logo
تايوان تحتجز سفينة صينية بعد قطع كابل اتصالات تحت الماء

تايوان تحتجز سفينة صينية بعد قطع كابل اتصالات تحت الماء

تليكسبريس٢٥-٠٢-٢٠٢٥

قال خفر السواحل التايوانيون إنهم احتجزوا سفينة شحن مع طاقمها الصيني الثلاثاء بعد قطع كابل اتصالات تحت الماء قبالة الجزيرة، وهذه الحادثة هي الأخيرة في سلسلة حوادث انقطاع كابلات بحرية تايوانية، أرجعت إلى أسباب طبيعية أو ألقي باللوم فيها على سفن صينية.
وأوضحت وزارة الشؤون الرقمية أن شركة 'تشونغهوا تيليكوم' التايوانية أبلغت بانقطاع الكابل بين بنغهو، وهي مجموعة جزر استراتيجية في مضيق تايوان، والجزيرة في وقت مبكر الثلاثاء.
وأضاف خفر السواحل أن السفينة 'هونغتاي' التي كانت ترفع علم توغو اعت رضت في المنطقة واقتيدت إلى تايوان، مشيرين إلى أنه 'يتم التعامل مع الحادثة وفقا لمبادئ الأمن القومي (…) وسيحدد ما إذا كان سبب انقطاع الكابل البحري هو تخريب متعمد أو مجرد حادث بسيط، بعد إجراء مزيد من التحقيقات'.
وقال خفر السواحل التايوانيون إنه كان على متن 'هونغتاي' التي كانت ترفع علم ملاءمة، ثمانية مواطنين صينيين وهي ممولة من الصين.
وتسمح أعلام الملاءمة لشركات الشحن بتسجيل سفنها في بلدان ليس لها أي ارتباط بها، في مقابل رسم مالي والحصانة من الرقابة.
وتطالب بكين بالسيادة على تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي، وقد تعهدت إعادتها بالقوة إذا لزم الأمر.
وتخشى تايوان من أن تقوم الصين بقطع روابط الاتصالات الخاصة بها كجزء من محاولة للاستيلاء على الجزيرة أو حصارها.
وقال خفر السواحل التايوانيون 'لا يمكن استبعاد أن يكون ذلك بمثابة توغ ل للصين في المنطقة الرمادية. سيتعاون خفر السواحل مع المد عين العامين في التحقيق وسيبذلون قصارى جهدهم لتوضيح حقيقة ما حصل'. وتملك تايوان 14 كابلا دوليا تحت الماء و10 كابلات محلية.
وطلبت وزارة الشؤون الرقمية من شركة 'تشونغهوا تيليكوم' تحويل خدمات الاتصالات الصوتية والإنترنت الخاصة ببنغهو إلى كابلات بحرية أخرى.
ويجري نقل البيانات والاتصالات في العالم عبر المحيطات بواسطة حزم كبيرة من كابلات الألياف الضوئية تحت البحر، وبالتالي تجعلها قيمتها الاستراتيجية العالية هدفا محتملا للهجوم.
وثمة قلق متزايد في تايوان بشأن أمن كابلاتها بعد الاشتباه في قيام سفينة شحن تابعة للصين بقطع أحد الكابلات في شمال شرق الجزيرة هذا العام.
وبشكل منفصل، توقف كابلان بحريان قديمان يزودان خدمات الاتصالات لأرخبيل ماتسو التايواني عن العمل الشهر الماضي، وأعزي انقطاع التيار الكهربائي الناجم عن ذلك إلى 'تدهور طبيعي' للسلك.
ويشتبه السكان المحليون والمسؤولون في تايبيه في أن سفن الصيد الصينية أو جرافات الرمال التي غالبا ما ترسو أو تكشط قاع البحر في المياه التايوانية، قد تكون هي المسؤولة عن تلك الحوادث.
ورصد خفر السواحل التايوانيون الشهر الماضي 52 سفينة 'مشبوهة' تابعة للصين وترفع أعلام ملاءمة من منغوليا والكاميرون وتنزانيا وتوغو وسيراليون، وقالوا إنهم يراقبونها عن كثب.
ويتم تحذير السفن المشتبه في أنها تبحر أو ترسو قرب الكابلات البحرية عبر اللاسلكي لمغادرة المنطقة، وتجرى عمليات تفتيش على متنها عند الحاجة. ولا تعرف حتى الآن ما إذا كانت 'هونغتاي' من بين تلك السفن ال52.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من المفارقات أن تكون الجنسية الغربية حقيقية عندما يكون حاملها صهيونيا بينما تكون صورية عندما يكون حاملها عربيا أو مسلما
من المفارقات أن تكون الجنسية الغربية حقيقية عندما يكون حاملها صهيونيا بينما تكون صورية عندما يكون حاملها عربيا أو مسلما

