
خبراء لـ«الوئام» عن الوساطة.. السعودية مركزًا دبلوماسيًا لإنهاء حرب أوكرانيا
خاص – الوئام
منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، كثّفت المملكة العربية السعودية جهودها الدبلوماسية لإنهاء الصراع وتعزيز السلام، من خلال الوساطة في تبادل الأسرى، وحل أزمة محطة زابوروجيا النووية، وتقريب وجهات النظر بين موسكو وكييف.
وفي إطار هذه المساعي، استضافت الرياض محادثات رفيعة المستوى بين دبلوماسيين روس وأمريكيين في فبراير 2025، كما شهدت المملكة أمس الإثنين جولة جديدة من المحادثات بين الجانبين، في خطوة تعكس التزامها المستمر بالسلام والاستقرار الدوليين.
أهمية الدور السعودي
وفي هذا السياق يقول سيرجي بورفيوف، الدبلوماسي الروسي السابق، المحاضر في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، إن المملكة العربية السعودية المكان المناسب لعقد القمة الأمريكية الروسية بين الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين وعقد مباحثات ثلاثية بين واشنطن وكييف وموسكو حول الحرب.
ويضيف 'بورفيوف'، في حديث خاص لـ'الوئام'، إنه من الضرورة الإشارة إلى أهمية الدور السعودي في محاولة وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، بالإضافة إلى مساهمة الرياض في ملف تبادل الأسرى بين الجانبين.
ويؤكد الدبلوماسي الروسي، إنهم يقيمون دور السعودية بشكل إيجابي ويقدرونه في هذه الأزمة، كما أنا ليس من باب الصدفة موافقة جميع الأطراف على عقد اللقاءات والمباحثات بالمملكة وإنما لدورها الإيجابي والفعال خصوصا أن الأغلبية العظمى من المواطنين الروس يرحبون باللقاء المرتقب بين الرئيسيين بوتين وترمب ويعتبرون هذا البلد مناسبًا لإطلاق مرحلة المفاوضات السلمية بمشاركة روسيا وأمريكا وأوكرانيا.
الحياد الإيجابي الفعال
يرى أحمد دهشان، الباحث في معهد الدراسات العربية الأوراسية، أن استضافة السعودية للاجتماعات بين الأطراف الدولية حول الحرب الأوكرانية أمر طبيعي، نظرًا لاتباعها 'سياسة الحياد الإيجابي الفعال'، حيث تتعامل مع مختلف وجهات النظر وتسعى لجمع الأطراف المتنازعة على أرضية مشتركة للحوار والتفاهم.
يشير دهشان إلى أن السعودية دعمت القانون الدولي وأدانت غزو أوكرانيا رغم علاقتها بموسكو، لكنها رفضت العقوبات الأحادية على روسيا دون قرار أممي.
وقدمت الرياض مساعدات لإنهاء الحرب إذ توسطت لتبادل الأسرى، وتدخلت في أزمة محطة زابوروجيا النووية. كما حرصت على طرح الرؤية الروسية في المحافل الدولية، مما جعلها وسيطًا مقبولًا من جميع الأطراف، لتتحول من قوة إقليمية إلى قوة دولية مؤثرة.
يؤكد دهشان أن موسكو ترى في السعودية صديقًا رئيسيًا في الشرق الأوسط، لدورها في استقرار سوق النفط عبر اتفاق 'أوبك+'. كما أن الانفتاح السعودي ساهم في استقطاب الخبراء الروس، الذين ينقلون صورة إيجابية عن المملكة، مما جعل استقبال المملكة لهذه الاجتماعات إيجابيًا للغاية.
دور هام في شؤون عديدة
وفي السياق ذاته يقول السفير مسعود معلوف، الخبير في الشأن الأمريكي، إن المملكة تلعب دورًا هامًا في شؤون عديدة، خاصةً فيما يتعلق بأمريكا وروسيا، ومؤخرًا كان لها دور في التوسط بين البلدين لإطلاق سراح بعض الرهائن الأمريكيين من روسيا وبيلاروسيا، وأيضًا الإفراج عن سجناء روس من الولايات المتحدة، لافتًا إلى أنه أمر هام جدًا للمملكة.
