
وفاة رئيس نيجيريا السابق محمد بخاري عن عمر يناهز 82 عامًا
ووفقًا للبيان، توفي بخاري في لندن حوالي الساعة 4:30 مساءً بعد صراع طويل مع المرض.
وقدّم الرئيس النيجيري الحالي، بولا أحمد تينوبو، تعازيه لزوجة بخاري، وأمر نائبه بالسفر إلى المملكة المتحدة لمرافقة جثمان بخاري إلى نيجيريا.
وأشاد تينوبو بإرث بخاري، واصفًا إياه بأنه "رجل وطني، وجنديّ، ورجل دولة" يتمتع "بالتزام عميق بوحدة وتقدم" بلاده.
وقال تينوبو: "لقد صمد في أصعب الأوقات، وقاد البلاد بقوة وهدوء، ونزاهة راسخة، وإيمان راسخ بإمكانيات نيجيريا. دافع عن الانضباط في الخدمة العامة، وواجه الفساد وجهًا لوجه، ووضع البلاد فوق المصالح الشخصية في كل منعطف".
انتُخب بخاري رئيسًا عام 2015 بعد أن ترشح ثلاث مرات دون الفوز. وأُعيد انتخابه لولاية أخرى مدتها أربع سنوات عام 2019.
بُخاري، وهو جنرال سابق وصل إلى السلطة للمرة الأولى في انقلاب عسكري عام 1983، ليُطيح به انقلاب عسكري آخر بعد عامين، سيُذكر بأجندته القوية لمكافحة الفساد في بلد وصفه رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون بأنه "فاسد للغاية". ويشيد آخرون بموقفه الحازم ضد تمرد جماعة بوكو حرام والقضايا الأمنية التي عصفت بشمال شرق البلاد لسنوات.
وُلد بخاري، وهو مسلم من الفولاني، في داورا بولاية كاتسينا في شمال نيجيريا في ديسمبر/ كانون الأول 1942، وأكمل تدريبه العسكري في ولاية كادونا وبريطانيا والهند والولايات المتحدة.
برز اسمه السياسي للمرة الأولى عام 1975 بعد انقلاب عسكري أطاح بالحاكم آنذاك يعقوب غوون. عُيّن بخاري حاكمًا عسكريًا لولاية بورنو، وهي ولاية تعاني من جماعة بوكو حرام.
كان بخاري، الذي تزوج مرتين ولديه عشرة أطفال، جزءًا من المؤسسة الحاكمة في نيجيريا كحاكم عسكري، ثم "ديمقراطي إصلاحي" كما أطلق على نفسه خلال حملة انتخابات عام 2015، التي فاز بها فوزًا ساحقًا.
اصطف النيجيريون في الشوارع احتفالًا بفوزه؛ ومع ذلك، لم يدم شهر العسل طويلًا، إذ اعتقد الكثيرون أنه أهدر حسن نيته بتباطئه في إجراءاته الرئاسية.
استغرق تعيين وزراء في حكومته ستة أشهر، ثم فشل في التحرك بسرعة لمعالجة الأزمات الاقتصادية التي عصفت بالبلاد، والتي نتجت جزئيًا عن ضعف العملة وانخفاض أسعار النفط العالمية.
لأشهر، رفض بخاري خفض قيمة العملة النيجيرية المتدهورة، النيرة، مما أضعف ثقة المستثمرين. وقد أدى ذلك إلى اتساع الفجوة بين سعر الصرف الرسمي وسعر الصرف في السوق السوداء.
وفقًا للمحلل الاقتصادي بسمارك ريواني، كان من بين إخفاقات بخاري ضعف فهمه للاقتصاد الحديث وسياسات الأسواق، مما دفع البلاد إلى الركود. ويضيف ريواني أن هذا النقص في الفهم كان متجذرًا في جنون العظمة والشك بعد الإطاحة به خلال حكمه العسكري الأول.
