
بحث عودة نشر ثقافة «الوقف» للمجتمع.. وإيرادات «الأوقاف» 3 مليارات جنيه سنويا
مدبولى: منفتحون على كافة الآراء بشأن «الإيجار القديم»
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن ما صدر عن الحكومة من تعديلات على قانون الإيجار القديم هو مسودة أولى، تم إعدادها وإرسالها للبرلمان، مشيرا إلي مدى تعقيد وتشابك هذه القضية، حيث التعامل مع قانون مر عليه نحو 60 عاماً، وسلسلة من القوانين المتعاقبة، وبالتالي كان ضرورياً التصدي له.
وأكد مدبولي - خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، الذي عقد أمس عقب اجتماع الحكومة - أن الحكومة ستكون منفتحة تماماً لأية آراء تُثار، فهي غير منحازة لأي طرف على حساب الطرف الآخر، وبالتالي تركنا المجال لما يحدث من نقاشات في البرلمان والرأي العام، مشيراً إلى أن الشيء الأهم أن توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، للحكومة لدى وضع هذه النوعية من التشريعات، تتمثل في ضرورة مراعاة التوازن في الحقوق، التي قد تكون مُتعارضة بين فئات من الشعب، وبناءً على النقاشات التي حدثت في هذا الموضوع، كانت توجيهات الرئيس بأن نراعي ما أثير من اعتراضات، وتحديداً فيما يتعلق بالمُدة الزمنية الانتقالية، وكذا القيمة الإيجارية الموضوعة، لنراعي البعد الاجتماعي بناء على المناقشات التي أثيرت خلال الفترة السابقة.
وبناء على ذلك، هناك توجهات ستحدث لتكون الفترة الانتقالية للشُقق المستأجرة بغرض السكن أطول من الأماكن التجارية، وستكون هناك أرقام أقل فيما يخُص القرى والأحياء القديمة، ويقطنها محدودو ومتوسطو الدخل، وسيكون هُناك تمييز بأن يوضع في اللائحة التنفيذية أن تكون بداية الإيجارات في الجزء السكني مرتبطة بمستوى الأحياء.
وفي سؤال لـ « الأهرام» عن مستجدات برنامج الطروحات، ورؤية الحكومة لإدارة أصول هيئة الأوقاف، وطرح رؤية جديدة لتشجيع المواطنين علي الوقف، أشار الدكتور مدبولي إلى أنه فيما يخص برنامج الطروحات، يتم العمل عليه بوضوح وشفافية، حيث عقد اجتماع أمس الأول مع وزير الاستثمار لمراجعة هذا الملف، والتوسع في عدد الشركات التي ستطرح خلال السنوات الثلاث القادمة، بمُحدداتٍ واضحة، وتوقيتاتٍ لعملية الإعلان، وشفافية في دخول بنوك الاستثمار التي ستقوم بعمليات الطرح والدراسات، مُجدداً التأكيد على أن اعلان خطوات هذا البرنامج بصورة مبكرة يؤثر على قيمة الأصول، ولذا يتم الإعلان باجراءات مُحترفة، ونُعلن في التوقيت المناسب، وبناء على تقديرنا.
وفيما يخُص إدارة أصول هيئة الأوقاف، أكد مدبولي أن الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، يعمل حالياً على تنفيذ خطوات جادة في هذا الملف، وكان هذا جزءاً من النقاش الذي تم في اجتماعه مع الوزير ورئيس هيئة الأوقاف، لبحث كيفية عودة نشر ثقافة «الوقف» في المجتمع المصري، موضحاً أن إيرادات هيئة الأوقاف في حدود 3 مليارات جنيه سنوياً، وهذا الرقم يمكن مضاعفته بإدارة افضل وبالتالي ستنفق مُخصصاته للغرض الأساسي الذي أنشئ الوقف من أجله.
