logo
انهيارات بسبب الجوع... غزيون يفقدون الوعي في الشوارع

انهيارات بسبب الجوع... غزيون يفقدون الوعي في الشوارع

العربي الجديد٢٤-٠٧-٢٠٢٥
يعيش أهالي
قطاع غزة
مرحلة أكثر قسوة جراء التجويع فباتوا يتساقطون في الخيام وعلى الطرقات، وينقلون إلى المستشفيات للحصول على المحاليل التي بدأت تنفد من
المستشفيات
لا تتوقّف حالات الإنهاك الشديد والإغماء التي تصيب أطفالاً ونساءً، من التوافد بكثرة خلال الأيام الأخيرة، إلى قسم استقبال الطوارئ السريع في
مجمع الشفاء الطبي
في مدينة غزة، مع وصول مستوى التجويع في قطاع غزة إلى حد الكارثة، ما يهدد حياة أكثر من مليوني شخص، في ظل إغلاق المعابر منذ 2 مارس/ آذار الماضي، فضلاً عن غلاء شديد في السلع الأساسية المتوفرة
كالدقيق
والأرز والخضار. واقعٌ جعل الأهالي يعتمدون على الحساء المعدّ من المكملات الغذائية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أول من أمس، 10 وفيات جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة، ما يرفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة إلى 111 حالة، بينهم 80 طفلاً.
وبموازاة ذلك، ترتفع معدّلات الإصابة بسوء التغذية، وتتفاقم الإصابات مع اشتداد حدة الجوع. تقول والدة الطفلة شام قديح (عامان) وغيرها من مئات الأطفال، الذين بدأت صورهم تنتشر بسبب وجوههم الشاحبة وعيونهم الغائرة وظهور عظام أقفاصهم الصدرية وأقدامهم: "منذ الشهر الثاني بعد الولادة، بدأت حالتها تسوء، ولم يتجاوز وزنها 4.5 كيلوغرامات علماً أنه يفترض أن يكون 9 كيلوغرامات. تعاني تضخماً في الكبد، وأخبرني الأطباء أن علاجها خارج غزة، وبقاءها فيها يهدد حياتها".
من جهتها، وصلت منال هنية إلى قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة في حالة هزال شديدة ووجه شاحب وجسد نحيف، يسندها زوجها الذي وضع رأسها على المقعد داخل قسم الاستقبال. وعمدت الطواقم الطبية إلى مدّها بمحلول مغذٍّ على الفور نظراً إلى صعوبة حالتها، هي التي لم تتناول وجبة طعام منذ ثلاثة أيام. وقول زوجها صلاح لـ "العربي الجديد": "بشكل عام، لا يوجد طعام بشكل فعلي منذ شهرين. كما أن أسعار ما هو متوفر مرتفع ولا نستطيع تأمينه، والمعابر مغلقة، وكانت النتيجة أن سقطت داخل الخيمة. وبصعوبة استطعنا نقلها إلى المستشفى. أطفال وشيوخ أيضاً يسقطون من شدة الجوع وانعدام السكريات". يضيف: "خلال الأيام الأخيرة، بتنا نغلي المغذيات مع المياه ونشربها كأنها حساء. نحن عائلة منعدمة الدخل نزحت إلى رمال شاطئ بحر مدينة غزة، ولا تصلنا أية مساعدة".
وحتى يتمكن هنية وعائلته من تناول وجبة طعام واحدة غير مشبعة، يحتاج إلى دفع 50 دولاراً. ويسأل: "من أين سيأتي الدخل؟. الحياة منعدمة. أين الضمائر الحية؟ نحن في غزة نستصرخهم لأننا نمر بحالة جوع لم يمر بها أي تاريخ بشري، لا في الحرب العالمية الأولى ولا في الثانية. يموت منا أطفال ونساء نتيجة الجوع".
