
الداخلة ..قرار منع صيد الحبار يثير جدلاً بين مهنيي الصيد التقليدي
هبة بريس- عبد اللطيف بركة
أثار قرار كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري، الذي يقضي بمنع صيد الحبار خلال فترة الراحة البيولوجية للأخطبوط، موجة من الاستياء بين المهنيين العاملين في قطاع الصيد التقليدي بمنطقة الداخلة وادي الذهب. وقد طالبت مجموعة من الهيئات المهنية المحلية في بيان رسمي بإعادة النظر في هذا القرار، مؤكدة ضرورة الاستناد إلى دراسات علمية دقيقة في اتخاذ مثل هذه التدابير. وأعربت هذه الهيئات عن قلقها من القرارات المتلاحقة التي تحد من نشاط الصيد التقليدي، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات لا تقتصر فقط على حماية الثروة السمكية، بل تحمل أبعادًا اقتصادية وتجارية قد تضر بالمهنيين الذين يعتمدون بشكل أساسي على هذا النشاط لتأمين لقمة عيشهم.
في المقابل، يرى آخرون أن الحبار قد تعرض لاستغلال مفرط في السنوات الأخيرة، وهو ما تؤكده الأرقام المتوفرة عن سوق السمك، بالإضافة إلى الأرقام غير المعلنة في السوق السوداء. وقد كان ذلك ينذر بحدوث كارثة بيئية. وقد أشاد بعض الفاعلين بقرار منع شباك التريماي في وقت سابق، معتبرين إياه بمثابة إنذار مبكر لأهمية الحفاظ على المصيدة. ومع القرار الجديد الذي يقضي بمنع استهداف الحبار، الذي وصفه البعض بالصارم، يرى هؤلاء أن كتابة الدولة اتخذت خطوة ذكية بتبني سياسة المنع بدلاً من حظر المعدات، مما قد يخفف من الجدل الذي صاحب القرار السابق.
من جهة أخرى، فقد أشار مؤيدو القرار الجديد إلى أن الإدارة لم تمنع أسطول الصيد التقليدي بشكل كامل من مواصلة نشاطه، بل تركت له المجال لاستهداف أنواع أخرى من الأسماك، باستثناء الأخطبوط والحبار، خلال فترة الراحة البيولوجية. وأكدوا أن هذا القرار يمنح مهنيي الصيد الفرصة لتكييف نشاطاتهم وتوجيهها نحو أنواع أخرى من المصيد، خاصة في الأشهر التي تسبق تجديد المصيدة.
يُذكر أن كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري قد أوضحت في بلاغ صحفي أن حظر صيد الحبار في منطقة جنوب سيدي الغازي، خلال فترة الراحة البيولوجية للأخطبوط في ربيع 2025، يأتي ضمن التوجهات التي يدعو إليها مخطط 'أليوتيس' للحفاظ على الموارد السمكية واستغلالها بشكل مستدام. وقد تم اتخاذ هذا القرار بناءً على استشارة مع المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، حيث تم رصد ارتفاع غير مبرر في كميات الحبار المصطادة، مما يعرض المصيدة لخطر التدهور. وفقًا للبيانات، فقد ارتفعت الكميات المصطادة من الحبار بنسبة 81% بين عامي 2022 و2023، ثم انخفضت بشكل حاد بنسبة 50% بين 2023 و2024، ما يدل على التأثير الكبير للصيد المفرط على استدامة هذه الثروة البحرية.
