logo
حافلة مدرسية تتعرض للهجوم في خضم التوترات بين باكستان والهند

حافلة مدرسية تتعرض للهجوم في خضم التوترات بين باكستان والهند

BBC عربيةمنذ 2 أيام

يقول ناصر محمود، الرقيب في الجيش الباكستاني "عندما سمعتُ بوقوع الهجوم، انهارت الأرض من تحت قدميّ. بدأ جميع الآباء والأمهات بالركض نحو الحافلة، لم يستطع أحدٌ منهم فهم ما يحدث".
نجلس أنا وناصر في مدينة كويتا، في غرفة الانتظار بأكبر مستشفى عسكري في إقليم بلوشستان. أخبره ابنه محمد أحمد، البالغ من العمر 14 عاماً، أنه قُذف من داخل حافلة مدرسية للجيش في تفجير وقع في خوزدار، التي تبعد بضع ساعات بالسيارة.
كانت الحافلة تقل حوالي 40 تلميذاً عندما انفجرت حوالي الساعة 7:40 صباحاً بالتوقيت المحلي (02:40 صباحا بتوقيت غرينتش) يوم الأربعاء.
ويضيف ناصر "وصلتُ إلى المستشفى، وكان هناك صراخ أطفال في كل مكان، كان هذا هو الشيء الوحيد الذي يُمكن سماعه. ظلت عيناي تبحثان عن ابني".
وقد نُقلت الحالات الأكثر خطورة فقط جواً إلى المستشفى العسكري المشترك. وأعلن الجيش ارتفاع عدد القتلى إلى ثمانية، حيث قُتل ستة أطفال وجُرح العشرات. ولم تعترف أي جهة بعد بتنفيذ الهجوم.
وعادة، من النادر أن يُسمح للصحفيين الأجانب بدخول الإقليم الواقع جنوب غرب باكستان، ناهيك عن دخول مستشفى في مجمع الجيش. لكن الجيش الباكستاني قال إنه أراد أن تشهد وسائل الإعلام الدولية آثار الهجوم بنفسها.
وتزعم باكستان أن الهند متورطة في الهجوم، رغم عدم وجود أدلة مستقلة - وهو ادعاء تنفيه نيودلهي بشدة.
ويسري بين الطرفين (الهند وباكستان) حالياً وقف إطلاق نار هش، بعد صراع استمر أسبوعين، كان الأخطر بينهما منذ عقود. وشهد هذا الصراع تبادلاً لهجمات بالطائرات بدون طيار والصواريخ ونيران المدفعية، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا.
ويُمثل هذا الهجوم في بلوشستان الآن ذروة التوترات، حيث بثت القنوات الإخبارية صورا للأطفال القتلى، ومعظمهم فتيات تتراوح أعمارهن بين 12 و16 عاماً، إلى جانب اتهامات بشن "حملة إرهابية هندية". وتسلط صور لقطع معدنية من الخردة وأحذية أطفال وحقائب ظهر مدرسية مهجورة متناثرة في مكان الحادث الضوء على المأساة التي وقعت.
وأثناء تجوّلنا في وحدة العناية المركزة، كان بعض الأطفال فاقدي الوعي على أسرّتهم، بينما كان آخرون يتخبّطون من الألم. ظلت فتاة صغيرة تنادي على والدتها بينما كانت الممرضات يحاولن تهدئتها. وأخبرنا الأطباء أن العديد من الأطفال في حالة حرجة، بعد أن عانوا من صدمات وحروق وكسور في العظام. وفي الليلة التي سبقت وصولنا للمستشفى، توفي طفل آخر.
