
طريقة إنزال القط من الشجرة
الزيارة الأخيرة لنتن ياهو للولايات المتحدة ولقاءه الثاني مع ترامب خلال 24 ساعة، يؤكد أن ترامب يستعجل حلًّا في غزة عبر صفقة شاملة ولو على شكل مرحلتين: وقف إطلاق نار مؤقت يمهد لوقف إطلاق نار دائم. هذا المسار، لا يرى فيه نتن ياهو، وهو مكبَّل اليدين والقدمين من خلاف بحبال أهدافه المعلنة المبالغ فيها، والتي لا يستطيع التراجع عنها بسهولة بعد كل هذه الخسائر التي لحقت بكيانه في كل من حرب غزة ولبنان وإيران، وعليه أن يجد مخرجا وسلّما غير مكشوف العتبات، للنزول من على الشجرة من دون أن يتفطن جمهوره من اليمين واليسار والمستوطنين، وهذا في حد ذاته حلمٌ آخر، لكابوس مشهور في وجهه.
رئيس وزراء الكيان، في وضع لا يحسد عليه: إما قبول الصفقة كما تريدها المقاومة، وبالتالي خسارته للحرب ولكرسيه ولتحالفه ولمستقبله السياسي برمّته، وانتحار فظيع له، أو أن يقبل بحل وسط في صيغة لا رابح ولا خاسر التي تحاول إدارة ترامب أن توفّرها له في شكل رابح بالنقاط وليس بالضربة القاضية، كون مطلب نتن ياهو بتجريد المقاومة من سلاحها بات وهمًا أمام الجميع، بما فيهم الولايات المتحدة وحتى نتن ياهو نفسه، خاصة بعد الضربات الموجعة للمقاومة في الدقائق الأخيرة من نهاية المواجهة.
الولايات المتحدة والوسطاء، يعملون على حل خلافات تقنية، يبدو أنها تنال موافقة الجميع، لكن مسألة نزع السلاح، تبقى الخط الأحمر الأكثر قوة وإصرارا عليه من طرف المقاومة، حتى ولو قبلت حماس أن تترك الساحة السياسية لسلطة محلية توافقية، لكن السلاح خط أحمر في ظل احتلال الكيان وعدوانه، وفي ظل قانون دولي يبيح للمقاومة الدفاع عن نفسها في ظل الاحتلال.
هذه النقطة بالذات هي حجر عثرة في طريق أي تسوية سريعة. ذلك أن كل أحلام نتن ياهو وتصوراته وادعاءاته بأنه سيحقق 'النصر المطلق'، ليس على صعيد غزة والضفة فحسب، بل ضمن جغرافيا الشرق الأوسط كله، باتت أمام المحك بعد أن فشلت كل مخططات التهجير والترويع والتجويع والإبادة أمام شعب يفضِّل الموت على ترك الأرض ورفع الراية البيضاء.
هذه القناعة وصل إليها الراعي الأمريكي، كما وصل إليها نتن ياهو ذاته، إنما المكابرة، والبحث عن البقاء في السلطة إلى آخر جندي ومستوطن صهيوني، ولو عبر إشعال المنطقة كلها، يجعل رؤية ترامب المتماهية تماما مع المشروع الصهيوني، تتعارض في طريقة الإخراج. وهذا ما يجعل ترلمب يضغط على نتن ياهو، ليس حبا فيه، بل خوفا على الكيان من رئيس وزراء، كبَّل نفسه بأغلال الوهم اليميني المتطرف المتمسك به والماسك له في السلطة على حين. هذا الحين، هو ما يحاول نتن ياهو اللعب عليه، ولو أدى ذلك إلى إفساد مشروع ترامب في المنطقة من تسويات وتطبيع وصفقات مع العرب خوفا من التنين الصيني والدب الروسي، ودعما لاقتصاده الذي بدأ يتأثر بما اقترفت يداه من حرب اقتصادية على العالم بأسره.
التعارض في الطريقة لا في الأهداف، ونتن ياهو بات حجرا في حذاء ترمب، وقد نشهد تحولات قريبة، تسمح بإنزال 'القط العالق من فوق الشجرة'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار اليوم الجزائرية
منذ 9 ساعات
- أخبار اليوم الجزائرية
نعم نحن في القرن الواحد والعشرين!
