
زعيما تايلاند وكمبوديا يلتقيان في ماليزيا الاثنين لبحث وقف النار
ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، ذكر جيرايو هوانجساب، المتحدث باسم مكتب القائم بأعمال رئيس وزراء تايلاند، أن القائم بأعمال رئيس الوزراء فومتام ويتشاياتشي سيحضر محادثات الاثنين، استجابةً لدعوة من رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، لبحث جهود السلام في المنطقة.
وأضاف المتحدث أن نظيره الكمبودي هون مانيت سيحضر المحادثات أيضاً، على الرغم من أن الجانب الكمبودي لم يؤكد ذلك على الفور.
وواصلت كمبوديا وتايلاند تبادل هجمات بالمدفعية عبر المناطق الحدودية المتنازع عليها، في ساعة مبكرة من صباح الأحد، وذلك بعد ساعات من قول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن زعيمَي البلدين اتفقا على العمل على وقف إطلاق النار.
وتخوض الدولتان الواقعتان في جنوب شرقي آسيا الاشتباك الأعنف بينهما في إطار نزاع على الأراضي متواصل منذ نحو 15 عاماً. وأسفر تبادل إطلاق النار وعمليات القصف والغارات الجوية عن مقتل 34 شخصاً على الأقل، كما تسبّب في نزوح نحو 200 ألف شخص.
وأسفرت الاشتباكات الجارية عن مقتل 21 شخصاً على الجانب التايلاندي، بينهم ثمانية عسكريين، في حين أفادت كمبوديا بمقتل 13 شخصاً بينهم خمسة عسكريين.
مساعدات غذائية للنازحين في شمال كمبوديا يوم 27 يوليو (رويترز)
وأكد الجانبان اللذان تواصل معهما الرئيس الأميركي أنّهما يريدان بدء محادثات، ولكنّ القتال استؤنف في ساعة مبكرة من صباح الأحد، في ظل تبادل الاتهامات بهذا الشأن. واندلعت التوترات في البداية بين البلدين صباح الخميس، بسبب معابد قديمة متنازع عليها منذ فترة طويلة، قبل أن تنتشر المعارك على طول الحدود الريفية التي تتميز بالغابات البرية والأراضي الزراعية حيث يزرع السكان المحليون المطاط والأرز. والأحد، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية مايلي سوشياتا، إنّ تايلاند هاجمت معبدَين متنازع عليهما في شمال غربي البلاد. وأضافت في بيان أن بانكوك ارتكبت «أعمالاً عدائية ومنسّقة»، مندّدة بـ«الأكاذيب والذرائع الكاذبة» التي استخدمها الجيش التايلاندي لتبرير «الغزو غير القانوني».
أطباء كمبوديون يستقبلون نازحين في محافظة أودار مينشي يوم 27 يوليو (أ.ب)
من جانبها، أشارت وزارة الخارجية التايلاندية إلى أنّ الجيش الكمبودي أطلق «نيران مدفعية ثقيلة»، مُستهدفاً «منازل مدنيين» في مقاطعة سورين. وأكدت أنّ «أي وقف للأعمال القتالية مستحيل ما دامت كمبوديا تُظهر افتقاراً صارخاً لحسن النية، وتستمر بشكل متكرّر في انتهاك المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني». كذلك، اتهم الجيش التايلاندي كمبوديا باستخدام «أسلحة بعيدة المدى». وفي الأيام الأخيرة، اندلعت اشتباكات في المناطق الساحلية للدولتين على خليج تايلاند، على بعد نحو 250 كيلومتراً جنوب غربي خطوط المواجهة الرئيسية.
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، السبت، أنه تحدث مع الزعيم الكمبودي هون مانيت ورئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة فومثام ويتشاياتشاي، مضيفاً أن الجانبين اتفقا على الاجتماع و«التوصل بسرعة» إلى وقف لإطلاق النار. ورحّب ترمب بـ«محادثتين جيدتين للغاية»، وأعرب منشور على منصته الاجتماعية «تروث سوشال» عن أمله في أن تتفق «الدولتان الجارتان على مدى سنوات عديدة مقبلة».
