logo
"الأردن وفلسطين .. وحدة المصير وصمود الهوية في وجه التحديات"

"الأردن وفلسطين .. وحدة المصير وصمود الهوية في وجه التحديات"

عمون٠٧-٠٢-٢٠٢٥

بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشعب الأردني العظيم،
عندما نتأمل في صفحات التاريخ المشرقة، نجد أن العظماء لا يُعرفون بأقوالهم، بل بأفعالهم، وأن الأمم لا تنهض بالشعارات وحدها، بل بالعزم والعمل والتضحية. ومن بين أعظم النماذج التي سطّرها التاريخ، نجد قصة سيف الدين قطز، ذلك القائد الذي لم يرضخ للواقع الأليم، بل واجه المغول، القوة التي ظنها العالم لا تُهزم، وانتصر في معركة عين جالوت.
في وقت كان فيه المسلمون يعيشون الفرقة والانقسام، وقف قطز شامخًا، مدركًا أن المسؤولية لا تُلقى على غيره، بل يحملها هو بنفسه، فقال كلمته الخالدة:
"وا إسلاماه! من للإسلام إن لم نكن نحن؟"
لم يكتفِ بالكلام، بل قاد الأمة نحو النصر، وأثبت أن القوة الحقيقية تكمن في الإيمان بعدالة القضية، والوحدة حول الهدف، والإصرار على التضحية.
أيها الأردنيون الأحرار،
إننا اليوم نواجه تحديات كبيرة، ليس بالسيوف والرماح، بل بمخططات تسعى لطمس هويتنا الوطنية والنيل من قضايا أمتنا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وكما وقف قطز في عين جالوت، فإننا اليوم مطالبون بالوقوف صفًا واحدًا، متحدين حول الوطن وقيادته الهاشمية، مدافعين عن حقنا التاريخي، رافضين أي مساومة على هويتنا وانتمائنا.
قضية فلسطين ليست شعارًا، بل مبدأ ثابت في وجداننا.
إننا لا نخذل أشقاءنا في فلسطين، ولا نقبل أن يُجبر أهلنا في غزة على الرحيل عن أرضهم. نحن ندرك أن هذه الأرض ليست للبيع، وأن الحقوق لا تُشترى بالمساعدات، بل تُنتزع بالصمود والتكاتف والعمل.
لقد كانت مواقف الهاشميين على الدوام حصنًا منيعًا للقضية الفلسطينية، فالمملكة الأردنية الهاشمية لم تتخلَّ يومًا عن دورها، ولم تفرط يومًا في واجبها:
الدعم السياسي والدبلوماسي: تقود الأردن جهودًا حثيثة على المستوى الدولي، مؤكدة أن فلسطين ليست قضية قابلة للتفاوض، بل حق تاريخي ثابت.
المساعدات الإنسانية والإغاثية: كان الأردن دائمًا أول من يمد يد العون لأهلنا في غزة والضفة الغربية، ليبقى الشعب الفلسطيني صامدًا على أرضه.
حماية المقدسات في القدس: تحت الوصاية الهاشمية، لم ولن يُترك المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية وحيدة في وجه التهويد والاعتداءات المتكررة.
أيها الأردنيون الأباة،
إن المخططات التي تُحاك اليوم لتهجير الفلسطينيين من غزة ما هي إلا محاولة جديدة لتغيير معالم التاريخ والجغرافيا، لكنها ستفشل كما فشلت كل المحاولات السابقة، لأن إرادة الشعوب أقوى من أي مؤامرة، وصمود الفلسطينيين في أرضهم هو رسالة للعالم أجمع أن الأرض لمن يتمسك بها، لا لمن يطمع فيها.
إن مسؤوليتنا اليوم أكبر من أي وقت مضى، فالأردن القوي الصامد هو السند الحقيقي لفلسطين، وهو الدرع الذي يحمي هويتنا الوطنية من محاولات التذويب والطمس. إن الالتفاف حول الوطن وقيادته، والتكاتف في مواجهة كل المخططات، هو السبيل الوحيد للحفاظ على حقنا التاريخي، وهو الضمانة الحقيقية لمستقبل أجيالنا القادمة.
فلنتذكر دائمًا، كما قال سيف الدين قطز: "من للإسلام إن لم نكن نحن؟"
واليوم، نقولها بكل إيمان وعزم: "من لفلسطين إن لم نكن نحن؟ ومن للأردن إن لم نكن نحن؟"
عاش الأردن حرًا أبيًا، وعاشت فلسطين عربية مستقلة، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في ذكرى استقلالنا المجيد...
في ذكرى استقلالنا المجيد...

