
قنوات مصابة بفقر الدم الإعلامي!
ويتعلق الأمر هنا بالوقائع والمعلومات تحديدا، وليس بالآراء أو التحليلات. ذلك أن «التعليق حر أما الوقائع فمقدسة»، مثلما تقول القاعدة الذهبية التي صاغها محرر الغارديان تشارلز سكوت بمناسبة مئويتها الأولى عام 1921. وأذكر أن الأستاذ الراحل دونالد جي برنّر كان يقول إن مصداقية الجريدة أو الكتاب لا تتعلق بالجوهر فحسب، بل وبالمظهر أيضا. فأخطاء الطباعة أو أخطاء الرسم، مثلا، هي مما ينال من المصداقية إذا تكاثرت في النسخة الواحدة أو إذا تكررت على مدى الزمن. ومن الأمثلة على ذلك أن عنوان كتاب أنيس منصور الشهير «عبد الناصر المفترَى عليه والمفترِي علينا» قد أتى في طبعاته المختلفة مرسوما بالألف المقصورة في الحالتين، إبطالا (بسبب عدم اكتراث الناشرين) للمعنى المقصود والأثر المطلوب. وبما أن المجال لا يتسع، فلنذكر مثالا واحدا على أخطاء المعلومات الباعثة على الشك في مصداقية الكاتب. إذ سبق أن أشدنا هنا العام الماضي بكتاب رونن برغمان الصادر عام 2018 بعنوان «بَكِّرْ بالنهوض واقتُل أوّلا» وقلنا إنه هو المرجع في تاريخ الاغتيالات التي نفذتها أجهزة الموساد، والشين بيت، والجيش الإسرائيلي منذ مولد دولة عصابات الإرهاب الصهيوني عام 1948.
أخطر أنواع الخطأ المعلوماتي في الإعلام الغربي هو ذلك المتعلق بتناول حقيقة دولة الاحتلال لأنه لا يتعلق بخطأ في المعلومات، بل بفقر مدقع فيها
وحدث أن شاهدت قبل أيام الحوار القيّم والممتع الذي أدلى به مدير الاستخبارات الخارجية الفرنسية نيكولا ليرنر للمذيع القدير داريوس روشبان (وهو سبق صحافي لأنه أول حوار من هذا النوع يبث على شاشات التلفزة) فإذا بي أفاجأ بليرنر ينصح، في موضعين مختلفين، أي مهتم بأساليب عمل الموساد أن يقرأ كتاب برغمان! وكنت قد قرأت قُبيْل ذلك فصولا من كتاب برغمان المهم الآخر «الحرب السرية على إيران»، فوجدته يقول إن الخميني طلب من أعضائه فور عودته إلى طهران مطلع عام 1979 إنزال الصورتين اللتين عُلق منهما الآلاف في الشوارع: الأولى لأنها تظهره بالنظارات، وقد خشي أن تُعَدّ النظارات من إمارات اللين والضعف، والأخرى لأنها تظهره مبتسما بوداعة. وتفسير برغمان هو أن «التقاليد الإسلامية (ولعله يقصد السنة النبوية) تنص بوضوح أن الرسول محمدا لم يبتسم أبدا (كذا!) وأنه كان ينعى على المبتسمين خفتهم وسوء خُلُقهم». وبَدَهي أن مثل هذه الأخطاء المعلوماتية الجسيمة هي مما يثير الشك في مصداقية الصحافي. ذلك أن من اليسير لأي كان أن يبحث فيجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بسّاما بشوشا دائم البِشْر، وأنه كان يحض المسلمين على الابتسام قائلا «تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة»، و»إنكم لا تَسَعُون الناس بأموالكم، ولكن يَسَعُهم منكم بَسْطُ الوجه وحُسن الخُلق».
