أموال تترعرع. الضرائب ونجوم الجرة
محمد واموسي
سألوا المغني الشعبي عبد العزيز الستاتي ، هل تؤدّي الضرائب عن مداخيلك من الحفلات الفنية ؟ فأجاب : 'ما عندناش التغطية الصحية'.
وكأننا أمام عامل بسيط ينتظر الدولة أن تتصدّق عليه ببطاقة 'راميد'، لا أمام فنان يملأ قاعات المهرجانات ويجني الملايين في ساعة زمن!.
والأطرف من ذلك أنه حين سألوه عن جديده الفني أجاب بكل برودة: 'لا وقت لدي للجديد، كثرة الحفلات والمهرجانات داخل وخارج البلاد لا تتركني أتنفّس'.
باختصار..الرجل غارق حتى أذنيه في المداخيل الخيالية، لكنه يتحدّث بلسان الفقير المعدم الذي لم يجد قوت يومه.
الحقيقة المُرّة أن أغلب هؤلاء النجوم ، أو لنقل 'نجوم الضرائب المنسية' ، يجنون أموالًا لا يجرؤ حتى كبار الفاسدين السياسيين على الجهر بها.
حفل صغير داخل المغرب، لا تتجاوز مدته ساعة من الزمن، تُدرّ على صاحبه 90 ألف درهم أو أكثر.
و حفل خارج البلاد ، لا تتجاوز مدته بدوره ساعة واحدة، يكفي ليضخ في جيبه 120 ألف درهم على الأقل، فضلًا عن تذاكر الطائرة والإقامة في فنادق فاخرة و غيرها من الامتيازات.
و حين تسألهم عن التزاماتهم تجاه خزينة الدولة، يتحوّلون إلى ممثلين بارعين في مشاهد البكاء والنحيب.
فأين هي العدالة الضريبية؟
كيف يطلب من الموظف الصغير و التاجر البسيط أن يدفع ضرائبه حتى آخر سنتيم ، بينما يتصرّف (النجوم) وكأنهم فوق القانون؟.
إنه مشهد كاريكاتوري بامتياز..ثراء فاحش على المنصّات، وشكوى مُضحكة مبكية أمام الكاميرات.
*كاتب صحفي
جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة
أكادير 24
منذ ساعة واحدة
- أكادير 24
تارودانت: بيع ديك بـ 4000 درهم في مزاد علني يثير الدهشة والجدل
شهد موسم الرمى المنظم بدوار إمنفلوس بجماعة أصادص، إقليم تارودانت، نهاية هذا الأسبوع، واقعة مثيرة للدهشة بعدما بيع ديك في مزاد علني 'دلالة' بمبلغ غير مسبوق بلغ 4000 درهم، وسط تصفيقات واندهاش الحاضرين. الواقعة أثارت أجواء حماسية بالموسم، حيث تعالت المزايدات في جو من التنافس والمرح الشعبي، قبل أن يُحسم المزاد في رقم اعتبره الكثيرون مبالغا فيه. ورغم التصفيقات التي صاحبت عملية البيع، فإن الحادثة خلّفت أيضا موجة من الجدل والانتقادات، حيث رأى عدد من المتابعين أن دفع مثل هذا المبلغ في شراء ديك يعد شكلا من أشكال التبذير، خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها الأسر. ويُشار إلى أن موسم الرمى بإمنفلوس يُعتبر من التظاهرات التقليدية التي تحتفظ بخصوصيتها الشعبية الممزوجة بالفرجة والتقاليد المتوارثة، حيث يشكل مناسبة للتواصل الاجتماعي وإحياء الطقوس التراثية، غير أن واقعة بيع الديك بمبلغ قياسي سلطت الضوء على سلوكيات يرى فيها البعض انحرافا عن روح المناسبة وأهدافها الأصلية.
الجريدة 24
منذ 12 ساعات
- الجريدة 24
"متر غيمس" يغني في البيضاء
يستعد مغني الراب الفرنسي من أصول كونغولية، "متر غيمس"، لإحياء حفل غنائي استثنائي بمدينة الدار البيضاء، في واحدة من أبرز محطاته الموسيقية لهذا الصيف، وذلك يوم الجمعة 22 غشت الجاري. وسيلتقي غيمس بجمهوره المغربي بالمركب التجاري 'موروكو مول'، الذي سيحتضن هذا الحدث الفني الكبير، وسط توقعات بحضور جماهيري واسع، بالنظر إلى الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الفنان في المغرب، ونجاحاته المتواصلة على الساحة الفنية العالمية. ويعد هذا الحفل جزء من جولة فنية يقودها "متر غيمس"، الذي استطاع خلال السنوات الأخيرة ترسيخ اسمه كأحد أبرز نجوم الراب والبوب في أوروبا والمغرب، حيث جمع بين الكلمات العميقة، والإيقاعات المعاصرة، في أسلوب موسيقي فريد يجمع بين الثقافات. وقد أعلنت الجهة المنظمة أن التذاكر متاحة حاليا عبر منصة البيع الرقمية " بأسعار تبدأ من 400 درهم، مع توفير فئات مختلفة تناسب شرائح متعددة من الجمهور، وسط إقبال متزايد على الحجز المسبق.
LE12
منذ 14 ساعات
- LE12
أموال تترعرع. الضرائب ونجوم الجرة
الحقيقة المُرّة أن أغلب هؤلاء النجوم ، أو لنقل 'نجوم الضرائب المنسية' ، يجنون أموالًا لا يجرؤ حتى كبار الفاسدين السياسيين على الجهر بها. محمد واموسي سألوا المغني الشعبي عبد العزيز الستاتي ، هل تؤدّي الضرائب عن مداخيلك من الحفلات الفنية ؟ فأجاب : 'ما عندناش التغطية الصحية'. وكأننا أمام عامل بسيط ينتظر الدولة أن تتصدّق عليه ببطاقة 'راميد'، لا أمام فنان يملأ قاعات المهرجانات ويجني الملايين في ساعة زمن!. والأطرف من ذلك أنه حين سألوه عن جديده الفني أجاب بكل برودة: 'لا وقت لدي للجديد، كثرة الحفلات والمهرجانات داخل وخارج البلاد لا تتركني أتنفّس'. باختصار..الرجل غارق حتى أذنيه في المداخيل الخيالية، لكنه يتحدّث بلسان الفقير المعدم الذي لم يجد قوت يومه. الحقيقة المُرّة أن أغلب هؤلاء النجوم ، أو لنقل 'نجوم الضرائب المنسية' ، يجنون أموالًا لا يجرؤ حتى كبار الفاسدين السياسيين على الجهر بها. حفل صغير داخل المغرب، لا تتجاوز مدته ساعة من الزمن، تُدرّ على صاحبه 90 ألف درهم أو أكثر. و حفل خارج البلاد ، لا تتجاوز مدته بدوره ساعة واحدة، يكفي ليضخ في جيبه 120 ألف درهم على الأقل، فضلًا عن تذاكر الطائرة والإقامة في فنادق فاخرة و غيرها من الامتيازات. و حين تسألهم عن التزاماتهم تجاه خزينة الدولة، يتحوّلون إلى ممثلين بارعين في مشاهد البكاء والنحيب. فأين هي العدالة الضريبية؟ كيف يطلب من الموظف الصغير و التاجر البسيط أن يدفع ضرائبه حتى آخر سنتيم ، بينما يتصرّف (النجوم) وكأنهم فوق القانون؟. إنه مشهد كاريكاتوري بامتياز..ثراء فاحش على المنصّات، وشكوى مُضحكة مبكية أمام الكاميرات. *كاتب صحفي