إلى ذلك، كان الطفل أنس غنيم نائماً خلال تلقيه وحدة المحلول الثالثة، هو الذي يعاني هزالاً شديداً. تقول أمه لـ "العربي الجديد": "فجأة، لم يتمكن من الوقوف على قدميه بسبب تلف الأدوية المثبطة للمناعة. نعيش في خيمة حيث الحرارة شديدة، فضلاً عن أن المياه التي نشربها ملوثة. تبين أن لديه فقر دم. كما أنه مصاب بمرض السكري. لم يأكل شيئاً منذ عدة أيام. وبصعوبة تمكنت من شراء حبة صبار واحدة له".
وللجوع تأثير كبير على المرضى والحوامل بدرجة كبيرة. على الرغم من أن دعاء مراد حامل منذ شهر ونصف الشهر، إلا أن حالة الوهن التي تظهرها وكأنها تعيش مخاض الولادة. وصلت إلى قسم الطوارئ في حالة انهيار شديد غير قادرة على الحديث، يرافقها زوجها وأمها.
قضايا وناس
التحديثات الحية
أكثر من 100 منظمة إغاثية وحقوقية تدعو لتحرك مع انتشار الجوع في غزة
يقول زوجها لـ "العربي الجديد"، بينما كان الأطباء يستعدون لإعطائها المحلول: "منذ شهر ونصف الشهر، لا تأكل، ونحن نتنقل بها من مستشفى إلى آخر. لا علاج ولا طعام صحي. المتوفر الآن هو أقراص الفلافل والدقة ((خليط من الزعتر والسمسم والتوابل الجافة)، وهذا الطعام ممنوع عليها".
من جهة أخرى، كانت الطفلة غزل أبو غبن تأكل قطعة خبز بينما تتلقى جرعة من أحد المحاليل. تقول أمها لـ "العربي الجديد": "لم يعد لدينا ما نأكله منذ ثلاثة أيام. تعطل جهاز الإنسولين بسبب انقطاع الكهرباء. وبسبب طحن الدقة التي كانت تأكله، أصيبت بحموضة في الدم (حموضة الدم، أو ما يعرف بالحماض، هي حالة طبية تحدث عندما يصبح الدم أكثر حمضية من الطبيعي). وبصعوبة وبمساعدة شقيقها، جئت بها إلى المستشفى من منطقة السودانية شمال مدينة غزة. قطعة الخبز التي كانت تأكلها حصلنا عليها من ناس".
كانت الطفلة سيلينا أبو حطب ممددة على أحد المقاعد في حالة إنهاك شديد. لم تتحمل وخزها بالإبرة لسحب عينة الدم قبل تقديم محلول لها. ومنذ أربعة أيام، تعاني هزالاً شديداً جراء قلة الطعام، وحموضة في الدم. ومنذ بداية الحرب لم تحصل على الدواء المناسب الذي كان يصلها من الأراضي المحتلة عام 48، وتمنع من تناول الدقة والبقوليات، وهذه هي المواد المتوفرة في غزة حالياً وبأسعار مرتفعة، كما يقول والدها لـ "العربي الجديد"، الذي يقف عاجزاً عن شراء الخضار لطفلته، نتيجة عدم توفره أو ارتفاع سعره.
ساعات الانتظار الطويلة للحصول على طعام، 23 يوليو 2025 (سعيد جرس/الأناضول)
ويقول الطبيب خضر حسنين، الذي أشرف على علاج الطفلة، لـ "العربي الجديد"، إن "سيلينا تعاني قيئاً مستمراً وضعفاً وهزالاً وخمولاً، وتبين أنها تعاني سوء تغذية حادّاً. وصلت إلى قسم الطوارئ متعبة ومجهدة بشكل كامل، وقدمت لها المحاليل اللازمة لتبقى على قيد الحياة"، مشيراً إلى "نقص في محاليل الغلوكوز والمحلول الملحي اللازم للمرضى الجوعى". ويؤكد حسنين لـ "العربي الجديد" أن "مئات الحالات تصل إلى القسم يومياً بسبب المجاعة، إذ تسقط في الخيام أو في الشوارع". يضيف: "نتعامل معها ونحن مجهدون ومتعبون جراء الجوع ونقص السوائل، ونشكو هذا الضعف".
