
ترامب لن يزور إسرائيل.. هل انقلب على نتنياهو بالكامل؟
وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط في مستهلّ جولة إقليمية تبدأ من المملكة العربية السعودية، وتشمل لاحقًا كلًا من الإمارات العربية المتحدة وقطر.
وتُرافق هذه الزيارة تعهدات استثمارية ضخمة من دول الخليج الثلاث في مجالات تمتد من الذكاء الاصطناعي إلى الطاقة والتعدين والصناعات الثقيلة وغيرها.
في خلفية هذه الزيارة، تُثار تساؤلات حول تقاطع المصالح السياسية والاقتصادية الشخصية، لا سيما وأن منظمة ترامب تملك وتدير مشاريع عقارية وتجارية في الدول الثلاث التي تشملها الزيارة. وهو ما يعيد إلى الواجهة الجدل المستمر بشأن حدود الفصل بين الوظيفة العامة والمصالح الخاصة في إدارة ترامب.
ومع ذلك، تغيب دولة واحدة بشكل لافت عن جدول الجولة الإقليمية، رغم أنها تُعدّ "الصديقة الوفية" للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهي إسرائيل، التي تنفّذ منذ 19 شهرًا إبادة جماعية في قطاع غزة، بدعم هائل من الأموال والأسلحة الأميركية. وقد بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين وفقًا للأرقام الرسمية نحو 53 ألفًا، ولا يزال الرقم في تصاعد.
ورغم أن الإبادة الجماعية بدأت في عهد سلفه، الرئيس جو بايدن، فإن ترامب لم يتردد في تبني هذا القتل الجماعي أيضًا، إذ أعلن بعد فترة وجيزة من عودته إلى الحكم أنه "سيرسل لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة" في غزة.
ومع ذلك، يبدو أن إسرائيل تستغرق وقتًا أطول مما يرغبه الرئيس الأميركي، لا سيما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا مؤخرًا إلى تصعيد الهجوم على القطاع الذي بات مدمّرًا إلى حدّ كبير.
المشكلة، بالطبع، ليست أن ترامب يكترث لما إذا كان الأطفال والبالغون الفلسطينيون يُقتلون جوعًا وقصفًا، بينما تستغرق إسرائيل وقتها في "إنهاء المهمة"، بل إن الإبادة الجماعية الجارية تُعيق ببساطة رؤيته لما يسميه "ريفيرا الشرق الأوسط"، والتي يُفترض أن تنبع من أنقاض غزة، وهو مشروع أوضح ملامحه بقوله: "الولايات المتحدة ستتولى أمر قطاع غزة، وسنقوم بعمل رائع هناك. سنملكه".
وبينما قد يكون للحرب منافع تجارية – اسألوا فقط قطاع صناعة الأسلحة – يبدو أن الإفراط في الحرب قد يُعدّ استثمارًا غير مجدٍ في نهاية المطاف، على الأقل من منظور ترامب العقاري.
وفي الفترة التي سبقت جولة ترامب في الشرق الأوسط، تزايدت التقارير عن توترات بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي – وليس فقط فيما يتعلق بغزة. فقد ذكرت شبكة "NBC News" يوم الأحد أن نتنياهو "فوجئ بشدة – واغتاظ – الأسبوع الماضي من إعلان ترامب أن الولايات المتحدة أوقفت حملتها العسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن".
وما يُزعج نتنياهو على ما يبدو بدرجة أكبر هو رفض ترامب تأييد ضربات عسكرية ضد إيران.
أضف إلى ذلك أن الولايات المتحدة، حسب التقارير، تخلّت عن مطلب تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل كشرط لدعم واشنطن برنامج المملكة النووي المدني.
