
حين تُفسّر الآلة أحلامنا المتقطعة… خوارزميات النوم تُلاحق «شهيقاً لم يكتمل»
لكن خلف هذا «الصمت»، يستغيث الدماغ بلا صوت، ويصارع القلبُ بلا وعي، وتتأذى أعضاء لا تُرى.
هكذا تبدأ حكاية انقطاع النفس الانسدادي في أثناء النوم (Obstructive Sleep Apnea – OSA). واحدٌ من أكثر الاضطرابات شيوعاً وأقلّها تشخيصاً، مرضٌ صامت يهدد مئات الملايين حول العالم، ويتسلل إلى حياتهم من فراشهم... لا من فيروس ولا جرح.
ومع ازدياد الوعي بخطورة هذا الاضطراب، بدأ السباق العلمي لفهمه بعمق.
وأخيراً، أعلن فريق من مستشفى ماونت سايناي (Mount Sinai Health System) في نيويورك ابتكاراً ثورياً: نموذج ذكاء اصطناعي لا يكتفي برصد الأعراض السطحية، بل يُحاول قراءة «لغة النوم» نفسها -تلك اللغة التي لا يتحدثها البشر، لكنها محفورة في الإشارات العصبية، ونمط التنفس، ورنين الجسم في أثناء الراحة.
إنها محاولة جريئة لتفكيك الشهيق المقطوع، وفهم الرسائل الصامتة التي يرسلها الجسد من أعماق نومه. وبين الخوارزميات، والمجسّات، ومخططات النوم، يُولد فصلٌ جديد من الطب: فصلٌ تحاول فيه الآلة أن تفسّر ما لا نراه... وما لم نكن نفهمه حتى الآن.
إنه اضطراب خفيّ، لكنه شديد التأثير، يُصيب الإنسان في لحظات ضعفه القصوى... حين يكون نائماً.
وانقطاع النفس الانسدادي في أثناء النوم هو حالة يتوقف فيها التنفّس بشكلٍ متكرر خلال النوم، إمّا بسبب انسداد جزئي أو كلِّي في مجرى الهواء العلوي، أو نتيجة خلل في الإشارات العصبية التي تنظم التنفس.
وقد يحدث هذا الانقطاع عشرات أو حتى مئات المرات في الليلة الواحدة، دون أن يشعر المصاب بذلك. وفي كل مرة، يختنق الجسد، تنخفض نسبة الأكسجين في الدم، ويُطلق الدماغ إشارات استغاثة تؤدي إلى استيقاظ جزئي مفاجئ، يُكسر به النوم العميق... ثم يعود المريض للنوم كأن شيئاً لم يحدث.. والنتيجة؟ نوم مجزّأ، مضطرب، غير مُرَمِّم.
ومع مرور الوقت، يُصاب المريض بأعراض تتراكم كغبار الليل على صحته:
- تعب مزمن لا يزول حتى بعد ساعات من النوم.
- ضعف في التركيز والذاكرة، يؤثر على الأداء في العمل والدراسة.
- نعاس نهاري شديد (Daytime Sleepiness) قد يؤدي إلى حوادث مرورية أو مهنية خطيرة.
- اضطرابات في ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب، ومضاعفات في الدماغ والمزاج.
ورغم أن الشخير هو أكثر الأعراض شيوعاً، فإنه ليس مقياساً كافياً، فكثير من المصابين لا يشخرون، والعكس بالعكس.
لأن المريض نائم. فلا يشعر بالاختناق، ولا يتذكّر استيقاظه المتكرر، بل يشتكي فقط من إرهاق غير مفهوم.
ولذلك، يعتمد التشخيص الدقيق حتى اليوم على ما تُعرف بـ«دراسة النوم» (Polysomnography)، وهو اختبار يتطلب قضاء ليلة كاملة في مختبر خاص، موصولاً بأجهزة تراقب التنفس، وموجات الدماغ، وحركة العضلات، ومستوى الأكسجين. لكنَّ هذه التجربة مرهقة نفسياً وجسدياً، ومكلفة مادياً، ولا تتوفّر بسهولة في كل المراكز الصحية.
