
مجرد حلم: شرق أوسط مستقر
منذ أكثر من عقدين، والمنطقة تترنح بين أزمات متلاحقة، وحروب تتجدد، وانقسامات تعمّق الجراح. من العراق إلى سوريا، ومن اليمن إلى لبنان، تبدو مشاهد الدمار وعدم الاستقرار وكأنها الصورة الثابتة للشرق الأوسط، وكأن الحروب أصبحت جزءاً من ذاكرة الجغرافيا، لا مجرد عارض طارئ. في ظل هذا الواقع القاتم، يصبح مجرد الحديث عن شرق أوسط مستقر وكأنه حلم بعيد المنال.
ولعل الأحلام الكبيرة لا يصنعها إلا الكبار، وقد ردّد هذا الحلم زعيم عربي شاب هو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حين قال بوضوح إنه يحلم بأن يرى الشرق الأوسط يتحول إلى «أوروبا الجديدة». لم يكن هذا التصريح مجرد أمنية عابرة، بل رؤية إستراتيجية دفعت السياسة السعودية إلى تبني نهج جديد يقوم على التنمية والاستثمار والشراكات الإقليمية، بدلاً من الرهان على الحروب أو التدخلات.
رؤية 2030 التي تتبناها المملكة ليست فقط مشروعاً اقتصادياً محلياً، بل هي إطار أوسع لفهم دور السعودية في الإقليم. فاستقرار المنطقة ليس ترفاً سياسياً، بل ضرورة لأمن العالم، ولحياة طبيعية طالما افتقدها أبناؤها. ومنذ 2003، وتحديداً بعد الغزو الأمريكي للعراق، دخل الشرق الأوسط مرحلة جديدة من الفوضى، كان يمكن تفاديها لو توافرت الإرادة السياسية لدى الجميع.
اليوم، تقود السعودية اتصالات فاعلة مع دول الجوار، وتسعى لتخفيف التوترات، بما في ذلك الانفتاح الدبلوماسي على إيران، والوساطة في النزاعات، والاستثمار في الاستقرار بدلاً من الانخراط في صراعات عبثية. قد لا يكون تحقيق «أوروبا الشرق» قريباً، لكن مجرد وجود الحلم هو بداية الطريق.
الأحلام الكبرى تحتاج إلى خطوات جريئة، ورؤية واضحة، وزعامات تؤمن بأن الدم لا يمكن أن يكون قدر هذه المنطقة. لهذا، حين نتحدث عن شرق أوسط مستقر، فنحن لا نصف utopia، بل نطالب بحق بسيط: أن يعيش الناس حياة طبيعية، بلا حرب، بلا خوف، بلا ضياع.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
الشرع: نعمل على إيقاف الاعتداءات الإسرائيلية عبر وسطاء
صرح الرئيس السوري أحمد الشرع، أن سلطات الإدارة السورية الجديدة تعمل على إيقاف الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المناطق الآمنة في محافظة القنيطرة جنوب غربي البلاد. وأكد الشرع، في بيان صادر عن مكتب الرئاسة، العمل على إيقاف "الاعتداءات الإسرائيلية عبر مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء دوليين". كما أشار البيان إلى أن الشرع التقى وجهاء وأعيان محافظة القنيطرة والجولان. غارات وتوغل يشار إلى أن إسرائيل كانت شنت منذ ديسمبر 2024 وسقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، عشرات الغارات مستهدفة قواعد عسكرية جوية وبحرية وبرية للجيش السوري السابق. كما توغلت قواتها إلى المنطقة العازلة، وتوسعت في مرتفعات الجولان المحتل وجبل الشيخ، ومناطق أخرى في الجنوب السوري.


العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
عقيدة توم باراك و"دِكنجية" البيع بالقطعة
قَدِمَ المبعوث الرئاسي الأميركي لسوريا، توم باراك، إلى لبنان الأسبوع الفائت في زيارة قصيرة نسبياً التقى خلالها أركان السلطة، وذلك في إطار المساعي الدولية المتواصلة لتذكير السلطات بضرورة الإسراع في تنفيذ التزاماتها الدولية، وعلى رأسها نزع سلاح "حزب الله" والمضي قُدُمًا في الإصلاحات السياسية والاقتصادية، وبهذا التسلسل على وجه التحديد. بطبيعة الحال، استقبل المسؤولون اللبنانيون باراك بحفاوة ملحوظة تختلف عن ترحيبهم بالمبعوثة السابقة مورغان أورتاغوس، التي رفضت تغليف خطابها بأي نوع من الحذاقة أو الدبلوماسية، ما أحرج الساسة اللبنانيين المُتقنين لفن الخِداع والمماطلة، والرافضين لأي إصلاح أو تغيير حقيقي. انعكس الموقف الرسمي اللبناني من الزيارة عبر أبواق السلطة التي وصفت تلك الزيارة بالهادئة واللطيفة، مُتناسين أو ربما مُتغافلين عن أن توم باراك وما يُمثله، سيكون في الواقع أكثر شراسة من أورتاغوس بالنسبة للملف اللبناني، وأكثر إصراراً على تجريد فرع الحرس الثوري الإيراني في لبنان من بقايا سلاحه. توم باراك، الزحلاوي الأصل، هو "قَيصر السلام الإبراهيمي" المُنتظر بين سوريا ولبنان من جهة، وبينهما وبين إسرائيل من جهة أخرى. إنه دورٌ تَعهّد به باراك أمام صديقه الشخصي الرئيس دونالد ترامب، مَفاده أن سوريا ولبنان سيكونان من ضمن الدول الموقّعة على اتفاقات أبراهام؛ واقعٌ يحاول الرؤساء جوزاف عون، ونبيه بري، ونواف سلام تجاهله عبر التركيز على التلال الخمس المحتلة من قبل إسرائيل، من دون تحديد أي إطار زمني واضح لنزع السلاح من جنوب الليطاني أو من المناطق الأخرى. ضمن هذا السياق، حَلّت زيارة باراك لإزالة الخلافات لا بين لبنان وإسرائيل فحسب، بل بين لبنان وسوريا أيضاً، وذلك من خلال إغلاق ملف مزارع شبعا، الذي لطالما استُخدم من قبل نظام بشار الأسد كذريعة للإبقاء على سلاح "حزب الله". أما بالنسبة لمهامِه في الشق السوري، فإن علاقة باراك الوثيقة بالرئيس أحمد الشرع وتعاون الأخير في الملفات الأساسية، وعلى رأسها العلاقة مع إسرائيل، تضع لبنان وطبقته السياسية في خانة جديدة: خانة المُعَرقلين لمسار السلام. وفي حين يروّج اللبنانيون أن العائق الأساس للسلم كان النظام السوري السابق، تبدو سوريا اليوم، في تركيبتها الحالية، تندفع نحو السلام ليس خدمةً لترامب أو نتنياهو، بل انطلاقًا من أن السلام هو ضرورة وحاجة وطنية سورية، على عكس لبنان الذي يتخبط في ملف "القضية الفلسطينية". سوريا، بقيادتها الحالية، تتفوق على لبنان وحُكامه لجهة الرعاية الدولية والإقليمية. ورغم بطء وتيرة إعادة هيكلة الدولة السورية، وفي ظل التحديات الكبرى التي يفرضها تنظيم داعش (بنسخته الأصلية أو الإيرانية) ووَسَط مخاوف الأقليات، إلا أن سوريا لا تزال تسلك المسار الصحيح. أما في لبنان، رسمياً وشعبياً، فالإنكار لواقع المتغيرات الإقليمية هو سَيّد الموقف، لا سيما أن الحرب الأخيرة على إيران لم تهدف فقط لكسر محور الممانعة، بل أيضاً لتهشيم أحد أخطر أمراض لبنان المزمنة: وهو فرادة البلد وحذاقة شعبه الفائقة. قد تبدو "عقيدة توم باراك" لائقة في ظاهرها، لكنها في جوهرها تعكس واقعية إدارة ترامب، التي لن تقدّم شيئاً مجاناً. فعندما يجلس باراك في ديوان نبيه بري، يتوقع منه أن يتصرّف كرئيس لمجلس النواب، لا كرئيس لـ "حركة أمل" أو كدرع سياسي لـ "حزب الله"، وإلا على طريقة ترامب فإن العقوبات الأميركية ستكون بالمرصاد. باراك، كغيره من أركان إدارة ترامب، يَنحَدر من عالم المال والأعمال، بينما ساسة لبنان هم مثل "دِكنجية" البيع بالقطعة يظنون أن الكلام في الغرف المغلقة لا تترتب عليه أي تبعات، وأن بإمكانهم الإفلات من موجة السلام المقبلة حتى لو كانت تصبّ في مصلحة لبنان واللبنانيين. إلا أن هذا التذاكي السياسي قد يُسرّع في تحرير الشعب اللبناني من هذه الطبقة الحاكمة... وربما في وقت سابق لأوانه.


