
الشرع: نعمل على إيقاف الاعتداءات الإسرائيلية عبر وسطاء
صرح الرئيس السوري أحمد الشرع، أن سلطات الإدارة السورية الجديدة تعمل على إيقاف الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المناطق الآمنة في محافظة القنيطرة جنوب غربي البلاد.
وأكد الشرع، في بيان صادر عن مكتب الرئاسة، العمل على إيقاف "الاعتداءات الإسرائيلية عبر مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء دوليين".
كما أشار البيان إلى أن الشرع التقى وجهاء وأعيان محافظة القنيطرة والجولان.
غارات وتوغل
يشار إلى أن إسرائيل كانت شنت منذ ديسمبر 2024 وسقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، عشرات الغارات مستهدفة قواعد عسكرية جوية وبحرية وبرية للجيش السوري السابق.
كما توغلت قواتها إلى المنطقة العازلة، وتوسعت في مرتفعات الجولان المحتل وجبل الشيخ، ومناطق أخرى في الجنوب السوري.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
حرب إيران وإسرائيل الصين مشروع باور أوف سيبيريا 2 الروسي
قالت مصادر مقربة من دوائر صنع القرار في بكين إن حرب إيران وإسرائيل أعادت إحياء اهتمام القادة الصينيين بخط أنابيب Power of Siberia 2 "باور أوف سيبيريا 2"، الذي ينقل الغاز الطبيعي الروسي إلى الصين، في خطوة قد تُعيد إطلاق مشروع ظل معطلاً لسنوات، حسبما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال". وظل مشروع "باور أوف سيبيريا 2" غارقاً في خلافات تتعلق بالأسعار وشروط الملكية، إلى جانب مخاوف صينية من الاعتماد المفرط على روسيا في تأمين احتياجاتها من الطاقة، لكن الصراع الأخير بين إسرائيل وإيران دفع بكين إلى إعادة النظر في مدى موثوقية إمدادات النفط والغاز الطبيعي التي تحصل عليها من المنطقة، رغم سريان وقف إطلاق النار بين البلدين. ووفقاً لشركة الاستشارات Rystad Energy، تستورد الصين نحو 30% من احتياجاتها من الغاز على شكل غاز طبيعي مسال من قطر والإمارات عبر مضيق هرمز، الذي هددت إيران بإغلاقه، وفي الوقت نفسه، أصبحت المصافي المستقلة في الصين، المعروفة باسم "تيبوتس"، تعتمد بشكل متزايد في السنوات الأخيرة على النفط الخام الإيراني الرخيص. ويقول محللون إن أكثر من 90% من صادرات النفط الإيراني تذهب حالياً إلى الصين، رغم العقوبات الأميركية المفروضة لمنع طهران من بيع نفطها في الأسواق العالمية. تصريحات ترمب وأدلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، بتصريح "غير معتاد" بشأن واردات الصين من النفط الإيراني، وذلك عقب إعلانه عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وكتب في منشور عبر منصة "تروث سوشيال": "بإمكان الصين الآن مواصلة شراء النفط من إيران.. نأمل أن تشتري كميات كبيرة من الولايات المتحدة أيضاً". وقال مسؤول في البيت الأبيض، لاحقاً، إن ترمب كان يشير ببساطة إلى أن وقف إطلاق النار حال دون تعطل تدفقات النفط عبر مضيق هرمز، موضحاً أن ترمب "ما زال يدعو الصين إلى استيراد النفط الأميركي، بدلاً من الإيراني، الذي يشكل استيراده انتهاكاً للعقوبات الأميركية". لكن رغم سريان وقف إطلاق النار، دفع النزاع الأخير بكين إلى البحث عن بدائل، إذ قال محللون إن بكين تسعى أيضاً إلى زيادة مشترياتها من النفط الروسي، الذي يشكل نحو خُمس وارداتها من الخام، في وقت تكثف فيه موسكو جهودها لتعزيز صادراتها من الطاقة إلى جارتها الصينية، نظراً لحاجتها إلى السيولة لتمويل حربها في أوكرانيا. وقال مدير مركز "كارنيجي" والخبير في العلاقات الصينية- الروسية ألكسندر جابوييف: "لقد