
فيلم "سلمى وقمر".. حميمية العلاقة الإنسانية
الحالة الإنسانية الحميمة التي أدخلتنا فيها المخرجة والكاتبة عهد كامل من خلال فيلمها "سلمى وقمر" عرض في مهرجان البحر الأحمر السينمائي 4، وحصل على جائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان أفلام السعودية، بالدورة الحادية عشر، ربما جعلتنا نستعيد بعضاً من ذكريات علاقاتنا الإنسانية الصادقة التي جمعتنا بأشخاص خارج نطاق الأسرة والجيران والزملاء، فكثير منّا، أو هكذا أظن، لديه شخص عبر في حياته وأثر فيها، خصوصاً أولئك الذين يعيشون معنا، ولم ندرك أنهم مهمون ومؤثرون في مصائرنا إلا عندما يفارقونا، الفيلم يصور قصة "حقيقية" لفتاة تعيش في مدينة جدة خلال نهايات الثمانينيات وبدايات التسعينيات، وعلاقتها بسائقها السوداني، الذي منحها الحب الأبوي دون أن يتصنعه، على خلفية حنينه لابنته التي تركها في بلاده وجاء إلى السعودية طلباً للعمل والرزق، ومن ثم نمت العلاقة بين السائق "قمر" والفتاة "سلمى" خلال السنين الفاصلة بين الطفولة والمراهق.
الأمانة الفنية في رصد الزمن بناء الفيلم يرتبط بالمشاعر والعواطف المبنية على فعل تبادلي إنساني نائي عن المنافع المادية، فليس سلمى مدفوعة بفعل نفعي ولا قمر منجذب بهاجس استحواذي، كونها علاقة شعورية حسية تهتم بالمفردات الواقعية أكثر من اهتمامها بما يمكن أن يكون أو ينبغي أن يكون في الخيال، لذلك يرتكز الواقع على عمود الفيلم؛ فهو باعثها ومكونها؛ حيث إنه ينتمي إلى الرومانسية الكوميدية بتداخل الواقعية المعاشة، وليس الرمزية أو الفانتازية.
هذا التوليف لا يحتمل الهفوات في السيناريو ولا التساهل في الحبكات البينية في التفاصيل الزمنية، وبعدها عن الواقع يشكل صدمات صغيرة تفصل المشاهد عن حالة الاندماج، كان بالإمكان تدارك هفوات بعض المشاهد؛ بضبط خلفيات وموجودات الحقبة الزمنية، بالتمحيص والتأكد من العناصر الدرامية التي تكونها الملابس والديكورات الداخلية والهياكل البصرية الخارجية وأيضاً منطوق الكلمات.. الفيلم عمل على ضبط معظم هذه العناصر لكنه غفل عن توليفات أساسية وأحياناً هامشية عابرة؛ ليست ذات أهمية للمشاهد المنسجم مع الحالة والقصة، لكنها مشوشة للمشاهد المتماهي مع زمن وقوع الأحداث والمراقب للصغائر والكبائر فهي تكمل العمل المجوّد، هذا يجعلنا نقول أن صناعة أي فيلم يحكي قصة تدور في مرحلة زمنية سابقة يتطلب التروي والاختبار والتأكد من كل تفاصيله التي نشاهدها أمامنا، فهذه التفاصيل هي جوهر الخطاب الزمني للفيلم.
تجويد الحبكة البصرية دار بخلدي بعض التساؤلات، وهي بأي حال من الأحول لا تنتقص من جمالية فيلم سلمى وقمر الإنسانية، ولا تعاكس الانطباع العام لدى المشاهدين وهذه التساؤلات لا تقلل من البعد التخيلي الذي عاشته المخرجة الكاتبة عهد كامل لاستعادة تفاصيل مرت بها، هذه التساؤلات تتوخى التحريض نحو التجويد وعدم العجلة في غزل أنسجة الحبكات الفلمية لدى الصناع في المستقبل؛ لا سيما وأنه في الفترة الأخيرة اتجه صناع الأفلام والدراما السعوديون في تحقيق أفلام تتناول فترات زمنية سبقة، وشاهدنا أعمالا تلفزيونية وأخرى سينمائية تدور في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، بل ربما في بدايات الألفية، مثل فيلم "الهامور" على سبيل المثال، هذا الاتجاه يحتاج إلى حياكة متروية ومفحوصة ومدققة، وبالتالي يخرج ثوب الفيلم أنيقاً لا يشتت المشاهد عن فحواه وقصته.
