logo
مصمّم الأزياء حسن إدريس: أتجنّب استخدام الترتر في تصاميمي لهذا السبب

مصمّم الأزياء حسن إدريس: أتجنّب استخدام الترتر في تصاميمي لهذا السبب

CNN عربية١٧-٠٧-٢٠٢٥
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من عوالم الفنون الجميلة والنحت إلى عالم الأزياء وتصميم الأقمشة، انتقل مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس حاملاً معه شغفًا بالإبداع ورؤية إنسانية عميقة. لم يكن دخوله إلى مجال الموضة مجرّد صدفة، بل خيارًا نابعًا من حبّه العميق للمرأة التي رعت طفولته، والتي ألهمت مسيرته.
في حوار خاص مع موقع CNN بالعربية، يكشف إدريس عن رؤيته الجمالية التي تتجاوز حدود الموضة لتلامس قضايا إنسانية وبيئية، ويتحدّث عن كواليس تعاونه مع نجمات عربيات، وموقفه من الصيحات السريعة، بالإضافة إلى تجربته في مهرجان كان السينمائي.
تميّزت مجموعتك الأخيرة بالطابع الدرامي والجريء في آنٍ معاً، ما الذي ألهمك لهذا التوجه؟ وما الرسالة التي أردت إيصالها من خلال هذه التصاميم؟مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: في مجموعة Echoes of the Abyss، سعينا إلى تجسيد جوانب أنثوية نعتبرها عالمية، مثل الحسية، والهشاشة، والقوة، والحدس، والأمومة، والتضحية. لكننا قدمناها من زاوية مختلفة، واستلهمنا من كائن المحيط المتقن للتمويه، أي الأخطبوط.
كان الهدف من المجموعة هو إضفاء طابع إنساني على الحيوان، والتأكيد على أن الأنوثة توحّد الكائنات من مختلف الأنواع عبر قدرتهن الفطرية على الخلق، والرعاية، والتحمّل.
A post shared by Hassidriss (@hassidrissofficial)لاقت إطلالتا سيدرا وشيرين بيوتي تفاعلاً واسعًا على مواقع التواصل. حدّثنا عن كواليس تصميم الإطلالتين، وما الذي لا يعرفه أحد عن شخصيتيهما؟مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: ما لفتني فعلاً هو معرفتهما الدقيقة بما يريدانه، وثقتهما بقراراتهما. كانتا توليان اهتمامًا كبيرًا لأدق التفاصيل، مع الحفاظ على تواضعهما طوال عملية التصميم. هذا الانسجام انعكس في الإطلالات، التي جمعت بين هويتهما الفردية وروح علامتي التجاريّة.
A post shared by Hassidriss (@hassidrissofficial)كان لك حضور بارز في مهرجان كان السينمائي الأخير، أخبرنا أكثر عن هذه المشاركة؟مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: بصراحة مهرجان كان السينمائي لحظة سريعة وعابرة، كأنه رهان أو ضربة حظ... تكتشف نتيجته من صور Getty! تتم الكثيرمن الاتفاقات في اللحظة الأخيرة، ولا شيء مؤكد. هو مهرجان "متعب نفسيًا" لكنه مجزٍ في المقابل.هل التقيت نجمة عالمية فاجأتك بشخصيتها بعيداً عن الكاميرات؟ وهل تغير انطباعك عنها بعد اللقاء؟
مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: التقيت باميلا أندرسون قبل سنوات عدة ، وكانت ذكية، ومتزنة، ومفعمة بالحياة، وصادقة. من الجميل أن نرى هذا الجانب ينعكس اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي. قدرتها على البقاء قريبة من الناس في هذا العالم المتسارع تعكس قوة شخصيتها. هي مثال للمرأة القوية، والجريئة، التي لا يُستهان بها، والتي كسرت توقعات المجتمع لتظهر حقيقتها.