في هذا السياق، خرج باحثو Mount Sinai بمشروع علمي جديد قد يبدو اسمه معقداً للوهلة الأولى: «الذكاء الاصطناعي الموجَّه بالإشارات الفسيولوجية للنوم» (Physiology-Guided Sleep AI).
لكن فكرته في غاية البساطة: أن تُوكل مهمة مراقبة النوم وتحليله بالكامل إلى خوارزمية ذكية، دون الحاجة إلى مختبرات نوم، أو أسلاك، أو فنيين يراقبون المريض طوال الليل.
ما الذي يفعله هذا النموذج؟ يحلل نوم الإنسان لحظة بلحظة، في الخلفية، دون أن يُزعجه أو يوقظه، ويُعطي تقريراً دقيقاً عن:
- متى توقف النفس؟
- كم مرة؟
- ما مدى خطورة التوقف؟
- كيف أثّر ذلك على القلب، والمخ، والأكسجين؟
- وهل يحتاج المريض إلى تدخّل عاجل... أم مجرد متابعة؟
قد يبدو غريباً أن نتحدث عن «تعلّم الآلة» للنوم، لكن هذا بالضبط ما حدث. إذ درّب الباحثون النموذج الذكي على أكثر من مليون ساعة من نوم بشري مسجّل، تم جمعها من مرضى خضعوا لاختبارات نوم دقيقة في مراكز متخصّصة حول العالم. وخلال هذا التدريب، تعرّف الذكاء الاصطناعي على إشارات بيولوجية متنوّعة، تُسجَّل من جسد النائم خلال الليل، من بينها:
- موجات الدماغ (EEG): لتحديد متى يدخل الإنسان نوماً عميقاً، ومتى يتقلب بين مراحل النوم واليقظة.
- معدّل التنفّس: لرصد لحظات التوقف أو ضيق مجرى الهواء.
- حركة العين والعضلات: لفهم ما إذا كان المريض يمرّ بمرحلة الأحلام (REM) أو يعاني من اضطرابات حركة.
- ضربات القلب: لالتقاط أي تغيّرات مفاجئة أو اضطراب في النبض.
- مستوى الأكسجين في الدم: لمعرفة مدى تأثر الجسم بانقطاع التنفّس.
كل هذه الإشارات تُدمَج داخل نموذج متعدد الوسائط، يستطيع قراءتها في وقت واحد، ليُكوّن ما يشبه خريطة حية لجسد النائم... كأن خوارزمية ذكية تراقب وتفسّر ما يجري في الخلفية، بصمت ودقة.
وما يميز هذا النموذج هو استخدامه تقنية تُعرف باسم المحوّلات (Transformers)، وهي نفس التقنية التي تقف وراء أدوات مثل ChatGPT، لكنها هنا مخصصة لتحليل النوم.
النموذج لا يكتفي بتصنيف مراحل النوم بدقة (Sleep Stage Classification)، بل يتنبأ بثلاثة مؤشرات أساسية تُعد مفاتيح لفهم خطورة الحالة:
- العبء التهووي (Ventilatory Burden)، أي كم مرة واجه الجسم صعوبة في التنفّس في أثناء الليل.
- العبء الناقص للأكسجين (Hypoxic Burden)، مدى انخفاض الأكسجين في الدم وتأثيره على الأعضاء.
- شدة الاستيقاظ الليلي (Arousal Intensity)، عدد المرات التي اضطر فيها الدماغ للاستيقاظ «جزئياً» لإنقاذ الجسم.
وتساعد هذه المؤشرات الثلاثة النموذج على التنبؤ بخطر:
- توقف التنفس الحاد (Severe Apnea).
- النعاس النهاري المُفرط (Daytime Sleepiness).
- وأحياناً حتى خطر الوفاة المفاجئة في أثناء النوم (Sudden Mortality Risk).
ومع تطور هذه التقنية، لم يعد تشخيص اضطرابات النوم حلماً بعيداً، بل قد يصبح واقعاً بسيطاً... جهاز صغير على الوسادة، يراقبك بهدوء، ويفهم نمط نومك، ويُنبهك قبل أن يختنق جسدك بصمت.
