
قبيسي: سنسعى للتلاقي والحوار وتوحيد الموقف اللبناني
استهل حفل التأبين بآيات من الذكر الحكيم وكلمة لحركة امل ألقاها النائب قبيسي وقال فيها: "ما نراه اليوم هو خطر إسرائيلي، وما يحصل في سوريا هو مستنكر ومدان، ولإسرائيل بصمتها بكل ما يجري في سوريا ولبنان وعلى مساحة المنطقة".
أضاف: "إن ما يجري في منطقتنا يستدعي وقفة جدية من اصحاب القرار ومن الامة العربية والإسلامية لتوحيد الكلمة والموقف والقرار حول كل ما يجري في منطقتنا، فهناك من يقول بأن هناك خرائط جديدة ترسم لمنطقتنا واخر يقول هناك مستقبل جديد وشرق أوسط جديد مغمس بدماء الابرياء، وللأسف الامة العربية تتفرج، يسعون الى ادخال الفتنة الى بلدنا، وهنا علينا أن نقيم بشكل حقيقي الموقف الذي يتخذه ابناء المقاومة وما يسعى اليه الرئيس نبيه بري بشكل دائم بتكوين موقف لبناني موحد بالتفاهم مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة اللبنانية ومع كل القوى السياسية في لبنان، فمسعانا الاول والاخير هو توحيد الموقف لأن الشرذمة والانقسام يشجعان الصهيوني ومن يخطط لتقويض المنطقة للنيل منها فما يقوم به الرئيس بري هو توحيد موقف لبنان بل هو يسعى من خلال اتصالاته الدولية لتوحيد الموقف العربي الاسلامي لأن الخطر على الجميع فهناك من يسعى للسيطرة على ثقافتنا ورسالتنا واقتصادنا".
وأضاف: "رغم كل الاختلافات نحن بأمس الحاجة إلى ثقافة الوحدة والتلاقي وأن تكون لغة العيش المشترك لغة واحدة لكل الطوائف، فالخطر الخارجي يهدد الجميع وليس فئة واحدة لأن الفتنة عندما تنتشر لا توفر احدا، ومواجهة الفتنة هي بموقف موحد يحصن لبنان ويعزز قدرة الدولة وقوة الجيش اللبناني والتفاهم السياسي بين كل القوى، ليكون لهذا الوطن نتيجة حقيقية بموقف وطني نطرد من خلاله الفتنة والغطرسة الصهيونية والاعتداءت اليومية التي تطال كل المناطق"، داعيا "كل من عمل على وقف النار على الساحة اللبنانية وخاصة الذين ضمنوا هذا الاتفاق ومن أشرف على المفاوضات وعلى رأسهم الولايات المتحدة الاميركية الى تحمل مسؤولية كلمتهم لا أن يقفوا متفرجين على كل الانتهاكات اليومية التي يقوم بها العدو الصهيوني، والتعامل مع العدو الصهيوني المعتدي بقرار حاسم على مستوى مجلس الأمن بتطبيق اتفاق ١٧٠١ ".
وسأل: "ماذا قدموا لضمان الاتفاق؟ يخترعون مواقف سياسية ويسعون لزرع الخلافات بين اللبنانيين بشأن سياسة المقاومة وقوتها وقدرتها ويبتعدون عما تقوم به اسرائيل، وهذا ما يجعل الموقف الضامن طرفا على الساحة اللبنانية، وكل الموفدين عليهم أن يعوا تماما بأن أولى واجباتهم ردع الصهاينة بداية عن لبنان وصولا الى كل دول المنطقة"، مضيفا "في بلدنا يرتقي كل يوم شهداء شباب ولبنان ملتزم بتطبيق قرار وقف النار والقوى الراعية للإتفاق تتفرج على ما تقوم به اسرائيل، هذا موقف ملتبس بحاجة إلى توضيح فلن نقبل أن يبقى لبنان مستباحا امام الصهاينة، فالسكوت على ما تقوم به اسرائيل هو ضعف للبنان وضعف للمجتمع الدولي وضعف لمجلس الامن يظهر بأنهم غير قادرين على مواجهة الصهيونية بتطبيق قرارات دولية رعتها دول العالم وبالتالي اسرائيل تستمر بغيها واجرامها دون حسيب ولا رقيب لن يطول الامر على هذا المنوال، فنحن في بلد يسعى لتعزيز قدرة الدولة وتوحيد موقفها ونسعى لوحدة وطنية تحمي لبنان".