A post shared by Hassidriss (@hassidrissofficial)خطف فستان الممثلّة اللبنانيّة ماغي بو غصن الأحمر الأضواء على السجادة الحمراء. ماذا تخبرنا عن هذا التصميم؟مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: أرادت ماغي أن تظهر بكامل الأناقة والبساطة في آنٍ معًا، مع التركيز على تسليط الضوء على قضية الحدث. وهذا ما جعلها تتألق بكل معنى الكلمة.خلال مسيرتك، هل هناك صيحة في عالم الموضة لم تُعجبك أو لم تنجذب لتصميمها؟ ولماذا؟مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: نتجنّب الصيحات المؤقتة بشكل متعمد، ونرفض أسلوب "الموضة السريعة"، ونفضل التصميم الذي يدوم ويعبّر عن الأصالة. لا نحب استخدام الترتر (sequins) لاحتوائه على البلاستيك. كما أننا لا نفضل التصاميم ذات الحجم المبالغ فيه لأنها تحدّ من الحركة والعملية، وتقلل من كرامة المرأة. ونستنكر سوء الذوق الذي ينتج عن الإنتاج الكمي المُباع تحت شعار "التفرّد".عندما نتحدث عن الموضة العالمية، ما هو أسبوع الموضة الذي يمثل محطة مهمة بالنسبة لك؟ مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: بالطبع باريس، وهي التحدي الأكبر والمنصة الأقوى في عالم الموضة، تليها ميلانو من حيث الانتشار. لحسن الحظ، نحن في زمن لم تعد فيه الرؤية مقتصرة على مكان واحد. العالم كله أصبح شاشتك، أينما كنت.
A post shared by HassIdriss Bridal (@hassidrissbridal)أخبرنا عن مجموعة فساتين الزفاف الأخيرة التي أطلقتها؟
مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: استوحينا مجموعة زفاف 2025 من Les Fables de la Fontaine ونحن لا نغفل أبدًا عن تقديم مجموعة الزفاف السنوية. هي منبع للأمل والطاقة الإيجابية داخل مشغلنا، وتذكير دائم بأن الأمل موجود، حتى في أصعب اللحظات. نحرص دومًا على أن تبقى الأقمشة البيضاء حيّة، انتظارًا لأيام أكثر إشراقًا، حبًا للحب.عندما تبدأ في تصميم فستان لشخصية مشهورة أو مؤثرة، على ماذا تركز؟ وهل تفضل أن تقود الرؤية بنفسك أم تخلقها بالشراكة مع الشخصية؟مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: تصميم فستان لشخصية مشهورة هو عمل مشترك بين رؤيتنا وهويتها الشخصية في إطار من التفاعل الشفاف والمتوازن. نركز على إبراز ملامحها وتقديم نسخة مُتجددة من نفسها، تكون مألوفة لكنها مختلفة، وتلامس جمهورها. وفي زمن الصورة السريعة، أصبحت القدرة على الظهور الجيد أمام الكاميرا جزءًا من التصميم ذاته.
A post shared by Hassidriss (@hassidrissofficial)لو طُلب منك تصميم فستان يجسد روح لبنان، كيف سيكون؟ وما المواد أو الرموز التي ستستخدمها؟
مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: أرى روح لبنان كشخص متهور، لا يمكن التنبؤ به، لكنه ساحر لدرجة الإدمان. قد يدمرّك أو يجعلك لا تُقهر. هو عاشق لا تستطيع تركه لأن لا شيء يملأ فراغه. الفستان سيكون مشدودًا بواسطة كورسيه، وله هيكل جاهز للقتال والحب في الوقت ذاته.أي شخصية تاريخية، سواء كانت رجلاً أو امرأة، تتمنى لو كانت على قيد الحياة لترتدي من تصاميمك؟ ولماذا؟مصمّم الأزياء اللبناني حسن إدريس: تمارا دي ليمبيكا، الرسّامة البولندية، تُلهمني بأسلوبها الجريء والفخم الذي ميّز فن الآرت ديكو، والذي احتفى بالحسّية النسائية والاستقلالية في زمن كانت تلك المواضيع محرّمة. شخصيتها النخبوية، والصارخة، والحديثة بشدة، تمثل روح التمرّد والتحرّر. كنت سأحب أن أكون جزءًا من رؤيتها المستقبلية في ذلك الزمن الساحر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هذا الصيف.. الأحذية الرياضية البسيطة تتصدّر صيحات صيف 2025
هذا الصيف.. الأحذية الرياضية البسيطة تتصدّر صيحات صيف 2025

