logo
"نرفض الزج بالمرأة الجزائرية في نقاشات مغلوطة تمس بثوابتها"

"نرفض الزج بالمرأة الجزائرية في نقاشات مغلوطة تمس بثوابتها"

الشروقمنذ 6 ساعات
رئيسة المنظمة الوطنية للنخب والكفاءات النسوية الجزائرية لـ"الشروق":
عاد الجدل مجددا إلى الواجهة بشأن قضية المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، في وقت تتعالى فيه بعض الأصوات المنادية بإعادة النظر في أحكام الميراث بين الرجل والمرأة، والمطالبة بوضع قوانين جديدة تتماشى مع مطالبهم، دون مراعاة لطبيعة المجتمع الجزائري المتجذر في مرجعيته الدينية الإسلامية.
وفي خضم هذا السجال، فندت المحامية لطيفة ذيب ورئيسة المنظمة الوطنية للنخب والكفاءات النسوية الجزائرية، تصريحات نسبت إليها مؤخرا خلال لقاءات إعلامية سابقة، تفيد بمطالبتها بتحقيق المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة بتدخل من رئيس الجمهورية، مؤكدة أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وأن موقفها من هذه المسألة واضح وثابت، ولا يقبل التأويل أو التحريف.
وأكدت لطيفة ذيب في تصريح لـ'الشروق'، أن ما تم تداوله مؤخرا لا يعبر عنها، ويمثل محاولة لتشويه مواقفها المبدئية والدينية على حد تعبيرها، حيث أوضحت أن الميراث مسألة محسومة بنص قرآني واضح، ولا يمكن التلاعب به أو إخضاعه لأهواء فكرية أو إيديولوجية.
وأضافت أن موقفها من مسألة الميراث نابع من قناعة دينية راسخة بأن هذا المجال يدخل ضمن حدود الله التي أمر بعدم تجاوزها، كما أن قانون الأسرة الجزائري مستمد من الشريعة الإسلامية، المعتمدة على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهذه مرجعيات لا تقبل المساس بها.
كما دعت المتحدثة إلى الكف عن الزج بالمرأة الجزائرية في نقاشات مغلوطة تمس بثوابتها، مشيرة إلى أن هناك أكثر من عشرين حالة في الفقه الإسلامي ترث فيها المرأة أكثر من الرجل، وهو ما يكشف عمق العدل الإلهي في توزيع الحقوق، وينسف الادعاءات القائلة بعدم إنصاف الشريعة للمرأة.
واعتبرت ذيب أن الدفاع عن مرجعية الأمة وهويتها الدينية لا يعد مجرد موقف تقليدي، بل هو التزام وطني وأخلاقي يعكس خصوصية المجتمع الجزائري، الذي ظل محافظا على ثوابته رغم التحديات الفكرية والضغوط الخارجية، ويرفض رفضا قاطعا الخوض في مثل هذه النقاشات العقيمة.
وشددت رئيسة المنظمة الوطنية للنخب النسوية والكفاءات على أن كل جزائري غيور على دينه يدرك أن الميراث ليس مجالا للنقاش أو المزايدة، بل هو فريضة ربانية تستوجب الاحترام والتسليم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ابن نبي: "تقدمي" أم "رجعي"؟
ابن نبي: "تقدمي" أم "رجعي"؟

