logo
إعادة إعمار السودان تقدر بمئات المليارات من الدولاراتالحرب في السودان.. تحولها إلى مدن أشباح

إعادة إعمار السودان تقدر بمئات المليارات من الدولاراتالحرب في السودان.. تحولها إلى مدن أشباح

الرياضمنذ 16 ساعات
تقف الجسور المدمرة وانقطاع التيار الكهربائي ومحطات المياه الخاوية والمستشفيات المنهوبة في جميع أنحاء السودان شاهدة على الأثر المدمر الذي لحق بالبنية التحتية جراء حرب ممتدة منذ عامين.
وتقدر السلطات أن هناك حاجة إلى مئات المليارات من الدولارات لإعادة الإعمار غير أن الفرص تتضاءل أمام تحقيق ذلك على المدى القصير نظرا لاستمرار القتال وهجمات الطائرات المسيرة على محطات الطاقة والسدود ومستودعات الوقود.
وفي عالم صار أكثر عزوفا عن تقديم المساعدات الخارجية، خفضت الولايات المتحدة، أكبر المانحين، مساعداتها.
يخوض الجيش السوداني حربا مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية منذ أبريل 2023 أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الألوف من الناس ونزوح نحو 13 مليونا في ما وصفته منظمات الإغاثة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ويضطر سكان العاصمة الخرطوم إلى تحمل انقطاع الكهرباء والمياه غير النظيفة والمستشفيات المكتظة لأسابيع طويلة. وتعرض مطار الخرطوم أيضا للهجوم وتجثم على مدارجه بقايا طائرات محترقة.
تعرضت معظم المباني الرئيسة في وسط الخرطوم لأضرار بالغة وصارت الأحياء، التي كانت ذات يوم راقية، مدن أشباح تنتشر في شوارعها سيارات مدمرة وقذائف لم تنفجر بعد.
وقال طارق أحمد (56 عاما) إن الخرطوم لم تعد صالحة للسكن بعد أن دمرتها الحرب، وعبر عن شعوره بأنه مشرد رغم عودة الجيش للسيطرة على الوضع.
وعاد أحمد إلى منزله في العاصمة لفترة قصيرة حيث وجده منهوبا ثم غادره مرة أخرى، بعد أن طرد الجيش في الآونة الأخيرة قوات الدعم السريع من الخرطوم.
ويمكن رؤية إحدى تداعيات انهيار البنية التحتية في تفشي وباء الكوليرا السريع الذي أودى بحياة 172 من أصل 2729 مصابا خلال الأسبوع الماضي وحده، معظمهم في الخرطوم.
ودمرت الحرب أنحاء أخرى من وسط وغرب السودان، ومنها منطقة دارفور، غير أن الأضرار الواسعة التي لحقت بالخرطوم ألقت بظلالها على باقي أنحاء البلاد بعد أن كانت العاصمة ذات يوم مركزا لتقديم الخدمات.
وتقدر السلطات السودانية احتياجات إعادة الإعمار بما يصل إلى 300 مليار دولار للخرطوم و700 مليار دولار لبقية السودان.
وتعكف الأمم المتحدة حاليا على إعداد تقديراتها الخاصة.
وقال وزير الطاقة والنفط محي الدين نعيم لرويترز إن إنتاج السودان من النفط انخفض إلى ما يزيد على النصف ليصل إلى 24 ألف برميل يوميا وتوقفت قدراته التكريرية بعد أن تعرضت مصفاة الجيلي الرئيسة لتكرير النفط لأضرار بقيمة ثلاثة مليارات دولار خلال المعارك.
وأضاف أن السودان، بدون قدرة على التكرير، يصدر كل نفطه الخام ويعتمد على الواردات في حين يبذل جهودا مضنية من أجل الحفاظ على خطوط الأنابيب التي يحتاجها جنوب السودان لصادراته.
وقال نعيم إن جميع محطات الكهرباء في الخرطوم تعرضت للتدمير.
وأعلنت شركة كهرباء السودان في الآونة الأخيرة خطة لزيادة الإمدادات من مصر إلى شمال السودان. وكانت قد ذكرت في وقت سابق من العام أن الهجمات المتكررة بالطائرات المسيرة على المحطات في محيط الخرطوم تستنزف قدرتها على الحفاظ على استمرار عمل الشبكة.
نحاس منهوب
استعادت القوات الحكومية السيطرة على الخرطوم في وقت سابق من العام الجاري. ومع عودة السكان إلى منازلهم، وجدوا أنها قد تعرضت للنهب. ومن الأمور الملحوظة التي جرى رصدها هي وجود ثقوب عميقة في الجدران والطرق استخرج منها الناهبون الأسلاك النحاسية الثمينة.
وفي شارع النيل بالسودان، الذي كان في يوم ما أكثر شوارع البلاد ازدحاما، يوجد شق في الأرض عمقه متر وطوله أربعة كيلومترات خال من الأسلاك الكهربائية فيما تظهر آثار حروق.
وذكر الطيب سعد الدين المتحدث باسم ولاية الخرطوم أن محطتي المياه الرئيستين في الخرطوم توقفتا عن العمل في بداية الحرب إذ نهب جنود قوات الدعم السريع الآلات واستخدموا زيت الوقود لتشغيل المركبات.
وبات من بقى في الخرطوم يلجأون إلى الشرب من مياه النيل أو الآبار القديمة، مما يعرضهم للأمراض المنقولة عبر المياه. كما أن عدد المستشفيات المجهزة لاستقبال المرضى قليل.
وقال هيثم محمد إبراهيم وزير الصحة إن المستشفيات تشهد أعمال تخريب ترتكبها فصائل مسلحة وإن المعدات الطبية تعرضت للنهب والتدمير، مضيفا أن خسائر النظام الصحي تقدر بنحو 11 مليار دولار.
وقال لوكا ريندا، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات لتفادي مزيد من حالات الطوارئ الإنسانية مثل تفشي الكوليرا، وذلك في وقت يتطلع فيه حوالي مليونين أو ثلاثة ملايين للعودة إلى الخرطوم.
لكن استمرار الحرب ومحدودية الميزانية يعرقلان وضع خطة شاملة لإعادة الإعمار.
وذكر ريندا "ما يمكننا فعله... بالقدرات المتاحة لدينا فعليا هو النظر في إعادة تأهيل البنية التحتية على نطاق صغير"، مثل مضخات المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية والمستشفيات والمدارس.
وأضاف أن بهذه الطريقة، قد تُتيح الحرب فرصة لإلغاء مركزية الخدمات بعيدا عن الخرطوم، والسعي إلى مصادر طاقة أكثر استدامة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران: مقتل عنصرين من «الحرس» خلال تفكيك متفجرات من مخلفات الحرب مع إسرائيل
إيران: مقتل عنصرين من «الحرس» خلال تفكيك متفجرات من مخلفات الحرب مع إسرائيل