ولكن أخطر أنواع الخطأ المعلوماتي في الإعلام الغربي هو ذلك المتعلق بتناول حقيقة دولة الاحتلال لأنه لا يتعلق بخطأ في المعلومات، بل بفقر مدقع فيها، أو بإغفال للمحرج منها. ومن أمثلة ذلك أن المتابع للإعلام التلفزي الغربي يلاحظ على مدى العقود أن المذيعين والمعلقين لا ينفكون يذكّرون بأن حماس «لا تؤمن بحق إسرائيل في الوجود» وبأنها نفذت منذ منتصف التسعينيات «أعمالا إرهابية لإفشال مسار السلام». ولكن لا أحد منهم يَذكر ولو مرة واحدة التصميم الإسرائيلي على إبطال هذا المسار من الأساس منذ أن قال شامير، لما أرغمه جيمس بيكر على حضور مؤتمر مدريد إرغاما، إنه سوف يدوخ الفلسطينيين في متاهة سنوات من المفاوضات التي لا تفضي إلى شيء. ولا أحد يذكر أن سياسة اليمين في مجال مبادلة السلام بالأرض هي «ولا سنتمتر واحد!»، أو أن الذي اغتال رابين ليس فلسطينيا وإنما هو متطرف ديني صهيوني لا يؤمن بحق فلسطين في الوجود.
كاتب تونسي
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 20 دقائق
- العربي الجديد
مقتل 6 جنود لبنانيين وإصابة آخرين بانفجار ذخائر في الجنوب
قال الجيش اللبناني إنّ ستة من أفراده قُتلوا وأصيب آخرون في جنوب لبنان إثر انفجار ذخائر أثناء العمل على تفكيكها، اليوم السبت، وأضاف الجيش في بيان: "أثناء كشف وحدة من الجيش على مخزن للأسلحة وعملها على تفكيك محتوياته في وادي زبقين - صور، وقع انفجار داخله، ما أدى في حصيلة أولية إلى استشهاد 6 عسكريين وإصابة آخرين بجروح"، وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إنّ الرئيس اللبناني جوزاف عون اتصل بقائد الجيش رودلف هيكل للاطلاع على ملابسات "الحادثة الأليمة". وأعرب عون عن ألمه لمقتل العسكريين كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى، وجاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه عون مع قائد الجيش، العماد رودلف هيكل، اطلع فيه على ملابسات الحادثة، وقال عون بحسب "الوطنية للإعلام": "إن الوطن اليوم يفقد نخبة من خيرة أبنائه الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل الدفاع عن أرض لبنان وسيادته. هؤلاء الشهداء الأبرار سطروا بدمائهم الزكية أروع معاني التضحية والفداء، وأكدوا أن الجيش اللبناني يبقى درع الوطن الواقي وحارس حدوده الأمين"، وأضاف: "إن دماء شهدائنا الأبرار لن تذهب هدراً، وستبقى منارة تضيء طريق النضال من أجل لبنان حر وسيد ومستقل. رحم الله شهداءنا الأبطال وأسكنهم فسيح جناته". من جهته، قال رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام ، في تغريدة على حسابه في منصة إكس: "بكثير من الألم يزف لبنان أبناء جيشنا الباسل الذين ارتقوا شهداء في الجنوب، وهم يؤدّون واجبهم الوطني. إن لبنان كله، دولة وشعباً، ينحني إجلالاً أمام تضحياتهم ودمائهم الزكية التي تُعيد التأكيد أن جيشنا هو صمّام الأمان، وحصن السيادة، وحامي وحدة الوطن ومؤسساته الشرعية. رحم الله أبطالنا". بكثير من الألم يزف لبنان ابناء جيشنا الباسل الذين ارتقوا شهداء في الجنوب، وهم يؤدّون واجبهم الوطني. إن لبنان كله، دولة وشعباً، ينحني إجلالاً أمام تضحياتهم ودمائهم الزكية التي تُعيد التأكيد أن جيشنا هو صمّام الأمان، وحصن السيادة، وحامي وحدة الوطن ومؤسساته الشرعية. رحم الله… — Nawaf Salam نواف سلام (@nawafsalam) August 9, 2025 وتوجّه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بأحر التعازي إلى الجيش اللبناني، وقال: "مجدداً قدرُ هذه المؤسسة الوطنية الجامعة لآمال وتطلعات اللبنانيين أن تصون الوحدة والأمن والاستقرار، وتعمّد السيادة الوطنية بالبذل والتضحية، مقدِّمة المزيد من الشهداء والجرحى"، وأضاف بري: "إننا في هذه اللحظة الأليمة والدامية نقف مع الجيش وإلى