
السعودية.. جهود محمودة للنهوض بسوريا تنمويًا واقتصاديًا
الدكتورة تمارا حداد – الأكاديمية والباحثة السياسية الفلسطينية
سعت المملكة العربية السعودية إلى رفع المستوى الاقتصادي والاستثماري والتنموي في سوريا كخطوة محمودة ولافتة نحو تعزيز عودة سوريا إلى 'الحضن العربي' بعد سنوات من البعد، أبعدت سوريا عن وضعية النظام الدولي ما أدى إلى فرض العقوبات الاقتصادية على سوريا وعزلها عن المجتمع الدولي ومحيطها العربي.
لذلك تعمل السعودية من منطلق المسؤولية الإقليمية والدور الدولي الفاعل نحو إعادة دمج سوريا في النظام المالي الدولي، لا سيما بعدما أعلنت السعودية عن واجبها نحو تسديد متأخرات سوريا لدى مجموعة البنك الدولي التي تبلغ نحو 15 مليون دولار أمريكي، جاء هذا الإعلان خلال اجتماعات الربيع لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي عُقدت في واشنطن في أبريل ٢٠٢٥.
القرار جاء في الوقت الحساس والمعقد أمام محاولات سوريا لرفع العقوبات الاقتصادية ومحاولة تقديم حسن النوايا ضمن إرادة سياسية تريد أن تندمج ضمن البعد الدولي، حيث يأتي هذا القرار في أعقاب تغييرات سياسية كبيرة شهدتها سوريا في الأونة الأخيرة على جميع المستويات، حيث تسعى الحكومة الجديدة إلى إعادة بناء الاقتصاد السوري بعد أكثر من 14 عامًا من الحرب والعزلة الدولية.
خطوة السعودية جاءت في الوقت المناسب حول تسديد المتأخرات كخطوة حاسمة لتمكين سوريا من استئناف علاقتها مع البنك الدولي، مما يفتح الباب أمام الحصول على تمويلات ومساعدات دولية ضرورية لإعادة إعمار البلاد ودعم القطاعات الحيوية مثل الكهرباء والصحة والتعليم.
كما أن السعودية تعلن دعمها لسوريا كأول دعم مالي مباشر من المملكة لسوريا منذ سقوط النظام السابق، مما يعكس تحولًا في السياسة الإقليمية تجاه دمشق.
ولا شك أن هذه الخطوة المهمة من جانب السعودية تأتي ضمن تعزيز العلاقات السورية العربية ودعمها كبداية لمرحلة جديدة من التعاون الإقليمي والدولي، من جانبها، دعت المملكة المؤسسات المالية الدولية والإقليمية إلى استئناف وتوسيع أنشطتها التنموية في سوريا، في ظل التحديات الاقتصادية والإنسانية التي تواجهها البلاد.
كما أن هذا الدعم السعودي يأتي في السياق الصحيح لإعادة بناء سوريا تنمويًا واقتصاديًا حيث أن سوريا تتصف بموقع جيواستراتيجي، ولا شك أن إنجاح خطوة ومساعي السعودية بحاجة ماسة إلى إزالة العقبات التي تواجه سوريا حاليًا، مثل استمرار العقوبات الغربية وخاصة الأمريكية، التي تعرقل جهود إعادة الإعمار.
لذا فإن خطوة السعودية مهمة لتسديد المتاخرات لدى البنك الدولي، كما يظهر هذا التحرك رغبة الدول الخليجية في لعب دور محوري في إعادة إعمار سوريا وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المناطق السعودية
منذ 2 ساعات
- المناطق السعودية
البنك الإسلامي للتنمية يختتم اجتماعاته السنوية بتوقيع (70) اتفاقية بقيمة (5) مليارات دولار
المناطق_متابعات اختتمت أمس الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية لسنة 2025، المنعقدة بالجزائر العاصمة، بتوقيع أكثر من (70) اتفاقية بقيمة تقارب (5) مليارات دولار مع (26) دولة عضوًا وعدة مؤسسات إقليمية. وأوضح معالي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور محمد سليمان الجاسر, خلال المؤتمر الذي عقد في ختام الاجتماعات، أن الاتفاقيات تشمل قطاعات ذات أهمية كبيرة, مؤكدًا عزم البنك على تقديم حلول إنمائية ملموسة ذات أثر كبير. وشارك في الاجتماعات أكثر من (4) آلاف مشارك يمثلون (89) دولة و(70) مؤسسة، لتبادل وجهات النظر حول التحديات المشتركة وأولويات التنمية المستدامة في الدول الأعضاء، من خلال تنظيم العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى والجلسات النقاشية بمشاركة نخبة من رواد القطاع المالي في الدول الإسلامية. وشهدت الاجتماعات السنوية تطوير علاقات التعاون بين مجموعة البنك الإسلامي للتنمية والجزائر، وتم التوقيع على اتفاقية إطار إستراتيجية للتعاون للفترة الممتدة من (2025) إلى (2027) لدعم القطاعات المعززة للتنافسية والتنويع الاقتصادي وتطوير البنى التحتية ودعم القطاع الخاص. وشملت الاتفاقيات أربعة محاور تتمثل في تعزيز أدوات التمويل الإسلامي، والتخفيف من آثار التغير المناخي، وتمكين المرأة والشباب، وتطوير القدرات وبناء الكفاءات, إلى جانب توقيع عدد من المؤسسات المالية والهيئات الجزائرية اتفاقيات مع مؤسسات تابعة لمجموعة البنك على هامش انعقاد الاجتماعات السنوية, وتُجسد هذه الاتفاقيات رؤية مشتركة تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في الدول الأعضاء.


رواتب السعودية
منذ 2 ساعات
- رواتب السعودية
ترامب يهدد شركة
نشر في: 23 مايو، 2025 - بواسطة: خالد العلي ترامب يهدد شركة ..آبل 📱: يجب على آبل دفع رسوم بـ 25% على هواتف آيفون المصنعة خارج أميركا. يقول: تحدثت مع تيم كوك حول ذلك, إما تصنعون الايفون داخل أمريكا بدلاً من الهند أو أي مكان اخر أو تدفعو رسوم جمركية إضافية 25%. سهم ..آبل يتراجع بعد تصريح ترامب, قد يؤدي إنتاج هواتف آيفون في الولايات المتحدة إلى ارتفاع سعره إلى 3500 دولار وفق محللين! المصدر :عبد الله الخميس | منصة x


الوئام
منذ 3 ساعات
- الوئام
الذهب يقفز بأكثر من 2% بعد تهديد ترمب برسوم جمركية جديدة
ارتفعت أسعار الذهب، اليوم الجمعة، بأكثر من اثنين بالمئة مسجلة أفضل أداء أسبوعي في ستة أسابيع وسط إقبال على استثمارات الملاذ الآمن بعد تجدد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية وضعف الدولار. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 2.1 بالمئة إلى 3362.70 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 1756 بتوقيت جرينتش. وارتفع المعدن 5.1 بالمئة مسجلا أعلى مستوى له في أكثر من أسبوعين. وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 2.1 بالمئة إلى 3365.8 دولار. وقال تاي وونغ، وهو تاجر معادن مستقل 'ترمب كان نشطًا جدًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على الاتحاد الأوروبي بداية من أول يونيو وهجومه اللاذع على شركة أبل وجامعة هارفارد، أدى إلى تراجع حاد في أسعار الأسهم، وهو أمر إيجابي للذهب'. وأضاف 'تجدد المخاوف بشأن الرسوم الجمركية في يوم يشهد انخفاضًا في السيولة قبل عطلة نهاية أسبوع طويلة قد يضخم التحركات'. وانخفضت الأسهم العالمية بعد أن أوصى ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على واردات الاتحاد الأوروبي بداية من الأول من يونيو، وقال إن أبل ستدفع رسوما جمركية بنسبة 25 بالمئة على أجهزة آيفون التي تباع في الولايات المتحدة والمصنعة في الخارج. وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل عملات رئيسية 0.9 بالمئة، مما يجعل الذهب المقوم بالدولار أرخص بالنسبة لحائزي العملات الأجنبية. ووافق مجلس النواب الأمريكي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، على مشروع قانون شامل للضرائب والإنفاق أمس الخميس، بما يضمن تنفيذ معظم أجندة الرئيس دونالد ترامب ويضيف تريليونات الدولارات إلى الدين الحكومي. وعادة ما ينظر للذهب كملاذ آمن في أوقات الضبابية السياسية والمالية. وارتفع سعر البلاتين 1.2 بالمئة إلى 1094.05 دولار بعد أن سجل أعلى مستوى له منذ مايو 2023 في وقت سابق من الجلسة. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة في المعاملات الفورية 1.1 بالمئة إلى 33.44 دولار للأوقية، ونزل البلاديوم 1.6 بالمئة إلى 998.89 دولار، وسجل كلا المعدنين مكاسب أسبوعية.