أرقام
منذ 2 ساعات
- أرقام
ملك البحرين يترأس اجتماعاً استثنائياً لمجلس الوزراء
ترأس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، اجتماعاً استثنائياً لمجلس الوزراء عقد في قصر الصخير هذا اليوم، وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله. استهل حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم أيده الله الاجتماع، بالإعراب عن تهانيه إلى كافة أبناء البحرين والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1447، داعياً الله العلي القدير أن يجعله عاماً يسود فيه الأمن والأمان على الأمتين العربية والإسلامية، وأن يعود على مملكة البحرين وأبنائها بالمزيد من الخير والنماء. بعدها رحب حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه بنتائج اجتماع صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مع معالي السير كير ستارمر رئيس وزراء المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية وما أسفر عنه من التوقيع على اتفاقية التعاون الدفاعي والشراكة الاستراتيجية للاستثمار والتعاون مع المملكة المتحدة، مؤكداً جلالته على العلاقات التاريخية التي تجمع البحرين وبريطانيا، ومرحباً بانضمام بريطانيا إلى الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار، وذلك بناءً على الدعوة التي تلقتها من مملكة البحرين ومن قبل الولايات المتحدة الأمريكية. بعد ذلك أشاد جلالته حفظه الله ورعاه بالجهود الحكومية برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء التي أسهمت في رفع جاهزية الأجهزة الحكومية لإدارة الطوارئ المدنية وما يبديه سموه من اهتمام دائم بجميع مسارات التقدم والتنمية، معربا جلالته عن الشكر والتقدير لقوة دفاع البحرين ووزارة الداخلية والأجهزة الأمنية والمدنية على تفانيهم وإخلاصهم في أداء واجبهم الوطني، وجهودهم المستمرة في حفظ الأمن والاستقرار. كما أعرب حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، عن شكره للمواطنين على وعيهم وتجاوبهم الإيجابي ، وعن اعتزازه بوحدة وتلاحم المجتمع البحريني الأصيل، وما يتميز به من وعي وطني مسؤول وحرص للحفاظ على مسارات التنمية الشاملة والمكتسبات الوطنية، وما أبداه المواطنون من حرص على ذلك خلال الأوضاع الراهنة بالمنطقة. بعدها رحب جلالته أيده الله بنتائج اجتماع سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مع فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية الصديقة ومشاركته في الجلسة الرئيسية لمنتدى "سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي" والمشاركة البحرينية المتميزة في أعمال المنتدى والمعرض المصاحب له، معرباً جلالته عن الشكر لروسيا على دعوتها للبحرين كضيف شرف رسمي في المنتدى ومؤكداً على الشراكة التنموية والاستراتيجية بين البحرين وروسيا. ثم أعرب جلالته عن السرور والفخر بتحقيق منتخب البحرين الوطني للكرة الطائرة لقب بطولة كأس الأمم الآسيوية في نسختها الخامسة، وذلك للمرة الأولى في تاريخه، مشيداً بالجهود الكبيرة التي بذلها سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الهيئة العامة للرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، في تهيئة الظروف المثالية لهذه المشاركة، كما أعرب جلالته عن التهاني والتبريكات لرئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة الطائرة، برئاسة سعادة الشيخ علي بن محمد آل خليفة، وإلى اللاعبين والجهاز الفني والجهاز الإداري والجماهير البحرينية. بعد ذلك أكد حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه تضامن مملكة البحرين الكامل مع دولة قطر الشقيقة وهو ما تتطلبه روابط الأخوة والدم ويؤكد تضامن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة، مؤكداً جلالته إدانة مملكة البحرين للهجوم الذي استهدف سيادة دولة قطر الشقيقة من قبل الحرس الثوري الإيراني، وتعتبره انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشيداً جلالته بالبيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري لمجلس التعاون في الدوحة يوم أمس. ثم رحب جلالته أيده الله بإعلان فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عن التوصل إلى اتفاق لوقف كامل وشامل لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مؤكداً جلالته تمسك مملكة البحرين بنهجها الثابت في الدعوة إلى السلام والدبلوماسية لحل الأزمات، كركيزة لتحقيق الاستقرار وازدهار المنطقة، مؤكداً جلالته أيده الله دعم مملكة البحرين الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق في العيش بسلام وحرية وكرامة ، ومساندتها لجهود وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، وتسريع تقديم المساعدات الإنسانية لأهلها وإعادة إعمارها. إلى ذلك رحب حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم أيده الله بإخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دولة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في اجتماع الدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية المزمع عقدها في شهر ديسمبر القادم بمملكة البحرين، معرباً جلالته عن أمنياته بنجاح هذا التجمع الخليجي بما يعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك لما يمثله من أهمية في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات وتحديات، ووجه جلالته أيده الله وزارة الخارجية وكافة الجهات المعنية بالدولة للإعداد المتكامل للاجتماع القادم للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بما يعكس مواقف مملكة البحرين البناءة في دعم وحدة الصف الخليجي وتسريع تنفيذ المشاريع التي تصب في صالح مواطني دول مجلس التعاون. ثم أعرب جلالته عن اعتزازه بفوز مملكة البحرين بالعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي للفترة من (2026 - 2027)، الذي يعكس الثقة الدولية في سياسة المملكة المعتدلة ودورها البناء في حفظ السلم والأمن العالمي. بعد ذلك وجه حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه الجهات المختصة إلى تهيئة كافة سبل النجاح وتوفير المقومات اللازمة لإنجاح موسم عاشوراء، مؤكداً على ما يتميز به المجتمع البحريني منذ القدم من انفتاح وتسامح ووحدة الصف مما جعل مملكة البحرين واحة استقرار وإخاءٍ وسلام ٍوتطورٍ وإنجاز. من جانبه رفع صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالغ الشكر والتقدير للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه لما أبداه جلالته من تقديرٍ للجهود الوطنية، مشيراً إلى أن هذا التقدير السامي يعد مصدر فخرٍ واعتزاز لكافة الكوادر الوطنية وباعث للاستمرار في العطاء والعمل بإخلاص تحقيقاً لرؤى وتطلعات حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله، مؤكداً التزام الحكومة بتنفيذ توجيهات جلالته بالإعداد المتكامل للاجتماع القادم للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وتهيئة كافة سبل النجاح وتوفير المقومات اللازمة لإنجاح موسم عاشوراء.