
السؤال الغبي: مع من تقف.. إيران أم إسرائيل؟
سؤال يتردد هذه الأيام، وهو سؤال غبي يعبر عن خواء أصحابه.. إذ من السفه أن يقوم الضحايا بالمفاضلة بين جلاديهم. لكنّ ما يستفز المرء هو من يلجأ للمربع الديني ويرفع عقيرة "الولاء والبراء"، معتبرا ايران (مسلم مبتدع) في مواجهة كافر صريح. وهنا يلزمنا التوقف وإطلاق الحسرة على الجهل المطبق الذي يشمل قطاعا من أبناء الأمة بعضهم حريص بالفعل على أخوّة الدين، ولا ينكر فظائع إيران في حق الأمة، لكنه ينحاز لها.. ولهؤلاء نقول:
- بالمنطق العددي فإن الحاصل وفقا للأستاذ حارث الشوكاني هو أن "العدو الصهيوني الذي قتل خمسين ألف فلسطيني وهدم غزة على رؤوس ساكنيها يتقاتل مع العدو الإيراني الذي قتل مليون مسلم في العراق ومليون مسلم في سوريا ونصف مليون في اليمن وهدم عدة مدن في العراق وسوريا، وهجّر ملايين في العراق وسوريا واليمن.. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله. (ناب كلب في راس كلب)". انتهى كلام الأستاذ حارث.
- وبالمنطق الأمني الإقليمي والمحلي فإن إسرائيل كيان مزروع واضح الهوية، ومغاير الديانة، وليس لديه امتدادات عرقية أو دينية داخل الأقطار العربية، عكس إيران التي تسمي نفسها إسلامية وتهدم الإسلام من داخله، ولديها أقليات باطنية داخل مجتمعاتنا العربية.
بالتالي فإن ثمة مناعة في الجسد العربي والإسلامي من أية دسائس أو تغلغلات تحمل طابع إسرائيل بينما المناعة ضعيفة تجاه الفرس الذين استخدموا رفض العرب للاحتلال الاسرائيلي باباً للتغلل وحصد الشعبية، ولقد سقط القناع الفارسي عند الغالبية، وكما يقول المثل اليمني "آخرة المحنش للحنش".
- بالمنطق الديني فإن المعركة هي بين أهل الكتاب من اليهود المحتلين، وبين الذين أشركوا (نظام الملالي). ولنا أن نعود إلى مطلع سورة الروم حيث أخبر الله بأن الروم (النصارى) غُلبوا من قبل الفرس (المجوس)، وأن الروم سينتصرون مجددا في بضع سنين، منحازا إلى الكتابيين وواصفا إياهم بالإيمان (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله).
لا أحد مخدوع بإسرائيل لكن من خدعته شعارات إيران ويعتبر نظام الملالي مسلما فإنه إما جاهل بنظام الملالي أو جاهل بالإسلام، أو متواطئ مع المحتل الفارسي.
الخلاصة أن التعاطف مع إيران الملالي يدل على خفة في العقل ورقة في الدين، أما الحديث عن إسرائيل فليس موضع خلاف بل هو موضوع مزايدة. حتى إن الموقف العربي الرافض للاحتلال الاسرائيلي، كما أسلفنا، كان بوابة المجوس للتغلغل في مجتمعاتنا وتفكيك انظمتنا الوطنية.
وخلاصة الخلاصة أن هذا التصارع بين عدوين هو رحمة من الله وحكمة.. فلا تلتفتوا لمحدودي المعرفة ولا تضيعوا على أنفسكم قطف العبرة المستحقة من هذا كله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الخبر
منذ 8 ساعات
- الخبر
رسالة وزير التربية إلى مترشحي البكالوريا
دعا وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، مساء اليوم السبت، المترشحين لاجتياز امتحانات شهادة البكالوريا (دورة جوان 2025) التي ستنطلق بداية من يوم غد الأحد، إلى التحلي بالثقة والهدوء والتركيز. وكتب سعداوي في رسالة نشرها عبر موقع وزارة التربية الوطنية "أبنائي وبناتي المترشحين لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا، مع انطلاق هذا الموعد الوطني الهام، صبيحة يوم غد الأحد 15 جوان 2025 أود أن أتوجه إليكم جميعا بأصدق عبارات التشجيع والدعم". وأضاف "لقد وصلتم إلى هذه المرحلة بفضل سنوات من الجد والاجتهاد وبمرافقة أساتذتكم وكافة الطاقم التربوي والإداري وأوليائكم، وإنني على يقين بأنكم تمتلكون من الكفاءة والإرادة ما يؤهلكم للنجاح والتفوق". واستطرد قائلا: "تحلوا بالثقة والهدوء والتركيز، واعلموا أن هذا الامتحان هو محطة من محطات حياتكم الدراسية، وليس نهاية الطريق، فاجعلوه فرصة لإبراز قدراتكم وتحقيق طموحاتكم". وختم الوزير رسالته بالقول "أدعو الله أن يوفقكم جميعا وأن يكلل جهودكم بالنجاح والتوفيق، في هذه المحطة وكل محطات الحياة". ويشرع أزيد من 850 ألف مترشح على المستوى الوطني، ابتداء من هذا الأحد، في اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا (دورة جوان 2025)، موزعين على نحو 3000 مركز إجراء. وسيجري المترشحون امتحان شهادة البكالوريا على مدار خمسة أيام وسيشمل سبع شعب هي: الآداب والفلسفة، اللغات الأجنبية، العلوم التجريبية، الرياضيات وشعبة تقني-رياضي، بالإضافة إلى شعبة التسيير والاقتصاد وشعبة الفنون.


