logo
آفاق المسار التفاوضي الإيراني-الأميركي وحدوده

آفاق المسار التفاوضي الإيراني-الأميركي وحدوده

الميادينمنذ 2 أيام

بعد الجولة الخامسة، لم تعد تصحّ قراءة المسار التفاوضي بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية وفق السياق نفسه الذي ساد عند انطلاق جولة التفاوض الأولى في نيسان/أبريل الماضي لناحية حصره في بحث الجانب الأميركي في كيفية ضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني مقابل سعي الجمهورية الإسلامية إلى رفع الحظر المفروض على بلادها.
فرغم التركيز على عنوان سلمية النووي مقابل رفع الحظر، يظهر تاريخ العلاقة بين الطرفين تعقيدات لا يمكن حصرها في هذه المعادلة، وإنما يفترض تعريفها من خلال مشروعين متناقضين يشكل النووي فيهما تفصيلاً ثانوياً، إذ إن المسار التفاوضي الذي انطلق بينهما منذ انتصار الثورة الإسلامية قد قارب إشكالية العلاقة بينهما بشكل عام.
فالجمهورية الإسلامية الإيرانية بمشروعها التحرري المعادي للمشاريع الغربية والقابل للتصدير، أي إمكانية التأثير في الجوار، كانت محور اهتمام الولايات المتحدة الأميركية، إذ عملت منذ ثمانينيات القرن الماضي على محاولة تقييدها ومحاصرتها، وبالتالي سيبدو الحديث عن إمكانية إرساء علاقات طبيعية بينهما غير واقعي. وعليه، يصبح من الضروري في هذه المرحلة محاولة تقدير ما يمكن أو تؤول إليه المفاوضات الحالية، إذ إن الإفراط في التفاؤل أو التشاؤم لن يعبّر عن واقعية في التقدير.
رغم الخطاب العالي النبرة الذي تبنّاه الطرفان في مرحلة ما قبل التفاوض، إن لناحية الولايات المتحدة التي وقّع رئيسها في شباط/فبراير الماضي مذكّرة تقضي بإعادة سياسة الضغوط القصوى على إيران بغية إضعافها، ودفعها إلى التفاوض على قدراتها الدفاعية وعلاقاتها الإقليمية، ومن ثم إعلانه أنه وجّه تعليمات إلى مساعيه بمحو إيران إذا قامت باغتياله، أو لناحية الجمهورية الإسلامية التي عمدت إلى إجراء عدد من المناورات، وكشفت عن عدد من الأسلحة والصواريخ الحديثة، بالإضافة إلى تهديدها بأن القواعد الأميركية في المنطقة ستكون أهدافاً مشروعة إذا تعرضت لأي هجوم أميركي، من دون أن ننسى تهديد المستشار السياسي للمرشد الأعلى بإمكانية مراجعة الجمهورية الإسلامية لعقيدتها النووية إذا تعرضت لضربة، دخل كلا الطرفين في ما بعد إلى قاعة التفاوض من دون أي شروط مسبقة، إذ رضي الجانب الأميركي في الجولة الأولى بحصر التفاوض في العمل على ضمان سلمية البرنامج النووي، وتخلت إيران عن مطلبها بالانطلاق في المسار التفاوضي مما آلت إليه الأمور في اتفاق 2015.
في هذا الإطار، يمكن التقدير أن الدوافع الأميركية قد استندت إلى توجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يفترض أن العمل على تطبيق شعار أميركا أولاً يتطلب الابتعاد قدر الإمكان عن أي استنزاف قد تسببه حرب غير محسومة لناحية النتيجة أو المدى الزمني.
يمكن الاستنتاج هنا أن المسار الذي أدّت إليه العملية العسكرية في اليمن قد دفعت إلى تقدير مدى تعقيد وخطورة أي عمل عسكري في مواجهة إيران، إذ إن الفشل في تحقيق أهداف الضربات على اليمن، الذي لا تُقارن قدراته التسليحية، كمّاً ونوعاً، بالقدرات الإيرانية، من دون أن ننسى أثر أي عمل عسكري ضد إيران على سلاسل توريد الطاقة في الخليج ومضيق هرمز، وبالتأكيد في أعالي البحار. وبالتالي، قد تكون الخلاصة التي توصل إليها الأميركي في حال فشل الهجوم على إيران، لناحية استعادة التوازن الإقليمي الذي يدّعي أن الجمهورية الإسلامية قد فقدته بعد "طوفان الأقصى".
اليوم 09:36
26 أيار 08:30