بقلم: صبري صيدم نعم إنه القرن الواحد والعشرين الذي سماه البعض بقرن الأحلام فربط به مفاهيم التطور والحداثة والبراعة والازدهار والحرية والتقدم والتألق حتى أصبح مضرباً للمثل ومنارة يهتدى بها وعنواناً ناصعاً للدلالة على التّغير والألق والرقي والإبداع. مقالات ودراسات واجتماعات وقمم حملت في عناوينها مصطلح القرن الواحد والعشرين للدلالة أيضاً على ما اقتنع به البعض وهو التحول من الحروب إلى الهدوء ومن التخلف إلى الحضارة ومن الموت إلى الحياة. قرن أراده البعض أن يشهد ازدهار العولمة وحوار الحضارات وتنامي المعرفة وتوسع المعلوماتية وبروز الاقتصاد المعرفي واكتساح الإنترنت وتميّز عوالم الحوسبة السحبية والذكاء الاصطناعي والخلايا الجذعية وكبريات البيانات وتصاعدا واضحا لمفاهيم الحريات والقرية الكونية والمواطن المرتبط بكامل منظومة الخدمات المحوسبة وفي كل القطاعات تعليما صحة تجارة طاقة إلخ. *سايكس بيكو جديد هكذا تفاءل العالم في ما أراده وفي ما سعى إليه وخطط له ونظّر لصالحه ليكون بمثابة الحيز المختلف عن عصور التخلف الفائتة من استعمار وظلم وفقر وجهل وطغيان. رسائل القرن الفاضلة كلها تحطمت أمام سايكس بيكو جديد يمثله كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فكلاهما اجتمعا على تقسيم الكعكة وتطبيق متجدد لرؤية سايكس بيكو القديمة في إحياء لما تم الاتفاق عليه بين 23 نوفمبر 1915 و3 يناير 1916 وهو التاريخ الذي وقع فيه الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس على وثائق مذكرات تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية آنذاك وصادقت حكومات تلك البلدان على الاتفاقية في 9 و16 ماي 1916 بحيث يتم تقاسم العالم العربي بين فرنسا وبريطانيا في حكم استعماري طال. اليوم وفي كل يوم من وجود ترامب ونتنياهو في السلطة يتجدد النهج ذاته في فلسطين والقائم على المفاهيم التالية: 1 ـ ألا رأي للفلسطينيين فإسرائيل تريد وأمريكا تفعل ما تريدانه هي وإسرائيل. 2 ـ تستباح جغرافيا فلسطين وتجزأ وتوزع وتقسم وتبتر بينما لا خيار للفلسطيني إلا الرحيل أو التحول إلى خدم مطيعين لنزوات نتنياهو ورؤيته في طرد الفلسطينيين وتحويل أرضهم إلى مشروع استثماري يسرق فيه غازهم وتتحول جغرافيتهم إلى رابط بين الشرق والبحر المتوسط وبين الهند وإسرائيل ضمن مشروع تجاري ضخم. 3 ـ حرمان الفلسطينيين من دولتهم المستقلة وتقرير مصيرهم واستقلال دولتهم وعودة لاجئيهم. 4 ـ توزيع ما تبقى من دول الشرق الأوسط: إلى دول تسقط في شرك ما يعرف بالتطبيع أو تستهدف في إطار مواجهة مباشرة أو تخنق وترّكع مالياً عبر غرقها في ديونها ويحرم اقتصادها من التطور والثبات. ولعل ما جرى خلال لقائي ترامب ونتنياهو الأخير فجر الثامن من جويلية عام 2025 يؤكد هذا النهج! فالرجلان يرفعان ويكسران وينصبان ويجران ما أرادا من فعل ممهور بتجاوز واضح للمكان وتاريخه وشعبه وضحاياه ونكباتهم ومعاناتهم. فترامب يبحث عن وقف إطلاق النار في غزة للبدء بتهجير الفلسطينيين مؤكداً لشريكه نتنياهو بأنه قد تلقى تفاعلاً إيجابياً من قادة المنطقة لتنفيذ هذه الرؤية وليرد عليه نتنياهو بأن لا دولة للفلسطينيين لأنها حسب زعمه غير مقبولة من قبل شعبه الذي يرى أن هذه الدولة لن تكون إلا لتدمير إسرائيل! ويصر على أن يحمل هو راية الأمن والسيطرة والإطباق على إرادة الفلسطينيين. نشوة هذا وذاك توّجت بتسليم نتنياهو المطلوب من قبل محكمة الجنايات الدولية لترامب رسالة ترشيح للأخير لجائزة نوبل للسلام ترشيح من قبل من يقف على مخزون إبادة الفلسطينيين لمن زوده بالنار والبارود ليفوز بأرقى جوائز البشرية! نعم هذا هو القرن الواحد والعشرين بتجرد وبساطة. يقول أحدهم: إنَّ المأساة الحقيقيّة ليست القمع والقسوة التي يمارسها الأشرار بل الصمت الذي يُبديه الأخيار .. فهل يتخلى الأخيار عن صمتهم أم يستمر الحال على حاله؟ ننتظر ونرى.. حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة


إيطاليا تلغراف
منذ 10 ساعات
- إيطاليا تلغراف
المرأة التي زلزلت إسرائيل وأميركا - إيطاليا تلغراف
إيطاليا تلغراف كريس هيدجيز كاتب ومراسل عسكري أميركي فرض العقوبات من قبل إدارة ترامب على فرانشيسكا ألبانيزي، المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة، يُعدّ نذير شؤم لنهاية حكم القانون الدولي. عندما يُكتب تاريخ الإبادة الجماعية في غزة، ستكون فرانشيسكا ألبانيزي – المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة – واحدة من أكثر الأصوات شجاعة ووضوحًا في الدفاع عن العدالة والتمسّك بالقانون الدولي، وهي الآن تتعرض لعقوبات من إدارة ترامب على خلفية قيامها بدورها في رئاسة المكتب الأممي المكلّف برصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين. تتلقى ألبانيزي تهديدات بالقتل بشكل منتظم، وتتعرض لحملات تشويه مُحكمة تقودها إسرائيل وحلفاؤها، ومع ذلك فهي تسعى بشجاعة لمحاسبة كل من يدعم ويشارك في استمرار الإبادة الجماعية. وهي تنتقد ما تسميه 'الفساد الأخلاقي والسياسي للعالم' الذي يسمح باستمرار هذه الإبادة. وقد أصدر مكتبها تقارير مفصّلة توثّق جرائم الحرب في غزة والضفة الغربية، من بينها تقرير بعنوان 'الإبادة كوسيلة للإزالة الاستعمارية'، أُعيد نشره كمُلحق في كتابي الأخير إبادة متوقعة. أبلغت ألبانيزي منظمات خاصة بأنها قد تكون 'مسؤولة جنائيًا' لمساعدتها إسرائيل في تنفيذ الإبادة في غزة. وأعلنت أنه إذا صحّ ما نُقل عن رئيس الوزراء البريطاني ووزير الخارجية السابق ديفيد كاميرون بأنه هدّد بقطع التمويل وسحب بريطانيا من المحكمة الجنائية الدولية بعد إصدارها مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، فإن ذلك قد يُعرّض كاميرون ورئيس الوزراء البريطاني السابق ريشي سوناك للملاحقة الجنائية بموجب نظام روما الأساسي، الذي يجرّم محاولات منع محاكمة مرتكبي جرائم الحرب. ودعت ألبانيزي كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي إلى مواجهة تهم التواطؤ في جرائم الحرب بسبب دعمهم للإبادة الجماعية، مؤكّدة أن أفعالهم لا يمكن أن تمرّ دون عقاب. وكانت من أبرز الداعمين لأسطول 'مادلين' الذي سعى لكسر الحصار عن غزة وتوصيل المساعدات الإنسانية، وكتبت أن القارب الذي اعترضته إسرائيل كان يحمل، إلى جانب الإمدادات، رسالة إنسانية للعالم. في أحدث تقاريرها، أدرجت ألبانيزي أسماء 48 شركة ومؤسسة، منهاPalantir Technologies Inc.، Lockheed Martin، Alphabet Inc. (Google)، Amazon، IBM، Caterpillar Inc.