوروبا أنها ستلعب دوراً رئيسياً، فيما لو شاركت أمريكا في الحرب ضد إيران، إذ يستطيع بعضها الطيران لمسافة 10 آلاف كيلومتر. يُعدّ العدد الكبير لطائرات التزود بالوقود التي حرّكتها أمريكا مؤشراً على اعتماد الجيش الأمريكي بشكل كبير عليها، فيما لو قرر المشاركة في الحرب ضد إيران، إذ إن بعض الطائرات قادرة على الطيران لمسافة تصل إلى 10 آلاف كيلومتر دون توقف. ويعني هذا أن طائرات التزود بالوقود المتمركزة حالياً في كريت قادرة على تنفيذ مهام ذهاب وعودة نحو إيران، دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود من قواعد برية، ما يمنح المقاتلات الأمريكية قدرة هجومية أوسع. مهام الطائرات العسكرية التي حركتها أمريكا حتى الآن، أرسلت الولايات المتحدة 3 أنواع من الطائرات الخاصة بالتزود بالوقود، وهي: – طائرات Boeing KC-135R Stratotanker: طائرات Boeing KC-135R Stratotanker: تُعد المهمة الأساسية لهذا النوع من الطائرات تزويد الطائرات الأخرى بالوقود أثناء الطيران. تتميّز الطائرة بقدرتها على الإقلاع بحمولة تصل إلى 161 طناً، وبإمكانها أن تحمل 90 طناً من الوقود، ما يجعلها مثالية للمساعدة في تنفيذ العمليات العسكرية طويلة المدى. اعتمدت أمريكا على هذا النوع من الطائرات في العديد من حروبها السابقة، مثل حروب فيتنام، والعراق، والخليج الثانية، وكذلك في المهام ضد تنظيم "داعش". شهد هذا الطراز من الطائرات تحسينات حسّنت من قدرته على التزويد بالوقود بنسبة 50%، ويضم الأسطول الأمريكي حالياً 414 طائرة من طراز KC-135R Stratotanker، موزّعة بين وحدات الخدمة الفعلية، والحرس الوطني، واحتياطي سلاح الجو، وقواعد أمريكا في الخارج. طائرات Boeing KC-135T Stratotanker: مخصصة أيضاً للتزويد بالوقود، وتتشابه في جزء كبير من خصائصها الفنية مع طائرات KC‑135R. بإمكان طائرات KC-135T أن تحمل نحو 100 طن من الوقود، ويوجد نحو 54 طائرة من هذا الطراز لدى الجيش الأمريكي. طائرات Boeing KC‑46A Pegasus: تزود هذه الطائرات طيفاً واسعاً من الطائرات الأمريكية والحليفة لأمريكا بالوقود، مثل مقاتلات إف-35، وإف-22، وقاذفات (بي-1 وبي-2)، إضافة إلى طائرات النقل العسكرية مثل (سي-17، وسي-5). بإمكان هذا الطراز حمل 96 طناً من الوقود، وهي مصممة للعمل في بيئات قتالية بفضل أنظمتها الدفاعية المتطورة، كما أنها قادرة على ضخ الوقود بمعدلات عالية تناسب الطائرات الكبيرة. يمكن أيضاً استخدام هذا النوع من الطائرات في مهام أخرى مثل النقل، والإخلاء الطبي، ما يمنحها مرونة عالية في بيئات الحروب. طائرات النقل العسكري منذ بدء الحرب الإيرانية الإسرائيلية، حرّكت أمريكا 4 أنواع من الطائرات المخصصة للنقل العسكري، بحسب ما توصّل إليه رصد "عربي بوست"، والطائرات هي: 1- طائرات (Boeing C-17A Globemaster III): متخصصة في نقل الحمولات العسكرية، ويمكنها الطيران لمسافة تصل إلى 10.3 آلاف كيلومتر، شريطة التزود بالوقود أثناء التحليق. وبإمكان هذا النوع من الطائرات أن تنقل حمولة تصل إلى 77 طنًا ، كما يمكنها الهبوط في مدرجات صغيرة. وتنقل حمولات عسكرية متعددة ، مثل 3 مركبات من نوع "برادلي"، دبابة من طراز M1A1 Abrams، إلى جانب قدرتها على حمل 3 مروحيات من طراز "بلاك هوك". لدى الأسطول الجوي الأمريكي 222 طائرة من هذا النوع، فيما يمتلك حلفاء الولايات المتحدة 53 طائرة منها، وكانت أمريكا قد استخدمت هذه الطائرات في حربي أفغانستان، و العراق. 