
هلوسات لائكية في فرنسا تفاقمها الإسلاموفوبيا
تداول الإعلامان الفرنسي والدولي جملة أخبارٍ تفيد بأن مجلسَي الدفاع والأمن الفرنسيَّين انعقدا، وبشكل عاجل، للاطلاع على تفاصيل مؤامرة تحيكها جماعة الإخوان المسلمين للسيطرة على فرنسا، وذلك بالتسلّل إلى المجتمع، والهيمنة الناعمة على البلد. وتفيد الأخبار التي تسرّبت بأن جهاز الاستعلامات الفرنسية حصل على معلومات "دقيقة" عن تسلّل التنظيم عبر جملة من الجمعيات والمدارس والنوادي الرياضية وغيرها، مستغّلاً مشاعر الغضب والعزلة التي تعصف بأوساط عديدة من الجاليات المسلمة المهاجرة أو الفرنسيين من أصول إسلامية. وبغض النظر عن دقّة ما أورده التقرير، خصوصاً في ظلّ التشكيك المتنامي في صحّة الرواية التي قدّمها وزير الداخلية، وهو اليميني المعروف بمناهضته المسلمين، فضلاً عن انحيازه إلى الأوساط المسيحية الصهيونية هناك خصوصاً، وقد وجّهت إليه انتقادات حادّة في إثر مقتل الشاب أبوبكر السيسي (من أصول مالية) وهو يصلّي في أحد مساجد جنوب فرنسا... بغض النظر عن ذلك كلّه، يثير هذا الخبر مسائل عميقة، تتعلّق باللائكية الفرنسية والعقيدة الجمهورانية التي صاغتها، فضلاً عن نموذج الإدماج الذي اعتمدته للتعامل مع المهاجرين.
تتنامى في فرنسا نزعة من الانزياح الحادّ للعقل السياسي إلى عقيدة استخباراتية تضاعف الخوف والرُهاب إلى حدّ الهلوسة
منذ البداية، لن نتخيّل أن ما كشفته الداخلية في فرنسا يمكن أن يحدث في بلد أوروبي آخر، على الأقلّ على النحو الذي جرت فيه مسرحته وإخراجه إعلامياً ضمن استراتيجيةٍ لا تخلو من حشد (ونشر) الفزّاعات التي عرف بها هذا البلد منذ سنوات، ولا يعتقد كاتب هذه السطور أن بلداً ديمقراطياً يسمح بالتعددية السياسة والجماعاتية" (Communautarisme) سيذهب إلى ما ذهبت إليه فرنسا، التي تشلّها لائكيّتها وعقديتها الجمهورانية تلك، وتدفعانها إلى ارتكاب مثل هده الحماقات.
يمثلّ العقل السياسي الفرنسي نموذجاً صارخاً لهيمنة المقاربة الاستخباراتية، تماما كما يحدث في دول شمولية عديدة، مع فارق بسيط، احترام المعايير الدنيا من حقوق الإنسان، كلّما تعلّق الأمر بحقوق الأفراد من قبيل الحرمة الجسدية والقضاء العادل... إلخ. تتنامى في فرنسا منذ سنوات عديدة نزعة من الانزياح الحادّ للعقل السياسي إلى عقيدة استخباراتية تضاعف الخوف والرُهاب إلى حدّ الهلوسة. يترسّخ خوف رهيب على الهُويَّة الوطنية، وفرنسا هي الدولة الوحيدة التي أسّست وزارةً سمّتها وزارة الهُويَّة الوطنية. هذا الخوف المرضي سمح لها بكلّ تلك التجاوزات الخطيرة التي لا يمكن تصوّرها في بلد، حتى إنها ذهبت إلى منع بعض أنواع اللباس والحُلي بحجّة خرق الهُويَّة الوطنية، في ما يشبه الخروج عن الملّة، كما جرى في القرون الوسطى تماماً. خوف رهيب يشلّها ويرعبها. الجدار شفّاف بين الاستعلامات وبين الذي ينهار بشكل متسارع فيها، غير أنه لا يمكن للسياسيين، خصوصاً الحاكمين منهم، إغفال ما تقدّمه أجهزة الاستعلامات من معلومات ومعطيات دقيقة حول مسائل سياسية حسّاسة، سواء داخلية أو خارجية تهمّ الأمن القومي وسلامة التراب، ولكن يبدو أيضاً أنه من السخافة اعتقاد أن العقل السياسي كلّه يمكن أن يظلّ على سياسته وقد عاد سجيناً للمعلومات التي تقدّمها تلك الأجهزة. في فرنسا نتجه إلى تنامي "أمننة" السياسة، منذ ظهور معضلة الإرهاب بشكل خاص الذي أصابها، فضلّ خيالها السياسي أيضاً. تبدو فرنسا أكثر البلدان قابليةً لهذه الانزياحات والتحوّلات في العقل السياسي الذي يستفحل ارتهانه إلى الاستعلامات، فالتجربة التاريخية للمجتمع الفرنسي في علاقته بالتعدّد والاختلاف كانت مضنيةً، فقد ظلّ كابوس النظام القديم يشلّ الخيال السياسي الفرنسي إلى حدّ الهلوسة. كانت فرنسا الرسمية في أواخر القرن التاسع عشر مرعوبة وقلقةً من الأجسام الوسيطة: جمعيات ومنظّمات ونوادٍ وهيئات مدنية، ولا ترى فيها إلا نظاماً قديماً حريصاً على العودة. لذلك، ظلّ المجتمع المدني مشلولاً، وانتظرنا سنة 1905 ليُسمح للجمعيات بالتشكّل والتأسيس.