تنطلق تساؤلاتي من نظرية الفيلم التي تهتم بالحاضر الذي يمثله النص، حيث تُستخدم البنيوية كإطار لفحص كيفية مساهمة العناصر الصغيرة في صناعة الأفلام وبنائه، وفي ذاكرتنا خطأ ساعة أحمد مظهر في فيلم الناصر صلاح الدين (على سبيل المثال)، وما ترتب عليه من حرمان الفيلم آنذاك من جوائز عالمية.
أمثلة عابرة مهمة إذن بالعودة الى فيلم "سلمى وقمر" نتساءل: هل كانت التلميذات في الثمانينات والتسعينات، وهن في المرحلة الابتدائية ثم الثانوية، يصففن شعورهن بهذه الطريقة (الظاهرة في البوستر) أين الضفائر وديل الحصان الشائعة في ذلك الوقت؟ وهل كانت الطالبات يخرجن من المدرسة وشعورهن مكشوفة، وغطاءات رؤسهن على كتوفهن؟ هل كن يحملن حقائبهن على ظهورهن، كما هو في عصرنا الحالي؟ هل حقائب الظهر كانت موجودة؟ وهل كن يتقن اللغة الإنجليزية وفق "الآكسنت" الأمريكي، وهن لم يغادرن البلاد ولم يتلقين تعليمهن في الخارج، حتى لو كن درسن في مدارس أجنبية داخل جدة وينتمين لطبقة ثرية؟ هل كان الشكل العام للناس والفتيات في الأماكن العامة (محل الآيس كريم) مثلاً، بهذا الشكل؟ ونحن نعلم أن رجال الحسبة في تلك الفترة يحكمون الشارع بشكل مطبق، بل أن الأعراف الاجتماعية المدنية كانت تحكم ظهور الناس في الأسواق والأماكن العامة.
هل سيفوّت المشاهد لقطة عابرة تصور لوحة سيارة، وكأنها لوحة من أيامنا الحالية؟ ثم هل (الرمية) أو الأغنية التي كان يرددها السائق قمر: الليل ليل العديل والزين.. الليل العديله ويا رسول الله ..إلخ يرددها الشباب السوداني؟ نحن نعرف أنها رمية تنشد في السيرة (الزفة) ولا تتغنى بها سوى النساء والفتيات في زفة العروس والعريس السوداني أو في حفل الحناء، ومن المستحيل أن يرددها الرجال او الشباب، وهي مثل الرمية التي ترددها النساء في الزفة ببعض دول الخليج: ألف الصلاة والسلام عليك ياحبيب الله محمد، هي رمية نسائية خالصة لا دخل للرجال فيها.. كيف فات على مصطفى شحاتة وعلى أمجد أبوالعلاء الانتباه لذلك الخطأ؟ وكان يمكن اختيار أغنية أخرى ببساطة، بنفس الدقة التي تم فيها اختيار النضارة التي يرتديها قمر والتي واكبت المرحلة الزمنية، وربما خلقت بعض اللبس مع المكياج وظهور خصلة أنيقة من الشيب تزين صفحة شعره، نعم، في تلك الأيام كانت الطبقات الثرية من المجتمع الجداوي، تقيم حفلات ساهرة بعيد عن الأضواء العامة، عالم خاص مختبئ وراء أسوار القصور الفارهة، ولكن تلك الحفلات كانت تُحكم بكثير من الضوابط الأخلاقية، لدرجة أن الآباء والامهات يكونون موجودين، ولا يسمحوا بأي تصرف خارج عن الحدود.. الحفل الذي صوره الفيلم يحمل شيء من المجون العصري ومبالغات وشيء من عدم الحقيقة، ثم نجد بعض الكلمات والألفاظ التي ترددت في الفيلم ولم تكنم مستعملة في الثمانينيات ولا التسعينيات، مثل كلمة 'شغف' و'يحمّس' وغيرها؛ وتدخيل الكلمات الإنجليزية أثناء الحديث، حتى لو كان أبناء الطبقة الاجتماعية المخملية هم المقصودون، هذه الهفوات وغيرها؛ كان ينبغي تجويدها وتحريها من الغربة المصطنعة.