أما في ما يخص المصابين، فسيؤدي عدم التغذية إلى تأخر التئام الجروح، وهذا حال يوسف عودة بدوي الذي كان موجوداً في قسم الطوارئ منذ نحو شهر، وأدى سوء التغذية إلى فقدانه نحو 30 كيلوغراماً من وزنه الذي كان 90 كيلوغراماً قبل الإصابة. يقول والده الذي استطاع شراء أوقية عنب لنجله: "اليوم، استطعت شراء شيء له. غداً، لن يكون لدي مقدرة على شراء أي شيء بسبب ارتفاع الأسعار. وزنه انخفض، وجرحه لم يلتئم، ولا نستطيع إطعامه سوى القرع والكوسى، والخبز غير موجود".
صحة
التحديثات الحية
صحة غزة: 10 وفيات جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية
وتؤثر حدة المجاعة على عمل الطواقم الطبية المنهكة، فما يشعر به المرضى يعيشه من يقوم بعلاجهم من أطباء وممرضين، الذين تعرضوا للإغماء نتيجة الجوع. على مدى 24 ساعة، عمل الطبيب مصطفى هنا في قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي، تحت تأثير الجوع وضغط العمل واستقبال مصابي وشهداء مجزرة الطحين شمال غزة، الأحد الماضي. يقول لـ "العربي الجديد": "الطاقة الموجودة لدينا في التعامل مع المرضى أقل مما كانت عليه سابقاً. خلال فترة معينة من النهار، أفقد القدرة على التعامل مع أي حالة جديدة، علماً أننا نستقبل أعداداً مهولة قد تفوق قدرة أي مركز صحي متقدم. فما بالك بمستشفى يعمل بأقل من إمكانياته السابقة؟ خلال الفترة الأخيرة، كانت وزارة الصحة عاجزة عن توفير وجبة طعام واحدة لطواقمها خلال 24 ساعة، ولا شيء يشترى من الأسواق. يوم المجزرة، لم أستطع البقاء في المستشفى لفترة إضافية بعد انتهاء مناوبتي الساعة الثانية عشرة ظهراً جراء الإنهاك".
بدوره، يقول رئيس قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي، معتز حرارة، إن "الكثير من الطواقم الطبية أغمي عليها ولم تعد تستطيع القدوم إلى المستشفى بسبب الهزال الشديد، وهناك من فقد ثلث أو ربع وزنه. الطاقم الصباحي يعمل ساعة أو ساعتين ويشعر بالإجهاد السريع والصداع والرعشة، في وقت نستقبل الكثير من المصابين بأمراض حموضة الدم. سابقاً، كات تتوافد حالة أو حالتان يومياً. اليوم، تصلنا عشر حالات يومياً ونضطر لإدخالها إلى المستشفى، ما يؤثر على المنظومة الصحية في ظل عدم وجود مستهلكات وأدوية. كما أن المحاليل على وشك النفاد". ويوضح حرارة لـ "العربي الجديد" أنه يتردد يومياً على قسم العلاج السريع في الطوارئ نحو 500 حالة، 10% منهم بسبب الجوع وسوء التغذية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماذا نعرف عن متلازمة "غيلان باريه" النادرة؟
ماذا نعرف عن متلازمة "غيلان باريه" النادرة؟

