
"حفنة عسل" في برليناله 2025: رحلة مظلمة لتفكيك أسرار الحب والإخلاص
يقدم ماديلين سيمز-فيور وداستي مانسينيلي، المخرجان الكنديان وشريكا الحياة، فيلمهما الثاني "حفنة عسل" في مهرجان " برليناله" لهذا العام، ليأخذانا في رحلة سينمائية غامضة تتقاطع فيها خيوط الحب والذاكرة بلمسات من الرعب النفسي. بعد نجاحهما الأول بفيلمهما الروائي الطويل "فيوليشن"، المعروف بدمويته الحادة ومشاهده الجريئة، قرر الثنائي تخفيف حدة العنف البصري هذه المرة، مع الحفاظ على الظلام الدرامي الذي يميزهما. إلا أن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن "حفنة عسل" هو فيلم رومانسي تقليدي ؛ إذ يغوص العمل في أعماق العلاقات البشرية، كاشفًا هشاشتها بجرأة غير معهودة.
تدور أحداث "حفنة عسل" في سبعينيات القرن الماضي، حيث تؤدي غريس جلويكي دور ديانا، شابة تستيقظ من غيبوبة بذكريات مشوشة ومجزأة، لتبدأ رحلتها في استعادة ذاكرتها المفقودة.وتحت رعاية زوجها هومر، الذي يجسد دوره ببراعة بن بيتري، تُنقل ديانا إلى عيادة منعزلة متخصصة في علاجات الذاكرة المتطورة. ومع تقدم العلاج، تبدأ رؤى مؤرقة بملاحقتها، لتتداخل الحقيقة بالوهم، وتتحول رحلة التعافي إلى كابوس نفسي.
في خضم هذه الأجواء الغامضة، تبدأ ديانا بالشك في نوايا هومر، لتجد نفسها أمام سؤال مرعب: هل زوجها الحبيب هو المنقذ أم جزء من المؤامرة؟ وماذا لو كان شفاؤها هو المفتاح لكشف حقيقة شريرة عن زواجها؟
يجمع الفيلم في طاقمه نخبة من الممثلين، من بينهم جيسون إيزاك وكيت ديكي، ليُعيدوا بحرفية سرد قصة أورفيوس ويوريديس في إطار مستقبلي قديم، حيث تُفكك القصة بذكاء الأفكار الشائعة عن الحب والإخلاص. لا يُقدّم "حفنة عسل" إجابات جاهزة، بل يُثير أسئلة ملحة: إلى أي مدى يمكن أن يذهب المرء من أجل الحب؟ وهل يستحق "الشخص المنشود" كل هذه التضحيات؟
في جلسة حصرية مع ماديلين سيمز-فيور وداستي مانسينيلي، تحدثنا عن الإلهام الذي قادهما في هذا العمل الفريد. قالت مادلين: "كنا نريد استكشاف حدود الإخلاص، وما يعنيه الالتزام في سياق مليء بالغموض والخداع." وأكد داستي: أن "أفلام السبعينيات، مثل 'لا تنظر الآن'، شكّلت رؤيتنا لهذه الرحلة السينمائية؛ حيث يمتزج الرعب النفسي بالجمال البصري بشكل غير تقليدي."
ولم يكن الإلهام مقتصرًا على السينما وحدها؛ إذ أشار المخرجان إلى مباهج التحنيط كعنصر فني يعكس رغبة الإنسان في تجميد اللحظة والحفاظ على ما هو زائل، وهو ما يتجسد في رحلة ديانا لاستعادة ذكرياتها المفقودة.
يتميز "حفنة عسل" بكونه فيلمًا يتجاوز التصنيفات التقليدية ، فهو ليس مجرد دراما نفسية ولا رعبًا تقليديًا، بل رحلة فكرية وعاطفية تستفز العقل والمشاعر معًا. وفي حين أنه قد يُفسَّر كقصة حب تسعى لاكتشاف المعنى الحقيقي للإخلاص، إلا أنه يغوص أيضًا في أعماق الخوف من فقدان الهوية، ويطرح تساؤلات فلسفية عن حدود الحب والولاء.