أظهرت التقلبات وعدم قابلية التنبؤ بالوضع العسكري للقيادة الصينية أن الإمدادات عبر خطوط أنابيب برية مستقرة تحمل فوائد جيوسياسية". وأضاف: "روسيا قد تستفيد من ذلك"، فيما ربطت وسائل إعلام رسمية روسية التوترات في الشرق الأوسط بإحياء مشروع "باور أوف سيبيريا 2"، إذ جاء في عنوان نشره مؤخراً موقع Prime الإخباري التابع للدولة: "كارثة الغاز الطبيعي المسال: الصين تعود على وجه السرعة إلى مشروع باور أوف سيبيريا 2". ويتوقع محللون أن تسعى روسيا إلى إدراج مشروع "باور أوف سيبيريا 2" على جدول الأعمال خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى نظيره الصيني شي جين بينج في الصين في سبتمبر المقبل. "قوة سيبيريا 2" ويُعد مشروع Power of Siberia 2 امتداداً لخط الغاز الأصلي "باور أوف سيبيريا 2" الذي بدأ تشغيله في عام 2019، لكنه لطالما شكل أولوية أكثر إلحاحاً لموسكو مقارنة ببكين، فقد خسرت روسيا أكبر أسواقها في مجال الطاقة بعدما توقفت معظم صادراتها من الغاز إلى أوروبا عقب غزوها لأوكرانيا. ومنذ ذلك الحين، أصبحت موسكو تعتمد بشكل متزايد على الصين كمشترٍ رئيسي، غير أن البنية التحتية المحدودة لخطوط الأنابيب والطاقة الإنتاجية الضئيلة للغاز الطبيعي المسال جعلتا من إنشاء خط أنابيب جديد وأكبر ضرورة لزيادة الإمدادات إلى الصين. أما بالنسبة لبكين، فإن اعتمادها على إمدادات الغاز الطبيعي المسال من الشرق الأوسط ومناطق أخرى جعل التوصل إلى اتفاق مع موسكو أقل أهمية من وجهة نظرها. وبحسب مصادر مقربة من دوائر صنع القرار في الصين، فإن أحد الأسباب الرسمية التي طرحتها بكين أمام روسيا أن الحكومة تضع حداً أقصى لاستيراد النفط والغاز من دولة واحدة لا يتجاوز 20%، وبالتالي، استمرت المحادثات لسنوات، رغم أن موسكو كانت تلمح مراراً إلى قرب التوصل إلى اتفاق. لكن هذا الواقع قد يكون بصدد التغير الآن، فمضيق هرمز، الذي يفصل بين عُمان وإيران ويربط الخليج الغني بالطاقة ببحر العرب، يتميز بعمقه واتساعه الكافيين لعبور أكبر ناقلات النفط في العالم، وهذا ما يجعل منه ممراً حيوياً لمرور النفط والغاز، وقد يؤدي إغلاقه إلى اضطراب الأسواق وارتفاع أسعار الطاقة على مستوى العالم. ويرى محللون أن احتمال إغلاق مضيق هرمز بالكامل لا يزال ضعيفاً، نظراً لاعتماد إيران عليه في صادراتها، إضافة إلى ما قد يترتب على ذلك من رد عسكري أميركي محتمل، لكن النزاع الأخير سلط الضوء على التداعيات التي قد تنجم عن مثل هذه الخطوة. الحرب التجارية الأميركية الصينية وبعيداً عن الاضطرابات الحالية في الخليج، أدت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين خلال الأشهر الماضية إلى وقف صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركي إلى الصين، ما عكس مسار سنوات من النمو في التجارة الطاقية بين البلدين. وعلى المدى البعيد، تتوقع بكين أن يلعب الغاز الطبيعي دوراً متنامياً كوقود انتقالي بين عصر الوقود الأحفوري وما بعد الكربون، في إطار سعيها لتحقيق أهدافها في مجال الطاقة النظيفة. وقالت مصادر في بكين إن الصين تهتم أيضاً بتعزيز علاقتها مع روسيا في وقت تناقش فيه إدارة ترمب علناً محاولات لتقويض التقارب بين بكين وموسكو، وقد يساهم دفع مشروع خط الأنابيب المتعثر قدماً في ترسيخ تلك العلاقات. ومع ذلك، يرى محللون أنه حتى في حال التوصل إلى اتفاق بشأن خط الأنابيب، فإن تشييده سيستغرق ما لا يقل عن 5 سنوات، على غرار خط الأنابيب الأصلي الذي يبلغ طوله نحو 1800 ميل. كما لا تزال هناك عقبات كبيرة، من بينها الخلاف حول تسعير الغاز والحجم الضخم للاستثمارات المطلوبة لإنجاز المشروع، وتتمثل عقبة أخرى في إصرار الصين على الحصول على حصص ملكية في المشروع، وهو ما ترفضه موسكو حتى الآن، وتعكس هذه الخلافات في جوهرها حالة من انعدام الثقة التي لا تزال قائمة بين البلدين، رغم ما أعلنه بوتين وشي سابقاً عن "صداقة بلا حدود".