جو 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • جو 24

في ذكرى استقلالنا المجيد...

د. أحمد أبو غنيمة جو 24 : نفرح باستقلالنا المجيد عام ١٩٤٦، كما نفرح باكتمال فرحتنا باستقلالنا عام ١٩٥٦؛ حين تم إلغاء المعاهدة الاردنية البريطانية وتعريب قيادة جيشنا العربي المصطفوي، فانتقلت القيادة فيه لابناء الاردن الغُر الميامين . ونستذكر دوما ذكرى الاستقلال العظيم، بما سبقه من تضحيات الأجداد ضد الانتداب البريطاني الذي جثم على صدور الأردنيين منذ تأسيس إمارة شرق الأردن عام ١٩٢١، فكان الاستقلال ثمرة تضحياتهم وعطائهم بلا حدود. نجدد العهد كل عام مع وطننا الغالي الأردن الحبيب؛ ونجدد الوفاء لإرث الآباء والأجداد لنكمل طريقهم في المحافظة على وطننا الحبيب. نغضب حينا من بعض السياسات، ولكننا لا نغضب ابدا من الوطن، يظلمنا بعض المسؤولين، ولكننا لا نظلم الوطن بظلم بعض مسؤوليه، ننصح قيادتنا ومسؤولينا بصدق وإخلاص، ونكتب بأمانة وموضوعية، وندعو الله دوما؛ ليكون اردننا الغالي وطنا تُرفرف فيه راياتنا خفّاقة، بانتماء شعبه العظيم لترابه الطهور، وتاريخه المضمّخ بتضحيات جيشنا العربي المصطفوي في دفاعه عن ثرى الاردن، وما قدمه أبطالنا من تضحيات على أسوار القدس، وفي معركة الكرامة الخالدة. ندعو دوما بان يحفظ الله لنا وطننا الغالي الأردن ليكون واحة امن واستقرار وعدل وحكمة، كما ندعو دوما ان يقيّض لقيادتنا الهاشمية من يُعينها على الخير، وان يُبعد عنها وعن وطننا الغالي وشعبنا الأردني العظيم كل من يريد بنا شرا وسوءا. تابعو الأردن 24 على

ذكرى الاستقلال  ..  إرادة لا تنكسر
ذكرى الاستقلال  ..  إرادة لا تنكسر

السوسنة

timeمنذ ساعة واحدة

  • السوسنة

ذكرى الاستقلال .. إرادة لا تنكسر

المحامي نمي محمد الغول في الخامس والعشرين من أيار لا نُحيي ذكرى عابرة بل نُجدد عهدًا خالدًا مع وطن وُلد من رحم المجد وتربّى في كنف الفداء وشَبّ على الوفاء وطنٌ ما انحنى لظلم ولا باع كرامته في سوق التبعية. إنه الأردنذاك الوطن الذي لم يُكتب تاريخه بالحبر وحده بل بنبض القلوب ودماء الأبطال.يأتي عيد الاستقلال هذا العام ونحن أكثر تمسكًا براية العز التي رفعها الآباء المؤسسين يتقدّمهم المغفور له الملك عبدالله الأول ابن الحسين، طيّب الله ثراه، الذي ارتقى شهيدًا في باحات المسجد الأقصى، حارسًا للحق، وشاهدًا على صدق الوعد.في هذا اليوم، نستذكر شهداء جيشنا العربي المصطفوي الذين روَوا بدمائهم الطاهرة تراب فلسطين والجولان والكرامة نستحضر مآثر الشهيد الطيار فراس العجلوني الذي ارتقى في معركة السموع دفاعًا عن سماء الأمة والشهيد البطل راشد الزيود الذي واجه الإرهاب على ثرى السلط والشهيد أحمد المجالي أحد أبطال معركة باب الواد، وغيرهم من الذين سطّروا بدمائهم ملامح السيادة والعنفوان.الاستقلال لم يكن هبةً من مستعمر بل حصادُ نضالٍ مرير، ومعاناةٍ طويلة ونُضجٍ سياسي صاغته القيادة الهاشمية الحكيمة التي أدركت أن الكرامة الوطنية لا تُشترى بل تُنتزع انتزاعًا وتُحمى برجالٍ عاهدوا الله أن يظل هذا الوطن عصيًّا على الانكسار.اليوم نحتفل بالاستقلال لا لنُطرب للأناشيد بل لنعيد صياغة المعنى أن الوطن فكرة لا تموت وأن كل أردني هو وريث جندي في باب الواد أو مقاتل على أسوار القدس أو مرابط في حدود الكرامة وأن كل دمعة أمّ شهيد هي نبراس يقودنا نحو مستقبل أكثر صلابة.نقولها بثقة العارف لتاريخه الواثق بشعبه:هذا وطنٌ لا يُهزم... لأن إرادته لا تنكسر.