CNN عربية

timeمنذ 16 ساعات

  • CNN عربية

هذا الصيف.. الأحذية الرياضية البسيطة تتصدّر صيحات صيف 2025

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في السبعينيات، كان الرياضيون يرتدون هذه الأحذية للفوز بسباقات المضمار الأولمبية، أما اليوم فأصبحت الأحذية الرياضية الكلاسيكية ذات التصميم البيسيط والمنخفض رائجة بين عشّاق الموضة وأصحاب الذوق الراقي، أكثر من حلبات السباق.يمتلك المغنّي الإنجليزي هاري ستايلز أزواج عدّة من أحذية "درايز فان نوتن" المصنوعة من الجلد والشمواه والمقّسمة إلى أجزاء (بسعر 495 دولارًا)، فيما نشاهد هايلي بيبر، وكايا جربر، وأديسون راي يرتدين في الغالم تصاميم "أونيتسوكا تايغر" زاهية الألوان (تتراوح أسعارها بين 155 و215 دولارًا). أما دوا ليبا، السفيرة العالمية لعلامة "بوما"، فاختارت حذاء "سبيد كات" المدمج والمريح من حيث السعر، والمتوفر بألوان مختلفة كالأحمر والأسود والزهري، وحتى إصدار فضي على شكل باليرينا (بسعر 100 دولار).في يونيو/ حزيران، لحقت برادا بالركب وطرحت إصدارها الخاص حذاء "مونتي كارلو" الجديد (بسعر 1100 دولار)، وهو إعادة تصميم لنموذج من مجموعة ربيع-صيف 2005. ووصفت "بوتيغا فينيتا" منتجها "أوربيت فلاش" (990 دولارًا) بأنه "حذاء باليرينا رياضي منخفض ومربوط" مصنوع من "الشمواه الناعم مع النايلون الخفيف"، في حين تفاخر "ميو ميو" بأن تصميمها "بلوم" (950 دولارًا) "أنيق وخفيف للغاية" ، مع أنها تقدّم نسخة منه مزينة بقطع أكسسوار صغيرة، وميداليات معلّقة بأربطة الحذاء، ما يُضيف وزنًا لهذا التصميم الانسيابي. وحول التوجّه الجديد في عالم الأحذية، قال ديفيد فيشر، مؤسّس ومدير منصة "هاي سنوبايتي" المتخصّصة بثقافة الشباب، لـCNN: "التصاميم اليوم أبسط وأقل بهرجة". وتشاطره كاثرين كارتر الرأي عينه، هي المحللة وخبيرة الأحذية لدى شركة "إيديتد" العالمية لتحليل بيانات البيع بالتجزئة، إذ صرّحت لـCNN أنّ الأحذية المستوحاة من تصاميم الجري الناعمة برزت كأبرز صيحة أحذية للعام 2025. حتى العلامات التجارية الموجّهة للجمهور العام مثل H&M وZARA، انضمت إلى هذا التوجّه؛ إذ أشارت كاثرين كارتر إلى ارتفاع عدد تصاميم الأحذية ذات النعل الرفيع المعروضة لموسم ربيع-صيف 2025، بنسبة 367% مقارنة بالعام 2024. في المقابل، تُقدّر شركة "إيديتد" أنّ تصاميم الأحذية الضخمة والمنصات تراجعت بنسبة 37% على أساس سنوي. ويدلّ هذا التوجّه الحالي نحو الأحذية البسيطة والمنخفضة إلى تحوّل واضح في صيحة الأحذية "القبيحة" الضخمة التي هيمنت على عروض الأزياء وخزائن الأفراد لما يقارب العقد.صمّم ديمنا، خلال فترة عمله لدى بالنسياغا، حذاء Triple S الشهير الذي غيّر موضة الأحذية الرياضية في منتصف وأواخر العام 2010. كان نعل الحذاء الضخم والمميز سببًا في انتشار صيحة الأحذية الرياضية الكبيرة، وتبعته تصاميم مثل Multi-Piece من Zara، وNew Balance 09060، وAdidas Yeezy 500 "Blush". لكن في العام 2023، بدأت هذه الصيحة تتراجع، وخسر حذاء Triple S مركزه الأول على قائمة GQ لأفضل الأحذية، وحلّ مكانه حذاء Adidas Samba المعاد طرحه، وهو تصميم قديم يعود للعام 1972، مخصص لتدريبات كرة القدم. وقالت إيما ماكليندون، أستاذة الموضة في جامعة سانت جونز: "الموضة مثل الفيزياء، لكل صيحة رد فعل معاكس. والناس يريدون دوما ما هو جديد ومختلف". لكنّ الأحذية، ليست الوحيدة التي تشهد تصاميم أكثر بساطة، بل هذا الأمر باتا عامًا وينسحب على القصّات والأنماط في عالم الأزياء عمومًا. من العودة المثيرة للجدل لسراويل الجينز الضيّقة، إلى تزايد ظهور الشورتات القصيرة جدًا وبلوزات "البوب تيوب"، يبدو أن كل شيء يتجه نحو التصاميم الأنحف. وأشارت ماكليندون: "كل شيء يصبح أنحف وأضيق، والموضة لا تحدث في فراغ، فهي ربما من أكثر الطرق الحسية التي نتفاعل بها جسديًا مع الثقافة". سارع كثيرون إلى الربط بين عودة صيحات مثل الجينز الضيق، وفستان "باندج"، وبين الانتشار المتزايد لعقاقير مثل Ozempic وحقن GLP-1 التي تُستخدم لفقدان الوزن. وهنا علّقت ماكليندون أنّه يجب الاعتراف أن ما نشهده اليوم هو عودة لفكرة النحافة المثالية، إنما بطريقة مقلقة جدًا. مع تزايد انتشار الأحذية الرياضية البسيطة وغير الضخمة، بدأ يظهر اهتمام متزايد بنوع جديد يُعرف باسم "Sneakerinas"، وهو حذاء يجمع بين تصميم السنيكر ونعال الباليرينا الأنثوية. هذه الأحذية خفيفة جدًا، تُصنع غالبًا من الساتان أو الشمواه، وأحيانًا تُربط بشرائط بدلًا من الأربطة التقليدية، مثل تصاميم علامة Vivaia الصينية التي أصبحت رائجة بفضل اعتمادها من قبل بيلا حديد وأميليا غراي. ووفقًا لمنصة EDITED، ارتفع عدد تصاميم الأحذية الرياضية المستوحاة من الباليرينا أو "ماري جين" بنسبة 112% خلال العام الماضي. اليوم، باتت الأحذية ليس فقط أكثر بساطة وضحامة بل أن بعضها يغطي بالكاد القدم. على سبيل المثال، أحذية Alaïa الشبكية الشفافة كانت من أكثر القطع طلبًا في نهاية عام 2024 على محرك البحث Lyst. حتى Balenciaga لاحظت هذا الاتجاه وطرحت حذاء Zero، المصمم ليبدو كأنه بصمة قدم، حيث يغطي فقط الأصابع والكعب، وكأن الحذاء غير موجود تقريبًا!

جيل زد يبتكر لغته الخاصة بالحب.. علاقات هادئة وإفصاح تدريجي
جيل زد يبتكر لغته الخاصة بالحب.. علاقات هادئة وإفصاح تدريجي

CNN عربية

timeمنذ 17 ساعات

  • CNN عربية

جيل زد يبتكر لغته الخاصة بالحب.. علاقات هادئة وإفصاح تدريجي

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عند تصفّح حساب فال على إنستغرام، سيشاهد المتابعون صورًا لرحلة تخييم حديثة قامت بها مع أصدقائها، إلى صحن يحوي قطع دجاج منزلية، وعددًا من الميمز المفضّلة لديها لاستخدامها. لكن ما لن يروه أنّ فال (22 عامًا) خُطبت منذ تسعة أشهر لصديقها الذي تربطها به علاقة منذ عامين، وتعيش معه في سان ماركوس، بتكساس.. هي لم تنشر أي شيء متّصل بعرض الزواج، ولا تنوي فعل ذلك. وفي حديثها مع CNN، بعدما طلبت عدم ذكر اسم عائلتها حفاظًا على خصوصيّتها: "نحن سعداء ومكتفين، نعيش حياتنا معًا بعيدًا عن الأضواء.. لا غرباء يُطلّون من النوافذ، إن صحّ التعبير". تنتمي فال إلى جيل زد، الفئة العمرية التي يتراوح عمرها بين سنيّ المراهقة وأواخر العشرينات، وتشكل جزءًا من اتجاه متزايد بين الشباب نحو "العلاقات الهادئة" التي تُبنى وتُحفظ خارج منصات التواصل، مبقية تفاصيل الحب بكل ما فيها من لحظات جيدة أو صعبة، بعيدة عن أعين المتابعين والأصدقاء والعائلة. هل يعاني الجيل "زد" من صعوبات نفسية أكبر من جيل الألفية؟ هذا ما أظهره استطلاع جديد يشكّل ذلك انعطافًا جديدًا يعود بنا إلى أساليب الحب والعلاقات القديمة: ليالي مواعدة بلا صور سيلفي، حفلات زفاف صغيرة بلا ألبومات علنية، وخلافات تُحل بعيدًا عن منشورات التلميح والدراما على الإنترنت. على منصات مثل تيك توك، يُحقق صانعو المحتوى الذين يعلنون تفضيلهم للعلاقات "الهادئة" أو "الخاصة" آلاف المشاهدات، بينما شهدت عمليات البحث على بينترست عن مصطلح "الزواج في البلدية" (City Hall Elopement) زيادة بنسبة تفوق 190٪ بين العامين 2023 و2024. فبالنسبة لجيل تربى على وسائل التواصل الاجتماعي، يعتبر رفض ضغط المشاركة والنشر تطورًا جديدًا، وقد يكون، بحسب الخبراء، خطوة تعيد تعريف مفهوم الحميمية في العلاقات. إنّ تحوّل جيل زد نحو الخصوصية نابع جزئيًا من شعور متزايد بعدم الارتياح من الطريقة التي تُشكل بها وسائل التواصل، بل وتشوّه، العلاقات العاطفية، بحسب راي فايس، مدرّبة مواعدة تنتمي إلى جيل زد وتتابع دراساتها العليا بعلم النفس في جامعة كولومبيا بنيويورك. وأوضحت أنّ جيل زد أصبح على الإنترنت، منذ فترة كافية تسمح له بأن يدرك أنّ الرحلات الفاخرة، والمواعيد الساحرة، والملابس المتطابقة، والإيماءات الرومانسية الكبرى مجرّد عرض مُنسق بعناية، وليس واقعًا حقيقيًا". وأضافت فايس أنه "لم