
سيارات كهربائية صينية تقتحم السوق المغربية من باب الشراكة الاستراتيجية
تشهد السوق المغربية تحولاً نوعياً في قطاع السيارات، مع دخول علامات تجارية جديدة قادمة من الشرق الأقصى، وتحديدا من الصين، في سياق ما يمكن اعتباره موجة عالمية نحو السيارات الكهربائية النظيفة والمستدامة، حيث أعلنت شركة 'سمارت' الصينية – ذات الجذور الألمانية من حيث النشأة والهوية التصميمية – عن دخولها الرسمي إلى السوق المغربية، بشراكة استراتيجية مع الفاعل المحلي البارز 'أوتو نجمة'، الموزع الرسمي لسيارات مرسيدس-بنز بالمملكة.
ولم يكن هذا التطور مفاجئا للمراقبين، خاصة وأن المغرب بدأ منذ سنوات يشق طريقه بثبات نحو تعزيز البنية التحتية الخاصة بالنقل النظيف، من خلال مشاريع استثمارية كبرى ومخططات وطنية لتحفيز التحول إلى الطاقة المستدامة، ما يجعل من السوق المحلية هدفا جذابا للشركات الدولية، ولا سيما الصينية منها، والتي باتت تتقن لعبة التوسع الصامت والذكي، مدفوعة بتفوق تكنولوجي متزايد في مجال السيارات الكهربائية.
ولا تقتصر الشراكة بين "سمارت" و"أوتو نجمة" على عمليات التوزيع فحسب، بل تتجاوزها نحو تأسيس شبكة عرض وخدمة ما بعد البيع، من المرتقب أن تشمل ست مدن رئيسية في أفق عام 2027، تشمل الدار البيضاء، الرباط، مراكش، فاس، أكادير وطنجة، في خطوة تعكس ثقة العلامة في آفاق النمو داخل المملكة، كما تترجم الرؤية المشتركة بين الطرفين لتقديم تجربة تنقل حضرية متقدمة تستجيب لانتظارات الزبون المغربي الذي أصبح أكثر وعيا بالقضايا البيئية وأشد ميلا للابتكار التكنولوجي.
وتشمل السيارات التي ستطرح في المرحلة الأولى طرازات "سمارت 1" و"سمارت 3" و"سمارت 5"، وهي مركبات كهربائية بالكامل تتميز بتصميم عصري مدمج، وداخلية رحبة، وأداء محرك قوي يتجاوز 300 كيلوواط في بعض النسخ، بالإضافة إلى تقنيات متقدمة في القيادة الذكية وأنظمة الاتصال والتفاعل مع السائق، حيث أن أسعار هذه الطرازات، وإن كانت موجهة للفئة المتوسطة إلى العليا، إلا أنها تظل تنافسية بالنظر إلى التجهيزات وجودة الصنع.
ولا يقتصر الرهان الصيني على بيع المركبات فقط، بل يحمل في طياته بعدا استراتيجيا أعمق يرتبط بانتشار نموذج التنقل الأخضر في منطقة شمال إفريقيا، والمغرب على وجه الخصوص الذي صار في الأعوام الأخيرة محط أنظار كبار المصنعين العالميين بفضل استقراره السياسي، ووضوح رؤيته التنموية، ووجود قاعدة صناعية متقدمة في مجال السيارات.
من جهة أخرى، لا يمكن إغفال رمزية التعاون مع 'أوتو نجمة'، باعتبارها واجهة مرموقة للسيارات الألمانية الراقية في السوق المغربية، وهو ما يمنح العلامة الصينية زخما إضافيا على مستوى الموثوقية والصورة الذهنية لدى المستهلك، حيث يفتح هذا التحول في المشهد الباب أمام مزيد من الدينامية والمنافسة، وربما يعيد رسم خريطة قطاع السيارات بالمغرب، ليس فقط على مستوى العرض، بل حتى على مستوى الثقافة الاستهلاكية والتوجهات البيئية.