وختم قبيسي: "سنبقى بشكل دائم نسعى للتلاقي والحوار ونبذ الخلافات الداخلية ورفض الفتنة وتوحيد الموقف اللبناني".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 13 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
حصار السويداء واقع تؤكده شهادات أهل المدينة: لماذا تنفيه الحكومة السورية؟
قد يكون من الواجب اليوم الإعتراف بإن الهوية والإنتماء السوريين قد دخلا مرحلة «الصراع على البقاء»، وإذا ما كانت هناك كتلة وازنة من السوريين، بمختلف تياراتهم ونخبهم وأحزابهم، تعمل كما «الرافعة» في انتشال كلاهما من الغرق، فإن كتلة، وازنة هي الأخرى، تشد بالأولى نحو أسفل، ولربما يطول الوقت قبيل أن تتضح محصلة الصراع بين الكتلتين، وإذا ما كانت لمعركة «الشد» آنفة الذكر أذرع خارجية، متراصفة هي الأخرى على جانبيها، فإنه يبدو صعبا تحديد تراصف «السلطة» التي يبدو «اتجاه شدها» عصيا على الفهم، فتارة يلحظ على سلوكها «تشجيع» هذا «الفريق»، ثم يلحظ، في أحيان أخرى، سلوكا يشي بـ «تشجيع» الفريق العامل على الجبهة الأخرى، وإذا ما كان الأمر غير ذلك، فكيف يمكن فهم سياسات الحكومية السورية المتبعة في أعقاب الإعلان عن اتفاق وقف» إطلاق النار»، الحاصل في السويداء منذ يوم الإثنين في الحادي والعشرين من شهر تموز الفائت؟ في اليوم التالي لهذا اليوم الأخير بدأت الأخبار الواردة من السويداء تشير إلى إن «احتياطي الطحين والوقود والعديد من المواد الغذائية «في المدينة قد «تجاوز الخط الأحمر»، بعيد «استهداف المهاجمين لصوامع القمح في قرية أم الزيتون»، وبعيد «منع الحواجز لمرور أي كمية من الوقود مهما صغر حجمها»، وفقا لصفحات ناشطين، ووفقا لصفحة «السويداء 24» المحلية، واللافت هنا أن طريقة التعاطي تلك لا تشير إلى وجود نوايا بتجاوز التداعيات التي خلفتها الأحداث الدامية التي تعرضت لها المدينة، وريفها، على امتداد نحو أسبوع. تقول أليس مفرج، وهي عضوة «هيئة التفاوض العليا» السورية السابقة وابنة مدينة السويداء، في منشور لها 27 تموز «نطالب مجلس الأمن والأمم المتحدة بإلزام السلطات الإنتقالية السورية بشكل جدي وفوري للسماح بدخول أعضاء لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا (COI)، و الآلية الدولية المحايدة والمستقلة (IIIM) إلى محافظة السويداء وباقي المناطق السورية، والبدء بجمع الأدلة المتعلقة بجميع إنتهاكات حقوق الإنسان، بما فيها عمليات القتل خارج نطاق القضاء»، ومن المؤكد هو أن تلك الدعوة تمثل أساسا من النوع الذي يمكن البناء عليه، إذا ما حسنت نيات الخارج وكذا نظيرتها عند الحكومة السورية، والإنطلاق للمحافظة على بقايا «خيوط الربط» الممسكة، بوهن، بين أجزاء النسيج السوري، ففي أعقاب انتشار الأخبار عن تصاعد الحصار المفروض على السويداء أعلنت العديد من النقابات المدنية والمهنية في هذي الأخيرة عن «قطيعتها مع النقابات المركزية في دمشق»، كما أعلن «مجلس نقابة المحامين» عن استقالة أعضاءه بالكامل «احتجاجا على ما يجري»، أما نقابة