
غريتا ثونبرغ... الخصم غير المتوقّع في معركة الرواية الإسرائيليّة
لا تثير سفينة "مادلين" التي اعترضتها البحرية الإسرائيلية قبالة سواحل غزة قلق تل أبيب لمجرد محاولتها كسر الحصار المفروض على القطاع، بل لأن على متنها ناشطة بيئية تحوّلت إلى أيقونة عالمية: غريتا ثونبرغ.
هذا الظهور الإعلامي للناشطة السويدية البالغة من العمر 22 عاماً، والمعروفة بمواقفها المناصرة للفلسطينيين، بات مصدر إزعاج واضح لإسرائيل، التي أطلقت حملة دعائية واسعة لتقويض صورة السفينة وركّابها. وبينما تمكّنت من السيطرة على "مادلين" ونقل ركّابها إلى ميناء أسدود، انشغلت أذرع تل أبيب السياسية والإعلامية والعسكرية بإنتاج سردية بديلة، تصف الرحلة بـ"الاستفزاز الإعلامي" وتهاجم ثونبرغ بوصفها "عدوة للسامية" لا تستحق أن تكون مصدر إلهام لجيل الشباب.
"الردع الدعائي"
ورأت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن الدعاية الرسمية أحرزت نجاحاً جزئياً في هذه الجولة، إذ أثارت "مادلين" اهتمام وسائل الإعلام الدولية قبيل مغادرتها السواحل الإيطالية، لكن تغطية احتجازها رسمت مشهداً إعلامياً مختلفاً عن الحملات السابقة. ففيما عانت إسرائيل في الماضي فشلاً في تسويق روايتها إعلامياً، بدا أن وزارة الخارجية هذه المرة استبقت الحدث بتحركات منظمة عبر نشر مقاطع فيديو وصور تظهر "حُسن تعامل" الجنود الإسرائيليين، وبيانات صحافية وصلت بسرعة إلى منصات الأخبار الدولية.
وظهرت عناوين مثل "إسرائيل تعترض سفينة ناشطين مؤيدين لغزة" في عدد من وسائل الإعلام الأجنبية، لكنها ترافقت مع سردية إسرائيلية موجّهة، تضمنت تفاصيل عن إيصال المياه والطعام للركاب، و"مساعدة" الجيش الإسرائيلي لهم، مقابل الإشارة إلى أن السفينة لم تحمل سوى كمية رمزية من الإمدادات مقارنة بما يُدخل من المعابر يومياً. واستخدمت الخارجية هذه الحجّة لمصلحتها في محاولة لتقويض الهدف الإنساني للسفينة، وتصويره كأداة إعلامية لا أكثر.
وقال العميد الاحتياط آفي بنياهو، الناطق الأسبق باسم الجيش الإسرائيلي إبان حادثة سفينة "مرمرة"، إن السماح لهذه القوافل بالوصول إلى غزة "يفتح الباب أمام تكرارها مستقبلاً"، مشدداً على أهمية "الردع الدعائي" عبر السيطرة على السفينة ومنعها من البث المباشر.
غريتا ثونبرغ: هدف مباشر للحملة
ولم تفوّت الحكومة الإسرائيلية ووسائل إعلامها الفرصة للنيل من الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، التي أصبحت رمزاً عالمياً في قضايا المناخ والعدالة الإنسانية. منذ بداية الحرب على غزة، عبّرت ثونبرغ بوضوح عن دعمها للفلسطينيين، مؤكدة أن "لا عدالة مناخية من دون عدالة إنسانية". وشاركت في تظاهرات، رافعةً لافتات مثل "أوقفوا المحرقة".
ردّ إسرائيل لم يقتصر على الهجوم الإعلامي، بل شمل قرارات رسمية، إذ أزالت وزارة التعليم الإسرائيلية أي إشارة إلى ثونبرغ من مناهجها الدراسية، بحجة أنها لم تعد تُعد نموذجاً يُحتذى. ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" السفينة بأنها "يخت المشاهير"، فيما نشرت وزارة الخارجية تغريدات وصوراً تصف الناشطين بأنهم "مستفزون يحاولون إحراج إسرائيل وجيشها"، وأن السفينة "ليست أكثر من خدعة علاقات عامة". وأصدرت الوزارة بياناً قالت فيه: "في وقت تدخل آلاف الشاحنات من إسرائيل إلى غزة، تأتي سفينة صغيرة لا تحمل حتى حمولة شاحنة واحدة، بهدف افتعال ضجة إعلامية بمساعدة مؤثرين وصحافيين، بينهم مراسل الجزيرة، وليس لتقديم مساعدات حقيقية".