قال: "في عام 1983، شعر بخاري بأنه تعرض للخداع عندما طلب منه صندوق النقد الدولي خفض قيمة النيرة وإلغاء الدعم. بعد ثلاثة أسابيع، وقع انقلاب ضده. ومنذ ذلك الحين، وهو يشكك في سياسات السوق الحرة، واستغرق وقتًا طويلاً لتنفيذها. وعندما نفذها، كان تأثيرها ضئيلًا ومتأخرًا جدًا ولم يكن مثاليًا".
ويقول ريواني، الذي التقى بالرئيس بخاري عدة مرات خلال حملته الانتخابية وقدم له بعض النصائح السياسية بعد فوزه، إن بخاري سيُذكر "كقائد قوي وملتزم بالمبادئ".
وقال ريواني لشبكة CNN: "كان حاكمًا فريدًا من نوعه. سيقول البعض إنه كان صارمًا، ولم يكن يتغير عندما يؤمن بشيء ما. لكنني أرى ذلك أمرًا جيدًا. امتلاكه لقوة شخصية أمر نادر جدًا في هذا الجزء من العالم. الناس هنا مرنون للغاية وفاسدون".
اتسمت ولاية بخاري الأولى بالحرب على جبهات عديدة، بما في ذلك تمرد جماعة بوكو حرام، والحركة الانفصالية المؤيدة لبيافرا في شرق نيجيريا، ورعاة الفولاني الهائجين في جميع أنحاء نيجيريا.
ورغم تزايد المخاوف بشأن الوضع الأمني في البلاد، أُعيد انتخاب بخاري عام 2019. وخلال ولايته الثانية، اندلعت احتجاجات غاضبة ضد وحشية الشرطة في جميع أنحاء البلاد، مُنددةً بحوادث الاختطاف والمضايقة والابتزاز المبلغ عنها من قِبل وحدة شرطة مثيرة للجدل.
وتعهد بخاري ببذل المزيد من الجهود لمحاربة الجماعات المسلحة وإصلاح الاقتصاد، حيث تحولت المظاهرات إلى أعمال عنف دامية واستمرت في الاشتعال خلال الفترة المتبقية من رئاسته.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ 8 ساعات
- CNN عربية
"خطاب انتحار"...داخلية مصر تكشف تفاصيل عن وفاة برلماني سابق
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشفت وزارة الداخلية المصرية، مساء الأحد، ملابسات وفاة برلماني سابق في محافظة المنوفية شمالي القاهرة، بينما رجح أقاربه أنه "أقدم على إنهاء حياته بنفسه"، بعد العثور على رسالة من (8) صفحات تشير إلى "إقدامه على الانتحار". وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان نشرته عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا: "في إطار ما تم تداوله بعدد من المواقع الإخبارية بشأن تشكك زوجة برلماني سابق في ملابسات وفاة زوجها بالمنوفية. بالفحص، تبين أنه بتاريخ 10 يونيو الماضي تبلغ لمركز شرطة تلا بالمنوفية بوفاة المواطن المذكور وبجثمانه آثار جروح نافذة".