المهندسين فأصدرت بيانا نعت فيه العشرات من كوادرها الذين قضوا إبان أحداث العنف التي تعرضت لها المحافظة، ومثلها فعلت نقابتي المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين، والجميع أكد في بياناته «رفضه التجييش، والدعوات التكفيرية، وإيقاف التعامل مع المركز (دمشق) ريثما يزول الفكر المتطرف الذي يحتكرها»، وعلى الرغم من كل ذلك قالت الحكومة، على لسان نور الدين البابا، المتحدث باسم وزارة الداخلية، يوم 30 تموز، إن «مزاعم حصار السويداء كاذبة ومضللة»، وأضاف إن «الحكومة فتحت ممرات إنسانية لإدخال المساعدات وخروج المدنيين»، وفي محاولة للوقوف على الوضع الراهن أجرت «الديار» اتصالين مع كل من جميل حاتم، مؤسس «تجمع الشأن العام والسلم الأهلي»، و كمال العفلق، ناشط مدني، وكلاهما مقيم بالسويداء . يقول العفلق في رده على تصريح البابا، آنف الذكر، إن «مجرد الإعلان عن فتح معابر فهذا اعتراف بوجود حصار»، وأضاف أن «المعبر الوحيد الذي يصل المحافظة بمحيطها هو بصرى الشام»، قبيل أن يتابع فيقول إن «وسائل إعلام السلطة، التي تصور عشرات الشاحنات على ذلك المعبر وهي تنتظر الإذن بالدخول، تعمل على تصدير مشهد مضلل للخارج، لأن ما يدخل منها لا يزيد عن شاحنتين أو ثلاث يوميا، وهي بالكاد تحمل ما يكفي من حاجة بضع أفران وثلاثة مشافي لا تزال قيد الخدمة للتشغيل»، أما جميل حاتم فقدم صورة أشد سوادوية من تلك التي سبقتها، وقال «هناك حصار مطبق على السويداء، وكل ما يقوله المسؤولون في الحكومة عار عن الصحة»، وأضاف إن «قوات الحكومة، التي تحاصر المحافظة، لا تزال تمنع وصول المساعدات إلا بالحد الأدنى لتشغيل بعض الأفران وخدمة ثلاثة مستشفيات فقط»، وأضاف حاتم «طوابير الخبز وصلت إلى حدود غير مسبوقة في تاريخ السويداء، أما حركة السير فهي شبه مشلولة على وقع الشح في المحروقات، والعديد من المتاجر أغلقت أبوابها جراء خلوها مما تبيع»، قبيل أن يتابع حديثه فيقول «ثمة مشكلة أكبر لا يجري تسليط الضوء عليها، فالمحافظة الآن مهددة بخطر انتشار الأوبئة التي يمكن أن تنتج عن بقاء عشرات الجثث في العراء دون دفن، ولعل بقاءها يعتبر دليلا دامغا على شدة الحصار، حيث من المستحيل الوصول إليها بفعل المخاطر الأمنية التي يمكن أن تنجم عن الفعل>. أعلنت منظمة «الهلال الأحمر» الدولية، يوم 28 تموز الفائت، عن تسيير قافلة إغاثات قالت إنها الرابعة حتى تاريخه، وقالت المتحدثة باسمها في حديث مع «سكاي نيوز»، إن «القافلة ضمت 40 طنا من الطحين، و27 ألف ليتر من المحروقات»، وأضافت «لكن المحافظة بحاجة إلى أكثر من ذلك بكثير»، كما سجلت في سياق حديثها شهادة تقول «حين مرور القافلة من معبر بصرى الشام إلى قلب المدينة كانت آثار العنف شاهدة، والمحال التجارية مغلقة، والحياة معطلة تماما»، كما ذكرت إن هناك» نحو 60 ألف شخص تركوا منازلهم»، في الوقت الذي أكد فيه مدير «وحدة التواصل والإعلام» في المنظمة، عمر المالكي، إن «المنظمة سوف تستمر في تسيير قوافلها لتلبية احتياجات العائلات