مع هذا الفيلم، يُثبت ماديلين وداستي مجددًا قدرتهما على ابتكار عوالم سينمائية مظلمة ومثيرة للتفكير، ليبقى السؤال معلقًا في أذهاننا: إلى أي مدى يمكن أن نذهب في سبيل الحب... وهل يستحق الأمر المخاطرة بالحقيقة؟
مقابلة حصرية مع مخرجي فيلم "حفنة عسل": من الظلام إلى الحب المعقد
يورونيوز - ثقافة: فيلمكما السابق "فيوليشن" كان عملًا قويًا ومظلمًا للغاية حول الصدمة والاعتداء الجنسي. ما أدهشني في فيلم "حفنة العسل" هو أنه، رغم تناوله لشكل معين من أشكال الاعتداء، إلا أنه يقدم قصة حب. يبدو وكأنه الجانب الآخر تمامًا من "فيوليشن". كيف تفسرون ذلك؟
مانسينيلي: هذا صحيح تمامًا. دون حرق أي تفاصيل من الفيلم، أستطيع أن أقول إن "حفنة عسل" وُلِد من شعورنا بأن "فيوليشن" كان مظلمًا جدًا، لدرجة أنه استنزفنا عاطفيًا. أردنا أن نقدم شيئًا أكثر دفئًا هذه المرة.
سيمز-فوير: كل من الفيلمين شخصي جدًا بالنسبة لنا. "فيوليشن" تعامل مع صدمات مررنا بها شخصيًا، وكنا بحاجة للتعبير عنها فنيًا. ومع ذلك، بعد هذا الغوص العميق في الظلام، شعرنا بالحاجة لعمل شيء شخصي مرة أخرى، ولكن بطريقة تجعل الجمهور يرغب في مشاهدته أكثر من مرة! أدركنا أن "فيوليشن" كان فيلمًا قاسيًا، حتى أننا تفهمنا تمامًا عندما قال لنا البعض: "لقد أحببناه، لكنه مرهق جدًا، ولن نعيد مشاهدته".
مانسينيلي (يضحك): بالتأكيد، كان تحديًا كبيرًا. أردنا في "حفنة عسل" أن نظهر جانبًا آخر من شخصياتنا، جانبًا مرحًا ومليئًا بالفكاهة. لم نرد أن نصبح فقط "مخرجي أفلام الصدمة"، بل أردنا استكشاف أبعاد أخرى من ذواتنا الإبداعية.
يورونيوز: هل يمكننا القول أن "حفنة عسل" يعكس رحلة شخصية لكما أيضًا؟
سيمز-فوير: بالفعل، الفيلم يعكس جوانب من علاقاتنا الشخصية. خلال العمل على هذا الفيلم، أصبحنا زوجين، وكان من الطبيعي أن نستكشف علاقاتنا السابقة وأسباب الانفصال. تساءلنا عن مفهوم الحب والإخلاص، وماذا يعني حقًا الالتزام تجاه شخص ما.
مانسينيلي: الالتزام في البداية يبدو سهلًا، لكن مع مرور الوقت تدرك مدى عمقه وتعقيده. أن تعيش كل تقلبات الحياة مع شخص ما، تلك تجربة مرعبة أحيانًا. "حفنة عسل" يعكس هذا الشعور بصدق، ويدعو الجمهور للتأمل في معنى الالتزام طويل الأمد.
يورونيوز: الفيلم يتناول فكرة "الحب الحقيقي الوحيد" بشكل غير تقليدي. كيف توصلتم إلى هذه الرؤية؟
سيمز-فوير: نحن لا نؤمن بفكرة " الحب الحقيقي الوحيد" كما يصورها الكثيرون. ما تعلمناه مع مرور الوقت هو أن الحب يتغير وينحسر ويتدفق. الفيلم يعبر عن فكرة تجديد الالتزام بشريك حياتك في الأوقات الصعبة، وتقبلهم كما كانوا، وكما هم الآن، وكما سيكونون في المستقبل.
مانسينيلي: الفيلم يتناول أيضًا فكرة الفقدان بطريقة مؤثرة. يطرح سؤالًا عالميًا: "ماذا سأفعل إذا فقدتك؟" هناك شعور بالأنانية في التمسك بشخص تحبه، وهذا ما يجعل رحلة البطل في الفيلم مثيرة جدًا. في النهاية، يتعلم كيف يتخلى، ولكن بعد رحلة عاطفية معقدة.
يورونيوز: يبدو أن هناك أبعادًا فلسفية ونفسية عميقة في الفيلم، خاصة فيما يتعلق بتطور الشخصية عبر الزمن.
