كيف يقرأ حزب الله وجود القوات الدولية في الجنوب؟
منذ صدور القرار 1701 عام 2006، وانتشار قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" في جنوب لبنان بصيغتها الجديدة، حافظ حزب الله على موقف مزدوج: قبول مبدئي بالوجود الدولي في إطار "ضوابط السيادة"، وتحفّظ عميق على أي محاولة لتوسيع الصلاحيات أو تعديل قواعد الاشتباك. هذه المعادلة التي استمرت لسنوات، دخلت اليوم مرحلة دقيقة، في ظل ضغوط دولية، أميركية خصوصاً، لإعادة النظر في تفويض اليونيفيل وصلاحياتها، مما يضع الحزب أمام سيناريوهات حساسة قد تعيد خلط الأوراق جنوباً.
حزب الله واليونيفيل .. قبول مشروط
"منذ انتهاء حرب تموز 2006، وافق حزب الله، بضغط التوازنات الداخلية والإقليمية، على وجود اليونيفيل في الجنوب، لكنه وضع مجموعة من الضوابط غير المكتوبة لهذا الوجود. الضابط الأبرز يتمثل بعدم المسّ بـ"المعادلة الميدانية"، أي البنية الردعية غير المعلنة للمقاومة في القرى والمحيط، والتي يرى فيها الحزب حقاً مشروعاً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وخروقاته اليومية"، تقول مصادر مطلعة على موقف الحزب من قوات اليونيفيل.
وترى المصادر عبر "المدن" أن الحزب كان دائماً يُشدّد على أن أي تحرّك للقوات الدولية يجب أن يتم عبر الجيش، لا بشكل مستقل. وقد اعتبر هذا التنسيق بمثابة ضمانة، سواء لحماية القرى من الاستفزاز، أو لتفادي المواجهات مع الأهالي، الذين غالباً ما يلعبون دور "الخط الدفاعي الأول" في وجه الدوريات غير المنسقة.
مصدر القلق..
تشدد المصادر على أن "التحول الخطير الذي يرصده حزب الله اليوم، يتمثل في محاولات متكررة، بقيادة أميركية – إسرائيلية، لفرض تعديل على تفويض اليونيفيل، والسماح لها بالتحرك دون تنسيق مع الجيش اللبناني، أو حتى تنفيذ مداهمات مباشرة لمواقع معينة، علماً أن الحزب يعتبر أن التحرك من دون الجيش يختلف تماماً عن التحرك من دون تنسيق مع الجيش، فالتنسيق أمر مفروض بموجب القرار والصلاحيات المعطاة للقوة الدولية، وما يجري اليوم بحسب معلومات "الحزب" هو أن بعض القوات الدولية تتحرك بلا التنسيق المسبق مع الجيش، كما أنها تدخل إلى عقارات وأملاكاً خاصة، وهو ما لا يندرج ضمن صلاحياتها أيضاً.
هذه المحاولات غالباً ما تتم تحت عنوان "فرض احترام القرار 1701"، أو "منع انتشار سلاح غير شرعي"، وهي عناوين يعلم الحزب أن ترجمتها العملية قد تعني استهداف وجوده بشكل مباشر.
السيناريو الأسوأ بالنسبة للحزب، أن يتم دفع مجلس الأمن الدولي إلى اعتماد قرار يُدخل مهمة اليونيفيل تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ما يمنحها صلاحيات التدخل القسري بالقوة المسلحة، وهو ما سيعتبره الحزب خرقاً مباشراً لقواعد الاشتباك، واستدراجاً لمواجهة، قد تبدأ مع القوات الدولية، لكنها لن تنتهي عند هذا الحد، والأقل سوءاً بالنسبة إليه هو تثبيت مبدأ تحرك اليونيفيل بلا تنسيق وحضور الجيش اللبناني، وهو ما يعني وضع الأهالي بمواجهة اليونيفيل، مع ما يستتبع ذلك من أحداث قد تنعكس سلباً على الأهالي.