يقول وزير الإعلام الباكستاني، عطا الله تارار، إن هناك تاريخاً من وجود عملاء للهند في بلوشستان. بدورها، تقول الهند إن باكستان تؤوي مسلحين يشنون هجمات على الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير منذ سنوات.
وقد أشعل مقتل 26 شخصا في أبريل/ نيسان، معظمهم من السياح في باهالغام، الصراعَ الأخير. ودعت باكستان إلى تحقيقٍ مفتوح تقوده وتشرف عليه جهة مستقلة.
ومع ذلك، نفى تارار ضرورة إجراء مثل هذا التحقيق في بلوشستان.
وقال لنا "كانت باهالغام حادثة فريدة من نوعها". نحن الضحايا في هذه القضية. لقد عانينا. لدينا تاريخ. لدينا أدلة. فماذا عساي أن أقول؟
وعندما سألناه عن تلك الأدلة، أشار مجددا إلى مزاعم حول تاريخ من الهجمات. ولم يُقدم لنا أي تفاصيل أخرى حول تورط الهند المزعوم في هذا الهجوم.
إقليم مضطرب
لاحقاً، قادنا ضابط عبر طرق كويتا في حافلة، محاطا بجنود يحملون بنادق وذخيرة معلقة في جيوبهم.
وشهدت بلوشستان عقوداً من الهجمات المسلحة المرتبطة بتمرد قومي. وهي موطن لعدة جماعات تتهم الحكومة باستغلال مواردها الطبيعية.
وفي مارس/ آذار، قُتل حوالي 21 شخصاً، معظمهم من أفراد الأمن خارج أوقات عملهم، خلال حصار قطار في منطقة سيبي النائية في بلوشستان.
وقد أعلن جيش تحرير بلوشستان مسؤوليته عن هذا الهجوم.
وتصنفت باكستان، بالإضافة إلى العديد من الدول الغربية، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة، جيش تحرير بلوشستان منظمة إرهابية.
وبينما يتصدى الجيش للتمرد، يتهم ناشطون في بلوشستان قوات الأمن الباكستانية بانتهاك حقوق الإنسان. ويقولون إن آلاف البلوش اختفوا خلال العقدين الماضيين، ويُزعم أنهم محتجزون دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة.
وأخبرنا وزير الإعلام أن الحكومة تعتقد أن هناك حاجة إلى "محاكم مجهولة الهوية" في الإقليم، لإخفاء هويات القضاة والمدعين العامين في قضايا الإرهاب. وقال تارار إن المحاكم غالباً ما تفشل في إدانة المتهمين خوفاً من انتقام الجماعات المسلحة.
وفي مؤتمر صحفي، قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني، الفريق أول تشودري، إن هجوم الحافلة المدرسية "لا علاقة له بالهوية البلوشية، بل كان مجرد استفزاز هندي".
وتقول الحكومة إنها تُثير هذه القضية "عبر القنوات الدبلوماسية" حول العالم.
ولا يزال من غير الواضح تأثير ذلك على وقف إطلاق النار وعلى احتمال إجراء محادثات بين الهند وباكستان.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرضيعة سوار: رحلة معاناة توثّق الجوع والحصار في غزة
الرضيعة سوار: رحلة معاناة توثّق الجوع والحصار في غزة