، Microsoft، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، إضافةً إلى بنوك وشركات تأمين وعقارات وجمعيات خيرية، كلّها – بحسب التقرير – تنتهك القانون الدولي وتحقّق أرباحًا بمليارات الدولارات من الاحتلال والإبادة الجماعية للفلسطينيين. وزير الخارجية ماركو روبيو أدان دعم ألبانيزي للمحكمة الجنائية الدولية، والتي فُرضت عليها وعلى أربعة من قضاتها عقوبات أميركية العام الماضي لإصدارهم مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت. وانتقد روبيو ألبانيزي لمحاولاتها محاكمة مواطنين أميركيين أو إسرائيليين يدعمون الإبادة الجماعية، واعتبر أنها غير صالحة لمنصبها كمقرّرة خاصة، متّهمًا إياها بأنها 'تروّج لمعاداة السامية بلا خجل، وتدعم الإرهاب، وتُبدي احتقارًا صريحًا للولايات المتحدة وإسرائيل والغرب'. ومن المتوقع أن تؤدي العقوبات إلى منع ألبانيزي من دخول الولايات المتحدة، وتجميد أي أصول تمتلكها هناك. الهجوم على ألبانيزي يُنذر بعالم بلا قواعد، عالم يُسمح فيه لدول مثل الولايات المتحدة وإسرائيل بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية دون أي مساءلة أو رادع. هذا الهجوم يكشف عن الخدع التي نمارسها لخداع أنفسنا والآخرين. إنّه يعرّي نفاقنا وقسوتنا وعنصريتنا. ومن الآن فصاعدًا، لن يأخذ أحد على محمل الجد تعهّداتنا المعلنة بالديمقراطية وحرية التعبير وسيادة القانون وحقوق الإنسان. ومن يستطيع لومهم؟ فنحن لا نتحدث إلا بلغة القوة، بلغة الهمج، بلغة المذابح الجماعية، بلغة الإبادة. قالت ألبانيزي في مقابلة أجريتها معها أثناء مناقشة تقريرها 'الإبادة كإزالة استعمارية': 'أعمال القتل، القتل الجماعي، التعذيب النفسي والجسدي، الدمار، خلق ظروف حياة لا تسمح لأهل غزة بالبقاء – من تدمير المستشفيات، والتهجير القسري الجماعي، والتشريد الجماعي، بينما يتعرّض الناس للقصف اليومي، ويُجَوّعون- كيف يمكننا أن نقرأ هذه الأفعال بمعزل عن بعضها؟' الطائرات المُسيّرة المسلحة، الطائرات المروحية، الجدران والحواجز، نقاط التفتيش، الأسلاك الشائكة، أبراج المراقبة، مراكز الاحتجاز، الترحيل، الوحشية والتعذيب، رفض منح تأشيرات الدخول، الحياة الشبيهة بالفصل العنصري التي يعيشها المهاجرون غير النظاميين، فقدان الحقوق الفردية، والمراقبة الإلكترونية – كلّ ذلك مألوف للمهاجرين اليائسين على الحدود المكسيكية أو الساعين لدخول أوروبا، بقدر ما هو مألوف للفلسطينيين. هذا ما ينتظر من سمّاهم فرانز فانون بـ'معذّبي الأرض'. أمّا من يدافعون عن المظلومين، كألبانيزي، فسيُعاملون كالمظلومين أنفسهم. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف


النهار
منذ 15 ساعات
- النهار
الخارجية الأمريكية تبدأ عملية تسريح أكثر من 1300 موظف
باشرت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة، تسريح أكثر من 1300 موظف، وذلك في إطار حملة الرئيس دونالد ترامب، لتقليص حجم القوة العاملة الفيدرالية بشكل كبير. وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن 1107 من أعضاء الخدمة المدنية و246 من موظفي الخدمة الخارجية تم إبلاغهم بتسريحهم. ووفقا لصحيفة 'واشنطن بوست'، فقد تبلّغ موظفو وزارة الخارجية بتسريحهم بالبريد الإلكتروني. وسيخسر عناصر الخدمة الخارجية وظائفهم بعد 120 يوما من تلقي الإشعار وسيتم وضعهم في إجازة إدارية على الفور. بينما سيتم تسريح الموظفين المدنيين بعد 60 يوما، وفق الصحيفة. وتأتي عمليات التسريح في الوزارة بعد ثلاثة أيام على إصدار المحكمة العليا قرارا يمهّد الطريق لإدارة ترامب لبدء تسريح جماعي لموظفين فدراليين. إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور