
تونسيون يحتجون أمام السفارة اللبنانية ضد نزع سلاح 'حزب الله'- (شاهد)
تونس- 'القدس العربي':
تظاهر عشرات التونسيين أمام السفارة اللبنانية للتعبير عن رفضهم قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح 'حزب الله'.
ونظمت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين وقفة احتجاجية أمام السفارة اللبنانية، حمل فيها المحتجون أعلام الحزب وصور أمينه العام السابق حسن نصر الله، كما رددوا شعارات من قبيل 'البندقية هي الحل ضد الغازي والمحتل' و'يشتعل يحترق.. الكيان من ورق' و'يا نصر الله يا شهيد.. ع المبادئ لن نحيد'.
ودونت الناشطة سارة البراهمي 'السلاح ضرورة وطنية. سلاح حرر الأرض وحقق توازن الردع مع العدو في ظل عجز ما يشبه الدولة في لبنان عن حماية مواطنيها. يفتحون باباً جديداً للعدوان على لبنان ولكن دون تكلفة هذه المرّة. هذا تنظير فارغ في وجه خطر حقيقي'.
وكتب هشام العجبوني القيادي في حزب التيار الديموقراطي 'أنا مع نزع سلاح الجيوش العربية وتسليمه إلى المقاومة'.
وأضافت الناشطة الحقوقية نزيهة رجيبة: 'السلاح في أيدي الأنظمة العربية زينة واستعراض وتهديد لشعوبها، وفي أيدي المقاومة دفاع عن الأرض والعرض'.
يذكر أن الطبقة السياسية في تونس، نعت نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل في أيلول/ سبتمبر الماضي، كما نددت بـ'الدور الأمريكي' في عملية الاغتيال.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
لاريجاني يبدأ من العراق جولة تشمل لبنان وسط الخلافات بشأن حصر السلاح
بدأ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، اليوم الاثنين، جولة إقليمية تستمر ثلاثة أيام، تشمل العراق ولبنان، وذلك في أول زيارة خارجية له منذ توليه مهامه منذ أقل من أسبوع. وقال لاريجاني في حديث للتلفزيون الإيراني إن الهدف من زيارته تعزيز العلاقات وتوقيع اتفاقية أمنية مع بغداد، مؤكدا أن هذه الاتفاقية "مهمة". وأضاف أن نظرة إيران وأسلوبها في العلاقات مع الجيران يقومان على أن أمن الإيرانيين هو النقطة المحورية، مع الأخذ في الاعتبار في الوقت ذاته أمن الجيران، وبيّن أنه سيلتقي في العراق بمسؤولين وشخصيات عديدة من تيارات مختلفة، قائلاً: "سنستمع إلى آرائهم، وسنطرح في المقابل وجهات نظرنا بشأن التعاون الثنائي". وتأتي زيارة لاريجاني في توقيت حساس، بعد تعثّر محاولات القوى السياسية الحليفة لإيران في إقرار قانون "الحشد الشعبي"، والخلافات المتصاعدة بين كتائب حزب الله، ورئيس الحكومة محمد شياع السوداني، الذي صرّح أخيراً بحتمية "حصر السلاح بيد الدولة". والتقى لاريجاني عند وصوله، مستشار الأمن القومي العراق، قاسم الأعرجي، وبحث معه التعاون والتنسيق المشترك بين العراق وإيران. ووفقاً لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، فإن "الأعرجي استقبل في مطار بغداد لاريجاني"، مبيناً أن "الجانبين بحثا التعاون والتنسيق المشترك بين العراق وإيران". الأمين الأعلى لمجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني ومستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي يزوران موقع مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس بالقرب من مطار بغداد الدولي — Zaid Mostafa (@ZaidXMostafa) August 11, 2025 ولم تعلن بغداد رسمياً عن الزيارة قبيل وصول لاريجاني، إلا أن نائباً في البرلمان العراقي، أكد لـ"العربي الجديد، أن "لاريجاني سيلتقي قيادات سياسية وحكومية بارزة في بغداد"، مبيناً أن "الزيارة تحمل رسائل تأكيد إيرانية على العلاقة بين البلدين، فضلاً عن ملف الضغوط الأميركية تجاه الحشد الشعبي". لبنان المحطة الثانية في جولة لاريجاني وبخصوص زيارته إلى بيروت، شدد لاريجاني على أن لبنان "من الدول شديدة الأهمية في المنطقة، والمؤثرة في غرب آسيا، وقد كانت لنا منذ زمن طويل علاقات مع الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية"، مضيفاً: "في ظل هذه الظروف، التي تحمل طابعاً خاصاً، سنجري محادثات مع المسؤولين اللبنانيين والأطراف المؤثرة هناك". ورداً على سؤال حول ما إذا كان يحمل معه رسائل إلى الحكومة اللبنانية، قال: "في هذه الزيارة، توجد رسائل سنقوم بطرحها، كما سنوضح المواقف المحددة للجمهورية الإسلامية الإيرانية خلالها". وأكد لاريجاني أن مواقف طهران تجاه لبنان "كانت ولا تزال واضحة، فنحن نعتقد أن الوحدة الوطنية في لبنان قضية أساسية ينبغي الحفاظ عليها في جميع الظروف، وأن استقلال لبنان كان وسيظل بالنسبة لنا أمراً مهماً"، وختم بالقول: "إن هذه الحوارات يمكن دائماً أن تكون مؤثرة في تحقيق الاستقرار في المنطقة". أخبار التحديثات الحية عراقجي: محاولات نزع سلاح حزب الله ليست جديدة وتأتي زيارة لاريجاني إلى لبنان في وقت زادت فيه الضغوط الداخلية والدولية على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله ، الحليف لإيران. وكان مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي قد أكد، السبت، في مقابلته مع وكالة تسنيم، رفض طهران نزع سلاح حزب الله، قائلاً إن هذا "حلم لن يتحقق"، موضحاً أن هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها البعض في لبنان مشاريع مثل هذه، وقال إنها "صُدّت سابقاً، وستبوء بالفشل هذه المرة أيضاً، لأن المقاومة ستقف في وجه تلك المؤامرات". وشدد على أن "المقاومة، حين كانت تمتلك إمكانات أقل، أفشلت هذه المخططات، فكيف بها اليوم وهي تحظى بدعم شعبي أكبر وقدرات أعظم"، وتساءل: "هل لدى الحكومة اللبنانية أي هاجس تجاه حماية الوطن والشعب حتى تطرح مشاريع مثل هذه؟"، مخاطباً إياها بالقول: "إذا تخلى حزب الله عن سلاحه، فمن سيدافع عن أرواح اللبنانيين وأعراضهم؟ ألم تكن تجارب الماضي كافية ليتخذ بعض ساسة هذا البلد منها عبرة؟". وأكد ولايتي أن هذا المسار في لبنان "هو مطلب أميركي إسرائيلي بامتياز"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان أن نزع سلاح حزب الله ممكن، لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعارض ذلك بشدة، فقد دعمت دائماً شعب لبنان ومقاومته، ولا تزال مستمرة في هذا الدعم".