وجدة سيتي

timeمنذ 6 أيام

  • وجدة سيتي

من المفارقات أن تكون الجنسية الغربية حقيقية عندما يكون حاملها صهيونيا بينما تكون صورية عندما يكون حاملها عربيا أو مسلما

من المفارقات أن تكون الجنسية الغربية حقيقية عندما يكون حاملها صهيونيا بينما تكون صورية عندما يكون حاملها عربيا أو مسلما تابع الرأي العام العالمي حدث إطلاق حركة حماس الجندي الصهيوني الحامل للجنسية الأمريكية الذي أسرته حركة المقاومة حماس خلال عملية طوفان الأقصى بعد اتفاق أو تفاهم مع الإدارة الأمريكية، ولم يكشف لحد الساعة عما حصلت عليه مقابل ذلك. وهذا الحدث كشف عن أمر لم يكن مستغربا من قبل ألا وهو ثنائية الجنسية الغربية أمريكية كانت أم أوروبية حيث تكون في حالة حقيقية ، وفي أخرى صورية ، وهذه مفارقة . فإذا ما قارنا بين الجندي الصهيوني » عيدان ألكسندر » والصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة ، نجدهما معا حاملين للجنسية الأمريكية إلا أن تجنس عيدان حقيقي، بينما تجنس شيرين صوري، والقرينة أو الدليل على ذلك أن الإدارة الأمريكية تدخلت بقوة لدى حركة تعتبرها إرهابية من أجل إنقاذ الجندي الصهيوني المجنس بجنسيتها ، وفي المقابل لم تفعل شيئا ، ولم تحرك ساكنا من أجل محاسبة الجندي الجاني الصهيوني الذي قتل الصحفية الفلسطينية ، والذي قيل أنه لقي حتفه على يد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة حسب ما تداولته وسائل الإعلام ، ووسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا ، وتلك عدالة الله عز وجل الذي يمهل ولا يهمل حين تغيب أو تُعطل عدالة البشر. وهناك أيضا حالة الإعلامي والصحفي السعودي جمال خاشقجي الحامل للجنسية الأمريكية الذي اختفى في السفارة السعودية بتركيا ولا يعرف لحد الساعة مصيره، ولا كيف اختفى ، ولم تفعل الإدارة الأمريكية من أجله شيئا مع أنه يحمل جنسيتها تماما كما حصل في حالة الصحفية شيرين أبو عاقلة . وما يهمنا من المقارنة بين عيدان الصهيوني، وشيرين الفلسطينية في هذا المقال هو موضوع ازدواجية مكيال الجنسية التي يعطيها الغربيون أمريكان أو أوروبيون للأجانب من جنسيات مختلفة بحيث تكون حقيقية في حالات، وصورية في أخرى حسب جنس أو عرق حاملها ، وتحديدا عندما يكون من يحملونها عربا أو مسلمين . ولا يكفي أن يحمل العرب والمسلمون جنسيات غربية أو يحصلوا على جوازات سفر البلدان التي تُجنِّسهم ، والتي طالما حلموا بها ، وفيهم من عانى الأمرين، وكابد من أجل الحصول عليها رغبة في أن يعاملوا معاملة مواطنين غربيين على وجه الحقيقة، لكنهم يظلون مواطنين غربيين صوريين فقط . وليس بوسع أحد أن ينكر هذه الحقيقة أو يجادل فيها بذريعة أن المُجنَّسين العرب والمسلمين في بلاد الغرب لهم حق التصويت في الانتخابات ، وحق العضوية في البرلمانات ، وأنهم سواسية في الحقوق والواجبات مع الموطنين الأصليين … إلى غير ذلك مما يُتَذرع به ذرائع واهية، والتي يكذبها الواقع ويدحضها . ولو صح شيء منها لكان الأمريكان الذين بذلوا كل الجهود ، وسعوا بحرص وإصرار من أجل تحرير الصهيوني المجنس بجنسيتهم الحقيقية لسعوا نفس