وأضافت الوزارة في بيانها: "بالانتقال وسؤال نجلي عمومته، قررا أن المذكور يقيم بمفرده بمسكنه في الفترة الحالية، ولعدم استجابته لاتصالاتهما، قاما بالتوجه لمسكنه وكسرا باب الشقة بالاستعانة بأحد النجارين، حيث اكتشفا وفاته وبجواره أداة تستخدم في إعداد الطعام (مقوار معدني)، ورجحا انتحاره لسوء حالته النفسية ولم يتهما أو يشتبها في وفاته جنائياً". وأوضحت الوزارة أن "التحريات المبدئية أشارت إلى أن المذكور كان يعاني من مرض نفسي ويتلقى أدوية مضادة للاكتئاب، (تم العثور عليها بمحل البلاغ)، فضلاً عن وجود جميع متعلقاته الشخصية وسلامة جميع أبواب ومنافذ الشقة، كما تم العثور على خطاب من (8) صفحات يشير مضمونه إلى إقدامه على الانتحار، وبمناظرة الجثمان، تبين وجود جروح قد لا يؤدي بعضها للوفاة". وختمت الداخلية المصرية بيانها قائلة: "تم اتخاذ الإجراءات القانونية، وبالعرض على النيابة العامة، قررت انتداب الطبيب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية للجثمان وتباشر النيابة العامة التحقيقات، وجاري استكمال التحريات في ضوء نتائج فحص الطب الشرعي". وذكرت وسائل إعلام مصرية أن البرلماني المتوفى يدعى عبدالحميد الشيخ، وأنه عثر على جثمانه وبه عدة طعنات متفرقة، وهو ما دعا الزوجة للمطالبة بكشف ملابسات وفاته. مصر: صدور شهادة وفاة لشخص "على قيد الحياة".. والداخلية تكشف تفاصيل الواقعة


CNN عربية
منذ 20 ساعات
- CNN عربية
وفاة رئيس نيجيريا السابق محمد بخاري عن عمر يناهز 82 عامًا
(CNN)-- توفي الرئيس النيجيري السابق محمد بخاري، الجنرال العسكري السابق الذي قاد حملته الانتخابية على استئصال الفساد الحكومي، عن عمر يناهز 82 عامًا، وفقًا لبيان صادر عن المكتب الصحفي الرئاسي الأحد. ووفقًا للبيان، توفي بخاري في لندن حوالي الساعة 4:30 مساءً بعد صراع طويل مع المرض. وقدّم الرئيس النيجيري الحالي، بولا أحمد تينوبو، تعازيه لزوجة بخاري، وأمر نائبه بالسفر إلى المملكة المتحدة لمرافقة جثمان بخاري إلى نيجيريا. وأشاد تينوبو بإرث بخاري، واصفًا إياه بأنه "رجل وطني، وجنديّ، ورجل دولة" يتمتع "بالتزام عميق بوحدة وتقدم" بلاده. وقال تينوبو: "لقد صمد في أصعب الأوقات، وقاد البلاد بقوة وهدوء، ونزاهة راسخة، وإيمان راسخ بإمكانيات نيجيريا. دافع عن الانضباط في الخدمة العامة، وواجه الفساد وجهًا لوجه، ووضع البلاد فوق المصالح الشخصية في كل منعطف". انتُخب بخاري رئيسًا عام 2015 بعد أن ترشح ثلاث مرات دون الفوز. وأُعيد انتخابه لولاية أخرى مدتها أربع سنوات عام 2019. بُخاري، وهو جنرال سابق وصل إلى السلطة للمرة الأولى في انقلاب عسكري عام 1983، ليُطيح به انقلاب عسكري آخر بعد عامين، سيُذكر بأجندته القوية لمكافحة الفساد في بلد وصفه رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون بأنه "فاسد للغاية". ويشيد آخرون بموقفه الحازم ضد تمرد جماعة بوكو حرام والقضايا الأمنية التي عصفت بشمال شرق البلاد لسنوات. وُلد بخاري، وهو مسلم من الفولاني، في داورا بولاية كاتسينا في شمال نيجيريا في ديسمبر/ كانون الأول 1942، وأكمل تدريبه العسكري في ولاية كادونا وبريطانيا والهند والولايات المتحدة. برز