على الرغم من السيطرة الميدانية الإسرائيلية على "مادلين"، فإن معركة الرواية لا تزال مفتوحة. إسرائيل نجحت هذه المرة في إدخال خطابها إلى تقارير وكالات كبرى، لكن التفاعل الشعبي العالمي، لا سيما في أوساط الناشطين البيئيين وحقوق الإنسان، كشف أن حملة التضليل لم تمر من دون مقاومة. فقد لاقت صور غريتا ثونبرغ على متن السفينة تضامناً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، واعتبر ناشطون أنها تسلّط الضوء على التواطؤ الغربي مع العدوان الإسرائيلي، وتُعيد ربط العدالة المناخية بالعدالة الإنسانية.
في المقابل، حرصت إسرائيل على استغلال الصور والفيديوات بما يعيد صياغة الواقع: جنود يقدّمون الطعام، نشطاء "مستفَزون"، سفينة لا تحمل مساعدات بل "كاميرات وهواتف". هذه السردية تخدم هدفاً مركزياً: نزع الشرعية عن التضامن مع غزة، وتحويل أي فعل رمزي إلى استفزاز إعلامي، ومن ثم تسويغه أمنياً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
من "مرمرة" إلى "مادلين"... التجارة التركية مع إسرائيل مستمرّة رغم الحظر
توالت التصريحات التركية المندّدة باحتجاز إسرائيل لسفينة "مادلين" واعتقال نشطائها الاثني عشر، بينهم التركي شعيب أردو، في بياناتٍ رافقتها تحرّكات دبلوماسية من السفارة التركية في تل أبيب. أعادت حادثة "مادلين" إلى الأذهان مأساة سفينة "مرمرة الزرقاء" عام 2010، التي جرّت تل أبيب إلى المحاكم الدولية وانتهت بدفع تعويضات لعائلات الضحايا الأتراك، لكنها أعادت كذلك إلى الواجهة جدلية الازدواجية التركية بين التنديد الرسمي باستمرار العلاقات مع إسرائيل، والمضي فعلياً في التبادل التجاري معها. حظر تركي على الورق رغم تشديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تفرض حظراً تجارياً على إسرائيل، وهو ما يكرره الوزراء الأتراك باستمرار، إلا أن الأرقام والبيانات الرسمية تشير إلى استمرار هذا التبادل التجاري، وإنْ عبر تحويله إلى قنوات غير مباشرة تشمل فلسطين ودولاً أخرى. فمنذ إعلان أنقرة فرض الحظر في نيسان/أبريل 2024، شهد حجم التجارة مع فلسطين ارتفاعاً غير منطقي، ما عزز الشكوك بشأن مصداقية الرواية الرسمية. وكشف تقرير للبنك الدولي في أيار/مايو 2024 عن تدهور حاد في الاقتصاد الفلسطيني، مع فجوة تمويلية بلغت 682 مليون دولار، وأشار وزير الاقتصاد الفلسطيني محمد العمور إلى أن الخسائر اليومية للاقتصاد الفلسطيني تُقدّر بنحو 20 مليون دولار بسبب الممارسات الإسرائيلية. ورغم هذا الانهيار، أظهرت بيانات "جمعية المصدرين الأتراك" ارتفاعاً في التجارة مع فلسطين بنسبة 672% في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، ومن بين أبرز السلع المصدّرة: الحديد، الإسمنت، المجوهرات، السجاد، والمنتجات الجلدية. كما حلّت تركيا في المرتبة الخامسة ضمن لائحة أكبر الدول المصدّرة إلى إسرائيل عام 2024، بعد كل من الصين، الولايات المتحدة، ألمانيا، وإيطاليا، إذ بلغت قيمة الصادرات التركية نحو 3 مليارات دولار، وفق