وتخفيف معاناتها»، وإن المنظمة تدعو الحكومة السورية إلى «إعادة الخدمات العامة من ماء وكهرباء واتصالات وخدمات طبية» إلى المدينة وريفها، أما الأكاديمي يحيى العريضي، عميد كلية الإعلام بدمشق زمن النظام السابق والمعارض للأخير لاحقا وابن مدينة السويداء، فقال في لقاء على «هاشتاغ»، 28 تموز الفائت، إن «قوات الحكومة تشترط على بعثات الهلال الأحمر حضورها من انطلاقة القافلة إلى حين توزيعها، وهذا بالتأكيد عمل معيق لعمل تلك البعثات»، وأضاف في شهادته إن «34 قرية، هي ربع قرى محافظة السويداء، توحي مناظرها وكأن المغول أو التتار قد مروا بها»، قبيل أن يضيف إن «فاجعة السويداء كانت السبب الرئيسي وراء إطلاق (جبهة الإنقاذ السورية)»، التي كان العريضي أحد الموقعين على بيانها التأسيسي . تؤكد السردية السابقة على أمرين اثنين، أولاهما أن المدينة تعيش أوضاعا صعبة تستدعي تدخلا حكوميا سريعا، أو أقله عدم إعاقة المنظمات الدولية التي عبرت عن استعدادها في المساعدة، وثانيهما الإعتراف بأن ثمة وجودا لـ»حصار» مفروض على المدينة، وهو، بهذا السبب أو ذاك، كما «السكين» الحادة أمام «قالب زبدة»، بحيث لا يلزم، للـ»الأيادي» الممسكة بقبضتها، كثير جهد تبذله للقيام بفعل من ذلك النوع . انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ 8 ساعات
- الديار
بري في عيد الجيش: هو الرهان ومحط آمال اللبنانيين في الأمن والدفاع عن الأرض
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عيد الجيش مهنئاً، وقال: "ثمانون عيداً من عمر هذه المؤسسة الوطنية الجامعة وهي تعمُد أعيادنا بالوفاء، وتصون السيادة بعظيم التضحيات، وتحمي الوحده بشرف الإنتماء". أضاف: "للجيش اللبناني قيادة وضباطاً ورتباء وجنود وشهداء وجرحى، تحية اعتزاز وتقدير، هو الرهان ومحط آمال اللبنانيين في الأمن والأمان والدفاع عن الارض والانسان وصنع قيامة لبنان".


الديار
منذ 8 ساعات
- الديار
حصار السويداء واقع تؤكده شهادات أهل المدينة: لماذا تنفيه الحكومة السورية؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب قد يكون من الواجب اليوم الإعتراف بإن الهوية والإنتماء السوريين قد دخلا مرحلة «الصراع على البقاء»، وإذا ما كانت هناك كتلة وازنة من السوريين، بمختلف تياراتهم ونخبهم وأحزابهم، تعمل كما «الرافعة» في انتشال كلاهما من الغرق، فإن كتلة، وازنة هي الأخرى، تشد بالأولى نحو أسفل، ولربما يطول الوقت قبيل أن تتضح محصلة الصراع بين الكتلتين، وإذا ما كانت لمعركة «الشد» آنفة الذكر أذرع خارجية، متراصفة هي الأخرى على جانبيها، فإنه يبدو صعبا تحديد تراصف «السلطة» التي يبدو «اتجاه شدها» عصيا على الفهم، فتارة يلحظ على سلوكها «تشجيع» هذا «الفريق»، ثم يلحظ، في أحيان أخرى، سلوكا يشي بـ «تشجيع» الفريق العامل على الجبهة الأخرى، وإذا ما كان الأمر غير ذلك، فكيف يمكن فهم سياسات الحكومية السورية المتبعة في أعقاب الإعلان عن اتفاق وقف» إطلاق النار»، الحاصل في السويداء منذ يوم الإثنين في الحادي والعشرين من شهر تموز الفائت؟ في اليوم التالي لهذا اليوم الأخير بدأت الأخبار الواردة من السويداء تشير إلى إن «احتياطي الطحين والوقود والعديد من المواد الغذائية «في المدينة قد «تجاوز الخط الأحمر»، بعيد «استهداف المهاجمين لصوامع القمح في قرية أم الزيتون»، وبعيد «منع الحواجز لمرور أي كمية من الوقود مهما صغر حجمها»، وفقا لصفحات ناشطين، ووفقا لصفحة «السويداء 24» المحلية، واللافت هنا أن طريقة التعاطي تلك لا تشير إلى وجود نوايا بتجاوز التداعيات التي خلفتها الأحداث الدامية التي تعرضت لها المدينة، وريفها، على امتداد نحو أسبوع. تقول أليس مفرج، وهي عضوة «هيئة التفاوض العليا» السورية السابقة وابنة مدينة السويداء، في منشور لها 27 تموز «نطالب مجلس الأمن والأمم المتحدة بإلزام السلطات الإنتقالية السورية بشكل جدي وفوري للسماح بدخول أعضاء لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا (COI)، و الآلية الدولية المحايدة والمستقلة (IIIM) إلى محافظة السويداء وباقي المناطق السورية، والبدء بجمع الأدلة المتعلقة بجميع إنتهاكات حقوق الإنسان، بما فيها عمليات القتل خارج نطاق القضاء»، ومن المؤكد هو أن تلك الدعوة تمثل أساسا من النوع الذي يمكن البناء عليه، إذا ما حسنت نيات الخارج وكذا نظيرتها عند الحكومة السورية، والإنطلاق للمحافظة على بقايا «خيوط الربط» الممسكة، بوهن، بين أجزاء النسيج السوري، ففي أعقاب انتشار الأخبار عن تصاعد الحصار المفروض على السويداء أعلنت العديد من النقابات المدنية والمهنية في هذي الأخيرة عن «قطيعتها مع النقابات المركزية في دمشق»، كما أعلن «مجلس نقابة المحامين» عن استقالة أعضاءه بالكامل «احتجاجا على ما يجري»، أما نقابة المهندسين فأصدرت بيانا نعت فيه العشرات من كوادرها الذين قضوا إبان أحداث العنف التي تعرضت لها المحافظة، ومثلها فعلت نقابتي المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين، والجميع أكد في بياناته «رفضه التجييش، والدعوات التكفيرية، وإيقاف التعامل مع المركز (دمشق) ريثما يزول الفكر المتطرف الذي يحتكرها»، وعلى الرغم من كل ذلك قالت الحكومة، على لسان نور الدين البابا، المتحدث باسم وزارة الداخلية، يوم 30 تموز، إن «مزاعم حصار السويداء كاذبة ومضللة»، وأضاف إن «الحكومة فتحت ممرات إنسانية لإدخال المساعدات وخروج المدنيين»، وفي محاولة للوقوف على الوضع الراهن أجرت «الديار» اتصالين مع كل من جميل حاتم، مؤسس «تجمع الشأن العام والسلم الأهلي»، و كمال العفلق، ناشط مدني، وكلاهما مقيم بالسويداء . يقول العفلق في رده على تصريح البابا، آنف الذكر، إن «مجرد الإعلان عن فتح معابر فهذا اعتراف بوجود حصار»، وأضاف أن «المعبر الوحيد الذي يصل المحافظة بمحيطها هو بصرى الشام»، قبيل أن يتابع فيقول إن «وسائل إعلام السلطة، التي تصور عشرات الشاحنات على ذلك المعبر وهي تنتظر الإذن بالدخول، تعمل على تصدير مشهد مضلل للخارج، لأن ما يدخل منها لا يزيد عن شاحنتين أو ثلاث