ويعتبر دخول سيارات 'سمارت' الكهربائية الصينية إلى المغرب مؤشرا على بداية مرحلة جديدة عنوانها التحول الذكي، والرهان على التكنولوجيا النظيفة، وفتح المجال أمام تعددية الاختيارات للمستهلك المغربي، الذي أصبح اليوم لاعبا فاعلا في السوق الدولية وليس مجرد زبون يتلقى، حيث وبين طموح المصنع الصيني ورؤية الشريك المغربي، تلوح في الأفق ملامح تجربة تنقل حضرية أكثر ذكاء واستدامة، قد تكون عنوان المستقبل القريب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أكادير 24
منذ 11 ساعات
- أكادير 24
سيارات 'سمارت' الكهربائية تدخل السوق المغربية عبر شراكة استراتيجية مع 'أوتو نجمة'
agadir24 – أكادير24 دخلت سيارات 'سمارت' الكهربائية رسمياً السوق المغربية، بعد أن أعلنت الشركة الصينية ذات الجذور الألمانية عن شراكة استراتيجية مع شركة 'أوتو نجمة'، الموزع الرسمي لعلامة مرسيدس-بنز بالمملكة، في خطوة تعكس التوجه العالمي المتسارع نحو اعتماد المركبات المستدامة. وساهم هذا التطور في تأكيد التحول النوعي الذي تعرفه السوق المغربية، مع تزايد حضور العلامات التجارية الآسيوية، وخاصة الصينية، التي تراهن على المغرب كمنصة واعدة في شمال إفريقيا بفضل استقراره السياسي وقاعدته الصناعية المتقدمة في مجال السيارات. وراهنت الشراكة بين 'سمارت' و'أوتو نجمة' على أكثر من مجرد التوزيع، حيث تخطط الشركتان لإنشاء شبكة متكاملة لعرض السيارات وخدمات ما بعد البيع تشمل ست مدن رئيسية بحلول 2027، من بينها الدار البيضاء، الرباط، مراكش، فاس، أكادير وطنجة، بهدف تقديم تجربة تنقل ذكية وعصرية تستجيب لتطلعات المستهلك المغربي المهتم بالقضايا البيئية والتطور التكنولوجي. وقد اختيرت طرازات 'سمارت 1″ و'سمارت 3″ و'سمارت 5' لقيادة هذا الدخول، وهي سيارات كهربائية بالكامل، تجمع بين التصميم العصري والأداء العالي الذي يتجاوز 300 كيلوواط في بعض النسخ، إلى جانب تقنيات متطورة في القيادة الذكية والتفاعل مع المستخدم، وتُطرح بأسعار تنافسية تراعي الفئة المتوسطة إلى العليا. ويبدو أن الطموح الصيني لا يقتصر على بيع المركبات فقط، بل يشمل نشر ثقافة التنقل الأخضر في المنطقة، حيث يبرز المغرب كبيئة مواتية لهذا التوجه بفضل استثماراته المستمرة في البنية التحتية للطاقة المستدامة. ويحمل التعاون مع 'أوتو نجمة' بعدًا استراتيجيًا خاصًا، بالنظر إلى مكانة الشركة كشريك موثوق وواجهة للسيارات الألمانية الفاخرة، ما يمنح علامة 'سمارت' مصداقية إضافية في نظر المستهلك المغربي، ويزيد من فرص نجاحها في السوق المحلي. ويُتوقع أن تعزز هذه الخطوة دينامية قطاع السيارات في المغرب، سواء من حيث العرض أو من زاوية التوجهات الاستهلاكية الجديدة، حيث بات الزبون المغربي يطالب بخيارات أكثر تنوعًا وابتكارًا، في ظل وعي بيئي متنامٍ، ورغبة في مواكبة التحولات التكنولوجية العالمية.


أخبارنا
منذ 12 ساعات
- أخبارنا
سيارات كهربائية صينية تقتحم السوق المغربية من باب الشراكة الاستراتيجية
تشهد السوق المغربية تحولاً نوعياً في قطاع السيارات، مع دخول علامات تجارية جديدة قادمة من الشرق الأقصى، وتحديدا من الصين، في سياق ما يمكن اعتباره موجة عالمية نحو السيارات الكهربائية النظيفة والمستدامة، حيث أعلنت شركة 'سمارت' الصينية – ذات الجذور الألمانية من حيث النشأة والهوية التصميمية – عن دخولها الرسمي إلى السوق المغربية، بشراكة استراتيجية مع الفاعل المحلي البارز 'أوتو نجمة'، الموزع الرسمي لسيارات مرسيدس-بنز بالمملكة. ولم يكن هذا التطور مفاجئا للمراقبين، خاصة وأن المغرب بدأ منذ سنوات يشق طريقه بثبات نحو تعزيز البنية التحتية الخاصة بالنقل النظيف، من خلال مشاريع استثمارية كبرى ومخططات وطنية لتحفيز التحول إلى الطاقة المستدامة، ما يجعل من السوق المحلية هدفا جذابا للشركات الدولية، ولا سيما الصينية منها، والتي باتت تتقن لعبة التوسع الصامت والذكي، مدفوعة بتفوق تكنولوجي متزايد في مجال السيارات الكهربائية. ولا تقتصر الشراكة بين "سمارت" و"أوتو نجمة" على عمليات التوزيع فحسب، بل تتجاوزها نحو تأسيس شبكة عرض وخدمة ما بعد البيع، من المرتقب أن تشمل ست مدن رئيسية في أفق عام 2027، تشمل الدار البيضاء، الرباط، مراكش، فاس، أكادير