
"تخصيب اليورانيوم" نقطة فاصلة في المفاوضات الأميركية الإيرانية
اختتمت إيران والولايات المتحدة جولة خامسة من المحادثات النووية في روما، الجمعة، وسط شكوك متزايدة في طهران بشأن فرص التوصل إلى اتفاق، في ظل تشدد واشنطن في موقفها بشأن تخصيب اليورانيوم.
وقال دبلوماسيون أميركيون في تصريحات لشبكة NBC، إن التوصل إلى اتفاق ملموس قبل الصيف سيكون "مستحيلاً من الناحية الفنية"، نظراً لتعقيدات الاتفاق.
في غضون ذلك، صرّح مسؤول إيراني كبير مشارك في المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، بأنه إذا تخلّت واشنطن عن مطلبها بـ"عدم التخصيب"، فسيكون التوصل إلى اتفاق سياسي ممكناً.
وكان وزير الخارجية العماني والوسيط في المحادثات بدر البوسعيدي، قال في ختام اجتماع الجمعة، إن إيران والولايات المتحدة أحرزتا "تقدماً طفيفاً، وإن لم يكن حاسماً"، الجمعة، في الجولة الخامسة من المفاوضات في روما بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي يشهد تقدماً سريعاً.
وأشارت تصريحات البوسعيدي، إلى أن المفاوضات بين الجانبين ستستمر حتى مع مواجهة المحادثات لأصعب تحدٍّ لها، في محاولة لإيجاد حل وسط بين المطالب الأمريكية بوقف إيران لتخصيب اليورانيوم، وإصرار طهران على استمرار برنامجها.
وكتب البوسعيدي على منصة "إكس": "اختُتمت (الجمعة) الجولة الخامسة من المحادثات الإيرانية الأميركية في روما بإحراز تقدم طفيف، وإن لم يكن حاسماً".
وأضاف: "نأمل في توضيح القضايا المتبقية في الأيام المقبلة، بما يسمح لنا بالمضي قدماً نحو الهدف المشترك المتمثل في التوصل إلى اتفاق مستدام ومشرف".
في المقابل قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بعد المحادثات، للتلفزيون الرسمي الإيراني، إن البوسعيدي قدم أفكاراً سيتم نقلها إلى عاصمتي البلدين "دون فرض أي التزامات على أي من الجانبين".
محادثات بناءة معقدة
وأضاف عراقجي أن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة "معقدة للغاية"، "بحيث لا يمكن حلها في اجتماعين أو ثلاثة اجتماعات". ومع ذلك، قال عراقجي في مقابلة تلفزيونية مع قناة IRIB الإيرانية، إن الوفدين الإيراني والأميركي "أكملا واحدة من أكثر جولات المفاوضات احترافية".
وقال مسؤول كبير في إدارة ترمب لشبكة CNN، إن هناك حاجة إلى مزيد من المحادثات، واتفق الجانبان على الاجتماع "في المستقبل القريب".
وأضاف المسؤول: "لا تزال المحادثات بناءة، لقد أحرزنا مزيداً من التقدم، لكن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به". وقال الجانب الأميركي، إن المناقشات، التي حضرها مبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، استمرت لأكثر من ساعتين.
وأعلن إسماعيل بقائي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في وقت متأخر من الجمعة، موافقة طهران على مقترح عُمان بعقد جولة أخرى من المحادثات الإيرانية الأميركية.
وأكد قائلاً إن "فريق التفاوض عازمٌ وثابتٌ على السعي لتحقيق حقوق الشعب الإيراني ومصالحه العليا في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية، بما في ذلك التخصيب، ورفع العقوبات الجائرة، ولن يدخر جهداً أو مبادرةً في هذا الصدد".