BBC عربية

timeمنذ يوم واحد

  • BBC عربية

الرضيعة سوار: رحلة معاناة توثّق الجوع والحصار في غزة

في قطاع غزة، يصطف السكان في طوابير للحصول على حصص غذائية شحيحة أو لا شيء على الإطلاق. هم اعتادوا على زميلي وكاميراته، وهو يُصوّر لـ بي بي سي. يوثّق جوعهم، وموتهم، وعلى لفّ أجسادهم - أو أجزاء منها - بلطف بأكفان بيضاء كُتبت عليها أسماؤهم، إن وُجدت. على مدار 19 شهراً من الحرب، والآن في ظل هجوم إسرائيلي متجدد، استمع هذا المصور الصحفي في غزة - الذي لن أذكر اسمه حفاظاً على سلامته - إلى صرخات الناجين المُفجعة في ساحات المستشفيات. يبقون الغزيون في ذهنه ليلاً ونهاراً. هو واحد منهم، عالق في نفس جحيم الاختناق. هذا الصباح، انطلق للبحث عن سوار عاشور، طفلة عمرها خمسة أشهر، أثّر فيه جسدها الهزيل وبكاؤها المنهك في مستشفى ناصر بخان يونس بشدة، عندما كان يصوّر هناك في وقت سابق من هذا الشهر، لدرجة أنه كتب لي ليخبرني أن شيئاً ما قد انكسر بداخله. كان وزنها يفوق الكيلوغرامين بقليل، في حين يُفترض أن يكون وزن طفلة عمرها خمسة أشهر حوالي 6 كيلوغرامات أو أكثر. سمع زميلي أن سوار قد غادرت المستشفى منذ ذلك الحين وهي الآن في منزلها. هذا ما دفعه إلى شوارع المنازل المدمرة والملاجئ المؤقتة المصنوعة من القماش والحديد المموج. يجري بحثه في ظروف صعبة. قبل بضعة أيام، راسلته لأسأله عن أحواله، فأجاب "لست بخير". قبل قليل، أعلن الجيش الإسرائيلي إخلاء معظم مناطق خان يونس... لا نعرف ماذا نفعل - لا يوجد مكان آمن نذهب إليه. وأضاف "منطقة المواصي مكتظة للغاية بالنازحين. نحن تائهون، ولا ندري ما هو القرار الصحيح في هذه اللحظة. وجد خيمة بغرفة نوم واحدة، مدخلها ستارة رمادية وسوداء بنقوش زهرية. في الداخل، ثلاث مراتب، وجزء من خزانة أدراج، ومرآة تعكس ضوء الشمس على الأرض أمام سوار ووالدتها نجوى وجدتها ريم. سوار هادئة، يحميها وجود أمها بجوارها. لا تستطيع الطفلة امتصاص حليب الأطفال العادي بسبب رد فعل تحسسي شديد. في ظل ظروف الحرب والحصار الإسرائيلي على وصول المساعدات، هناك نقص حاد في حليب الأطفال الذي تحتاجه. تشرح نجوى، البالغة من العمر 23 عاماً، أن حالتها استقرت عندما كانت في مستشفى ناصر، لذلك سمح لها الأطباء بتسليمها علبة حليب أطفال قبل عدة أيام. الآن في المنزل، تقول إن وزن الطفلة بدأ ينخفض مرة أخرى. "أخبرني الأطباء أن سوار تحسنت وأصبحت أفضل من ذي قبل، لكنني أعتقد أنها لا تزال نحيفة ولم تتحسن كثيرا. وجدوا لها علبة حليب واحدة فقط، وبدأت تنفد. تقول نجوى، بينما يتراقص الذباب أمام وجه سوار، "الوضع حرج للغاية، الحشرات تهاجمها، عليّ أن أغطيها بوشاح حتى لا يلمسها شيء". تعيش سوار مع أصوات الحرب منذ ولادتها في نوفمبر/ كانون الثاني