أما من ناحية الجمهورية الإسلامية، ورغم قناعتها بأن الهدف النهائي للولايات المتحدة لن يزيح عن محاولة إسقاط النظام، ومحاولة القضاء على مشروعها العقائدي، ودفعها إلى التخلي عن ثوابتها المتمثلة بالتطرف السيادي على مستوى عدم السماح مطلقاً بالتدخل في شؤونها الداخلية وموقعها الإقليمي المتمثل بدعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، وحق الشعب الفلسطيني في التحرر وإقامة دولته على الجغرافيا الطبيعية لفلسطين، فقد استندت عند اتخاذ قرارها بالتفاوض مع دونالد ترامب إلى جملة من المعطيات التي تتعلق بالعمل على رفع الحظر المفروض عليها مقابل التأكيد على سلمية برنامجها النووي، إذ ترى أن الثمن الذي قد تدفعه في هذا المجال لن يؤثر على سيادتها مهما كانت آليات التثبت من سلمية البرنامج معقدة، إذ لم تعد تسع أبداً إلى إنتاج سلاح نووي، من دون أن ننسى سعيها الطبيعي والواقعي إلى تجنب الحرب لما لها من تداعيات سلبية على واقعها واقتصادها ومشروعها العقائدي وعلاقاتها الإقليمية.
وبالتالي، بين التوجّه الأميركي الذي يفضّل عدم الدخول في حرب إقليمية في الشرق الأوسط لما لها من تأثيرات سلبية على المشروع الأميركي الأساسي الهادف إلى تقويض النفوذ الصيني العالمي من ناحية، والتوجه الإيراني الساعي إلى تجنب الحرب من ناحية أخرى، متى كان ذلك ممكناً، وكسب الوقت في مسعى لمحاولة إعادة ترتيب الواقع الداخلي المنهك بالعقوبات والإقليمي الذي يحتاج في هذه المرحلة إلى إعادة ترتيب، تقاطعت الرؤيتان حول ضرورة إيلاء اهتمام بالمسار التفاوضي الحالي علّه يصل إلى نتيجة تخدم تطلعاتهما في هذه المرحلة.
فالرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد الوصول إلى اتفاق يمكن تسييله في الداخل الأميركي على أنه إنجاز تاريخي عجز أسلافه عن تحقيقه، بالإضافة إلى تقديره بأن ارتباط الجمهورية الإسلامية بأي اتفاق مع الولايات المتحدة سيدفع إلى تقليص نفوذها وتأثيرها في الإقليم بشكل جذري بما يبرر تهديده الإعلامي بأن الجمهورية الإسلامية أمام خيارين لا ثالث لهما:
إما اتفاق وإما حرب. في المقابل، تسعى الجمهورية الإسلامية انطلاقاً من واقعيتها وقراءتها لعمق الخلاف ومدى تشابك الملفات بينها وبين الولايات المتحدة، للوصول إلى اتفاق مبدئي يرتبط بحلّ إشكالية النووي وإلغاء تأثيراته على العلاقة المعقدة مع الولايات المتحدة، ومحاولة البحث في كيفية إدارة التفاوض حول واقع العلاقة المعقدة تاريخياً مع الولايات المتحدة، وفق سياق دبلوماسي موثوق وهادئ يؤدي بالدرجة الأولى إلى نزع فتيل الحرب بين الطرفين، حتى ولو لم يؤد إلى نتيجة حاسمة في المدى المنظور.
وعليه، بين ما يستهدفه الطرف الإيراني من ناحية وما يستهدفه الطرف الأميركي من ناحية أخرى، يمكن الاستنتاج أن الحل النهائي بين الطرفين ما زال بعيداً من متناول يديهما.
فالاتفاق على سلمية البرنامج النووي لا يعدّ كافياً للوصول إلى حلّ نهائي بينهما، خصوصاً أن تعقيدات كثيرة ما زالت تحيط بهذا الموضوع، يمكن أن نشير إلى حق إيران في التخصيب على أراضيها كنموذج لهذه التعقيدات، من دون أن نهمل أن الهدف الأميركي الأساسي من التفاوض مع الجمهورية يتعلق بعلاقاتها في الإقليم وضمان أمن الكيان الإسرائيلي.
وبالتالي، يمكن التقدير أن المساحة المتوفرة لأي اتفاق بين الطرفين لا تحقق الهدف النهائي للولايات المتحدة الأميركية كما أنها لا توافق مرتكزات العقيدة الإيرانية.
وعليه، يمكن القول إن حدود التفاوض وآفاقه في هذه المرحلة ستبقى محددة بما يعدّه ترامب كافياً لتسويقه كإنجاز تاريخي يمكن تسييله في الداخل الأميركي وفي الإقليم، بالتوازي مع ما يمكن تسويقه إيرانياً على أنه يحقق هدف إيران المنشود في إطار رفع الحظر بالتوازي مع عدم مساسه بمرتكزات الثورة العقائدية والسيادية. وعليه، يمكن تعريف أي اتفاق مستقبلي، إذا حدث، تحت عنوان ربط نزاع بطعم انتصار لكلا الطرفين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أسرار الصحف المحلية ٢-٦-٢٠٢٥
أسرار الصحف المحلية ٢-٦-٢٠٢٥