أشار ألكسيس دي توكفل إلى هذا الرُهاب الذي شكّل العقل السياسي، وظلّت لفرنسا ديمقراطية جمهورانية، لا يهمّها بالدرجة الأولى أن يعبّر المجتمع عن تعدّده واختلافه، بل أن يعبد الجمهورية وينسجم مع مذهبها. أفلحت فرنسا خلال القرنَين ما بعد ثورتها أن تصنع قالباً كبيراً صمّمته من فولاذ، هو أقرب إلى قفص حديدي تحشر فيه مواطنيها. ذابت في فرنسا كلّ الاختلافات، وصُهرتْ، ولم يخل ذلك من غطرسة وعنجهية. على مرمى حجر من فرنسا، نمت تجارب أخرى أكثر احتفاء بالتعدّد والاختلاف في تقليد تاريخي طويل يمدح الجماعات الإثنية والعرقية والدينية... إلخ. حين تسافر إلى بريطانيا أو هولندا، وحتى إلى بلجيكا، سترى التعدّد واضحاً وجلياً في اللباس والمطاعم واللهجات والأسواق والموائد، في حين تختفي هذه التعبيرات التعددية كلّها في فرنسا. سنّت فرنسا في غباء "عقلاني" قوانين تمنع الحجاب ومظاهر التعدّد الثيابي كافّة، تحت مسوّغات عديدة، ولكنّها نابعة من كرههها المَرضي للتعدّد والاختلاف. ذوّبت وصهرت هذا كلّه في قالب الجمهورية إلى حدّ مرتبة العبادة. ليس من الصدفة أن تكون فرنسا الحاضنة الأكبر للإسلاموفوبيا، التي تظلّ سليلة اللائكية الفرنسية.
تجني فرنسا نتائج سالبة نتيجة سياساتها الفاشلة في إدماج المهاجرين وفي لائكيّتها المهلوسة التي أججت مشاعر الإسلاموفوبيا
قد يكون لتنظيم الإخوان المسلمين استراتيجيةً للانتشار ولاستقطاب الجاليات المسلمة، ولكن أن تُشيطَن جمعيات الجاليات ونواديها ضمن هذه الخطّة "الجهنمية"، فهذا لا يخلو من افتراء. لقد طالب العديد من نواب البرلمان، فضلاً عن شخصيات حقوقية عدّة، بكشف المزيد من التفاصيل المقنعة، لأن ما ورد، حسب اعتقادهم، يظلّ غير كافٍ ولا يخلو من غموض وتوظيف. أمّا التوصيات التي قدّمتها السلطات الفرنسية، فهي إقرار ضمني بإخفاق نموذجها في ادماج الجاليات المهاجرة، وخصوصاً المسلمة. إنه قالب جاهز خانق. إذ تثير التوصيات جملةً من المشاكل العالقة، ناجمة عن ضيق قالب الدمج: رفض المقابر الخاصّة بالمسلمين، ورفض أشكال التعددية في التعليم، وتنامي الشعور بالرفض في التوظيف وفي سوق العمل... إلخ. تجني فرنسا نتائج سالبة نتيجة سياساتها الفاشلة في إدماج المهاجرين وفي لائكيّتها المهلوسة التي أججت مشاعر الإسلاموفوبيا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 40 دقائق
- العربي الجديد
العلاقات الأميركية السورية... دبلوماسية الاحتواء الصعب والجمود التكتيكي
ظلّت العلاقات الأميركية السورية، بشكل عام، محكومةً بالعامل الجيوبوليتكي لسورية، وموقعها الروحي مركزاً تاريخياً للحضارة الإسلامية، والمسيحية المشرقية ببعدها العربي، محدّدات أضافت ثقلاً سياسياً وروحياً لسورية في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وأضفت نوعاً من الندّية في العلاقة، بين دولة عظمى كالولايات المتحدة، ودولة صغيرة كسورية. لم تكن سورية يوماً دولةً هامشيةً في محيطها، فقد ظلّت إلى عهد قريب عاصمة بلاد الشام سياسياً وثقافياً، قبل أن تتلاقفها رياح الأيديولوجيا، والشمولية، والظروف الدولية، التي حولتها، تارّةً دولةً قلقةً داخلياً، ومقلقةً خارجياً تارّةً أخرى، سواء في محيطها العربي أو الإقليمي أو الدولي، خصوصاً في علاقتها المعقدة والصعبة مع واشنطن؛ فبدت العلاقات الثنائية بين البلدَين ذات طبيعة متمايزة، ومختلفة اختلافاً جذرياً عن سائر علاقات الدول العربية والإسلامية مع الولايات المتحدة. ونحاول هنا تتبع مسار العلاقات السورية الأميركية وتحولاتها في مراحل مختلفة منذ الاستقلال وصولاً إلى لقاء الشرع ترامب في الرياض، لتدخل