الشروق

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشروق

ابن نبي: "تقدمي" أم "رجعي"؟

في 3 نوفمبر 1993 نشرت جريدة المساء حوارا أجرته مع الروائي طاهر وطار، رئيس جمعية الجاحظية، ومما جاء فيه قوله عن المفكر الكبير مالك ابن نبي إنه كان 'تقدميا'، وكان من أكثر مثقفي عهده يسارية واشتراكية. وقد رددت أيامئذ على الأخ وطار بكلمة نشرت في الشروق العربي تحت عنوان: 'ما كان ابن نبي تقدميا ولا يساريا، ولكن كان حنيفا مسلما'. وقد أعادت جريدة الشروق نشرها في 3/11/2016. وفي 28-7-2025 أذاعت قناة الوطنية في حصة 'مسارات' حوارا مع الروائي بوجدرة، جاء فيه عن المفكر الكبير ابن نبي أنه 'رجعي'، وكان سلبيا بالمعنى الديني، وأنه كان مع الإسلام المادي (!) وأنه له منظور ضيق للإسلام (!!). الروائيان يعدان نفسيهما من 'أصحاب الشِّمال' (بكسر الشين)، ولا أقول اليسار، لأن أصل كلمة اليسار عندنا طيب، ولو امتد العمر بالإمام الإبراهيمي لأضاف هذه الكلمة 'اليسار' بالمعنى غير الإسلامي إلى ما سماه 'الكلمات المظلومة' كالاستعمار، والقياد، والمقدم عند إخواننا الطرقيين، والديمقراطية عند الغربيين وأتباعهم هنا وهناك وهنالك. إن الذين عرفوا مالك ابن نبي مباشرة، أو عن طريق كتبه، يستيقنون أنه لم يكن 'تقدميا' بالمعنى 'الوطّاري'، ولم يكن 'رجعيا' بالمعنى 'البوجدري'، وما عرفوه إلا حنيفا مسلما ولم يكن لا من الضالين ولا من المضلين. وقد عاش منذ وعى وعقل مؤمنا بالإسلام، داعيا إليه، مهموما بقضايا أمته الإسلامية، مجادلا عن الإسلام بالحكمة البالغة والحجة الدامغة حتى لقي ربه، وما بدل، وما غيّر كمن يلبسون لكل حال لبوسها.. وقد قدره أولو النهى، وأكبره أهل الحجى في المشارق والمغارب إلا بعض أصحاب 'الفكر المسطح'، والسابحين في شواطئ البحار لا في أعماقها. ولو كان ابن نبي 'تقدميا' كما زعم وطار لصنّمه 'التقدميون' ولأضافوه إلى أصنامهم البشرية ابتداء من كبيرهم 'ماركس'، ولو كان ابن نبي 'رجعيا' كما زعم بوجدرة لاستحوذ عليه المبذرون من إخوان الشياطين، ولرفعوا به خسيستهم، وقد حاولوا فما أفلحوا واستعصى عليهم. أكاد أجزم أن وطار – رحمه الله – وبوجدرة – هداه الله – لم يقرآ ابن نبي قراءة جادة، واكتفيا بما يقوله عنه 'علماء القهاوي' بلغة الشيخ أبي يعلى الزواوي. إن ابن نبي لا يقرأ كما تقرأ الروايات استلقاء في الأسرة على الظهر أو على البطن.. إن ابن نبي بشر كالبشر، ولكنه ليس كأحد من البشر. وفكره هو الذي عصم كثيرا من الشبان من أن يجرفهم تيار الضلال الذي ساد وطننا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وأشهد أن فكره كان هو سلاحنا في 'صراعنا الفكري' مع أصحاب 'الشمال' في الجامعة المركزية. رحم الله مالك ابن نبي على جهاده الفكري، وأرضاه، وهدى جميع الضالين من مواطنينا إلى صراطه المستقيم، وقد شهد 'الأخ' بوجدرة أن منظومة 'الشمال' قد انهارت في العالم كله، فلماذا يتشبث بها؟

مذبحة بني قريظة... أكثر قصة مختلقة شوهت صورة النبي ﷺ (1)
مذبحة بني قريظة... أكثر قصة مختلقة شوهت صورة النبي ﷺ (1)

خبر للأنباء

timeمنذ 5 ساعات

  • خبر للأنباء

مذبحة بني قريظة... أكثر قصة مختلقة شوهت صورة النبي ﷺ (1)