فما الذي تعنيه إذًا العلاقة المتوترة بين ترامب ونتنياهو لما يسمى بـ"العلاقة الخاصة" والمقدسة بين الولايات المتحدة وإسرائيل؟
وفقًا لمقال نشره موقع "واينت نيوز" الإسرائيلي: "رغم التوترات، يصرّ المسؤولون الإسرائيليون على أن التنسيق من وراء الكواليس مع إدارة ترامب لا يزال وثيقًا، دون وجود أي خلاف سياسي فعلي".
ويطمئن التقرير القرّاء بأن السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، "نفى الشائعات التي تفيد بأن ترامب قد يعلن دعمًا لدولة فلسطينية خلال زيارته إلى الدول الخليجية الثلاث".
وطبعًا، من غير الواضح تمامًا ما نوع "الدولة الفلسطينية" التي يمكن أن يروّج لها شخص يقترح امتلاك الولايات المتحدة قطاع غزة وطرد السكان الفلسطينيين الأصليين منه.
ورغم تهميش إسرائيل في هذه الجولة، فإن ذلك لا يعني أنها لن تواصل لعب دور أساسي في السلوك العدائي الأميركي بشكل عام.
ففي الشهر الماضي فقط، استضاف مسؤولون جمهوريون وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير – صاحب المقولة الشهيرة: "لا يوجد سبب لإدخال غرام واحد من الطعام أو المساعدات إلى غزة" – في منتجع مارالاغو الخاص بترامب في فلوريدا.
وبعد عشاء أقيم على شرفه، تفاخر بن غفير بأن الجمهوريين "أعربوا عن دعمهم لموقفي الواضح جدًا حول كيفية التصرف في غزة، وأنه يجب قصف مستودعات الطعام والمساعدات".
وعليه، وبينما تنشغل العناوين الإعلامية بالصفقات الكبرى والاستحقاقات الدبلوماسية، يمكن القول إن إدارة ترامب لا تزال تواصل تعاملها مع التطورات الميدانية في غزة من منظور يخدم أولوياتها الإستراتيجية، حتى وإن بدا ذلك تغاضيًا عن الانتهاكات الإسرائيلية الواضحة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 19 دقائق
- الجزيرة
صندوق النقد يبدي استعدادا لمساعدة سوريا
أعلن صندوق النقد الدولي اليوم الخميس استعداده لتقديم الدعم الفني لسوريا بعد إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عنها. وقالت مديرة إدارة الاتصالات في الصندوق جولي كوزاك "يستعد موظفونا لدعم جهود المجتمع الدولي الرامية إلى مساعدة سوريا على إعادة تأهيل اقتصادها حالما تسمح الظروف بذلك". وتضرر اقتصاد سوريا بشدة جراء حرب دامت 14 عاما وانتهت في ديسمبر/كانون الأول الماضي بإسقاط حكومة الرئيس المخلوع بشار الأسد. وقالت كوزاك "ستحتاج سوريا إلى مساعدة كبيرة لإعادة بناء مؤسساتها الاقتصادية، نحن على أهبة الاستعداد لتقديم المشورة والمساعدة الفنية الموجهة وذات الأولوية في مجالات خبرتنا". وأضافت أن الصندوق يتوقع أن يدعم رفع العقوبات جهود سوريا في التغلب على التحديات الاقتصادية ودفع عجلة إعادة الإعمار. وأجرى صندوق النقد آخر تقييم لسياسات سوريا الاقتصادية في 2009. رئيس بعثة سوريا يشار إلى أن صندوق النقد الدولي عيّن الاقتصادي رون فان رودن رئيسا لبعثته إلى سوريا في أبريل/نيسان الماضي، في أول خطوة من نوعها منذ اندلاع الحرب في البلاد قبل 14 عاما، وفقا لما ذكره وزير المالية السوري محمد يسر برنية. وجاء تعيين فان رودن "بناء على طلب الحكومة السورية"، فقد نشر الوزير برنية صورة تجمعه برئيس البعثة الجديد عبر حسابه في منصة "لينكد إن"، واصفا التعيين بأنه "خطوة مهمة تمهد الطريق لحوار بنّاء بين صندوق النقد وسوريا، بهدف مشترك يتمثل في دفع عجلة التعافي الاقتصادي وتحسين معيشة الشعب السوري".