ن

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- هبة بريس
بنكيران يصف ماكرون ب'المدلول'ويوجه قذيفته لكل الاتجاهات
هبة بريس -عبد اللطيف بركة في كلمة شديدة اللهجة خلال تجمع نقابي حاشد في الدار البيضاء بمناسبة الاحتفال بالعيد العمالي فاتح ماي، لم يتوان عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في توجيه انتقادات لاذعة للحكومة، وبعض الشخصيات الإعلامية والسياسية، لكنه لم يكتفِ بذلك، بل وجه سهامه نحو السياسة الدولية، مُدينًا مواقف بعض القادة العالميين وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. -اتهامات بـ'بيع وشراء' في السياسة بداية، انتقد بنكيران حكومة أخنوش، مُتهمًا إياها بالاستمرار في تقديم وعود زائفة، وركز في حديثه على الإجراءات الاقتصادية والاجتماعية التي اتخذتها الحكومة، مثل إلغاء دعم الأرامل، وإلغاء بطاقة 'راميد' في تعبير يعكس سخطه على تراجع الحكومة في بعض الملفات الحساسة. – الانتقاد يتجاوز الداخل نحو الخارج لكن التصريحات الأكثر جرأة كانت تلك التي وجهها بنكيران ضد السياسة الدولية، حيث انتقد بشكل مباشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واصفًا إياه بـ'المدلول' بسبب مواقفه من القضية الفلسطينية، والتي اعتبرها غير منصفة تجاه حقوق الفلسطينيين. وأشار إلى تصريحات ماكرون التي كانت تشترط شروطًا تعجيزية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مُعتبرًا أن مثل هذه المواقف تدل على الخضوع للضغوطات الدولية. ويبدو أن بنكيران لا يتردد في استخدام الألفاظ القاسية عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، فقد اعتبر أن مواقف قادة العالم لا تساهم في تحقيق العدالة، بل تؤدي إلى تعزيز الظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني. – النقابات والإعلام: صراعات داخلية وخارجية من جهة أخرى، لم يسلم الإعلام من هجوم بنكيران، حيث وصف بعض الصحفيين بـ'الميكروبات' وذلك في إشارة إلى حملاتهم الإعلامية التي استهدفت حزب العدالة والتنمية ومؤتمراته السياسية، ولم يقتصر نقده على الإعلام فقط، بل حمل هجومًا قويًا على بعض النقابات، مُتهمًا إياها بممارسة 'البيع والشراء' في العمال، والتورط في سياسة الترهيب، مُعتبرًا بعض القيادات النقابية 'مرتزقة' لا يعملون لصالح العمال بل لمصالحهم الشخصية. – بنكيران يعود إلى أسلوبه الحاد بإجمال، تظهر تصريحات بنكيران الأخيرة أنه لا يزال يتمسك بأسلوبه الحاد في انتقاد خصومه السياسيين، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي. ومن خلال ربط القضايا الداخلية مع القضايا الكبرى، مثل القضية الفلسطينية، يظهر بنكيران استمرار تحالفه مع القيم الإسلامية والعربية في مواجهة الضغوطات العالمية.


بلبريس
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- بلبريس
هل تنجح مقاربة 'الانفتاح والتشارك' في إنهاء أزمة الصيد التقليدي بالجنوب؟
بلبريس - ليلى صبحي شهد مقر كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري بالرباط، أول أمس (الثلاثاء)، اجتماعًا هامًا ترأسته كاتبة الدولة زكية الدريوش، بحضور مسؤولي القطاع وممثلي تنسيقية مهنيي الصيد التقليدي بجهة الداخلة، خُصص لمناقشة أبرز الإشكالات التي تؤرق الفاعلين المهنيين بالمنطقة. وحسب جريدة "الصباح" قد أكد مصدر مطلع أن اللقاء اتسم بطابع إيجابي، واعتُبر فرصة للمصارحة وتقديم المطالب المستعجلة، في ظل ما تعانيه قرى الصيد من ضغوط اجتماعية واقتصادية متزايدة. كما أبرز أن مسؤولي كتابة الدولة تعهدوا بإيجاد حلول عملية لهذه الإشكالات في أجل أقصاه 30 يومًا. وتصدرت المطالب المطروحة خلال اللقاء، مسألة مراجعة الأميال البحرية المخصصة للصيد التقليدي، بشكل يراعي خصوصيات المنطقة