
الأمين العام للجهاد الإسلامي يكتب .. "رمضان" منّا أهل فلسطين
كتب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة في رثاء مسؤول "ملف فلسطين" في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري للجمهورية الإسلامية في إيران سعيد إيزادي، المعروف باسم "الحاج رمضان".
وفيما يلي كلمات القائد النخالة في رثائه -الذي نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية- اليوم الإثنين:
"كلّ الذين نحبّهم يغادرون من دون وداع. يُغلقون الباب خلفهم ولا يلتفتون... الحاج رمضان واحد من الذين تركونا ولم يكتفوا من عملهم، ولآخر لحظة من حياتهم القصيرة كانوا يؤكّدون أنّ الحياة هي ما نفعل، وليس ما نقول فقط. أربعون عاماً من الحضور... لا فرح دائماً ولا حزن دائماً".
التقيتُه في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، وكان مسكوناً بفلسطين والقدس والمقاومة. هذا القادم من بعيد بهذه الروح الوثّابة. تستغرب وأنت تسمع بلكنة تُشبه العربية: «نحنا هون علشان نقاتل من أجل القدس».
منذ ذلك الوقت وأنا أشعر أنّ الحاج رمضان لم يغادر كلماته الأولى التي استقبلنا بها نحن القادمين من فلسطين إلى لبنان بسبب إبعاد الاحتلال لنا عن فلسطين.
ولقد غادرنا وهو يردّد بالعربية الفصحى أننا «سنقاوم وسنقاتل من أجل فلسطين».
يحدّثك عن فلسطين وكأنّه قادم للتوّ منها، وعن المجاهدين وقادتهم الذين يعرفهم هناك ويتواصل معهم ويتابع همومهم. هذا هو الحاج رمضان الذي لم يعرف الراحة يوماً وهو يتابع ويلاحق عمله المتواصل في خدمة المقاومة والمقاومين. يغضب ويهدأ ويفرح ويحزن، وفلسطين دوماً بوصلته التي لم تغادر ناظريه وقلبه. يُتعبنا ونتعبه، يحبّنا ونحبّه، نختلف معه ويختلف معنا؛ وكل ذلك من أجل أن تصبح المقاومة أقوى وأفضل.
لقد كان الحاج رمضان منّا، أهل فلسطين، وأقول ذلك أسوةً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «سلمان منّا آل البيت».
لقد كان مسؤولاً عن ملفّ فلسطين في قوات القدس، وكان خيرَ من يعكس موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من فلسطين... يتواصل مع الجميع (كل التنظيمات الفلسطينية)، ويقاتل ويجتهد عند المسؤولين في إيران من أجل توفير أفضل دعم للمقاومة في فلسطين، ويتابع ويسأل عن الاحتياجات وعن الهموم، ودائماً ما ينجح في المساعدة وتقديم ما يلزم للمقاومة. لا يكلّ ولا يملّ. عندما تسأله عن شيء وعن مساعدة في أي مشكلة، يقول عبارته المعروفة: «لا مشكل».
الحاج رمضان حكاية إيران في فلسطين وحكاية فلسطين في إيران. وكلتا الحكايتين تليقان به. وكلتا الحكايتين استطاع أن يجسّدهما رجل نذر نفسه للجهاد وللمقاومة، ونذر نفسه لفلسطين وانتصارها. لقد عاش حياة مليئة بالعمل والجهاد. وسيبقى اسمه في سجلّ الخالدين والقادة البارزين الذين ضحّوا بأنفسهم من أجل الإسلام ومن أجل فلسطين.
وداعاً حاج رمضان شهيداً على طريق القدس حتى نلتقي.