اسمه السياسي للمرة الأولى عام 1975 بعد انقلاب عسكري أطاح بالحاكم آنذاك يعقوب غوون. عُيّن بخاري حاكمًا عسكريًا لولاية بورنو، وهي ولاية تعاني من جماعة بوكو حرام. كان بخاري، الذي تزوج مرتين ولديه عشرة أطفال، جزءًا من المؤسسة الحاكمة في نيجيريا كحاكم عسكري، ثم "ديمقراطي إصلاحي" كما أطلق على نفسه خلال حملة انتخابات عام 2015، التي فاز بها فوزًا ساحقًا. اصطف النيجيريون في الشوارع احتفالًا بفوزه؛ ومع ذلك، لم يدم شهر العسل طويلًا، إذ اعتقد الكثيرون أنه أهدر حسن نيته بتباطئه في إجراءاته الرئاسية. استغرق تعيين وزراء في حكومته ستة أشهر، ثم فشل في التحرك بسرعة لمعالجة الأزمات الاقتصادية التي عصفت بالبلاد، والتي نتجت جزئيًا عن ضعف العملة وانخفاض أسعار النفط العالمية. لأشهر، رفض بخاري خفض قيمة العملة النيجيرية المتدهورة، النيرة، مما أضعف ثقة المستثمرين. وقد أدى ذلك إلى اتساع الفجوة بين سعر الصرف الرسمي وسعر الصرف في السوق السوداء. وفقًا للمحلل الاقتصادي بسمارك ريواني، كان من بين إخفاقات بخاري ضعف فهمه للاقتصاد الحديث وسياسات الأسواق، مما دفع البلاد إلى الركود. ويضيف ريواني أن هذا النقص في الفهم كان متجذرًا في جنون العظمة والشك بعد الإطاحة به خلال حكمه العسكري الأول. قال: "في عام 1983، شعر بخاري بأنه تعرض للخداع عندما طلب منه صندوق النقد الدولي خفض قيمة النيرة وإلغاء الدعم. بعد ثلاثة أسابيع، وقع انقلاب ضده. ومنذ ذلك الحين، وهو يشكك في سياسات السوق الحرة، واستغرق وقتًا طويلاً لتنفيذها. وعندما نفذها، كان تأثيرها ضئيلًا ومتأخرًا جدًا ولم يكن مثاليًا". ويقول ريواني، الذي التقى بالرئيس بخاري عدة مرات خلال حملته الانتخابية وقدم له بعض النصائح السياسية بعد فوزه، إن بخاري سيُذكر "كقائد قوي وملتزم بالمبادئ". وقال ريواني لشبكة CNN: "كان حاكمًا فريدًا من نوعه. سيقول البعض إنه كان صارمًا، ولم يكن يتغير عندما يؤمن بشيء ما. لكنني أرى ذلك أمرًا جيدًا. امتلاكه لقوة شخصية أمر نادر جدًا في هذا الجزء من العالم. الناس هنا مرنون للغاية وفاسدون". اتسمت ولاية بخاري الأولى بالحرب على جبهات عديدة، بما في ذلك تمرد جماعة بوكو حرام، والحركة الانفصالية المؤيدة لبيافرا في شرق نيجيريا، ورعاة الفولاني الهائجين في جميع أنحاء نيجيريا. ورغم تزايد المخاوف بشأن الوضع الأمني في البلاد، أُعيد انتخاب بخاري عام 2019. وخلال ولايته الثانية، اندلعت احتجاجات غاضبة ضد وحشية الشرطة في جميع أنحاء البلاد، مُنددةً بحوادث الاختطاف والمضايقة والابتزاز المبلغ عنها من قِبل وحدة شرطة مثيرة للجدل. وتعهد بخاري ببذل المزيد من الجهود لمحاربة الجماعات المسلحة وإصلاح الاقتصاد، حيث تحولت المظاهرات إلى أعمال عنف دامية واستمرت في الاشتعال خلال الفترة المتبقية من رئاسته.