السعي، وحرصوا نفس الحرص لحظة اغتيال الصحفية الفلسطينية مراسلة قناة الجزيرة القطرية شيرين أبو عاقلة والأمريكية صوريا على إدانة قاتلها ومتابعته أمام عدالتهم أوأمام العدالة الدولية ، لكنهم لم يفعلوا إلى غاية هذا اليوم ، ولكانوا فعلوا أيضا نفس الشيء لحظة اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي الأمريكي صوريا كذلك . ولا نريد الخوض في التصرفات العنصرية التي تواجه العرب والمسلمين المجنسين بجنسيات غربية بسبب أصولهم العرقية ، و بسبب دينهم على وجه الخصوص فضلا عن ألوان بشرتهم ، وألوان عيونهم ،ولغاتهم الأمهات . ويكفي أن نمثل لذلك بتجربة أجريت في بلد غربي نشرت عبر الأنترنيت ، وتداولتها وسائل التواصل الاجتماعي حيث تظاهر رجلان أحدهم أبيض البشرة، أشقرالشعر، وبعينين زرقاوين، والآخر أسمر اللون أجعد الشعر بالعمى محاولين يديهما إلى أيدي المارة من المواطنين الغربيين البيض طلبا للمساعدة في اجتيازهما أحد الشوارع الغاصة بالمارة ، فكان هؤلاء المواطنون يمدون أيديهم بأريحية وعن طيب خاطر إلى الرجل الأبيض ، بينما كانوا ينفرون، ويتقززون من الرجل الأسمر مع أنه يحمل جنسيتهم كزميله الأشقر، وكانا معا قد اتفقا على خوض هذه التجربة للكشف عن درجة الحس الإنساني لدى المواطنين الغربيين البيض لكنهما اكتشفا رواسب العنصرية لديهم والتي لم تقض عليها قيم الحضارة الغربية المتطورة علميا وتكنولوجيا والمنحطة أخلاقيا ، وهي أخلاق سقط عنها القناع بسبب السكوت عند السواد الأعظم منهم عن جرائم الإبادة التي حصلت في قطاع غزة ، ولا زالت تحصل لحد الساعة، وهي دليل دامغ على انحطاطهم على مستوى القيم حيث لا زال هذا السواد الأعظم منهم يؤيدون الجلاد الصهيوني ، ولا يبالون بالضحية الفلسطيني باستثناء الشريحة المتنورة الحية ضمائرها والتي عرفت حقيقة العنصرية الصهيونية عيانا وبالملموس من خلال جرائمها البشعة ، وهو موقف يحمد خصوصا حين يقارن بمواقف محسوبين على العروبة والإسلام ممن يؤيدون الصهاينة في إجرامهم ، وفيهم من يرفع شعار كلنا صهاينة في عقر بلدان العروبة والإسلام . ومن المفارقات أيضا أن يحمل اليهود وفيهم المتصهين جهارا الجنسيات العربية والإسلامية في بلدان العروبة والإسلام على وجه الحقيقة وليس صوريا ، وربما يكون منهم جنود ملطخة أيديهم بدماء الفلسطينيين ، ومع ذلك يعيشون بأمن وسلام ، بل لهم امتيازات ليس مثلها للمواطنين العرب والمسلمين ، وفي المقابل يحمل العرب والمسلمون الجنسية الصهيونية في أرض فلسطين المحتلة وهم مواطنون من الدرجة الدنيا في المجتمع الصهيوني . فإلى متى ستظل الجنسيات التي يحملها العرب والمسلمون في بلاد الغرب صورية وليست حقيقية ؟؟؟ وإلى متى ستظل المجتمعات الغربية تباهي بقيمها التي تنعتها بالإنسانية والجنسيات التي تفاخر بالتكرم بها على الأجانب الذين يعيشون فيها خصوصا العرب والمسلمين جنسيات حقيقية وأخرى صورية ؟ وما أتعس هذا العالم الذي لا زالت فيه بلاد الغرب تضم ضم شرائحها الاجتماعية عنصريين يمينيين متطرفين يحكمهم التعصب للعرق الذي هو من مخلفات الماضي السحيق ، وإنه لأمر مخجل، ومؤسف ، ومحزن .