ويضيف 'معلوف'، في حديث خاص لـ'الوئام'، أن المملكة تلعب دورًا محوريًا أيضًا في السعي لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ومن هنا اختارت الولايات المتحدة وروسيا، السعودية لتكون المركز التي ستجري فيه أول مفاوضات بوتين وترمب للتفاوض من أجل إنهاء الحرب.
الاستثمارات
ويوضح الخبير في الشأن الأمريكي، أن المملكة اتخذت قرارًا بالاستثمار في الولايات المتحدة بعد فوز ترمب، وهو ما سيُنعش الاقتصاد الأمريكي الذي يشكو من بعض التراجع، وقد رحب ترمب آنذاك بالفكرة، وقال إنه سيزور السعودية في الأيام الـ100 الأولى من عهده.
ويذكر 'معلوف'، أنه بعد تصريحات ترامب تجاه قطاع غزة، أعلن الأمير محمد بن سلمان رفضه لها، وربما أيضًا هنالك بعض التردد في الاستثمار في الولايات المتحدة.
ويردف: 'لذلك أعتقد أن الرئيس ترمب يحاول إرضاء الأمير محمد بن سلمان، وذلك بإظهار دور المملكة، لأن اجتماع كهذا بين رئيسي أهم دولتين في العالم من أجل الوصول إلى سلام في حرب أوكرانيا، هو أمر هام جدًا للمملكة، وسيسجل التاريخ ذلك، وهذا يدل على أهمية المملكة بالنسبة للولايات المتحدة وروسيا.
وينوه بأنه يكون للمملكة والأمير محمد بن سلمان التأثير على الرئيس الأمريكي، خاصةً إذا هددت المملكة بإيقاف استثمارها في الولايات المتحدة، وساهمت في القمة العربية التي ستُعقد في السابع والعشرين من الشهر الجاري، باتخاذ قرار قوي جدًا ضد فكرة ترمب، وعندئذ تكون المملكة لعبت دورًا هامًا بالنسبة للقضية الفلسطينية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 5 ساعات
- الشرق السعودية
جولة جديدة من تبادل الأسرى.. روسيا تنشئ منطقة عازلة على حدود أوكرانيا
نفذت موسكو وكييف عملية جديدة من تبادل الأسرى، الأحد، فيما تقوم القوات الروسية بإنشاء منطقة أمنية على طول الحدود مع أوكرانيا، وسط تبادل الهجمات بالطائرات المسيرة بين الجانبين. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن موسكو وكييف استكملتا عملية تبادل أسرى حرب استمرت ثلاثة أيام بعد أن تبادل الطرفان 303 أسرى من كل جانب، الأحد. وأضافت الوزارة: "وفقا للاتفاقيات الروسية الأوكرانية التي تم التوصل إليها في 16 مايو في إسطنبول، وعلى مدى الفترة من 23 إلى 25 مايو، أجرى الجانبان الروسي والأوكراني عملية تبادل أسرى بمعدل ألف أسير مقابل ألف أسير". منطقة عازلة وأعلن رئيس المركز الصحافي لقوات مجموعة "الشمال" التابعة للقوات الروسية ياروسلاف ياكيمكين أن العسكريين الروس، بعد تحرير مقاطعة كورسك من القوات المسلحة الأوكرانية، يقومون بإنشاء منطقة أمنية على طول الحدود الروسية مع أوكرانيا. ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن ياكيمكين قوله: "بعد تحرير مقاطعة كورسك من العدو، تنفذ وحدات من القوات الروسية مهمة قتالية لإنشاء منطقة أمنية على طول الحدود الدولية الروسية". وأوضح أنه "خلال الأسبوع الماضي وحده، تم تحرير بلدتي مارينو ولوكنيا في مقاطعة سومي.. كما حققت القوات المسلحة الروسية تقدماً كبيراً في مدينة فولتشانسك بمقاطعة خاركوف". وأضاف ياكيمكين: "في الوقت الحاضر، تواصل القوات التقدم إلى الأمام كل يوم، ودفع العدو بعيداً عن حدود الدولة لإنشاء منطقة خالية، وضمان سلامة السكان المدنيين في المناطق الحدودية الروسية". وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن القوات المسلحة الروسية تعمل حالياً على إنشاء منطقة عازلة. وقال الرئيس بوتين، خلال اجتماع مع أعضاء الحكومة الروسية، عبر تقنية الفيديو: "لقد قلت بالفعل، إنه تم اتخاذ قرار بشأن إنشاء المنطقة الأمنية العازلة اللازمة على طول الحدود.. قواتنا المسلحة تعمل حالياً على تنفيذها". وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان ، أنه بعد تحرير مقاطعة