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
نشرت تقييم الاستخبارات لضرب إيران.. CNN تدافع عن صحافية طالب ترمب بطردها
أصدرت شبكة CNN الأميركية بياناً أعربت فيه عن دعمها الكامل للصحفية ناتاشا برتراند وزملائها، وذلك بعد أن طالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بطردها من الشبكة بسبب تقريرها بشأن تقييم استخباراتي أميركي يفيد بأن الضربات التي نُفذت ضد إيران، نهاية الأسبوع الماضي، لم تدمر البرنامج النووي الإيراني، وإنما أدت إلى تأخيره فقط. وقالت إدارة التواصل في CNN عبر منصة "إكس": "ندعم بشكل كامل صحافة ناتاشا برتراند، وتحديداً تقريرها مع زملائها بشأن التقييم الاستخباراتي الأولي للهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية". وأضافت: "تقرير (CNN) أوضح بجلاء أن هذا تقييم أولي قابل للتغيير مع توفر معلومات استخباراتية إضافية، كما غطينا بشكل موسع تشكيك الرئيس ترمب نفسه في هذا التقييم، ومع ذلك، لا نرى أن من المنطقي مهاجمة صحافيينا لمجرد أنهم نقلوا بدقة وجود هذا التقييم وقدموا خلاصة نتائجه التي تخدم الصالح العام". وفي وقت سابق الأربعاء، هاجم ترمب الصحافية برتراند عبر منصته "تروث سوشيال"، قائلاً إنها "يجب أن تُوبخ ثم تُطرد كما يُطرد الكلب"، بسبب تقريرها بشأن التقييم الاستخباراتي. وأضاف ترمب في منشوره: "تغطيتها كانت سلبية بشكل واضح، وبصراحة، لا تمتلك المؤهلات التي تخولها أن تكون مراسلة تظهر على الشاشة.. ليست قريبة حتى من ذلك". وكانت CNN أول من كشف عن تقييم وكالة استخبارات الدفاع الأميركية بشأن حجم الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني، وتبعتها لاحقاً وسائل إعلام أخرى مثل "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز". وبينما ادعى ترمب أن القصف الأميركي لمواقع تخصيب اليورانيوم الإيرانية حقق نجاحاً كاملاً، أشار التقييم إلى أن الضربات لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، وأدت فقط إلى تأخيره لبضعة أشهر وليس لسنوات، وفقاً لما نقله مصدر مطلع لصحيفة "واشنطن بوست". تقييد المعلومات السرية ونقل موقع "أكسيوس" الإخباري، عن 4 مصادر، الأربعاء، قولها إن إدارة الرئيس الأميركي تعتزم تقييد مشاركة المعلومات الاستخباراتية السرية مع الكونجرس، عقب تسريب تقييم سري يشير إلى أن الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، لم تكن بالنجاح الذي صوّره ترمب، فيما يخطط البيت الأبيض لاستبعاد مديرة الاستخبارات الوطنية، من الإحاطة السرية بشأن إيران، أمام مجلس الشيوخ. وذكرت المصادر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI فتح تحقيقاً بشأن التسريب، الذي أثار غضب الرئيس ومسؤولي إدارته، معتبرين أن نشر التقييم الاستخباراتي الأولي يهدف إلى تقويض تصريحات ترمب التي أكدت أن المواقع النووية الإيرانية "دُمِّرت بالكامل". ونشرت وسائل إعلام أميركية، الثلاثاء، تقييماً استخباراتياً أعدته وكالة استخبارات الدفاع، ذراع الاستخبارات الرئيسية لوزارة الدفاع "البنتاجون"، يشكك في نجاح الضربات الأميركية التي استهدفت 3 منشآت نووية، فجر الأحد، في تدمير برنامج إيران النووي بالكامل.