وكان الحرس الثوري الإيراني، أكد في الخامس والعشرين من حزيران/يونيو الماضي خلال العدوان الإسرائيلي، أن الاحتلال اغتال الحاج رمضان في غارة استهدفت مدينة قم جنوبي العاصمة "طهران".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ 13 ساعات
- معا الاخبارية
نساء الصبر
في كل المراحل التاريخية للبشرية كانت المرأة شريكة للرجل في كل المحطات المهمة المؤثرة في التاريخ، فآدم عليه السلام لم ينزل الى الارض إلا وحواء معه، وإبراهيم عليه السلام كانت شريكتاه في أيام النبوة هاجر وسارة، وعيسى عليه السلام جاء من رحم السيدة مريم العذراء ، والسيدة خديجة كانت شريكة النبي محمد صلى الله عليه واله في المحنة ونشر رسالة الاسلام. وهكذا في كل المحطات التاريخية وكل المجتمعات البشرية كانت المرأة عنصرا فاعلا ومؤثرا، لكنها وبسبب المتغيرات التاريخية والحروب والصراعات كانت الأكثر عرضة للإعتداء والتعنيف والتنكيل، وأحيانا تغييب دورها الكبير في بناء المجتمع، وبغياب هذا الدور تعاني معظم المجتمعات من الجهل والمشاكل المجتمعية، وعدم النمو والتطور، نتيجة غياب التوازن الذي خلقت عليه البشرية. ولعل أبرز مظاهر العنف ما تعرضت له نساء العترة الطاهرة في واقعة كربلاء، حين شاركن الإمام الحسين عليه السلام في الحدث الأبرز والمعركة الأشرف التي خاضها الامام الحسين عليه السلام ضد طاغية عصره، حين كانت السيدة زينب والسيدة الرباب والسيد ليلى هن شريكات الامام الحسين وأبي الفضل العباس في هذه المعركة وساترهم الخلفي وفريق الدعم الذي وقف معهم، يجسدن الدور الحقيقي للمرأة ووقوفها مع الرجل في خندق واحد, فتعرضن الى ما تعرضن له من سبي وإعتداء وتنكيل. من هذا المنطلق يقام مؤتمر مناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف في الأول من صفر يوم دخول سبايا أهل البيت عليهم السلام الى الشام، وهو يهدف الى نبذ أساليب العنف خاصة العنف الأسري والمجتمعي التي تواجه المرأة وأخذ دورها في بناء المجتمع، وإعادة تمكين المرأة في ممارسة دورها الذي تستحقه، وإزالة مظاهر الجور والتنكيل والحرمان التي تعرضت لها في الأزمنة السابقة، ونفض الغبار عن المرتكز الثاني لأي مجتمع، بل هو المرتكز الأبرز لبناء المجتمعات المتطورة، نتيجة تعدد الأدوار التي تقوم بها المرأة. هذه الدعوات التي تدعو الى مناهضة العنف يجب أن تأخذ دورا عمليا وفعليا، سواء على المستوى الإجتماعي أو على المستوى الحكومي، من خلال إصدار جملة من التشريعات التي تحمي حقوق المرأة، وتعزيز مشاركتها في الحياة الإجتماعية والسياسية، وجعلها شريكة في البناء والقرار، وإزالة ترسبات الماضي التي كانت تجعل من حقوق المرأة قضية هامشية.