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
حادث السفارة وعاصفة "هواية قتل الأطفال" يشعلان الجدل في إسرائيل
في ذروة الأزمة السياسية التي أثارتها تصريحات زعيم حزب الديمقراطيين، يائير غولان عن "هواية قتل الأطفال" في الدولة غير العاقلة، صب رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود أولمرت، الزيت على نار الأزمة بحديثه عن جرائم الحرب الجارية وعن إرهاب بن غفير وسموتريتش. وبينما استغل قادة اليمين عملية قتل موظفي السفارة في واشنطن لاتهام غولان بأن دم القتيلين على يديه، رد عليهم إن الدماء على أيادي وزراء ما سماها "حكومة كهانا حي"، في إشارة للعنصري الحاخام مئير كهانا، الذي أسس رابطة الدفاع اليهودية الفاشية. وانضم إلى الحلبة في نوع من التأييد أو التفهم لتصريحات غولان تجاه وزيري الحرب السابقين، إيهود باراك وموشي يعلون اللذين كانا من أوائل المعارضين لنتنياهو ونهجه. تبادل القصف وبعد أن شن قادة في اليمين حملة دعائية على أولمرت بسبب تصريحاته للبي بي سي، والتي قال فيها إن "إسرائيل تقترب من ارتكاب جرائم حرب في غزة" عاد وأكد في مقابلة إذاعية "أن هذه السياسة ستجلب الكارثة إلى دولة إسرائيل". وهاجم أولمرت حكومة نتنياهو بشدة صباح الخميس. وفي مقابلة على محطة 103 إف إم، حيث وصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بأنهما "إرهابيان"، وحذر من أن إسرائيل تسير على طريق الكارثة والعزلة الدولية. وقال أولمرت في المقابلة: "أنا لا أدعو الجنود إلى الرفض". "هذه الحرب لم تبدأ فجأة هذا الصباح، ثم وقف رجل كان رئيس وزراء إسرائيل وقال: أيها الرجال، ليس لهذا أي هدف". نحن نتحدث عن نحو 19 شهرًا من القتال، نحن نتحدث عن استنزاف مستمر". وأكد أن انتقاداته موجهة إلى الحكومة وليس إلى الجيش الإسرائيلي: "نحن ندعو إلى وضع حد لفوضى الحكومة وغطرسة الحكم". "ندعو إلى وضع حد لهذه السياسة التي تسبب كارثة لدولة إسرائيل -وستؤدي إلى عزلتها ونبذها من العالم أجمع، نظرا للسياسة التي يقودها إرهابيان- بن غفير وسموتريتش". وتساءلت المذيعة جيئولا إيفن ساعر، وهي زوجة وزير الخارجية جدعون ساعر باستغراب: "إرهابيان؟" – أجاب أولمرت: "نعم، بالتأكيد. إرهابيان". ولم يتراجع أولمرت عن تصريحه في مقابلة مع هيئة الإذاع البريطانية (بي بي سي) بأن "ما تفعله إسرائيل في غزة يقترب من جرائم الحرب". وقال "لقد استخدمت لغة حذرة، وقلت إن الحرب كان يراد لها أن تستمر وتطول من أجل تجنب الحاجة إلى إنهائها". وأضاف أن أغلبية الجمهور الآن لم يعد يجد أي معنى لذلك. "إنها حرب بلا هدف، بلا وجهة، بلا أي فرصة للنجاح". وحمل بشدة على سلوك الحكومة: "لا توجد أهداف. كل هذا مجرد خدعة، احتيال، خداع، غطرسة، تباهي، لا أساس له من الصحة". وحذر من أن توسع نطاق القتال في قطاع غزة يشكل خطرا حقيقيا: "إن ما يحدث في الأساس هو أعمال تقربنا كثيرا من فقدان رهائننا، وتؤدي للأسف أيضا إلى مقتل جنودنا، وتتسبب في عدد هائل من القتلى والجرحى بين السكان