وردًا على أحد الاستفسارات، أوضح رئيس مجلس الوزراء أن الدولة المصرية تُولي اهتمامًا كبيرًا لدعم مرشحها لليونسكو، الدكتور خالد العناني، مشيرًا إلى أن هذا الدعم يتجلى في لقاءات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أو ممثلي الحكومة، مع كبار المسئولين الدوليين، حيث يكون ترشيح الدكتور العناني محورًا أساسيًا للنقاش، مشددًاعلى إدراك مصر الكامل لأهمية هذا المنصب البارز في منظمة ذات قيمة عالمية كبيرة «اليونيسكو»، وأضاف أن افتتاح المتحف المصري الكبير يُعد حدثًا هامًا يمثل فرصة إضافية للترويج للمرشح المصري، متمنيًا له التوفيق والنجاح في أن يحظى بثقة دول العالم خلال الانتخابات القادمة المقرر إجراؤها في أكتوبرالمقبل.
وحول الانتهاء من الإجراءات والبنية التحتية المحيطة بالمتحف المصري الكبير استعدادًا للافتتاح، أوضح مدبولي أنه تتم متابعة هذه الإجراءات من خلال عقد اجتماع أسبوعي مع اللجنة المختصة لهذا الغرض، وتم بالفعل إرسال الدعوات الرسمية لرؤساء الدول والملوك وكذا للشخصيات العامة والكيانات الدولية الكبرى. وأضاف أن أعمال المتحف اكتملت بالفعل، ونضع اللمسات النهائية للانتهاء من تطوير المنطقة المحيطة، بدءاً من مطار سفنكس إلى المحاور والطرق الكبرى التي تنتهي إلى المتحف، مشيرًا إلى أن أعمال التطوير لا تقتصر فقط على المحيط المباشر للمتحف.
ولفت مدبولي إلي أنه بالنسبة لفعالية الافتتاح، فقد تم إعداد التصميم الخاص بها بالكامل، وجار العمل على الإجراءات التنفيذية لها، ونأمل أن تكون الاحتفالية على أعلى مستوى وتبرز حجم وعظم هذا الأصل المهم للبشرية، وهو المتحف المصري الكبير، الذي تقدمه مصر هدية للعالم أجمع، من خلال احتفالية تليق بمكانة مصر.
وردًا على أحد الأسئلة الخاصة باستعدادات الحكومة المصرية لعيد الأضحى، والتصدي لمحاولات التعدي على الأراضي الزراعية والبناء المخالف خلال أيام العيد، أكد مدبولي المتابعة المكثفة مع المحافظين، وتشكيل خلية استثنائية خلال أيام الاجازات للمتابعة على مدار الساعة، والتصدي لأي محاولات للتعدي على الأراضي الزراعية أو البناء المخالف ويتم التعامل معها من المهد، وهذه مهمة المحافظين والمسئولين من مُديريات الأمن. كما أشار إلى أنه يتم توفير اللحوم وفتح المنافذ والشوادر التي توفر اللحوم المختلفة بصورة مبكرة، حتى يتسنى للمواطن تلبية احتياجاته واحتياجات أسرته.
من ناحية أخري، عقد رئيس مجلس الوزراء، أمس، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، اجتماعًا لاستعراض عددٍ من المقترحات التي ستسهم في خفض معدلات الدَين كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك بحضور أحمد كُجوك، وزير المالية، والفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، واللواء جمال عوض، رئيس الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي، والدكتور إيهاب أبو عيش، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، ومسئولي الوزارات والجهات المعنية.
وقال المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، إن الاجتماع شهد التأكيد على أنه بالتوازي مع خطط خفض معدلات الدين كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، فإنه يتم العمل على تعزيز احتياطيات البلاد من العملة الأجنبية من مصادرها المختلفة؛ بما في ذلك الاستثمار الأجنبي المباشر والصادرات وعوائد قناة السويس وتحويلات المصريين في الخارج وغيرها.
مجلس الوزراء ينعى وزير التموين الأسبق
نعى مجلس الوزراء، خلال اجتماعه أمس، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، بخالص الحزن وعميق الأسى، اللواء أركان حرب محمد على مصيلحى الشيخ، وزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق، الذي وافته المنية بعد رحلة عطاء تميزت بالإخلاص والعمل الوطني الجاد.