سيمز-فوير: بالتأكيد. عندما تعيش مع شخص ما لفترة طويلة، يتغير كل منكما. تصبحان أشخاصًا مختلفين على مدار السنين. الفيلم يعكس هذا بصدق. هناك استعارة قوية في شخصية "ديانا" تعبر عن هذا التحول، ولكن لن نفسد تفاصيلها لجمهوركم!
يورونيوز: يبدو أن "حفنة عسل" يقدم رؤية أكثر نضجًا وتعقيدًا للحب والعلاقات. ما الرسالة التي تودان إيصالها من خلال هذا الفيلم؟
مانسينيلي: أردنا أن نبرز أن الحب ليس دائمًا مثاليًا أو سهلًا. إنه رحلة مليئة ب التحديات والتحولات. في نهاية المطاف، يتعلق الأمر بالتقبل والنمو المشترك.
سيمز-فوير: وأيضًا بالقدرة على الضحك وتقدير اللحظات الجميلة رغم كل شيء. أردنا أن يكون "حفنة عسل" فيلمًا يعكس الحقيقة، ولكن أيضًا يمنح الأمل.
يورونيوز: شكرًا لكما على هذه الرؤية العميقة والصادقة. يبدو أن "حفنة عسل" سيكون تجربة سينمائية مميزة.
مادلين وداستي (معًا): شكرًا لكم! نحن متحمسان لمشاركته مع العالم.
يورونيوز: لقد أحببت الحوار في هذا الفيلم، خصوصًا ذلك الأخذ والرد بين الزوجين المحوريين أثناء مشاهد السيارة. بما أنكما ثنائي في صناعة الأفلام وفي الحياة الواقعية أيضًا، كم من تلك الحوارات مستوحى من حياتكما الشخصية؟
مانسينيلي: في الواقع، هذه هي الطريقة الوحيدة التي نعرفها للكتابة – نستمد كل شيء من تجاربنا الشخصية. والمضحك أنني أشعر أنني أشبه "ديانا" أكثر من "هومر"!
سيمز-فوير (تضحك): وأنا بالتأكيد أشبه "هومر"! أحيانًا عندما نكتب الحوارات، أقوم بتشغيل مسجل صغير ثم أرتجل المشهد. ألعب أنا دور هومر، بينما يلعب داستي دور ديانا.
مانسينيلي: في النهاية، كل هذه الحوارات هي انعكاس لأحاديثنا الخاصة حول علاقتنا وأفكارنا حول الحب والالتزام.
سيمز-فوير: الأمر المميز أيضًا هو أن بن وجريس، اللذين يلعبان دوري هومر وديانا، هما زوجان في الواقع. كان هذا مهمًا جدًا بالنسبة لنا، لأنك تحتاج إلى تصديق علاقتهما على الشاشة، وتحتاج إلى الشعور بصدق هذا الارتباط.
مانسينيلي: هناك لحظة في الفيلم خلال مشهد العشاء في البداية، عندما ينظر إليها بحب حقيقي. هذا الحب الذي تراه على الشاشة ليس تمثيلًا؛ إنه حقيقي تمامًا، ومن الصعب جدًا تجسيد ذلك بتمثيل زائف.
يورونيوز: يبدو أن الكيمياء بين الممثلين كانت طبيعية جدًا. هل كان هناك الكثير من الارتجال في تلك المشاهد؟
سيمز-فوير: نعم، كانت هناك لحظات من الارتجال والعفوية ، لكننا قمنا أيضًا بالكثير من ورش العمل مع بن وجريس لمناقشة العلاقات والحب والإخلاص. كان هذا جزءًا مهمًا من التحضير، مما أتاح لنا الحفاظ على أصالة المشاعر في كل مشهد.
يورونيوز: لقد تعاونتما أيضًا مع أساطير التمثيل البريطاني مثل جيسون إيزاك وكيت ديكي. كيف حدث هذا التعاون؟
سيمز-فوير: لقد شاهدت فيلم "الطريق الأحمر" عندما كنت في مدرسة الدراما، وكان أداء كيت ديكي مذهلًا. كنت دائمًا أرغب في العمل معها. عندما قرأت السيناريو، أحبت الشخصية لأنها كانت مختلفة تمامًا عن أي دور لعبته من قبل.
مانسينيلي: كيت تلعب عادة أدوارًا شريرة أو مظلمة، لذلك كانت متحمسة لاستكشاف جانب آخر من شخصيتها. وعلاقتها بشخصية زوجها في الفيلم كانت مؤثرة للغاية. نحن سعداء لأننا تمسكنا بهذه العلاقة على الرغم من بعض الضغوط للتخفيف من دورها.