دمار خلّفه قصف كمبودي على منازل في المنطقة الحدودية مع تايلاند يوم 27 يوليو (رويترز)
بدوره، تحدث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو هاتفياً، الأحد، مع نظيرَيه في كمبوديا وتايلاند، وحثّهما على تهدئة التوتر على الفور، وأبلغهما بأن الولايات المتحدة مستعدة للمساعدة في المحادثات. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيانين عن المكالمتين مع وزير الخارجية التايلاندي ماريس سانجيامبونجسا، ووزير الخارجية الكمبودي براك سوكهون، أن «الولايات المتحدة مستعدة لتسهيل المناقشات المستقبلية من أجل ضمان السلام والاستقرار بين تايلاند وكمبوديا».
وأعلنت بانكوك، السبت، أنّها توافق من حيث المبدأ على الدخول في وقف لإطلاق النار مع كمبوديا. وأكدت الخارجية التايلاندية حصول اتصال هاتفي بين ترمب وويتشاياشاي، مضيفة على منصة «إكس»: «مع ذلك، تود تايلاند أن ترى نية صادقة من الجانب الكمبودي». وأصدر رئيس الحكومة، هون مانيت، تعليمات لوزير خارجيته، براك سوكهون، للتنسيق مع نظيره الأميركي ماركو روبيو من أجل «إنهاء» الصراع.
كمبوديون يوزعون مساعدات للنازحين في محافظة أودار مينشي يوم 27 يوليو (أ.ب)
وتجري تايلاند وكمبوديا محادثات مع البيت الأبيض بشأن الرسوم الجمركية الباهظة التي ستفرضها الولايات المتحدة ابتداءً من الأول من أغسطس (آب)، والتي ستؤثر على الاقتصادين اللذين يعتمدان على التصدير. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه «من غير المناسب» العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن قضية التجارة قبل «توقف» القتال. كذلك، حثّت الأمم المتحدة الدولتين، السبت، على التوصل «فوراً» لوقف لإطلاق النار.
وصلت العلاقات الدبلوماسية بين الجارتين اللتين تربطهما علاقات ثقافية واقتصادية غنية، إلى أدنى مستوياتها منذ عقود. ويختلف البلدان على ترسيم حدودهما المشتركة التي حُددت خلال فترة الهند الصينية - الفرنسية. وقبل القتال الحالي، كانت أعنف اشتباكات مرتبطة بهذا النزاع هي تلك التي جرت حول معبد «برياه فيهيار» بين عامَي 2008 و2011، وأسفرت عن مقتل 28 شخصاً على الأقل ونزوح عشرات الآلاف. وأصدرت محكمة الأمم المتحدة حكماً لصالح كمبوديا مرّتين، في عامَي 1962 و2013، بشأن ملكية معبد «برياه فيهيار» المُدرج في قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي والمنطقة المحيطة به.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
قاسم: كل من يطالب بتسليم السلاح يخدم المشروع الإسرائيلي
جدد أمين عام «حزب الله» اللبناني، نعيم قاسم، الأربعاء، ربط البحث بشأن سلاحه بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة وشن هجوماً على كل من يطالب بهذا الأمر قائلاً: «كل من يطالب بتسليم السلاح اليوم يطالب بتسليمه إلى إسرائيل ويخدم المشروع الإسرائيلي». وانتقد قاسم المبعوث الأميركي توم برّاك متهماً إياه بأنه «يصنع مشكلة في البلد ويقلب الحقائق... وفوجئ بأن الموقف اللبناني الرسمي كان موحداً بضرورة توقف العدوان قبل مناقشة مسألة السلاح». ورفض قاسم أن ينسحب اتفاق وقف إطلاق النار على شمالي الليطاني، وقال: «نحن ساعدنا الدولة على تنفيذ الاتفاق الذي هو حصراً في جنوب الليطاني ومن يربط وقف إطلاق النار بسحب السلاح فقولوا له إن هذا الأمر شأن داخلي». وتابع: «فليتوقف العدوان ولتنسحب إسرائيل وليعاد الأسرى وبعدها خذوا منّا أحلى نقاش وتجاوباً من أفضل أنواع التجاوب». وأضاف: «نحن نعمل بمسار المقاومة لتحرير الأرض بأدوات معينة وهي موجهة حصراً تجاه إسرائيل والمسار السياسي لبناء الدولة ولا نغلب مسار دون مسار». واعتبر أن «المقاومة هي دعامة للجيش لتكون ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة فعالة وليست شكلية». وجدد قاسم رمي مسؤولية إعادة الاعمار على الدولة، قائلا: «على الدولة القيام بواجبين رئيسيين هما: إيقاف العدوان بكل السبل و إعادة الإعمار حتى لو من خزينتها».