يوميا، وهي بالكاد تحمل ما يكفي من حاجة بضع أفران وثلاثة مشافي لا تزال قيد الخدمة للتشغيل»، أما جميل حاتم فقدم صورة أشد سوادوية من تلك التي سبقتها، وقال «هناك حصار مطبق على السويداء، وكل ما يقوله المسؤولون في الحكومة عار عن الصحة»، وأضاف إن «قوات الحكومة، التي تحاصر المحافظة، لا تزال تمنع وصول المساعدات إلا بالحد الأدنى لتشغيل بعض الأفران وخدمة ثلاثة مستشفيات فقط»، وأضاف حاتم «طوابير الخبز وصلت إلى حدود غير مسبوقة في تاريخ السويداء، أما حركة السير فهي شبه مشلولة على وقع الشح في المحروقات، والعديد من المتاجر أغلقت أبوابها جراء خلوها مما تبيع»، قبيل أن يتابع حديثه فيقول «ثمة مشكلة أكبر لا يجري تسليط الضوء عليها، فالمحافظة الآن مهددة بخطر انتشار الأوبئة التي يمكن أن تنتج عن بقاء عشرات الجثث في العراء دون دفن، ولعل بقاءها يعتبر دليلا دامغا على شدة الحصار، حيث من المستحيل الوصول إليها بفعل المخاطر الأمنية التي يمكن أن تنجم عن الفعل>. أعلنت منظمة «الهلال الأحمر» الدولية، يوم 28 تموز الفائت، عن تسيير قافلة إغاثات قالت إنها الرابعة حتى تاريخه، وقالت المتحدثة باسمها في حديث مع «سكاي نيوز»، إن «القافلة ضمت 40 طنا من الطحين، و27 ألف ليتر من المحروقات»، وأضافت «لكن المحافظة بحاجة إلى أكثر من ذلك بكثير»، كما سجلت في سياق حديثها شهادة تقول «حين مرور القافلة من معبر بصرى الشام إلى قلب المدينة كانت آثار العنف شاهدة، والمحال التجارية مغلقة، والحياة معطلة تماما»، كما ذكرت إن هناك» نحو 60 ألف شخص تركوا منازلهم»، في الوقت الذي أكد فيه مدير «وحدة التواصل والإعلام» في المنظمة، عمر المالكي، إن «المنظمة سوف تستمر في تسيير قوافلها لتلبية احتياجات العائلات وتخفيف معاناتها»، وإن المنظمة تدعو الحكومة السورية إلى «إعادة الخدمات العامة من ماء وكهرباء واتصالات وخدمات طبية» إلى المدينة وريفها، أما الأكاديمي يحيى العريضي، عميد كلية الإعلام بدمشق زمن النظام السابق والمعارض للأخير لاحقا وابن مدينة السويداء، فقال في لقاء على «هاشتاغ»، 28 تموز الفائت، إن «قوات الحكومة تشترط على بعثات الهلال الأحمر حضورها من انطلاقة القافلة إلى حين توزيعها، وهذا بالتأكيد عمل معيق لعمل تلك البعثات»، وأضاف في شهادته إن «34 قرية، هي ربع قرى محافظة السويداء، توحي مناظرها وكأن المغول أو التتار قد مروا بها»، قبيل أن يضيف إن «فاجعة السويداء كانت السبب الرئيسي وراء إطلاق (جبهة الإنقاذ السورية)»، التي كان العريضي أحد الموقعين على بيانها التأسيسي . تؤكد السردية السابقة على أمرين اثنين، أولاهما أن المدينة تعيش أوضاعا صعبة تستدعي تدخلا حكوميا سريعا، أو أقله عدم إعاقة المنظمات الدولية التي عبرت عن استعدادها في المساعدة، وثانيهما الإعتراف بأن ثمة وجودا لـ»حصار» مفروض على المدينة، وهو، بهذا السبب أو ذاك، كما «السكين» الحادة أمام «قالب زبدة»، بحيث لا يلزم، للـ»الأيادي» الممسكة بقبضتها، كثير جهد تبذله للقيام بفعل من ذلك النوع .