يعد سرًّا أنّ ما يُنشر على وسائل التواصل هو أجمل لحظات حياتك فقط، وأفضل زوايا التصوير، وأجمل الصور والفلاتر. فالشباب اليوم أصبحوا أكثر وعيًا بأنّ هذه الصورة المثالية قد تُسبب نوعًا من التناقض الداخلي والشعور بعدم الأمان، خصوصًا عندما لا تكون علاقتهم دومًا على هذا النحو". بالنسبة لفايس، الإفراط بنشر تفاصيل العلاقة على مواقع التواصل ارتبط، وفق دراسة نُشرت في العام 2023، بانخفاض مستويات الرضا العام بين الشريكين، وزيادة التعلق القلق في العلاقة. العودة إلى الخصوصية بحثًا عن الأصالة إنّ تبنّي جيل زد العلاقات الخاصة يمثّل إلى حد كبير طريقة لمقاومة الضغوط الخانقة للسعي وراء الكمال المصطنع، والعودة إلى قيمة المودة الحقيقية التي يُعَبر عنها في الواقع، لا على الشاشات. ولفتت الدكتورة باميلا روتليدج، مديرة مركز أبحاث علم نفس الإعلام وأستاذة علم نفس الإعلام الفخرية في جامعة فيلدينغ بكاليفورنيا، إلى أنه "أصبح هناك دافع أقل لـ'مواكبة' منشورات الآخرين، وهذا قد يحمي الأفراد من مشاعر الغيرة في العلاقات أو التوقعات المشوهة التي تنشأ من مقارنة علاقتهم بالصور المثالية المنشورة علنًا". ورغم أنّ فال اعترفت بأنّها شعرت سابقًا بالضغط لمشاركة تفاصيل علاقتها على الإنترنت، فترى أن "الأمر بدا وكأنني أحاول إثبات أمر ما، إثبات أنّنا نحب بعضنا، في حين أنّ الدليل موجود حولنا: قططنا، منزلنا، والحياة التي بنيناها معًا. فهو لا يحتاج إلى رؤية منشوراتي عنه ليعرف أنني أحبه". جيسون (21 عامًا)، الذي يعيش علاقة منذ قرابة عام من دون أن يشارك أي صور له مع حبيبته، يعترف أن السبب الرئيسي لتجنبه النشر يتمثّل بحماية علاقته من التدقيق والمقارنة القاسية التي كثيرًا ما يطبّقها أصدقاؤه على علاقات الآخرين. وتابع جيسون، الطالب في جامعة كولومبيا البريطانية بفانكوفر، الذي طلب عدم ذكر اسمه الكامل حفاظًا على خصوصيته:"لا أحب فكرة أن أكون حديث الآخرين. لقد توقفت حتى عن الحديث مع أصدقائي بشأن علاقاتي، لأنني لاحظت أنهم يبدأون بالنظر إلى شريكتي بطريقة مختلفة". بالنسبة لجيسون، فإن تحفظه في مشاركة تفاصيل حياته العاطفية لا ينبع من خوف من التنمّر أو الإحراج العلني، بل من التحقيقات غير المرئية: الأحاديث في مجموعات الدردشة الخاصة، والرسائل المباشرة، وتفتيش حسابات إنستغرام.. كلها ضغوط غير معلنة لكنه يشعر بها. والقلق الاجتماعي ليس بأمر جديد، لكن بالنسبة لجيل نشأ على الإنترنت، ظهرت نسخة جديدة منه أصبحت جزءًا لا يتجزأ من طريقة تواصلنا مع الآخرين، بحسب بروك دافي، أستاذة الاتصال المساعدة في جامعة كورنيل بنيويورك. تُطلق دافي على هذه الظاهرة اسم "المراقبة المتخيلة"، أي الإحساس المستمر بأن كل خطوة تقوم بها تخضع للمراقبة والتدقيق من جمهور غامض وغير محدد. وأشارت إلى أنّ هذه الظاهرة هي نتاج مباشر لكيفية تطبيع وسائل التواصل الاجتماعي لفكرة التلصص ومراقبة حياة الآخرين. واستنادًا إلى أبحاثها ترى دافي أن "نشر العلاقة على وسائل التواصل يعني فتحها أمام جمهور عام، ليبدأ الآخرون بتصفّح الصور وتحليل طريقة تواصلكما"، مضيفة أنه "صحيح أنّ المؤثرين يخضعون لمجهر مضاعف، لكننا وجدنا أن هذا النوع من التفكير بات مبدأً أساسيًا ينظّم الطريقة التي يُنتج بها الشباب المحتوى اليوم". الخوف لم يعد فقط من أن يُنظر إلى علاقتك، بل من أن يتم التحديق فيها، وتحليلها، والحكم الأخلاقي عليك وعلى شريكك. فكل هذا الضجيج، سواء كان حقيقيًا أو متخيّلاً، قد يُربك تقييمك الشخصي لمن ترتبط به، خصوصًا في المراحل المبكرة من العلاقة. ورغم إدراك جيل زد الكامل بأنهم مراقَبين رقميًا، إلا أنهم لا يتخلّون تمامًا عن الرغبة بالمشاركة، بل يخترعون أساليب جديدة وأكثر تحفظًا للتعبير عن مشاعرهم. من بينها ما يُعرف بـ"الإفصاح التدريجي"، الذي يُلمّح للفرد إلى وجود علاقة عاطفية من دون الكشف عن هوية الشريك، بحسب دافي. على موقع Pinterest، تنتشر صور تعكس أسلوب "الإفصاح الناعم" للعلاقات: طبقان على مائدة عشاء، أو ظلان على جدار أبيض، أو زوجان من الأحذية مصطفّان جنبًا إلى جنب، كلها تلميحات رقيقة إلى وجود شخص مهم، من دون وضعه في الواجهة. في هذه النقطة علّقت دافي بأن "القصص لا تحمل الوزن الاتصالي ذاته الذي تحمله منشورات الصفحة الشخصية. القصص تلتقط لحظة عابرة، ولهذا السبب، يميل الناس إلى كسر بعض الحواجز الشخصية أو 'هوية البراند' الخاصة بهم عند استخدامها". من الخارج، قد يبدو الفرق بين الخصوصية والسرية غير واضح، كما تقول ليا هوينه، معالجة نفسية مرخصة ومتخصصة بالعلاقات الأسرية في سان خوسيه، كاليفورنيا. لكن هذا الفرق، مهم وحاسم في فهم نوع العلاقة: الخصوصية تعني حماية العلاقة من أعين الآخرين، لكن من دون الشعور بالخجل منها. أما السرية، فغالبًا ما تكون مصحوبة بالخوف أو الإخفاء المتعمد لسبب غير صحي. وأوضحت هوينه لـCNN، أن ثمة دوافع مختلفة، لأن "الخصوصية تهدف إلى الحماية، إلى الحذر والانتباه. الشخص الذي يسعى للخصوصية لا يريد إخفاء العلاقة بل حمايتها". في المقابل، تقول هوينه إنّ السرية غالبًا ما تكون على حساب الطرف الآخر، وتحمل في طيّاتها دوافع أكثر أنانية، مثل الشعور بالخجل أو الإحراج. يميّز الشريكان بين الخصوصية والسرية، بحسب هوينه، من خلال فهم الدوافع الحقيقية للطرف الذي يطلب الخصوصية. ذلك أنه "من المهم أن يوضح أنه لا يشعر بالخجل من شريكه، ولا يخفي العلاقة ليُبقي خياراته مفتوحة".