منذ كنت صغيرًا، كان في داخلي سؤال لا يهدأ: كيف لرسول أرسله الله رحمة للعالمين أن يُامر بقتل جماعي مثل مذبحة بني قريظة؟ كنت أحب النبي ﷺ حبًا كبيرًا، لكن هذه الرواية كانت مثل شوكة في يقيني والمشكله حتى العلماء والدعاة الذين – مثل الشعراوي وطارق السويدان وغيرهم الكثيرين – يؤكدون وقوعها، بل رأوا فيها ضرورة مقدسه "لإظهار هيبة الدولة الإسلامية". لكن في داخلي كان صوت آخر يقول: هذا لا يشبه النبي الذي علّمنا أن نرحم حتى أعداءنا. مع مرور السنين، بدأت أقرأ أكثر. وجدت أن القصة لم تُروَ إلا بعد أكثر من 150 عامًا من زمن النبي، أول من نقلها كان ابن إسحاق (ت. 151هـ)، الذي جمع سيرته من روايات مرسلة، وكثير منها عن وهب بن منبه المعروف بنقل الإسرائيليات (الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج4، ص544). ثم جاء الطبري (ت. 310هـ) ونقل نفس الرواية بلا تمحيص (الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج2، ص245). شيئًا فشيئًا، أدركت أن القصة استُخدمت سياسيًا في العصر العباسي لتبرير أعمال قتل المعارضين (عبد اللطيف، السلطة والشرعية في التاريخ العباسي، ص112). ماذا تقول الرواية؟ الرواية تقول إن النبي ﷺ أمر بقتل جميع رجال بني قريظة بعد غزوة الأحزاب، نحو 600–900 رجل، وسبى النساء والأطفال. لكن القرآن نفسه يذكر فقط: {فريقًا تقتلون وتأسرون فريقًا} (القرآن الكريم، الأحزاب: 26)، أي عمليات قتال محدودة وأسر، وليس إبادة جماعية. كماهو متداوة أفعال النبي ﷺ في مواقف مشابهة كانت مختلفة تمامًا: يوم فتح مكة قال لأهلها: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" (ابن كثير، البداية والنهاية، ج4، ص313)، وأطلق سراح ثمامة بن أثال بلا مقابل (البخاري، صحيح البخاري، حديث 4372). فهل يُعقل أن يغيّر نهجه فجأة إلى قتل مئات الأسرى دفعة واحدة؟ ضعف السند وتضخيم الأرقام الرواية مبنية على أسانيد مرسلة، حتى أن الإمام مالك قال عن ابن إسحاق: "دجال من الدجاجلة" (السيوطي، تدريب الراوي، ج1، ص77). أما الأرقام (600–900 قتيل) فهي مبالغ فيها مقارنة بحجم حصون بني قريظة (عرفات، 'New Light on the Story of Banu Qurayza'، JRAS، 1976). والأغرب أن القصة تشبه إلى حد بعيد قصة حصار "مسعدة" اليهودية التي رواها يوسيفوس، حيث قُتل أو انتحر 960 شخصًا (Josephus, The Jewish War, Book VII). كيف تشابهت التفاصيل إلى هذا الحد؟ لأن ابن إسحاق أخذ كثيرًا من روايات وهب بن منبه الإسرائيلية (الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج4، ص544). لماذا وُجدت هذه القصة؟ العصر العباسي كان مليئًا بالثورات (علوية، خوارج)، والدولة كانت بحاجة إلى روايات تمنحها شرعية لقتل "ناقضي العهد". رواية تقول إن النبي نفسه قتل جماعة كاملة لأنها خانت العهد، كانت مثالية لهذا الغرض (Crone, Slaves on Horses, Cambridge University Press، 1980). قصص أخرى مشابهة شوهت صورة النبي ﷺ أم قرفة قصة ربط عجوز بين جملين وشقها نصفين مصدرها الواقدي، وهو راوٍ متروك (ابن حجر، تهذيب التهذيب، ج8، ص15). وهي تخالف نهي النبي عن قتل النساء: "لا تقتلوا امرأة ولا وليدًا" (مسلم، صحيح مسلم). أم قرفة كانت رمزًا للقوة، حتى صاروا يقولون: "أمنع من أم قرفة" (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث). تصويرها كعدو "يستحق التمثيل" لم يكن إلا صناعة سياسية لاحقة. صفية بنت حيي صفية، ابنة زعيم بني النضير، اختارت الإسلام والزواج من النبي ﷺ، وقالت: "كنت أتمنى أن يكون النبي منقذي" (ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص120). لم تكن سبية حرب كما روّجت بعض الروايات العباسية التي أرادت إبراز النبي كفاتح قوي يتزوج نساء القادة المهزومين. كعب بن الأشرف الشاعر اليهودي الذي تحالف مع قريش. اغتياله – إن صحّ – كان قرارًا سياسيًا في سياق حرب، وليس قاعدة شرعية لتصفية الشعراء. لكن في العصر العباسي، استُخدمت القصة لتبرير قمع المعارضة الأدبية (ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص221). قصة السحر رواية أن النبي ﷺ سُحر حتى كان يُخيّل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله، تتعارض مع قوله تعالى: {والله يعصمك من الناس} (القرآن الكريم، المائدة: 67). القاضي عياض عدها طعنًا في مقام النبوة (القاضي عياض، الشفا، ج2، ص160). ماذا نحتاج أن نفعل اليوم؟ نحتاج أن نعيد قراءة السيرة بعيون جديدة، أن نجعل القرآن مرجعيتنا الأولى، ونقدّم النبي ﷺ كما عرفه أصحابه: إنسانًا رحيمًا، لا أداة في يد السلطة. السيرة النبوية ليست حكايات دم وقتل، بل قصة رحمة وعدل وتسامح. ختاما رواية مذبحة بني قريظة وغيرها من القصص العنيفة ظهرت في سياقات سياسية لاحقة، ولا تعكس جوهر النبوة. إعادة النظر فيها ليست "ترفًا فكريًا"، بل واجبًا أخلاقيًا، حتى لا نورث أبناءنا صورة مشوهة عن نبي جاء رحمة للعالمين. *صفحته على الفيسبوك