كما أكد مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، في مقابلة مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية، نُشرت الجمعة: "يتحدث المسؤولون الأميركيون بشكل متناقض حول القضية النووية. على سبيل المثال، قبل شهر ونصف، سأل ويتكوف عما إذا كنا سنوافق على تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67%. ثم غيّر موقفه فجأة. وفي مقابلة أخرى، قال إن الولايات المتحدة لا توافق على أي تخصيب، حتى لو كان بنسبة 1%.
تخصيب اليورانيوم
وطالبت إدارة ترمب إيران، بوقف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم، والتي يقول ويتكوف إنها "تُمكّن من التسلح". يمكن استخدام اليورانيوم، وهو وقود نووي رئيسي، في صنع قنبلة إذا تم تخصيبه إلى مستويات عالية. تُصر إيران على أن برنامجها النووي سلمي، وتقول إنها مستعدة للالتزام بعدم تخصيب اليورانيوم إلى درجة صنع الأسلحة كجزء من أي اتفاق.
وتتمثل نقطة الخلاف الرئيسية في المفاوضات في مسألة استمرار تخصيب اليورانيوم داخل إيران. ورغم ادعاءات ستيف ويتكوف، رئيس فريق التفاوض الأميركي، فقد صرّح وزير الخارجية الإيراني مراراً في الأيام الأخيرة، بأن التخصيب داخل إيران سيستمر سواء باتفاق أو بدونه، مؤكداً أن إيران لن تقبل بالتخصيب الرمزي، وفق وكالة "إرنا" الإيرانية.
وقال مصدران إيرانيان لشبكة CNN، إن المحادثات، من غير المرجح، أن تؤدي إلى اتفاق، مع إصرار الولايات المتحدة على أن تفكك طهران برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وهو المطلب الذي يقول المسؤولون الإيرانيون إنه من شأنه أن "يتسبب في انهيار المفاوضات النووية".
وذكرت المصادر، أن مشاركة إيران في محادثات روما، تهدف فقط إلى قياس موقف واشنطن الأخير، وليس إلى السعي لتحقيق اختراق محتمل.
وشدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على ما وصفه بـ"الخطوط الحمراء لطهران"، قبل مغادرته إلى روما الجمعة.
وكتب على "إكس" قبل رحلته أن "تحديد مسار التوصل إلى اتفاق ليس بالأمر الصعب. صفر أسلحة نووية = لدينا اتفاق. صفر تخصيب = ليس لدينا اتفاق".
وفي حديثه الخميس، قال عراقجي، إن إيران منفتحة على تعزيز الرقابة من جانب المفتشين الدوليين، لكنها لن تتنازل عن حقها في مواصلة برنامجها النووي، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم. وتعرض واشنطن رفع العقوبات الاقتصادية المرهقة المفروضة على إيران مقابل نزع السلاح النووي.
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت سابقاً، إشارات متضاربة حول السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم، لكنها شددت موقفها في الأسابيع الأخيرة، مؤكدةً على عدم السماح بأي تخصيب.
شكوك إيرانية
ودفع هذا التحول المسؤولين في طهران، إلى التشكيك في التزام واشنطن بالاتفاق، إذ دأبت إيران على القول إن التخصيب خط أحمر في المفاوضات.
وأفاد المصدران الإيرانيان لشبكة CNN أن طهران تساورها شكوك متزايدة بشأن صدق الولايات المتحدة في المحادثات.
وقال المصدران في رسالة مشتركة: "لقد خيبت التصريحات الإعلامية والسلوك التفاوضي للولايات المتحدة آمال دوائر صنع القرار في طهران على نطاق واسع". وأضافا: "من وجهة نظر صناع القرار في طهران، عندما تعلم الولايات المتحدة أن قبول مستوى التخصيب الصفري في إيران أمر مستحيل، ومع ذلك تُصر عليه، فإن ذلك يُعدّ علامة على أن الولايات المتحدة لا تسعى أساساً إلى اتفاق، وتستخدم المفاوضات كأداة لتكثيف الضغوط".
وصرح مصدر مطلع على الاجتماع لشبكة CNN، أن ويتكوف التقى الجمعة مع رون ديرمر، أحد المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في روما على هامش المحادثات.
