
سليمان عليه السلام ... التمكين المؤيَّد بالوحي والعلم والحكمة
سليمان عليه السلام ... التمكين المؤيَّد بالوحي والعلم والحكمة
تسلم سليمان عليه السلام قيادة الدولة القوية التي أسست على الإيمان والتوحيد وتقوى الله تعالى، لقد أوتي سليمان عليه السلام الملك الواسع والسلطان العظيم، بحيث لم يؤت أحد مثلما أوتي، ولكنه أعطى قبل ذلك عطاء أعظم وأكرم، هيأه لأن يكون شخصية فريدة متميزة في التاريخ، لقد أعطي النبوة، ومُنح العلم وأوتي الحكمة، وذلك مثلما أعطي أبوه من قبل، قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالاَ الْحَمْدُ للهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) [النمل: 16،15]. إن سليمان عليه السلام لم يرث عن أبيه مالاً أو دارًا أو عقارًا، وإنما ورث عنه العلم والحكمة وورث النبوة والحكم، وأعطاه الله تعالى نعمًا وهبات خاصة به لم يعطها أحدًا بعده فقد سأل الله عزَّ وجل أن يخصه بعطاء لا يصل إليه أحد، وقال: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَّ يَنبَغِي لأحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [ص:35]، يعني: أعطني ملكًا لا يكون لأحد من البشر من بعدي مثله . وإننا ونحن نمضي مع ما يحكيه القرآن عن سليمان عليه السلام، فإننا نعيش مع أنصع الصفحات المشرقة من عصور بني إسرائيل الذهبية أيام كانوا على الدين الصحيح. يحدثنا القرآن أنه عليه السلام أقام مملكته على أسس من الإيمان بالله والإسلام له، ولهذا اعتبر سليمان مُلكه مفخرة عن ملك بلقيس ليس لامتداده وسعته وتفوقه فحسب، ولكن لأن ملك سليمان قام على العلم وأسس على الإيمان فقال: (وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ) [النمل: 43،42]. وإننا لنلمح من خلال القرآن أن دولة سليمان عليه السلام كانت مفعمة بالحيوية، مائجة بالحركة، وكان عليه السلام قائمًا بواجب العبودية إلى جانب القيام بمهام الملك ومسؤوليات الحكام وإعمار الدنيا بطاعة الله، حتى دانت له الأرض جميعًا، وجاء على المعمورة وقت لم يكن فيها لسليمان ندٌّ منازع في الحكم والملك ولا شبيه مماثل في العلم والحكمة. لقد تحدثت الآيات الكريمة عن صفات وأحوال سليمان الحكيم، فهي صفات وأحوال تحكي مواقف حاكم مسؤول عن إدارة شؤون الأرض، لما عليها من مخلوقات، فهل كانت هذه المسؤوليات الهائلة التي تكاد تتصور في عصرنا، هل كانت عقبة أمام سليمان في سلوك المنهاج القيم للحكم، والطريق الناجح في الإدارة ؟ بالقطع لا. بل كان عليه السلام يدير هذه المملكة الشاسعة أحسن ما يدير الفرد شؤونه مع أسرته في بيته الصغير. ومن خلال هذا السياق القرآني لسيرة سيدنا سليمان عليه السلام نستخلص دروسًا وعبرًا في كيفية المحافظة على دولة الإيمان، وما وظائفها في الحياة، وما هي وسائل قوتها. إن قصة سليمان عليه السلام وردت في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع، في سورة النمل وص وسبأ، وكانت الآيات الكريمة في سورة النمل تتحدث عن حلقة من حلقات حياة سليمان عليه السلام؛ حلقة قصته مع الهدهد وملكة سبأ، يمهد لها السياق القرآني بما يعلنه سليمان على الناس من تعليم الله له منطق الطير، وإعطائه من كل شيء، وشكره لله على فضله المبين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الوطن
منذ 7 ساعات
- جريدة الوطن
«الأوقاف» تتفقد جامع مطار حمد الدولي
في إطار حرص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على متابعة جاهزية المساجد والمصليات في مختلف المواقع الحيوية بالدولة، وتوفير بيئة روحية متكاملة لراحة المصلين. قام وفد من الوزارة بزيارة ميدانية تفقدية إلى جامع مطار حمد الدولي ومرافقه الملحقة، شملت قاعة الصلاة الرئيسية وغرف الصلاة، كما شملت الزيارة تفقد المصليات المنتشرة في صالات الترانزيت والاطلاع على جاهزيتها وتوفر كافة الخدمات بها. وقد مثّل الوزارة في هذه الزيارة السيد محمد يوسف آل إبراهيم، مدير إدارة الشؤون الهندسية، الذي قام بجولة شاملة للوقوف على مدى جاهزية المرافق والخدمات المرتبطة بالمسجد، بما في ذلك نظافة المصليات، وسلامة التجهيزات، وكفاءة الخدمات المقدمة للمسافرين والمصلين على حد سواء. بيئة روحية متكاملة وأكد الوفد خلال الزيارة على أهمية ضمان استمرارية أعمال النظافة والتنظيم داخل مرافق العبادة بالمطار، مشيدين بالمستوى العالي من الجاهزية، والنظافة، وحسن الترتيب، الذي يعكس تنسيقاً متواصلاً بين وزارة الأوقاف والجهات المعنية في مطار حمد الدولي، لتوفير بيئة روحية مناسبة تُعين المصلين على أداء عباداتهم بطمأنينة وخشوع. كما أكد الوفد على ضرورة المتابعة الدورية والتقييم المنتظم لهذه المرافق الحيوية، باعتبارها تمثل نموذجاً لتكامل الخدمات الدينية داخل أحد أهم المرافق الحيوية في الدولة. التزام دائم بخدمة بيوت الله ورعايتها وتأتي هذه الزيارة في إطار سلسلة الزيارات الميدانية التي تنفذها الوزارة للتأكد من جاهزية بيوت الله في مختلف أنحاء الدولة، وتُجسد التزام وزارة الأوقاف برسالتها في رعاية المساجد وتهيئتها بما يحقق رسالتها الدينية والمجتمعية. بيئة إيمانية تُلبي تطلعات العُمّار وتؤكد وزارة الأوقاف أن جهودها لا تقتصر على بناء المساجد فقط، بل تمتد إلى تهيئتها بصورة تليق بمكانة بيوت الله واحتياجات عُمّارها، عبر توفير المرافق المساندة، والعناية بالنظافة، والتكييف، وسلامة المرافق، بما يُهيّئ للمصلين أجواءً روحية تُعينهم على العبادة، خاصة في الأماكن العامة والمواقع ذات الكثافة العالية مثل المطار. وتجسد هذه الجهود اهتمام الدولة الكبير ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمساجد ومرتاديها، باعتبارها أماكن للعبادة، ومنارات للهداية، ومراكز إشعاع ديني وأخلاقي وثقافي، ومرتكزاً أساسياً في منظومة القيم المجتمعية في دولة قطر. الجدير بالذكر أن إدارة الشؤون الهندسية بالوزارة تختص بمجموعة من المهام الحيوية، من بينها توفير احتياجات المناطق في الدولة من المساجد والمصليات، وتزويد المناطق بالمساجد المؤقتة والإشراف على حفظها، وإعداد الخطة السنوية لصيانة المساجد ومساكن الأئمة، بالتنسيق مع الجهات المختصة، والإشراف على إعداد وتنفيذ أعمال الإنشاء والصيانة للمساجد، والإشراف على مشاريع تشييد المساجد ومساكن الأئمة المملوكة للوقف من حيث التصاميم والمواصفات الفنية والهندسية والتنفيذ، وإعداد قاعدة بيانات عن المساجد والمصليات والعاملين فيها.


العرب القطرية
منذ 2 أيام
- العرب القطرية
«الدعوة» تنظم دورة قرآنية مكثفة في رحاب المسجد النبوي
الدوحة - العرب تواصل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ممثلة في إدارة الدعوة والإرشاد الديني، تنظيم الدورة القرآنية المكثفة لطلاب مركز النور القرآني التربوي في المدينة المنورة، والتي تستمر على مدى أسبوعين حتى 15 أغسطس، في أجواء إيمانية عامرة بروح القرآن الكريم في رحاب المسجد النبوي الشريف، وبمشاركة 23 طالباً قطرياً من المنتسبين للمركز، بينهم 5 طلاب خاتمين للقرآن الكريم ويعملون على مراجعة محفوظهم، إلى جانب 18 طالباً يسير كلٌّ منهم وفق خطة مخصصة لتحقيق أهداف مسيرته القرآنية. رحلة إيمانية وأكدت إدارة الدعوة والإرشاد الديني أن هذه الدورة المكثفة تأتي ضمن البرامج التربوية والتعليمية التي ينفذها مركز النور القرآني التربوي، والتي تهدف إلى رفع كفاءة الطلاب القطريين في الحفظ والمراجعة، وربطهم بكتاب الله تعالى، واستثمار أوقات الإجازة الصيفية بما ينفعهم دينياً وسلوكياً، كما تسعى الدورة إلى ترسيخ القيم القرآنية، وتعزيز الروح الإيمانية والانضباط الذاتي لدى المشاركين، من خلال الحلقات القرآنية المكثفة، والأنشطة التربوية المرافقة، تحت إشراف نخبة من المعلمين والمشرفين المؤهلين. وأوضح السيد يوسف حسن الحمادي، المشرف العام على المركز، أن الدورة تمثل ترجمة عملية لرؤية المركز في بناء جيل قرآني متميّز، يعيش القرآن سلوكاً وقيماً، وليس مجرد حفظ، مشيرًا إلى أن المركز يستقطب الطلاب المتميزين من مراكز تعليم القرآن الكريم التابعة للوزارة، بهدف صقل مهاراتهم وتأهيلهم ليكونوا أئمة وخطباء ودعاة قطريين مؤهلين لخدمة الدين والوطن. وأضاف الحمادي: نسعى من خلال هذه البرامج إلى إعداد طلاب على درجة عالية من الإتقان لكتاب الله، قادرين على تمثيل دولة قطر في المسابقات والمحافل الدولية للقرآن الكريم، فضلاً عن تأهيلهم علمياً في علوم الشريعة، والإمامة والخطابة، وفنون الدعوة، ليكونوا نواة لجيل قرآني واعٍ وذي أثر إيجابي في المجتمع. برنامج متكامل وتتضمن الدورة جلسات مكثفة للحفظ والمراجعة في أروقة المسجد النبوي، بالإضافة إلى دروس في آداب القرآن الكريم، وأحكام العمرة، والسلوكيات التربوية، بالإضافة إلى زيارات للآثار النبوية واستخلاص العبر والفوائد منها، إلى جانب الأنشطة الثقافية والترفيهية التي تعزز أواصر الأخوة بين الطلاب، وتساعدهم على بناء شخصيات متوازنة تحمل روح الانتماء والثقة بالنفس، وترسّخ فيهم قيم الالتزام والانضباط. وتعكس هذه الدورة القرآنية نموذجاً عملياً على جهود وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في رعاية الشباب القطري، وتنمية مواهبهم في مجال حفظ وتجويد القرآن الكريم، وتوفير البيئة المناسبة لإعداد عددٍ من الأئمة والدعاة من أبناء الوطن، كما تأتي في سياق رؤية الوزارة لبناء مجتمع إيماني ملتزم، يقوم على فهم صحيح للقرآن الكريم وأحكامه، ويعزز مكانة دولة قطر في المحافل القرآنية الإقليمية والدولية.


العرب القطرية
منذ 3 أيام
- العرب القطرية
مبادرة بعنوان «يوم متابعة ولي الأمر».. تعزيز التكامل بين الأسرة والمراكز القرآنية
الدوحة- قنا أطلقت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ممثلة في قسم القرآن الكريم وعلومه بإدارة الدعوة والإرشاد الديني، مبادرة نوعية بعنوان «يوم متابعة ولي الأمر»، تهدف إلى تعزيز التكامل بين الأسرة ومراكز تعليم القرآن الكريم، ودعم دور أولياء الأمور في العملية التعليمية لأبنائهم. وأوضحت الوزارة، في بيان، أن المبادرة تقضي بتخصيص الأحد الأول من كل شهر ميلادي لحضور أولياء الأمور، ومتابعة أبنائهم داخل المراكز القرآنية المنتشرة في مختلف مناطق الدولة. وفي تصريح له بالمناسبة، قال السيد فهد أحمد المحمد، رئيس قسم القرآن الكريم وعلومه، إن المبادرة تأتي تنفيذا لتوجيهات سعادة غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، لتعزيز التعاون البنّاء بين البيت والمركز، بما يسهم في تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية المرجوة. وأكد المحمد أن حضور ولي الأمر يمثل دعما مباشرا للطالب ويعزز دافعيته، مشيرا إلى أن الحضور الدوري سيساهم في رفع كفاءة العملية التعليمية وتحقيق التواصل الفعّال بين جميع الأطراف. وشهدت الزيارة الأولى للمبادرة، التي جرت في 3 أغسطس الماضي مشاركة 1262 ولي أمر في 149 مركزا قرآنيا، وتضمنت جلسات فردية مع المعلمين، وجولات ميدانية، وإنشاء مجموعات تواصل عبر تطبيق «واتساب» لمتابعة سير الحفظ والمراجعة. وأعرب عدد من أولياء الأمور عن تقديرهم للمبادرة، مؤكدين أنها تعزز التزام الأبناء بحلقات التحفيظ، وتدعم بناء شخصية قرآنية متوازنة. كما أكد الطلاب المشاركون أن حضور أولياء أمورهم يحفزهم ويمنحهم شعورا بالاهتمام والمتابعة، فيما أشاد رؤساء المراكز بالخطوة لما لها من أثر إيجابي على الطلبة والكادر التعليمي. وتواصل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية جهودها في دعم مراكز تعليم القرآن الكريم للبنين والبنات في مختلف المناطق، من خلال وضع الخطط التعليمية، والإشراف على أداء المعلمين، وتنظيم الأنشطة القرآنية، بهدف تخريج جيل واعٍ يحفظ كتاب الله ويتخلق بأخلاقه، ويسهم في بناء مجتمع يقوم على القيم والإيمان والهوية الإسلامية.