الشروق
منذ 8 ساعات
- الشروق
شيوخٌ في صف نتنياهو
لا مشكلة إن لم تكن في صفهم في الحرب العراقية الإيرانية، لا مشكلة أن تسميهم 'الصفويين' وتذكّرنا في كل مرة بأنهم يسبّون أبا بكر وعمر وعثمان وأمهات المؤمنين، ليس مشكلة أن تعتبر المذهب الشيعي دينا قائما بذاته يحرّف الإسلام، قل ما شئت من كلمات أملِيت عليك من هنا وخاصة من هناك، عن المجوس وكسرى العائد وثأر القادسية وهوس الخميني بالماضي الفارسي… هذا شأنك ورأيك، لا أحد بإمكانه الحجر على ما تفكّر فيه، لكن أن تقف في موضع البهجة مع نتنياهو، كلما ضرب مفاعلا نوويا أو عسكريا إيرانيا، أو تصاب بالرعب كلما دخل جحرا مختبئا، باسم هذا 'الهراء' الذي صدّعت به أسماعنا، فذاك ما تجاوز الخيانة، بل تجاوز أخلاق النتن ياهو نفسه بمراحل. قد نتفهم وقوف بعض العرب من أمراء وأثرياء وشواذّ وملحدين، مع إرهابيي الصهيونية المعاصر، بحثا عن بقاء في الحكم أو محافظة على الثروة أو عن جهل أعمى الناس عن كون اليهود هم أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا، لكن الحرب الصهيونية الإيرانية المندلعة حاليا، لم تكشف عن حقد على الشيعة قطّ، فقد كانوا إخواننا المبجلين والمفضلين في زمن شاه إيران، وإنما كشفت بالملموس الذي لا يحتاج إلى أدلة، أن بعضنا، وللأسف بعضنا هذا كثير ومتنوع المشارب، يقف مع المشروع الصهيوني الخطير الذي هدفه الأول هو قبر الدين وإشاعة الرذيلة والدياثة بين الناس، حتى لا يعرف الرجل أبناءه وعرضه، وطبعا أرضه، وهدم الصرح المشيّد بالقيم والمُثل، منذ ما يزيد عن أربعة عشر قرنا. خالف جزائريون في أثناء الثورة التحريرية وما قبلها 'حركة انتصار الحريات الديموقراطية' وزعيمها مصالي الحاج، وخالف آخرون 'الاتحاد الديموقراطي للبيان الجزائري' وقائده فرحات عباس، ولكنهم لم يهللوا قطّ للفرنسيين وهم يسجنون مصالي الحاج أو فرحات عباس، بل إن الشيخ ابن باديس اختصر الموقف بما لا يدع مجالا للشك، عندما قال: 'لو قالت لي فرنسا قل لا إله إلا الله ما قلتها، فالجزائر ليست فرنسا ولا يمكن أن تكون فرنسا حتى ولو أرادت'، فما بالك أن يقتل نتنياهو الصغار والكبار والأشجار ويستبيح أرضا وشعبا، هناك في بلاد فارس. كل من وقف مع فرنسا فهو ضد الثورة، وكل من يقف مع إسرائيل فهو ليس ضد إيران فقط وإنما ضد الثورة على الشر، فقد رفع أحد شيوخ البلاط يديه إلى السماء عندما كانت إيران تُقصَف بالطائرات الصهيونية، وهو يدعو بلسانه من دون تضرّع وخيفة: 'اللهم اهزم الصفويين الذين طعنوا في شرف أمِّنا عائشة' وفي قلبه: 'اللهم انصر نتنياهو'، وهو أبعد عن عائشة أم المؤمنين من 'إشاعة إفك' الغلام صفوان بن المعطل السلمي. قد يكون العجوز ترامب هو رئيس أكبر دولة ومالك أثقل الأسلحة، فجاءت القرابين التي قدِّمت له، ضمن باب الخوف من الأقوى، لكن هذا الخبل الذي حدث في الحرب الإسرائيلية الإيرانية إعلاميا وفقهيا ولا نقول سياسيا فقط، جعلنا متيقنين من أننا اقتربنا من نقطة النهاية.. بل إننا بلغناها. لو طلب نتنياهو من جحره متطوّعين لتمكين جيشه من غزو إيران، لوجد مدفوعين إلى 'الجهاد' ضد أعداء الصدّيق والفاروق، وهم الذين دفعوا أبناءنا للجهاد في أفغانستان ولا أحد منهم أشفق على بيت المقدس المكبَّل وأبناء غزة المقتولين والمهجَّرين والمجوَّعين ولو بدعاء.