ما الذي يريده الحزب من اليونيفيل؟
"يريد حزب الله من قوات اليونيفيل أن تبقى في الجنوب"، تقول المصادر، لكن ضمن إطار وظيفي لا يتجاوز "المراقبة والتوثيق"، وليس "الاستهداف والتنفيذ". بعبارة أوضح: الحزب لا يمانع وجودها كمُراقب يحدّ من التوتر، ويوثّق الخروقات الإسرائيلية، لكنه يرفض أن تتحول إلى ذراع تنفيذية لمطالب إسرائيل وأميركا على الأرض، فهو يقبل بدور الجيش اللبناني لكنه لا يتحمل دوراً أجنبياً كهذا.
وتضيف المصادر: "المعادلة التي يتمسك بها الحزب هي استمرار اليونيفيل في أداء دور "الحاجز الوقائي" بين لبنان وإسرائيل، لا "الوسيط العدائي" الذي ينفذ أجندات خارجية"، وبحسب مقربين من قيادة الحزب، فإن أي محاولة لتوسيع الصلاحيات ستُعتبر بمثابة عدوان ناعم، لا يقل خطورة عن خرق جوي أو غارة.
تحرك الأهالي عفويّ؟
ترى المصادر أن اليونيفيل، كما يراها حزب الله، ليست المشكلة بحدّ ذاتها، بل الأداة التي قد تتحوّل إلى مشكلة قريبًا، إن غيّر أحد وظيفتها أو دفع بها نحو قلب المواجهة. لذلك، فإن الصراع اليوم ليس فقط على الأرض، بل على طبيعة التفويض.
وعن تحرّكات الأهالي، تؤكّد المصادر أنها كانت، في جزء منها -وهذا أمر سابق للحرب الأخيرة وما يجري من تطوّرات اليوم- تحصل بدفع غير مباشر من الحزب، الذي يؤكّد، من خلال تحرّكات أبناء القرى، عدم رضاه عن تغيير دور اليونيفيل، ويسعى إلى وضع حدود لتحرّكاتها. لكنّ هذه التحرّكات (حسب المصادر) "بدأت اليوم تحصل بشكل عفوي، بسبب الحالة النفسية الصعبة التي يمرّ بها أبناء الجنوب بعد الحرب الأخيرة وشكل الحرب الجديدة القائمة حاليًا، وهي في غالبيتها المطلقة تحصل بقرارات محلية وغضبٍ محلّي".
في حال تحقّق سيناريو تعديل مهام اليونيفيل، فإن حزب الله، بحسب المصادر، لن يتردّد في محاولة قلب الطاولة. وهنا، لن يكون الردّ مباشرًا ضدّ القوات الدولية، بل سيكون من خلال قواعد اشتباك جديدة، عنوانها تعطيل فعالية اليونيفيل ميدانيًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 22 دقائق
- ليبانون 24
سيناريوهات.. هكذا سيكون "الرد الإيراني" على "الهجوم الإسرائيلي"!
