
كاتب تركي يحذر: المخطط الإسرائيلي في سوريا يهدد باندلاع حرب مع تركيا
وأكد الكاتب، في مقال نشرته صحيفة "أيدنلك" التركية، أن إسرائيل تسعى إلى إنشاء محور جغرافي يمتد من جنوب سوريا إلى شمالها، يعزز نفوذها الإقليمي ويمهد لتنفيذ مخططات تتجاوز الأراضي السورية وتمس بتركيا.
إسرائيل الكبرى
وربط الكاتب هذه التحركات بما يُعرف بـ"مشروع إسرائيل الكبرى"، الذي تسعى فيه تل أبيب ، بناء على سرديات دينية وتاريخية صهيونية، إلى السيطرة على مواقع إستراتيجية جنوبي سوريا تحت ذريعة "أرض الميعاد".
ولفت إلى أن هذه الإستراتيجية لا تقتصر على تهديد وحدة سوريا فحسب، بل تمسّ الأمن القومي التركي واستقرار المنطقة بشكل مباشر، لا سيما أن "الحدود الموعودة" للمخطط تشمل 22 ولاية تركية.
إسرائيل تهدف إلى إضعاف النظام السوري الحالي وإرساء نظام موال لإسرائيل، على غرار النظام السابق
وأشار إلى أن السيطرة الإسرائيلية على هذا الحزام الجغرافي تستند إلى أدوات عسكرية ودبلوماسية واجتماعية، تهدف إلى إضعاف النظام السوري الحالي وإرساء نظام موال لإسرائيل، على غرار النظام السابق.
وتشكل هذه الطموحات الإسرائيلية خطرا مباشرا على المصالح التركية في المنطقة، مما يفتح الباب لاحتمال نشوب مواجهة عسكرية بين الجانبين، حسب المقال.
المكون الدرزي بالجنوب
وذكّر الكاتب بأن بنية الدولة السورية تأثرت منذ فترة طويلة بالصراعات الطائفية والعرقية التي غالبا ما كان يُدبّرها الغرب، والتي كانت سببا رئيسيا للتوترات المستمرة في البلاد.
وأبرز الكاتب هنا استخدام إسرائيل المكوّن الدرزي في الجنوب السوري كأداة إستراتيجية لخلق منطقة عازلة آمنة حول الجولان المحتل، وبالتالي تعزيز السيطرة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، أضاف أن ا لتصعيد الإسرائيلي الأخير في سوريا يهدف -في جوهره- إلى إعادة رسم توازنات القوى في المنطقة بما يخدم تطلعات تل أبيب التوسعية.
الكيان الكردي بالشمال
وفي شمال سوريا، تدعم الولايات المتحدة ودول غربية أخرى " وحدات حماية الشعب" الكردية -التابعة لقوات سوريا الديمقراطية – لإنشاء كيان شبه مستقل عن الدولة السورية، حسب زعم المقال.
ويمثل هذا المشروع -وفق الكاتب- تهديدا مباشرا لوحدة الأراضي السورية، ويقوّض حقوق باقي المجتمع السوري.
وبرأي الكاتب، يخدم هذا المخطط -المتناغم مع الأجندة الأميركية- أهداف إسرائيل عبر إقامة ما وصفه بـ"الدولة الإرهابية" على حدود سوريا الشمالية.
خارطة التصعيد
ووفق المقال، غير تخلي حزب العمال الكردستاني عن العمل المسلح في العراق موازين القوى بالمنطقة، وأضعف أحد أبرز حلفاء إسرائيل في شمال سوريا، مما أوقع تل أبيب في مأزق إستراتيجي.
واعتبر الكاتب أن تراجع نشاط الحزب أجبر إسرائيل على البحث عن بدائل جديدة للحفاظ على نفوذها شمال سوريا، سواء عبر دعم جهات محلية بديلة أو من خلال تدخلات عسكرية مباشرة تحت غطاء "الأمن القومي".
ويرى الكاتب أن إسرائيل ستواصل تدخلها العسكري في سوريا، ليس فقط لردع تهديدات محددة، بل بهدف إعادة تشكيل الخارطة السياسية للمنطقة بما يتماشى مع مصالحها الإستراتيجية بعيدة المدى.
