
انخفاض التوتر بين سوريا وإسرائيل لا يزيل شكوك تل أبيب بدمشق
رغم الجهود الدبلوماسية، الإقليمية والدولية، لوضع حد للتوغل الإسرائيلي المتزايد ميدانياً وجوّياً في سوريا، والرسائل الإيجابية التي تصدر عن الرئيس السوري أحمد الشرع، فإن الجيش الإسرائيلي يواصل تعزيز مواقعه داخل الأراضي التي احتلها منذ 5 شهور في الجهة الشرقية من الجولان، ما يوحي بأن تل أبيب ما زالت متشككة في نيات الحكم الجديد في دمشق رغم انخفاض التوتر بينهما.
ويرى الإسرائيليون أن الهيئة الجديدة الحاكمة في سوريا توجّه رسائل إيجابية لكل الأطراف، بما في ذلك لإيران، وليس فقط لإسرائيل، ويشيرون إلى أن هناك عناصر مسلحة مرتبطة بحكومة دمشق لا تخفي عداءها لإسرائيل وحلفائها في المنطقة، ولذلك فإن التعامل معها سيتم بحذر. ويقول الإسرائيليون إن الجهود لتعزيز أمنهم ستستمر بلا هوادة، حتى لو استغرق الأمر سنوات.
وترددت في الفترة الماضية أنباء عن محادثات إسرائيلية - سورية جرت في دولة ثالثة في أبريل (نيسان) الماضي، بغرض احتواء التوتر بين البلدين. وتركزت هذه المحادثات غير المباشرة على قضايا أمنية واستخباراتية، ومكافحة الإرهاب، وبناء الثقة بين البلدين اللذين لا تربطهما علاقات رسمية، وفق ما أفادت به تقارير إعلامية.
وقالت مصادر إن المحادثات كانت إيجابية، رغم أن إسرائيل لم توقف عملياتها في سوريا، لا بل إنها شنت غارات على موقع مفتوح داخل منطقة تابعة للقصر الرئاسي في دمشق، بحجة الدفاع عن الدروز السوريين الذين يتعرضون لاعتداءات من عناصر مقربة من النظام في دمشق، وفق ما يزعم الإسرائيليون.
ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنباءً عن لقاءات جمعت شخصيات مقربة من الحكم السوري بأخرى إسرائيلية. وادعت الصحيفة الإسرائيلية أن جولات المحادثات غير الرسمية عُقدت 3 مرات، وجمعت أكاديميين إسرائيليين بخلفيات أمنية مع ثلاثة مقربين من حكومة الرئيس أحمد الشرع. وناقشت هذه الجولات المزعومة وقف الهجمات الإسرائيلية على سوريا، وضمان أمن الدروز قرب الحدود، مقابل طلب سوري بوقف التصعيد، ومنح النظام الجديد فرصة لترتيب الأوضاع داخلياً.
وادعت مصادر الصحيفة أن المحادثات التي تتم في أجواء غير رسمية كانت مباشرة، عكس مفاوضات جرت سابقاً عبر غرف منفصلة، وهو ما يعكس محاولة لبناء ثقة، مدعومة بتأكيدات من الجانب السوري بأن «سوريا لا تنوي تهديد أي من جيرانها، بما في ذلك إسرائيل».
كما زعمت الصحيفة، في السياق نفسه، أن لقاءات جانبية عُقدت بين شخصيات سورية وإسرائيلية في مؤتمرين في أوروبا، أظهر خلالها أعضاء في الوفد السوري ودّاً تجاه الإسرائيليين، وأكّدوا أن النظام الجديد في دمشق طرد الإيرانيين من البلاد، ولن يسمح لهم بالعودة، في موقف فهمه الإسرائيليون رسالة مباشرة لهم. وقالت الصحيفة إن الوفد السوري كان مكوناً من 6 أشخاص، وحظي بموافقة رسمية على لقاء الإسرائيليين في أوروبا.
نساء درزيات ينظرن إلى الجانب السوري من الحدود قرب مجدل شمس الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية من الجولان يوم 3 مايو الحالي (رويترز)
وكان الرئيس أحمد الشرع قال، الأربعاء، إن بلاده أجرت محادثات غير مباشرة مع إسرائيل لتهدئة الوضع مع استمرار الغارات الإسرائيلية على سوريا. وأوضح أن المفاوضات مع إسرائيل تجري من خلال وسطاء لكنه لم يحددهم، وفق ما ذكرت «رويترز» التي نقلت عنه قوله: «هناك مفاوضات غير مباشرة تجري عبر وسطاء لتهدئة الأوضاع، ومحاولة امتصاص الوضع بألا تصل الأمور إلى حد يفقد السيطرة عليه كلا الطرفين». وألقى من جديد بالمسئولية على إسرائيل نتيجة ما قال إنها «تدخلات عشوائية» إسرائيلية في سوريا. وأضاف: «نحاول أن نتواصل مع كل الدول التي لها تواصل بإسرائيل للضغط عليهم، والتوقف عن التدخل في الشأن السوري واختراق أجوائها (سوريا)، وقصف بعض منشآتها».
في غضون ذلك، تواصل إسرائيل نشاطها لتعزيز احتلالها قمم جبل الشيخ ومنطقة واسعة تمتد على طول الحدود مع سوريا، وفيها 9 مواقع عسكرية إسرائيلية كبيرة ومنطقة حزام أمني ونشاطات عسكرية مكشوفة في عمق الأرض السورية شرق الجولان، تصل إلى مقربة 20 كيلومتراً من دمشق.
ويوم الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي فتح مستوصف متنقّل في جنوب سوريا لتأمين العلاج لأبناء الطائفة الدرزية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». ويقع المستوصف بالقرب من بلدة حضر الدرزية في جنوب سوريا، وفق ما جاء في بيان الجيش الإسرائيلي. وأوضح البيان أن «هذه المنشأة تندرج ضمن الجهود المبذولة لدعم أبناء الطائفة الدرزية في سوريا وضمان أمنهم». ونشر الجيش تسجيلات مصوّرة ظهر فيها ممرّضون وأطباء عسكريون مُوِّهت وجوههم يعالجون رجلاً ذراعه مجبّسة، ومُوِّه وجهه أيضاً فيما يبدو مسكناً متنقّلاً. وسبق أن اندلعت اشتباكات دامية على خلفية طائفية بين الدروز في جنوب سوريا ومسلّحين موالين للسلطات السورية الجديدة. ونُقل عشرات الدروز للعلاج في إسرائيل منذ اندلاع المواجهات، وفق طبيب في مركز زيف الطبي في صفد في شمال الدولة العبرية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 32 دقائق
- الشرق الأوسط
10 قنابل نووية في متناول إيران
باتت إيران، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قريبة من 10 قنابل نووية، بناء على سرعة تخصيبها العالي لليورانيوم في الأشهر الثلاثة الماضية. وقال تقرير للوكالة، أمس، إن المخزون الإيراني من اليورانيوم عالي التخصيب، يمكن تسريعه لتشكيل نواة نحو 10 قنابل نووية إذا اختارت طهران ذلك. وأوضح التقرير أن المخزون ارتفع بنسبة نحو 50 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في حين تم تسريع وتيرة إنتاجه بنسبة 60 في المائة، القريبة من مستوى الاستخدام العسكري.وفي تقرير ثانٍ وضعته هيئة تابعة للأمم المتحدة، كتبت الوكالة أن «إيران في مرات عدة؛ إما لم تجب وإما لم تقدم إجابات ذات مصداقية عن أسئلة الوكالة»، وهذا ما «أعاق أنشطة التحقيق» في 4 مواقع، شهدت ثلاثة منها أنشطة نووية سرية، هي: لاويسان وشيان وورامين وتورقوز آباد. ورأت إسرائيل أن التقرير يظهر عدم سلمية البرنامج النووي الإيراني، وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «يتعيّن على المجتمع الدولي التحرك الآن لوقف إيران».