يورونيوز: لقد أحببت العلاقة بين شخصيتها وزوجها. من بين العلاقات الثلاث الرئيسية في الفيلم، شعرت بأنها الأكثر تأثيرًا.
سيمز-فوير: هذا رائع. نحن أحببنا أن كل علاقة في الفيلم كانت فريدة من نوعها، وتحدثت إلى مشاعر مختلفة لدى الجمهور. يبدو أنك تأثرت أكثر بهذه العلاقة، وهو ما قد يعكس شيئًا عنك أنت أيضًا... (تضحك).
يورونيوز: ربما عليَّ التفكير في ذلك لاحقًا! (يضحك) أردت أيضًا أن أسأل عن الجمالية البصرية للفيلم. الألوان والأجواء ذكرتني بأفلام السبعينيات الكلاسيكية، خاصة ذلك اللون الأخضر الذي يغمر المشاهد. كيف طورتم هذا الأسلوب؟
مانسينيلي: نحن مهووسون بأفلام السبعينيات. أردنا أن يبدو الفيلم وكأنه صُنع في تلك الفترة، لذلك استخدمنا عدسات أصلية من السبعينيات، مثل تلك المستخدمة في "سائق التاكسي" و"باري ليندون". حتى أننا أضفنا اهتزازات خفيفة في بعض اللقطات الجوية لتبدو وكأنها صُورت بطائرة هليكوبتر قديمة.
سيمز-فوير: كنا نريد أيضًا استحضار أجواء أفلام الإثارة النفسية في السبعينيات مثل "لا تنظر الآن"، ورجل القش"، حيث يمتزج الرعب بالعواطف الإنسانية المعقدة.
يورونيوز: أحببت أيضًا المزج بين الخيال العلمي وأجواء السبعينيات. ذكّرني ذلك بمسلسل "تويلايت زون" الكلاسيكي.
مانسينيلي: هذا لطيف جدًا! أحببنا "تويلات زون" ، لكن الإلهام الأكبر جاء من أفلام مثل "عيون بلا وجه" و"الرجل الفيل". أردنا أن نلعب بالتعاطف وأن نخدع توقعات الجمهور.
سيمز-فوير: كنا نريد من الجمهور أن يعيد مشاهدة الفيلم ليراه بطريقة مختلفة تمامًا في المرة الثانية. هناك طبقات خفية وشخصيات تتطور بطرق غير متوقعة.
يورونيوز: سؤال أخير: بما أن الفيلم يستكشف حدود الحب والتضحية، ما هي حدود حبكما لبعضكما البعض؟
مانسينيلي (يضحك): أوه، مادلين دائمًا تقول لي: "عندما تموت، هل يمكنني تحنيطك؟" قلت لا، هذا مخيف جدًا! فقالت: "إذًا، هل يمكنني أن أحولك إلى سترة؟" يا لها من فكرة مرعبة!
سيمز-فوير (تضحك): لقد اتفقنا في النهاية على أنني يمكنني أن آكل جزءًا صغيرًا منه بعد وفاته. (تضحك) هذا حب حقيقي، أليس كذلك؟
يورونيوز (يضحك): بالتأكيد حب غير تقليدي! شكرًا لكما على هذه المقابلة الممتعة والمليئة بالأفكار العميقة. يبدو أن "حفنة عسل" سيكون تجربة سينمائية فريدة ومؤثرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يورو نيوز
١٠-٠٣-٢٠٢٥
- يورو نيوز
"إرادة الحياة أقوى من الحرب".. محل فساتين زفاف في غزة يعيد فتح أبوابه من جديد
بقلم: يورونيوز بعد 15 شهرًا من الحرب، بدأ سكان غزة في إعادة بناء حياتهم وسط الدمار الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية. وفي خطوة تعكس روح الصمود، أعادت "سناء سعيد" فتح محلها لفساتين الزفاف في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، بعد أن تعرض لأضرار جسيمة جراء القصف الإسرائيلي، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". اعلان وتكشف مأساة غزة عن حجم الدمار الهائل الذي طال المناطق المكتظة بالسكان، حيث تحولت أجزاء واسعة من القطاع إلى أنقاض، ولم يبقَ سوى عدد قليل جدًا من المستشفيات قيد التشغيل، في حين لجأ المدنيون إلى المخيمات والمدارس بحثًا عن مأوى. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقد قُتل ما لا يقل عن 48,406 شخص منذ بدء الحرب، معظمهم من المدنيين، بينما قدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة العدد بأكثر من 61 ألف قتيل، مشيرًا إلى أن الآلاف لا يزالون مفقودين تحت الأنقاض. كما تجاوز عدد المصابين 111,852 شخصًا، في كارثة إنسانية غير مسبوقة. وتروي سناء سعيد، صاحبة محل فساتين الزفاف، حجم الخسائر التي لحقت بها، قائلة: "خسرت كل شيء في المحل. كل قطعة، كل فستان، كل زينة. كانت قيمة البضاعة وحدها 50 ألف دولار، غير الديكورات. كان لدينا 48 فستان زفاف أبيض، 40 بدلة ملونة، 400 فستان، بالإضافة إلى الإكسسوارات الكاملة. كان المتجر حلمًا عمره 25 عامًا، فتحته أخيرًا قبل سنة، لكن الحرب دمرت كل شيء في لحظة". محل فساتين الزفاف في غزة يعيد فتح أبوابه يوروفيجن ـ وفا ورغم المأساة، تحاول سناء النهوض من جديد وإعادة فتح محلها، مؤكدة: "الحياة تستمر، وغزة ستداوي جراحها بإذن الله. نعم، نعيش المعاناة، لكننا نتمسك بالأمل. سنعود ونقف من جديد". سناء تنفذ تصميم فستان زفاف في ظروف مأساوية يوروفيجن ـ وفا وفي ظل الدمار والحصار، تحاول العائلات في غزة الاحتفاظ ببعض مظاهر الحياة الطبيعية، حتى وإن كانت حفلات الزفاف تقام بشكل رمزي وسط المدارس والمخيمات. وتشير سناء إلى أن العديد من الفتيات اضطررن إلى استئجار الفساتين بأسعار زهيدة جدًا، فقط لالتقاط صور رمزية في ظل انعدام الظروف الملائمة للاحتفالات. بعض من الفساتين المعروضة في المحل يوروفيجن ـ وفا وتضيف بحسرة: "كيف يمكن للفرح أن يعيش وسط كل هذا الدمار؟ أكثر من عام ونصف لم أرَ الكهرباء بعيني، لم أستحم، لم أرتدِ ملابسي بشكل طبيعي. كنا ننام وسط الأنقاض، نحاول إعادة ترتيب حياتنا مما تبقى". بينما تواصل غزة التمسك بالحياة وسط الركام، تبقى قصص الصمود مثل قصة سناء شاهدًا على إرادة الناس في مواجهة المصاعب. وعلى الرغم من الخسائر الفادحة، فإن سكان غزة يؤكدون أن الأمل لا يزال موجودًا، وأنهم قادرون على إعادة بناء حياتهم، خطوةً بخطوة، مهما كانت التحديات.


يورو نيوز
١٠-٠٣-٢٠٢٥
- يورو نيوز
في يوم المرأة العالمي.. التريس لم يعد حكرًا على الرجال في كوبا
بقلم: يورونيوز أثبتت موسيقيات كوبيات جدارتهن في العزف على آلة "التريس"، المعروفة أيضا بـ"الغيتار الثلاثي"، خلال حفل موسيقي شهدته كوبا يوم السبت، تزامنا مع يوم المرأة العالمي. اعلان ورغم أن التريس، وهي الآلة الوطنية لكوبا، لطالما ارتبطت بالعازفين الرجال، حيث يقال إن العازف المتمكن منها "يعزف كرجل قوي"، إلا أن فنانات مثل ياريما بلانكو، وإينيد روزاليس، وجاني كينيونيس يؤكدن أن حضور النساء في هذا المجال آخذ في التزايد، حيث أصبحن جزءا أساسيا من الفرق التقليدية للعزف على التريس. وعقب أدائها في مهرجان "نساء من آيفي"، تحدثت العازفة ياريما بلانكو عن رحلتها مع الآلة قائلة: "لم أر التريس من قبل إلا عبر شاشة التلفزيون. دراسة هذه الآلة، والتجرؤ على اقتحام مجال لم تطرقه إلا قلة من النساء، أضفى على حياتي بعدا مختلفا". وتحمل بلانكو، البالغة من العمر 42 عاما، إنجازا فريدا، إذ أصبحت أول امرأة تتخرج في العزف على التريس من أرقى المعاهد الفنية في كوبا عام 2006. وخلال المهرجان، الذي امتد ليومين، نظمت العازفات ورشة عمل موسيقية جمعت نساء أخريات، بهدف تبادل الخبرات وكسر الحواجز أمام العازفات الطموحات. أما الموسيقية جاني كينيونيس، فتطرقت إلى التحديات التي تواجه النساء في هذا المجال، موضحة: "حين تنضم امرأة إلى فرقة موسيقية تقليدية، يطرح دائما السؤال: هل ستتقن العزف؟ هل ستنسجم مع أسلوب الفرقة ومفهومها الفني؟ وهل ستكون بمستوى نظرائها من العازفين الرجال؟". بهذه الخطوات الجريئة، تواصل العازفات الكوبيات إعادة تشكيل المشهد الموسيقي، وإثبات أن "التريس لم يعد حكرا على الرجال".