الاستقلال الأردني... ملحمة وطن وشعب
الاستقلال الأردني... ملحمة وطن وشعب

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

الاستقلال الأردني... ملحمة وطن وشعب

الوطن ليس مجرد رقعة جغرافية نعيش فوقها، بل هو كيان حي تنبض فيه القيم والتضحيات والكرامة. ووطنٌ مثل الأردن، لم يكن استقلاله منحةً أو مصادفة، بل جاء تتويجاً لنضال طويل وسكب من دماء أبنائه الأحرار، الذين رفضوا أن يبقى وطنهم أسيراً تحت سلطة الانتداب، فسطّروا أروع صفحات العز والفداء. وفي كل عام، وتحديدًا في الخامس والعشرين من آذار، تطل علينا ذكرى الاستقلال الأردني، هذه الذكرى الخالدة التي رسخت هوية الوطن، وأعلنت ميلاد دولة ذات سيادة كاملة وقيادة حرة، ترفع راية العروبة والشرف. إنها لحظة مفصلية في تاريخ الأردن، تحولت فيها الأحلام إلى واقع، والعزيمة إلى مؤسسات، والرجال إلى رموز. نحتفل اليوم بالذكرى التاسعة والسبعين للاستقلال، نستحضر خلالها بطولات الأجداد، ونعيش فخر الحاضر، ونستشرف أمل المستقبل. تسعة وسبعون عاماً من البناء والعطاء، من الاستقرار والسيادة، من الإنجاز والكرامة. وها نحن، قيادةً وشعباً، نحتفي بهذه الذكرى الخالدة بقلوب ملؤها الفخر والانتماء، نهنئ أنفسنا، ونرفع التهاني إلى قيادتنا الهاشمية الحكيمة، التي أثبتت على مرّ العقود أنها السند الأمين والدرب المستقيم. إن الشعب الأردني، بمختلف مكوناته، يقف اليوم صفاً واحداً، يعتز بهويته الوطنية ويقول بكل فخر: 'أنا أردني… ارفع رأسك'. هذه الجملة ليست مجرد شعار، بل تعبير عن شعور عميق بالكرامة والانتماء، نابع من ثقة الشعب بوطنه، واعتزازه بقيادته، ووعيه بدوره في حماية المنجزات. وفي هذا المقام العظيم، لا يسعنا إلا أن نحمد الله عزّ وجل دائماً وأبداً، على ما أنعم به علينا من نعمة الأمن والاستقرار، ومن قيادة راشدة يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، حفظهما الله وسدد خطاهما. ختامًا، إن ذكرى الاستقلال ليست مجرد وقفة للاحتفال، بل دعوة متجددة للعمل، للمحافظة على المكتسبات، ولصون الوطن، والارتقاء به نحو المزيد من الازدهار. فكل عام والأردن بخير، وكل عام ونحن نرفع راية الوطن عالية خفاقة، بقيادة حكيمة وشعب وفيّ لا يعرف إلا المجد

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store