معه العلاقات الأميركية السورية مرحلة انفتاح حذر. تفاوت التمثيل الدبلوماسي مع بدايات الاستقلال (1945- 1947)، شهدت العلاقات الأميركية السورية نوعاً من التعاون والانفتاح والودية، إذ نكّست سورية أعلامها ثلاثة أيّام حداداً على وفاة الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت (في السلطة: مارس/ آذار 1933- إبريل/ نيسان 1945)، وأقام البرلمان السوري حفلاً تأبينياً ألقى خلاله رئيس الوزراء بالوكالة خليل مردم بك كلمةً وصف فيها الراحل روزفلت بـ"العظيم" و"الثمرة الطيّبة من ثمار الديمقراطية". في الثلاثين من ديسمبر/كانون الأول 1945، أصدر الرئيس شكري القوتلي المرسوم القاضي بتعيين ناظم القدسي وزيراً مفوّضاً في الولايات المتحدة، لحق ذلك دعم واضح من قبل الولايات المتحدة لاستقلال سورية. وفي إبريل 1946، شغل فايز الخوري منصب سفير لسورية في واشنطن؛ وشهدت هذه المرحلة توقيع عدد من الاتفاقات التجارية، من بينها اتفاق التطوير والتحديث بين شركة بان أميركان والشركة السورية للطيران في يوليو/ تموز 1947. وفي العام نفسه، اجتمع السفير الخوري مع الرئيس الأميركي هاري ترومان (في السلطة: إبريل/ نيسان 1945 – يناير/كانون الثاني 1953) وشرح له رفض سورية قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني 1947. بعد أحداث 11 سبتمبر، أصبحت الحرب على الإرهاب أولوية أميركية وأبدت المخابرات السورية تعاوناً كبيراً مع اعتراف الولايات المتحدة بـ"إسرائيل" 1948 واندلاع الصراع العربي الإسرائيلي، توتّرت العلاقات بين سورية والولايات المتحدة، لكنّها لم تصل إلى حدّ العداء والقطيعة، بقدر ما حدّدتها طبيعة ومستويات تعاطي الولايات المتحدة مع القضية الفلسطينية، التي تراوحت تاريخياً بين الوساطة والتفاوض والتسويات والقطيعة. طوال عقدي الخمسينيّات والستينيّات، لم تنقطع العلاقات بين البلدَين، لكنّها شهدت تفاوتاً في درجة التمثيل الدبلوماسي. ففي العام 1961، شغل الشاعر عمر أبو ريشة منصب سفير سورية في واشنطن، والتقى الرئيس الأميركي جون كينيدي. كيسنجر وسياسة "خطوة خطوة" مع وصول حزب البعث إلى السلطة 1963، توتّرت العلاقات بين البلدَين بسبب تبنّي الحكومات السورية اللاحقة توجهات اشتراكية، تقاربت مع الكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفييتي السابق إبّان الحرب الباردة؛ فدعمت القضية الفلسطينية التي أصبحت القضية المركزية لدى السوريين، ما أوصل العلاقات الثنائية إلى حدّ القطيعة بعد هزيمة حزيران 1967. في الخامس من يونيو/ حزيران 1970، طرح وزير الخارجية وليام روجرز مبادرته الشهيرة لوقف حرب الاستنزاف والبدء بمفاوضات بوساطة أميركية تؤدّي إلى تطبيق قرار مجلس الأمن 242، إلا أن هذه المبادرة أُجهِضت بسبب استقالة روجرز من منصبه بسبب تدخّل مستشار الأمن القومي هنري كيسنجر في الشؤون الخارجية، بعد زيارة الأخير إلى الصين سرّاً؛ فجمع كيسنجر بين منصبَي وزارة الخارجية ومستشار الأمن القومي، آخذاً على عاتقه نقل الدور الأميركي في التفاوض مع سورية من الوساطة إلى الانحياز التام لإسرائيل عقيدةً ثابتةً للاستراتيجية الأميركية، أراد لها كيسنجر ألّا تتغيّر بتغير الرؤساء الأميركيين. وتُعدّ مرحلة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون (في السلطة: 1969- 1974) ووزير خارجته هنري كيسنجر (في السلطة: 1969 – 1977) من أعقد وأهم المراحل التي مرّت فيها العلاقات الأميركية السورية، إذ تراوحت بين القوة والدبلوماسية والتفاوض، والصفقات التي انفرد بها كيسنجر بشكل شخصي. مع اندلاع حرب 7 أكتوبر (1973)، اضطلع