العربي الجديد

timeمنذ 4 أيام

  • العربي الجديد

ماذا نعرف عن متلازمة "غيلان باريه" النادرة؟

تُنذر متلازمة "غيلان باريه" التي بدأت الانتشار في غزة بعواقب وخيمة، كونها قد تؤدي إلى شللٍ في اليدين والقدمين، والأخطر إلى شللٍ في عضلات التنفس وعضلات البلع، وإلى الموت الحتمي في حال انتفاء العلاج. بعد تسجيل 95 إصابة بمتلازمة "غيلان باريه" النادرة في قطاع غزة، بينهم 45 طفلاً، وتسجيل 3 وفيات بينهم طفلان لم يتجاوزا 15 عاماً، برز إلى الواجهة الحديث عن المتلازمة وعوارضها ومضاعفاتها وسبل علاجها ومدى خطورتها، لا سيما وسط تحذيرات وزارة الصحة في قطاع غزة من "انتشار مقلق وسريع" للمتلازمة بين الفلسطينيين ، من جرّاء تلوث المياه وسوء التغذية الناجمة عن سياسة التجويع الإسرائيلي. وكانت وزارة الصحة بغزة أعلنت أن سوء التغذية وفشل محاولات الإنقاذ لعدم توفر العلاج، تسبّبا بثلاث حالات وفاة، محذرةً من "كارثة حقيقية مُعدية ومحتملة". ومتلازمة "غيلان باريه" هي اضطراب يؤثر غالباً في الأعصاب بكلّ أنحاء الجسم، ما يؤدي إلى تلفها، ويحدث بسبب مهاجمة الجهاز المناعي لأجزاء من الجهاز العصبي ومن أبرز أعراضها الضعف العام، والوخز والخدر في الأطراف والشلل الكامل. وفي اتصال مع "العربي الجديد"، يوضح الطبيب المتخصّص في أمراض الرأس والجهاز العصبي الدكتور حنا مطر أنّ متلازمة "غيلان باريه" هي مرضٌ مناعيّ ناجمٌ عن خلل في المناعة بسبب الالتهابات المعوية الشديدة بالدرجة الأولى، أو التهابات في الرئتين. يُصاب الفرد بالفيروس، وبعد أسابيع يبدأ خلل الجهاز المناعي، ما يتسبّب بمهاجمة الخلايا الخارجية للجهاز العصبي، وهي الخلايا المعنية بالتحكم بأعصاب الجسم، بدءاً من العمود الفقري وصولاً إلى أعضاء الجسم كافة". صحة التحديثات الحية 3 وفيات و95 مصاباً بمتلازمة غيلان باريه النادرة في غزة ويشير إلى أن عوارض المتلازمة تُختصر بشعور بالتنميل والخدر، وقد تؤدي إلى شللٍ في اليدين والقدمين، والأخطر أنها قد تؤدي إلى شللٍ في عضلات التنفس وعضلات البلع، وهنا المشكلة الكبيرة من جراء هذا المرض، حيث تتوقف عمليتا البلع والتنفس، وفي حال عدم وجود أجهزة وعلاجات، فالموت حتميّ، بحسب قول الطبيب مطر، الذي يؤكد أن سبل العلاج صعبة جداً ومحدودة مبدئياً، وهي عبارة عن خيارين؛ الأول غسيل الدم وتنظيفه من الخلايا أو المضادات التي تهاجم الجهاز العصبي، والثاني هو الأدوية التي تساعد في تعزيز جهاز المناعة وتقويته. وإذ يؤكد أن المتلازمة تنتشر في أكثر من دولة، يربط مطر انتشارها اليوم في قطاع غزة بكونه نتيجة الالتهابات المعوية والتهابات الأمعاء الزائدة، وانعدام سبل العلاج والدفاع، خصوصاً أن المرضى قد يحتاجون أجهزة تنفس اصطناعي، مع العلم أن العلاجَين المذكورين أعلاه من الصعب توفيرهما بسهولة في قطاع غزة في ظل الظروف الراهنة. ويذكر الطبيب المتخصص أن المتلازمة اكتُشفت للمرة الأولى في عام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى من قبل طبيبين فرنسيّين متخصّصين بأمراض الأعصاب، الأول جورج غيلان والثاني جان ألكسندر باريه، اللّذين لاحظَا إصابة جنديّين اثنين بشللٍ وعوارض، أُطلق عليها لاحقاً متلازمة "غيلان باريه" تيمّناً باسميهما.

الطفلة مريم.. جسد نحيل أنهكه التجويع الإسرائيلي في غزة- (صور)
الطفلة مريم.. جسد نحيل أنهكه التجويع الإسرائيلي في غزة- (صور)

القدس العربي

timeمنذ 5 أيام

  • القدس العربي

الطفلة مريم.. جسد نحيل أنهكه التجويع الإسرائيلي في غزة- (صور)