كورسك، تستمر القوات الروسية بإنشاء "حزام أمني" في المناطق الحدودية لمقاطعة سومي. وجاء في البيان: "تمكنت وحدات من قوات مجموعة الشمال الروسية، من هزيمة تشكيلات القوات المسلحة الأوكرانية في مقاطعة كورسك. خلال العمليات الهجومية المتواصلة، تم تحرير بلدة غورنال في مقاطعة كورسك، وكانت آخر المناطق المحتلة من القوات الأوكرانية"، مضيفاً: "تستمر عملية إنشاء حزام أمني في المناطق الحدودية بمقاطعة سومي بأوكرانيا". هجوم جوي من ناحية أخرى، قال مسؤولون أوكرانيون، الأحد، إن القوات الروسية شنت 367 هجوماً بالطائرات المسيرة والصواريخ على كييف ومدن أخرى الليلة الماضية، مما أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين، واعتبره مراقبون أكبر هجوم جوي حتى الآن منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا. ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة إلى الحديث علناً، في إشارة إلى أن واشنطن تخفف حدة خطابها تجاه روسيا وبوتين منذ عودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. وكتب زيلينسكي على تيليجرام: "صمت أميركا وباقي دول العالم لا يشجع إلا بوتين"، وأضاف: "كل ضربة إرهابية روسية من هذا القبيل تعد سبباً كافياً لفرض عقوبات جديدة على روسيا". وكان هذا الهجوم هو الأكبر من حيث عدد الطائرات المسيرة والصواريخ التي أُطلقت منذ اندلاع الحرب، على الرغم من أن ضربات أخرى أسفرت عن سقوط عدد أكبر من الضحايا، بحسب "رويترز". في المقابل، جاء الهجوم روسي رداً على هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية تعرضت له روسيا، في وقت مبكر الأحد، والتي أعلنت اعتراض أو تدمير نحو 110 منها، بعضها كان يستهدف العاصمة موسكو. وكتب رئيس بلدية موسكو سيرجي سوبيانين عبر تطبيق تيليجرام أن عدد الطائرات التي جرى تدميرها أو اعتراضها قرب العاصمة الروسية ارتفع إلى 13. وتسبب نشاط الطائرات المسيرة في إغلاق ثلاثة مطارات في موسكو لبعض الوقت. وقال مسؤولون محليون إن وحدات الدفاع الجوي أسقطت طائرات مسيرة فوق مدينة تولا في وسط البلاد ومدينة تفير في شمال غربي موسكو. وتسعى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون إلى دفع موسكو نحو توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً كخطوة أولى نحو التفاوض على إنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات، بينما تطالب موسكو بخطة لإنهاء الحرب بشكل دائم، وليس مجرد هدنة مؤقتة. وتعرضت هذه الجهود لضربة قبل أيام عندما رفض ترمب فرض عقوبات إضافية على موسكو لعدم موافقتها على وقف فوري للقتال، كما أرادت كييف.


العربية
منذ 10 ساعات
- العربية
صحيفة: أوروبا تخشى أن يتخلى ترامب عن أوكرانيا مقابل شراكة اقتصادية مع روسيا
أفادت صحيفة "ذا غارديان" The Guardian البريطانية، بأن دبلوماسيين أوروبيين يخشون من أن يتخلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أوكرانيا ويركز على إقامة شراكة اقتصادية مع روسيا. ووفقا للصحيفة، شعر القادة الأوروبيون، الذين كانوا يأملون في أن تفرض واشنطن عقوبات جديدة على موسكو، بالإحباط والغضب، بعد سماع وصف ترامب لمكالمته الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 19 مايو (أيار). ووفقا لتقرير الصحيفة، فإن نبرة الحوار بين الرئيسين الأميركي والروسي، وتردد إدارة واشنطن في تشديد العقوبات على روسيا خلال عملية التفاوض، "يُقرّبان من كابوس أوروبا" المتمثل في انسحاب الولايات المتحدة من الصراع الأوكراني. وفي 19 مايو (أيار)، أجرى بوتين وترامب محادثة هاتفية استمرت أكثر من ساعتين، ناقشا خلالها بشكل أساسي سبل التغلب على الصراع في أوكرانيا. وأشاد الرئيس الروسي بشدة بالمحادثات مع ترامب ووصفها بأنها بناءة، بدوره ترامب وصفها بالجيدة جدا.