LBCI

timeمنذ 25 دقائق

  • LBCI

أسرار الصحف المحلية ٢-٦-٢٠٢٥

مسؤول عربي حضر إلى بيروت اشترط على ديبلوماسيين التقاهم إجراء فحص PCR قبل الاجتماع بهم وسبّب هذا الطلب الاستياء. سمع وزير سابق في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي إطراءً من مرجع، إذ قال له "رزق الله على أيامكم". اعترض "قواتيون" على قرار رفع سعر المحروقات السائلة الذي ووقعته الوزيرة تمارا الزين بالوكالة عن وزير الطاقة جو صدي، الذي كان خارج البلاد. علماً أنّ التوقيع تم بموافقته بعد اتصال تلقاه من الرئيس نواف سلام وموافقة وزراء "القوات" الثلاثة الآخرين. وكان الوزير ياسين جابر قد طلب تأييد كل أعضاء الحكومة للقرار بعد اعتراض الوزير ركان ناصر الدين. وردّد وزراء أنّ المزايدة والشعبوية في مثل هذه المواضيع لا تنفع. قاضِ شيعي متقاعد منذ أكثر من 4 سنوات كان يشغل مركزاً كبيراً ولم يكن على مستوى الطموحات والموقع الذي احتلّه، يقوم باتصالات لتعيينه في المجلس الدستوري. لوحظ أنّ التواصل بدأ بين عدد من رؤساء البلديات الذين لهم علاقات مع دول خليجية وأوروبية، من أجل توأمة بلداتهم مع هذه الدول، ولما يعود ذلك من مردود معنوي وإنمائي وتبادل خبرات وأكثر من إيجابية في هذا الصدد. الجمهورية تجري مناقشة آلية استحقاق في غاية الأهمية بين مسؤولين لبنانيِّين ومعنيِّين بالاستحقاق الذي يُعتبَر في حال نجاحه إنجازاً غير مسبوق. تبيّن أنّ كبار المسؤولين الرسميِّين كانوا على علم بخبر نُشِر في اليومَين الماضيَين عن تغيير موفد بارز، منذ أكثر من شهر. ترك كلام مسؤول مالي كبير عن قضية أموال المودعين ارتياحاً واسعاً، غير أنّ العبرة تبقى في التنفيذ نظراً إلى وجود مافيات معاكسة لتوجّهاته الصحيحة. اللواء فوجئت أوساط ديبلوماسية بردّة الفعل الصاخبة ضد مقابلة رئيس الحكومة مع محطة CNN" " الأميركية، لأن مضمون المواقف المعلنة يستند على مبادرة السلام العربية، ومستمد من عناوين خطاب القسم والبيان الوزاري! لوحظ أن بعض النواب في إجتماعات لجنة المال النيابية يطرحون مداخلات مطوّلة، تؤدي إلى عدم الدخول في مناقشة بنود مشروع القانون المتعلق بإصلاح القطاع المصرفي، الأمر الذي أثار شكوك العديد من زملائهم! تساءل وزير مالية سابق عن مبرِّرات تمويل الزيادة للعسكريِّين بضريبة إضافية على المحروقات بدل ضبط موارد الدولة في الجمارك والأملاك البحرية مثلاً، وتفعيل الجبايات في المرافق الحيوية! نداء الوطن يتردد في الكواليس أن وزير المال الحالي ينتهج سياسة مَن سبقوه من وزراء المال لجهة تأخير بعض التواقيع بطلب من مرجعية رفيعة، في محاولة للضغط لتمرير مطالب لتلك المرجعية. لاحظ مراقبون أن مكوِّناً سياسياً عريضاً، بات يستخدم قيادات الصف الأول لديه كجزء من جيشه الإلكتروني، بعدما لاحظ أن الصف الثاني لا يؤدي المطلوب. رصد متابعون أن بعض القرارات في الحكومة يُتخذ على عجل قبل إخضاعه للدرس المطلوب من قبل الجهات المخولة ذلك والمستشارين ما يطرح تساؤلات عدة. البناء تؤكد مصادر دبلوماسية غربية أن قرار تنحية المبعوثة الأميركيّة إلى لبنان مورغان أورتاغوس قد اتخذ وأن تمهيد الطريق أمام تولي السفير الجديد ميشيل عيسى استدعى تنحيتها بعد أن استفزت وتمادت وتطاولت على أغلب المراجع اللبنانيّة وتعاملت باستعلاء وعدائيّة بخلفيتها المساندة لـ"إسرائيل" بما يعاكس مهمتها في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار كوسيط وراعٍ للاتفاق. وتقول المصادر إن شكاوى غير معلنة تلقتها الخارجية الأميركية من أغلب المراجع اللبنانية حول سلوك أورتاغوس إضافة لما سجلته سفارة أميركا في بيروت من ملاحظات على أداء أورتاغوس وتعاملها بفظاظة تنمّ عن جهل بالأصول الإدارية والدبلوماسية في تعاملها مع السفارة. تقول مصادر إسرائيلية وأميركية لوسائل إعلام عبرية إن بنيامين نتنياهو لا يملك أي أفق لحربه المستمرّة في غزةوعلى اليمن وهو يراهن على استخدام الجريمة الموصوفة التي يمثلها القتل العمد للمدنيين والتجويع المبرمجلفرض تنازلات على حركة حماس، لكن مشكلته أن التنازلات التي يطلبها من نوع يستحيل على حماس تقديمه منجهة وأنها تنازلات مرفوضة من الشعب المعرّض للإبادة لأنها تفتح الطريق لـ نكبة ثانية تشبه نكبة 1948 يعتقدالفلسطينيون أنها بانتظارهم إذا سلّمت المقاومة السلاح ويعتقدون أن تسليم نصف الأسرى ليس ثمناً مقبولاًللحصول على هدنة سينتهي مفعولها مع تسلّم إسرائيل الأسرى في الأيام السبعة من هدنة الـ60 يومًا.