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق الأوسط

إيران: مقتل عنصرين من «الحرس» خلال تفكيك متفجرات من مخلفات الحرب مع إسرائيل

قُتل عنصران في «الحرس الثوري» الإيراني، الأحد، في غرب البلاد بينما كانا يحاولان تفكيك متفجرات في منطقة طاولها القصف الإسرائيلي خلال الحرب بين إيران وإسرائيل، وفق ما نقل إعلام محلي. وشنت إسرائيل في 13 يونيو (حزيران) حرباً على إيران بهدف معلن هو منعها من حيازة سلاح نووي، الأمر الذي واظبت طهران على نفيه. وذكرت وكالة «تسنيم» نقلاً عن بيان لـ«الحرس الثوري» أن «عنصرين في الحرس قتلا الأحد في خرم آباد (غرب) خلال تنظيفهما منطقة متفجرات خلَّفها عدوان النظام الصهيوني». وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل مسؤولين عسكريين كبار وعلماء في البرنامج النووي الإيراني. وأفادت السلطة القضائية الإيرانية بأن الحرب أسفرت عن مقتل 936 شخصاً على الأقل، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وأعلن وقف لإطلاق النار بين البلدين في 24 يونيو (حزيران). وحضر المرشد الإيراني علي خامنئي مراسم دينية في طهران، السبت، وفق لقطات نشرتها وسائل الإعلام الرسمية، هي الأولى التي يظهر فيها علناً منذ وقف إطلاق النار مع إسرائيل. وأعلنت إيران، الخميس، إعادة فتح مجالها الجوي في شكل كامل بعدما أغلقته في اليوم الأول من الحرب.