بيانات "الأمم المتحدة للتجارة العالمية" الصادرة في أيار/مايو الماضي. ويؤكّد نشطاء معنيون بملف المقاطعة التجارية أن شركات تركية لا تزال تزوّد إسرائيل بمواد مثل الصلب والإسمنت والمنسوجات، عبر إبراز بيانات جمركية تشير إلى أن الشحنات موجّهة إلى فلسطين أو إلى دول ثالثة. وفي هذا السياق، وجّهت المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة، المحامية الإيطالية فرانشيسكا ألبانيزي، نداءً عبر منصة "إكس" إلى الحكومة التركية تطالب فيه بإيقاف شحنة صلب على متن سفينة "بيلا" الإسبانية، التي كانت قد وصلت إلى ميناء مرسين التركي قادمة من برشلونة لتحميل 15 حاوية متجهة إلى ميناء حيفا. ويقول نشطاء إن بعض السفن التي تغادر الموانئ التركية، تُعلن وجهات مثل موانئ أفريقية أو أوروبية، ثم تقوم بإغلاق نظام التعقب الملاحي عند الاقتراب من الحدود الإسرائيلية، لتظهر لاحقاً في الموانئ المُعلنة بعد أن تكون قد أفرغت شحنتها في الموانئ الإسرائيلية. وفي تقرير له في آذار/مارس، قال البنك المركزي الإسرائيلي إن الحظر التركي أثّر تأثيراً طفيفاً للغاية على الاقتصاد الإسرائيلي، مشيراً إلى مرونة الاقتصاد المفتوح، دون التطرّق إلى وسائل التحايل على الحظر. أعادت حادثة أرباح من وقود قصف غزة بعيداً عن تجارة السلع، تواجه الحكومة التركية انتقادات شعبية تطالبها بوقف تصدير النفط الأذربيجاني إلى إسرائيل عبر موانئها. ورغم إعلان أذربيجان وقف صادراتها النفطية المباشرة إلى إسرائيل استجابةً للضغوط التركية، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن باكو وعدت تل أبيب بالاستمرار في تزويدها بالنفط، مشيرة إلى أن أذربيجان أزالت هذه الشحنات من سجلاتها الجمركية بعدما كانت قد بلغت أكثر من مليون طن في عام 2024. ونقلت الصحيفة عن رئيس "مركز أبحاث النفط الأذربيجاني" إلهام شعبان قوله إن "خط أنابيب باكو–تبليسي–جيهان لا ينقل النفط الأذربيجاني فقط، بل يشمل نفطاً من دول أخرى ناطقة بالتركية". وتُقدّر صادرات أذربيجان من النفط إلى إسرائيل بنحو 3 ملايين طن سنوياً، أي ما يعادل 15% من صادراتها النفطية، وهي تقريباً الكمية نفسها التي تستوردها إسرائيل من كازاخستان. وفي زيارة الرئيس التركي لأذربيجان مطلع الشهر الحالي، شدد المستشار السياسي للرئيس الأذربيجاني حكمت حاجييف على استضافة باكو ثلاث جولات محادثات بين أنقرة وتل أبيب بشأن تخفيف التوترات بين البلدين في سوريا. وحين سُئل عن النفط المصدر إلى إسرائيل، تهرّب من الإجابة المباشرة، لكنه ذكّر بالدعم الإسرائيلي العسكري والدبلوماسي لأذربيجان في حربها ضد أرمينيا، والتي انتهت بسيطرتها على ناغورني كارباخ. ويقول الناشط ميتين جيهان لـ"النهار": "اجتماع أردوغان وعلييف وإطلاقهما تصريحات منددة بإسرائيل نفاق صارخ. أذربيجان تزوّد الطائرات التي تقصف غزة بالوقود، ونحن من نتولّى شحنه. وتربح شركة بوتاش التركية، التي يترأسها أردوغان، عمولة تبلغ 1.27 دولار لكل برميل نفط في هذه الصفقة".