لكنه خلص إلى أن احتمالات التصادم بين أنقرة وتل أبيب باتت أكثر احتمالا من أي وقت مضى، مشددا على أن استمرار إسرائيل في نهجها بسوريا قد يفضي إلى هزيمة إستراتيجية، إذ إن تركيا، بما تملكه من قوة عسكرية وثقل دبلوماسي، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تهديد وجودي مباشر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
ما دلالات تصاعد الأحداث المتزامن في السويداء والشمال السوري؟
شهدت سوريا تصعيدا أمنيا متزامنا في منطقتين حساستين، حيث اندلعت اشتباكات في محافظة السويداء الجنوبية بالتوازي مع توترات في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمال شرق البلاد، مما أثار تساؤلات حول طبيعة هذا التزامن ودوافعه. واستعادت قوات الأمن السورية السيطرة على نقاط تقدمت إليها مجموعات خارجة عن القانون في ريف السويداء، بعد هجوم نفذته أسفر أيضا عن مقتل 5 أفراد من قوات الأمن. وبالتوازي مع هذه الأحداث، تصدت قوات الجيش السوري لهجوم صاروخي على نقطة تابعة للجيش في ريف منبج من قِبل قوات سوريا الديمقراطية، التي ادعت استخدام حقها في الدفاع المشروع. وفيما يتعلق بهذا التزامن، يرى الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي أن التزامن قد يكون مقصودا أو مجرد مصادفة، لكن كلا الطرفين يشتركان في محاولة تحسين الشروط التفاوضية. ويرى أن دوافع المتمردين في السويداء تتمثل في سعيهم لتحسين علاقتهم بالدولة السورية بعد اكتشاف ثغرات في الاتفاق المبرم في باريس ، خاصة مع نقص الخدمات ومنع دخول الدولة للمنطقة. وفي السياق ذاته، يؤكد الكاتب والباحث السياسي ياسر النجار على الطابع العسكري للعمليات، مشيرا إلى أن العملية بدأت صباحا وشملت تدخلا بريا والسيطرة على مواقع جغرافية. ويقدم النجار تفاصيل دقيقة حول الاعتداء الذي استهدف حاجزا عسكريا قرب قرية الكيالية، مما أسفر عن إصابة 5 جنود سوريين و3 مزارعين، مؤكدا عدم تسجيل إصابات أو تقارير ميدانية من طرف قوات سوريا الديمقراطية. أحداث السويداء أما بشأن أحداث السويداء تحديدا، فيوضح النجار أن المنطقة المستهدَفة تمثل تلا عسكريا مرتفعا على بوابة مدينة السويداء، حيث توجد قوات الأمن العام بسلاح خفيف لمنع تدخل العشائر أو دخولها المدينة. ويصف ما حدث بأنه مباغتة من مجموعات "إرهابية" لقوات تؤدي وظائف مدنية أكثر منها عسكرية. وبمنظور مختلف، يطرح الباحث في مركز سياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينجز ستيفن هايدمان رؤية تستبعد وجود تخطيط متعمد بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل الدرزية. وبدلاً من ذلك، يرى هايدمان أن الرابط الوحيد بينهما يتعلق بتوقعات هذه المجموعات من شروط الاندماج داخل الدولة السورية ومدى انتشار سلطة الدولة في حياة هذه المجتمعات. ويضع هايدمان الأحداث في سياق أوسع، حيث يشدد على هشاشة وقف إطلاق النار في السويداء، مشيرا إلى تعرض المنطقة للحصار وإغلاق الطرقات إلى دمشق. وتشكل هذه الظروف المعيشية الصعبة، التي أدت إلى ارتفاع سعر الخبز إلى 50 ضعف سعره في المناطق الأخرى، بيئة مولدة للغضب والخوف الشديدين بشأن المستقبل القريب. وفي تقييم مقارن للوضعين، يحذر مكي من خطورة الوضع في السويداء أكثر من منطقة قوات سوريا الديمقراطية، موضحا التباين الجوهري بين الحالتين. فبينما أصبحت قوات سوريا الديمقراطية محاصرة ومرهونة بالتوافقات الدولية، وتسعى الآن للتفاوض على نهايتها بشروط محسنة، فإن وضع السويداء يحمل تعقيدات مختلفة وأخطر. ويكشف الباحث الأول عن الهدف الحقيقي وراء أحداث السويداء، والمتمثل في تحويل الأزمة من آلية تهدئة مؤقتة إلى قضية مزمنة مستمرة. ويلفت مكي إلى مقارنة تاريخية بهدف تحويل السويداء إلى وضع مشابه ل كردستان العراق عام 1991، حين فرض مجلس الأمن منع الطيران العراقي، مما أدى لنشوء شبه دولة مستقلة نسبيا. وتتضح خطورة هذا السيناريو في تحذير مكي من محاولة جعل السويداء منفصلة عن سوريا بحكم الأمر الواقع، مع استمرار تلقي الموارد من دمشق بينما يعين المتمردون المسؤولين المحليين. وعند التطرق للبعد الخارجي للأزمة، يؤكد هايدمان وجود تدخل خارجي محتمل في الجنوب أكثر من الشمال الشرقي، مستشهدا بالموقف الأميركي الواضح بضرورة بسط الحكومة سيادتها على كامل الأراضي السورية. وفي المقابل، ينتقد بشدة الدور الإسرائيلي في فتح المجال أمام خيار انفصالي للدروز، معتبرا فكرة كون إسرائيل حامية للدروز في سوريا موقفا خطيرا جدا. ويتفق مع هذا التوجه النجار الذي يرى أن الدولة السورية تواجه مشروعين متناقضين: مشروعا وطنيا تمثله الدولة لبسط سيطرتها على كافة الأراضي، ومشروعا آخر يأتمر بأوامر خارجية يرى في تقسيم سوريا مآلا محتملا. ويحذر النجار من أن سياسة تقسيم سوريا لمصلحة إسرائيل تشكل خطرا ليس فقط على سوريا، بل على دول الجوار كالأردن وتركيا والعراق. وفي تقييم للتحديات المستقبلية، يؤكد مكي على حقيقة أن المفهوم الإسرائيلي لا يقدر حدوث سيطرة سورية كاملة في المدى المنظور. ويفسر هذا التقدير بكون الدولة السورية الجديدة تنتهج سياسة واقعية نظرا لوراثتها دولة مفككة ومدمرة دون موارد كافية، خاصة بعد أن دمرت إسرائيل كافة الإمكانات العسكرية السورية في اليوم التالي لانتصار الثورة. يذكر أن الاتفاق الذي وقّعه الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في 10 مارس/آذار الماضي، قد شهد تعثرا في التنفيذ، خاصة البند المتعلق بدمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، مما يؤكد تعقيد المشهد وصعوبة الحلول المطروحة.