الماضي. المدفعية، الصواريخ، القنابل المتساقطة - البعيدة والقريبة. إطلاق النار، وهدير طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي تحلق في السماء. توضح نجوى أن سوار تفهم ما يحدث حولها: فصوت الدبابات والطائرات الحربية والصواريخ عال جداً، وهي قريبة منهم. عندما تسمع سوار هذه الأصوات، تفزع وتبكي. وإذا كانت نائمة، تستيقظ مذعورة. يقول الأطباء في غزة إن العديد من الأمهات الشابات يُبَلّغنَ عن عدم قدرتهن على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية، بسبب نقص التغذية. المشكلة المُلحّة تكمُن في الغذاء والمياه النظيفة الصالحة للشرب. عانت نجوى أيضاً من سوء التغذية عند ولادة سوار. ولا تزال هي ووالدتها ريم تجدان صعوبة في الحصول على طعام. وتقول: "لا يمكننا توفير الحليب أو الحفاضات بسبب الأسعار وإغلاق الحدود". في 22 مايو/ أيار، أكدت هيئة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق - وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة - عدم وجود نقص في الغذاء في غزة. وأضافت أن "كميات كبيرة من أغذية الأطفال والدقيق للمخابز" أُدخلت إلى القطاع في الأيام الأخيرة. وتصر الهيئة مراراً وتكراراً على أن حماس "تسرق المساعدات"، بينما تقول الحكومة الإسرائيلية إن الحرب ستستمر حتى تدمير حماس وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة. ووفقاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يُعتقد أن 20 رهينة احتجزتهم حماس في هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ما زالوا على قيد الحياة، وأن ما يصل إلى 30 آخرين قد قُتلوا. لكن وكالات الإغاثة والأمم المتحدة والعديد من الحكومات الأجنبية، بما في ذلك بريطانيا، رفضت تصريح مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق، بأنه لا يوجد نقص في الغذاء. كما أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تحدث عن وجود "جِياع" في غزة. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كمية المساعدات التي سمحت إسرائيل بدخولها إلى غزة بأنها "قليلة جداً". وقال غوتيريش إن الفلسطينيين "يتحملون ما قد يكون أقسى مرحلة في هذا الصراع الوحشي" مع نقص إمدادات الوقود والمأوى والغاز والمياه النقية. ووفقاً للأمم المتحدة، فإن 80 في المئة من غزة الآن إما منطقة عسكرية إسرائيلية أو منطقة مهددة بالقصف. إن الإنكار وتعبيرات القلق والإدانات واللحظات التي بدت وكأنها نقاط تحول، كلها مرت واختفت طوال هذه الحرب. الثابت الوحيد، هو معاناة سكان غزة - البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، مثل نجوى وابنتها سوار. تقول نجوى: "لا نفكر المرء في المستقبل ولا في الماضي. لا نفكر سوى في الحاضر وكيف ننجو من هذه الأوضاع".