سعورس
منذ 20 ساعات
- سعورس
النفط يرتفع مع انتعاش الطلب على الوقود ومخاوف تعثر المحادثات النووية
استقرت العقود الآجلة لخام برنت عند 64.78 دولارًا للبرميل، بارتفاع 34 سنتًا، أو 0.54 %. أغلقت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند 61.53 دولارًا أمريكيًا، بارتفاع قدره 33 سنتًا، أو 0.54 %. وقال فيل فلين، كبير المحللين في مجموعة برايس فيوتشرز: "أعتقد أن هناك بعض عمليات تغطية المراكز القصيرة مع بداية عطلة نهاية الأسبوع هذه". وتُطلق عطلة نهاية الأسبوع بمناسبة يوم الذكرى موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة ، وهي الفترة التي تشهد أعلى طلب على وقود السيارات. والتقى المفاوضون الأمريكيون والإيرانيون في روما يوم الجمعة في جولة أخرى من المحادثات تهدف إلى تقليص البرنامج النووي لإيران. وأسفرت المحادثات عن "بعض التقدم، وإن لم يكن حاسمًا"، وفقًا لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. وقد يؤدي أي مسار خاطئ في المفاوضات، والذي أثار انتقادات من عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين ، إلى تشديد العقوبات، مما يحد من تدفقات النفط من الدولة العضو في أوبك. وقد يُمهّد اتفاق بين البلدين الطريق لضخّ المزيد من براميل النفط. ويأتي احتمال زيادة المعروض في سوق النفط وسط مخاوف مستمرة بشأن الطلب. وقد أثارت حرب ترمب التجارية المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، مع مخاوف من أن يؤثر ذلك سلبًا على الطلب على الوقود. وقال فلين إن التجار يخشون انقطاع إمدادات النفط الخام في حال فشل المحادثات في التوصل إلى اتفاق، واستمرار العقوبات على النفط الإيراني. وقال: "المحادثات لا تبدو جيدة. إذا كانت هذه هي المحادثات الأخيرة ولم يتم التوصل إلى اتفاق، فقد يُعطي ذلك الضوء الأخضر للإسرائيليين لمهاجمة إيران". وإيران هي ثالث أكبر مُنتج للنفط في منظمة الدول المُصدّرة للنفط (أوبك)، بإنتاج يتجاوز 3 ملايين برميل يوميًا. وكانت الولايات المتحدة تُفاوض على اتفاق سلام نووي مع طهران ، حتى أن الرئيس ترمب ألمح الأسبوع الماضي إلى قرب التوصل إلى اتفاق. ومع ذلك، يبدو أن المحادثات قد تعثرت بسبب نقاط خلاف رئيسة، أبرزها إصرار إيران على تخصيب اليورانيوم. وكتب دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في بنك أو كيه فاينانشال، في مذكرة: "هناك الكثير من التساؤلات التي تُبقي أسعار النفط الخام في حالة من التوتر". وساهمت عدة عوامل في كبح جماح أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة، على الرغم من ارتفاعها من أدنى مستوياتها في أبريل. وفي أوائل أبريل، أعلنت أوبك + أنها سترفع الإنتاج بدءًا من مايو. ووافقت منظمة النفط لاحقًا على زيادة الإنتاج في يونيو. كما يشير ارتفاع الإنتاج عن المتوقع من كازاخستان، المنتجة للنفط في أوبك، إلى المزيد من المعروض في السوق. في غضون ذلك، ساعدت البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية في محو التراجع السابق الذي بلغ نحو 2 % بعد أن قال الرئيس دونالد ترمب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن الاتحاد الأوروبي "كان من الصعب للغاية التعامل معه" وأنه سيوصي بفرض تعريفة جمركية بنسبة 50 % على الكتلة في الأول من