هذا ليس خيالاً علمياً، بل حقيقة بدأت تتجسد مع نتائج الدراسة الحديثة التي نُشرت في مجلة «Sleep» -المجلة العلمية المرموقة المتخصصة في طب النوم- بتاريخ 13 مارس (آذار) 2025، بعنوان: «محوّل تأسيسي يستفيد من بيانات دراسة النوم متعددة القنوات طوال الليل لتصنيف مراحل النوم بدقة»، (A foundational transformer leveraging full night, multichannel sleep study data accurately classifies sleep stages).
وتطرح هذه النتائج سؤالاً جوهرياً أمام الأطباء والمختصين هو: هل نحن على بُعد سنوات قليلة فقط من تشخيص النوم باستخدام ساعة ذكية؟ هل سنرى أجهزة منزلية تُغني عن المختبرات التقليدية، وتضع أدوات التحليل في يد المريض نفسه؟
هنا يظهر مفهوم «الطبيب المعزّز بالذكاء الاصطناعي» (AI-Augmented Physician): طبيب لا تُلغيه الآلة، بل تُضاعف من قدراته... يستخدم الخوارزمية أداةً، لكنه يحتفظ بعينه، وأذنه، وضميره... لأن التشخيص ليس أرقاماً فقط، بل مشاعر، وخوف، وثقة بين مريض وطبيبه.
وكما قال آلان تورنغ (Alan Turing) ذات يوم: «الآلة قد تفكر، لكنها لا تحب... ومن لا يحب، لا يشفق». وفي زمن أصبحت فيه الآلة تتابع أنفاسنا في نومنا، يبقى علينا نحن أن نراجع علاقتنا بالنوم... وبالجسد... وبالذكاء الذي لم يعد حكراً على الإنسان.
ربما آن الأوان ألا نُغمض أعيننا عن هذه الثورة.
وفي الختام إليكم اقتباس مختار من ابن سينا عن النوم: «النوم سكون القوى النفسانية والحسية، به تُستجمع الأرواح وتستريح الأعضاء، ويعود البدن إلى اعتداله»، (ابن سينا، القانون في الطب).
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 21 دقائق
- الشرق الأوسط
ليصبح قوة وإبداعاً... كيف تتعامل مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في العمل؟
اصطحبت جيريمي ديدييه ابنها إلى طبيبة نفسية لإجراء تقييم محتمل لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، عندما رأت مقالاً عن نساء مصابات بهذه الحالة. وبينما كانت تقرأه في غرفة الانتظار، فكرت في نفسها: إنهم يصفونني. وقالت جيريمي ديدييه: «كان لدي الكثير من المخاطرة، والعديد من السلوكيات الاندفاعية خلال نشأتي». وحسب «أسوشييتد برس»، تفوقت جيريمي ديدييه في المدرسة، لكنها وقعت في مشاكل بسبب كثرة كلامها. تراكمت عليها مخالفات السرعة بكثرة عندما كبرت. التفتت جيريمي ديدييه إلى زوجها وقالت: «أعتقد أنني مصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه». جيريمي هي الآن رئيسة مجلس إدارة مؤسسة «الأطفال والبالغون المصابون باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط»، وهي منظمة غير ربحية للمناصرة والدعم. ويعكس إدراكها تجارب بالغين آخرين يتساءلون عما إذا كانوا مصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بعد تشخيص إصابتهم بالطفل. واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط هو حالة عصبية نمائية تتميز بقلة الانتباه أو فرط النشاط أو مزيج من الاثنين. ويمكن أن تُشكّل الأعراض الشائعة، مثل صعوبة التركيز أو الجلوس ساكناً، تحديات في العمل. وقال أندرو سيلفستر، الطبيب النفسي في مركز «يو سي هيلث» في لونجمونت، كولورادو، إن الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غالباً ما يُهمَلون في الترقيات. فقد تؤدي صعوبات الانتباه إلى شرود الذهن أثناء الاجتماعات، مما يُفوّت على الشخص تفاصيل مهمة في النقاش. قد يتداخل هذا الاضطراب مع التنظيم والتخطيط وتذكر التفاصيل. ومع