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
اللائحة السوداء... فيلم أميركي طويل أم ورقة تفاوض؟
من جديد، يعود لبنان إلى واجهة الاهتمام الدولي، لا من باب إنجاز إصلاحي أو اقتصادي، بل من خلال تهديد أميركي متجدد بإدراجه على اللائحة السوداء للدول غير المتعاونة في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. ورغم أن هذا التهديد لم يصدر بصيغة رسمية بعد، فإنه تكرّس عبر تسريبات وتقارير إعلامية ومواقف صادرة عن مسؤولين أميركيين، ما يعكس تصعيداً جديداً في التعامل مع الواقع اللبناني المتأزم. وفي وقت تحاول فيه واشنطن تبرير التهديد بالاستناد إلى معايير مجموعة العمل المالي (FATF)، فإن الطابع السياسي للسياق لا يمكن تجاهله، خصوصاً بعد عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مطلع عام 2025، في ولاية ثانية تعيد إلى الواجهة سياسة الضغوط القصوى على خصوم الولايات المتحدة وحلفائهم. فإدارة ترامب، كما في ولايته الأولى، لا تفصل بين السياسة والاقتصاد، بل تستخدم العقوبات والإجراءات المالية وسيلة ضغط فعّالة لإعادة تشكيل التوازنات الإقليمية. ولبنان، في ظل هشاشته وانقسامه، يتحول مجدداً إلى ورقة في لعبة النفوذ الأميركية الإيرانية، يدفع ثمنها الشعب واقتصاده المنهار. لبنان، في ظل هشاشته وانقسامه، يتحول مجدداً إلى ورقة في لعبة النفوذ الأميركية الإيرانية، يدفع ثمنها الشعب واقتصاده المنهار بين المبررات التقنية والحسابات السياسية صحيح أن النظام المصرفي اللبناني يعاني منذ عام 2019 أزمة غير مسبوقة، وأن ضعف الشفافية وتراجع الرقابة يشكلان أرضية خصبة لأي اتهام بالتقصير أو التواطؤ. إلا أن السلطات المعنية، من مصرف لبنان وهيئة التحقيق الخاصة إلى هيئة الأسواق المالية، لا تزال تلتزم الحد الأدنى من التعاون مع الجهات الدولية، رغم الارتباك السياسي الحاد وضعف الإمكانات. كذلك فإن المصارف اللبنانية، وإن بدرجات متفاوتة، فرضت منذ سنوات إجراءات صارمة على التحويلات والمعاملات المالية، وخصوصاً تلك المرتبطة بمناطق النزاع أو الأسماء المدرجة على لوائح العقوبات. لكن ما يجري اليوم لا يمكن فصله عن مسار الضغوط الأميركية المتواصلة، التي غالباً ما تتزامن مع استحقاقات داخلية لبنانية حساسة، سواء في ما يتعلق بإعادة هيكلة القطاع المصرفي، أو بملف اللاجئين، أو بالصراع الإقليمي مع حزب الله وإيران. وفي هذا السياق، يصبح التلويح باللائحة السوداء أداة سياسية أكثر منها إجراءً تقنياً أو تقييماً مالياً بحتاً، إذ يُستخدم سيف التصنيفات الدولية سلاح ضغط غير مباشر لدفع السلطات اللبنانية نحو تقديم تنازلات في ملفات لا تمتّ بصلة مباشرة إلى الحوكمة المالية، بل تتصل بالتموضع السياسي الإقليمي، والتحالفات، ومواقف الدولة من قضايا النزاع في المنطقة. اقتصاد عربي التحديثات الحية لبنان: مساعدات نقدية من الحكومة لـ260 ألف متضرر جراء الحرب تداعيات كارثية... وغياب خطة دفاعية إدراج لبنان رسمياً على "اللائحة السوداء" لا يعني تشويه صورته فقط أمام المجتمع الدولي، بل يترتب عنه عزل مالي شبه تام. فالبنوك العالمية ستتردد في التعامل مع نظيراتها اللبنانية، وقد تُجمَّد التحويلات، ويُعلَّق التعاون المالي، وتتعطل برامج الدعم والمساعدات الممولة دولياً. وكل ذلك سيُفاقم الأزمة الإنسانية والاجتماعية، ويضرب القطاعات التي لا تزال بالكاد صامدة. الخطير في الأمر أن لبنان الرسمي لا يتحرك على مستوى التهديد، ولا يُبدي الحد الأدنى من التماسك لمواجهته. فبدلاً من تشكيل خلية أزمة تضم ممثلين عن الحكومة والمصرف المركزي والهيئات الرقابية لتقديم ملف دفاعي متكامل إلى مجموعة العمل المالي، تنشغل القوى السياسية بالمناكفات والاتهامات المتبادلة، وكأن الانهيار لن يطاول الجميع. تنشغل القوى السياسية بالمناكفات