CNN عربية
منذ 3 أيام
- CNN عربية
ما الذي كشفته إقالة وزير النقل ووفاته عن روسيا في عهد بوتين؟
تحليل بقلم كلير سيباستيان من شبكة CNN(CNN) -- مع ورود تفاصيل متفرقة حول ما يبدو أنه انتحار لوزير النقل الروسي السابق، رومان ستاروفويت، عبر وسائل الإعلام الرسمية يوم الاثنين، برزت واحدة. فقد ذكرت صحيفة كوميرسانت أن المحققين عثروا بالقرب من جثته على مسدس غلوك كان ستاروفويت قد حصل عليه كجائزة. ففي أكتوبر/تشرين الأول 2023، وخلال عمله السابق كحاكم لمنطقة كورسك الروسية، ظهر ستاروفويت في خبر وهو يُقدم له سلاح ناري في علبة مخملية من وزارة داخلية المنطقة تقديرًا لدوره في الحفاظ على الأمن هناك.بعد مرور 21 شهرًا، جاءت وفاته وسط تقارير تفيد بأنه ربما كان يفعل العكس تمامًا. وقال مصدران لوكالة "رويترز" للأنباء إنه يُشتبه في تورطه في مخطط لاختلاس ملايين الدولارات المخصصة لدفاعات الحدود. والدفاعات كانت بلا شك ستكون مفيدة عندما شنت القوات الأوكرانية غزوا مفاجئا هناك في أغسطس/آب. ولا سبيل لمعرفة ما إذا كان المسدس هو نفسه، ولم يتضح بعد ما إذا كانت قضية الفساد لها علاقةٌ بإقالته (دون إبداء سبب رسمي) أو بوفاته. الكرملين "مصدوم" بسبب "انتحار" وزير روسي بعد وقت قصير من إقالته لكن الصورة التي تخلفها، لتدمير ذاتي برعاية الدولة، لنجم صاعد في النخبة السياسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ميتا بالقرب من سيارته تسلا، مع غنائم ولائه السابق، مؤثرة بشكل خاص في روسيا اليوم. وبعد أكثر من 3 سنوات من حرب بوتين غير المُبررة على أوكرانيا، يشتدُّ قبضته السياسية على الكرملين. والولاء للنظام ليس ضمانًا للسلامة، وهناك أماكن أقل للاختباء من عواقب وخيمةٍ متزايدة.بالنسبة للروس ذوي الذاكرة الطويلة، تتزايد المخاوف القديمة. وكتب المعارض الروسي المنفي إيليا ياشين على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "هناك رائحة ستالينية في هذه القصة". وتنتشر هذه الرائحة الكريهة خارج أروقة وزارة النقل. ومع دخول بوتين عامه الثاني من ولايته الرئاسية الخامسة، سعى الكرملين في الأسابيع الأخيرة جاهدًا للقضاء على أي تهديدات متبقية. وفي منتصف يونيو/حزيران، حظرت المحكمة العليا الروسية حزب "المبادرة المدنية" المعارض، الذي حاول دون جدوى ترشيح المرشح الوحيد المناهض للحرب، بوريس ناديجدين، في الانتخابات الرئاسية 2024، واتهمته المحكمة بالتخلف عن المشاركة في الانتخابات لـ7 سنوات. وقال زعيم الحزب، أندريه نيتشايف، لمؤيديه على تيليغرام الشهر الماضي: "إنها مهزلة مأساوية. أولًا، يمنعوننا من المشاركة في الانتخابات لأسباب ملفقة، ثم يتهموننا بعدم المشاركة فيها".