يورو نيوز
٠٨-٠٣-٢٠٢٥
- يورو نيوز
بردة النبي محمد في جامع الخرقة الشريفة بإسطنبول.. مزار رمضاني يستقطب الآلاف
بقلم: يورونيوز مع حلول شهر رمضان من كل عام، تتجه أنظار المسلمين إلى جامع الخرقة الشريفة في منطقة الفاتح بإسطنبول، حيث تُعرض بردة يُعتقد أنها للنبي محمد، وسط أجواء روحانية تجذب مئات الآلاف من الزوار. اعلان يقول أحد الزوار، معبرًا عن مشاعره عند رؤية البردة: "كيف يمكن للمرء ألاّ يتأثر؟ كمسلم، غمرتني مشاعر الرهبة والحماس التي لا يمكن وصفها". هذا التقليد، الذي أصبح من أبرز الطقوس الرمضانية في المدينة، يعود إلى عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، الذي أمر بإخراج البردة من صندوقها الخاص وعرضها على العامة خلال شهر الصوم. ومنذ ذلك الحين، يفتح المسجد أبوابه يوميًا، من الصباح حتى أذان المغرب، ليستقبل الزائرين الراغبين في مشاهدة هذا الأثر المقدس والتبرك به لما يحمله من معانٍ دينية وروحانية. نساء تركيات أثناء زيارتهن لجامع الخرقة الشريفة لرؤية الـ"الخرقة الشريفة"، أو العباءة المقدسة، التي تظهر على اليمين داخل صندوق زجاجي، في إسطنبول، تركيا، في 5 سبتمبر 2008. IBRAHIM USTA/AP جامع الخرقة الشريفة.. معلم عثماني مقدس يُعد "جامع الخرقة الشريفة"، الذي يقع في الجزء الأوروبي من اسطنبول، أحد المعالم الإسلامية المهمة في المدينة. بُني عام 1851م خصيصًا لحفظ بردة النبي، واستغرق بناؤه أربع سنوات، ليصبح منذ ذلك الحين مزارًا دينيًا بارزًا. يتميز المسجد بتصميمه العثماني الفريد، وزخارفه الداخلية التي تزينها آيات قرآنية، ما يمنحه طابعًا روحانيًا مميزًا. داخل المسجد، توجد غرفة خاصة لا تُفتح إلا خلال شهر رمضان، حيث تُعرض البردة داخل صندوق زجاجي للحفاظ عليها. وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان، تزدحم الغرفة بالآلاف من الزوار الذين يسعون إلى رؤيتها عن قرب، وسط أجواء مفعمة بالإيمان والتأمل. رحلة البردة إلى إسطنبول يعود تاريخ وصول بردة النبي تركيا إلى عهد الخلافة العثمانية، وتحديدًا عام 1516م، حين وصلت إلى اسطنبول خلال التوسع العثماني في العالم الإسلامي. ومنذ ذلك الحين، حمل المسجد اسم "الخرقة الشريفة"، وهي كلمة تركية تعني القماش المنسوج من الصوف الخالص، أو العباءة. إلى جانب البردة الشريفة، يعرض القائمون على الجامع عددًا من القطع الأثرية التي يُعتقد أنها تعود إلى عهد النبي محمد، مما يضفي على المكان طابعًا تاريخيًا وروحانيًا يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. وبهذا، يظل جامع الخرقة الشريفة شاهدًا على تاريخ ممتد لقرون، ووجهة رمضانية تجمع بين الإرث الإسلامي العريق والمشاعر الإيمانية العميقة.