الفلسطينيين غير المشاركين". دوافع انتخابية غير أن الحملة الموجهة ضد غولان لم تتوقف، فالتركيز عليه من جانب الفاعلين في الحلبة السياسية يخدم أيضا أغراضا حزبية خصوصا في ظل احتمالات تفكك الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة. وكانت استطلاعات الرأي تمنح غولان الذي أفلح في توحيد حزبي العمل وميرتس فرصة أكبر لتحقيق إنجاز انتخابي. ولذلك ما أن وقعت عملية واشنطن ضد اثنين من مستخدمي السفارة الإسرائيلية حتى تصاعدت الحملة ضده تحت شعار "دماء الاثنين على يديك". إذ اتهم وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، وهو من حزب بن غفير وسبق أن طالب بقصف غزة بقنبلة نووية، رئيس حزب الديمقراطيين يائير غولان بالمسؤولية عن الهجوم الذي وقع في واشنطن. وكتب على حساب X "مؤامرات يائير غولان الدموية تجد صدى بين النازيين وكارهي إسرائيل في جميع أنحاء العالم". وأضاف: "يائير، دماء موظفي السفارة على يديك ويدي أصدقائك". وقال وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار: "عندما يقوم السياسيون الحقيرون وغير المسؤولين بتشويه سمعة إسرائيل باتهاماتها الكاذبة بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب، كان من الواضح أن معاداة السامية سوف ترفع رأسها وسوف يحصل الإرهابيون الفلسطينيون على الدعم لتنفيذ الهجمات". كما اتهم وزير شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية، عميحاي شيكلي، غولان: "كل من ينشر الأكاذيب، أو يقارن إسرائيل بالنازيين، أو يتهم الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب، أو يروج لـ"هواية" جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ودولة إسرائيل بقتل الأطفال، هو شريك كامل في النتيجة". ولم تتخلف عن الحملة ضد غولان وزيرة النقل ميري ريغيف فقالت: "قُتل زوجان شابان كانا على وشك الزواج الليلة على يد إرهابي حقير. إن سفك دمائنا مرتبط ارتباطًا مباشرًا بالتصريحات الوهمية والكاذبة ليائير غولان وأولمرت وآخرين". وقد ردّ يائير غولان على كلام إلياهو والوزراء: "حكومة نتنياهو، حكومة كاهانا حي، هي التي تُغذّي معاداة السامية وكراهية إسرائيل، والنتيجة عزلة سياسية غير مسبوقة وخطرٌ يُهدِّد كل يهودي في كل مكان في العالم. سنستبدلهم ونعيد الأمن لكل يهودي في إسرائيل وفي كل مكان من العالم". "أشارك حزن عائلات الضحايا الذين قتلوا في الهجوم وأدعم جميع موظفي الخدمة الخارجية لدولة إسرائيل". واضطر الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ الذي كان من السباقين لإدانة تصريحات غولان إلى التدخل لتخفيض منسوب اللهب في الأزمة قائلا للسياسيين: "أوقفوا هذه المعارك القبيحة بالتراشق بالطين". وأضاف أنه "بالنسبة للقاتل الحقير في واشنطن، لا قيمة للآراء السياسية الإسرائيلية الداخلية. أناشد الجمهور في إسرائيل: أوقفوا هذه المناوشات القبيحة. أنتم مطالبون بإدراك حجم مسؤوليتكم في هذا الوقت، كبح جماح تصريحاتكم، والقيام فقط بما يُسهم في تعزيز