2- طائرات Lockheed C-5M Super Galaxy: وهي أكبر طائرات نقل في سلاح الجو الأمريكي ، مخصصة لنقل المعدات الضخمة التي لا يمكن للطائرات التقليدية نقلها. من بين ما ينقله هذا النوع من الطائرات، دبابات M1 Abrams، ومروحيات، وتتميز بإمكانياتها في نشر المعدات الثقيلة عبر القارات دون توقف للتزود بالوقود. 3- طائرات Lockheed Martin C-130J Hercules: يدعم هذا النوع من الطائرات القيام بمهام متعددة، فهي تُستخدم في عمليات النقل الجوي، وتدعم عمليات إنزال الإمدادات الجوية، ونقل المعدات والقوات. بإمكان هذا الطراز من الطائرات أيضاً تزويد المروحيات والقوات الجوية بالوقود، وتمتاز بقدرتها على الإقلاع والهبوط في مدارج قصيرة وغير مجهزة، ما يسمح لها بالعمل في بيئات وعرة. 4- طائرات Boeing C-40 Clipper: تُستخدم هذه الطائرات بشكل رئيسي لتقديم الدعم اللوجستي لقوات البحرية الأمريكية، وتتميّز بقدرتها على الطيران لمسافات طويلة دون الحاجة إلى التزود بالوقود. تواجد كبير للقوات البحرية الأمريكية إلى جانب حشد الولايات المتحدة لطائراتها، عززت أمريكا من تواجد قواتها البحرية في مياه شرق المتوسط والخليج العربي والبحر الأحمر، بحسب ما أظهره تتبع أجراه "عربي بوست" بالاعتماد على بيانات لـ" معهد البحرية الأمريكية" حتى يوم 16 يونيو/ حزيران 2025. تتواجد حالياً 3 مدمرات أمريكية موجهة الصواريخ في مياه شرق البحر الأبيض المتوسط، وهي: – "يو إس إس سوليفانز" المعروفة بـ (DDG-68). – "يو إس إس توماس هادنر"، المعروفة بـ (DDG-116). – "يو إس إس أرلي بيرك"، المعروفة بـ (DDG-51)، وبحسب معهد البحرية فإن هذه المدمرة تتواجد حالياً في ميناء اليونان. وفي مياه البحر الأحمر، تنشر الولايات المتحدة مدمرتان أميركيتان موجهتا الصواريخ، وهما: – "يو إس إس فورست شيرمان" المعروفة بـ(DDG-98). – "يو إس إس تروكستن" المعروفة بـ(DDG-103). كذلك تنتشر في الخليج العربي سفينة القتال الساحلي "يو إس إس كانبيرا" المعروفة بـ (LCS-30)، وذلك للقيام بعملية مكافحة الألغام، وتعمل السفينة في منطقة الأسطول الخامس الأمريكي، وفقاً لبيانات "معهد البحرية الأمريكية". إضافة إلى هذه السفن، تتحرك حاملة الطائرات الأمريكية "نيميتز" باتجاه الشرق الأوسط، ويمكن لهذه الحاملة نقل 5000 شخص وأكثر من 60 طائرة، بما في ذلك طائرات مقاتلة، وبحسب بيانات لمراقبي حركة السفن، فإن الحاملة كانت تتواجد خلال اليومين الماضيين في بحر الصين الجنوبي. ولا تنشر الولايات المتحدة بشكل رسمي معلومات حول الأماكن الدقيقة لتواجد سفنها الحربية. وكانت إسرائيل قد بدأت فجر 13 يونيو/ حزيران 2025 هجوماً واسعاً على إيران بمقاتلات جوية، قصفت خلالها منشآت نووية، وقواعد صواريخ، ومبانٍ سكنية، كما اغتالت قادة كباراً في الجيش و"الحرس الثوري"، إضافة إلى اغتيال علماء نوويين. برّرت إسرائيل هجومها بأن طهران على وشك صناعة قنبلة نووية، بحسب مزاعمها، فيما ردّت إيران على الضربات الإسرائيلية بسلسلة هجمات صاروخية باليستية وطائرات مسيّرة، ما تسبب بقتلى وجرحى وأضرار مادية كبيرة في إسرائيل. وساعدت الولايات المتحدة إسرائيل في إسقاط الصواريخ القادمة من طهران، فيما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأربعاء 18 حزيران/ يونيو 2025، أن ترامب أبلغ كبار مساعديه بأنه وافق على خطط لمهاجمة إيران، لكنه لم يُصدر بعدُ الأمر النهائي لتنفيذها.

أزمة في الغاز وهروب الاستثمارات وتراجع الجنيه.. أبرز تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية على مصر، و'لجنة أزمات' لمواجهتها
أزمة في الغاز وهروب الاستثمارات وتراجع الجنيه.. أبرز تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية على مصر، و'لجنة أزمات' لمواجهتها

بوست عربي

timeمنذ 2 أيام

  • بوست عربي

أزمة في الغاز وهروب الاستثمارات وتراجع الجنيه.. أبرز تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية على مصر، و'لجنة أزمات' لمواجهتها

بدأت تداعيات الحرب بين إسرائيل وإيران، التي دخلت يومها السادس الأربعاء 18 يونيو/حزيران 2025، تُلقي بظلالها مبكراً على مصر، وكانت البداية مع قرار إسرائيل وقف إمداداتها من الغاز، وهو ما ترك أزمة كبيرة في القاهرة التي تعتمد على ما يقرب من نصف احتياجاتها من الغاز الطبيعي على الشحنات القادمة من تل أبيب. وتزامن ذلك أيضاً مع بدء تأثير هروب الأموال الساخنة على سعر الجنيه، الذي تراجع خلال الأيام الماضية، وتجلّت تأثيرات الحرب بين إسرائيل وإيران على مصر أيضاً في قرار المسؤولين تأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير الذي دعت إليه القاهرة عدداً كبيراً من قادة دول العالم، وكان مقرراً افتتاحه مطلع يوليو/تموز المقبل. تداعيات الحرب بين إسرائيل وإيران على الاقتصاد المصري دفعت رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إلى تشكيل "لجنة أزمات" برئاسته، ضمّت في عضويتها محافظ البنك المركزي، ووزراء، وممثلين عن وزارة الدفاع، والداخلية، وجهاز المخابرات العامة، وهيئة الرقابة الإدارية، بهدف بحث تداعيات الأحداث الأخيرة وتأثيراتها على مختلف القطاعات. تداعيات الحرب بين إسرائيل وإيران على مصر قال مصدر حكومي مطلع إن اللجنة هدفها الاستعداد المبكر لأي مشكلات قد تطرأ على مستوى توفير السلع الاستراتيجية، أو تأخر إمدادات الطاقة، أو تأثر سلاسل الإمداد حال استمرت الحرب بين إسرائيل وإيران لفترة طويلة، مشيراً إلى أن القرار جاء بعدما واجه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي انتقادات لحديثه السابق بشأن عدم قدرة الحكومة على التنبؤ بما قد يحدث في المستقبل، وبالتالي فإن التحرك رسالة للداخل بشكل أكبر مفادها أن الحكومة تستعد لمواجهة أي طارئ. وقال المتحدث، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن الحرب بين إسرائيل وإيران من المتوقع أن تترك تداعيات صعبة على الاقتصاد المصري في حال امتدت الحرب الإسرائيلية الإيرانية ودخلت على خطها أطراف أخرى. وأوضح مصدر "عربي بوست" أن التأثر السريع الذي حدث على سعر الصرف بعد أن صعد الدولار بقوة، سببه خروج جزئي للمستثمرين الأجانب من أذون وسندات الخزانة بالعملة المحلية، وسط ضبابية الأوضاع بالمنطقة، وتسعى الحكومة حالياً لأن تؤثر على قرارات سحب الأموال بخفض قيمة الجنيه، غير أن ذلك ليس من المتوقع أن يؤثر على مجمل قرارات المودعين. ويأتي النفط في مقدمة السلع التي تتأثر بالاضطرابات الجيوسياسية، وتخشى الحكومة المصرية من ارتفاع أسعار النفط عالمياً (ارتفع النفط بحوالي 7% دفعة واحدة)، مما يؤدي إلى زيادة فاتورة الواردات لمصر من الطاقة، وارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل محلياً، وسط توقعات عالمية بمواصلة ارتفاع سعر النفط. ويشير المصدر إلى أن هناك حالة ارتباك بسبب القفزات اليومية في سعر النفط مع تطورات أوضاع الحرب، وقال إن ارتفاع أسعار النفط الدولية سوف يضغط على الموازنة العامة التي تحدد متوسط سعر البرميل عند 74 دولاراً، في حين أن المؤشرات قد تجعله يتجاوز 80 دولاراً للبرميل وأكثر في حال إطالة أمد الحرب، وهو ما يضغط على ميزان المدفوعات. وأوضح مصدر "عربي بوست" أن قطاع السياحة سيكون ضمن المتأثرين أيضاً، مشيراً إلى أن اتخاذ خطوة إرجاء افتتاح المتحف المصري الكبير بعث برسائل سلبية لشركات السياحة العالمية مفادها أن المنطقة تعاني عدم استقرار. كما أن التعامل مع دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط دائماً ما يبقى ككتلة واحدة بالنسبة لوجهات السفر بالنسبة للأوروبيين، وبالتالي رغم ابتعاد مصر عن الأحداث، فقد لا تتجاوز ما حققته العام الماضي من أرقام تتعلق بجذب 16 مليون سائح، وتحقيق عوائد تصل إلى 15 مليار دولار، في حين كان من المأمول أن يصل ذلك إلى 18 مليار دولار، بحثاً عن سدّ عجز الموازنة. وشدد المصدر الحكومي على أن الأثر الأكبر يحمل بُعداً اقتصادياً وسياسياً في الوقت ذاته، "لأن ارتفاع أسعار النفط سوف يدفع لجنة التسعير التلقائي التي تنعقد كل ثلاثة أشهر لزيادة أسعار الوقود، في حين أن الحكومة قدمت وعوداً بعدم زيادة أسعار البنزين والسولار حتى نهاية هذا العام". ويضيف المتحدث أن الوضع ذاته ينطبق على أزمة تخفيف أحمال الكهرباء في ظل تراجع إمدادات الغاز الطبيعي، وقال: "تم التنبيه على المحافظات بتشديد متابعة تفعيل قرارات ترشيد استهلاك الكهرباء، وسيكون خيار العودة لتخفيف الأحمال مطروحاً خلال الفترة المقبلة إذا لم تصل الكميات المتفق عليها لتزويد محطات الكهرباء". وذكر المصدر أن سيناريو اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية قابل للتكرار، بعد أن تسببت هذه الحرب في أزمة اقتصادية طاحنة في العام التالي لها، مشيراً إلى أن الحكومة في السابق استطاعت أن تمتص الأزمات وتحافظ على ردة الفعل الشعبي في إطار "السخط المكتوم". لكن يؤكد المتحدث أن ذلك ليس مضموناً في حال فقد الجنيه مزيداً من قيمته، وفي حال أقدمت الحكومة على رفع أسعار البنزين مرة أخرى هذا العام، وإذا ما وصلنا إلى قطع الكهرباء لعدة ساعات على مدار اليوم، في وقت امتحانات الثانوية العامة التي بدأت للتو هذا الأسبوع، ومن المقرر أن تنتهي قبل منتصف الشهر المقبل. سيناريوهات مختلفة للتعامل مع شح الغاز الطبيعي تعتمد مصر بشكل متزايد على الغاز الإسرائيلي منذ أن بدأ إنتاجها في الانخفاض في عام 2022، ويمثل الغاز الإسرائيلي ما بين 40 إلى 60% من إجمالي الإمدادات المستوردة إلى مصر، وحوالي 15 إلى 20% من استهلاكها، وفقاً لبيانات مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (JODI). فيما أوقفت الحكومة المصرية السبت 14 يونيو/حزيران 2025، ضخّ المازوت والسولار للمصانع التي تستخدمه كوقود في صناعات الأغذية والإسمنت لمدة 14 يوماً، بهدف توفير نحو 8 آلاف طن مازوت يومياً لسدّ احتياجات محطات الكهرباء، لحين توفير الشحنات المستوردة. وقال مصدر مطلع بوزارة البترول، إن اجتماعات مكثفة انعقدت خلال