كيسنجر بهندسة العلاقات بين سورية وبلاده من خلال سياسته الشهيرة المعروفة بـ"خطوة خطوة"، التي شكّلت منعطفاً في تاريخ منطقة الشرق الأوسط بدءاً من العلاقة مع سورية. آمن كيسنجر أن لا سلام من دون سورية، وكونه رجل دولة بخلفية تكنوقراطية، آمن بالبعد السيكولوجي لصانع القرار، فعرف مداخل الضعف والقوة لدى الرئيس حافظ الأسد، وتاريخه الموسوم بالنزوع إلى السلطة غايةً. اشتغل كيسنجر على تفكيك وبناء السياسة الخارجية الأميركية التي وصفها بأنها " لعبة من دون قواعد" و" سياسة في مهبّ الريح". فاشتغل على فكرة ثبات هُويَّة السياسة الخارجية الأميركية بدءاً بحماية وضمان أمن إسرائيل، فأسس لفكرة التفاوض المنفردة مع الأسد، منذ الأيام الأولى لحرب أكتوبر وصولاً إلى اتفاقية فضّ الاشتباك بين سورية وإسرائيل 1974، وانتهاءً بعزل مصر عن الصّف العربي مقدّمةً لتفكيك النظام الإقليمي العربي وعزل سورية بالانفتاح بدلاً من المواجهة. انفتاح في ظلّ إدارة الصراع شهدت مرحلة ما بعد حرب أكتوبر انفراجاً كبيراً في العلاقات الأميركية السورية من خلال سياسة أميركية تقوم على مبدأ إدارة الصراع وليس حلّه، بما يحقّق رغبات الطرفَين السوري والأميركي، ويضفي على العلاقات بين البلدَين طابعاً تفاوضياً بصفقات سرّية؛ حقّق من خلالها حافظ الأسد في مراحل لاحقة استئثاره بالسلطة، واحتكاره التفاوض باسم القضية الفلسطينية، وإطلاق يده في لبنان. في 15 يونيو/ حزيران 1974، وصل إلى دمشق الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون وزوجته ووزير خارجيته كيسنجر، في زيارة وصفت حينها بـ"التاريخية"، بل تجاوزت العرف الدبلوماسي بسبب عدم وجود سفارة أميركية في دمشق حينها، فكانت رسالةً أميركية لبدء مرحلة من العلاقات بعيدة من القواعد والتقاليد الدبلوماسية، ورغبة في توطيد العلاقات بين البلدَين، التي انقطعت منذ حرب 1967. في العام نفسه 1974، عين الرئيس حافط الأسد صباح قباني سفيراً لسورية في واشنطن، لتتوالى بعدها القمم السورية الأميركية التي جمعت حافظ الأسد بالرؤساء الأميركيين جيمي كارتر، وجورج بوش الأب، وبيل كلينتون الذي زار هو الآخر دمشق واستقبل بحفاوة في أكتوبر/ تشرين الأول 1994، في مرحلة كانت منطقة الشرق الأوسط تغلي على نار حرب الخليج الأولى. اتسمتْ الدبلوماسية الأميركية خلال هذه المرحلة بديناميكية إيجابية، انعكست بشكل واضح على تطوير العلاقات بين البلدَين، وأظهرت بأن جميع مفاتيح الأبواب المغلقة في الشرق الأوسط بيد السلطة في دمشق. واعتبر الرئيس الأميركي نيكسون أن الانفتاح على سورية خطوة نحو تسوية شاملة في الشرق الأوسط؛ بالرغم من قناعته التامة بمعرفة السوريين بالانحياز الأميركي لإسرائيل، إلا أنّ ذلك لايعني، حسب نيكسون، عدم قدرة الولايات المتحدة على لعب دور الشريك والوسيط في عملية التسوية والتفاوض مع سورية. أمّا كيسنجر، فقد كان له رأيٌ آخر، فقد كان مؤمناً بعدم جدوى إعادة الأراضي المحتلّة إلى العرب من خلال تسوية شاملة تعيد ما خسروه قبل 4 يونيو، على طريقة نيكسون، ومبادرة روجرز. شكّلت سياسة كيسنجر "خطوة خطوة" منعطفاً في تاريخ الشرق الأوسط، بدءاً من العلاقة مع سورية أولويات الأمن القومي الأميركي طوال فترة السبعينيّات، ظلّت العلاقات الأميركية السورية محكومةً برؤية كيسنجر، والتفاوض مع كلّ دولة عربية على انفراد. استمرأ حافظ الأسد ذلك، فتراوحت العلاقات الثنائية بين الاحتواء والتفاوض، والقوة المحدودة والدبلوماسية، ما ساعد كيسنجر على تطبيق دبلوماسية إدارة الصراع، وليس حلّه، تاركاً عامل الوقت والمتغيّرات الدولية والإقليمية تفعل