"فورين بوليسي": هجمات ترامب على هارفرد تثير القلق في الصين
"فورين بوليسي": هجمات ترامب على هارفرد تثير القلق في الصين

الميادين

timeمنذ 3 ساعات

  • الميادين

"فورين بوليسي": هجمات ترامب على هارفرد تثير القلق في الصين

مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تنشر تقريراً يتناول تداعيات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب منع جامعة هارفرد من قبول الطلاب الدوليين، وخصوصاً من الصين. أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية: أثار قرار إدارة ترامب الأسبوع الماضي منع جامعة هارفرد من قبول الطلاب الدوليين استياءً في الصين، حيث لطالما حظيت الجامعة بمكانة شبه أسطورية بين الطلاب الطموحين وأولياء أمورهم. يوجد حالياً 1282 طالباً صينياً في هارفرد، أي ما يقارب 12.6% من إجمالي طلابها الدوليين. وبموجب القواعد الجديدة، المُعلّقة حالياً بأمر قضائي، سيُجبر هؤلاء الطلاب على الانتقال إلى جامعات أخرى. تُرسل الصين طلاباً إلى الولايات المتحدة أكثر من أي دولة أخرى. وكان العام الدراسي 2023-2024 استثناءً، حيث تصدّرت الهند القائمة. في ذلك العام، بلغ عدد الطلاب الصينيين المسجلين في الجامعات الأميركية 277,398 طالباً، بانخفاض ملحوظ عن العام الدراسي 2019-2020، قبل أن تُعيق جائحة كوفيد-19 استقبال الطلاب الدوليين الجدد. خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب، حاول كبير مستشاريه ستيفن ميلر إقناعه بإلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين كلياً، متذرعاً بمخاوف التجسس. لكن السفير الأميركي لدى الصين آنذاك تيري برانستاد أقنع الرئيس بخلاف ذلك، إذ جادل بأن فقدان الطلاب الصينيين سيُشكل ضربة مالية موجعة للجامعات الصغيرة، بما في ذلك تلك الموجودة في ولايته آيوا. 29 أيار 12:53 29 أيار 12:32 أثبتت حجة برانستاد صحتها: فقد كلف انخفاض أعداد الطلاب الدوليين بعد الجائحة الجامعات الأميركية حوالى 10 مليارات دولار، وفقاً للتقديرات الأولية. معظم هؤلاء الطلاب، وخاصةً الصينيين منهم، ما زالوا يدرسون في الخارج، لكنهم اختاروا الدراسة في بلدان أخرى. مع ذلك، قد ترى إدارة ترامب الثانية، التي كثّفت هجماتها على الهجرة والتعليم العالي، في الضربات التي تعرّضت لها الجامعات انتصاراً لأجندتها هذه المرة. ويوسّع البيت الأبيض نطاق هجومه على الطلاب بشكل أكبر: ففي 27 أيار/مايو، أمر وزير الخارجية ماركو روبيو سفارات الولايات المتحدة حول العالم بوقف جميع مقابلات تأشيرات الطلاب مؤقتاً. بينما يبدو أنّ الإدارة مدفوعة في المقام الأول بعداء أوسع نطاقاً ضد التعليم العالي والهجرة، إلا أنّ هناك أيضاً مخاوف محددة من تجسس الطلاب الصينيين. وقد صوّر بعض المتشددين المتطرفين الطلاب الصينيين على أنهم طابور خامس أو حصان طروادة داخل الولايات المتحدة. وتنتشر نظريات المؤامرة الأوسع نطاقاً حول التسلل الصيني المزعوم بين اليمين؛ وقد روّج ترامب