"نرفض الزج بالمرأة الجزائرية في نقاشات مغلوطة تمس بثوابتها"
"نرفض الزج بالمرأة الجزائرية في نقاشات مغلوطة تمس بثوابتها"

الشروق

timeمنذ 6 ساعات

  • الشروق

"نرفض الزج بالمرأة الجزائرية في نقاشات مغلوطة تمس بثوابتها"

رئيسة المنظمة الوطنية للنخب والكفاءات النسوية الجزائرية لـ"الشروق": عاد الجدل مجددا إلى الواجهة بشأن قضية المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، في وقت تتعالى فيه بعض الأصوات المنادية بإعادة النظر في أحكام الميراث بين الرجل والمرأة، والمطالبة بوضع قوانين جديدة تتماشى مع مطالبهم، دون مراعاة لطبيعة المجتمع الجزائري المتجذر في مرجعيته الدينية الإسلامية. وفي خضم هذا السجال، فندت المحامية لطيفة ذيب ورئيسة المنظمة الوطنية للنخب والكفاءات النسوية الجزائرية، تصريحات نسبت إليها مؤخرا خلال لقاءات إعلامية سابقة، تفيد بمطالبتها بتحقيق المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة بتدخل من رئيس الجمهورية، مؤكدة أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وأن موقفها من هذه المسألة واضح وثابت، ولا يقبل التأويل أو التحريف. وأكدت لطيفة ذيب في تصريح لـ'الشروق'، أن ما تم تداوله مؤخرا لا يعبر عنها، ويمثل محاولة لتشويه مواقفها المبدئية والدينية على حد تعبيرها، حيث أوضحت أن الميراث مسألة محسومة بنص قرآني واضح، ولا يمكن التلاعب به أو إخضاعه لأهواء فكرية أو إيديولوجية. وأضافت أن موقفها من مسألة الميراث نابع من قناعة دينية راسخة بأن هذا المجال يدخل ضمن حدود الله التي أمر بعدم تجاوزها، كما أن قانون الأسرة الجزائري مستمد من الشريعة الإسلامية، المعتمدة على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهذه مرجعيات لا تقبل المساس بها. كما دعت المتحدثة إلى الكف عن الزج بالمرأة الجزائرية في نقاشات مغلوطة تمس بثوابتها، مشيرة إلى أن هناك أكثر من عشرين حالة في الفقه الإسلامي ترث فيها المرأة أكثر من الرجل، وهو ما يكشف عمق العدل الإلهي في توزيع الحقوق، وينسف الادعاءات القائلة بعدم إنصاف الشريعة للمرأة. واعتبرت ذيب أن الدفاع عن مرجعية الأمة وهويتها الدينية لا يعد مجرد موقف تقليدي، بل هو التزام وطني وأخلاقي يعكس خصوصية المجتمع الجزائري، الذي ظل محافظا على ثوابته رغم التحديات الفكرية والضغوط الخارجية، ويرفض رفضا قاطعا الخوض في مثل هذه النقاشات العقيمة. وشددت رئيسة المنظمة الوطنية للنخب النسوية والكفاءات على أن كل جزائري غيور على دينه يدرك أن الميراث ليس مجالا للنقاش أو المزايدة، بل هو فريضة ربانية تستوجب الاحترام والتسليم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store