وواقع البحارة، بالإضافة إلى تعديل الضوابط المنظمة لصيد نوعي 'الكوربين' و'البوري'، نظراً لأهميتهما الاقتصادية في السوق المحلية، نقلا عن ذات المصدر. وفيما يخص قرار منع صيد 'الحبار' جنوب سيدي الغازي، اقترحت التنسيقية اعتماد نظام الحصص اليومية، في انتظار صدور نتائج الأبحاث العلمية التي يُجريها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، والذي وعد مسؤولوه بنشر تقاريرهم في غضون شهر، مع طلب المهنيين تقليص الأجل إلى 15 أو 20 يومًا بسبب الظروف الميدانية. وتطرقت التنسيقية كذلك إلى إشكالية الغرامات المرتفعة، وطالبت بتفعيل مبدأ 'ميناء الربط' لتقنين عمليات التفريغ ومحاربة التهريب وضمان عدالة توزيع المداخيل. كما جددت مطالبتها بإعادة النظر في مخطط تهيئة مصايد الأخطبوط، وهو ما قوبل بتفهم من طرف كاتبة الدولة التي عبّرت عن استعداد الوزارة لإطلاق مشاورات موسعة تشمل مختلف أساطيل الصيد البحري، بهدف تحيين المخطط وفق مقاربة ميدانية تشاركية. وفي ختام اللقاء، دعت التنسيقية البحارة إلى استئناف نشاطهم كإشارة إيجابية على حسن النية وتهدئة الأجواء، خاصة بعد موجة الاحتقان التي شهدتها قرى الصيد مؤخراً. وأكدت التنسيقية انخراطها الكامل في أي مبادرة إصلاحية تشاورية تُعنى بتطوير القطاع وضمان توازنه البيئي والاجتماعي، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل بداية تحول نحو معالجة هيكلية لإكراهات الصيد التقليدي بالمغرب.


أريفينو.نت
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- أريفينو.نت
كشف سر صادم عن أسماك المغاربة؟
واجهت زكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، تحديًا صعبًا خلال جلسة الأسئلة الشفوية في مجلس النواب، حيث تلقت سلسلة من التساؤلات حول كيفية المحافظة على الثروة السمكية في المغرب، بالإضافة إلى المشكلات المرتبطة بارتفاع أسعار السمك واستنزاف المخزون السمكي الوطني. من بين الأسئلة المطروحة، أعرب نواب من الأغلبية والمعارضة عن قلقهم بشأن اختفاء أنواع معينة من الأسماك دون توضيح الأسباب وراء ذلك. وأوضحت الدريوش في ردودها أن مهام الوزارة تركز على حماية الثروة السمكية ودعم البحث العلمي ومتابعة المخططات والمراقبة. كما أضافت أن قطاع الثروة السمكية في المغرب يعتمد بشكل كبير على الأسماك السطحية مثل السردين والكابايلا، والتي تشكل 84% من الإنتاج، بينما تمثل الأنواع الأخرى حوالي 20%. وفيما يخص أسعار المنتجات السمكية، ذكرت الدريوش أن الأسعار تتحدد بناءً على العرض والطلب، مشيرة إلى أن استراتيجية 'أليوتيس' ساهمت في الحفاظ على معدل مستدام للإنتاج حتى عام 2024. كما تسعى الحكومة إلى تعزيز السوق المحلي للمنتجات البحرية من خلال تقديم مبادرات مثل 'الحوت بثمن معقول' وتطوير شبكة أسواق الجملة والتجزئة بحلول 2027. رغم الجهود المعلنة، تعرضت الدريوش لانتقادات حادة من نواب يمثلون الأقاليم الجنوبية، حيث اعتبر النائب البرلماني أحمد العالم أن قرارات الوزيرة الأخيرة حرمت الصيادين التقليديين من مصدر رزقهم الأساسي. وندد بسلوك المسؤولة الحكومية خلال زيارتها للداخلة، حيث تقاعست عن الوفاء بوعودها وأغلقت باب التواصل مع البحارة والممثلين المحليين. إقرأ ايضاً وحث النائب البرلماني عبد الفتاح أهل المكي على تشديد الرقابة على الأساطيل الأجنبية والمراكب المحلية للحفاظ على الثروة السمكية في الداخلة، باعتبارها رافعة اقتصادية مهمة للمنطقة. أما النائبة الرفعة ماء العينين، فقد دعت الوزارة إلى تحمل مسؤوليتها في تحسين أوضاع البحارة المعيشية. في مواجهة هذه الانتقادات والشكوك، اعتذرت الدريوش لرئيس الجلسة والنواب عن الخلط الذي حدث خلال الردود، وأكدت أنها وحدها مسؤولة عن تصميم الأجوبة المقدمة أثناء الاجتماع.