فعلها، وهو ما حصل بالفعل مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية التي تصدّر فيها الأسد وكيسنجر واجهة الأحداث. حتى العقد الأخير من حكم الأسد الأب، ظلّت العلاقات بين دمشق واشنطن تدور في فلك الجمود التكتيكي، ففي الفترة ما بين 1990 إلى 2000، شغل وليد المعلّم منصب سفير سورية في واشنطن، وهي المرحلة التي ترافقت مع سعي الإدارات الأميركية (من دون جدوى) نحو مفاوضات سورية مع إسرائيل اتساقاً مع اتفاقات السلام العربية إبّان تلك المرحلة. في عهد جورج بوش الابن (في السلطة: 2001 – 2009)، وفي أعقاب هجمات 11 سبتمبر (2001)، أصبحت مسألة الحرب على الإرهاب من أهم أولويات الأمن القومي الأميركي، وخلال هذه المرحلة، أبدت المخابرات السورية تعاوناً كبيراً مع واشنطن، إلا أن هذه العلاقات تراجعت بعد أقلّ من عامَين بسبب الحرب الأميركية على العراق سنة 2003، والمواقف السورية الرافضة لها، وتزايد التدخّل السوري في لبنان، ودعم حزب الله، وتوسّع الدور الإيراني في العراق؛ فشهدت العلاقات الأميركية السورية تراجعاً وصل إلى حدّ العداء المُعلَن مع إصدار الكونغرس الأميركي، في ديسمبر/ كانون الأول 2003، قانون محاسبة سورية، الذي طالب السلطة في دمشق بالانسحاب من لبنان، ووقف تطوير أسلحة الدمار الشامل، وعدم دعم المقاتلين ضدّ القوات الأميركية في العراق. ونصّ القانون على مجموعة من العقوبات، أبرزها منع الشركات الأميركية من العمل في سورية، وتقييد سفر الدبلوماسين السوريين داخل الولايات المتحدة، وحظر تصدير منتجات الولايات المتحدة غير الغذائية إلى سورية، وحظر الطيران السوري في الأجواء الأميركية. بإعلان ترامب رفع العقوبات، تدخل علاقة واشنطن بسورية مرحلة انفتاح حذر شعاره الترقّب والانتظار من سياسة الانكفاء والعقوبات إلى الانفتاح الحذر تدهورت العلاقات بين دمشق وواشنطن أكثر فأكثر مع اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في فبراير/ شباط 2005، فاستدعت الولايات المتحدة على الفور سفيرها في دمشق، وبعد أقلّ من ثلاثة أشهر، انسحبت القوات السورية من لبنان تاركةً ورائها أقوى نقاط قوتها في المنطقة. في نوفمبر 2010، خلال فترة الرئيس الأميركي باراك أوباما (في السلطة: يناير/ كانون الثاني 2009- يناير 2017) وجّهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون رسالةً قاسيةً إلى القيادة السورية، أكّدت فيها أنّ الانفتاح على دمشق مرتبط بضرورة الابتعاد عن المحور الإيراني، وتحقيق التعاون بشأن العراق، وعدم التدخّل في لبنان، والتوقّف عن دعم حزب الله، واستئناف محادثات السلام مع إسرائيل. هذه المطالب رأتْ فيها دمشق ضرباً من المحال، فدخلت العلاقات بين البلدَين في أسوأ مراحلها من القطيعية والعداء، تمظهرت تداعياتها مع اندلاع الثورة السورية في آذار 2011، التي أوصلت العلاقة بين البلدَين إلى مستوى الحرب، حين أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، في يوليو/ تموز 2011، أن الرئيس السوري "فقد شرعيته، وعليه أن يرحل"، قبل دعم فصائل سورية بالسلاح. طوال سنوات الثورة السورية (2011- 2024)، دخلت الحالة السورية في تعقيدات وانقسامات محلية وإقليمية ودولية عديدة تركت آثارها في طبيعة تعاطي واشنطن مع الملفّ السوري، ففي مراحل لاحقة من عمر الثورة، فضّلت الولايات المتحدة سياسة الانكفاء تاركةً القوى المحلّية والإقليمية تصفّي حساباتها بنفسها؛ فاكتفت بالعقوبات الاقتصادية، مع صدور قانون قيصر لحماية المدنيين في 20 ديسمبر/ كانون الأول 2019. مع انتصار ثورة السوريين في 8 ديسمبر (2024)، تنفّست البلاد هواء الحرية، وغطّت نشوة الفرح جراحات سنوات الحرب في وطن ممزّق وهشّ في جميع بناه السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية. وبين حراك سياسي ودبلوماسي سوري محملاً بتضحيات السوريين، وحراك عربي أعاد إلى سورية هويتها التاريخية قوةً مضافةً ببعدها العربي، شهدت العلاقات السورية الأميركية انفتاحاً حذراً شعاره الترقّب والانتظار، حين أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 14 مايو/ أيار 2024، من الرياض، رفع العقوبات عن سورية، بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لحقته، في اليوم التالي، قمّة ثلاثية، انضمّ إليها الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس التركي رجب طيب أردوغان هاتفياً، أعرب خلالها الرئيس الأميركي عن رغبة بلاده في "إعطاء فرصة" للحكومة السورية الجديدة، والتفكير بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع سورية.


BBC عربية
منذ ساعة واحدة
- BBC عربية
ترامب يلمح إلى "تطور إيجابي" في مفاوضات إسرائيل وحماس، والولايات المتحدة تعتقل رجلاً حاول إحراق سفارتها بإسرائيل
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه ستكون هناك "أخبار سارة" تتعلق بغزة خلال الفترة المقبلة، فيما بدأت الولايات المتحدة جلسة استماع لمواطن أمريكي رحّلته إسرائيل بعد محاولته إحراق السفارة الأمريكية في تل أبيب. وقال الرئيس الأمريكي في تصريحات للصحفيين قبيل صعوده للطائرة الرئاسية، مساء الأحد، "أعتقد أننا قد يكون لدينا أخبار سارة فيما يخص إيران وكذلك مع حماس بشأن غزة"، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز. وأشار إلى إمكانية حدوث "تطور إيجابي" في المفاوضات بين إسرائيل وحماس لوقف إطلاق النار في غزة. وأضاف ترامب: "نريد أن نرى إن كان بإمكاننا وقف ذلك (إطلاق النار)، لقد تحدثنا مع إسرائيل ونريد أن نرى إن كان بإمكاننا وقف هذا الوضع برمته." وفي غزة أعلنت وزارة الصحة، التابعة لحركة حماس، مقتل 37 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي، منذ فجر الأحد، من بينهم مسؤول كبير في خدمات الإنقاذ وصحفي. وقال مسعفون إن أحدث الوفيات في الحملة الإسرائيلية نجمت عن غارات إسرائيلية منفصلة في خان يونس جنوباً، وجباليا شمالاً، والنصيرات وسط قطاع غزة. يأتي هذا بينما أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، أنه يهدف إلى "احتلال 75 في المئة" من أراضي قطاع غزة خلال شهرين، في إطار خطة الهجوم الجديد ضد حركة حماس. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه عند إطلاق الهجوم البري الرئيسي، سيتم دفع السكان الفلسطينيين إلى ثلاث مناطق صغيرة في غزة؛ "منطقة أكثر أماناً" جديدة في منطقة المواصي على الساحل الجنوبي للقطاع، حيث أعلنت إسرائيل في السابق "منطقة إنسانية". بالإضافة إلى شريط من الأرض في دير البلح والنصيرات في وسط غزة، حيث لم تنتشر القوات الإسرائيلية بقوات برية، والمنطقة الثالثة وسط مدينة غزة، التي عاد إليها العديد من الفلسطينيين خلال وقف إطلاق النار في وقت سابق من هذا العام. حرق السفارة الأمريكية أُلقت السلطات الأمريكية القبض على مواطن أمريكي مزدوج الجنسية، يحمل الجنسية الألمانية أيضاً، يوم الأحد، بتهمة محاولة إحراق السفارة الأمريكية في تل أبيب، إسرائيل، بحسب ما أعلنته وزارة العدل الأمريكية. واعتقلت سلطات مطار جون إف كينيدي في نيويورك، المواطن الأمريكي الألماني جوزيف نيوماير، 28 عاماً، بعد أن رحّلته السلطات الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة بعد العثور على عبوات ناسفة في حقيبة ظهره بالقرب من السفارة الأمريكية. وخضع نيوماير للتحقيق أمام المحكمة، يوم الأحد، وما زال قيد الاحتجاز، وفقاً للوزارة. وقالت المدعية العامة باميلا بوندي: "إنه متهم بالتخطيط لهجوم مدمر يستهدف سفارتنا في إسرائيل، وتهديد حياة الأمريكيين وحياة الرئيس ترامب". يأتي هذا الاعتقال بعد أيام قليلة من قيام مسلح بقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة، خارج متحف يهودي في العاصمة واشنطن. وكشف مسؤولون فيدراليون تفاصيل عن نيوماير، وقالوا إنه وصل إلى إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي، وتوجه إلى السفارة الأمريكية في 19 مايو/أيار، حاملاً حقيبة ظهر داكنة اللون. وأضافت وزارة العدل الأمريكية أنه بصق على أحد حراس السفارة أثناء مروره، مما دفع الحارس لمحاولة احتجازه، لكنه تمكن من الفرار، تاركاً خلفه حقيبة ظهر تحتوي على ثلاث زجاجات مولوتوف، وهي قنابل صغيرة مصنوعة من سوائل قابلة للاشتعال تُستخدم لإشعال الحرائق بمجرد إشعالها ورميها. وتمكنت الشرطة الإسرائيلية لاحقاً من القبض على الشاب الأمريكي في الفندق الذي كان يقيم فيه. ويقول مسؤولون أمنيون أمريكيون، إنه نشر على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي منشوراً تعهد فيه بـ"إحراق السفارة في تل أبيب" وكتب "الموت لأمريكا، الموت للأمريكيين". كما عثر المحققون على تهديدات باغتيال الرئيس ترامب في منشورات على حسابات أخرى، يُعتقد أنها مرتبطة بالمتهم أيضاً. وفي حال إدانته بالتهم المنسوبة إليه، فإن نيوماير يواجه عقوبة سجن قصوى قد تصل إلى 20 عاماً. وشهدت الولايات المتحدة يوم الأربعاء الماضي، جريمة قتل الزوجين الإسرائيليين يارون ليشينسكي وسارة لين ميلجريم بالرصاص بعد الخروج من فعالية في متحف العاصمة اليهودي في واشنطن. حددت الشرطة هوية المشتبه به بأنه إلياس رودريغيز، 30 عاماً، من شيكاغو، وصاح عند القبض عليه "الحرية لفلسطين"، بعد أن أطلق النار على الزوجين. ومن المتوقع أن تحضر وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم مراسم تأبين الضحايا في إسرائيل يوم الاثنين.


BBC عربية
منذ ساعة واحدة
- BBC عربية
حافلة مدرسية تتعرض للهجوم في خضم التوترات بين باكستان والهند
يقول ناصر محمود، الرقيب في الجيش الباكستاني "عندما سمعتُ بوقوع الهجوم، انهارت الأرض من تحت قدميّ. بدأ جميع الآباء والأمهات بالركض نحو الحافلة، لم يستطع أحدٌ منهم فهم ما يحدث". نجلس أنا وناصر في مدينة كويتا، في غرفة الانتظار بأكبر مستشفى عسكري في إقليم بلوشستان. أخبره ابنه محمد أحمد، البالغ من العمر 14 عاماً، أنه قُذف من داخل حافلة مدرسية للجيش في تفجير وقع في خوزدار، التي تبعد بضع ساعات بالسيارة. كانت الحافلة تقل حوالي 40 تلميذاً عندما انفجرت حوالي الساعة 7:40 صباحاً بالتوقيت المحلي (02:40 صباحا بتوقيت غرينتش) يوم الأربعاء. ويضيف ناصر "وصلتُ إلى المستشفى، وكان هناك صراخ أطفال في كل مكان، كان هذا هو الشيء الوحيد الذي يُمكن سماعه. ظلت عيناي تبحثان عن ابني". وقد نُقلت الحالات الأكثر خطورة فقط جواً إلى المستشفى العسكري المشترك. وأعلن الجيش ارتفاع عدد القتلى إلى ثمانية، حيث قُتل ستة أطفال وجُرح العشرات. ولم تعترف أي جهة بعد بتنفيذ الهجوم. وعادة، من النادر أن يُسمح للصحفيين الأجانب بدخول الإقليم الواقع جنوب غرب باكستان، ناهيك عن دخول مستشفى في مجمع الجيش. لكن الجيش الباكستاني قال إنه أراد أن تشهد وسائل الإعلام الدولية آثار الهجوم بنفسها. وتزعم باكستان أن الهند متورطة في الهجوم، رغم عدم وجود أدلة مستقلة - وهو ادعاء تنفيه نيودلهي بشدة. ويسري بين الطرفين (الهند وباكستان) حالياً وقف إطلاق نار هش، بعد صراع استمر أسبوعين، كان الأخطر بينهما منذ عقود. وشهد هذا الصراع تبادلاً لهجمات بالطائرات بدون طيار والصواريخ ونيران المدفعية، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا. ويُمثل هذا الهجوم في بلوشستان الآن ذروة التوترات، حيث بثت القنوات الإخبارية صورا للأطفال القتلى، ومعظمهم فتيات تتراوح أعمارهن بين 12 و16 عاماً، إلى جانب اتهامات بشن "حملة إرهابية هندية". وتسلط صور لقطع معدنية من الخردة وأحذية أطفال وحقائب ظهر مدرسية مهجورة متناثرة في مكان الحادث الضوء على المأساة التي وقعت. وأثناء تجوّلنا في وحدة العناية المركزة، كان بعض الأطفال فاقدي الوعي على أسرّتهم، بينما كان آخرون يتخبّطون من الألم. ظلت فتاة صغيرة تنادي على والدتها بينما كانت الممرضات يحاولن تهدئتها. وأخبرنا الأطباء أن العديد من الأطفال في حالة حرجة، بعد أن عانوا من صدمات وحروق وكسور في العظام. وفي الليلة التي سبقت وصولنا للمستشفى، توفي طفل آخر. يقول وزير الإعلام الباكستاني، عطا الله تارار، إن هناك تاريخاً من وجود عملاء للهند في بلوشستان. بدورها، تقول الهند إن باكستان تؤوي مسلحين يشنون هجمات على الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير منذ سنوات. وقد أشعل مقتل 26 شخصا في أبريل/ نيسان، معظمهم من السياح في باهالغام، الصراعَ الأخير. ودعت باكستان إلى تحقيقٍ مفتوح تقوده وتشرف عليه جهة مستقلة. ومع ذلك، نفى تارار ضرورة إجراء مثل هذا التحقيق في بلوشستان. وقال لنا "كانت باهالغام حادثة فريدة من نوعها". نحن الضحايا في هذه القضية. لقد عانينا. لدينا تاريخ. لدينا أدلة. فماذا عساي أن أقول؟ وعندما سألناه عن تلك الأدلة، أشار مجددا إلى مزاعم حول تاريخ من الهجمات. ولم يُقدم لنا أي تفاصيل أخرى حول تورط الهند المزعوم في هذا الهجوم. إقليم مضطرب لاحقاً، قادنا ضابط عبر طرق كويتا في حافلة، محاطا بجنود يحملون بنادق وذخيرة معلقة في جيوبهم. وشهدت بلوشستان عقوداً من الهجمات المسلحة المرتبطة بتمرد قومي. وهي موطن لعدة جماعات تتهم الحكومة باستغلال مواردها الطبيعية. وفي مارس/ آذار، قُتل حوالي 21 شخصاً، معظمهم من أفراد الأمن خارج أوقات عملهم، خلال حصار قطار في منطقة سيبي النائية في بلوشستان. وقد أعلن جيش تحرير بلوشستان مسؤوليته عن هذا الهجوم. وتصنفت باكستان، بالإضافة إلى العديد من الدول الغربية، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة، جيش تحرير بلوشستان منظمة إرهابية. وبينما يتصدى الجيش للتمرد، يتهم ناشطون في بلوشستان قوات الأمن الباكستانية بانتهاك حقوق الإنسان. ويقولون إن آلاف البلوش اختفوا خلال العقدين الماضيين، ويُزعم أنهم محتجزون دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة. وأخبرنا وزير الإعلام أن الحكومة تعتقد أن هناك حاجة إلى "محاكم مجهولة الهوية" في الإقليم، لإخفاء هويات القضاة والمدعين العامين في قضايا الإرهاب. وقال تارار إن المحاكم غالباً ما تفشل في إدانة المتهمين خوفاً من انتقام الجماعات المسلحة. وفي مؤتمر صحفي، قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني، الفريق أول تشودري، إن هجوم الحافلة المدرسية "لا علاقة له بالهوية البلوشية، بل كان مجرد استفزاز هندي". وتقول الحكومة إنها تُثير هذه القضية "عبر القنوات الدبلوماسية" حول العالم. ولا يزال من غير الواضح تأثير ذلك على وقف إطلاق النار وعلى احتمال إجراء محادثات بين الهند وباكستان.