معا الاخبارية
منذ 13 ساعات
- معا الاخبارية
تمكين المرأة وحماية القيم الإنسانية
يوسف السعدي يُعد الأول من صفر تاريخًا محفورًا في ذاكرة الإسلام، فهو اليوم الذي شهد دخول سبايا آل البيت الأطهار إلى الشام بعد فاجعة كربلاء، في مشهدٍ جسّد أعمق صور العنف والمعاناة التي تعرضت لها النساء والأطفال. هذه الذكرى، التي لا تزال تثير مشاعر الحزن والألم، تتحول اليوم إلى منارة لإحياء قيم الصمود وقوة الإيمان، التي تجلّت في خطاب السيدة زينب (عليها السلام) أمام الطاغية يزيد، حيث قالت كلمتها الخالدة: "إلى الله المشتكى، وعليه المعول، فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا..." لتصبح رمزًا لكل امرأة معنَّفة. وقد دعت المؤسسات الدينية المسلمين كافة إلى استحضار هذه القيم، مؤكدة أن العنف ضد المرأة يُعد انتهاكًا للمبادئ الإسلامية السامية. كما حمّلت القوى الدولية والإقليمية المتورطة في الصراع السوري مسؤولية حماية مقدسات المسلمين، وفي طليعتها مرقد السيدة زينب (عليها السلام)، مشددة على أن "ضمائر المسلمين وأحرار العالم لا تسمح أن تُسبى زينب بنت محمد وعلي (عليهما السلام) من جديد". تتجاوز الرؤية الإسلامية للمرأة مفهوم "نصف المجتمع" لتؤمن بـ"نظرية التكامل" بين الجنسين. فوفقًا للنص القرآني، خُلق الرجل والمرأة من نفسٍ واحدة، ليشكّلا معًا وعاءً للمودة والرحمة الإنسانية. هذا الفهم يجعل من المرأة كيانًا متكاملًا، وشريكًا أساسيًا في بناء المجتمع، وليس عنصرًا ثانويًا أو إضافيًا. فالاختلاف بين الرجل والمرأة يكمن في طبيعة المهام الموكلة إلى كلٍّ منهما، وهو مبدأ "التمايز لا التمييز"، الذي يهدف إلى تعدد الأدوار والمهام، لا إلى تفضيل بعضها على بعض. لقد كرّم الإسلام المرأة ومنحها مساحة مميزة من خلال الرموز النسوية المؤثرة في جميع الأحداث المفصلية الكبرى في تاريخ البشرية: من آسيا بنت مزاحم مع موسى (عليه السلام)، ومريم العذراء مع عيسى (عليه السلام)، إلى السيدة خديجة (رضي الله عنها) مع الرسول (صلى الله عليه وآله)، والسيدة فاطمة (عليها السلام) مع الإمام علي (عليه السلام)، والسيدة زينب (عليها السلام) مع الإمام الحسين (عليه السلام). لم تكن هذه الرمزية مجرد ثنائية اجتماعية، بل كانت تكاملية ومشاركة في المنهج والمشروع والأهداف، مع اختلاف في الوسائل والأدوار. وعلى الرغم من المناخ الديمقراطي الذي يعيشه العراق، لا تزال النظرة القاصرة تجاه المرأة سائدة في العديد من الأوساط. إن العنف ضد المرأة لا يقتصر على الممارسات الجسدية أو الإهانات المعنوية فحسب، بل يشمل أيضًا حرمانها من الحقوق التي فرضها الله تعالى لها، مما يؤثر سلبًا على تقدم المجتمع وتكامله. نحتاج إلى حملة وطنية لإجراء إحصاء خاص بالمرأة لتحديد احتياجاتها وحقوقها بدقة. كما يُفترض بمنظمات المجتمع المدني أن تأخذ زمام المبادرة في هذه الحملة، تأكيدًا على أن بناء المواطن الصالح ينطلق من بناء المرأة الواعية، وأن ترسيخ مفهوم المواطنة يبدأ من ترسيخ العدالة الاجتماعية بإنصاف المرأة. إن تمكين المرأة ليس أمرًا معزولًا عن مشروع بناء دولة قوية ومستقرة. فالأمن واستعادة هيبة الدولة مسؤولية جماعية، والحكومة مدعوّة إلى الالتزام الكامل ببرنامجها، وتفكيك مافيات الفساد المنتشرة في القطاعات الخدمية. فذلك وحده ما يضمن توفير الخدمات، ويوفر للمرأة مزيدًا من الأمان والفرص والأدوار على جميع المستويات، لتواصل مسيرتها في بناء الأجيال الصالحة، وترسيخ حب الوطن، والمساهمة في صنع المستقبل المنشود.