دولة إسرائيل ودعم الجاليات اليهودية في العالم". لاعبان ثقيلان ولكن دعوة هرتسوغ للتهدئة لم تنفع إذ استمرت عاصفة تصريحات غولان، عن هواية قتل الأطفال. وقد انضم إلى الحلبة لاعبان ثقيلان، أحدهما رئيس وزراء ووزير دفاع ورئيس أركان سابق هو إيهود باراك ـالذي أيد غولان علناً وقال: "إنه على حق". وأشاد باراك بشجاعة غولان وقال:"يائير غولان رجل شجاع ومباشر. رجل هجومي". لو خُيّرتُ بين الخروج الليلة في غارة أو غدًا في حملة سياسية صعبة، لفضّلتُ وجوده إلى جانبي، على جميع منتقديه ومناكفيه في الساعات القليلة الماضية. وحتى لو كان من الأفضل لو اختار كلمة أو كلمتين مختلفتين، فمن الواضح أنه كان يقصد القيادة السياسية، لا المقاتلين". وعزز باراك موقف غولان في تصريحاته السابقة المثيرة للجدل، مضيفاً: "وحتى في سابقة "الإجراءات" أيضاً كان على حق!". وهذا، بطبيعة الحال، يرتبط ارتباطاً مباشراً بكلمات غولان قبل نحو عقد من الزمان، عندما أشار إلى أنه تجري في إسرائيل سياقات مماثلة لصعود ألمانيا النازية. والثاني كان وزير الدفاع ورئيس الأركان السابق موشي يعلون، الذي أكد أن المشكلة ليست تصريحات غولان، وإنما "الحكومة التي لا تريد إنهاء الحرب" وتعمل على تحويل الجنود إلى "مجرمي حرب رغما عنهم". وفي مقابلة إذاعية قال يعلون، إن الإدانة كان يجب أن تتوجه نحو التصريحات التي تقول بعدم وجود أبرياء في غزة. وتصريحات من قبيل "إننا ننفذ خطوة عسكرية، ولن نترك هناك شيئا، وسوف نطرد السكان، وسوف تصبح غزة خالية من العرب وسوف نستوطنها باليهود". هذه هي الأشياء التي تجعل من دولة إسرائيل مجرمة حرب، وليس الجنود. هناك آلة سمّ، تُثير فورًا النقاش بين المتحدثين والجيش الإسرائيلي. لم أسمع غولان يهاجم الجيش الإسرائيلي، كما لم أهاجم الجيش الإسرائيلي عندما تحدثت عن التطهير العرقي، بل تحدثت عن حكومة مجنونة". واعتبر يعلون استخدام غولان كلمة "هواية" غير موفق بالتأكيد، وتساءل: هل المشكلة تكمن في التصريح؟ هل قتل أحدًا بهذا التصريح؟ المشكلة هي أن حكومةً تضم سموتريتش وبن غفير، برؤية عالمية مسيحانية، لا تريد إنهاء الحرب. لم يذكر غولان شيئًا عن جنود الجيش الإسرائيلي. سمعتُ المقابلة. نصبتُ مرآةً بناءً على طلبات من ضباط ميدانيين. ما يفعلونه الآن هو إخلاء السكان، وقد أُبلغوا بذلك لأسباب عملياتية، لكنهم يدركون شيئًا آخر. في الوقت نفسه، يتحدث سموتريتش وبن غفير ودانييلا فايس وآخرون عن تطهير غزة من العرب، وإننا "سنملأها باليهود". هذا يُحوّل الجنود إلى مجرمي حرب رغماً عنهم. بعد أن قلتُ ذلك، تلقيتُ من القادة أنفسهم الذين تواصلوا معي، إننا وفّرنا عليهم ما كان من المفترض أن يجعلهم مجرمي حرب. لا يُمكن تجاهل الحقائق. آلة السم تُوجّه النار فوراً كما لو كنا مُذنبين. من يُدير هذه السياسة هو المسؤول، من يُتيح لسموتريتش وبن غفير قيادة سياسة تتحدث أيضاً عن التضحية بالرهائن، وكيف يتباهى بن غفير بأنه نسف الصفقات. أقول هذا بمسؤولية: من منع إطلاق سراح الرهائن منذ بداية الحملة وحتى الآن، للأسف، هي هذه الحكومة الإسرائيلية الوهمية. عاصفة لا تنتهي واضح أن تصريحات غولان عن هواية القتل شكلت أساسا لتقديرات حزبية متناقضة. بعضهم رأى أنها قضت على فرص المعارضة في توحيد نفسها ضد نتنياهو، خصوصا وأن زعماء المعارضة سارعوا إلى إدانة هذه التصريحات. وآخرون من منطلقات مخالفة لاحظوا، أن تصريحات غولان وجرأته تؤشر إلى نمط جديد من القيادة يمكن أن يجر خلفه الجمهور الطامح للتغيير. ولذلك تتصاعد المواقف وتحتد ويزداد الاستقطاب حولها. فنتنياهو كان حمل على غولان واعتبره تجسيدا لـ"الانحلال الأخلاقي". ورد غولان إن نتنياهو، وخصوصا في مؤتمره الصحفي كان "شخصا كاذبا، متوترا، ومُطاردا، يُلقي الوحل على الجميع، ولا يتحمّل مسؤولية أي شيء. لديّ وعدان لنتنياهو الليلة: 1ـ سأقاضيك بتهمة التشهير بسبب الأكاذيب التي تنشرها ضدي. 2ـ سنهزمك في الانتخابات قريبًا جدًا ونُرسلك إلى صفحات التاريخ". ويبدو أن تصريحات كل من غولان وأولمرت وباراك ويعلون تطمح إلى فرض إنشاء خط رفيع يفصل بين قتل المدنيين عرضا، وقتلهم عمدا جراء سياسة حكومية معلنة. الأول يمكن تبريره أنه يقع ضمن مفهوم "الأضرار العرضية"، بينما الثاني لا تسمية فعلية له سوى "جرائم حرب". وفي حكومة إسرائيل من يطالب علنا بتجويع الأطفال وقتلهم في غزة، بل وإلى إحراق غزة والقضاء على من فيها . ومنهم أيضا سموتريتش الذي اعتبر تجويع مليوني فلسطيني عملا عادلا وأخلاقيا. ومنهم الوزير عميحاي إلياهو الذي اعتبر استخدام السلاح النووي أحد الخيارات ضد غزة، وهو الذي دعا أيضا لاعتقال يائير غولان وإيهود باراك وإيهود أولمرت لاتهامهم الجيش بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
الإمارات تدين قتل موظفيْن بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن
أعربت دولة الإمارات عن إدانتها الشديدة لإطلاق النار الذي أدى إلى مقتل موظفيْن بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن ليل الأربعاء. وقالت الخارجية الإماراتية، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية اليوم الخميس، إنها تستنكر بشدة "هذه الأعمال الإجرامية". كما أعربت عن "خالص تعازيها ومواساتها وتضامنها مع أهالي الضحايا وذويهم ومع الشعب الإسرائيلي جراء هذا الهجوم الآثم"، وفقا للبيان. ووقع إطلاق النار قرب فعالية بالمتحف اليهودي في واشنطن، في حادث صنفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضمن " معاداة السامية". وتعرض الموظفان، وهما رجل وامرأة، لإطلاق النار ولقيا حتفهما في منطقة قريبة من المتحف الذي كان يستضيف في ذلك الوقت حفل استقبال للدبلوماسيين الشباب. وقالت شرطة العاصمة واشنطن إن مطلق النار يدعى إلياس رودريغيز (30 عاما) من مدينة شيكاغو، وأوضحت أن سجله يخلو من أي سوابق معروفة تجعله محل مراقبة من قبل أجهزة إنفاذ القانون. وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن منفذ الهجوم هتف "الحرية لفلسطين"، وقال "فعلت ذلك لأجل غزة". إعلان