والاتهامات المتبادلة، وكأن الانهيار لن يطاول الجميع حصار مزدوج... وفقدان القدرة على الصمود لبنان، الذي يعيش منذ سنوات تحت ضغط انهيار داخلي متواصل، يجد نفسه اليوم محاصراً من الخارج أيضاً. وإذا كانت الدولة قد فشلت في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة محلياً، فإن العقوبات أو التهديد بها تمثل الوجه الآخر لفقدان الثقة الدولية، وتحول الأزمة اللبنانية إلى ورقة تفاوضية في لعبة المحاور الدولية. ما يزيد الطين بلة، أن لبنان فقد أغلب أدواته الدفاعية: فلا دبلوماسية فعالة، ولا موقف رسمياً موحداً، ولا قدرة على المساومة أو المناورة. وفي ظل تفكك المؤسسات، وتآكل الثقة، وغياب الاستراتيجية، يكفي تهديد إعلامي أو تسريب غير رسمي ليتحول إلى أزمة فعلية تضرب الاقتصاد وتدفع المستثمرين والمانحين إلى التراجع أكثر. وما يزيد المشهد تعقيداً، غياب أي مؤشرات على وجود نية حقيقية لدى الطبقة الحاكمة في لبنان لمقاربة هذه التهديدات بمنطق الدولة، إذ لا يُسجّل أي تحرّك فعلي على خط التواصل مع المؤسسات الدولية المعنية، ولم تبادر الحكومة حتى الآن إلى إطلاق مسار إصلاحي حقيقي أو اتخاذ خطوات لطمأنة الشركاء الدوليين بأن لبنان لا يزال ملتزماً الحد الأدنى من المعايير المالية المعتمدة عالمياً. فالانقسام السياسي العميق يُفرغ مؤسسات الدولة من فعاليتها، ويمنع بلورة موقف وطني موحد يستطيع على الأقل تقليص الأضرار أو تأجيل الانفجار المالي. اقتصاد عربي التحديثات الحية مصرف لبنان يرضي أميركا بحظر "القرض الحسن" ويقيد ذراع مالي لحزب الله في المقابل، تعتمد بعض القوى السياسية على ما تصفه بـ"هامش المناورة"، فتروّج فكرة أن التهديدات الأميركية ستبقى في إطار الضغط الكلامي، وأن لبنان لا يزال يحظى ببعض هوامش الدعم الأوروبية والدولية التي قد تمنع وصول الأمور إلى حد العزل الكامل. إلا أن هذا الرهان يبدو هشاً، خصوصاً مع تراجع الاهتمام الدولي بلبنان، في ظل أولويات دولية أكثر إلحاحاً، سواء في أوكرانيا أو في مضيق تايوان أو على جبهة الشرق الأوسط المتفجرة. من هنا، فإن الاستمرار في سياسة الإنكار أو المراهنة على الوقت لن يجلب إلا مزيداً من الانكشاف، وسيدفع لبنان نحو عزلة أشد خطورة. وحده الاستعداد الجدي، وخلق جبهة داخلية موحدة، ولو مرحلياً، يمكن أن يمنح لبنان فرصة أخيرة لتفادي السقوط الكامل في شباك اللائحة السوداء، وما تحمله من تبعات مدمّرة. ويبقى السؤال: هل يتحول هذا التهديد إلى ورقة ضغط تفاوضية في ملفات أخرى، أم أننا أمام فصل جديد من مسلسل الضغط الأميركي، في بلد أنهكته الأزمات، وفقد القدرة على المواجهة؟


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
اغتيال أنس الشريف ومحمد قريقع وزملاؤهما: إبادة الصحافيين الفلسطينيين أمام أعين العالم
اغتال الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الأحد، خمسة من صحافيي قناة الجزيرة في غارة إسرائيلية استهدفت خيمة للصحافيين قرب مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة. والشهداء هم المراسلان أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصورون إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة ومساعد المصور محمد نوفل. وقد استهدفت الغارة منطقة معروفة بأنها مركز للنشاط الإعلامي الميداني في المدينة، حيث كان الصحافيون يتابعون التطورات الميدانية في ظل القصف الإسرائيلي المكثف. جيش الاحتلال أقر رسمياً بتنفيذ الغارة، لكنه برر استهداف الشريف باتهامه بأنه "إرهابي" و"قائد خلية في حركة حماس" و"ينتحل صفة صحافي"، وزعم أنه كان مسؤولاً عن "هجمات صاروخية على المدنيين الإسرائيليين". هذه الاتهامات، التي لم يقدم الجيش أي أدلة ملموسة لدعمها، رُفضت من قبل قناة الجزيرة ومنظمات حماية الصحافيين التي