وأعلنت الخارجية الأميركية، الأربعاء الماضي، إجراءات جديدة، حددت فيها قطاع البناء الإيراني بأنه "خاضع لسيطرة مباشرة أو غير مباشرة" من قبل الحرس الثوري، و10 مواد استراتيجية قالت إن إيران تستخدمها في برامجها النووية أو العسكرية أو برامج الصواريخ الباليستية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس: "بهذه القرارات، تتمتع الولايات المتحدة بصلاحيات عقوبات أوسع لمنع إيران من الحصول على مواد استراتيجية لقطاع البناء التابع لها، والذي يخضع لسيطرة الحرس الثوري، ولبرامجه الخاصة بالانتشار".
وانتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، على هذه الخطوة، واصفاً إياها بأنها "شائنة وغير قانونية وغير إنسانية".
وكتب بقائي على منصة "إكس" إن "جولات العقوبات الأميركية المتتالية تُعزز اعتقاد شعبنا الراسخ بأن صناع القرار الأميركيين عازمون على بذل كل جهد خبيث لعرقلة تنمية إيران وتقدمها. هذه العقوبات، التي أُعلن عنها عشية الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، تُثير المزيد من الشكوك حول رغبة الولايات المتحدة وجديتها في الدبلوماسية".
ضربة إسرائيلية متوقعة
وكان مسؤولون أمريكيون قالوا لشبكة CNN هذا الأسبوع، إن الولايات المتحدة حصلت على معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى أن إسرائيل تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية حتى في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترمب إلى التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع طهران.
لكن تهديدات الحرب لن تؤدي إلا إلى "مضاعفة إيران لموقفها الحالي"، كما قالت سنام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن، لشبكة CNN.
وفي مقابلة مع جيم سكيوتو من شبكة CNN، الخميس، أشار السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إلى احتمال دعم الولايات المتحدة للخطط الإسرائيلية في ظل الظروف المناسبة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 30 دقائق
- العربية
رئيس مكتب السياسات بوزارة الدفاع الكورية الشمالية: "الضمانة الأمنية للبر الرئيسي الأميركي تعتمد على التخلي عن التهديدات والمحاولات العدائية" ضد دول أخرى
طالبت كوريا الشمالية، اليوم الأحد، الولايات المتحدة بوقف تهديداتها العسكرية ضد الآخرين. وذكرت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء أن رئيس مكتب السياسات بوزارة الدفاع الكورية الشمالية أصدر بيانا نشرته وكالة الأنباء الكورية المركزية جاء فيه إن "الضمانة الأمنية للبر الرئيسي الأميركي تعتمد على التخلي عن التهديدات والمحاولات العدائية" ضد دول أخرى. وأضاف البيان: "مؤخرا، يبدو أن الجيش الأميركي مصمم على إثارة التهديد من جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية إلى بره الرئيسي مع محاولة زيادة الأسلحة على أكبر نطاق". وأوضح البيان أن المسؤولين العسكريين الأميركيين "يثيرون الجدل تجاه إجراءات الدفاع الذاتي التي تتخذها جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية لتعزيز قوتها النووية في عدة مناسبات، ويطلقون تصريحات استفزازية بدون تردد تلمح إلى احتمالية اندلاع حرب مع جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية".