نفسه لبعضها، واتهم " كل" طالب صيني تقريباً بالتجسس. في الواقع، إنّ المخاوف بشأن التجسس الصيني عبر الطلاب ليست جديدة أو حكراً على طرف واحد. فقد أُجريت بالفعل تحقيقات في عدة جامعات، واستُهدف بعض طلاب الدراسات العليا الصينيين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وجرى ترحيلهم. حتى الرئيس السابق جو بايدن أصر على حظر ترامب لطلاب الدراسات العليا من الجامعات المرتبطة بالجيش الصيني. صحيحٌ أن عدداً قليلاً من الطلاب الصينيين وُجِّهت إليه تهمٌ بالتجسس، لكن العدد الإجمالي للحالات ضئيلٌ مقارنةً بتدفق الطلاب الصينيين. إضافةً إلى ذلك، كانت آخر محاولة أميركية لاستهداف التفاعل الأكاديمي مع الصين، مبادرة الصين الأولى لإدارة ترامب، كارثيةً وأسفرت عن العديد من القضايا الفاشلة واتهاماتٍ بالعنصرية. لكن رغم تركيز واشنطن على التجسس، فإنّ اهتمام بكين الرئيسي لا ينصب على التجسس بقدر ما ينصب على ضمان ولاء الطلاب أيديولوجياً ومراقبتهم، بحثاً عن أي معارضة أثناء دراستهم في الخارج. وكما وثّقت المراسلة بيثاني ألين، تُنفق بكين موارد كبيرة في محاولة السيطرة على جمعيات الطلاب والباحثين الصينيين في الجامعات الأجنبية، وذلك لمخاوفها الراسخة من أنّ الدراسة في الخارج تُشكّل بيئة خصبة للتمرد. حتى لو تراجعت إدارة ترامب عن حملتها ضد الطلاب الدوليين، فقد وقع ضرر كبير بالفعل. يظل إرسال أبنائها إلى الخارج خياراً مكلفاً للغاية بالنسبة للعائلات الصينية، وهو خيار لا ترغب في تحمّل الكثير من المخاطرة بشأنه. نقلته إلى العربية: بتول دياب.

عراقتشي يصل إلى القاهرة: مباحثات مرتقبة في التطورات مع السيسي
عراقتشي يصل إلى القاهرة: مباحثات مرتقبة في التطورات مع السيسي

الميادين

timeمنذ 3 ساعات

  • الميادين

عراقتشي يصل إلى القاهرة: مباحثات مرتقبة في التطورات مع السيسي

وصل وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، إلى العاصمة المصرية القاهرة، ليل الأحد - الاثنين. وخلال هذه الزيارة، سيجري عراقتشي لقاءات مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية، بدر عبد العاطي. وسيناقش المسؤولون التطورات الأخيرة في المنطقة، ومواجهة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، إلى جانب قضايا دولية أخرى. 31 أيار 30 أيار ومن المرتقب أن يزور عراقتشي لبنان أيضاً، بعد مصر. أما فيما يتعلق بالقضايا الدولية، فأعلن عراقتشي أنّ الرد الإيراني على رسالة الولايات المتحدة "قيد الإعداد"، وذلك في تصريح سبق سفره، وأدلى به خلال اجتماع الحكومة الإيرانية، الأحد. وكان عراقتشي تسلّم من نظيره العماني، بدر البوسعيدي، بنود مقترح أميركي بشأن اتفاق نووي بين إيران والولايات المتحدة، السبت، خلال زيارة الأخير إلى طهران. وأكد عراقتشي أنّ طهران ستردّ على المقترح بما يتماشى مع المصالح الوطنية الإيرانية وحقوق الشعب الإيراني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store