وأكد مجلس الوزراء أن اللواء محمد علي مصيلحى الشيخ بذل جهودا كبيرة خلال مسيرة حياته، ومناصبه التي تقلدها، خاصة في أثناء شغله حقيبة وزارة التموين والتجارة الداخلية.
من جانبه، تقدم رئيس مجلس الوزراء بخالص العزاء والمواساة لعائلة الفقيد، داعيا المولى أن يتغمده بواسع مغفرته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يُلهم ذويه الصبر والسلوان.
تيسيرات وإعفاءات لمشروع تشغيل الشباب
على جانب آخر وافق مجلس الوزراء فى اجتماعه، أمس،، على عدة قرارات شملت الموافقة على مشروع قانون بشأن التيسيرات والإعفاءات الخاصة بالمركبات المُخصصة للمشروع القومى لتشغيل الشباب الذى ينفذه صندوق تحيا مصر، ويستهدف توفير 3 آلاف سيارة تاكسى تعمل بالغاز الطبيعى، وطرح 1000 سيارة رُبع نقل للشباب.
ونص مشروع القانون على أن تسرى أحكامه على المركبات المُصنعة محلياً، الداخل فى مُكوناتها أجزاء مُستوردة، كما نص مشروع القانون، على أن تتحمل الخزانة العامة للدولة ما يسدد من الضريبة الجمركية، والضريبة على القيمة المضافة، وضريبة الجدول، وضريبة الدمغة، ورسم تنمية الموارد المالية للدولة، المُقررة قانوناً على المركبات وأجزائها المشار إليها، ويُحظر على المُستفيد بإحدى مركبات المشروع القومى للشباب، التصرف فيها خلال 7 سنوات من تاريخ صدور أول رخصة تسيير خاصة بها.
كما وافق المجلس على استكمال السير فى إجراءات استصدار قانون منح التزام بناء، وتطوير، واستخدام، وإدارة، وتشغيل، واستغلال، وصيانة، وإعادة تسليم البنية الفوقية لمحطة ومنطقة لوجستية لتداول وتصنيع بضائع الصب النظيف بميناء الدخيلة البحرى لشركة إيست ميد لإدارة المناطق اللوجستية والصناعية.
تعديل قانون الضريبة على العقارات
كما وافق مجلس الوزراء، على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون الضريبة على العقارات المبنية الصادر بالقانون رقم 196 لسنة 2008. وتأتى الموافقة فى إطار الحزمة الأولى من مبادرة التسهيلات الضريبية، وما يتضمن ذلك من إصلاحات تشريعية تتعلق بضريبة العقارات المبنية، وذلك وفق رؤية تستهدف تخفيف الأعباء الضريبية مراعاة للبعدين الاجتماعى والاقتصادى للمكلفين بأداء الضريبة على العقارات المبنية.