غزة: على سرير المرض بمستشفى 'أصدقاء المريض' بمدينة غزة، ترقد الطفلة مريم دواس ذات التسعة أعوام، بجسدها النحيل بلا قدرة على التحرك أو النهوض بعدما تردى وضعها الصحي جراء إصاباتها بسوء تغذية حاد ناجم عن التجويع الإسرائيلي الممنهج بحق الفلسطينيين. جسدها المنهك المجوع فقد أكثر من نصف وزنه خلال 22 شهرا من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل مع التجويع الذي شددت من إجراءاته في مارس/ آذار الماضي بإغلاق المعابر أمام الإمدادات ما تسبب بانتشار مجاعة وتفاقمها لمستويات 'كارثية'. الأناضول وثقت تحولات كبيرة طالت جسد مريم الضعيف، تشهد على مأساة التجويع الإسرائيلية، حيث برزت عظام فكها وأضلاعها واضحة تحت الجلد، فيما يوشك عمودها الفقري على اختراق الجلد من شدة النحول. برزت عظام فك الطفلة وأضلاعها واضحة تحت الجلد، فيما يوشك عمودها الفقري على اختراق الجلد من شدة النحول مريم جسدت بمعاناتها قسوة التجويع الذي يستهدف أكثر من 2.4 مليون إنسان بغزة، وأكدتها التقارير الصحية والحقوقية الأممية والدولية، بينما تواصل إسرائيل بسياساتها اللا أخلاقية إنكار جريمتها الوحشية متنصلة من مسؤولياتها ومستمرة في حصار مشدد يفتك بالفلسطينيين. وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، ارتفاع وفيات سياسة التجويع الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 180 فلسطينيا بينهم 93 طفلا، وذلك بعد وفاة 5 أشخاص خلال 24 ساعة نتيجة سوء التغذية. والجمعة، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة 'اليونيسف' من أن أطفال غزة يموتون بمعدل 'غير مسبوق' وسط المجاعة وتدهور الأوضاع نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة. ووفقا لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، يواجه ربع الفلسطينيين بقطاع غزة ظروفا أشبه بالمجاعة، حيث يعاني 100 ألف طفل وسيدة سوء التغذية الحاد. ** وضع حرج تعاني الطفلة مريم من وضع صحي حرج جراء إصابتها بسوء تغذية حاد واستمرار مضاعفاته الصحية من 'الإسهال الحاد'. وتقول والدتها (لم تكشف عن اسمها) في فيديو نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا'، الأحد، إن مريم منذ أكثر من عام ونصف تعاني من سوء تغذية جراء التجويع الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية وتشديد الحصار. وتابعت، وهي نازحة من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع إلى مركز إيواء غرب مدينة غزة، أن وضع مريم الصحي شهد تدهورا شديدا في الفترة الأخيرة، بالتزامن مع اشتداد المجاعة جراء منع إدخال المساعدات الإنسانية منذ مارس/ آذار الماضي. ويواصل جسد الطفلة بالتهام نفسه جوعا، حيث انخفض وزنها من 25 كيلو غراما قبل الحرب، إلى نحو 10 كيلو غرامات ونصف حاليا، وفق والدتها. ** 'لا تحسّن' تشير الوالدة إلى أن الوضع الصحي لمريم لم يشهد تحسنا رغم أنها مكثت في عدة مستشفيات لفترات طويلة آخرها كان شهر كامل. وتوضح أنها تتوجه إلى المستشفيات بشكل دوري من أجل تلقي طفلتها الحليب العلاجي في وقت تنفد فيه الأطعمة لديها. وتابعت: 'قبل أسبوعين، دخلت مستشفى أصدقاء المريض بغزة، ومكثت بمريم لمدة شهر تلقت خلاله الحليب العلاجي والزبدة، لكن وضعها الصحي لم يشهد تحسنا'. وذكرت أن مريم دخلت المستشفى بوزن 10.5 كيلوغرامات وخرجت منها بذات الوزن، معربة عن تخوفها من تدهور وضعها الصحي بشكل يهدد حياتها. ونددت بسياسة إسرائيل في إدخال المساعدات وتسهيل عمليات نهبها وسرقتها فضلا عن استهداف عمليات التأمين التي تحاول ضمان وصولها إلى كافة السكان. وقالت بهذا الصدد: 'المساعدات من حق الجميع، يجب أن تتأمن وتصل لكل الناس'. والاثنين، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن إسرائيل سمحت بدخول 674 شاحنة مساعدات فقط منذ 27 يوليو/ تموز الماضي، وهو ما يعادل نحو 14 بالمئة من إجمالي الحد الأدنى من الاحتياج اليومي للقطاع المقدّر بنحو 600 شاحنة. وبشكل متكرر، يتهم المكتب الحكومي إسرائيل بتسهيل سرقة ونهب شاحنات المساعدات عبر اتباع سياسة 'هندسة الفوضى والتجويع'، ما يحول دون وصولها إلى الفلسطينيين لتحسين أوضاعهم الغذائية والصحية. لذا، لم تشهد مؤشرات المجاعة بغزة منذ ذلك الوقت تراجعا رغم السماح بدخول المساعدات الشحيحة إلى القطاع. (الأناضول)