مصر والسعودية تبحثان وقف إطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة
مصر والسعودية تبحثان وقف إطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة

مباشر

timeمنذ 4 ساعات

  • مباشر

مصر والسعودية تبحثان وقف إطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة

القاهرة - مباشر: جرى اتصال هاتفي مساء أمس السبت بين الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة المصري والأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة العربية السعودية؛ وذلك في إطار التنسيق الدوري المستمر التي تربط بين مصر والمملكة. واستعرض عبدالعاطي الاتصالات المكثفة التي تجريها مصر مع كافة الأطراف لوقف إطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ودار نقاش حول مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة المقرر أن تستضيفه مصر عقب التوصل لوقف إطلاق النار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية. كما تناول الوزيران الاتصالات المكثفة الجارية لتثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل واستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، وبما يسهم في خفض التصعيد وتحقيق التهدئة. كما تبادل الوزيران الرؤى حول التطورات في السودان ومنطقة المشرق العربي. واتفق الوزيران على مواصلة التشاور والتنسيق بينهما بما يحقق المصالح المشتركة ودعم الأمن والاستقرار بالإقليم؛ وذلك تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين. أكد الوزيران على عمق العلاقات الثنائية الوطيدة التي تربط البلدين الشقيقين وما تشهده من تطور كبير في ظل التوجيهات الصادرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ وهو ما ينعكس في التعاون المستمر بين البلدين سواء في كافة مجالات التعاون الثنائية أو على صعيد الملفات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين. وبحث الوزيران مستجدات الأوضاع في المنطقة، وعلى رأسها تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع الكارثية في قطاع غزة، حيث تطرق الوزيران إلى الجهود الجارية لاستئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا

كلفة الحرب: إسرائيل تواجه استنزافاً مالياً في مواجهة إيران
كلفة الحرب: إسرائيل تواجه استنزافاً مالياً في مواجهة إيران