وتضمنت ملامح التسهيلات العديد من النقاط، منها ما يتعلق بتبسيط الإقرار الضريبى، وإصلاح وتطوير منظومة الطعن الضريبى، وتخفيف العبء عن كاهل المكلفين المتنازعين على وعاء الضريبة، وزيادة حد الإعفاء الضريبى للسكن الخاص، ورفع الضريبة عن المكلف فى الأزمات، وتبسيط إجراءات رفع الضريبة عن المكلفين، وإسقاط دين الضريبة ومقابل التأخير فى حالات محددة، والحجية لإيصالات السداد الالكترونى للضريبة، وأيضا وضع حد أقصى لمقابل التأخير وإعفاء كامل منه عند سداد أصل الدين خلال مهلة محددة. وجاء أحد التعديلات لزيادة حد الإعفاء الضريبى للعقارات المبنية والوحدات التى يتخذها المكلف سكناً خاصاً له بمراعاة البعد الاجتماعى فى ظل آثار حالة التضخم، حيث زيد صافى القيمة الإيجارية من 24 ألف جنيه إلى 50 ألف جنيه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مستقبل وطن
منذ 13 دقائق
- مستقبل وطن
أسعار الذهب في مستهل تعاملات اليوم الجمعة 30 مايو 2025.. كم سجل الجرام عيار 21؟
شهدت أسعار الذهب في مستهل تعاملات اليوم الجمعة 30 مايو 2025 استقرارًا نسبيًا بمحلات الصاغة، حيث حافظ المعدن الأصفر على مكاسبه التي حققها خلال تعاملات أمس الخميس، بعدما ارتفع جرام الذهب عيار 21 بقيمة بلغت نحو 25 جنيهًا . ويقدم لكم موقع 'مستقبل وطن نيوز' أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة 30 مايو 2025 بحسب بيانات منصة 'آي صاغة' لتداول الذهب والمجوهرات. أسعار الذهب اليوم اليوم الجمعة 30 مايو 2025 سعر الذهب عيار 24: 5285 جنيهًا. سعر الذهب عيار 21: 4625 جنيهًا. سعر الذهب عيار 18: 3964 جنيهًا سعر الجنيه الذهب: 37000 جنيه. سعر أوقية الذهب عالميًا: 3298 دولاراً. مصنعية الذهب ولحساب سعر الذهب عيار 21 بالمصنعية والدمغة، تتم إضافة 100 جنيه زيادة على سعر جرام الذهب المعلن، وتختلف قيمة المصنعية من تاجر لآخر في الصاغة، بحيث تبدأ من 100 جنيه، ولا تزيد على 150 جنيهًا. ويأتي استقرار أسعار الذهب فى مصر خلال بداية تعاملات اليوم الجمعة بالتزامن مع استقرار نسبى للذهب فى الأسواق العالمية وترقب المستثمرين لبيانات اقتصادية مؤثرة على توجهات السياسة النقدية الأمريكية. أسعار الذهب العالمية وعلى المستوى العالمي، استقرت أسعار الذهب قرب مستوى 2350 دولارًا للأوقية، وسط حالة من الحذر فى الأسواق قبيل صدور بيانات اقتصادية أمريكية من شأنها التأثير على قرارات مجلس الاحتياطى الفيدرالى بشأن أسعار الفائدة. ويرى محللون، أن الذهب قد يشهد موجة من التقلبات خلال الفترة المقبلة، فى ظل استمرار التوترات الجيوسياسية والغموض المحيط بتوقيت خفض الفائدة الأمريكية، وهى العوامل التى تبقى على جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين.

مصرس
منذ 24 دقائق
- مصرس
48.8 مليار جنيه مكاسب سوقية للبورصة المصرية خلال أسبوع ومؤشر EGX30 يرتفع 2.26%
اختتمت البورصة المصرية تعاملات الأسبوع على أداء إيجابي، مدعومة بصعود جماعي للمؤشرات الرئيسية، لتسجل مكاسب سوقية تجاوزت 48.8 مليار جنيه. وأغلق رأس المال السوقي للأسهم المقيدة عند مستوى 2.296 تريليون جنيه، مقارنة ب 2.247 تريليون جنيه بنهاية الأسبوع الماضي. أداء المؤشرات: * مؤشر EGX30 الرئيسي ارتفع بنسبة 2.26% ليغلق عند 32،696 نقطة. * مؤشر EGX70 EWI للأسهم الصغيرة والمتوسطة صعد بنسبة 1.24% ليسجل 9،506 نقطة. * مؤشر S&P سجل زيادة طفيفة بنسبة 0.25% ليغلق عند 7،152 نقطة. التداولات:بلغ إجمالي قيمة التداول خلال الأسبوع الحالي نحو 2.296 مليار جنيه، في حين وصلت كمية التداول إلى 16.5 مليار ورقة مالية عبر تنفيذ 583 ألف عملية، مقارنة ب 335 مليار جنيه و15 مليون ورقة مالية عبر 481 ألف عملية في الأسبوع السابق. استحوذت الأسهم على 9.46% من إجمالي التداولات داخل المقصورة، بينما هيمنت السندات وأذون الخزانة على النسبة الأكبر بنحو 91.1% من إجمالي قيمة التداول خلال الأسبوع. تعاملات المستثمرين: * المصريون استحوذوا على 89.7% من التعاملات بعد استبعاد الصفقات. * الأجانب سجلوا صافي شراء بقيمة 385 مليون جنيه، رغم استحواذهم على 5.5% من التداولات. * العرب استحوذوا على 4.9% لكنهم سجلوا صافي بيع بنحو 194 مليون جنيه. أما منذ بداية العام وحتى الآن، فقد مثلت تعاملات المصريين 88.6% من إجمالي التداول، في حين سجل الأجانب 6.9%، والعرب 6.8%. وبلغ صافي بيع الأجانب نحو 319 مليون جنيه، بينما سجّل العرب صافي بيع بقيمة 2.8 مليار جنيه، وذلك بعد استبعاد الصفقات.