ذلك، يعتقد بعض البالغين أن الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مصدر قوة شخصية وأساليب تفكير تُفيد أصحاب العمل. قد تُصنّفه الأدلة التشخيصية اضطراباً، ولكنه قد يكون أيضاً قوة خارقة، كما يقولون. وأوضحت جيريمي ديدييه أن «أدمغتنا تعمل بشكل مختلف، ولذلك من المرجح أن نكون قادرين على التفكير خارج الصندوق وابتكار أفكار مختلفة، وأحياناً يكون ذلك لأننا اضطررنا إلى القيام بذلك من أجل البقاء». وفيما يلي بعض الطرق للتعامل مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وتوجيهه في مكان العمل. لا يؤدي تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه دائماً إلى حل سريع. فبينما يوصي الأطباء غالباً بالأدوية والعلاج النفسي، لا يستطيع الجميع تناول الأدوية، وهذه الطرق لا تقضي بالضرورة على جميع الأعراض. وعانت جيريمي ديدييه من الفوضى في منزلها والصراخ الشديد عندما شُخِّصت هي وأربعة من أطفالها الخمسة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. جرّبت الأدوية والأنظمة الغذائية ومخططات المكافآت، واكتشفت ما ساعدها أكثر: مجتمع من الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وقالت: «لا شيء يضاهي التحدث إلى أشخاص آخرين يمرون بما تمر به، لمساعدتك على الشعور... بأنك لست وحدك». أصبحت جيريمي ديدييه في النهاية اختصاصية اجتماعية، وهي الآن تدير مجموعات دعم للبالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، حيث تُعلّمهم مهارات يمكنهم استخدامها في العمل. وتنظم بعض المؤسسات مجموعات موارد للموظفين حول التنوع العصبي لتوفير روح الزمالة والدعم للبالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والتوحد، وعسر القراءة، وغيرها من الحالات. غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من ضعف في الوظيفة التنفيذية، التي تصفها جيريمي ديدييه بأنها «جي بي إس لدماغك» لتوجيه يومك. الوظيفة التنفيذية هي مجموعة من المهارات العقلية التي تشمل وضع الخطط وإدارة الوقت والتفكير المرن. كما تشمل الذاكرة العاملة، التي تساعدنا على تتبع ما نقوم به. ولتجنب التشتت، يوصي الخبراء بتقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء، وكتابة قوائم مهام مفصلة، وأخذ فترات راحة. يكتب الطاهي الشخصي بيل كولينز، البالغ من العمر 66 عاماً، الذي شُخِّص باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قبل عامين، قوائم منظمة عند إعداده وجبة طعام لأحد العملاء. ويُصنِّف فئات لمناطق المطبخ - المنضدة، الموقد، والفرن - ثم يُدرج مهاماً مثل «تقطيع الجزر، وغلي الماء للمعكرونة» أسفل كل فئة. ثم يُرقِّم كل مهمة ليعرف بالضبط ما يجب فعله، وأين، ومتى. وقال كولينز: «هكذا تغلبت على اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الذي كنت أعاني منه في وقت مبكر، من خلال إعداد القوائم فقط». إذا كان هناك شيء لا أرغب في فعله، فأضعه في أعلى القائمة لأتمكن من إنجازه. هناك أسلوب آخر يُسمى «التناوب الجسدي»، وهو عبارة عن اجتماع زميلين في العمل عبر «زووم» أو وجهاً لوجه للتركيز على إنجاز المشاريع. قد يختار الاثنان القيام بمهام منفصلة - قد يُنشئ أحدهما عرضاً تقديمياً بينما يُقدم الآخر تقارير ضريبية - لكنهما يُساعدان بعضهما البعض على تحمل المسؤولية. قال جيريمي ديدييه: «أنت تجلس هناك فقط خلال هذا الوقت المخصص، وتُنجز المهام». وصرحت فيرليندا دي مارينو، رئيسة قسم المزايا، بأن شركة التأمين «ليبرتي