وصفتها بأنها ذريعة لتبرير اغتيال أنس الشريف. توقيت العملية جاء بعد ساعات من مؤتمر صحافي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عرض فيه خطته العسكرية للسيطرة على ما تبقى من مدينة غزة والمخيمات الوسطى، تمهيداً لاحتلال القطاع بالكامل. بينما رأى مراقبون فلسطينيون وصحافيون أن استهداف خيمة الصحافيين في هذا التوقيت يعكس نية إسرائيل القضاء على ما تبقى من الأصوات الميدانية التي تنقل وقائع الحرب للعالم. أنس الشريف ولد أنس الشريف في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 1996 في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة. نشأ في بيئة فقيرة ومكتظة، وعاش طفولته تحت وطأة الحروب الإسرائيلية المتكررة. تلقى تعليمه في مدارس الأونروا ومدارس وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، قبل أن يلتحق عام 2014 بجامعة الأقصى لدراسة الإذاعة والتلفزيون، وتخرج عام 2018. بدأ الشريف مسيرته الإعلامية متطوعاً في شبكة الشمال الإعلامية، حيث اكتسب خبرة ميدانية في التصوير وإعداد التقارير، ثم انتقل إلى العمل مراسلاً لقناة الجزيرة في غزة. خلال سنوات الحصار، تبنى نهج التغطية المباشرة من قلب الحدث غير آبه بالمخاطر. تمركز في شمال القطاع ووسط مدينة غزة، ووثق بالصوت والصورة مشاهد الدمار والمجاعة التي اجتاحت المنطقة، خصوصاً في فترات انقطاع الكهرباء والاتصالات، حيث كان يضطر لتسلق أسطح المباني بحثاً عن إشارة إنترنت لبث التقارير. تغطياته تضمنت مشاهد لأطفال يصرخون من الجوع، وأمهات يفتشن بين الركام عن الطعام، ومدارس تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين وسط ظروف صحية قاسية. قال في أحد تقاريره: "أكثر ما يؤلم هنا ليس القصف وحده، بل أن ترى طفلاً ينام وهو يبكي جوعاً لأنه لم يجد وجبة واحدة طوال اليوم". وفي 2024، حصل على جائزة "المدافع عن حقوق الإنسان" من منظمة العفو الدولية في أستراليا تقديراً لشجاعته في توثيق جرائم الحرب الإسرائيلية. وفي وصيته الأخيرة التي نشرت عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي قبل ساعات، قال الشريف: "إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي. بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة (المجدل) لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ... أوصيكم بفلسطين، درةَ تاجِ المسلمين، ونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم. أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العُمرُ ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام، فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزّقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران. أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا السليبة. أُوصيكم بأهلي خيرًا...". هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة. إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي. بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين،… — أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) August 10, 2025 التحريض الإسرائيلي على أنس الشريف وتعرض الشريف خلال الأشهر الماضية لحملات تحريض متكررة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، قادها المتحدث العسكري للإعلام العربي أفيخاي أدرعي. منذ يوليو/تموز 2024، نشر أدرعي مقاطع فيديو عدة اتهم فيها الشريف بالانتماء لكتائب القسام منذ 2013، وبأنه يستخدم عمله الصحافي للتغطية على "أنشطة إرهابية"، كما بث لقطات لبكائه أثناء تغطيته لمجاعة غزة، واصفاً إياها بـ"دموع التماسيح" وبأنها "جزء من دعاية حماس". في يوليو/تموز 2025، أصدرت لجنة حماية الصحافيين بياناً حذرت فيه من أن هذه الاتهامات