وقد تصبح المراقبة المستقلة للانتخابات، التي تكاد تكون في آخر أيامها في روسيا، شيئًا من الماضي. والثلاثاء، أعلنت منظمة "غولوس"، وهي الهيئة المستقلة الوحيدة المتبقية لمراقبة الانتخابات في روسيا، إغلاقها. وجاء هذا القرار، على حد قولها، بعد الحكم على غريغوري ميلكونيانتس، الرئيس المشارك للمنظمة، بالسجن 5 سنوات في أواخر مايو/أيار، بعد أن أدانته محكمة بإدارة أنشطة لصالح شبكة مراقبة الانتخابات الأوروبية "إينيمو"، التي تعتبرها روسيا "منظمة غير مرغوب فيها". وتنفي منظمة "غولوس" التهمة، لكنها قالت إن الحكم يُعرّض جميع أعضائها لخطر الملاحقة الجنائية. ويقول السياسي المعارض فلاديمير كارا مورزا في مقال رأي بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن قضية "غولوس" تُشير إلى سمة أخرى من سمات بوتين المميزة: التمسك بالمظالم طويلة الأمد وفرض العقوبات المؤجلة. ويعتقد كارا مورزا أن خطيئة "غولوس" الأصلية لم تكن في 2024، بل في توثيق انتهاكات واسعة النطاق للانتخابات البرلمانية في 2011، وهو العام الذي أعلن فيه بوتين عودته إلى الرئاسة بعد فترة انقطاع قصيرة كرئيس للوزراء. وكانت الاحتجاجات التي تلت ذلك هي الأكبر منذ سقوط الاتحاد السوفيتي. وذكر كارا مورزا: "لقد كان ذلك بمثابة رعب حقيقي لبوتين، ولحظة ضعفه الأعظم، ولم يسامح قط أولئك الذين، على حد تعبيره، حاولوا إحداث (ثورة ملونة) في روسيا، هذا هو السبب الحقيقي لسجن غريغوري ميلكونيانتس". ولا يقتصر تصاعد الضغوط على السياسة فحسب. والسبت، أُلقي القبض على كونستانتين ستروكوف، رئيس شركة "يوجورالزولوتو"، إحدى أكبر شركات تعدين الذهب في روسيا، أثناء محاولته مغادرة البلاد على متن طائرته الخاصة، وفقًا لصحيفة "كوميرسانت". وقبل أيام قليلة، أطلق المدعي العام الروسي دعوى قضائية لتأميم الشركة، مدعيًا أن ستروكوف استغل منصبه الحكومي الإقليمي للسيطرة على الشركة، من بين انتهاكات أخرى.إذا كانت سنوات ما بعد الاتحاد السوفيتي قد شهدت إعادة توزيع شاملة للممتلكات بعيدًا عن الدولة الروسية من خلال الخصخصة السريعة، فإن سنوات حرب أوكرانيا تتسم بالعكس. وتصف ألكسندرا بروكوبينكو، الباحثة في مركز كارنيغي روسيا أوراسيا، هذه العملية بأنها "أكبر عملية إعادة توزيع للثروة في روسيا منذ 3 عقود"، وتضيف أن الهدف هو "زيادة الولاء لبوتين". ولا توجد أي محاولة لإخفاء أي أثر للسيطرة السوفيتية هنا، ففي مارس/آذار، أبلغ المدعي العام الروسي بوتين أن شركات بقيمة 2.4 تريليون روبل (أكثر من 30 مليار دولار) قد نُقلت إلى الدولة كجزء من جهد "لمنع استخدام المؤسسات الخاصة ضد مصالح الدولة". وربما كانت وفاة رومان ستاروفويت أول انتحار لوزير في الحكومة الروسية مع أنه ليس من الواضح ما إذا كان قد توفي قبل إقالته أم بعده منذ سقوط الاتحاد السوفيتي.وكان أحدث مثال على ذلك هو بوريس بوغو، وزير داخلية غورباتشوف الذي تحول إلى مدبر انقلاب، والذي انتحر في أغسطس/آب 1991 عندما انهار تمرده وواجه الاعتقال. وفي خضم فوضى أوائل التسعينيات، تسربت تفاصيل كثيرة عن وفاته، ومحاولة زوجته الانتحار، وحتى المذكرات التي تركاها. إنّ منطقة المعلومات شبه المغلقة في رئاسة بوتين تجعل من الصعب للغاية معرفة ما حدث بالضبط لستاروفويت، ولماذا. لكن بالنسبة للروس، يُعدّ هذا تذكيرًا واضحًا بأن الثروة والسلطة تحملان مخاطر متزايدة، مع تقارب الكرملين لما يعتبره مواجهة طويلة الأمد مع الغرب.