العربية
منذ 3 ساعات
- العربية
بعد وقف الحرب... إلى أين ستتّجه إيران؟
أعلنَ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مساءَ الاثنين الماضي، وقفاً للعملياتِ العسكرية بينَ إسرائيلَ وإيران، بعد 12 يوماً من التَّصعيد الحاد بين الأطراف المتصارعة، والذي بلغَ ذروتَه لدى استهدافِ القوات الأميركية ثلاثةَ مواقعَ نووية إيرانية حسَّاسة هي: «فوردو» و«نطنز» و«أصفهان»، بضرباتٍ دقيقة، وهذه المواقعُ الثلاثة تُعَدُّ أمَّهاتِ البرنامجِ النووي الإيرانيّ. وفي خضمّ التحليلاتِ المتزاحمة بدا هذا الإعلانُ لحظةً فارقةً تستدعي التَّوقفَ والتأمل، ليسَ فقط بوصفه خطوةً لوقفِ التَّصعيد، بل لفهمِ موقعِ إيرانَ في المشهدِ الإقليميّ والدوليّ المعقد. منذ ثورة الخميني عام 1979، قدَّمت إيران نفسَها على أنَّها مركزٌ لقوى المقاومةِ في الشَّرق الأوسط، وبنت سرديةً سياسية قائمة على الصمود في وجه الضغوطِ الخارجية، ودعمتْ الحركاتِ المناهضةَ للغرب، بدأت باحتجاز 52 موظفاً في السّفارة الأميركية بطهران لمدة 444 يوماً، إلى استهدافٍ مباشرٍ للمصالح الأميركية في المنطقة، مطلقةً شعاراتٍ معاديةً للولايات المتحدة واصفة إياها بـ«الشيطان الأكبر»، وهذا المسارُ منحَ طهرانَ نفوذاً لا يُنكر، في بعض الأوساطِ الراديكالية في المنطقة، لكنَّه في المقابل جعلَها في مواجهةٍ مستمرة مع محيطِها الإقليميّ والعالمي، وأدخلَها في عزلةٍ متنامية، دفع ثمنَها الأكبرَ المواطنُ الإيرانيّ. الكاتبُ الأميركي توماس فريدمان كتب في «نيويورك تايمز» قبل يومين، أنَّ إيران اختارت منذ البداية أن تكونَ في صف «قوى الممانعة أو المقاومة» التي تعتمدُ على الصّراع، في مقابلِ قوى إقليميةٍ أخرى راهنتْ على التَّنميةِ والتكاملِ والازدهار، ورغم أنَّ طهرانَ حقَّقت بعضَ التَّقدم العسكري، فإنَّ فريدمان يرى أنَّ ما خسرته علَى المستوياتِ الاقتصاديةِ والاجتماعية والدبلوماسية يفوقُ بكثيرٍ ما كسبته، ففي الوقتِ الذي تراكمتْ فيه الأعباءُ على الدَّاخل الإيراني، كانت دولُ الاعتدال في الجوار تحقق مؤشراتِ نموٍّ وتنمية، وتعزّز حضورَها الدبلوماسيَّ كقوى مؤثرة في المشهدِ الدولي. ويأتي تمسُّكُ إيرانَ ببرنامجها النووي بوصفه أحد أبرز تجلياتِ هذا الاتجاه الذي اختارته