جانبه، من أجل تمكينه من إنجاز مهامه الوطنية التي أقسم يمين الولاء والانتماء على تأديتها مهما غلت التضحيات". وكان بري أوعز فور وقوع الحادث إلى أجهزة الدفاع المدني في "كشافة الرسالة الإسلامية" بوضع كل إمكاناتها الإسعافية والتطوعية بتصرّف الجيش اللبناني، للمساهمة في عمليات الإسعاف وإخلاء المصابين. وفي سياق الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، السبت، عن استشهاد شخص إثر استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي سيارةً كان يستقلها في بلدة عيناتا، قضاء بنت جبيل بالجنوب اللبناني. وكان مواطن لبناني قد استشهد أمس الجمعة إثر غارة شنها الاحتلال على طريق الزهراني في قضاء النبطية جنوبي لبنان. قضايا وناس التحديثات الحية مخلّفات جيش الاحتلال تتحوّل إلى مصائد موت في كفر حمام جنوبي لبنان وكان الاحتلال الإسرائيلي قد شن عدواناً موسعاً على لبنان في سبتمبر/أيلول 2024 استمر حتى التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وترك العدوان الإسرائيلي أعداداً كبيرة من القنابل العنقودية والألغام الأرضية في الجنوب اللبناني إضافة إلى جانب دمار واسع، وتمثل مخلّفات الحرب خطراً مباشراً وقاتلاً على المواطنين. الجيش اللبناني يحذر من المساس بالأمن الأهلي وفي شأن ذي صلة، أصدر الجيش اللبناني في وقت سابق اليوم السبت بياناً حذر فيه من دعوات تنتشر للقيام باحتجاجات وقطع طرق مؤكداً انه لن يسمح بالمساس بالسلم الأهلي، وقال البيان: "ظهرت دعوات من قبل أفراد عبر مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بتحركات احتجاجية، ونشر مقاطع فيديو مفبركة تهدف إلى إثارة التوتر بين المواطنين. وتحذّر قيادة الجيش المواطنين من تعريض أمن البلاد للخطر من خلال تحركات غير محسوبة النتائج". وأضاف البيان: "إنّ الجيش، إذ يحترم حرية التعبير السلمي عن الرأي، لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، أو قطع الطرقات أو التعدي على الأملاك العامة والخاصة، ويؤكد ضرورة تحلّي المواطنين وجميع الفرقاء بالمسؤولية في هذه المرحلة الصعبة، وأهمية وحدتهم وتضامنهم بهدف تجاوز الأخطار المحدقة ببلدنا".


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
مقتل 6 من أفراد الجيش اللبناني في انفجار ذخائر بالجنوب
قال الجيش اللبناني إنّ ستة من أفراده قُتلوا وأصيب آخرون في جنوب لبنان إثر انفجار ذخائر أثناء العمل على تفكيكها، اليوم السبت، وأضاف الجيش في بيان: "أثناء كشف وحدة من الجيش على مخزن للأسلحة وعملها على تفكيك محتوياته في وادي زبقين - صور، وقع انفجار داخله، ما أدى في حصيلة أولية إلى استشهاد 6 عسكريين وإصابة آخرين بجروح"، وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إنّ الرئيس اللبناني جوزاف عون اتصل بقائد الجيش رودلف هيكل للاطلاع على ملابسات "الحادثة الأليمة". وأعرب عون عن ألمه لمقتل العسكريين كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى، وجاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه عون مع قائد الجيش، العماد رودلف هيكل، اطلع فيه على ملابسات الحادثة، وقال عون بحسب "الوطنية للإعلام": "إن الوطن اليوم يفقد نخبة من خيرة أبنائه الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل الدفاع عن أرض لبنان وسيادته. هؤلاء الشهداء الأبرار سطروا بدمائهم الزكية أروع معاني التضحية والفداء، وأكدوا أن الجيش اللبناني يبقى درع الوطن الواقي وحارس حدوده الأمين"، وأضاف: "إن دماء شهدائنا الأبرار لن تذهب هدراً، وستبقى منارة تضيء طريق النضال من أجل لبنان حر وسيد ومستقل. رحم الله شهداءنا الأبطال وأسكنهم فسيح جناته". ومن جهته، قال رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام ، في