في أعقاب الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت القوات المسلحة الإيرانية وبرنامجها النووي ، أطلقت إيران طائرات مسيرة باتجاه إسرائيل كرد أولي سريع، إلا أن مراقبين يتوقعون أن يكون الرد الإيراني الكامل أوسع نطاقاً وأكثر تأثيراً، بما يمتد إلى مناطق متعددة من الشرق الأوسط ، وقد يُخلّف تداعيات اقتصادية عالمية ملموسة. وتعهدت القيادة الإيرانية وعلى رأسها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بـ"عقاب شديد" لإسرائيل، في وقت وضعت فيه تل أبيب قواتها في حالة تأهب قصوى وأعلنت حالة طوارئ خاصة، مطالبة المدنيين بالاستعداد لهجمات صاروخية وجوية محتملة. وفي هذا السياق، تناول المراسل الصحفي أمير دفتري في تقرير لموقع مجلة "نيوزويك" الأميركية أبرز سيناريوهات الرد الإيراني المحتمل، وفقاً لما تملكه طهران من أدوات استراتيجية، وذلك على النحو التالي: 1. الضربات الصاروخية والمسيرة بدأ هذا الخيار فعلياً، إذ تملك إيران ترسانة ضخمة من الصواريخ الباليستية وأسطولاً متنامياً من الطائرات المسيرة، مما يجعل هذا المسار أحد أعمدة استراتيجيتها للردع. وأظهرت تجربة نيسان 2024، حين أطلقت إيران أكثر من 300 صاروخ ومسيرة على الأراضي الإسرائيلية رداً على ضربات استهدفت مواقعها، قدرة طهران على الرد السريع والدقيق. ورغم استهداف البنية الصاروخية الإيرانية في ضربات سابقة، إلا أن إيران أعادت بناء منظوماتها الدفاعية بشكل أقوى. وتشير تصريحات وزير دفاعها إلى جاهزية هذه الترسانة لضرب أهداف في عمق إسرائيل وأيضاً قواعد أميركية في المنطقة، مما يرفع منسوب المخاطر. وفي ظل ابتعاد الولايات المتحدة عن الضربات الأخيرة، يبقى التساؤل مفتوحاً بشأن مدى تعرضها لاستهداف مباشر من طهران. 2. القوى الحليفة والوكيلة تُمثّل شبكة حلفاء إيران الإقليميين – كالحوثيين في اليمن، والجماعات العراقية ، والفصائل الفلسطينية ، وحزب الله في لبنان –أداة جاهزة لتنفيذ ضربات صاروخية، وعمليات تخريبية، وهجمات خفية. ورغم تراجع قدرات حزب الله مؤخراً بفعل الضربات الإسرائيلية والعقوبات الاقتصادية، فإن استخبارات الولايات المتحدة وإسرائيل ترى أن الرد بالوكالة هو الأكثر ترجيحاً في المرحلة الأولى. ومساء اليوم الجمعة، أعلنت إسرائيل اسقاط صاروخ أطلقته جماعة الحوثي من اليمن، ما يعني انخراط هذه الجماعة في الرد على ضربة إيران. هددت إيران مراراً باستخدام ورقة مضيق هرمز، الذي تمر عبره قرابة 20% من إمدادات النفط العالمية. وارتفعت أسعار النفط بأكثر من 10% مباشرة بعد الهجمات الإسرائيلية، ما يؤكد حساسية هذا المسار. تعتمد إيران بشكل متزايد على الهجمات الإلكترونية كوسيلة انتقام منخفضة التكلفة وذات أثر رمزي قوي، وقد استهدفت إحدى جماعات الحرس الثوري مؤخراً مؤسسات مالية وعسكرية أمريكية وإسرائيلية، مسببة أضراراً اقتصادية. كذلك، زعمت إيران مؤخراً أنها حصلت على آلاف الوثائق الحساسة من داخل إسرائيل، تتعلق ببرنامجها النووي، ما قد يشكل ورقة ضغط دبلوماسية وسيبرانية. وتشير التقارير إلى تصاعد وتيرة الهجمات الإيرانية على البنية التحتية الحيوية في إسرائيل ، مثل منظومات المياه والطاقة. 5. التصعيد النووي رغم تأكيد طهران رسمياً أنها لا تسعى إلى تصنيع أسلحة نووية، إلا أن مسؤوليها أشاروا إلى أن استمرار الضغط الدولي قد يدفع البلاد إلى تغيير مسارها. وبعد صدور قرار توبيخي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعلنت إيران نيتها تسريع تخصيب اليورانيوم. كما ألمح مستشارو المرشد الأعلى إلى أن أي تهديد وجودي أو عودة للعقوبات قد يدفع إيران للتخلي عن القيود الطوعية والمضي نحو مستويات تخصيب تُقرّبها من إنتاج سلاح نووي، وهو ما سيشكل تحولاً خطيراً في مشهد الصراع الإقليمي. ورأى معد التقرير أن ترسانة إيران المتعددة – من الصواريخ والطائرات المسيرة، والحلفاء الإقليميين، وسلاح النفط، والسلاح السيبراني، والبرنامج النووي – تجعلها قادرة على تنفيذ ردود معقدة ومدروسة.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 27 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
سيناريوهات.. هكذا سيكون "الرد الإيراني" على "الهجوم الإسرائيلي"!