"السينتينليون".. قبيلة معزولة تواجه خطر الانقراض بسبب تطفل الغرباء
"السينتينليون".. قبيلة معزولة تواجه خطر الانقراض بسبب تطفل الغرباء

اليوم 24

time١٧-٠٥-٢٠٢٥

  • اليوم 24

"السينتينليون".. قبيلة معزولة تواجه خطر الانقراض بسبب تطفل الغرباء

تعيش قبيلة « السينتينليون » بجزيرة « نورث سينتينل » النائية، إحدى جزر أندمان الهندية الواقعة بخليج البنغال، حياة بدائية منعزلة تماما عن العالم الخارجي، إلا أن محاولات الغرباء المتكررة للتطفل على حياتهم والتواصل معهم تشكل خطرا وجوديا يهدد بانقراضهم. السائح والمؤثر الأمريكي ميخايلو فيكتوروفيتش بولاكوف، حاول في مطلع أبريل الماضي، الوصول إلى جزيرة نورث سينتينل، متحديًا الحظر الصريح الذي فرضته السلطات الهندية لحماية السكان المحليين بالجزيرة. ورغم ذلك، سبح بولاكوف حتى شاطئ الجزيرة، حيث أطلق صافرة لأكثر من ساعة، في محاولة للفت انتباه أفراد القبيلة والتواصل معهم. وفي محاولة لكسب تفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، ترك بولاكوف على الشاطئ صندوقًا يحتوي على مشروبات وجوز الهند، وسجّل لحظات زيارته بالفيديو، متجاهلًا التحذيرات التي تؤكد أن أي تواصل مع هذه القبائل قد يشكّل خطرًا وجوديًا عليهم، بسبب غياب المناعة لديهم ضد كثير من الأمراض شائعة مثل الحصبة والأنفلونزا. وألقت السلطات الهندية القبض على بولاكوف، في حادثة أعادت إلى الأذهان قصة المبشر الأمريكي جون ألين تشاو، الذي قُتل على يد سكان الجزيرة عام 2018، في مشهد مشابه يعكس النتائج الكارثية لمثل هذه المحاولات غير المسؤولة. وتضم جزر أندمان ونيكوبار العديد من القبائل المعزولة مثل، « غريت أندامانيز »، و »جاروا »، و »أونغه »، و »السينتينليون »، و »نيكوباريز »، و »شومبن ». وقد تسببت محاولات التواصل السابقة مع هذه القبائل في كوارث حقيقية؛ إذ انقرضت قبيلة « جانغيل »، بينما تراجع عدد سكان قبيلة « أونغه » بنسبة تجاوزت الـ 85 بالمئة نتيجة انتقال الأمراض إليهم. في هذا السياق، قال « كالم راسل »، من منظمة « سيرفايفل إنترناشونال » (Survival International)، وهي منظمة معنية بالدفاع عن حقوق الشعوب الأصلية المعزولة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في معرض تعليقه على محاولة السائح والمؤثر الأمريكي بولاكوف، الوصول إلى جزيرة « نورث سينتينل »، رغم الحظر، إن ما قام به بولاكوف يُعد « خطيرًا للغاية ». وأوضح راسل في حديث للأناضول أن قبائل مثل السينتينليون لا تملك مناعة ضد أمراض شائعة في العالم الخارجي مثل الحصبة والإنفلونزا، ولذلك فإن مجرد اقتراب شخص يحمل أحد هذه الفيروسات يمكن أن يؤدي إلى كارثة صحية تودي بحياة عدد كبير من أفراد القبيلة. وأشار إلى أن السبب الرئيسي وراء سلوك الحذر والعداء الذي يظهره أفراد القبائل تجاه الغرباء هو الخوف من الأمراض التي قد يحملونها، والتي أثبت التاريخ أنها قادرة على إفناء مجتمعاتهم بالكامل. وأضاف راسل أن هناك