تغريدة على حسابه في منصة إكس: "بكثير من الألم يزف لبنان أبناء جيشنا الباسل الذين ارتقوا شهداء في الجنوب، وهم يؤدّون واجبهم الوطني. إن لبنان كله، دولة وشعباً، ينحني إجلالاً أمام تضحياتهم ودمائهم الزكية التي تُعيد التأكيد أن جيشنا هو صمّام الأمان، وحصن السيادة، وحامي وحدة الوطن ومؤسساته الشرعية. رحمهم الله أبطالنا". بكثير من الألم يزف لبنان ابناء جيشنا الباسل الذين ارتقوا شهداء في الجنوب، وهم يؤدّون واجبهم الوطني. إن لبنان كله، دولة وشعباً، ينحني إجلالاً أمام تضحياتهم ودمائهم الزكية التي تُعيد التأكيد أن جيشنا هو صمّام الأمان، وحصن السيادة، وحامي وحدة الوطن ومؤسساته الشرعية. رحم الله… — Nawaf Salam نواف سلام (@nawafsalam) August 9, 2025 وكان الاحتلال الإسرائيلي شن عدواناً موسعاً على لبنان في سبتمبر/أيلول 2024 استمر حتى التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وترك العدوان الإسرائيلي أعداداً كبيرة من القنابل العنقودية والألغام الأرضية في الجنوب اللبناني إضافة إلى جانب دمار واسع، وتمثل مخلّفات الحرب خطراً مباشراً وقاتلاً على المواطنين. قضايا وناس التحديثات الحية مخلّفات جيش الاحتلال تتحوّل إلى مصائد موت في كفر حمام جنوبي لبنان الجيش اللبناني يحذر من المساس بالأمن الأهلي وفي شأن ذو صلة، أصدر الجيش اللبناني في وقت سابق اليوم السبت بياناً حذر فيه من دعوات تنتشر للقيام باحتجاجات وقطع طرق مؤكداً انه لن يسمح بالمساس بالسلم الأهلي، وقال البيان: "ظهرت دعوات من قبل أفراد عبر مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بتحركات احتجاجية، ونشر مقاطع فيديو مفبركة تهدف إلى إثارة التوتر بين المواطنين. وتحذّر قيادة الجيش المواطنين من تعريض أمن البلاد للخطر من خلال تحركات غير محسوبة النتائج". وأضاف البيان: "إنّ الجيش، إذ يحترم حرية التعبير السلمي عن الرأي، لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، أو قطع الطرقات أو التعدي على الأملاك العامة والخاصة، ويؤكد ضرورة تحلّي المواطنين وجميع الفرقاء بالمسؤولية في هذه المرحلة الصعبة، وأهمية وحدتهم وتضامنهم بهدف تجاوز الأخطار المحدقة ببلدنا".


القدس العربي
منذ 10 ساعات
- القدس العربي
تونسيون يحتجون أمام السفارة اللبنانية ضد نزع سلاح 'حزب الله'- (شاهد)
الصورة من حساب تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين على فيسبوك تونس- 'القدس العربي': تظاهر عشرات التونسيين أمام السفارة اللبنانية للتعبير عن رفضهم قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح 'حزب الله'. ونظمت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين وقفة احتجاجية أمام السفارة اللبنانية، حمل فيها المحتجون أعلام الحزب وصور أمينه العام السابق حسن نصر الله، كما رددوا شعارات من قبيل 'البندقية هي الحل ضد الغازي والمحتل' و'يشتعل يحترق.. الكيان من ورق' و'يا نصر الله يا شهيد.. ع المبادئ لن نحيد'. ودونت الناشطة سارة البراهمي 'السلاح ضرورة وطنية. سلاح حرر الأرض وحقق توازن الردع مع العدو في ظل عجز ما يشبه الدولة في لبنان عن حماية مواطنيها. يفتحون باباً جديداً للعدوان على لبنان ولكن دون تكلفة هذه المرّة. هذا تنظير فارغ في وجه خطر حقيقي'. وكتب هشام العجبوني القيادي في حزب التيار الديموقراطي 'أنا مع نزع سلاح الجيوش العربية وتسليمه إلى المقاومة'. وأضافت الناشطة الحقوقية نزيهة رجيبة: 'السلاح في أيدي الأنظمة العربية زينة واستعراض وتهديد لشعوبها، وفي أيدي المقاومة دفاع عن الأرض والعرض'. يذكر أن الطبقة السياسية في تونس، نعت نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل في أيلول/ سبتمبر الماضي، كما نددت بـ'الدور الأمريكي' في عملية الاغتيال.