في أعقاب الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت القوات المسلحة الإيرانية وبرنامجها النووي، أطلقت إيران طائرات مسيرة باتجاه إسرائيل كرد أولي سريع، إلا أن مراقبين يتوقعون أن يكون الرد الإيراني الكامل أوسع نطاقاً وأكثر تأثيراً، بما يمتد إلى مناطق متعددة من الشرق الأوسط، وقد يُخلّف تداعيات اقتصادية عالمية ملموسة. وتعهدت القيادة الإيرانية وعلى رأسها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بـ"عقاب شديد" لإسرائيل، في وقت وضعت فيه تل أبيب قواتها في حالة تأهب قصوى وأعلنت حالة طوارئ خاصة، مطالبة المدنيين بالاستعداد لهجمات صاروخية وجوية محتملة. وفي هذا السياق، تناول المراسل الصحفي أمير دفتري في تقرير لموقع مجلة "نيوزويك" الأميركية أبرز سيناريوهات الرد الإيراني المحتمل، وفقاً لما تملكه طهران من أدوات استراتيجية، وذلك على النحو التالي: 1. الضربات الصاروخية والمسيرة بدأ هذا الخيار فعلياً، إذ تملك إيران ترسانة ضخمة من الصواريخ الباليستية وأسطولاً متنامياً من الطائرات المسيرة، مما يجعل هذا المسار أحد أعمدة استراتيجيتها للردع. وأظهرت تجربة نيسان 2024، حين أطلقت إيران أكثر من 300 صاروخ ومسيرة على الأراضي الإسرائيلية رداً على ضربات استهدفت مواقعها، قدرة طهران على الرد السريع والدقيق. ورغم استهداف البنية الصاروخية الإيرانية في ضربات سابقة، إلا أن إيران أعادت بناء منظوماتها الدفاعية بشكل أقوى. وتشير تصريحات وزير دفاعها إلى جاهزية هذه الترسانة لضرب أهداف في عمق إسرائيل وأيضاً قواعد أميركية في المنطقة، مما يرفع منسوب المخاطر. وفي ظل ابتعاد الولايات المتحدة عن الضربات الأخيرة، يبقى التساؤل مفتوحاً بشأن مدى تعرضها لاستهداف مباشر من طهران. 2. القوى الحليفة والوكيلة تُمثّل شبكة حلفاء إيران الإقليميين – كالحوثيين في اليمن، والجماعات العراقية، والفصائل الفلسطينية، وحزب الله في لبنان –أداة جاهزة لتنفيذ ضربات صاروخية، وعمليات تخريبية، وهجمات خفية. ورغم تراجع قدرات حزب الله مؤخراً بفعل الضربات الإسرائيلية والعقوبات الاقتصادية، فإن استخبارات الولايات المتحدة وإسرائيل ترى أن الرد بالوكالة هو الأكثر ترجيحاً في المرحلة الأولى. ومساء اليوم الجمعة، أعلنت إسرائيل اسقاط صاروخ أطلقته جماعة الحوثي من اليمن، ما يعني انخراط هذه الجماعة في الرد على ضربة إيران. 3. خنق إمدادات النفط العالمية هددت إيران مراراً باستخدام ورقة مضيق هرمز، الذي تمر عبره قرابة 20% من إمدادات النفط العالمية. وارتفعت أسعار النفط بأكثر من 10% مباشرة بعد الهجمات الإسرائيلية، ما يؤكد حساسية هذا المسار. 4. الحرب السيبرانية تعتمد إيران بشكل متزايد على الهجمات الإلكترونية كوسيلة انتقام منخفضة التكلفة وذات أثر رمزي قوي، وقد استهدفت إحدى جماعات الحرس الثوري مؤخراً مؤسسات مالية وعسكرية أمريكية وإسرائيلية، مسببة أضراراً اقتصادية. كذلك، زعمت إيران مؤخراً أنها حصلت على آلاف الوثائق الحساسة من داخل إسرائيل، تتعلق ببرنامجها النووي، ما قد يشكل ورقة ضغط دبلوماسية وسيبرانية. وتشير التقارير إلى تصاعد وتيرة الهجمات الإيرانية على البنية التحتية الحيوية في إسرائيل، مثل منظومات المياه والطاقة. 