وطنجة، في خطوة تعكس ثقة العلامة في آفاق النمو داخل المملكة، كما تترجم الرؤية المشتركة بين الطرفين لتقديم تجربة تنقل حضرية متقدمة تستجيب لانتظارات الزبون المغربي الذي أصبح أكثر وعيا بالقضايا البيئية وأشد ميلا للابتكار التكنولوجي. وتشمل السيارات التي ستطرح في المرحلة الأولى طرازات "سمارت 1" و"سمارت 3" و"سمارت 5"، وهي مركبات كهربائية بالكامل تتميز بتصميم عصري مدمج، وداخلية رحبة، وأداء محرك قوي يتجاوز 300 كيلوواط في بعض النسخ، بالإضافة إلى تقنيات متقدمة في القيادة الذكية وأنظمة الاتصال والتفاعل مع السائق، حيث أن أسعار هذه الطرازات، وإن كانت موجهة للفئة المتوسطة إلى العليا، إلا أنها تظل تنافسية بالنظر إلى التجهيزات وجودة الصنع. ولا يقتصر الرهان الصيني على بيع المركبات فقط، بل يحمل في طياته بعدا استراتيجيا أعمق يرتبط بانتشار نموذج التنقل الأخضر في منطقة شمال إفريقيا، والمغرب على وجه الخصوص الذي صار في الأعوام الأخيرة محط أنظار كبار المصنعين العالميين بفضل استقراره السياسي، ووضوح رؤيته التنموية، ووجود قاعدة صناعية متقدمة في مجال السيارات. من جهة أخرى، لا يمكن إغفال رمزية التعاون مع 'أوتو نجمة'، باعتبارها واجهة مرموقة للسيارات الألمانية الراقية في السوق المغربية، وهو ما يمنح العلامة الصينية زخما إضافيا على مستوى الموثوقية والصورة الذهنية لدى المستهلك، حيث يفتح هذا التحول في المشهد الباب أمام مزيد من الدينامية والمنافسة، وربما يعيد رسم خريطة قطاع السيارات بالمغرب، ليس فقط على مستوى العرض، بل حتى على مستوى الثقافة الاستهلاكية والتوجهات البيئية. ويعتبر دخول سيارات 'سمارت' الكهربائية الصينية إلى المغرب مؤشرا على بداية مرحلة جديدة عنوانها التحول الذكي، والرهان على التكنولوجيا النظيفة، وفتح المجال أمام تعددية الاختيارات للمستهلك المغربي، الذي أصبح اليوم لاعبا فاعلا في السوق الدولية وليس مجرد زبون يتلقى، حيث وبين طموح المصنع الصيني ورؤية الشريك المغربي، تلوح في الأفق ملامح تجربة تنقل حضرية أكثر ذكاء واستدامة، قد تكون عنوان المستقبل القريب.


أخبارنا
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- أخبارنا
مرسيدس-بنز تُعلن عن "تحول يحدث مرة في القرن" لمواجهة التحديات التكنولوجية والمنافسة الصينية
أعلن الرئيس التنفيذي لشركة مرسيدس-بنز، أولا كيلينيوس، اليوم الأربعاء، خلال مشاركته في معرض شنغهاي للسيارات 2025، أن الشركة الألمانية تستعد لما وصفه بـ"تحول يحدث مرة واحدة في القرن"، مؤكداً أن هذه المرحلة ستُعيد تشكيل سوق السيارات العالمية، وتفرض واقعاً جديداً على جميع المصنعين. وأوضح كيلينيوس أن التحول الذي تشهده الصناعة حالياً مدفوع بثلاثة محاور رئيسية: الرقمنة، السعي إلى الانبعاثات الصفرية، وتقنيات القيادة الذاتية، مشيراً إلى أن مرسيدس ستضاعف استثماراتها في مجالات التكنولوجيا والابتكار من أجل البقاء في صدارة هذا المشهد المتغير. وشدد على أن الكفاءة في إدارة رأس المال والاستثمار الذكي أصبحت أمراً بالغ الأهمية في هذه المرحلة الفاصلة. وقدّمت مرسيدس، عشية المعرض، نسخة مخصصة للسوق الصينية من السيارة الكهربائية "سي إل إيه" بمدى يتجاوز 860 كيلومتراً، واصفاً هذا الإطلاق بأنه "الأكبر من نوعه خلال السنوات الثلاث المقبلة". ويأتي هذا الإعلان في وقت تواجه فيه مرسيدس منافسة شديدة من شركات السيارات الصينية، خاصة في قطاع السيارات الكهربائية منخفضة التكلفة. وأكد كيلينيوس أن السوق الصينية "شديدة التنافسية"، لكنه أشار إلى تباطؤ في حماس المستهلكين خلال العامين الماضيين، متوقعاً حدوث اندماجات كبيرة بين الشركات المحلية خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة. وعلى الرغم من تراجع مبيعات مرسيدس في الصين بنسبة 10% في الربع الأول من عام 2025، فإن السوق الصينية لا تزال تمثل أكثر من ثلث مبيعات الشركة عالمياً. ويُذكر أن مرسيدس سجلت تراجعاً في الأرباح بنسبة 28% في عام 2024 لتصل إلى 11.4 مليار دولار، كما انخفضت الإيرادات بنسبة 4.5% إلى 145.6 مليار يورو، ما يعكس حجم التحديات التي تواجهها الشركة في ظل التحولات الجذرية التي يشهدها قطاع السيارات العالمي.