الحاجة لمستشار بصري هناك دراسات محكمة أجراها نقاد عالميون ودارسون رصينون تناقش مثل هذه المرئيات (والهفوات) في السينما التاريخية، أذكر منهم "بروس بلوك" في كتابه: القصة المرئية (إنشاء الهيكل البصري للأفلام السينمائية والعروض التلفزيونية والوسائط الرقمية)، ترجمة: علي زين، لا سيما وأن "بروس بلوك" مستشار بصري، كانت مهمته عبر 30 سنة ولا زالت؛ تحري ومراقبة كل ما يرد على الشاشة، أجزم بأن صناع الأفلام السعوديون بحاجة ماسة إلى مستشارين بصريين، أو يقومون بأنفسهم بتكليف من يثقون فيه ليراقب بصرياً ودلالياً، كخطوة أساسية فيما بعد الإنتاج وتأصيل تفاصيل العمل، في كل الأحوال ندرك تماماً أن العاملين في مجال الرواية والفيلم يواجهون مشكلة في غاية الأهمية: الزمان وكيفية التعامل معه وتوظيفه في سرد الأعمال الأدبية والفنية ـ الدراميةـ بالإضافة إلى تناول البحوث والدراسات المتعلقة بالزمان دارمياً وفلسفياً باعتبار النحث في الزمن هو العمود الفكري والعملي للفيلم. في المقابل؛ أصيل كل الأصالة ان يتحدث 'قمر' بلهجة سودانية حقيقية؛ ليس فيها أية تداخلات من اللهجة السعودية الجداوية، وكذلك فعل أمجد ابوالعلاء، وفعلت الممثلة رنا علم الدين بلهجتها الشامية الهجينة بين الفلسطينية واللبنانية، وهذه توقيع يحسب للمخرجة، وأيضاً جميلة خلفيات قصة والد ووالدة سلمى، وشعورها بالعجز عن تقديم العون لأبناء فلسطين.. وخلفية خوفها من الغرق في بركة السباحة بسبب حادثة قديمة، وكذلك الاشارة الى الفن والغناء الأصيل، (من غير ليه) لعبدالوهاب' واستحضار نشوة الجمهور العربي وقت ظهور الاغنية، وبالتالي تقدير كبير لمؤلف الموسيقى: مارك قدسي، ومهندس الصوت: إيمانويل زوكي، اللذان أبدعا في توقيع التلوينات الموسيقية المصاحبة والتلوينات الحسية الصوتية التي أضافت الكثير للانسجام في المشاهدة وتأجيج المشاعر في اللقطات المرحة والمؤثرة، لذلك، الحميمية السردية للفيلم تبدو في أرقى حالاتها، بينما لا تجاريها المصداقية الدرامية، في حين كان التمثيل بمجمله موفقاً وطبيعياً: رولا دخيل الله، مصطفى شحاته، رنا علم الدين، قصي خضر.
ماستر سين عابر..كيف ذلك؟ بقي أن أشير الى ضعف المشهد الذي يصور والد سلمى وقد فارق الحياة بسبب سكتة قلبية مفاجأة وصادمة للمشاهد، فمثل هذه الأحداث المفصلية، يتم تقديمها بما يجعلها مشاهد أساسية، ماستر سين، وليس بالكيفية المباغتة.. لا انتقص من رؤية المخرجة في معالجة هذا المشهد؛ ولكن الدراما المبنية على إحداث أثر في السياق السردي تتطلب الامعان في تجسيد مثل هذا المشهد، ليترك أثره المنشود عند المشاهد.
أخيراً، تحية تقدير للمخرجة عهد كامل على وفائها لسائقها وعلى امتاعنا بهذا الفيلم بإيقاعه المدروس بمونتاج حيوي يسترعي انتباه المشاهد طوال دقائق الفيلم .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

صحيفة عاجل
منذ 3 أيام
- صحيفة عاجل
تكريم ممثلة سعودية في مهرجان كان السينمائي الدولي
ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته ال78 في فرنسا، وخلال حفل "المرأة في السينما" الذي تنظمه مؤسسة البحر الأحمر السينمائية في مهرجان كان، تّم تكريم الممثلة السعودية إلهام علي، إحدى نجمات وكالة MBC Talent، إلى جانب نخبة من الفنانات وصانعات السينما العالميات والعربيات. وكانت فعالية حفل "المرأة في السينما" بنسختها الثالثة قد أقيمت الخميس 15 مايو في فندق "دو كاب" في كان، حيث كُرّمت إلى جانب إلهام علي كلُّ من الممثلة جاكلين فرنانديز، المخرجة رونغانو نيوني، الممثلة المصرية أمينة خليل، المخرجة غايا جيجي، الممثلة السعودية سارة طيبة والممثلة أنغفا وراها. من جانبها، ثمنّت إلهام علي هذا التكريم واعتبرته إنجازاً قيّماً لكل فنانة سعودية، متوجهةً بالشكر إلى وكالة MBC Talent على الرعاية والاهتمام وإلى القيّمين على مؤسسة البحر الأحمر السينمائي ، وقالت: "يشكّل هذا التكريم إضافة كبيرة لمسيرتي الفنية كممثلة سعودية، وينقل إنجازاتنا كنساء ناشطات في قطاع السينما والدراما إلى العالم، وإلى مهرجان كان تحديداً الذي أحضره للمرّة الأولى . وأنا سعيدة بوجودي اليوم وتكريمي في فعالية "المرأة في السينما" إلى جانب شخصيات نسائية ملهمة لها دورها المؤّثر في صناعة الفن والسينما". يُذكر أن حفل "المرأة في السينما" 'Women In Cinema' بات مناسبة سنوية تنظمّها مؤسسة البحر الأحمر السينمائية ضمن فعاليات مهرجان كان، حيث شهد الحفل بنسخته الثالثة هذا العام تغطية إعلامية واسعة وحضوراً حاشداً من قِبل وسائل إعلام عالمية وعربية، إلى جانب توافد عدد من المشاهير وصنّاع السينما والمدعوين الذين تألّقوا على السجادة الحمراء وفي حفل العشاء الذي أُقيم بالمناسبة .


الرياضية
منذ 6 أيام
- الرياضية
من هو فيصل باطيور الرئيس التنفيذي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي؟
بدأ المخرج والمنتج السينمائي السعودي فيصل باطيور مسيرته عاشقًا للقطاع السينمائي، صغيرًا، وعلى الرغم من أنه يدرج هذا العشق في دراساته العليا، إلا أنه ترجمه من خلال الدورات التدريبية، فيما بعد، فلقد حصل على درجة البكالوريوس من نظم المعلومات من جامعة نيوكاسل في سيدني 2013، ونال درجة الماجستير في الاتصال والدراسات الإعلامية 2014. ويسجل التاريخ أن باطيور كان من أبرز صنّاع السينما في السعودية منذ عام 2017، وكانت البداية من خلال إدارته مركز «إثراء» السينمائي، الذي أسهم في دعم عدد من الأفلام السعودية حينها. وفي العام 2018، قرر باطيور أن يبتعد عن العمل الحكومي والخاص، وأسس شركة Cine waves لتوزيع الأفلام، لحاجة السوق في ذلك الوقت لشركة مختصة، وأصبحت الآن من أكبر المكتبات، التي تضم الأفلام السعودية. وعاد فيصل باطيور من جديد إلى العمل الخاص من خلال توليه منصب الرئيس التنفيذي لشركة «موفي ستوديوز»، الذراع الإنتاجي لأكبر سلسلة دور سينما في السعودية، منها فيلم «سطار، وتحت الرماد». وذهب المخرج السعودي إلى احتضان صناع الأفلام السعودية من خلال افتتاح أول دار عرض مخصصة للأفلام الفنية في الرياض، تحت اسم بيت السينما. كما حصل عام 2022 على جائزة الأفلام من مبادرة «الجوائز الثقافية الوطنية»، شارك في إنتاج فيلم «وداعًا جوليا» لمحمد كردفاني، الذي فاز بجائزة الحرية في مهرجان كان السينمائي 2023. والآن يتولى فيصل باطيور منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي.