حافلة مدرسية تتعرض للهجوم في خضم التوترات بين باكستان والهند
حافلة مدرسية تتعرض للهجوم في خضم التوترات بين باكستان والهند

BBC عربية

timeمنذ 2 أيام

  • BBC عربية

حافلة مدرسية تتعرض للهجوم في خضم التوترات بين باكستان والهند

يقول ناصر محمود، الرقيب في الجيش الباكستاني "عندما سمعتُ بوقوع الهجوم، انهارت الأرض من تحت قدميّ. بدأ جميع الآباء والأمهات بالركض نحو الحافلة، لم يستطع أحدٌ منهم فهم ما يحدث". نجلس أنا وناصر في مدينة كويتا، في غرفة الانتظار بأكبر مستشفى عسكري في إقليم بلوشستان. أخبره ابنه محمد أحمد، البالغ من العمر 14 عاماً، أنه قُذف من داخل حافلة مدرسية للجيش في تفجير وقع في خوزدار، التي تبعد بضع ساعات بالسيارة. كانت الحافلة تقل حوالي 40 تلميذاً عندما انفجرت حوالي الساعة 7:40 صباحاً بالتوقيت المحلي (02:40 صباحا بتوقيت غرينتش) يوم الأربعاء. ويضيف ناصر "وصلتُ إلى المستشفى، وكان هناك صراخ أطفال في كل مكان، كان هذا هو الشيء الوحيد الذي يُمكن سماعه. ظلت عيناي تبحثان عن ابني". وقد نُقلت الحالات الأكثر خطورة فقط جواً إلى المستشفى العسكري المشترك. وأعلن الجيش ارتفاع عدد القتلى إلى ثمانية، حيث قُتل ستة أطفال وجُرح العشرات. ولم تعترف أي جهة بعد بتنفيذ الهجوم. وعادة، من النادر أن يُسمح للصحفيين الأجانب بدخول الإقليم الواقع جنوب غرب باكستان، ناهيك عن دخول مستشفى في مجمع الجيش. لكن الجيش الباكستاني قال إنه أراد أن تشهد وسائل الإعلام الدولية آثار الهجوم بنفسها. وتزعم باكستان أن الهند متورطة في الهجوم، رغم عدم وجود أدلة مستقلة - وهو ادعاء تنفيه نيودلهي بشدة. ويسري بين الطرفين (الهند وباكستان) حالياً وقف إطلاق نار هش، بعد صراع استمر أسبوعين، كان الأخطر بينهما منذ عقود. وشهد هذا الصراع تبادلاً لهجمات بالطائرات بدون طيار والصواريخ ونيران المدفعية، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا. ويُمثل هذا الهجوم في بلوشستان الآن ذروة التوترات، حيث بثت القنوات الإخبارية صورا للأطفال القتلى، ومعظمهم فتيات تتراوح أعمارهن بين 12 و16 عاماً، إلى جانب اتهامات بشن "حملة إرهابية هندية". وتسلط صور لقطع معدنية من الخردة وأحذية أطفال وحقائب ظهر مدرسية مهجورة متناثرة في مكان الحادث الضوء على المأساة التي وقعت. وأثناء تجوّلنا في وحدة العناية المركزة، كان بعض الأطفال فاقدي الوعي على أسرّتهم، بينما كان آخرون يتخبّطون من الألم. ظلت فتاة صغيرة تنادي على والدتها بينما كانت الممرضات يحاولن تهدئتها. وأخبرنا الأطباء أن العديد من الأطفال في حالة حرجة، بعد أن عانوا من صدمات وحروق وكسور في العظام. وفي الليلة التي سبقت وصولنا للمستشفى، توفي طفل آخر. يقول وزير الإعلام الباكستاني، عطا الله تارار، إن هناك تاريخاً من وجود عملاء للهند في بلوشستان. بدورها، تقول الهند إن باكستان تؤوي مسلحين يشنون هجمات على الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير منذ سنوات. وقد أشعل مقتل 26 شخصا في أبريل/ نيسان، معظمهم من السياح في باهالغام، الصراعَ الأخير. ودعت باكستان إلى تحقيقٍ مفتوح تقوده وتشرف عليه جهة مستقلة. ومع ذلك، نفى تارار ضرورة إجراء مثل هذا التحقيق في بلوشستان. وقال لنا "كانت باهالغام حادثة فريدة من نوعها". نحن الضحايا في هذه القضية. لقد عانينا. لدينا تاريخ. لدينا أدلة. فماذا عساي أن أقول؟ وعندما سألناه عن تلك الأدلة، أشار مجددا إلى مزاعم حول تاريخ من الهجمات. ولم يُقدم لنا أي تفاصيل أخرى حول تورط الهند المزعوم في هذا الهجوم. إقليم مضطرب لاحقاً، قادنا ضابط عبر طرق كويتا في حافلة، محاطا بجنود يحملون بنادق وذخيرة معلقة في جيوبهم. وشهدت بلوشستان عقوداً من الهجمات المسلحة المرتبطة بتمرد قومي. وهي موطن لعدة جماعات تتهم الحكومة باستغلال مواردها الطبيعية. وفي مارس/ آذار، قُتل حوالي 21 شخصاً، معظمهم من أفراد الأمن خارج أوقات عملهم، خلال حصار قطار في منطقة سيبي النائية في بلوشستان. وقد أعلن جيش تحرير بلوشستان مسؤوليته عن هذا الهجوم. وتصنفت باكستان، بالإضافة إلى العديد من الدول الغربية، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة، جيش تحرير بلوشستان منظمة إرهابية. وبينما يتصدى الجيش للتمرد، يتهم ناشطون في بلوشستان قوات الأمن الباكستانية بانتهاك حقوق الإنسان. ويقولون إن آلاف البلوش اختفوا خلال العقدين الماضيين، ويُزعم أنهم محتجزون دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة. وأخبرنا وزير الإعلام أن الحكومة تعتقد أن هناك حاجة إلى "محاكم مجهولة الهوية" في الإقليم، لإخفاء هويات القضاة والمدعين العامين في قضايا الإرهاب. وقال تارار إن المحاكم غالباً ما تفشل في إدانة المتهمين خوفاً من انتقام الجماعات المسلحة. وفي مؤتمر صحفي، قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني، الفريق أول تشودري، إن هجوم الحافلة المدرسية "لا علاقة له بالهوية البلوشية، بل كان مجرد استفزاز هندي". وتقول الحكومة إنها تُثير هذه القضية "عبر القنوات الدبلوماسية" حول العالم. ولا يزال من غير الواضح تأثير ذلك على وقف إطلاق النار وعلى احتمال إجراء محادثات بين الهند وباكستان.

