
رائحة النجاح.. كيف تحولت شقة متواضعة إلى مركز عالمي لتجارة التوابل؟
حين تذوّق إيثان فريش لأول مرة الكمون البري المقطوف يدويا من جبال أفغانستان عام 2012، اكتشف عالما جديدا من النكهات لم يعرفه من قبل.
فريش، الطاهي السابق في مطاعم حائزة على نجمة ميشلان في نيويورك، كان يعمل آنذاك منسقا لبرامج البنية التحتية لدى شبكة الآغا خان للتنمية، متنقلا بين القرى النائية في أفغانستان، وعلى الرغم من خبرته السابقة بالمطابخ العالمية، إلا أن جودة التوابل التي صادفها في الأسواق الشعبية والمطاعم البسيطة فاقت توقعاته.
يقول فريش (38 عاما): "ظننت أنني ملم بعالم التوابل، حتى أدركت أن هناك نكهات رائعة لم تصل قط إلى الأسواق الأمريكية".
هذه التجربة ألهمت فريش وصديقه أوري زوهار (39 عاما) لتأسيس شركة "برلاب آند باريل"، المتخصصة في بيع التوابل مباشرة من صغار المزارعين حول العالم، وفقا لموقع cnbc.
أطلق الصديقان شركتهما عام 2016 برأسمال مشترك قدره 40 ألف دولار؛ فريش أنفق مدخراته بالكامل، وزوهار ضخ أمواله من مشروع تقني عقاري كان قد أغلقه.
بفضل نموذج الأعمال القائم على الشراء المباشر من المزارعين دون وسطاء، تمكنت "برلاب آند باريل" من تحقيق أرباح منذ بدايتها.
وقفزت إيرادات الشركة السنوية من 100 ألف دولار إلى ما يقرب من 8 ملايين دولار في عام 2024.
من خلال شبكاته التي أسسها خلال عمله في التنمية الدولية، بنى فريش شبكة موردين في بلدان متنوعة مثل غواتيمالا وزنجبار، ما مكن الشركة من تقديم أسعار عادلة للمزارعين تصل إلى أكثر من عشرة أضعاف الأسعار التقليدية.
شقته متواضعة
لتقليص النفقات، حوّل فريش شقته في كوينز إلى مستودع رسمي مسجل لدى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بميزانية محدودة، اشترى رفوفًا من "إيكيا" وقسّم غرفة المعيشة إلى مناطق للتخزين والتعبئة والشحن.
يقول زوهار: "كانت رائحة التوابل تعلق بملابسي لدرجة أنني كنت أضطر لغسلها فورًا بعد مغادرة الشقة".
لم يتقاضَ المؤسسان أي رواتب حتى عام 2018؛ إذ عاش فريش على إعانات البطالة والوجبات البسيطة حتى بدأت الشركة بتحقيق مبيعات مستقرة، ما سمح لهما بالحصول على أجور بالحد الأدنى ثم زيادتها لاحقا.
الجائحة تقلب الموازين
مع تفشي جائحة كوفيد-19، خشيا من خسارة عملائهما الأساسيين من المطاعم، إلا أن الطهاة المنزليين أنقذوا الموقف، حيث ارتفعت مبيعات عبوات التوابل الفاخرة عبر الإنترنت. ساعدت مراجعة نشرتها مجلة بون أبيتيت في فبراير 2020 في تعزيز شهرة الشركة.
في عام 2020، بلغت مبيعات "برلاب آند باريل" نحو 3 ملايين دولار، وانتقلت عمليات التعبئة والشحن لاحقا إلى مستودعات في لاس فيغاس وهاجرزتاون بولاية ماريلاند.
شراكات مؤثرة وظهور تلفزيوني
نجحت الشركة في عقد شراكات مع شخصيات بارزة مثل مارثا ستيوارت ومارك ميرفي، وظهرت منتجاتها ضمن أحداث المسلسل الشهير "ذا بير"، إلى جانب ظهور لافت في برنامج "شارك تانك" الذي ضاعف من عدد زوار موقعها الإلكتروني فور عرض الحلقة.
تحديات على الطريق
رغم النمو السريع، تواجه "برلاب آند باريل" تحديات، أبرزها ارتفاع أسعار منتجاتها مقارنة بالتوابل المتوفرة في المتاجر الكبرى. فمثلًا، تباع عبوة قرفة تزن 1.8 أونصة مقابل 9.99 دولارات، مقارنة بمنتجات أرخص من علامات تجارية أخرى.
للتوسع، تطلق الشركة نحو 50 منتجا جديدا سنويا، شملت مؤخرا خطوطا جديدة من السكر والعسل، بالتعاون مع معهد جين غودال.
مخاطر الرسوم الجمركية
تفرض الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحديا إضافيا، مع إمكانية فرض رسوم تصل إلى 46% على الواردات من بعض الدول، ما قد يؤثر على أسعار التوابل المستوردة.
في ظل هذه الأوضاع، خفضت الشركة توقعاتها لنمو الإيرادات هذا العام، واضعة هدفها الأساسي عند الحفاظ على مستويات العام الماضي.
مستقبل واعد رغم التحديات
ورغم هذه العوائق، يظل المؤسسان متفائلين بمستقبل الشركة، خصوصا مع توقع ارتفاع الإقبال على الطهي المنزلي نتيجة التغيرات الاقتصادية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى مصر
منذ 5 ساعات
- صدى مصر
'مصر وصندوق النقد الدولي: رحلة إصلاح بين التحديات والآمال'
'مصر وصندوق النقد الدولي: رحلة إصلاح بين التحديات والآمال' بقلم : حماده عبد الجليل خشبه في إحدى أمسيات ربيع 2025، جلس عم حسن، الرجل الستيني البسيط، على مقهى صغير في حي شعبي بالقاهرة، يحتسي ،حلوه يحتسي دى ، يشرب كوب الشاي ويتحدث مع جيرانه عن الأسعار، والدعم، والدولار. كان حديثه كغيره من ملايين المصريين الذين يشعرون بتأثير الإصلاحات الاقتصادية على حياتهم اليومية. لكن ما لا يعرفه عم حسن بتفاصيله، أن بلاده تسير في مسار اقتصادي دقيق ومعقد، تحاول فيه الدولة التوازن بين متطلبات صندوق النقد الدولي واحتياجات المواطن البسيط. منذ عام 2016، دخلت مصر في اتفاقيات متتالية مع صندوق النقد الدولي، للحصول على قروض تدعم الاقتصاد، مقابل التزامها بإصلاحات هيكلية شاملة، شملت تحرير سعر الصرف، وتخفيض الدعم تدريجيًا عن الوقود والكهرباء، وتوسيع دور القطاع الخاص. لكن الجديد هذه المرة، أن الحكومة المصرية، على لسان رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أعلنت أن البرنامج الحالي مع الصندوق سينتهي في 2026، وأن مصر لن تدخل في برنامج جديد بعده. 'الإصلاحات أصبحت مصرية خالصة'، هكذا صرّح مدبولي، مؤكدًا أن الدولة تمضي في طريقها بخطى واثقة، دون إملاءات من الخارج. ورغم هذا الإعلان الطموح، فإن التعاون مع الصندوق لا يزال قائمًا، حيث حصلت مصر على شريحة جديدة من قرض موسّع بقيمة 1.2 مليار دولار في مارس 2025، في إطار برنامج إجمالي وصل إلى 8 مليارات دولار بعد التوسع الأخير. الحكومة تعمل على تنفيذ المراجعات الدورية، والالتزام بمعايير الشفافية، وخفض العجز، وتشجيع الاستثمار. لكن، ماذا عن المواطن؟ أحمد، موظف في إحدى الشركات، يقول إن الأسعار تزداد، والدخل لا يكفي، وإنه يخشى من كل 'إصلاح' جديد. أما منى، وهي معلمة في مدرسة حكومية، فترى أن الدولة تفعل ما بوسعها، لكن النتائج بطيئة، والمواطن البسيط يدفع الثمن الآن على أمل أن تتحسن الأحوال لاحقًا. لا يمكن إنكار أن الإصلاحات بدأت تؤتي ثمارها على المستوى الكلي: تراجع العجز التجاري، تحسُّن الاحتياطي النقدي، جذب استثمارات ضخمة مثل صفقة تطوير 'رأس الحكمة' مع الإمارات بـ35 مليار دولار. وغيرها ، لكن الحقيقة أن المواطن في الشارع لا يشعر بهذه الأرقام، بل يشعر فقط بفاتورة الكهرباء، وأسعار السلع، وقيمة الجنيه أمام الدولار. هنا، يبرز التحدي الحقيقي: كيف تحقق الدولة الإصلاح دون أن تُرهق المواطن؟ كيف تبني اقتصادًا قويًا ومستقرًا دون أن ينهار الحلم تحت ضغط الاحتياجات اليومية؟ تظل مصر في مرحلة انتقالية حساسة، تسعى فيها للخروج من عباءة الصندوق، وبناء اقتصاد مرن ومستقل. لكن نجاح هذا المسار لن يُقاس فقط بالأرقام، بل بما يشعر به عم حسن وهو يشرب شايه، وبما تقرأه منى في عيون طلابها. ملحوظة : جميع الاسماء الموجوده هى من وحى خيال الكاتب حفظ الله مصر وشعبها وقائدها تحيا مصر أن شاء الله رغم كيد الكائدين


الاتحاد
منذ 5 ساعات
- الاتحاد
تحدي «فك الارتباط»
حُزم ملابس داخل مصنع في مدنية قوانغتشو الصينية تنتظر الشحن إلى الفلبين التي أصبحت من أكثر البلدان استقطاباً للشركات الصينية. ففي مدينة «هو تشي منه» الفيتنامية باتت العديد من الشركات الصينية تعمل بكامل طاقتها، حيث يقوم آلاف العمال بتعبئة مستحضرات التجميل والملابس والأحذية لصالح شركة «شي إن» الصينية للأزياء، وعند المدخل يجري مسؤولو التوظيف مقابلات مع مرشحين لشغل مئات الوظائف الأخرى. وفي مجمع صناعي آخر لشركة «علي بابا»، كانت الشاحنات تدخل وتخرج بوتيرة ثابتة. هذا النوع من الإنتاج الصناعي والاستثمار الممول وفّر فرص عمل واسعة في فيتنام، وجعل منها وجهةً مزدهرةً للشركات العالمية الباحثة عن بدائل للمصانع الصينية. لكن مع حرب الرسوم الجمركية الجديدة، والتي تعيد تشكيل سلاسل التوريد، بدأت الاستثمارات الصينية تتحول إلى عقبة على طريق الصادرات الفيتنامية إلى السوق الأميركية. وتعد فيتنام أحد أبرز المستفيدين من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى، حيث ارتفع فائضُها التجاري مع الولايات المتحدة من 38.3 مليار دولار عام 2017 إلى 123.5 مليار دولار عام 2024. وفي قرارها الأخير القاضي برفع الرسوم الجمركية على الواردات، استثنت الإدارة الأميركية فيتنام بينما فرضت رسوماً عالية على البضائع الصينية. لذلك تريد إدارة ترامب من فيتنام منع قيام الشركات بإعادة توجيه السلع الصينية من فيتنام تجنباً للرسوم الجمركية، أي مراقبة أنشطة «إعادة التصدير». وبهذا يكون التحدي بالنسبة لفيتنام هو إثبات أن السلع التي تصدّرها إلى الولايات المتحدة قد صُنعت فعلًا في فيتنام وليس في الصين. لكن هل تستطيع فيتنام فك ارتباطها التجاري الواسع بالصين؟! (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)


الاتحاد
منذ 5 ساعات
- الاتحاد
حمدان بن محمد يلتقي أكثر من 100 من منتسبي الخدمة الوطنية والاحتياطية المتميزين في برنامج النخبة
أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، أن إعداد جيل إماراتي يمتلك أدوات المستقبل، ويجيد توظيفها في خدمة الوطن يُمثل ركيزة أساسية في استراتيجية دولتنا لبناء اقتصاد معرفي مستدام، محملين بالعلم والمعرفة، والقدرة على تحويل الأفكار إلى إنجازات مؤثرة تخدم المجتمع وتعزز مكانة الدولة إقليمياً وعالمياً. وقال «قيادتنا الرشيدة تُراهن على العقول قبل الموارد، وتؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو الخيار الاستراتيجي الأكثر استدامة وتأثيراً. وما نراه اليوم من ابتكارات وطنية ضمن مختلف القطاعات، يثبت أن أبناء الإمارات قادرون ليس فقط على مواكبة التحولات العالمية في مجالات التكنولوجيا، بل على قيادتها وصياغة مستقبلها». جاء ذلك خلال لقاء سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بأكثر من 100 منتسب من الخدمة الوطنية والاحتياطية ضمن برنامج «النخبة»، الذي نظمته هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية تحت رعاية وحضور اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون آل نهيان، نائب رئيس أركان القوات المسلحة، بالتعاون مع مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، ومؤسسة دبي للمستقبل، وجامعة خليفة لخلق نموذج متقدم يعزز اقتصاد مبني على المعرفة وبناء المواهب المتميزة القادرة على الابتكار والقيادة في عالم سريع التحول. حضر اللقاء، الذي جرى في أبراج الإمارات، معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، واللواء الركن راشد محمد الشامسي، قائد القوات الجوية، وخلفان بالهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، والدكتور إبراهيم سعيد الحجري، رئيس جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، وعدد من كبار ضباط وزارة الدفاع. مشاريع مميزة واطلع ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، خلال اللقاء، على عدد من المشاريع المميزة تم تطويرها من قبل الكوادر الوطنية المتميزة ضمن قطاعات الطيران، والروبوتات الذكية، وعلوم البيانات، والبلوك تشين، والتكنولوجيا الحيوية، وتكنولوجيا المياه المتقدمة، بالإضافة إلى الاتصالات والمعلومات والطاقة النووية والفضاء بعد تدريبهم بشكل مكثف ضمن برنامج استمر عدة أشهر في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والمستدامة ليعكس التزام دولة الإمارات بتأهيل الكفاءات الوطنية في مجالات التكنولوجيا حيث تم تزويدهم بالمعارف الأساسية والمهارات العملية اللازمة للتعامل مع فرص وتحديات المستقبل. كما استمع سموه من المنتسبين إلى شرح حول بعض نماذج مشاريع التخرج التي تم تطويرها بأياد وطنية، ومنها مشروع تطوير نظام تبريد فعال للبيوت الزراعية المحمية ومشروع استكشاف مادة النانوكيتين والألياف الطبيعية المستخلصة من المخلفات الحيوية، البحرية والغذائية والزراعية، لإنتاج مادة مقاومة للحرائق ومشروع تطوير تقنية توجيه الأقمار الاصطناعية في الفضاء، ومشروع صارم، الذي طور روبوت يتحرك فوق الأسطح الوعرة في الصحراء ومشروع النظام البحري «إي مابس»، وهو نظام ذكي لمراقبة وتتبع حركة الملاحة على سواحل الدولة ورصد أي تحركات مشبوهة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومشروع جهاز التنفس الصناعي «إم 061»، بناء جهاز تنفس اصطناعي يعزز المخزون المحلي لأجهزة التنفس خلال جائحة كوفيد- 19. وطوّر المنتسبون، خلال برنامج النخبة، مهاراتهم البرمجية ومهاراتهم في البحث ودراسة جدوى المشاريع الهندسية، وتصميم وتصنيع أجهزة كهروميكانيكية وإعداد مخططات هندسية لتصميم أجهزة تقنية وتطوير أنظمة ذكية للرصد والتحكم، وإجراء اختبارات هندسية للأنظمة، ومهارات القيادة والعمل الجماعي والخطاب وإعداد العروض التقديمية وتحفيز التفكير النقدي والبحث العلمي وتطبيق المعارف النظرية في مشاريع عملية. ومنذ تأسيسه في عام 2019، خرج برنامج النخبة أكثر من 200 مجند متميز ضمن 14 دفعة مختلفة بعد عملية اختيار دقيقة ومكثفة لاختيار نخبة من الكفاءات التقنية الخبيرة في المجالات التكنولوجية للانضمام للبرنامج، وتم توظيف كافة المنتسبين بعد الأشهر الأولى من تخرجهم من البرنامج بنسبة 100% ما يبرز الأهمية الاستراتيجية لمثل هذه الشراكات الوطنية في إعداد جيل شاب متمكن من استخدام أدوات المستقبل والتقنيات الحديثة، وتمكينهم من المساهمة الفاعلة في تعزيز تنافسية الدولة وريادتها في القطاعات الحيوية.