إيران، فالبرنامج لم يعد مجردَ محلِّ شكوك دولية، بل تحوَّل إلى مصدرِ تهديدٍ حقيقي لإيرانَ نفسها، قبل أن يكون تهديداً لجيرانِها، فالعالمُ اليوم لم يعد ينظر إلى القدراتِ النووية بعين الإعجابِ أو الرَّدع، بل بعينِ الرّيبة، خصوصاً حين ترتبطُ بعقيدة سياسيةٍ غير واضحة، وبعلاقاتٍ إقليمية متوترة. إذ كيفَ يمكن لدولة أن تطالب بثقة المجتمع الدولي، وهي ترفعُ منسوبَ الخطرِ إلى هذا الحدّ؟ وكيفَ يمكن الاطمئنانُ إليها، وهي تعتمدُ منطقَ: أنَّ الضامنَ الوحيدَ للبقاء هو اللهاث وراء أدوات الدَّمار؟ الحقيقة أنَّ الإشكالَ لا يكمن في البرنامج النووي ذاتِه، بقدر ما يكمن في العقلية التي تقفُ خلفَه، عقلية تراكم القوة لا التنمية، وتبحث عن الردع أكثر ممَّا تبحث عن التكامل، وتخشَى الداخلَ أكثر مما تخشَى الخصوم، وما لم يحدثْ تحوُّلٌ حقيقيٌّ في هذه العقلية، فلن يكونَ هناك فرقٌ كبيرٌ بين وقفِ حربٍ أو اندلاع أخرى، لأنَّ جوهرَ التفكير السّياسي سيبقى كما هو. اليوم، لم تعد التنميةُ خياراً ثانوياً، بل أصبحتِ المعيارَ الأهمَّ للشرعية السياسية، والبوصلة التي تقيس بها الدولُ قدرتَها على التَّقدم والاستقرار، ولدى إيران من المقوّماتِ ما يكفي لأن تكونَ قوةً اقتصاديةً إقليمية مؤثرة، إن اختارت هذا الطريق، لكن ذلك لن يتحقق من دون مراجعةٍ داخلية عميقة، ومن دون إعادةِ تعريفٍ لمعنى «القوة» في خطابها السياسي. وقفُ الحرب، كمَا أعلنه ترمب يومَ الاثنين الماضي، ليس انتصاراً لأي طرفٍ، بقدرِ ما هو لحظة اختبار، فإمَّا أن تستثمرَها طهران كبدايةٍ لتحول هادئ نحو الداخل، وإما أن تظلَّ عالقةً في دوائر التصعيد والتراجع، والانكفاء والتوجّس من كلّ ما هو خارجيٌّ وداخليٌّ على حدّ سواء، وأمامَ هذا المفترق، لا يقاس وزنُ الدولِ بعدد الصواريخ الباليستيةِ، بل بمدَى امتلاكِها الرؤية، وقدرتِها على صناعة الأمل. صحيح أنَّ الثورةَ الإيرانية صمدت 46 عاماً، لكن ما شهدته المنطقة في العامين الماضيين من ضرباتٍ مزلزلة لمشاريعها التوسعية أظهر أنَّ هذا الصمودَ بدأ يتحوَّل إلى عبء، وما تبقَّى من الثورة، يؤمل أن يُترجمَ إلى مشروع بناء، لا إلى مزيدٍ من الحصار والتوجّس، فالدّولُ اليوم تُقاس بما تحقّقه لشعوبِها... لا بمَا تخيفُ به الآخرين.