تمثل "محاولة لصناعة قبول عام لاغتياله". المديرة الإقليمية للجنة سارة القضاة قالت إن "النمط الذي تنتهجه إسرائيل في وصف الصحافيين بأنهم مسلحون، من دون تقديم أدلة، يثير تساؤلات خطيرة حول احترامها لحرية الصحافة". الشريف رد على هذه الحملات بقوله: "أنا صحافي بلا انتماءات سياسية. مهمتي الوحيدة نقل الحقيقة من أرض الواقع كما هي، دون تحيز. الاحتلال يريد اغتيالي معنوياً تمهيداً لاغتيالي جسدياً". ردات فعل على اغتيال الشريف وقريقع أدانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين عملية اغتيال الصحافيين في غزة، ووصفتها بأنها "جريمة بشعة" و"استهداف مقصود لإسكات الحقيقة". المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قال إن العملية تمت "مع سبق الإصرار والترصد" وهي جزء من خطة لتغطية "المذابح الماضية والقادمة". شبكة الجزيرة أصدرت بياناً حملت فيه الجيش الإسرائيلي والحكومة المسؤولية الكاملة، واعتبرت الاغتيال "هجوماً متعمداً على حرية الصحافة". المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأي والتعبير إيرين خان اعتبرت أن اتهام الصحافيين بالإرهاب هو "استراتيجية لقمع الحقيقة"، ودعت إلى محاسبة المسؤولين. استهداف الصحافيين في المستشفيات منذ بدء حرب الإبادة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، كثف الجيش الإسرائيلي استهدافه لخيم الصحافيين الموجودة في باحات المستشفيات، حتى أنه اغتال صحافيين داخل المستشفيات أثناء تلقيهم العلاج. إعلام وحريات التحديثات الحية إسرائيل تقتل حسن اصليح بعد شهور من التحريض فقد سبق أن قصفت طائرة مسيّرة إسرائيلية في شهر يونيو/ حزيران الماضي ساحة المستشفى المعمداني بمدينة غزة، ما أدى لاستشهاد المصورَين احمد قلجة (متعاون مع التلفزيون العربي)، وإسماعيل بدح وسليمان حجاج (قناة فلسطين اليوم)، والمحرّر سمير الرفاعي (وكالة شمس نيوز)، وإصابة مراسل قناة فلسطين اليوم عماد دلول بجراح خطيرة، ومراسل التلفزيون العربي إسلام بدر بجراح طفيفة. هذا النمط تكرر مرات عدة أبرزها: 13 مايو/أيار 2024: اغتيال حسن اصليح داخل مجمع ناصر الطبي أثناء تلقيه العلاج. إبريل/نيسان 2024: استشهاد أحمد منصور وحلمي الفقعاوي قرب مستشفى ناصر. ديسمبر/كانون الأول 2023: مقتل خمسة صحافيين أمام مستشفى العودة في النصيرات. نوفمبر/تشرين الثاني 2023: استشهاد هيثم حرارة عند مدخل مجمع الشفاء الطبي. الحصار الإعلامي الإسرائيلي على غزة ويفرض الاحتلال حصاراً إعلامياً كاملاً على غزة منذ بداية العدوان، مانعاً دخول معظم الصحافيين الأجانب باستثناء قلة تحت إشراف عسكري مباشر. هذا الوضع دفع 129 مؤسسة إعلامية وصحافية وحقوقية، بينها "العربي الجديد" ووكالات كبرى مثل "فرانس برس" و"أسوشييتد برس" و"بي بي سي"، لتوجيه رسالة مفتوحة تطالب بالسماح بدخول "فوري وغير مقيد" للصحافيين الدوليين، وحماية الصحافيين المحليين الذين يواصلون عملهم تحت الحصار. وإلى جانب منع دخول الصحافيين الأجانب، فإن الاحتلال يضيّق على التغطية، من خلال قتل الصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل متكرر وممنهج، ليصبح عدد الصحافيين الشهداء في غزة هو الأعلى في تاريخ الحروب الحديثة، بحسب بيانات المنظمات الحقوقية الدولية. نمط ممنهج وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قُتل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ما لا يقل عن 237 صحافياً، وأصيب نحو 400، واعتُقل 40، ودُمّرت غالبية المقرات الإعلامية، وأُجبرت الإذاعات المحلية على الإغلاق. منظمات مثل "مراسلون بلا حدود" و"لجنة حماية الصحافيين" أكدت أن إسرائيل تتبع سياسة ممنهجة لاتهام الصحافيين بالانتماء لجماعات مسلحة لتبرير استهدافهم، كما حدث مع عدة مراسلين لقناة الجزيرة وغيرهم.