يونيو. وانخفض الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ عام 2023، مما جعل السلع المُسعرة بالعملة أكثر جاذبية. وقال أندرو ليبو، رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس: "يتعرض سوق النفط لضغوط بسبب عاملين. ننتظر تأثير الرسوم الجمركية على الطلب على النفط، ومن المتوقع أن تزيد أوبك + الإنتاج مجددًا هذا الصيف". وتعقد أوبك +، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها بقيادة روسيا ، اجتماعات الأسبوع المقبل، ومن المتوقع أن تُسفر عن زيادة أخرى في الإنتاج قدرها 411 ألف برميل يوميًا لشهر يوليو. وقد تُنهي أوبك + ما تبقى من خفض الإنتاج الطوعي البالغ 2.2 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية أكتوبر، بعد أن رفعت بالفعل أهداف الإنتاج بنحو مليون برميل يوميًا لأبريل ومايو ويونيو. وقال محللو بنك إيه ان زد، ارتفع سعر النفط في تداولات ضعيفة قبل العطلات، مع تراجع ثقة المستثمرين بإمكانية توصل الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق نووي، بينما عززت البيانات الأمريكية القوية صورة الطلب المتذبذبة. وكانت الجغرافيا السياسية محور تركيز رئيس للمتداولين الأسبوع الماضي، حيث أفاد تقرير من شبكة سي ان ان، بأن المخابرات الأمريكية أشارت إلى أن إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية مما أدى إلى مكاسب قصيرة في وقت سابق من الأسبوع. بعد ذلك، قال عراقجي، كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات مع الولايات المتحدة ، إن التوصل إلى اتفاق ممكن يتضمن تجنب طهران للأسلحة النووية، ولكن ليس التخلي عن تخصيب اليورانيوم. ومع ذلك، لا تزال التوقعات هبوطية بشكل عام. وانخفض سعر النفط الخام بنحو 14 % هذا العام، مسجلاً أدنى مستوى له منذ عام 2021 الشهر الماضي، مع تخفيف أوبك + لقيود الإمدادات بوتيرة أسرع من المتوقع، في الوقت الذي شكلت فيه حرب الرسوم الجمركية التي تقودها الولايات المتحدة رياحًا معاكسة للطلب. واستعادت الأسعار بعض قوتها مع انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لكن البيانات الأسبوع الماضي أظهرت أيضًا زيادة أخرى في مخزونات النفط التجارية الأمريكية ، مما زاد من المخاوف بشأن وفرة المعروض. وقال جينز نارفيج بيدرسن، الخبير الاستراتيجي في بنك دانسكه: "عادت المشاعر السلبية إلى سوق النفط هذا الأسبوع". "وفي حين أن زيادة أخرى في إنتاج أوبك + هي مصدر القلق الرئيس، فإن التقدم في المحادثات النووية مع إيران ، واحتمال تخفيف العقوبات، وعدم إحراز تقدم في محادثات التجارة يزيد من مشاكل السوق". في سياقٍ آخر، صرّح فالديس دومبروفسكيس، كبير الاقتصاديين في المفوضية الأوروبية، بأنه من المناسب خفض سقف النفط الروسي إلى 50 دولارًا للبرميل. وأضاف أن السقف الحالي البالغ 60 دولارًا - والذي يُقصد به معاقبة موسكو على حربها ضد أوكرانيا ، مع الحفاظ على تدفق النفط - لا يضرّ بالمنتج نظرًا لانخفاض الأسعار. ومن المتوقع أن تتسارع أسعار البنزين في اللحاق بالركب - بشكل إيجابي - خلال الأسابيع المقبلة، انعكاسًا للانخفاض الأخير في أسعار النفط الآجلة. وبلغ متوسط سعر البنزين على المستوى الوطني 3.14 دولارات للغالون يوم الجمعة، وفقًا لبيانات الرابطة الأمريكية للسيارات. وهذا