الجزيرة
منذ 9 ساعات
- الجزيرة
تجدد المواجهات بين دمشق وقسد يثير انقساما بالمنصات
شبكات تفاعل مغردون مع تجدد التوترات بين القوات الحكومية السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ريف منبج شمال شرق حلب، والتي شهدت تبادلا للقصف المدفعي والصاروخي بعد فترة هدوء امتدت منذ مارس/آذار الماضي. اقرأ المزيد


الجزيرة
منذ 11 ساعات
- الجزيرة
القوات السورية تستعيد مناطق بالسويداء وتصد هجوما لقسد
أفادت الإخبارية السورية نقلا عن مصدر أمني أن قوات الأمن استعادت السيطرة على النقاط التي تقدمت إليها من وصفها بالعصابات بريف السويداء جنوبي البلاد، في وقت أعلنت وزارة الدفاع السورية صد هجوم لقوات سوريا الديمقراطية " قسد" شمالا. وذكر المصدر الأمني أن قوات الأمن استعادت السيطرة على تل الحديد وريمة حازم وولغا بعد اشتباكات مع العصابات المسلحة. وفي وقت سابق، أكدت مصادر للجزيرة مقتل خمسة من قوات الأمن العام في هجوم نفذته مجموعات خارجة عن القانون في محافظة السويداء السورية. جاء الهجوم خلال ساعات الليل، حيث تسللت هذه المجموعات من داخل مدينة السويداء وتمكنت من السيطرة على قرية تل حديد، غرب المدينة وعدد من المناطق. وتأتي الهجمات التي شنتها هذه المجموعات على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار القائم منذ أسبوعين. وتشهد السويداء وقفا لإطلاق النار منذ مساء 19 يوليو/تموز الماضي، وذلك عقب اشتباكات دامية دامت أسبوعا وخلفت مئات القتلى. وبدأت الاضطرابات بمناوشات بين المجموعات الدرزية المسلحة وأخرى من عشائر عربية، وتدخلت القوات السورية لفض الاشتباك، بيد أنها تعرضت للاستهداف من المسلحين المسيطرين على مدينة السويداء، وكذلك من جانب إسرائيل التي قصفت القوات الأمنية والعسكرية السورية بشكل مكثف. هجوم لقسد في تطور آخر، قالت وزارة الدفاع السورية إن قوات الجيش تصدت لهجوم من قوات "قسد" على إحدى نقاط انتشار الجيش بريف منبج شمال شرق محافظة حلب. وأضافت، في بيان، أن وحدات الجيش نفذت ضربات دقيقة على مصادر النيران التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية في ريف منبج. وأفادت الوزارة بإصابة أربعة من عناصر الجيش وثلاثة مدنيين في قصف صاروخي نفذته قوات قسد على قرية الكيارية. ووصفت الهجوم الذي شنته تلك القوات بأنه غير مسؤول وأسبابه مجهولة. من جهتها، قالت قوات سوريا الديمقراطية إنها تستخدم حقها في الدفاع المشروع ضد الهجمات على بلدة دير حافر بريف حلب. ورفض المركز الإعلامي التابع لقسد ما وصفه بمزاعم إدارة الإعلام بوزارة الدفاع السورية عن تعرض نقاطها لهجوم من طرف قوات قسد. وأكد على ضرورة احترام التهدئة، داعيا الحكومة السورية لضبط الفصائل التي وصفها بغير المنضبطة. وفي 10 مارس/آذار الماضي، وقّع الرئيس السوري أحمد الشرع ، وقائد قوات "قسد" مظلوم عبدي ، اتفاقا لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في المناطق التي تسيطر عليها قسد شمال وشرقي سوريا ضمن إدارة الدولة، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز، وتأكيد وحدة أراضي سوريا، ورفض التقسيم، إلا أن الاتفاق لم يطبق بشكل عملي حتى اليوم. في سياق متصل، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية اليوم الأحد مقتل خمسة من عناصرها خلال هجوم شنه تنظيم الدولة الإسلامية على نقطة تفتيش في دير الزور بشرق سوريا في 31 يوليو/تموز الماضي. ولطالما دعمت الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية بالمال والسلاح، إذ تعتبرها رأس الحربة في مكافحة تنظيم الدولة الذي سيطر عام 2014 على مساحات واسعة في سوريا، قبل أن يتعرض للهزيمة بعد ذلك بـ5 سنوات.