المدن
منذ 2 ساعات
- المدن
المعارضة تقرر حل الكنيست.. ونتنياهو يتمسك بخشبة "الذرائع الأمنية"
تتجه قضية حل الكنيست الإسرائيلي إلى المزيد من التصعيد، مع إعلان رؤساء أحزاب المعارضة عن قرار بطرح قانون حل الكنيست للتصويت عليه بالقراءة التمهيدية في الهيئة العامة للكنيست، فيما ارتفعت حدة الاتهامات لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، باستغلال "ذرائع أمنية"، لإقناع الحريديين بعدم تأييد مشروع قانون حل الكنيست الذي يتوقع أن يجري التصويت عليه بالقراءة التمهيدية اليوم الأربعاء. "ذرائع أمنية" وذكرت تقارير عبرية، أن نتنياهو يستغل "ذرائع أمنية" بينها الحرب على غزة والتلويح بهجوم ضد إيران، في محاولة لإقناع الحريديين، وبالتوازي يمارس ضغوطاً عليهم من أجل تأجيل التصويت على مشروع قانون حل الكنيست إلى الأسبوع المقبل، بادعاء التوصل إلى صيغة تكون مقبولة عليهم لقانون تجنيد الحريديين. ووفقاً للتقارير، يعارض الحريديون تجنيدهم للجيش ويطالبون باستمرار إعفائهم من الخدمة العسكرية، وتهدد أحزابهم بتأييد حل الكنيست بسبب قانون التجنيد، الذي تعمل على صياغته لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، ويقول رئيسها، يولي إدلشتاين، إن القانون يشمل عقوبات على المتهربين من الخدمة وعلى المؤسسات التعليمية. القضية الإيرانية وفي السياق، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر مطلعة على محادثات نتنياهو مع الحريديين قولها إن نتنياهو "يوضح للحريديين أن القضية الإيرانية حساسة وتتطلب وقتاً والحديث يدور عن حياة بشر. وقضية الهجوم ومعالجة ما يصفه بأنه رأس الأفعى يحتم على الحريديين منح الوقت، وفعلاً يوجد بين الحريديين من يعتقدون أن بدلاً من الانشغال بالتجنيد ينبغي الانشغال بقضايا أكبر من الناحية السياسية – الأمنية، وعدم زج نتنياهو في الزاوية". ووفقاً للصحيفة، يمارس نتنياهو في موازاة ذلك، ضغوطاً كبيرة على إدلشتاين من داخل "حزب الليكود"، ويطالبه بإظهار ليونة وأن يقدم تنازلات في ما يتعلق بقانون التجنيد. إلا أن لقاء بينهما، أمس، لم يسفر عن أي جديد، فيما طالب مقربون من نتنياهو بإقالة إدلشتاين من رئاسة لجنة الخارجية والأمن، بينما تشير التقديرات إلى أن نتنياهو لا يعتزم إقالته. حرب عالمية! بدورها، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر في كتلة "يهدوت هتوراة" و"حزب شاس" قولها إنه طالما لا يكون هناك تغيير دراماتيكي في موقف إدلشتاين في شأن قانون التجنيد، وطالما لا يتم تقديم وثيقة مبادئ توافق عليها القيادة الحريدية، فإن الأحزاب الحريدية ستؤيد حل الكنيست. وأفادت الصحيفة بأن رئيس "شاس" أرييه درعي، يسعى إلى تغيير موقف الحريديين، ونقلت عن مصدر في "يهدوت هتوراة" قوله إن درعي يخوض "حرباً عالمية" من أجل تغيير القرار حول تأييد حل الكنيست، وأن "لدى درعي قائمة مهمات وتعيينات عليه تنفيذها وهو يعلم أنه لن يتمكن من تحقيقها في الحكومة المقبلة". المعارضة تطرح الحل في غضون ذلك، أعلن رؤساء أحزاب المعارضة أنهم قرروا أن يطرحوا، اليوم، قانون حل الكنيست للتصويت عليه بالقراءة التمهيدية في الهيئة العامة للكنيست. كذلك قرروا عدم طرح استجوابات على القانون وإزالة القوانين التي طرحتها أحزابهم عن جدول أعمال الكنيست، "من أجل تركيز كافة الجهود على هدف واحد، هو إسقاط الحكومة". وقال رئيس حزب "أغودات يسرائيل" ووزير الإسكان يتسحاق غولدكنوبف، إنه "بإيعاز من كبار (حاخامات) إسرائيل سنؤيد حل الكنيست"، بحسب ما ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، التي أشارت إلى أن "أحزاب المعارضة ترددت حول طرح قانون حل الكنيست، لأنه في حال لم يصادق عليه بالقراءة التمهيدية، لن يكون بالإمكان طرحه مجدداً طوال ستة أشهر". أوامر استدعاء جديدة وتزامناً مع المساعي والضغوط التي يمارسها نتنياهو، في مواجهة الحريديين، أعلن قائد لواء التخطيط وإدارة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي شاي حاييم طاييب، خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن، اليوم، أن الجيش سيصدر، بدءاً من تموز/يوليو المقبل، 54 ألف أمر استدعاء أولي للخدمة العسكرية على مدار سنة وحتى تموز/يوليو من العام المقبل، إضافة إلى 24 ألف أمر استدعاء التي صدرت حتى الآن. وقال طاييب: "سنجري تعديلاً على إجراءات الإعلان عن التهرب من الخدمة. والأمر المركزي هو أننا سننقل المسؤولية عن الامتثال في الخدمة إلى الفرد... ونعتزم تنفيذ إجراءات إنفاذ مكثفة، لن تكون في مطار بن غوريون فقط (لمنع سفر الذين يرفضون الخدمة) وإنما في دوريات الشرطة والشرطة العسكرية أيضاً، من خلال اعتقالات، وهذا سيكون مشروطاً بتنظيمنا لأماكن السَجن، فنحن مقيدون اليوم في هذا السياق".