خبر للأنباء
منذ 8 ساعات
- خبر للأنباء
السؤال الغبي: مع من تقف.. إيران أم إسرائيل؟
سؤال يتردد هذه الأيام، وهو سؤال غبي يعبر عن خواء أصحابه.. إذ من السفه أن يقوم الضحايا بالمفاضلة بين جلاديهم. لكنّ ما يستفز المرء هو من يلجأ للمربع الديني ويرفع عقيرة "الولاء والبراء"، معتبرا ايران (مسلم مبتدع) في مواجهة كافر صريح. وهنا يلزمنا التوقف وإطلاق الحسرة على الجهل المطبق الذي يشمل قطاعا من أبناء الأمة بعضهم حريص بالفعل على أخوّة الدين، ولا ينكر فظائع إيران في حق الأمة، لكنه ينحاز لها.. ولهؤلاء نقول: - بالمنطق العددي فإن الحاصل وفقا للأستاذ حارث الشوكاني هو أن "العدو الصهيوني الذي قتل خمسين ألف فلسطيني وهدم غزة على رؤوس ساكنيها يتقاتل مع العدو الإيراني الذي قتل مليون مسلم في العراق ومليون مسلم في سوريا ونصف مليون في اليمن وهدم عدة مدن في العراق وسوريا، وهجّر ملايين في العراق وسوريا واليمن.. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله. (ناب كلب في راس كلب)". انتهى كلام الأستاذ حارث. - وبالمنطق الأمني الإقليمي والمحلي فإن إسرائيل كيان مزروع واضح الهوية، ومغاير الديانة، وليس لديه امتدادات عرقية أو دينية داخل الأقطار العربية، عكس إيران التي تسمي نفسها إسلامية وتهدم الإسلام من داخله، ولديها أقليات باطنية داخل مجتمعاتنا العربية. بالتالي فإن ثمة مناعة في الجسد العربي والإسلامي من أية دسائس أو تغلغلات تحمل طابع إسرائيل بينما المناعة ضعيفة تجاه الفرس الذين استخدموا رفض العرب للاحتلال الاسرائيلي باباً للتغلل وحصد الشعبية، ولقد سقط القناع الفارسي عند الغالبية، وكما يقول المثل اليمني "آخرة المحنش للحنش". - بالمنطق الديني فإن المعركة هي بين أهل الكتاب من اليهود المحتلين، وبين الذين أشركوا (نظام الملالي). ولنا أن نعود إلى مطلع سورة الروم حيث أخبر الله بأن الروم (النصارى) غُلبوا من قبل الفرس (المجوس)، وأن الروم سينتصرون مجددا في بضع سنين، منحازا إلى الكتابيين وواصفا إياهم بالإيمان (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله). لا أحد مخدوع بإسرائيل لكن من خدعته شعارات إيران ويعتبر نظام الملالي مسلما فإنه إما جاهل بنظام الملالي أو جاهل بالإسلام، أو متواطئ مع المحتل الفارسي. الخلاصة أن التعاطف مع إيران الملالي يدل على خفة في العقل ورقة في الدين، أما الحديث عن إسرائيل فليس موضع خلاف بل هو موضوع مزايدة. حتى إن الموقف العربي الرافض للاحتلال الاسرائيلي، كما أسلفنا، كان بوابة المجوس للتغلغل في مجتمعاتنا وتفكيك انظمتنا الوطنية. وخلاصة الخلاصة أن هذا التصارع بين عدوين هو رحمة من الله وحكمة.. فلا تلتفتوا لمحدودي المعرفة ولا تضيعوا على أنفسكم قطف العبرة المستحقة من هذا كله.