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
لماذا تتعثر الوساطة الأفريقية في حلحلة الأزمة الليبية؟
سلطت قمة «مجلس السلم والأمن» التابع للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا، الضوء على جدوى الدور الدبلوماسي للاتحاد وأجهزته.وانتقد الدبلوماسي الليبي، كبير المستشارين سابقاً في الأمم المتحدة، السفير إبراهيم قرادة، مسار الدور السياسي والوساطات الأفريقية في الملف الليبي، الذي أظهرته لغة البيان الختامي لاجتماع أديس أبابا المكررة. عادّاً أن الانقسام السياسي والمؤسساتي الليبي «يصعب مهمة مجلس السلم والأمن». * حضور خافت تجلى الحضور الخافت للدور الأفريقي، وجهود وساطته بوضوح في أصداء قمة «مجلس السلم والأمن»، التي اكتفت بتوصيات وصفها دبلوماسيون بأنها «تقليدية»، حيث تمحورت حول «المصالحة السياسية»، و«إبداء القلق من الصدامات المسلحة في طرابلس»، ودعم «إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية» و«الخروج الفوري للقوات الأجنبية». الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» الوطنية والمنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي (الوحدة) ومن زاوية أخرى، وفق اعتقاد خبيرة الشؤون الأفريقية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتورة أميرة عبد الحليم، فإن دور الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم والأمن «لا يزال رهين نظرة تبناها الليبيون في أعقاب ثورة فبراير، إذ عدوا أن الدول الأفريقية ومنظماتها الإقليمية، خصوصاً المنظمة القارية، كانت داعمة لنظام القذافي». وفي نوفمبر (تشرين الأول) 2016 رعى الاتحاد الأفريقي أول اجتماع للجنة رفيعة المستوى معنية بالأزمة في ليبيا، حيث جددت حينها رغبة «الاتحاد» في «استعادة المبادرة بشأن الأزمة الليبية»، بعد غياب طال 5 سنوات عن الأزمة السياسية، في ظل تباينات موقف الاتحاد ودوله من نظام القذافي. ومنذ ذلك الحين، لم تسجل تحركات الاتحاد الأفريقي اختراقاً يُذكر في ملف الأزمة الليبية، ولا حتى على صعيد الشواغل الرئيسة لدول القارة الأفريقية، وأبرزها ازدياد معدلات الهجرة غير النظامية لأوروبا عبر الأراضي الليبية. أسامة حماد رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان (الاستقرار) ومع ذلك، أعاد «مجلس السلم والأمن الأفريقي» خلال اجتماعه الأخير الأسبوع الماضي، تسليط الضوء على «ميثاق المصالحة الليبي»، المُوقع في أديس أبابا في 14 فبراير (شباط) الماضي، تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، وهو الوثيقة التي حظيت بجدل واسع في ضوء غموض خيّم على مضمونها، وأسماء الموقعين عليها، ولم تحظ بإجماع كامل. ورغم دعوة المجلس في توصياته الأطراف، التي لم توقع على «ميثاق المصالحة»، بالمسارعة إلى التوقيع، فإن المتحدث السابق باسم نظام القذافي، موسى إبراهيم، وهو أحد الموقعين على هذه الوثيقة، يرى أن تعثر تنفيذها «يكشف بوضوح حجم العجز البنيوي، الذي يعاني منه الاتحاد الأفريقي». ويحظى «ميثاق المصالحة» بـ«أهمية سياسية ورمزية»، من منظور إبراهيم، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن الاتحاد الأفريقي «لا يملك الأدوات التنفيذية اللازمة لترجمتها إلى واقع فعلي على الأرض، ولا يملك الحضور الدبلوماسي القوي، الذي يمكّنه من الضغط على الأطراف المعنية، ولا حتى الإرادة السياسية المستقلة، القادرة على جعل هذه الوثيقة بديلاً حقيقياً للمبادرات الأوروبية». ويذهب الناطق السابق باسم نظام القذافي إلى الحديث عن أن « الوثيقة الأفريقية كان يمكن أن تمثّل مساراً سيادياً يخرج ليبيا من دائرة