الرئيس اللبناني يمنح الراحل زياد الرحباني "وسام الأرز"
الرئيس اللبناني يمنح الراحل زياد الرحباني "وسام الأرز"

CNN عربية

timeمنذ يوم واحد

  • CNN عربية

الرئيس اللبناني يمنح الراحل زياد الرحباني "وسام الأرز"

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- منح الرئيس اللبناني جوزاف عون، زياد الرحباني، "وسام الأرز" الوطني من رتبة "كومندور"، ووضع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام الوسام على نعش الفنّان الراحل، خلال حضوره لمراسم جنازته في كنيسة "رقاد السيدة"، الإثنين. وشارك سلام، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، صورتين من مراسم الجنازة، إحداها لوضعه الوسام على نعش زياد، والأخرى له وهو يتقدم بواجب العزاء لوالدته الفنّانة فيروز.وقال رئيس الحكومة اللبنانية متحدثًا لجموع المعزين في الكنيسة: "في وداع زياد الرحباني أتكلّم حيث تختنق الكلمات.. أقف بخشوع أمام الأم الحزينة، والعائلة، والأصدقاء… ولبنان كله شريك في هذا الحزن الكبير". وأضاف: زياد المبدع العبقري، كنتَ أيضًا صرخة جيلنا الصادقة، الملتزمة قضايا الإنسان والوطن. وقد قلتَ ما لم يجرؤ الكثيرون منّا على قوله. أما "بالنسبة لـبكرا شو؟"، فللأجيال القادمة، ستبقى يا زياد، صوت الجمال والتمرّد، وصوت الحق والحقيقة حين يصير السكوت خيانة". وأعلن سلام تقليد الراحل الوسام، قائلاً: " قرّر السيّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون منح الفقيد الغالي وسام الأرز الوطني من رتبة (كومندور)، وقد كلّفني، فتشرّفت أن أُسلّمه اليوم إلى العائلة الكريمة متقدماً منها باسم السيّد الرئيس وباسمي الشخصي، بأحرّ التعازي، سائلاً القدير أن يتغمّده بغالي رحمته، ويسكنه فسيح عليائه وأن يُلهم عائلته، ومحبّيه الصبر والعزاء". "ركعت أمامها وقبلت يديها".. تفاعل مع أسلوب عزاء ماجدة الرومي لفيروز

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store