أقل بنحو 0.04 دولار عن الأسبوع الماضي، وأقل بنحو 0.50 دولار عن الفترة نفسها من العام الماضي. وقد أدى ارتفاع أسعار مزيج البنزين الصيفي وصيانة المصافي إلى ارتفاع أسعار البنزين موسميًا في مارس. في حين تراجعت الأسعار بعض الشيء في أبريل، إلا أنه لم يتضح بعد تأثير أكبر لانخفاض أسعار النفط. وقال باتريك دي هان، رئيس قسم تحليل النفط في جازبودي: "نظرًا لانخفاض مخزونات البنزين، لم نشهد انخفاضًا في أسعار البنزين بقدر انخفاض أسعار النفط". وأضاف: "ولكن مع انتهاء موسم صيانة المصافي، أعتقد أن هناك فرصة قوية لأن نرى متوسط سعر البنزين على المستوى الوطني أقل من 3 دولارات للغالون هذا الصيف، حيث من المرجح أن تبدأ المخزونات في النمو قريبًا". وتشهد 23 ولاية على الأقل بالفعل متوسط سعر أقل من 3 دولارات للغالون، بما في ذلك تكساس وبقية ساحل الخليج، والغرب الأوسط، وحتى أجزاء من نيو إنجلاند، مثل رود آيلاند، وماين، ونيو هامبشاير. وكتب محللو بنك جولدمان ساكس في مذكرة للعملاء: "لا يزال اعتقادنا الراسخ أن ارتفاع الطاقة الاحتياطية وارتفاع مخاطر الركود يُرجّحان مخاطر انخفاض أسعار النفط على الرغم من أساسيات السوق الصعبة نسبيًا". وفي أبريل، سجلت أسعار النفط الخام أسوأ انخفاض شهري لها منذ نوفمبر 2021 وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي وصدمة في الطلب بسبب سياسة الرئيس ترمب للرسوم الجمركية. وفي الأسبوع الماضي، كتب محللون في جي بي مورجان تشيس: "في حين أن التهدئة الأخيرة في محادثات التجارة قللت من احتمالية حدوث حالة هبوط، فإن "خيار ترمب" لا يمتد إلى الطاقة، حيث تواصل الإدارة إعطاء الأولوية لانخفاض أسعار النفط لإدارة التضخم". في تطورات أسواق الطاقة، تصارع شركات خطوط الأنابيب الأمريكية معضلة الشراء/ البناء مع سعي الرئيس ترمب لتوسيع قطاع الطاقة. فيما لا يزال الضغط على نمو المشاريع الجديدة قائمًا بسبب انخفاض أسعار النفط والرسوم الجمركية. وكانت سياسات ترمب الداعمة للطاقة تهدف إلى تسريع بناء الجيل القادم من البنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة ، إلا أن العديد من مشغلي خطوط أنابيب النفط والغاز ما زالوا يفضلون الشراء على التوسع بسبب مجموعة من العوامل التي تعيق المشاريع الكبيرة. وأعلن ترمب حالة طوارئ في قطاع الطاقة في أول يوم له في منصبه، وأصدر توجيهات لدعم الصادرات، وإصلاح التصاريح، وإلغاء المعايير البيئية. ومنذ انتخابه في نوفمبر، تمت الموافقة على عدد من المشاريع الكبيرة، بما في ذلك محطة للغاز الطبيعي المسال وعدد من خطوط الأنابيب. لكن ارتفاع التكاليف الناجمة عن حرب تجارية عالمية أشعلتها الرسوم الجمركية الأمريكية ، ونقص العمالة، وانخفاض أسعار النفط، وخطر العقبات القانونية، يعني أن العديد من الشركات تتردد عمومًا في الالتزام بمشاريع بناء جديدة جريئة. بدلاً من ذلك، يرى المشغلون أن عمليات الدمج والاستحواذ وسيلة أكثر فعالية للنمو. في الربع الأول من هذا العام، تم إبرام 15 صفقة في قطاع الطاقة المتوسطة في الولايات المتحدة ، وهو أعلى رقم ربع سنوي منذ الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2021. وقال أنجيلو أكونشيا، الشريك في شركة أرك لايت كابيتال، التي تستثمر في البنية التحتية للطاقة: "لقد قضينا