ما أول ما قالته طبيبة الأطفال عن مقتل تسعة من أبنائها في غارة إسرائيلية بغزة؟
ما أول ما قالته طبيبة الأطفال عن مقتل تسعة من أبنائها في غارة إسرائيلية بغزة؟

BBC عربية

timeمنذ 3 أيام

  • BBC عربية

ما أول ما قالته طبيبة الأطفال عن مقتل تسعة من أبنائها في غارة إسرائيلية بغزة؟

أقول لها من هول الصدمة: "الأولاد راحوا يا آلاء". فتجيبني بإيمان وتسليم: "هم أحياء عند ربهم يرزقون". هكذا روت سحر النجار، صيدلانية من قطاع غزة، وشقيقة الطبيبة المكلومة آلاء النجار التي فقدت تسعة من أطفالها في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم ليلة أمس في منطقة قيزان النجار، جنوبي محافظة خان يونس لبودكاست "غزة اليوم"، اللحظات الأولى التي مرت عليهم بعد الحادث الأليم، ومضت تقول: "أمهم حالياً في حالة صدمة، ولا أخشى عليها سوى من لحظة الانهيار التي ستلحق بلحظات الصمود التي تمر بها الآن، يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، سيدرا تسعة فراشات أكبرهم عمره 12 عاماً وأصغرهم ستة شهور جميعهم (الأطفال الكبار) حافظون لكتاب الله والفرق بين كل منهم والآخر سنة واحدة فقط لا غير، تسعة من أصل عشرة أطفال فقدتهم أمهم دفعة واحدة، الناجي الوحيد من هذه المذبحة كان طفلها آدم الذي يرقد حالياً في العناية المركزة وحالته مستقرة بعد إجرائه عمليتين جراحيتين عاجلتين". وتضيف: "شقيقتي تلقت نبأ مقتل أطفالها التسعة وهي تحاول إنقاذ حياة أطفال الناس بمجمع ناصر الطبي حيث تعمل طبيبة أطفال، ظلت تركض في الشارع باتجاه المنزل كي تتمكن من إلقاء نظرة وداع عليهم، لكننا لم نستطع تمييز الجثث كلهم أشلاء.. كلهم متفحمين". وتنفي النجار أي علاقة لهم بحركة حماس، مشيرة إلى أن ما تعرضوا له لا يمكن وصفه إلا بأنه "سيناريو بشع لم يخطر ببال أحد". وتقول في شهادتها المؤلمة: "نحن عائلة طبية، يعمل معظم أفرادها في مهن وتخصصات طبية مختلفة. لذلك لا يوجد أي مبرر لهذا الاستهداف". وتضيف: "كل ما كنا نبحث عنه هو الأمان، ولهذا تمسكنا بالبقاء في المنزل مجتمعين، ظناً منا أن البقاء معاً سيحمينا. كنا نعرف أن لا أحد يخلّد في هذه الدنيا، لكن أن تفقد تسعة أطفال دفعة واحدة، كانوا قبل لحظات فقط يركضون ويلعبون حولك، ويأكلون معك، فهذه فاجعة لا يمكن لعقل أن يستوعبها". وتتابع: "لحظة الاستهداف كانت قاسية بشكل لا يوصف. استهدفوا بدروم (الطابق السفلي) المنزل بانفجار هائل، رغم علمهم أن من فيه ليسوا سوى أطفال". وعن الساعات التي سبقت القصف تقول: "كنا محاصرين في شارع أسامة النجار واتصلنا مع الصليب الأحمر لنستغيث به بعد ضربة إسرائيلية كانت قريبة جداً من منزلنا فشعرنا بالخطر خاصة مع استمرار تحليق الطائرات الإسرائيلية وتوالي الضربات الجوية التي تستهدف المنازل". وتصف الحالة بالقول: "مع كل قذيفة كانت قلوبنا ترج داخل ضلوعنا، إلى أن تم استهداف منزلنا بصاروخ لم ينفجر، فهرولت إلى والدي الذي كان يحاول تهدئتنا وطلب منا أن نرفع راية بيضاء كي يتركنا الجيش الإسرائيلي نمر بسلام لمنزل خالي لكنهم استهدفونا مرة أخرى وحدث ما حدث". يقول الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت "عدداً من المشتبه بهم" في خان يونس يوم الجمعة، وإن "الادعاء المتعلق بإلحاق الضرر بالمدنيين غير المشاركين قيد المراجعة". ويؤكد المدير العام لوزارة الصحة بقطاع غزة منير البرش في منشور له عبر منصة إكس أن الدكتورة آلاء اختصاصية أطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، قائلاً: " لديها عشرة أبناء، أكبرهم لم يتجاوز 12 عاماً. خرجت مع زوجها الدكتور حمدي النجار ليوصلها إلى عملها، وبعد دقائق فقط من عودته، سقط صاروخ على منزلهم. استُشهد تسعة من أطفالهما". وبقي طفل وحيد مصاب وزوجها الدكتور حمدي الذي يرقد الآن في العناية المركزة. مضيفاً: "هذا ما يعيشه كوادرنا الطبية في قطاع غزة؛ الكلمات لا تكفي لوصف الألم. في غزة، لا يُستهدف الكادر الطبي فحسب، بل يُمعن الاحتلال الإسرائيلي في الإجرام، ويستهدف عائلات بأكملها". كما قدم مجمع ناصر الطبي العزاء للطبيبة النجار عبر منصة فيسبوك ونشر قائمة بأسماء أطفالها الذين فقدتهم. "أدركنا أن الأمل قد انتهى" يروى علي، شقيق الدكتور حمدي محمد، تفاصيل استهداف منزل شقيقه الذي راح ضحيته تسعة من أطفاله، في حديثه لبودكاست "غزة اليوم"، متسائلاً عن سبب استهداف شخص كرّس حياته لأسرته وخدمة مجتمعه. ويقول: "تم استهداف منزلي بالتزامن مع منزل شقيقي، الذي لم يتمكن من النزوح بسبب عدد أفراد أسرته الكبير. كان يومياً يُقلّ زوجته إلى المستشفى لأداء واجبها الإنساني، ثم يعود لرعاية أطفاله، إلى جانب عمله في مستوصفه الطبي الخاص". ويضيف مستنكراً: "هل من المعقول أن يكون ملاحقاً أمنياً وهو يلتزم بهذا الروتين اليومي، ولم يغيّر محل سكنه منذ بداية الحرب؟ كان يدير أيضاً صيدلية يملكها، ويواصل حياته بشكل طبيعي. فلماذا يتم استهدافه ومحاولة قتله؟". ويقول: "فور علمي بما حدث لم أتمكن من انتظار الدفاع المدني هرولت لمنزل شقيقي ولم أخشَ الموت كل ما كنت أفكر فيه أنه بإمكاني أن انقذ ولو طفل من أطفاله، وبالفعل وجدته وابنه آدم ملطخان بدمائهما ملقيان على الأسفلت، وهنا كان رجال الدفاع المدني قد وصلوا فساعدوني على حمل شقيقي لسيارتي وهرولت به وبنجله للمستشفى في محاولة لإنقاذ حياتهما". طبيبة فلسطينية تُفجع بوصول جثامين تسعة من أبنائها أثناء عملها في مجمع ناصر الطبي ويتابع: "عدت بعدها إلى موقع الحادث لمساعدة فرق الدفاع المدني في انتشال باقي أفراد العائلة. كان المنزل قد تحول إلى ركام، والجميع بداخله. حينها أدركنا أن الأمل قد انتهى، وأن من في الداخل قد فارقوا الحياة". ويروي اللحظة الأكثر تأثيراً عندما تفاجأ بزوجة أخيه تقف إلى جانبه "تتابع بعينيها عمليات انتشال الجثامين لكنها لم تتعرف على أول ثلاث جثث، وفور انتشالنا للجثة الرابعة صرخت بنا: (هذه ريفان.. أعطيني إياها)، ثم حضنتها، وكأنها تحاول أن تودعها للمرة الأخيرة، لكن زوجة أخي كانت تتعشم أنها على قيد الحياة وتحاول إفاقتها". ومضى قائلاً بحسرة:" لم نتمكن سوى من انتشال سبع جثث دفناهم جميعاً في قبرين، ولا يزال اثنان من الأطفال مفقودين، أتعهد بالبحث عنهما حتى أجدهما وأكرم مثواهما".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store