ميوتشوال» تُقدم أداة ذكاء اصطناعي تُساعد على تقسيم المشاريع الكبيرة إلى مهام سهلة الإدارة، وتُقدم تذكيرات بالمواعيد النهائية، لمساعدة الموظفين الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على التركيز والتنظيم. قد تُصبح الاجتماعات صعبة على الأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إذا شرد تفكيرهم أو شعروا برغبة في النهوض من الكرسي. كما قد يُعانون من صعوبة في التحكم في انفعالاتهم ويجدون صعوبة في انتظار دورهم للتحدث. تقترح نيكول كلارك، الرئيسة التنفيذية لمعهد طب البالغين والأطفال، وهو عيادة للصحة النفسية في ستيوارت، بفلوريدا، طلب مواضيع الاجتماع مُسبقاً وتدوين نقاط النقاش. إذا خطرت ببالك أسئلة أثناء الاجتماع، فاكتبها. وأضافت نيكول كلارك أن بعض أصحاب العمل يستخدمون خدمة «تحويل الصوت إلى نص»، حيث يعرضون ما يقوله المتحدث على الشاشة، مما يُساعد الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في الانتباه على التركيز. كما نصح سيلفستر بممارسة الاستماع الفعّال من خلال ترديد ما قاله أحدهم للتو، أو أخذ استراحة قصيرة من الاجتماع لإعادة ضبط النفس. وقال: «قل لهم: (أحتاج إلى خمس دقائق. سأعود حالاً). انهض وأخرج. افعل ما عليك فعله». تجلس مارييل باراليتيسي موراليس، كبيرة الأطباء في معهد طب البالغين والأطفال، والمصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بالقرب من الشخص الذي سيتحدث للمساعدة في الحفاظ على انتباهه. وقالت موراليس إن «حمل شيء ما في يدي يُساعد. إذا اضطررنا للتحدث، وجدت أنه من الأسهل علي أن أكون أول من يُبادر ويكسر حاجز الصمت» لكي لا تُعيد التفكير فيما كانت تُخطط لقوله. يمكن للأشخاص المُشخصين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه طلب تسهيلات في العمل. قد تُساعد سماعات الرأس العازلة للضوضاء في ذلك. فكر في طلب إمكانية أخذ استراحة كل 20 دقيقة، كما قال سيلفستر. وأضاف: «اضبط منبهاً لمدة 5 إلى 10 دقائق. انهض وقم برياضة المشي قليلاً. حضّر بعض القهوة. اذهب للعب مع كلبك. عندما يرن المنبه، عد إلى دورة إنتاجية مكثفة لمدة 15 إلى 20 دقيقة». يمكن للموظفين أيضاً طلب جدول زمني مرن أو إمكانية العمل من المنزل، مما يتيح وقتاً للعلاج أو العناية الذاتية. أكدت جيريمي ديدييه أن الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يمكن أن تكون ميزة في مكان العمل، والعديد من الرؤساء التنفيذيين ورواد الأعمال متنوعون عصبياً. وأضافت: «نجلب جميع أنواع المواهب الفريدة إلى أماكن عملنا. التركيز المفرط، والكثير من الطاقة، والمرونة، والقدرة على أداء مهام متعددة». يبدو أن لدى المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قدرة أكبر على الإبداع والابتكار. أما أنطوانيت داميكو، 23 عامًا، التي تنسق الأحداث في شركة بحث تنفيذي في سان فرانسيسكو، قالت إنها تمارس التأمل، وتكتب أهدافًا يومية في مجلة، وتبتعد عن الوسائط القصيرة لتحسين تركيزها. ورأت داميكو أيضاً أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يُقدّم لها بعض المزايا. فعندما تُبدي اهتماماً بموضوع ما، يُمكنها التركيز الشديد، والقراءة المُطوّلة، والتحدث عنه بلا انقطاع، وهي سمة يُشير إليها آخرون ممن يُعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وقالت: «يُولّد هذا شغفاً حقيقياً فريداً من نوعه. إنه يُولّد لدي دافعاً قوياً، فعندما أرغب بإنجاز شيء ما، أشعر بدفعة من الطاقة».