الحرّ يفاقم أزمة كهرباء ليبيا
الحرّ يفاقم أزمة كهرباء ليبيا

العربي الجديد

time٠١-٠٨-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

الحرّ يفاقم أزمة كهرباء ليبيا

فاقمت موجة الحرّ التي ضربت ليبيا أخيراً، والتي وصلت الحرارة فيها إلى 47 درجة مئوية، أزمة الكهرباء المزمنة في البلاد. وتزامن ارتفاع درجات الحرارة مع تصاعد حاد في ساعات انقطاع التيار الكهربائي اليومية، لتزيد معاناة المواطن الليبي. وقد وصلت فترات انقطاع الكهرباء في مناطق عدّة، من بينها مصراتة وزليتن وبني وليد والخمس والزاوية وصبراته في الغرب، إلى ثماني ساعات يومياً. كذلك عانت مناطق الجنوب من انقطاع وصل إلى ستّ ساعات على الأقلّ. أمّا في الشرق، فسُجّل في مناطق عدّة انقطاع متواصل لأكثر من يوم، في مشهد أعاد إلى الأذهان محطات من الأزمة الطويلة التي عرفتها البلاد في عام 2014. وانقطاع التيار الكهربائي لا تنحصر تبعاته بالعتمة وغياب التكييف وتلف مواد تتطلّب تبريداً، سواءً أكانت غذائية أم غير ذلك. فهو يؤثّر سلباً على حالات صحية، وقد يصل الأمر إلى حدّ تهديد الحياة. في هذا الإطار، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاة شابة ليبية في مدينة زوارة غربي البلاد، قبل أيام، وذلك على أثر تعرّضها لنوبة ضيق تنفّس حادة. جاء ذلك في سياق تدوينات ساخطة عبّر من خلال مواطنون عن استيائهم إزاء انقطاع الكهرباء في ليبيا لساعات طويلة يومياً. وتفيد المعلومات التي جرى تداولها، نقلاً عن ذوي الشابة، بأنّها كانت تعتمد على جهاز لتنظيم ضربات القلب يعمل ببطارية قابلة للشحن، لكنّها واجهت صعوبة في تشغيل جهازها بسبب انقطاع الكهرباء المستمرّ، الأمر الذي تسبّب في تدهور في حالتها الصحية ووفاتها بعد وقت قصير من نقلها إلى المستشفى. وشدّد كثيرون، في سياق تعليقاتهم على الحادثة، على العلاقة ما بين أزمة الكهرباء المتفاقمة والتهديدات التي قد يتعرّض لها الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية حرجة. إلى جانب ذلك، تسبّبت أزمة الكهرباء، ولا سيّما عدم استقرار التيار، في حوادث عدّة، من بينها حرائق. ففي العاصمة طرابلس، أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ الحكومي في ليبيا عن تدخّل فرقه لإنقاذ تسع حالات اختناق سُجّلت قبل أيام، على خلفية اندلاع حريق في منزل في منطقة الهضبة بطرابلس. وقد أشارت التقديرات إلى أنّ سبب الحريق الرئيسي يعود إلى تماس كهربائي نتيجة عدم استقرار الشبكة. في سياق متصل، نشر مركز طبّ الدعم والطوارئ الحكومي خبراً مفاده أنّ فرقه تمكّنت من إنقاذ خمسة أفراد من عائلة واحدة علقوا وسط حريق شبّ في منزلهم بحيّ دمشق في طرابلس، بسبب تماس كهربائي تسبّب فيه عدم استقرار شبكة الكهرباء كذلك. طاقة التحديثات الحية ليبيا تستعد لتلافي أزمة الكهرباء صيفاً... فماذا فعلت؟ وفي بنغازي شرقي ليبيا، نظّم سكان حيّ السلام أخيراً وقفة احتجاجية طالبوا فيها السلطات بالتدخّل العاجل لإنهاء معاناتهم من جرّاء انقطاع التيار الكهربائي عن الحيّ منذ ثلاثة أيام متواصلة. وفي أوباري جنوبي البلاد، أفاد عميد البلدية أحمد ماتكو بأنّ تراجع التغذية بالكهرباء إلى حدود ستّ ساعات فقط يومياً تسبّب في ازدحام غير مسبوق عند محطات الوقود وإلى ارتفاع جنوني في أسعار المحروقات في السوق السوداء. وقد وصل سعر 20 لتراً إلى 100 دينار لبيبي (نحو 19 دولاراً أميركياً)، وذلك في ارتفاع بنسبة 10 أضعاف مقارنة بالسعر الرسمي. وبعدما تمكّنت الشركة العامة للكهرباء في ليبيا من تجاوز أزمتها في العامَين الأخيرَين، بعد نحو عقد من معاناة الشبكة من انهيارات متتابعة، يربط المهندس في الشركة موسى الكشر الأزمة المستجدّة بـ"أسباب عديدة"، بحسب ما يقول لـ"العربي الجديد". ويشرح أنّ "من تلك الأسباب ما يتعلّق بجانب البنية التحتية لمحطات التوليد"، مشيراً إلى ما أعلنته الشركة قبل أيام عن خروج 10 وحدات توليد عن الخدمة. يضيف الكشر أنّ "الانهيارات المتكررة في محطات التوليد، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة، لها أسباب فنية خطرة تتجاوز العمر الافتراضي أو الصيانة"، لافتاً إلى "أزمة التحميل الهائل وغير القانوني على المولّدات". ويوضح الكشر أنّ "المولّدات في محطات كثيرة مصمّمة لأحمال محدودة، فيما يُصار إلى تحميلها أضعاف قدرتها، وذلك من خلال التوصيلات غير القانونية والخطوط العشوائية المرتبطة بالمصانع الكبيرة وبمشاريع غير مرخّصة، الأمر الذي يتسبّب في انهيارات متتالية عند ارتفاع حرارة المولدات نفسها بصورة يفوق طاقتها المحدّدة عند تصميمها". بيئة التحديثات الحية موسم اصطياف ليبيا ينطلق وسط تحذيرات من تلوّث الشواطئ لكنّ الأزمة لا تبدو مرتبطة بالأسباب الفنية فحسب، فالانقسام المسجَّل في ليبيا منذ سنوات طاول الشركة العامة للكهرباء. وبينما تقع الإدارة الرئيسية للشركة في العاصمة طرابلس، أنشأت حكومة مجلس النواب في الشرق المتمركزة في بنغازي إدارة مستقلة للكهرباء في مناطق سيطرتها، الأمر الذي ضاعف تعقيدات الأزمة وأفقد التخطيط الوطني الموحّد لقطاع الكهرباء. وتنقل شهادات مواطنين معاناتهم وسط الأزمة. ويقول عادل المغيربي من حيّ فشلوم بالعاصمة طرابلس لـ"العربي الجديد"، بانزعاج واضح، إنّ "الكهرباء عادت إنّما ليس بصورة نهائية. فهي ما زالت تنقطع لبضع ساعات يومياً"، مضيفاً أنّ "المياه بالكاد تصل إلى خزّانات المبنى الذي يسكنه وسط حرارة مرتفعة". ويشير المغيربي إلى أنّه يلجأ، كما جيرانه، إلى محال بعيدة تعتمد على مولّدات صغيرة لتشغيل ثلاجاتها، من أجل شراء المياه الباردة. من جهته، يشكو صالح حميدة، أحد سكان الهواري في بنغازي، من صعوبة الوصول إلى شقّته وسط انقطاع التيار الكهربائي، فهو يسكن في الطبقة السادسة. كذلك يشير لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "المولّدات الصغيرة التي يلجأ إليها جيران له غير قادرة على توصيل المياه إلى الخزانات على سطح المبنى".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store