المدن
منذ 4 ساعات
- المدن
تفاصيل إضافية: ماذا طلب ترامب من نتنياهو بخصوص إيران؟
كشفت تقارير عبرية المزيد من التفاصيل حول فحوى الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أن الأول أكد أنه يفضّل مواصلة المفاوضات مع طهران حول برنامجها النووي، على القيام بعمل عسكري ضدها. فرصة قائمة للاتفاق وفي السياق، نقل موقع "واللا" العبري عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن الرئيس الأميركي "يرى أنه لا تزال هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق مع طهران، وبالتالي هو يُفضّل مواصلة المفاوضات معها التي تجري بوساطة سلطنة عمان". فيما قال نتنياهو لترامب إن "المفاوضات مع إيران لا طائل منها، فهي تتلاعب بكم وكل ما تحاول فعله هو المماطلة، وبالتالي يجب وضع التهديد العسكري أمامها"، فرد عليه ترامب بحدة: "تصريحاتك في شأن مهاجمة إيران لا تجدي نفعاً. نحن نعمل على اتفاق"، بحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" وموقع "واللا". عنيدون.. ولكن! ووفقاً للمسؤول الإسرائيلي نفسه، فإن الرئيس الأميركي أوضح لنتنياهو، "أن الإيرانيين عنيدون، لكن يمكن سحبهم إلى أرض الواقع"، كما عبّر عن شعوره بالإحباط من السلوك الإيراني، لكنه يريد الانتظار ليرى ردّ فعلهم على المقترح الأميركي في شأن الملف النووي. وشدد الرئيس الأميركي في مكالمته مع نتنياهو، على أن واشنطن ستستنفد كل الخيارات الدبلوماسية مع إيران قبل اتخاذ أي خطوات أخرى. من جهتها، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر مطلع، قوله إن ترامب طالب نتنياهو بإنهاء الحرب على غزة، كما طالبه بوقف تهديداته في شأن مهاجمة إيران، مشيراً إلى أن إسرائيل لن تتلقى الضوء الأخضر لشن هجوم على إيران في الوقت القريب. مكالمة متوترة وفي وقت سابق، أمس الثلاثاء، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مصدر إسرائيلي، قوله إن "مكالمة ترامب ونتنياهو كانت متوترة سواء ما يتعلق بإيران أو بالحرب في غزة". وأضافت أن رسالة الرئيس الأميركي كانت "أن عودوا إلى هدف إنهاء الحرب ولا تعملوا على إطالتها أكثر". وكشفت أنه جرى الاتفاق على لقاء رئيس الموساد الإسرائيلي والوزير ديرمر بالمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قبل استئناف المفاوضات مع إيران، وأن إسرائيل تعهدت للولايات المتحدة بعدم القيام بأي مفاجآت. في الأثناء، تستعد المؤسسة الأمنية لاحتمالية هجوم على المنشآت النووية الإيرانية في حال انهيار المفاوضات الأميركية، إذ يواصل سلاح الجو والأذرع العسكرية الأخرى استعداداتها للهجوم، وقد اكتسب سلاح الجو خبرة عملياتية في الهجمات بعيدة المدى من هجماتها على اليمن على بعد ألفي كيلومتر من الأراضي الإسرائيلية، أي أبعد من المسافة إلى إيران، بحسب ما ذكرت "كان 11". ووفقاً لمصادر أمنية إسرائيلية، فإن تل أبيب لن تتمكن من قبول إمكانية تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية لفترة طويلة. وتشير التقديرات إلى أنه في حال فشل المفاوضات ستقرر إسرائيل ما إذا كانت ستهاجم إيران في أعقاب ذلك.