الاقتصادية
منذ 31 دقائق
- الاقتصادية
لماذا تنتشر مقاطع «التزييف العميق»؟ وهل يمكن إيقافها؟
يعج الأنترنت بمحتوى "التزييف العميق" (deepfakes) - سواء كان صوتاً أو صوراً أو فيديوهات صُنعت باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي- حيث يظهر الأشخاص وكأنهم يقولون أو يفعلون أشياء لم يقولوها أو يفعلوها، أو يتواجدون في أماكن لم يكونوا فيها، أو يتغير فيها مظهرهم. يتضمن بعضه ما يُعرف بـ"التعري الرقمي"، حيث تُعدَّل الصور لإظهار شخصٍ ما من دون ملابس، وتُستخدم "التزييفات العميقة" الأخرى لخداع المستهلكين، أو للإضرار بسمعة السياسيين وغيرهم من الشخصيات العامة. تقدمُ الذكاء الاصطناعي يُسَهل إنشاء "تزييف عميق" واقعي ببضع نقرات فقط على لوحة المفاتيح. وتُحاول الحكومات القلقة التصدي لهذه الظاهرة، غير أن المعركة تبدو خاسرة، فقد زادت محاولات الاحتيال باستخدام "التزييف العميق" بأكثر من 20 ضعفاً خلال السنوات الثلاث الماضية، وفقاً لبيانات شركة التحقق من الهوية "ساينيكات" (Signicat). ما التدابير المتخذة لمكافحة "التزييف العميق"؟ في 19 مايو، وقّع الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، على قانون "إزالة المحتوى" (Take It Down Act)، الذي يُجرّم المواد الإباحية غير التوافقية المُنتَجة باستخدام الذكاء الاصطناعي، والمعروفة أيضاً باسم "الانتقام الإباحي بالتزييف العميق"، ويُلزم شركات التواصل الاجتماعي بإزالة هذه الصور الجنسية الصريحة عند الطلب. في العام الماضي، جعلت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية استخدام الأصوات المُولّدة بالذكاء الاصطناعي في المكالمات الآلية غير قانوني. وجاء هذا الحظر بعد يومين من إصدار اللجنة أمر "كف وتوقف" ضد الشركة المسؤولة عن "تزييف صوتي عميق" للرئيس جو بايدن. وكان سكان ولاية نيوهامبشر قد تلقوا مكالمة آلية قبل الانتخابات التمهيدية الرئاسية في الولاية، بدا فيها الصوت وكأنه صوت بايدن، يحثهم على البقاء في منازلهم و"الاحتفاظ بأصواتهم لانتخابات نوفمبر". يُلزم قانون الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي المنصات بوضع علامات تُبيّن أن المحتوى هو نتاج "تزييف عميق". وطبّقت الصين تشريعاً مشابهاً في عام 2023، وفي 28 أبريل، دعت مفوضة شؤون الأطفال في إنجلترا الحكومة البريطانية إلى حظر تطبيقات "التعري الرقمي" المنتشرة على نطاق واسع عبر الإنترنت. أين ورد "التزييف العميق" في الأخبار؟ انتشرت صور "تزييف عميق" فاضحة لنجمة البوب، تايلور سويفت، على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي في يناير 2024، ما أثار غضب جماهيرها الغفيرة، ودفع البيت الأبيض إلى التعبير عن قلقه. خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2024، شارك إيلون ماسك مقطع فيديو دعائياً باستخدام "التزييف العميق" يظهر فيه صوتٌ مُعدّل باستخدام الذكاء الاصطناعي للمرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، دون أن يُصنّف الفيديو على أنه مضلل. وبدت في الفيديو وكأنها تصف الرئيس، جو بايدن، بـ"الخَرِف" وتقول إنها لا "تعرف شيئاً عن إدارة البلاد". وقد حصد الفيديو عشرات الملايين من المشاهدات. ورداً على ذلك، تعهّد حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، بحظر "التزييف العميق" السياسي المُعدّل رقمياً، ووقّع قانوناً بهذا الشأن في سبتمبر. كيف تُصنع مقاطع الفيديو باستخدام "التزييف العميق"؟ غالباً ما تُنتج باستخدام خوارزمية ذكاء اصطناعي مُدرّبة على التعرّف على الأنماط في تسجيلات فيديو حقيقية لشخص معين، وهي عملية تُعرف باسم "التعلّم العميق". ومن ثم يصبح من الممكن استبدال عنصر من فيديو، مثل وجه الشخص، بمحتوى آخر من دون أن يبدو الأمر كمونتاج سطحي. وتكون هذه التعديلات أكثر تضليلاً عند استخدامها مع تقنيات "استنساخ الصوت"، والتي تُحلل مقطعاً صوتياً لشخص يتحدث إلى أجزاء صوتية صغيرة جداً يُعاد تجميعها لتكوين كلمات جديدة يبدو أن المتحدث في الفيديو الأصلي ينطقها. كيف انتشر "التزييف العميق"؟ كانت هذه التقنية في البداية حكراً على الأكاديميين والباحثين. لكن في عام 2017، أفادت منصة "مذر بورد" (Motherboard) التابعة لموقع "فايس" (Vice) أن مستخدماً على "ريديت" يُدعى "ديب فيكس" ابتكر خوارزمية لصناعة مقاطع فيديو مزيفة باستخدام شفرة مفتوحة المصدر. حظرت "ريديت" هذا المستخدم، لكن الممارسة سرعان ما انتشرت. في بداياتها، كانت تقنية التزييف العميق تتطلب وجود فيديو حقيقي وأداءً صوتياً فعلياً، إلى جانب مهارات تحرير متقدمة. أما اليوم، فأنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي الحالية تتيح للمستخدمين إنتاج صور وفيديوهات مقنعة عبر أوامر كتابية بسيطة. اطلب من جهاز كمبيوتر إنشاء فيديو يضع كلمات في فم شخص ما، وسيظهر لك ذلك بالتأكيد. كيف يمكنك التعرّف على "التزييف العميق"؟ أصبحت هذه التزويرات الرقمية أصعب في الاكتشاف، مع استخدام شركات الذكاء الاصطناعي لأدوات جديدة على كم هائل من المواد المتاحة على الإنترنت، من "يوتيوب" إلى مكتبات الصور والفيديوهات المخزنة. في بعض الأحيان، تظهر علامات واضحة تدل على أن صورة أو فيديو ما تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي، مثل وجود طرف في غير موضعه أو يد تحتوي على ستة أصابع. وقد يظهر تباين في الألوان بين الأجزاء المُعدلة وغير المُعدلة من الصورة. أحياناً، لا تتطابق حركة الفم مع الكلام في مقاطع "التزييف العميق". وقد يواجه الذكاء الاصطناعي صعوبة في تقديم تفاصيل دقيقة لعناصر مثل الشعر، والفم، والظلال، كما أن حواف الأجسام قد تكون في بعض الأحيان خشنة أو تحتوي على بكسلات ظاهرة. لكن كل هذا قد يتغير مع تحسّن النماذج الأساسية. ما أبرز الأمثلة الأخرى على استخدام تقنية "التزييف العميق"؟ نشر مروّجون صينيون في أغسطس 2023 صوراً مُعدلة لحرائق الغابات في جزيرة ماوي في هاواي، لدعم مزاعم بأن تلك الحرائق ناتجة عن اختبار سلاح "جوي" سري من قبل الولايات المتحدة. وفي مايو 2023، تراجعت الأسهم الأمريكية لفترة وجيزة بعد انتشار صورة على الإنترنت تُظهر البنتاغون وكأنه يحترق. وقال خبراء إن الصورة المُزيفة تحمل سمات إنتاج باستخدام الذكاء الاصطناعي. في فبراير من العام نفسه، ظهر مقطع صوتي مزيف بدا فيه وكأن المرشح الرئاسي النيجيري، أتيكو أبو بكر، يُخطط لتزوير الانتخابات في ذلك الشهر. وفي عام 2021، نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مدته دقيقة واحدة يظهر فيه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وكأنه يدعو جنوده إلى إلقاء السلاح والاستسلام لروسيا. وهناك "تزييفات عميقة" أخرى غير ضارة، مثل تلك التي تُظهر نجم كرة القدم كريستيانو رونالدو وهو يُنشد قصائد عربية. ما الأبعاد الخطيرة المرتبطة بهذه التكنولوجيا؟ الخوف يكمن في أن تصبح مقاطع "التزييف العميق" في نهاية المطاف مقنعة لدرجة تجعل من المستحيل التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مزيف. تخيّل محتالين يتلاعبون بأسعار الأسهم من خلال إنتاج فيديوهات مزورة لمديرين تنفيذيين يُصدرون تحديثات تخص شركاتهم، أو مقاطع مزيفة لجنود يرتكبون جرائم حرب. ويُعد السياسيون، وقادة الأعمال، والمشاهير من بين الأكثر عرضة للخطر، نظراً للعدد الكبير من التسجيلات المتوفرة عنهم. سلط تقرير مفوضة شؤون الأطفال في المملكة المتحدة الصادر في أبريل الضوء على تزايد خوف الأطفال من أن يكونوا ضحايا لمحتوى "تزييف عميق" فاضح. ومن المخاوف الإضافية أن يسهل انتشار الوعي بشأن "التزييف العميق" ادعاء الأشخاص الذين يظهرون فعلياً في تسجيلات وهم يقولون أو يفعلون أموراً مرفوضة أو غير قانونية، أن الأدلة ضدهم مزيفة، فقد بدأ بعض الأشخاص بالفعل يستخدمون دفاع "التزييف العميق" أمام المحاكم. ما الإجراءات الأخرى التي يمكن اتخاذها للحد من انتشار "التزييف العميق"؟ يستحيل عكس نوع التعلّم الآلي المستخدم في إنتاج "التزييف العميق" بسهولة من أجل اكتشاف المقاطع المزيفة، لكن عدداً قليلاً من الشركات الناشئة مثل "سينسيتي إيه آي" (Sensity AI) في هولندا، و"سنتينيل" (Sentinel) في إستونيا، تعمل على تطوير تقنيات للكشف عن المقاطع المزيفة، إلى جانب شركات تكنولوجية كبرى عديدة في الولايات المتحدة. وتعهدت شركات من بينها "مايكروسوفت" (Microsoft) بإدراج علامات مائية رقمية في الصور التي تُنتجها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، لتمييزها كمحتوى مزيف. كما طوّرت شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI)، مطوّرة "تشات جي بي تي"، تقنيات للكشف عن الصور المنتجة بالذكاء الاصطناعي، فضلاً عن طريقة لإضافة علامات مائية للنصوص، لكن لم تطرح التقنية الأخيرة حتى الآن، جزئياً لأنها ترى أنه يسهل على الجهات السيئة التحايل عليها.


العربية
منذ 44 دقائق
- العربية
صحيفة: أوروبا تخشى أن يتخلى ترامب عن أوكرانيا مقابل شراكة اقتصادية مع روسيا
أفادت صحيفة "ذا غارديان" The Guardian البريطانية، بأن دبلوماسيين أوروبيين يخشون من أن يتخلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أوكرانيا ويركز على إقامة شراكة اقتصادية مع روسيا. ووفقا للصحيفة، شعر القادة الأوروبيون، الذين كانوا يأملون في أن تفرض واشنطن عقوبات جديدة على موسكو، بالإحباط والغضب، بعد سماع وصف ترامب لمكالمته الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 19 مايو (أيار). ووفقا لتقرير الصحيفة، فإن نبرة الحوار بين الرئيسين الأميركي والروسي، وتردد إدارة واشنطن في تشديد العقوبات على روسيا خلال عملية التفاوض، "يُقرّبان من كابوس أوروبا" المتمثل في انسحاب الولايات المتحدة من الصراع الأوكراني. وفي 19 مايو (أيار)، أجرى بوتين وترامب محادثة هاتفية استمرت أكثر من ساعتين، ناقشا خلالها بشكل أساسي سبل التغلب على الصراع في أوكرانيا. وأشاد الرئيس الروسي بشدة بالمحادثات مع ترامب ووصفها بأنها بناءة، بدوره ترامب وصفها بالجيدة جدا.