5. التصعيد النووي رغم تأكيد طهران رسمياً أنها لا تسعى إلى تصنيع أسلحة نووية، إلا أن مسؤوليها أشاروا إلى أن استمرار الضغط الدولي قد يدفع البلاد إلى تغيير مسارها. وبعد صدور قرار توبيخي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعلنت إيران نيتها تسريع تخصيب اليورانيوم. كما ألمح مستشارو المرشد الأعلى إلى أن أي تهديد وجودي أو عودة للعقوبات قد يدفع إيران للتخلي عن القيود الطوعية والمضي نحو مستويات تخصيب تُقرّبها من إنتاج سلاح نووي، وهو ما سيشكل تحولاً خطيراً في مشهد الصراع الإقليمي. تصعيد خطير ورأى معد التقرير أن ترسانة إيران المتعددة – من الصواريخ والطائرات المسيرة، والحلفاء الإقليميين، وسلاح النفط، والسلاح السيبراني، والبرنامج النووي – تجعلها قادرة على تنفيذ ردود معقدة ومدروسة. ووفق التقرير، فإن هذه الخيارات تُبقي منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره على حافة تصعيد خطير، يتطلب مراقبة حذرة واستعداداً دبلوماسياً وأمنياً فائقاً. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 39 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
الصراع النووي واستراتيجية الهيمنة في الشرق الأوسط
كتب حلمي تيم : كانت حربًا مؤجلة... تلك الحرب التي يقودها الكيان الصهيوني لبسط هيمنته على المنطقة. فبعد انتهاء الحرب في لبنان وشلّ حركة حزب الله العسكرية، وبمكر الأجهزة الاستخبارية الصهيونية، ها هي نفس الأجهزة تسعى الآن للسيطرة على إيران كقوة نووية في المنطقة، مستغلةً الضعف الأمني البين داخل المنظومتين الإيرانيتين: العسكرية والمدنية. والهدف واضح: السيطرة على العصب النووي الإيراني، مما سيجعل هذا الكيان القوة الأعلى في المنطقة. إسرائيل، ككيان استعماري، حينما تضرب إيران، لا تنظر بعاطفة إلى الدول المجاورة، فهي ترى نفسها ضمن منطق نرجسي صريح، ولا تأخذ في الاعتبار أي اتفاقيات سلام أو هدنات. بالمقابل، تتعامل إيران بمنطق المدافع بنفس النرجسية، متناسيةً أنها دولة إسلامية وجيرانها من المسلمين. فعندما تطلق صواريخها، تنظر إلى محيطها وكأنه أتباع لمعاوية، ولا تتردد في تكرار ذلك بصريح العبارة: "هم عرب". وبعد فشل إيران في لبنان وسوريا، تسعى إسرائيل الآن لطمس معالم إنتاج الأسلحة الذرية، أو على الأقل تقييدها قدر الإمكان. لهذا السبب، أصبحت إيران فريسة سهلة لإسرائيل، التي تنفذ مشروعها الاستعماري بتوجيه مباشر من الغرب، ولاشك أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف خلف هذا المخطط، فلا شيء يهمها في الشرق الأوسط أكثر من إسرائيل، وما بعدها... الطوفان. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News