الشرق السعودية
منذ 39 دقائق
- الشرق السعودية
البيت الأبيض: من مصلحة إيران قبول مقترح الاتفاق النووي
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، السبت، إن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف "أرسل مقترحاً مفصلاً ومقبولاً" بشأن الاتفاق النووي إلى إيران، معتبرة أن "من مصلحة" طهران قبوله. وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أعلن في وقت سابق، الأحد، أن نظيره العماني بدر البوسعيدي زار طهران، السبت، لعرض "بنود الاقتراح الأميركي" للاتفاق النووي. وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان، أن "الرئيس ترمب أوضح أن إيران لا يمكنها أبداً الحصول على قنبلة نووية"، فيما رفضت الكشف عن تفاصيل المقترح الأميركي. وأكد عراقجي في منشور على "إكس"، أن إيران "سترد" على المقترح الأميركي "بشكل مناسب، بما يتماشى مع مبادئ الشعب الإيراني، ومصالحه الوطنية وحقوقه". "وقف أنشطة التخصيب" نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين مطلعين، قولهم إن الوثيقة الأميركية عبارة عن "سلسلة من النقاط الأساسية وليست مسودة كاملة لاتفاق". وتدعو الوثيقة، بحسب المصادر، إيران إلى وقف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم، وتقترح إنشاء "تحالف إقليمي" يقوم بتخصيب اليورانيوم لبرامج نووية مدنية، تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة. وفي الأسابيع الأخيرة، رفض المسؤولون الإيرانيون علناً مطالب الولايات المتحدة بإنهاء جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم، معلنين أنهم لن يتخلوا أبداً عن حقهم في إنتاج وقود نووي للاستخدامات المدنية. كما وصفوه بـ"الخط الأحمر". وقال مسؤولون أميركيون لموقع "أكسيوس"، إن المقترح المكتوب يسعى إلى "كسر الجمود حول نقطة الخلاف الرئيسية في المحادثات"، وهي مطالبة إيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم على أراضيها. وأشاروا إلى فكرة أخرى في المقترح، وهي أن تعترف الولايات المتحدة بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، بينما تعلق إيران بشكل كامل عمليات التخصيب. وجاء المقترح المكتوب بعد الجولة الخامسة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، التي استضافتها روما قبل أسبوع. كما يُعد هذا أول عرض مكتوب يقدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى إيران، منذ بدء المفاوضات في أوائل أبريل. وطلب الإيرانيون الحصول على الموقف الأميركي مكتوباً، بعد أن قدّم ويتكوف مقترحاً شفوياً خلال الجولة الرابعة من المحادثات قبل ثلاثة أسابيع، وقام بتوضيحه خلال الجولة الخامسة من المحادثات، وفقاً لـ"أكسيوس". زيادة تخصيب اليورانيوم يأتي المقترح الأمريكي بعد ساعات فقط من كشف مفتشي وكالة الأمم المتحدة للطاقة الذرية، عن زيادة كبيرة في مخزون طهران من اليورانيوم المخصب، خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وفقاً للتقرير، فإن التصاعد في إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% يمنح طهران القدرة على إنتاج وقود يكفي لحوالي 10 أسلحة نووية، وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بخمسة أو ستة أسلحة فقط عند تولي ترمب منصبه في يناير الماضي. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، إن التقرير حول تصاعد إنتاج إيران يشير إلى أن "علينا أن نصل إلى حل دبلوماسي، في ظل نظام تفتيش قوي للغاية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية". في السنوات الأخيرة، عطلت إيران العديد من كاميرات وأجهزة استشعار الوكالة في مواقع رئيسية، بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي السابق، لكنها سمحت للمفتشين بالدخول إلى البلاد وقياس مخزونها المتزايد من اليورانيوم المخصب. في التقييم الفصلي للوكالة لإنتاج إيران ومخزونها النووي، كتب جروسي أن "الزيادة الكبيرة في إنتاج وتراكم اليورانيوم عالي التخصيب من قبل إيران، وهي الدولة الوحيدة غير الحائزة للأسلحة النووية التي تنتج هذه المواد النووية، يعتبر مصدر قلق بالغ". وخلص التقرير إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% نقاءً، قرب نسبة 90% لإنتاج الأسلحة، يبلغ الآن حوالي 900 رطل، ارتفاعاً من 605 أرطال في فبراير. بينما يمكن لإيران أن تزيد هذا الوقود بسرعة إلى درجة صنع القنابل، إلا أن إنتاج سلاح قابل للعمل سيستغرق أشهراً، وربما ما يصل إلى عام. وخلص مسؤولو المخابرات الأميركية في وقت سابق من هذا العام، إلى أن "فريقاً سرياً من العلماء الإيرانيين، كان يعمل على نهج أسرع وأقل دقة لصناعة الأسلحة، إذا لزم الأمر"، وفق ما أوردت "نيويورك تايمز".


الشرق الأوسط
منذ 42 دقائق
- الشرق الأوسط
بن فرحان يؤكد من دمشق دعم سوريا الجديدة
شهدت العلاقات السعودية - السورية قفزة جديدة، أمس، مع زيارة وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، دمشق على رأس وفد اقتصادي كبير، أظهرت عزم البلدَيْن على تعزيز التعاون في المجالات كافّة، مع إظهار المملكة تأكيدها المضي في مساعدة السوريين على بلوغ الاستقرار والتعافي الاقتصادي. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وجّه بتقديم كل أشكال الدعم والإسناد إلى سوريا. وشدد على أن «سوريا لن تكون وحدها. المملكة في مقدمة الداعمين لها بكل الوسائل». زيارة الأمير فيصل بن فرحان للعاصمة السورية شملت محطات عدة: الصلاة في الجامع الأموي، ولقاء الرئيس أحمد الشرع، ومحادثات مع نظيره السوري أسعد الشيباني الذي أكد في مؤتمر صحافي مشترك أن للمملكة «دوراً محورياً في إعادة إعمار سوريا».