حالات سابقة لزوار قُتلوا على يد السكان المحليين، لأنهم اعتبروا أنفسهم في موقف دفاعي لحماية أراضيهم وهويتهم من التعدي الخارجي، مؤكدًا أن هذا الخوف لا يزال قائمًا حتى اليوم. ووصف الدخول إلى الجزيرة دون إذن بأنه تصرف « متهور وخطير وقاسٍ »، داعيًا السلطات المحلية إلى اتخاذ خطوات أكثر صرامة لمنع تكرار مثل هذه التصرفات. وفي حديثه عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، قال راسل: « أن يقوم البعض بمخاطرة كهذه فقط من أجل الحصول على بعض الإعجابات على تيك توك أو زيادة عدد المشتركين على يوتيوب، فهذا تهديد كبير يجب أخذه على محمل الجد ». وذكّر راسل بمقتل جون ألين تشاو، مؤكدًا أن السبب الرئيسي في تكرار مثل هذه الحوادث هو ضعف تطبيق القوانين القائمة، وأنه لو كانت القوانين تُنفذ بصرامة لما تمكن أمثال تشاو أو بولاكوف من الوصول إلى هذه المناطق المحظورة. وتابع قائلاً: « لا حاجة لأن نعرف أي شيء عن السينتينليون. كل ما يجب فعله هو تركهم يعيشون كما يشاؤون. هل تود أن يأتي غرباء إلى باب منزلك فجأة ويطرقونه أو يضربون نافذتك؟ هذا بالضبط ما يواجههه هؤلاء السكان. تخيل أن تكون في وضع صحي هش أو أنك تعيش مع أفراد كبار في السن من عائلتك، إنهم يواجهون الخطر ذاته يوميًا ». وأشار راسل إلى أن معظم ما يُتداول عن قبائل مثل السينتينليون في الإعلام وعلى الإنترنت عبارة عن شائعات ونظريات مؤامرة وأفكار مسبقة، تُغذيها عقلية استعمارية تنظر إلى هذه الشعوب على أنها متخلفة أو بدائية، وتمنح لنفسها حق اقتحام حياتهم لأغراض ترفيهية أو فضولية. وأكد راسل أن كل محاولة تواصل مع قبائل معزولة تنطوي على احتمال وقوع كوارث، مشيرًا إلى تجربة عالمة الأنثروبولوجيا أنستيس جاستن (Anstice Justin)، التي حاولت بين عامي 1970 و1990 التواصل مع قبيلة السينتينليون، لكنها كانت تُقابل في كل مرة بسهم يُطلق نحوها من قبل أفراد القبيلة، في إشارة واضحة إلى رفضهم لأي تقارب أو اقتراب من الغرباء. وأضاف: « السينتينليون لم يكونوا عدائيين بطبعهم، بل كانوا يدافعون عن أنفسهم وعن أرضهم، وهذا ما نراه بشكل متكرر في جميع القبائل المعزولة حول العالم ». وأشار إلى أن أنستيس جاستن، التي كانت تؤيد سابقًا فكرة التواصل، أصبحت الآن من أبرز من يحذرون من خطورته، بعد أن أدركت أن نتائجه غالبًا ما تكون مأساوية وتفوق أي منفعة محتملة. وشدد راسل على أن « مجرد التفكير بأن للغرباء الحق في دخول أراضي هذه الشعوب دون إذن منهم، هو إعادة إنتاج مباشرة لذهنية استعمارية قديمة، لا تزال تجد لها مكانًا اليوم عبر أشكال جديدة من التعدي الثقافي والرقمي ». وفي ختام حديثه، دعا راسل وسائل الإعلام الدولية إلى تحمل مسؤولياتها في نشر الوعي حول قضايا الشعوب المعزولة، محذرًا من أن مصير قبائل مثل جانغيل، التي انقرضت بالكامل في أوائل القرن العشرين، قد يتكرر مع قبائل مثل السينتينليون، ما لم يتم احترام حقهم في العزلة والخصوصية والحياة بكرامة.

إعلام يُمثّلني.. وإعلام يُغيظني
إعلام يُمثّلني.. وإعلام يُغيظني

برلمان

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • برلمان

إعلام يُمثّلني.. وإعلام يُغيظني

الخط : A- A+ إستمع للمقال يُمثّلني هو ذا الذي يكون على قلب واحد في الأحداث الوطنية الكبرى، والمنجزات الكبرى، وفي المواقف المصيرية. إعلام يضيف على المفردات معاني منبثقة من مخزون قلبه، ويريدها مشتركا إنسانيا مع مواطنيه. إعلام يجتهد في إيصال الرسالة بعفوية متناهية، وفي توجيه البوصلة نحو تقوية جسور المواطنة الصادقة، دون تراشق أو تصادم، ودون تأجيج للمشاعر بغاية زرع الشقاق والتفرقة. إعلام يمثلني هو ذا الذي يجعل الأحداث الوطنية الكبرى في مستوى من فيها ومن صنعها. قنوات تلفزية ومحطات إذاعية، صحف ورقية ومواقع إلكترونية، منصات تواصلية وقنوات خاصة بأدواتها وتقنياتها. جميعها تشارك في الحدث بمسؤولية وفعالية، وبمواطنة حقيقية مقرونة بالكفاءة في فهمه، ونقله بالدقة والموضوعية اللازمتين. إعلام يذكرني بصحافتنا الوطنية العتيقة، التي كانت تطالعنا كل يوم بمقالات إخبارية وتحليلية للزميل الفلاني المعارض، والزميل الآخر المُساند، حيث الجسم الصحفي متماسك ومنيع، وكل منبر يجتهد، في حدود قناعاته وأنساقه التحريرية، على صناعة خط تحريري يميزه، ضمن انشغال واحد: تقديم مادة إعلامية نظيفة تسهم في التوعية والتثقيف، في ظل أجواء متحررة، تستوعب تطلعات المتلقي، من دون تهجمات قذرة غدت اليوم سلوكا مألوفا في مشهدنا الإعلامي، وخاصة لدى بعض المواقع والقنوات المنحطة، المسكونة بهاجس الإثارة والشعبوية المفرطة القائمة على تزوير الوعي وبيع الوهم لجمهور المتلقين. إعلام يمثلني، يقابله للأسف إعلام يُغيظني ويثير في نفسي التقزز والحسرة، كونه يُدمِن في الكذب والإثارة، وتأجيج المشاعر. إعلام شيطاني يتيح لأصحابه تلفيق الأباطيل، والتهجم ولدْغ الجميع، وهم فوق الناس جميعا. منابر وقنوات تناسلت معها البرامج السياسية والحوارية، وانحطت فيها إلى أسفل المراتب، تقنيات التحاور، وتنوعت أساليب الانحيازات والولاءات لمن يدفع أكثر.منابر أصبحت اليوم، من أهم روافد إعلامنا الاسترزاقي المتسول، بل تحولت إلى شبه مؤسسات 'للخدمة بعد البيع'، لبعض الأباطرة الاقتصاديين والسياسيين، وحتى لبعض الأحزاب المتلهفة لأصوات قد لا تأتي. صحيح أن بعض القنوات الخاصة راكمت خبرة واسعة تتيح لها التفاعل مع المستجدات التقنية التي تميز عالم الميديا بشكل عام، وتساعدها أيضا على تطوير فحوى البرامج الحوارية، بما يقوي شحنة الوعي السياسي للمتلقي المغربي. مثلما لا يجب كذلك، أن نغض الطرف عن المستوى الرديء لمعظم القنوات شكلا ومضمونا. فهاتيك من ضجيج وثرثرة، وأنت تتتابع تلك البرامج والاستضافات السياسوية. وهاتيك من ولاءات ومداهنات، ومن تهجمات ساقطة على الغير، تفوح برائحة الأغلفة المالية والعلاوات السخية، التي تختزل المشهد التسوّلي المريض لبعض قنواتنا الخاصة، الحاملة للشعار البئيس 'بارطجيو ألخوت'. قنوات تعتمد نماذج الإثارة والتهجم، كما تفعل قناة الجزيرة في حواراتها المُشعلة للحرائق في الوطن العربي، والتي يتولاها بشكل غليظ ومقزز، الدجال فيصل القاسم، باستضافته شخصيات ذات طبيعة انفعالية واستعراضية، معروفة على العموم بفضائحها السياسية والأخلاقية. إعلام يغيظني أيضا في برامج 'بارطجيو ألخوت' الحوارية، كون أصحابها يتقمصون دور قاضي التحقيق، ويفرضون سلطة الحوار، بما يؤسس لعسكرة الموضوع، وكأننا في مخفر للشرطة. صاحب البرنامج، وهو في نفس الوقت صاحب القناة، يصر على التحكم في الضيف، وفي النقاش، وفي الأجندات السياسية ذات الاتجاه الواحد، مستعرضا قدراته الحوارية الشخصية، على حساب أصول الحوار الهادف والمتكامل. والأخطر في كل هذا أن يتحول صاحب القناة، إلى مُنفّذ لإملاءات قذرة، ضمن لعبة الصفقات السياسية والمادية. إعلام هكذا يغيظني لأنه يفتقر إلى المهنية، وينطق بخلل ثقافي قاتل، ومعرفة مبتورة المصادر والمراجع، تنم عن بيئة إعلامية ملوثة بالاسترزاق والفساد، يرتفع فيها منسوب الكراهية وزرع الشقاق بين أبناء الوطن الواحد، إلى أعلى المستويات. ولا يمكننا بالمقابل، إلا أن نُقرّ بحقيقة صادمة، مفادها أن المُتلقين في معظمهم يميلون للأسف، إلى إعلام التهريج والتهييج، ألذي هو إحدى سمات التخلف الاجتماعي والفكري السائد بين عامة المواطنين، ممن يستهويهم الإعلام الفُرجوي، وتأخذ بألبابهم أخبار الفضائح والدسائس والمقالب. والخلاصة أننا أصبحنا نعيش بين قذارة الإعلام والسياسة. وضعية تفرض علينا الارتقاء بمؤسساتنا الإعلامية التي هي بحاجة إلى مناخ ديمقراطي سليم، وإلى تشريعات قانونية شفافة وواضحة، تحمي المهنة من الدخلاء المتطفلين، من جهة، ومن الانتهازيين الذين يوظفون المنابر الإعلامية لفبركة الرأي، وتكييف الحقيقة وفق مصالحهم الخاصة، من جهة ثانية. ولا يجوز في هذا السياق، فصل العملية الإعلامية بوظائفها المختلفة عن الديمقراطية، حيث لا مؤسسات ديمقراطية بدون منظومة إعلامية متماسكة تؤمن بالتواصل الأفقي وليس العمودي، وتساهم في تنوير الرأي العام وإشراكه في عملية اتخاذ القرار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store