فلسطين أون لاين
منذ 14 ساعات
- فلسطين أون لاين
صرخة الميادين لنصرة غزة.. لماذا لا تستجيب الدول العربية لصوت شعوبها؟
غزة/ محمد أبو شحمة رغم الزخم العربي الكبير الداعم لغزة، والتظاهرات التي اجتاحت العديد من العواصم العربية، فإن استجابة الأنظمة لهذا الحراك الشعبي بقيت محدودة، بل تكاد تكون شكلية في بعض الحالات. وشهدت شوارع عواصم عربية كصنعاء، وعمان، الرباط، تونس، حشودًا ضخمة تطالب بكسر الحصار عن غزة وفتح المعابر وإيصال المساعدات دون شروط. ورفعت التظاهرات الشعارات المناهضة للتطبيع، والمنددة بالمواقف الرسمية المتراخية، إلا أن أغلب الأنظمة تعاملت مع هذا الحراك إما بالصمت أو القمع المحدود. معظم الأنظمة اكتفت بإصدار بيانات إدانة ووعود بدعم غزة، دون اتخاذ خطوات عملية حقيقية. لم تفتح المعابر بشكل دائم، ولم تُفعّل أدوات الضغط السياسي والاقتصادي على المجتمع الدولي أو الاحتلال. الكاتب والمحلل السياسي علي أبو رزق أكد أن هناك عدة طرق لدى الأنظمة لمساندة غزة لو توفرت الإرادة السياسية لديها. وقال أبو رزق في حديثه لـ "فلسطين أون لاين": "الأنظمة العربية لم تنظر للمعركة الحالية أنها لحركة تحرر وطني تريد تنتزع حريتها من الاحتلال ولكنهم ينظرون اليها أنها حرب ضد معقل من معاقل الإسلام السياسي في المنطقة الذي يجب كسرها والخلاص منه لذلك تجد حالة صمت وتواطؤ". وأضاف" بإمكان الأنظمة العربية الاستثمار بورقة الاتفاقيات مع الاحتلال والتخلص منها او تعليقها على الأقل، والسماح للمناصرين التدفق للحدود لتشكيل حالة ضغط شعبي على الاحتلال ". وأشار إلى ان هناك تواطؤ عربي رسمي من خلال الاعتداء على المناصرين قبل وصولهم لمعبر رفح. ولفت إلى أن الأنظمة العربية مطلوب منها السماح لشعوبها التظاهر وتشكيل ضغط شعبي حقيقي امام السفارات الداعمة لجريمة الإبادة الجماعية ومحاصرة السفارات . وذكر أن مشهد الضغط على السفارات الأمريكية سيجبر الولايات المتحدة الضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتيناهو لوقف جريمة التجويع. وبين ان هناك ورقة الاستثمارات والنفط والغاز من خلال تعليقها وتجميدها . بدوره، أكد عارف العامري، مسؤول العلاقات والتواصل في الأحزاب اليمنية المناهضة للعدوان، أن صمت معظم الأنظمة العربية تجاه ما يجري في قطاع غزة يعكس تخلياً خطيراً عن المسؤولية القومية والدينية، في لحظة تواجه فيها الأمة تهديداً وجودياً غير مسبوق. وقال العامري في حديثه لـ "فلسطين أون لاين" إن "الأنظمة العربية باتت عاجزة عن اتخاذ أي موقف جاد أو تحرك فعلي أمام المجازر المستمرة التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، مضيفاً أن "ما نشهده اليوم هو حالة من القعود والجمود تُشبه الموت السريري، لا يمكن تبريرها أو القبول بها". وأشار إلى أن موقف تلك الأنظمة لا يتعدى دور المتفرج الصامت، فيما تتفاقم جرائم الحرب بحق المدنيين في غزة، محملاً هذا العجز إلى هشاشة البنية السياسية للكثير من الأنظمة العربية، وانغماسها في حسابات ضيقة أبعدتها عن قضايا الأمة المصيرية. المصدر / فلسطين أون لاين