logo
عبدالله أبو راس.. الشاعر الذي دوزن الأغنية الحديثة.. ورحل باكراً

عبدالله أبو راس.. الشاعر الذي دوزن الأغنية الحديثة.. ورحل باكراً

عكاظ١٤-٠٧-٢٠٢٥
حين تتأمل تحوّلات الأغنية الخليجية في العقدين الأخيرين، لا يمكنك المرور دون أن تتوقف طويلاً عند بصمة شاعرٍ شابٍ كتب بروحٍ أكبر من عمره، ونبضٍ يتقد كمن يكتب للمرة الأولى والأخيرة في كل نص. إنه عبدالله أبو راس، الشاعر الذي لم يكن ينسج القصائد بقدر ما كان ينفخ فيها الحياة، ثم يتركها تبحر على ألسنة الأصوات.
هو ليس شاعراً ظهر ثم اختفى، بل ركيزة جمالية في قلب الأغنية السعودية الحديثة؛ مَنحها لغتها الجديدة، وجعلها أقرب إلى الشارع، وأصدق في التعبير، وأكثر التصاقاً بالمزاج العاطفي لجيلٍ جديد.
عبدالله أبو راس، لم يكن تابعاً لمدرسة سابقة، بل صاغ مدرسته الخاصة. كتب عن الحب لا كمقامٍ عابر، بل كحالة مشروطة بالنضج والخذلان والفرح المؤقت. كتب للوطن، لا كواجب، بل كنداء داخلي. كتب للحبيبة، لا من برج عاجي، بل من نفس الرصيف.
رحل باكراً، لكن أعماله بقيت تتردّد في ذاكرة المستمع الخليجي والعربي: من «أيام السراب» التي غناها راشد الماجد، إلى «قالوا الحب أعمى» بصوت رابح صقر، إلى «أبشرك حنا بخير» لماجد المهندس، و«لبيه يا الحد الجنوبي»، و«سحرني حلاها»، التي تجلّت فيها لغته العاطفية المتوهجة.
وفي 2022، جاءه المرض كضيف ثقيل، لم يمهله طويلاً، فغادر بصمت موجع في ذروة عطائه. كان رحيله صدمة فنية مؤلمة، لا لأنه غادر، بل لأنه غادر باكراً، قبل أن تشبع الأغنية الخليجية من لغته، وقبل أن يكمل مشروعه الذي كان يتشكل بأناقة وتفرّد.
عبدالله أبو راس، لم يكن شاعر مرحلة، بل شاعر تحوّل. رحل جسداً، وبقي أثره يردّد: إن بعض الشعراء لا يطيلون البقاء... لأنهم كتبوا كل ما كان ينبغي أن يُقال.
أخبار ذات صلة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

يا «سيد البيد» تمهل.. فهناك من ما زال يحبك !
يا «سيد البيد» تمهل.. فهناك من ما زال يحبك !

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

يا «سيد البيد» تمهل.. فهناك من ما زال يحبك !

في تحية لسيد البيد نشر سمو وزير الثقافة -قبل سنوات قليلة- منشوراً جميلاً على صفحته في منصة إنستغرام، تحت عنوان (تحية لسيد البيد الشاعر السعودي محمد الثبيتي) مرفقاً بها مقطعاً بصوت الشاعر من قصيدة سيد البيد. لم يكن المنشور إلا تأكيداً على احتفاء الوزير ووزارته بالثقافة والمثقفين وفهمه لمكانة من هم بوزن الشاعر الكبير محمد الثبيتي، في تراثنا وثقافتنا العربية السعودية. لقد قال عنه الأديب والناقد السعودي سعيد السريحي: «لقد انتظرنا 1000 عام حتى جاء الشاعر محمد الثبيتي، وسننتظر 1000 عام أخرى لكي يظهر لدينا مثله». الثبيتي ليس صنيعة «الأيديولوجيا» ولا صنيعة الثقافات المستوردة، بل هو ابن ملامح شعر امرئ القيس، وزهير بن أبي سلمى، وطرفة بن العبد، وعمرو بن كلثوم، وجرير، وعمرو بن أبي ربيعة، والمتنبي وكل أجداده من شعراء الجزيرة العربية موطن هوازن وثقيف ووائل وأزد، وهذيل وبجيلة، وقريش، وكل قبائل العرب الأقحاح الذين صنعوا لغتهم العربية وثقافتها وشعرها على أعينهم. الثبيتي الذي نتمنى من سمو وزير الثقافة تكريمه في حفل ضخم يليق بأهم شعراء الجزيرة منذ ظهور الحداء على ظهور القوافل، مروراً بنبوغ الشعر بين يدي النابغة والأعشى وحتى اليوم، لم يكن مجرد شاعر مغرق في الرمزية، بل لأنه بالفعل نابغة هذا الزمان وشاعره. مشكلة المتنبي أنه وقع في (فخٍ عظيم)، دون قصد منه، بل بسبب الزمان الذي ظهر فيه، فالمتنمرون من مثقفي الأمصار المستعربين، استكثروه علينا، ولم يكونوا قادرين على استيعاب أن يكون شاعرنا الثبيتي بهذه العبقرية الشعرية وأن يكون سعودياً في الوقت نفسه، بدويٌ قادم من فيافي وبوادي الجزيرة العربية، في تهامة الحجاز وحواضر نجد، ونسوا عن عمد أنه ابن السلالة الشعرية أباً عن جد لا هم. والمأزق الثاني الذي أضر كثيراً بمتنبي عصرنا هو بغض الصحويين وفلولهم له، لأنه خرج عليهم وهم يتسيدون المشهد المجتمعي، فخشوا أن يهدم معبدهم الثقافي الذي يبنونه، والسردية الأممية التي يروجون لها، فبعض المحسوبين عليهم كانوا يبنون تراثاً ثقافياً وشعرياً مهتماً بقضايا عابرة مثل أفغانستان وكشمير وتورا بورا، فمن الصعوبة عليهم أن يروا سيد البيد الثبيتي يتسيد مشهد الشعر في مملكة العروبة وحاضنة تراثها العظيم. وما زلت أذكر تلك الليالي الموغلة في الاستئصال، التي يهاجمون فيها صالات الأمسيات الشعرية، يخطفون المايكرفونات من بين أيدي الشعراء والنقاد، ويخرجون من فيها إلى الشارع، وما زلت أتذكر كيف أن تحالفاً قام بينهم وبين مشرفين على صفحات ثقافية في بعض الصحف كانت هي الحاضن الكبير للكراهية وصناعة الكوابيس عن الثبيتي ورفقائه. ما أخشاه اليوم أن هناك من تلقف ترسبات الصحوة وقناعاتها عن الثبيتي، ويضادون أي مشروع لا يعرفونه أو لم يخرج من تحت عباءتهم، خاصة إذا كانوا يمتلكون منصات مؤثرة في العالم العربي، فالترويج لثقافتنا الناعمة ورموزها أهم من تصوراتنا الضيقة. محمد الثبيتي مشروع وطني، وقامة سعودية كبرى، لن تختصرها دردشات وترسبات تتفلت بقصد أو بدون قصد، فالثبيتي استخدم الرمزية بوعي شعري عميق، مستنداً إلى المكان والزمان الأسطوري، واللغة القرآنية، ومن منا لا يستخدم لغة القرآن في ليله ونهاره، وهي تكاد تُشكلنا، وتهيمن علينا لقوّتها وروعتها. الثبيتي لو كان قد نشأ بجوار الرصافة أو زيزفون دمشق أو جميزة بيروت لوضعه نقاد وشعراء الأمصار المستعربون على قائمة أعظم شعراء العربية، ولو قال قصيدة في كشمير لكان سيد الشعر عند صناع الكوابيس. أخبار ذات صلة

ليس كلُّ رجل خائناً.. ولا كل امرأة ضحية.. !
ليس كلُّ رجل خائناً.. ولا كل امرأة ضحية.. !

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

ليس كلُّ رجل خائناً.. ولا كل امرأة ضحية.. !

كتبت على صفحتها تقول بصوت واثق متناغم مع شخصيتها القوية: هذا رأيي فيكم أيها الرجال قاطبة لا أستثني منكم أحداً. قرأت ما كتبت على مكث وروية، ليكون ردي مقنعاً، فمن الصعب أن تُقنع أنثى تعتقد دائماً أنها على صواب. في عالم العلاقات الإنسانية تختلط التجارب وتتنوع الشخصيات، ولا يمكن تصنيف أنواع الرجال وتعميم هذه الصفات على كل ذكر يمشي على الأرض. تقول صاحبة التعميم الظالم بنبرة ساخرة وبحروف غاضبة، يَسِم الرجال بصفات سلبية منحازة لنون النسوة بامتياز تحدثت فيه عن 13 نوعاً من «الرجال» ووصفتهم جميعاً بطريقة ساخرة ولكن في جوهرها تنطوي على نظرة اختزالية وعامة وظالمة للرجل. تقول فيه راجل يحبك زي أمه، وراجل يأخذك بدل أمه! وفيه راجل يتنفس كذباً. وفيه اللي ما يصدق تعطي له قلبك حتى يبيعه بثمن بخس، وفيه اللي يجري وراء الستات وعيونه دائماً فارغة، وفيه النرجسي، وفيه اللي يمثل دور الضحية، وفيه الكذاب، وفيه راجل عدو لنجاحك. كل هذه الأوصاف وغيرها في جوهرها تنطوي على نظرة اختزالية وعامة وظالمة للرجل. لا أحد ينكر أن هناك نماذج سلبية ومؤذية في أي مجتمع، سواء بين الرجال أو النساء. لكن الخطورة تكمن حين يتحول النقد من تقويم السلوك الفردي إلى جلد جماعي، ومن تحليل الحالات إلى تصنيف كل جنس تحت عنوان ساخر أو هجومي. إن التعميم هو السلاح الأضعف والأخطر، وهو تعميم فج، يَنسف وجود ملايين الرجال الطيبين، المحترمين، الداعمين، الذين يقدرون المرأة ويحترمونها بكل محبة ووعي وإدراك، ويقدمون على عتباتها المقدسة كل فروض الطاعة وواجبات التقدير. العلاقات لا تبنى على اختزال الناس في أنماط جاهزة، بل تُبنى على الحوار، التفاهم، والتجربة الشخصية، والعشرة والمعاملة. حين ينتقد الرجل لأنه «ابن أمه»، أو المتحكم أو النرجسي أو الخائن والكذاب وأبو عين طويلة يهوى المعاكسة ومطاردة النساء.. ماذا عن النظير الأنثوي؟ هل لا توجد امرأة تعتمد على والدتها في كل قرار؟ هل لا توجد نساء يتحكمن في الشريك باسم الغيرة أو الحب؟ هل الخيانة فعل فردي يفعله الرجل وترفضه الأنثى؛ التي تستخدم كل أسلحة حواء حتى يقع الرجل في حبائلها ثم تربطه بحبل ليدور في فلكها ثم تمارس عليه كل أنواع ساديتها؟ وهل النرجسية أو الأنانية صفات رجالية فقط؟ بالطبع لا، فهذه سمات إنسانية، لا حكر لجنس دون آخر. والعدل يبدأ من توزيع المسؤولية بعدل، لا عبر قوالب هجومية. النص صيغ بلغة ساخرة، لكنه يحمل بين طياته سمّاً ناعماً من التحقير والتقليل من شأن الرجل ككائن عاطفي وشريك حياة. كل وصف تقريباً ينتهي إلى فكرة أن الرجل إما هو عبء، أو متخلف، أو مستنزِف، أو خطر، أو غير ناضج. وكأن المرأة دوماً الضحية والرجل دوماً الجلاد، مع أن الواقع أعقد من ذلك بكثير. فلنقلب الطاولة.. لو كُتبت مقالا بعنوان «أنواع الستات» وتم فيه حصر 13 نوعاً من السلبيات مثل الست الغيورة، المتصنعة، الكذابة، الأنانية، الناقدة، المتشائمة، الدرامية، الخائنة، والدلوعة... إلخ.. لقامت الدنيا ولم تقعد. المشكلة ليست في السخرية، بل في التحامل الذي روجت له ورقتها على أنه وعي أو تحذير نسوي، في حين أنه يُكرس مشاعر الرفض والكراهية والصراع بين الجنسين بدلاً من خلق بيئة تفاهم ونمو. إن العلاقة بين الرجل والمرأة شراكة إنسانية سامية، أياً كانت العلاقة، لا مجال فيها للخصام العامي أو الهجوم الساخر أو الحكم المطلق. الرجل لا يحتاج إلى أن يكون «كاملاً» بلا أخطاء، والمرأة لا تحتاج أن تكون «ضحية دائمة» تنتظر فارساً يفهمها من أول نظرة. نحتاج في حياتنا إلى الحكمة والنضج العاطفي، وليس لتربية أجيال من البنات يعتقدن أن كل الرجال «طاقة سلبية»، أو أولاد يعتقدون أن المرأة شيطان. فلنوجه طاقتنا نحو احترام المرأة وتقديرها والعكس، وبناء علاقات قائمة على الحوار لا التحكم، ورفض العلاقات المؤذية سواء صدرت من رجل أو امرأة. في زمنٍ نحتاج فيه إلى تجسير الفجوة بين الرجل والمرأة لبناء مجتمعات متوازنة، فإن مثل هذه الآراء، رغم طرافتها الشكلية، تساهم في تعميق الانقسام والتخندق العاطفي. ليس كل الرجال «أنواعاً سيئة»، كما أنه ليس كل النساء «ملائكة مضطهدات» نحن بشر، فينا الطيب والخبيث، الواعي والساذج، الناضج والطفل. فلنُعِد النظر على الوعي لا السخرية، وعلى حب يُبنى لا كراهية تُروّج. أخبار ذات صلة

مكتبة الملك عبدالعزيز تشارك في "كتاب المدينة" وتعرض تراث المملكة وحِرَفها اليدوية
مكتبة الملك عبدالعزيز تشارك في "كتاب المدينة" وتعرض تراث المملكة وحِرَفها اليدوية

صحيفة سبق

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة سبق

مكتبة الملك عبدالعزيز تشارك في "كتاب المدينة" وتعرض تراث المملكة وحِرَفها اليدوية

تشارك مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في فعاليات النسخة الرابعة من معرض المدينة المنورة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة خلال الفترة من 29 يوليو حتى 4 أغسطس المقبل، من خلال جناح يضم إصدارات حديثة وبرامج معرفية تسلط الضوء على التراث الوطني والإبداع الثقافي، بما يعكس حضور المكتبة كمؤسسة معرفية بارزة في المشهد الثقافي السعودي. وتعرض المكتبة مجموعة من الكتب العلمية والفنية والأدبية الحديثة، من أبرزها: "الخط العربي على النقود الإسلامية"، "المسكوكات الإسلامية"، "القهوة السعودية"، "الكمأة في التاريخ والطب"، "الحكايات الشعبية"، "كأس الشوكران"، "سقوط البرية"، "صناعة السدو"، و"سعادة الإنسان مع الخيل"، إلى جانب كتاب توثيقي عن تاريخ العلاقات التجارية بين الصين والجزيرة العربية. كما يضم الجناح بعداً بصرياً وثقافياً من خلال عرض صور نادرة توثق الحِرَف اليدوية في مناطق المملكة، في إطار تفعيل "عام الحِرَف اليدوية 2025" الذي أطلقته وزارة الثقافة، وذلك لإبراز التنوع التراثي وتعزيز قيمة الحِرَف كمكون من مكونات الهوية الوطنية. وفي ركن مخصص للأطفال، تقدم المكتبة باقة من القصص التربوية والأنشطة التفاعلية الموجهة لمختلف الفئات العمرية، من بينها: "مذكرات فصيل"، "قعود" (باللغتين العربية والإنجليزية)، و"العرضة السعودية للأطفال"، ضمن رؤية تسعى لترسيخ القيم الثقافية والتاريخية لدى النشء بلغة مبسطة وممتعة. وتأتي هذه المشاركة ضمن جهود مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لتعزيز الثقافة السعودية، وإبراز التراث العربي والإسلامي من خلال منصات المعرفة الكبرى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store