سودارس
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- سودارس
صلاح الدين الأيوبي من ملاعب الطفولة إلى تحرير القدس
نجم الدين أيوب والدا ومربّيا لم يكن نجم الدين أيوب، والد صلاح الدين، أميرًا فقط، بل كان أبًا ذا رؤية. وقد فهم أن بناء شخصية عظيمة لا يكتمل دون توازن بين العلم، والانضباط والقوة البدنية، فحرص على أن يُنشئ أبناءه في جو من التنافس الشريف، يُنظّم لهم مباريات في الفروسية، والرماية، والمبارزة، وحتى في ألعاب الذكاء والملاحظة، ليغرس فيهم روح التفوق، ويصقل شخصياتهم بالصدق والصبر والانضباط. صلاح الدين وملاعب الطفولة في تلك الساحات الصغيرة، حيث تعالت ضحكات الطفولة وتلاقى صليل الخشب في تدريبات المبارزة، كانت شخصية صلاح الدين تتشكّل دون أن يدري. لم يكن هدف والده فقط إمتاع أطفاله، بل كان يُعدّهم لمستقبل يعرف جيدًا أنه لا يقبل الضعفاء. وكانت المنافسات مع إخوته، خاصة مع شقيقه الأكبر "توران شاه"، حافزًا يوميًا لتطوير الذات، واختبار الروح القيادية، وبناء جسدٍ قادر على الاحتمال والانتصار. صلاح الدين الأيوبي، كان معروفًا بقدراته العسكرية والقيادية، ولكنه لم يكن معروفًا بتنافسه في "مسابقات رياضية" كما نعرفها في العصر الحديث. ومع ذلك، في تلك الحقبة، كان يمارس منذ طفولته بعض الأنشطة البدنية والرياضية التي تهدف إلى بناء القوة والمهارة الحربية. الأنشطة التي قد تكون مشابهة للمسابقات الرياضية في عصر صلاح الدين: المبارزات القتالية: كانت المبارزات بالأسلحة مثل السيوف والرماح تعتبر وسيلة لاختبار القوة والشجاعة والمهارة. سباق الخيل: كان الخيل جزءًا أساسيًا من الحياة العسكرية آنذاك، وكان يُتوقع من الفارس أن يكون ماهرًا في ركوبه والتعامل معه. ربما شارك صلاح الدين وإخوته في مثل هذه السباقات، خاصةً في مجالات التدريب العسكري. الرماية: كانت الرماية بالقوس أحد الفنون الحربية التي كان يُعتمد عليها بشكل كبير في الحروب، وبالتالي قد تكون إحدى الأنشطة التي يُمارسها القادة العسكريون كوسيلة لتقوية المهارات الحربية. التدريبات البدنية: قد تشمل تقنيات رفع الأثقال، المشي لمسافات طويلة، وغيرها من الأنشطة التي تسهم في تنمية اللياقة البدنية. صلاح الدين وتحرير القدس حين كبر صلاح الدين، لم تكن المعارك جديدة عليه. كان قد تدرب وتعلّم جيدا وفي حروبه ضد الحملات الصليبية، كان يبدو وكأنه يمارس "لعبة شطرنج كبرى"، فيها كثير من الحنكة، والانضباط مع القوة والحسم، والدهاء الذي تربّى عليه منذ صغره. وقد شهد معاصروه بأن تواضعه وثباته في أصعب المواقف ليس إلا انعكاسًا لسنوات من التمرين على قبول الفوز والخسارة، والتعامل مع التحديات كفرصٍ للنمو. وكان تحرير القدس من يد الصليبيين في الثاني من أكتوبر عام 1187 ميلاديا، الموافق 27 رجب عام 583 هجريا، تتويجًا لتربية طويلة بدأت من بيت نجم الدين أيوب. ولعل أبرز ما ميز صلاح الدين، هو أن فروسيته لم تكن في القتال وحده، بل في نُبله وإنسانيته، وقدرته على ضبط النفس، وهي صفات لا تكتسب من ساحات الحرب، بل من دروس الطفولة. وتم تحرير القدس بعد انتصار جيش صلاح الدين في معركة حطين الشهيرة التي وقعت في 4 يوليو/تموز عام 1187ميلاديا، والتي مهدت الطريق لاستعادة القدس من الصليبيين بعد نحو 88 سنة من احتلالهم لها عام 1099م. المصدر : الجزيرة script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة