
اقتصادات المنطقة تستعد لمواجهة رسوم ترامب وسط تقلبات النفط
الغد-يوسف محمد ضمرة
تستعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمواجهة تأثير الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة، رغم أن التقديرات تشير إلى أن المخاطر المباشرة ستكون محدودة، في حين تبقى المخاوف قائمة بشأن تراجع الطلب على النفط وانخفاض أسعاره، إضافة إلى مكامن الضعف لدى بعض الاقتصادات الصغيرة، بحسب تقرير حديث لمعهد التمويل الدولي (IIF).
ورغم استثناء صادرات النفط والغاز والمنتجات البترولية - التي تشكل نحو 65 % من صادرات المنطقة - من الرسوم الجديدة، إلا أن التأثيرات غير المباشرة الناجمة عن تباطؤ النمو العالمي يتوقع أن تلقي بظلالها على الاقتصادات الإقليمية. ويؤكد تحليل المعهد أن محدودية انكشاف التجارة الإقليمية المباشرة مع الولايات المتحدة ستخفف من الضربة الأولية، غير أن التأثيرات الثانوية عبر أسواق النفط والديناميكيات التجارية العالمية تظل قائمة.
وتمثل صادرات المنطقة إلى الولايات المتحدة نحو 4 % فقط من إجمالي صادراتها للعام الماضي، مما يعكس انخفاض درجة اندماجها في التجارة العالمية. وباستثناء الأردن، لا تتجاوز صادرات معظم الدول إلى الولايات المتحدة نسبة 7 % من إجمالي صادراتها. ويبرز الأردن باعتباره الاستثناء، إذ تتجه %26.1 من صادراته إلى السوق الأميركية، بما يعادل 5.6 % من الناتج المحلي الإجمالي.
التدفقات التجارية والرسوم.. الأردن في عين العاصفة
يحمل القرار الأميركي بفرض "تعريفة أساسية" بنسبة 10 % على صادرات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى رسوم بنسبة 25 % على الصلب والألمنيوم، تأثيرات متفاوتة عبر دول المنطقة. ويعد الأردن، البحرين وتونس من بين الدول الأكثر تعرضا. ويعتمد الأردن بشكل كبير على صادرات الحلي، الملابس والبوتاس إلى الولايات المتحدة، ما يجعله عرضة لفقدان تنافسيته ما لم يتمكن من تنويع أسواقه.
وفيما يأتي، نظرة على بنية الرسوم التجارية وحجم الانكشاف التجاري لدول المنطقة:
ديناميكيات الطلب على النفط وأسعاره
بحسب تقرير المعهد، كان من المتوقع أن يتباطأ النمو الاقتصادي العالمي من %3.1 العام الماضي، إلى حوالي 2.5 % العام الحالي. ومع وفرة الإمدادات النفطية، فإن انخفاض الطلب سيؤدي إلى تراجع أسعار النفط. ويتوقع أن ينخفض متوسط سعر خام برنت من 81 دولارا للبرميل العام الماضي، إلى 64 دولارا العام الحالي، وقد ينخفض إلى أقل من 60 دولارا، إذا تصاعدت التوترات التجارية أو تم التوصل إلى اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران.
وسيؤدي ذلك إلى الضغط على إيرادات النفط وزيادة العجوزات المالية في دول مثل السعودية، الجزائر، العراق والبحرين. إلا أن معظم المنتجين الكبار يتمتعون بمستوى مريحا من الاحتياطيات النقدية والسياسات الإصلاحية، مما يحسن قدرتهم على الصمود.
آفاق اقتصادية متباينة
يبرز التقرير مسارات نمو مختلفة بين مصدري النفط. فمن المتوقع أن يصل نمو الناتج المحلي الإجمالي لدول مجلس التعاون الخليجي إلى
3.1 % العام الحالي، مع نمو متواضع في القطاعات غير النفطية بفعل تقليص الإنفاق.
التوقعات: التكيف واليقظة
خلص تقرير معهد التمويل الدولي إلى أن اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - سواء المصدرة أو المستوردة للنفط - ستحتاج إلى التكيف مع بيئة تجارية عالمية متغيرة. وبينما عززت الفوائض المالية والإصلاحات قدرة العديد من دول الخليج على الصمود، فإن دولا مثل الأردن ولبنان تظل أكثر عرضة للصدمات الخارجية، وتقلبات العملة، وتباطؤ التجارة العالمية.
ومع انحسار توقعات أسعار النفط وتباطؤ النمو العالمي نتيجة الاحتكاكات التجارية، قد تعتمد الأوضاع الاقتصادية في المنطقة على مدى مرونتها في سياسات التجارة، واستمرار جهود التنويع الاقتصادي، والتنسيق الإقليمي لمواجهة الضغوطات الخارجية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صراحة نيوز
منذ 2 ساعات
- صراحة نيوز
ترجيح تخفيض أسعار البنزين والديزل الشهر المقبل
صراحة نيوز ـ رجح الخبير في الشأن النفطي هاشم عقل، تخفيض أسعار المحروقات محليا في تسعيرة الشهر المقبل . وتوقع عقل في بيان وصل أخبار حياة، تخفيض سعر لتر البنزين أوكتان 90 بمقدار 5 فلسات وتخفيض سعر لتر البنزين أوكتان 95 بمقدار 5 فلسات.. كما توثع تخفيض سعر مادة الديزل بمقدار 15 فلسا بنسبة 2.2%. ويشار إلى أن أسعار البنزين بنوعيه عالميا، شهدت انخفاضاً طفيفاً في الأسبوع الثالث من شهر أيار الحالي مقارنة مع أسعارها في الأسبوع الثاني، وفق النشرة الصادرة عن وزارة الطاقة والثروة المعدنية. وبلغ معدل سعر البنزين (أوكتان (95) حوالي 655 دولاراً للطن مقارنة مع 657 دولارًا وبنسبة انخفاض بلغت 0.3%، كما بلغ معدل سعر البنزين (أوكتان (90) حوالي 639 دولارا للطن مقارنة مع 641 دولاراً وبنسبة انخفاض بلغت 0.3%. بالمقابل ارتفعت أسعار الديزل والكاز ارتفاعاً طفيفاً في الأسبوع الثالث من شهر أيار الحالي مقارنة مع أسعارها في الأسبوع الثاني، حيث بلغ معدل سعر الديزل حوالي 574 دولاراً للطن مقارنة مع 572 دولارا وبنسبة ارتفاع بلغت 0.4%، كما بلغ معدل سعر الكاز حوالي 603 دولارات للطن مقارنة مع 602 دولارًا وبنسبة ارتفاع بلغت 0.1%. أما خام برنت، فقد استقر معدل سعره في الأسبوع الثالث عند معدل سعره في الأسبوع الثاني والذي بلغ حوالي 65 دولارا للبرميل

عمون
منذ 16 ساعات
- عمون
الذهب يصعد بأكثر من 2% بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جديدة
عمون - ارتفعت أسعار الذهب، الجمعة، بأكثر من 2% مسجلة أفضل أداء أسبوعي في ستة أسابيع وسط إقبال على استثمارات الملاذ الآمن بعد تجدد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية وضعف الدولار. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 2.1% إلى 3362.70 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 17:56 بتوقيت غرينتش. وارتفع المعدن 5.1% مسجلا أعلى مستوى له في أكثر من أسبوعين. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 2.1% إلى 3365.8 دولارا.

الدستور
منذ 17 ساعات
- الدستور
«الطاقة»: انخفاض أسعار البنزين وارتفاع الديزل والكاز عالميًا
عمان انخفضت أسعار البنزين بنوعيه وارتفعت أسعار الديزل والكاز في الأسواق العالمية خلال الأسبوع الثالث من أيار الحالي مقارنة مع أسعارها في الأسبوع الثاني من ذات الشهر , بحسب النشرة الأسبوعية لوزارة الطاقة والثروة المعدنية.ووفقا للنشرة، انخفض معدل سعر البنزين أوكتان 95 من 657 دولارا للطن إلى 655 دولارا بنسبة 0.3 بالمئة، وأوكتان 90 من 641 دولارا الى 639 دولارا، بنسبة 0.3 بالمئة.وارتفع الديزل من 572 دولارا إلى 574 دولارا بنسبة 0.4 بالمئة، والكاز من 602 دولار إلى 603 دولارات بنسبة 0.1 بالمئة.وارتفع معدل سعر زيت الوقود من 419 دولارا إلى 433 دولارا للطن، بنسبة 3 بالمئة.وبلغ معدل سعر الغاز البترولي المسال في شهر أيار الحالي 595 دولارا للطن مقارنة مع 608 دولارات للطن في نيسان الماضي، بنسبة انخفاض بلغت 2 بالمئة.واستقر معدل خام برنت عند 65 دولارا للبرميل .