وقتًا طويلاً في التفكير في مسألة الشراء مقابل البناء، وفي الوقت الحالي، نرى المزيد من الفرص لشراء الأصول". وقال، إن عوامل، بما في ذلك الرسوم الجمركية وارتفاع الطلب على الإمدادات والعمالة، جعلت من الصعب حساب الجدوى الاقتصادية لبناء أي مشروع. ومن أبرز الاتجاهات السائدة في إبرام الصفقات حتى الآن في عام 2025 إعادة شراء شركات خطوط الأنابيب لحصصها في المشاريع المشتركة، والتي كانت قد بيعت سابقًا للمساعدة في تمويل تكاليف التطوير الأولية لمشاريع السنوات السابقة. وأعلنت شركة تارغا ريسورسز، في فبراير الماضي، أنها ستستحوذ على أسهم تفضيلية في نظام خطوط أنابيب تارغا بادلاندز من بلاكستون، مقابل 1.8 مليار دولار، بينما أعلنت شركة إم بي إل إكس، في الشهر نفسه، أنها ستشتري حصة 55 % في خط أنابيب الغاز الطبيعي بانجل، المملوك سابقًا لشركة وايت ووتر ميدستريم ودايموند باك إنرجي، مقابل 715 مليون دولار. ويحرص مالكو الأسهم الخاصة في البنية التحتية للطاقة على البيع، بعد أن أمضوا السنوات الأخيرة في تطوير أنظمة أصبحت الآن متاحة. على سبيل المثال، تُسوّق شركة نورثويند ميدستريم، وهي شركة تشغيل خطوط أنابيب تركز على نيو مكسيكو ، حاليًا للبيع من قِبل فايف بوينت إنفراستركتشر. وبينما الرسوم الجمركية تُثقل كاهل مشاريع خطوط أنابيب النفط والغاز الأمريكية في السنوات الأخيرة، واجهت هذه المشاريع عقبات تنظيمية ومعارضة بيئية شديدة، مما أدى إلى سنوات من التأخير وتجاوزات كبيرة في التكاليف. وبدأ خط أنابيب ماونتن فالي، وهو أنبوب لنقل الغاز الطبيعي مملوك لمجموعة تقودها شركة إي كيو تي، العمل في يونيو الماضي، لكن بناؤه استغرق ست سنوات، وبلغت تكلفته أكثر من ضعف ميزانيته الأولية البالغة 3.5 مليارات دولار. وفي حين رحّب القطاع بموقف ترمب الداعم للوقود الأحفوري، فإن بعض سياساته الأخرى - بما في ذلك الرسوم الجمركية على منتجات مثل الصلب - ترفع تكلفة مشاريع الطاقة الجديدة. كما دفع ضعف أسعار النفط الخام العالمية منتجي النفط والغاز الأمريكيين إلى تحذيرات من احتمال تقليص نمو الإنتاج، مما جعل شركات خطوط الأنابيب حذرة بشأن الإنفاق الجديد. وصرحت بعض الشركات، بما في ذلك كيندر مورغان، بأنها تعتقد أن المشاريع الصغيرة التي تُوسّع البنية التحتية القائمة تُحقق عوائد اقتصادية أفضل من المشاريع الجديدة الكبيرة. في حين يُبدي آخرون حذرهم حتى من هذه الأنواع من المشاريع. وقال الرئيس التنفيذي لشركة دي تي ميدستريم، ديفيد سلاتر، الشهر الماضي بأنه في حين قد تستمر بعض التوسعات الصغيرة في نظام ليب التابع للشركة في حوض هاينزفيل، إلا أنه يرغب في معرفة كيفية تفاعل المنتجين المحليين مع تحركات أسعار السلع الأساسية قبل النظر في خطط جديدة. وقال للمحللين في مكالمة هاتفية: "أعتقد أننا بحاجة فقط إلى ترك الوقت يعمل هنا قليلاً، لنرى كيف يستجيب الحوض". وعلى الرغم من العقبات، لا تزال الحسابات ترجح بناء مشاريع جديدة لبعض الشركات. وقالت شركة إنرجي ترانسفير إنها ستقوم ببناء خط أنابيب الغاز الطبيعي هيو برينسون بقيمة 2.7 مليار دولار في تكساس، بينما تخطط شركة تالجراس إنرجي لبناء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من حوض بيرميان إلى خط أنابيب روكيز إكسبريس الذي يمر عبر كولورادو ووايومنغ.