مصرس
منذ 24 دقائق
- مصرس
أوروبا تضغط على إسرائيل لوقف مجازر غزة
شهد الأسبوع الماضي تطورات فارقة فى القضية الفلسطينية، فما يحدث فى غزة تداعياته الإنسانية والسياسية ستتجاوز زمن الحرب نفسها، مشاهد القتل والفتك بالأرواح التي سالت دماء أصحابها في غزة المنكوبة ستظل عالقة فى أذهان كل من هو حى على هذه الأرض، وكل من كان له قلب، أما التغييرات التى تثابر إسرائيل لإحداثها فتمثل مرحلة جديدة فى الصراع الأقدم فى المنطقة، ولن يمحوها تفاهمات سياسية أو اتفاقات تطبيع جديدة كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال القمة العربية الأخيرة في العراق. على الصعيد الإنساني، لم يتوقف القتل والفتك والتدمير والعدوانية والوحشية والحس الانتقامى الشيطانى، وكان السكرتير العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قال إن الفلسطينيين يعيشون العدوان الأوحش على الإطلاق فى الوقت الحالي، والمشاهد التى تنقل لنا من القطاع أشبه بصخور جاثمة على صدور كل من يتابعها، راسخة فى الأذهان مهما انشغل الفرد فى تفاصيل الحياة.ما يزيد وطأة الآلام قصص تنتقل عبر زخم المآسي وآخرها قصة الطبيبة آلاء النجار التى كانت قد غادرت للتو منزلها فى خان يونس باتجاه مستشفى ناصر التى تعمل به طبيبة أطفال، تاركة عشرة من أبنائها فى المنزل، وما إن عاد إليهم الوالد بعد مرافقة زوجته فى الطريق للمستشفى، استهدف المنزل صاروخ، صناعة أمريكية مخصص للتدمير، فانفجر المنزل، وفى حين علق أصغر الأبناء (ستة أشهر) تحت الأنقاض، طالت ألسنة الحريق الأجساد الصغيرة الأخرى فحرقتها ومزقتها النيران، لتنتقل أرواحهم جميعا إلى السماء حيث معية أرحم الراحمين.◄ موقف أوروبيأضافت صرخات الفقد إلى صرخات الجوع الذى يعانيه الفلسطينيون صدى وصل أخيرًا إلى الجانب الآخر من البحر المتوسط، حيث ظهرت بوادر موقف سياسى يتشكل ضد إسرائيل، وبدون الخوض فى تفاصيل غير مسبوقة من حيث التصريحات المنددة والتهديدات الصريحة والمبطنة من القادة الأوروبيين بحق حكومة الاحتلال، إلا أن ثمة ملاحظتين أساسيتين، أولاهما أن هذه الهجمة المنسقة ربما تستهدف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وائتلاف اليمين الذى يدعمه، وذلك حتى وإن كانت التهديدات تتحدث عن مراجعة الاتفاق التجارى بين أوروبا وإسرائيل كلها، ولا يمكن فصل التنسيق الذى تم بين الأوروبيين عن تنسيق آخر تم مع واشنطن، فلا يمكن تصور أن يقوم الأوروبيون بهذه الحملة من الضغوط القصوى على نتنياهو إلا بعد ضوء أخضر من أمريكا، والتاريخ يزخر بحالات أوعزت فيها واشنطن لحلفائها بالهجوم على إسرائيل، بينما تقف منهم جميعا موقف المتفرج، وذلك فى ظل أوقات الاحتقان السياسى بين تل أبيب وواشنطن، والوقت الحالى هو أحدث الأمثلة على ذلك، فلا يُعقل للحلفاء أن يهاجموا إسرائيل فى وقت سترد عليهم فيه واشنطن دفاعا عن تل أبيب، بل يجب أن يكون هذا الهجوم منسقا مع واشنطن لتأديب تل أبيب فى تمردها على البيت الأبيض.أما الملاحظة الثانية، فهى أن الاختبار الحقيقى لهذا الموقف الأوروبى «المشرف» هو عندما تتحول التهديدات إلى إجراءات فعلية وقرارات تؤلم الجانب الإسرائيلى، وهو ما يتوقع أن يخضع البت فيه أيضا للمشاورات عبر الأطلنطى.◄ نوايا تل أبيبوفي وسط هذه الضغوط، خرج نتنياهو بكلمة إلى الإسرائيليين يعلن فيها أن الحرب لن تتوقف إلا بخروج حماس من القطاع، أى أن عودة الأسرى لم تعد هى سبب الحرب أو شرط وقفها.والحقيقة، أن نتنياهو كالمعتاد لا يقول كل شيء، فثمة شرط آخر وأهم لإنهاء الحرب.. بل هو أمل وغاية أئمة اليمين المنفلت وهو إفراغ القطاع من أهله.. فحتى لو تنازلت حماس عن السلاح وتركت القطاع لن تتوقف إسرائيل عن دفع سكانه للخروج منه لكى تستولى على أراضيهم، فالتهجير هو وبحق معيار الهزيمة والانتصار بالنسبة لنتنياهو وحلفائه من اليمين وأشهرهم وزير الأمن القومى المتطرف إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش. ومما سبق، فإنه من شبه اليقين أن بقاء الفلسطينيين على أراضيهم هو الغاية التى يجب أن تعمل من أجلها كل الأطراف المخلصة للقضية. وهى القضية التى يمكن بموجبها أيضا فرز المواقف السياسية للدول.. فالتهجير هو أساس الصراع الحالى فى غزة.أما ما يعرقل الإسرائيليين عن إتمام التهجير فهو الحذر من الصدام مع مصر، فى حالة رغبتهم فى التهجير القسرى، أو إيجاد مكان آخر يستقبلهم من الأساس، وإسرائيل تعلم أنه لا يمكنها حل هذه المعضلة وحدها، ولا مفر من الاعتماد على الجانب الأمريكى واتصالاته وبريق دبلوماسيته، وابتزازه المحتمل للدول فى صراعاته التجارية إن لزم الأمر، وذلك فى إيجاد مكان لاستقبال الفلسطينيين.لكن الواقع أن أمريكا نفسها عاجزة عن إيجاد مكان لاستقبال من تهجرهم هى من أراضيها من طالبى اللجوء، بدأ الأمر بالإعلان عن الترحيل القسرى لدول الموطن الأصلى فى أمريكا اللاتينية واستتبعه خلافات كبيرة بين واشنطن وهذه الدول انتهت بتفاهمات مؤقتة، لكن مواطنى الدول الأخرى أين يمكن ترحيلهم إذا لم تقبلهم دولهم، وبدأت التقارير الإعلامية فى الكشف تباعا عن تفاهمات سرية بين واشنطن ودول لاستقبال هؤلاء، وآخر هذه الأمثلة هو اكتشاف اتفاق بين أمريكا وجنوب السودان لاستقبال المهجرين من أمريكا ولم يعرف به إلا عندما أصدر قاضٍ فى نيويورك أمرا يوقف إجراء الترحيل القسرى باعتبار جنوب السودان دولة غير آمنة، والخلاصة أن أمريكا نفسها عاجزة عن إيجاد مكان لاستقبال المرحلين قسريا منها وهو أحد وعود الرئيس دونالد ترامب الانتخابية، فما بالنا بعدم قدرتها على إيجاد مكان لاستقبال الفلسطينيين، وهو ما يفسر أحد الأسباب الواقعية لتراجع ترامب عن وصفته بإفراغ القطاع من أهله لإعادة بنائه.◄ اقرأ أيضًا | مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: أنقذوا غزة◄ مظلة زمنيةوقبل أيام، تحدث وزير الخارجية، ماركو روبيو، فى جلسة استماع بالكونجرس، وقال إن أمريكا لا تسعى فى التهجير القسرى للفلسطينيين، لكنها تساعد بالبحث عن دول لاستقبال «من يريد الخروج» من أهالى القطاع، رُبما تعمل إسرائيل بإصرار على جعل «من يريد الخروج» من القطاع هو كل الأهالى بالفعل، فإسرائيل لا تقتل الفلسطينيين فقط، بل تقتل الحياة، وتقتل الروح داخل الجسد، فتجعل من الباقين على قيد الحياة موتى بالفعل.مع كل الضغوط الأوروبية والأمريكية، فإن إسرائيل لا تتعجل إنهاء الحرب، ولماذا تنهيها بينما تتخذ منها مظلة زمنية لتغيير الأوضاع فى الضفة وكذلك الأوضاع في الشرق الأوسط والتحرش بإيران، لعل وعسى أن تنضم إليها أمريكا نهاية فى ضربة عسكرية ضد منشآتها النووية، وربما هذه السياسة بشكل محدد - ضد إيران - هى ما أشعلت، وأذكت غضب ترامب، فالرجل الذى عاد من جولة ناجحة له فى المنطقة، قرر فيها أخيرا الانفتاح السياسى على سوريا، بوصفه نهجا لحل المشكلات عبر التفاهمات السياسية والبراجماتية، لا يرغب فى أن يعكر صفو رؤيته للمنطقة أى صراع جديد.ولا يخفى على ترامب ما يفعله نتنياهو لاستدراج إيران فى جولة جديدة من المواجهة والتصعيد. فما بين تسريبات عن خطط إسرائيلية لضرب إيران من ناحية والتصعيد مع أطرافها، الحوثيين فى اليمن، وحزب الله فى لبنان، يسعى الاحتلال مرة أخرى للاشتباك مع إيران بأى طريقة مُمكنة.◄ الممكن.. لا العادلوفي مقابلة إذاعية له مع مُنتدى البدائل العربى للدراسات، قال الدكتور أحمد نبيل، المُحاضر بمركز دراسات السلام والصراع بجامعة وين ستيت الأمريكية، إن ترامب يبحث عن الحلول الجذرية والممكنة ولا تعنيه الحلول العادلة، وشرح نبيل فى مقابلته أن ترامب عندما قرر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل كانت لديه هذه الفكرة.. فالصراع حول القدس هو ما كان محور عقود من المفاوضات، ومن ثم فإنهاء القضية باعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل كان فى نظره الحل الجذرى لإنهاء هذا الأمر، والأمر كذلك مع الجولان السورى المحتل، وما سبق يثير بالفعل، من ناحية أخرى، مخاوف بشأن ضم أراضى الضفة لإسرائيل، بصفته أيضا أحد «الحلول الجذرية» للصراع فى نظر ترامب، ويمكن القول إن سياسة الاحتلال الجارية فى الضفة هى مقدمة لهذا الضم، يتم مع استمرار الأزمة فى غزة وتوجه الأنظار إليها. أما التهجير فيظل الحل الجذرى لكن المستحيل بالنسبة لترامب.