الاقتصادية
منذ 2 ساعات
- الاقتصادية
هل ينجح ترمب في حرب الأسعار التي يخوضها ضد لوبي شركات الأدوية القوي في أمريكا؟
أعلن الرئيس السابق دونالد ترمب عن مواجهة حاسمة مع لوبي شركات الأدوية في الولايات المتحدة، مطالبًا إياهم بخفض أسعار الأدوية خلال 60 يومًا. تسرف الشركات في أسعار الأدوية مما كلف الأمريكيين مليارات الدولارات سنويًا. على سبيل المثال، ذكر ترمب أن دواء الربو الشائع يكلف الأمريكيين نحو 500 دولار في حين لا يتجاوز سعره 40 دولارًا في بريطانيا، ما دفع أكثر من 9 ملايين أمريكي لتخطي جرعاتهم بسبب غلاء الأسعار. تفسر شركات الأدوية ارتفاع الأسعار بتكاليف البحث والتطوير، وهو ما يعارضه ترمب، حيث يعتبر تلك ممارسات خادعة يجب أن تُنهى. وينص اقتراحه على تطبيق سياسة "أمريكا الدولة الأكثر تفضيلاً"، والتي تُلزم الشركات ببيع الأدوية في الولايات المتحدة بأدنى سعر عالمي، ما قد يؤدي إلى تخفيضات تصل إلى 80%. خلال ولايته الأولى، حاول ترمب تنفيذ خطته لكنه اصطدم بنفوذ لوبي الأدوية، الذي يعد الأكبر في البلاد من حيث الإنفاق على الضغط السياسي. ففي عام 2024، أنفق اللوبي أكثر من 740 مليون دولار وهو الأعلى بين كافة القطاعات. ترمب أوضح أن الشركات التي لا تقبل السياسات الجديدة قد لا يسمح لها ببيع منتجاتها في السوق الأمريكية.


الشرق الأوسط
منذ 6 ساعات
- الشرق الأوسط
بعد انتشار وصفات شعبية على الإنترنت… هل تحتاج إلى تطهير جسمك من الطفيليات؟
في الآونة الأخيرة، انتشرت على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي شهادات حول «تطهير الجسم من الطفيليات» و«التخلص من سموم الديدان منزلياً». يزعم مؤثرون على «تيك توك» و«إنستغرام» أن الكثير من الناس قد يكونون مصابين دون علمهم، ويؤكدون أن لديهم العلاج الأمثل بمزيج من المكملات العشبية والحقن الشرجية. كيم روجرز، المؤثرة التي تُطلق على نفسها لقب «ملكة الديدان»، حظيت بمتابعة واسعة من خلال نشر فيديو يُظهر ما حدث لها عندما قامت بتطهير جسمها من الطفيليات، والذي انتشر على نطاق واسع على «تيك توك»، حيث عزت أعراضاً مختلفة، مثل ضبابية الدماغ والإرهاق، إلى عدوى. وهي الآن تبيع علاجاتها الخاصة. حتى عارضة الأزياء هايدي كلوم صرحت هذا الأسبوع بأنها بدأت بتطهير الجسم باستخدام حبوب تحتوي على بذور القرنفل والبابايا بعد الاطلاع على معلومات حول الطفيليات والديدان على «إنستغرام». تحدثت شبكة «CNN» مع الدكتورة لينا وين، وهي طبيبة طوارئ وأستاذة مساعدة في جامعة جورج واشنطن. تقول وين إن الطفيليات كائنات حية تعيش على جسم العائل أو داخله وتتغذى عليه للبقاء على قيد الحياة. تؤثر أنواع عديدة من الطفيليات على صحة الإنسان، بما في ذلك الطفيليات الخارجية مثل القمل والقراد، والطفيليات المجهرية الداخلية مثل الجيارديا والكريبتوسبوريديوم. حال ابتلاعك حشرة... ما الذي يجب عليك فعله؟ والديدان الطفيلية هي نوع من الطفيليات الداخلية التي تعيش غالباً في الجهاز الهضمي. يُصاب الناس عادةً بالعدوى عن طريق تناول بيض أو يرقات الديدان من خلال الطعام أو الماء أو التربة الملوثة. وتشمل الأطعمة عالية الخطورة لحم الخنزير أو اللحم البقري غير المطبوخ جيداً، وأسماك المياه العذبة النيئة، والخضراوات والفواكه غير المغسولة. كما أن عدم غسل اليدين جيداً بعد استخدام الحمام وقبل تناول الطعام قد يزيد من خطر الإصابة. في بعض الحالات، يمكن أن تخترق بعض الديدان الجلد مباشرةً، خصوصاً في المناطق التي تعاني من نقص الصرف الصحي، حيث يُعد المشي حافي القدمين في الهواء الطلق أمراً شائعاً. في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان ذات الدخل المرتفع، تُعد هذه العدوى نادرة. يحدث معظم الحالات الموثقة لدى المسافرين العائدين من المناطق التي تنتشر فيها الطفيليات، أو بين الأشخاص الذين تعرضوا لبعض العوامل مثل ملامسة الحيوانات المصابة. ومع ذلك، تُشكل عدوى الديدان الطفيلية تهديداً صحياً عالمياً كبيراً. فهي تُصيب ما يُقدَّر بنحو 1.5 مليار شخص -نحو 18في المائة من سكان العالم- بشكل رئيسي في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. قمل الرأس يساعد على كشف تاريخ الهجرات البشرية أما بالنسبة إلى الأنواع الشائعة من الديدان الطفيلية المعوية التي تُصيب البشر، فتُعد الديدان الأسطوانية المُسببة لداء الصفر أكثر أنواع الديدان الطفيلية المعوية شيوعاً بين البشر، وغالباً ما يكون داء الصفر من دون أعراض، أي إن الشخص المصاب لا يُظهر أي أعراض مرضية. عندما تُسبب الإصابة أعراضاً، قد يُعاني الشخص من ألم في المعدة، وغثيان، وقيء، وإسهال، وبراز دموي، وفقدان الشهية، وحُمّى. يمكن أن تنتقل بيضات الديدان إلى الرئتين مسببةً أعراضاً مثل السعال، أو البلغم المختلط بالدم، أو ضيق التنفس. كما يُصاب بعض الأشخاص بحكة شرجية تُوقظهم من النوم. وقد لا تظهر أعراض لدى آخرين. يمكن لمجموعة متنوعة من الطفيليات المعوية الأخرى أن تُسبب أعراضاً حادة، خصوصاً إذا تُركت دون علاج مع مرور الوقت. تشمل هذه المضاعفات سوء التغذية، وفقر الدم، وضعف النمو والتطور لدى الأطفال، ووفيات الأمهات والرضع. دواء جديد يُظهر نتائج واعدة في علاج البلهارسيا ليعرف الشخص ما إذا كان مصاباً بعدوى طفيلية، من الاختبارات الشائعة فحص البراز، ويمكن الكشف عن بعض أنواع العدوى الطفيلية من خلال فحوصات الدم. في السياق ذاته، تقول وين إن العلاجات الشعبية التي يروِّج لها المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي التي تُسمى «مُطهِّرات» أو «مُزيلات سموم»، تزعم قدرتها على تخليص الجسم من ديدان الأمعاء. مضيفةً أن هذه المطهرات غالباً ما تحتوي على مجموعة متنوعة من الأعشاب والزيوت والمكملات الغذائية التي يُزعم أنها ذات خصائص مضادة للطفيليات. في كثير من الحالات، من المفترض أن يتبع الناس نظاماً غذائياً مُحدداً يُقلل من تناول الأطعمة عالية الدهون والسكريات والأطعمة شديدة المعالجة. وتعتقد بالتأكيد أن اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة وغيرها من الأطعمة قليلة المعالجة، فكرة جيدة، لكن هذا النظام الغذائي لا يقضي على الطفيليات. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يعلم الناس أن المكملات الغذائية، مثل الفيتامينات والأعشاب، ليست مُنظَّمة كالأدوية، لذا لا يُشترط إثبات فاعليتها للغرض المُسوَّق قبل بيعها.