الشرق الأوسط

timeمنذ 5 ساعات

  • الشرق الأوسط

كلفة الحرب: إسرائيل تواجه استنزافاً مالياً في مواجهة إيران

في الوقت الذي تتواصل فيه المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران، تُواجه تل أبيب تحدياً مالياً متفاقماً، وسط تقديرات أوّلية تشير إلى أن الحرب تُكبد الاقتصاد الإسرائيلي مئات الملايين من الدولارات يومياً، في ظل تصاعد الضغوط الداخلية والدولية لإنهاء النزاع في أسرع وقت ممكن، وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال». ويُعد تشغيل أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، وفي مقدمتها منظومات «مقلاع داود» و«السهم 3»، أحد أبرز مصادر الإنفاق اليومي؛ إذ قد تتجاوز تكلفة صواريخ الاعتراض وحدها 200 مليون دولار في اليوم، بحسب خبراء عسكريين واقتصاديين، بينما تسهم الطلعات الجوية للطائرات الحربية وتكاليف الذخائر والبنية التحتية المدمّرة في رفع التكلفة الإجمالية للحرب إلى مستويات غير مسبوقة. ويحذر مسؤولون اقتصاديون من أن طول أمد الحرب قد يُثقل كاهل الاقتصاد الإسرائيلي، ويؤثر على وتيرة التعافي من أزمات سابقة. وقالت كرنيت فلوج، الحاكمة السابقة لبنك إسرائيل: «إن العنصر الحاسم في تقدير التكلفة النهائية يتمثل في مدة الحرب»، مضيفة: «الاقتصاد قد يتحمّل حملة قصيرة، لكن إذا امتدت المواجهة لأكثر من أسبوعين، فالوضع سيكون مغايراً تماماً». وتشير بيانات الحكومة إلى أن إيران أطلقت خلال الأيام الأخيرة أكثر من 400 صاروخ، ما استدعى تفعيل أنظمة اعتراض باهظة الثمن. وتُكلف كل عملية اعتراض في منظومة «مقلاع داود» نحو 700 ألف دولار، بينما تبلغ تكلفة صاروخ «السهم 3» نحو 4 ملايين دولار. أما سلاح الجو الإسرائيلي، فقد نفّذ عشرات الطلعات الجوية لمسافات تتجاوز الألف كيلومتر، باستخدام طائرات من طراز «إف-35» بتكلفة تشغيلية تقارب 10 آلاف دولار للساعة الواحدة، بخلاف تكلفة الذخائر الدقيقة، مثل قنابل «JDAM» و«MK84» والوقود الجوي. وقال البروفيسور زفي إكشتاين، رئيس معهد «آرون» للسياسات الاقتصادية في جامعة رايخمان: «إن تكلفة الحرب اليومية مع إيران تفوق بكثير ما تكبدته إسرائيل في مواجهاتها السابقة، سواء في غزة أو مع (حزب الله)»، مشيراً إلى أن التكاليف تشمل الدفاع والهجوم على السواء. صواريخ إيرانية أُطلقت باتجاه إسرائيل رداً على ضربات الأخيرة (إ.ب.أ) ووفق تقديرات المعهد، فإن استمرار العمليات العسكرية لمدة شهر قد يكلّف الخزانة الإسرائيلية نحو 12 مليار دولار. ومع ذلك، لا يرجّح خبراء أن تؤدي الحرب، في الوقت الراهن، إلى ركود اقتصادي، رغم حالة الشلل التي أصابت الاقتصاد خلال الأيام الماضية. فقد أُغلقت معظم الأعمال والمحال التجارية، وتوقفت الرحلات الجوية في مطار بن غوريون، قبل أن يُعاد فتحه جزئياً. وأكدت وكالة «إس أند بي» للتصنيف الائتماني أنها تراقب الوضع من كثب، لكنها لم تُعدّل بعد تقييمها للاقتصاد الإسرائيلي، بينما أظهرت الأسواق المحلية مؤشرات تفاؤل، وسط رهان من المستثمرين على أن الحرب قد تنتهي قريباً لصالح إسرائيل. في المقابل، تسببت الصواريخ الإيرانية في أضرار مباشرة على البنية التحتية، بما في ذلك مئات المباني السكنية والتجارية، وأكبر مصفاة نفطية في شمال البلاد، والتي توقفت عن العمل عقب تعرضها لهجومين أسفرا عن مقتل 3 موظفين. وصرّح المهندس الإنشائي إيال شاليف، بأن الأضرار غير مسبوقة في تاريخ المواجهات العسكرية الحديثة في إسرائيل، مقدراً تكلفة ترميم أحد الأبراج المتضررة في تل أبيب بعشرات الملايين من الدولارات. وذكرت الهيئة الوطنية للدبلوماسية العامة أن أكثر من 5 آلاف شخص اضطُروا لمغادرة منازلهم، وأُسكن بعضهم في فنادق بتمويل حكومي، في وقت تحاول فيه الدولة إدارة أزمة إنسانية داخلية بالتوازي مع العمليات العسكرية. وفي ظل استمرار إغلاق المدارس، تواجه العائلات صعوبات متزايدة في التوفيق بين العمل ورعاية الأبناء. وقالت أريئيل ماركوز، مديرة استراتيجية في مؤسسة غير ربحية: «أُجري اجتماعات العمل من حديقة عامة في القدس، وأقضي ساعات مع أطفالي الأربعة قبل أن أعود للعمل مساءً»، مضيفة: «الوضع ينهك العائلات». ومع إعلان قيادة الجبهة الداخلية عن تخفيف جزئي للقيود، لا تزال الأوضاع غير مستقرة، بينما تلوح تساؤلات حول قدرة إسرائيل على مواصلة العمليات دون الانزلاق في أزمة اقتصادية طويلة الأمد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store