الوصاية»، مقارناً ذلك مع «صياغة كثير من المبادرات الغربية حول ليبيا لتكون أدوات لإدارة الصراع لا حله»، عاداً أن الأخيرة تهدف إلى «إبقاء البلاد في حالة من الانقسام والفوضى، بما يخدم مصالح قوى خارجية»، وفق تعبيره. واستدرك إبراهيم، قائلاً إن «غياب الإرادة الأفريقية المستقلة، وتراجع الاتحاد عن دوره التاريخي، جعلا من الوثيقة حبراً على ورق، بانتظار لحظة أفريقية ناضجة، تفرض إرادتها وتستعيد زمام المبادرة من العواصم الأوروبية». * دور الأطراف الإقليمية والدولية بحسب مراقبين، فإنه «لا يمكن عزل تأثير الأطراف الإقليمية والدولية التي تتدخل في الملف الليبي على الدور الدبلوماسي الأفريقي على مدار سنوات، خصوصاً بعد نتائج قمة السلم والأمن الأفريقي الأخيرة»، كما يترسخ الاعتقاد لدى دبلوماسيين، ومنهم قرادة، بأن «كثيراً من الدول الأفريقية ذات الاهتمام والتأثير بالأزمة الليبية، تقع تحت توجيهات أو حسابات أو ضغوط من دول ذات أجندات، والتي تتدخل في الأزمة الليبية». من جلسة سابقة لأعضاء مجلس النواب الليبي (المجلس) وهنا ترى أميرة عبد الحليم أن «كثيراً من الأطراف الخارجية المتدخلة في الأزمة الليبية لن تعتمد على الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم والأمن؛ إلا في حالة وجود مصالح مشتركة بينهما تسعى إلى تدعيمها، في مقابل تقديم فرصة للقوى الأفريقية للمشاركة في تسوية الأزمة الليبية». وتلحظ عبد الحليم «استغلال القوى الخارجية للصراع الليبي، ومنها فرنسا، التي تسعى إلى بناء قاعدة عسكرية في جنوب ليبيا، بعد أن أخرجتها شعوب دول الساحل من المنطقة، مما تسبب في تكبدها خسائر اقتصادية وسياسية كبيرة». ولا تتجاهل العوامل السابقة إشكاليات هيكلية في الاتحاد الأفريقي، وقدرته على الاستجابة للأزمات في القارة، بحسب محللين. وهنا يرى الدبلوماسي الليبي قرادة أن النتائج الأخيرة لقمة مجلس السلم والأمن «عكست الوزن الخفيف له في معادلة التوازنات الدولية في الأزمة الليبية». كما أن هذه النتائج أيضاً تكشف عن «عمل روتيني يرتبط في المقام الأول بوظائف الاتحاد وأجهزته، ولا يرقى إلى مستوى الفاعلية المطلوبة في تسوية الأزمات والحروب الأهلية في الدول الأفريقية»، وفق عبد الحليم.

العربية
منذ 5 ساعات
- العربية
المفاوضات التجارية مع الهند تصيب ترامب بـ "الإحباط"
قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، اليوم الأربعاء، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشعر بالإحباط من سير المحادثات التجارية مع الهند، ويعتقد أن إعلانه فرض رسوم جمركية بنسبة 25% سيساعد في هذا الصدد. وأضاف هاسيت، أن ترامب والممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير سيكون لديهما المزيد من المعلومات "قريبًا" فيما يتعلق بعقوبة إضافية أعلنها ترامب في وقت سابق. وقال هاسيت: "أعتقد أن الرئيس ترامب محبط من مستوى التقدم المحرز مع الهند، لكنه يشعر أن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% سيعالج الوضع بما يصب في مصلحة الشعب الأميركي"، وفق وكالة "رويترز". وقال ترامب، في منشور على منصة "تروث سوشيال"، اليوم الأربعاء، إنه سيفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على البضائع المستوردة من الهند بدءًا من أول أغسطس المقبل. وأضاف ترامب، أن خامس أكبر اقتصاد في العالم سيواجه أيضًا عقوبة لم يحددها بدءًا من يوم الجمعة، دون أن يذكر تفاصيل. وأكد الرئيس الأميركي أن المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاقيات تجارية مع عدد من الشركاء التجاريين، والتي تنتهي في الأول من أغسطس، "لن يتم تمديدها".