الساعات الماضية على مستوى رئيس الوزراء ووزيري البترول والكهرباء، إلى جانب وزير المالية، للبحث عن سيناريوهات مختلفة للتعامل مع شح واردات الغاز الطبيعي. وكان أول هذه القرارات، يقول المصدر، وقف إمداد الغاز لمصانع الأسمدة بشكل مؤقت، وتوجيه هذه الكميات إلى محطات الكهرباء لكي لا يتم قطع التيار الكهربائي، والاتجاه نحو التعاقد مع شحنات سولار ومازوت من الخارج وبكميات كبيرة تكون كافية لتغطية الاستهلاك حتى النصف الأول من العام المقبل. وفي حال واجهت الحكومة المصرية صعوبات في هذين السيناريوهين، فإن البديل سيكون العودة إلى تخفيف الأحمال، وقد يحدث ذلك في شهر يوليو/تموز المقبل، تزامناً مع انتهاء امتحانات الثانوية العامة، وحال استمرت الحرب إلى ذلك الحين. وأشار المصدر ذاته، الذي تحدث إلى "عربي بوست" مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، إلى أن وقف إمدادات مصانع الأسمدة ومصانع البتروكيمياويات لمدة ثلاثة أيام، من الممكن مدّها إلى ثلاثة أيام أخرى حتى بداية الأسبوع المقبل، يُوفر يومياً ما يقرب من 500 مليون قدم مكعب، إلى جانب الضغط بشكل أكبر على محطات الكهرباء للعمل بالمازوت. هذا الوضع يعرّض محطات الكهرباء للأعطال، وتكون بحاجة إلى صيانات سريعة جرى الاتفاق عليها مع وزارة الكهرباء، وذلك لفترة مؤقتة قد تمتد لمدة شهر أيضاً، وهناك تعويل على عودة حقول الغاز الإسرائيلية لإمداد مصر بنصف الكميات خلال الأسبوع المقبل. وأشار المصدر إلى أن بعض مصانع الأسمنت خفضت من إنتاجها بشكل وصل إلى 80%، بينما أوقف بعضها الإنتاج بشكل كامل، فيما تلقت منذ بداية هذا الأسبوع إشعارات بخفض كميات الغاز المُورّدة إليها بشكل كامل، بعد أن تلقت قبل أسبوعين إشارات أخرى بخفض الكميات بنسبة 50%. وأوضح المتحدث أن وزارتي البترول والكهرباء في مصر تعملان على إدارة توزيع الغاز بين المصانع والمحطات لضمان استمرارية الكهرباء والقطاع الصناعي، إلى جانب إعادة التفاوض مع شركات الأسمدة لتقييد الإنتاج الصناعي بصورة مؤقتة. هذا الوضع دفع عدداً من الشركات العاملة في صناعة الأسمنت لرفع سعر الطن بنسب تراوحت بين 100 و300 جنيه، على جميع الأنواع، اعتباراً من يوم الخميس 19 يونيو/حزيران 2025، حسب الرسائل التي وجهتها الشركات للتجار والموزعين المعتمدين. ولفت المصدر ذاته إلى أن الحكومة سوف تضاعف معدلات الدعم التي تقدمها لصغار المزارعين لكي تساعدهم على تجاوز توقف إمدادات الأسمدة المجانية إليهم، تحديداً صغار المزارعين، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن هذا الدعم من الصعب أن يصل إلى جميع المزارعين، وسيكون نتيجة ذلك مزيداً من ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة. كما أشار المصدر المطلع بوزارة البترول إلى أن الحكومة سوف تتجه لتشديد مراقبتها الأمنية للتأكد من غلق المحلات في التوقيت الصيفي المحدد، وعدم السماح لها بأن تظل مستمرة في العمل لساعات طويلة بعد منتصف الليل، أملاً في توفير الكهرباء، وهناك توجيهات على مستوى مركزي من المحافظين بشأن التوعية بترشيد استهلاك الكهرباء. وساهم وقف ضخّ المازوت والسولار للمصانع في زيادة الكميات المورّدة لمحطات الكهرباء لتصل إلى 38 ألف طن مازوت، مقابل 30 ألف طن مازوت خلال الأسبوع الماضي قبل وقف ضخّ الغاز الإسرائيلي، بحسب المسؤول الحكومي الذي أشار إلى أن محطات الكهرباء تحتاج حالياً أكثر من 40 ألف طن مازوت يومياً. المأزق الاقتصادي ليس بسبب الحرب فقط صرّح وزير البترول المصري كريم بدوي بأن الوزارة تعاقدت بالفعل على شحنات غاز، كما خزّنت كميات من المازوت، ويُجرى حالياً العمل على تشغيل سفن لنقل الغاز، مشيراً إلى أن مصر تسلّمت 3 سفن لنقل الغاز، لكن واحدة منها فقط بدأت في ضخّ الغاز إلى الشبكة القومية، في حين يتم تجهيز الوحدتين الأخريين وتوصيلهما بالموانئ. وحسب بيان للوزارة، فقد وقّعت مصر هذا الأسبوع اتفاقيات عدة مع شركات طاقة وتجارة لشراء ما لا يقل عن 150 شحنة من الغاز الطبيعي المسال، في أكبر عملية استيراد تقوم بها على الإطلاق، والتي ستتجاوز تكلفتها 8 مليارات دولار وفق الأسعار الحالية. لكن بحسب مسؤول سابق بوزارة الاقتصاد، فإن مصر تعاني بشكل مستمر من مأزق اقتصادي ليس فقط بسبب الحروب، ولكن بفعل القرارات الخاطئة، والتي يجب أن تراعي أن المنطقة بأكملها في وضع مضطرب. وبالتالي، فإن التنبؤ بالأزمات والتعامل معها بشكل مبكر يجب أن يكون حاضراً، "ويمكن القول بأن ذلك حدث بقدر ما قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية الإيرانية حينما اتجهت الحكومة لتفعيل نظام التخزين الاستراتيجي للسلع، وكذلك استبقت الأحداث وأبرمت العديد من اتفاقيات توريد الغاز المسال"، يقول المسؤول السابق بوزارة الاقتصاد. وأشار المصدر في حديثه لـ"عربي بوست" إلى أن ارتفاع أسعار الدولار بشكل متسارع وصولاً لما يقرب من 51 جنيهاً للدولار الواحد بعد أن كان عند حدود 49 جنيهاً، يُشي بأن الهبوط سريع، وقد يترتب عليه مزيد من التراجع في قيمة الجنيه خلال الفترة المقبلة. وقال المتحدث إنه بعد أن كانت المؤشرات تشير إلى إمكانية استرداد الجنيه عافيته، فإن العكس ما حدث، وقد يصل إلى 55 جنيهاً خلال فترة وجيزة إذا ما استمرت الحرب، وخرجت الأموال الساخنة التي تُقدَّر بـ25 مليار دولار، وأوضح أن مصر لم تكن ترتبط بما يدور في محيطها من أحداث خلال فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكن ذلك تبدّل الآن بفعل السياسات الاقتصادية الحالية. وذكر أن اتفاقيات الغاز الموقعة مع قطر أيضاً مهددة في حال تأثرت الدوحة سلباً جراء استهداف إسرائيل محطات الغاز الإيرانية القطرية، وهو ما يشكل مخاوف متصاعدة أمام القاهرة، التي تسعى حالياً لإبرام صفقات بأسعار مختلفة مع دول أخرى لضمان تدفق الغاز، كما تحاول جاهدة أن تسدد مستحقات شركات النفط العالمية لكي تتمكن من التنقيب عن الغاز داخل مجالها البحري. وأوضح أن المخاوف المصرية تتزايد من صعوبات على مستوى خطوط إمداد السلع والخدمات، سواء التي ترتبط بمستلزمات الإنتاج المحلي، أو القدرة على التصدير بشكل سلس، في ظل مخاوف من انتقال الصراع إلى البحر الأحمر. إذ إن اتساع رقعة الحرب بين إسرائيل وإيران سوف يؤدي إلى ارتفاع تكاليف النقل والتأمين، ويزيد معدلات التضخم المرتفعة بالأساس، وسيكون لذلك تأثيرات أخرى على مستوى قرارات ضخّ استثمارات أجنبية كانت تعوّل عليها بديلاً لتراجع عوائد قناة السويس مع اتجاه المصانع الصينية والخليجية للعمل في مصر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store