logo
حزب العمال الكردستاني يحرق سلاحه.. بين أهمية الخطوة والتشكيك فيها

حزب العمال الكردستاني يحرق سلاحه.. بين أهمية الخطوة والتشكيك فيها

الجزيرةمنذ 2 أيام
أربيل- شهد كهف "جاسنه" في منطقة سورداش بقضاء دوكان، شمالي محافظة السليمانية ، اليوم الجمعة، مراسم تسليم وحرق أسلحة 30 مسلحا من حزب العمال الكردستاني ، بينهم أربعة من قادته الكبار، وذلك كخطوة رمزية لدعم عملية السلام مع تركيا، استجابة لدعوة زعيمه المسجون عبد الله أوجلان ، الصادرة في 27 فبراير/شباط الماضي.
وفي بيان لمنظومة المجتمع الكردستاني، وهي الهيئة السياسية والإدارية للحزب التي أشرفت على هذه المبادرة، قالت إن الخطوة تأتي باسم "مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي" لتسريع التحول الديمقراطي، مجددين التزامهم بنهج أوجلان القائم على قوة السياسة والسلام بديلا عن السلاح، ومطالبين بحرية جسدية له وحل عادل للقضية الكردية، وداعين القوى الإقليمية والدولية إلى دعم عملية السلام.
من جانبه، وصف سزاي تمللي نائب رئيس حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، تسليم العمال الكردستاني لأسلحتهم بأنه "خطوة مهمة"، داعيا الحكومة التركية لاتخاذ خطوات مقابلة لإنجاح عملية حل الحزب، وضمان الحقوق السياسية للمقاتلين المسرّحين ضمن القانون التركي.
ترحيب
وأكد تمللي أن تحركات أوجلان والعمال الكردستاني تلعب دورا مهما في ترسيخ الديمقراطية في تركيا والمنطقة، مطالبا بتغيير مفهوم "تركيا بلا إرهاب" إلى دعم الحل الديمقراطي.
وفي أربيل، رحّب رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني بهذه الخطوة، واعتبرها "بشارة مهمة لعملية السلام"، مؤكدا استعداد الإقليم لتقديم كافة أنواع الدعم والتسهيلات لإنجاحها. كما شكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكل من ساعد في إطلاق هذه المبادرة، داعيا جميع الأطراف إلى اغتنام الفرصة لتحقيق السلام الذي يخدم الجميع في أنقرة والمنطقة.
في هذا السياق، قال المتحدث باسم رئاسة الإقليم، دلشاد شهاب، للجزيرة نت، "جرت اليوم عملية مهمة جدا في كردستان العراق ، وهي بداية لخطوة فعلية ضمن عملية السلام. نحن في الإقليم سعداء جدا لأنها جرت على أرضنا".
وأضاف أنه منذ بداية هذه الجهود، وفي السنوات الماضية عندما كان الوضع في ذروة التوتر، حاول إقليم كردستان ورئيسه -مرارا- إعادة فتح طريق السلام، "لذلك، نحن ممتنون لكل من الحكومة التركية ولأوجلان، إذ نظروا بأهمية كبيرة لمكانة الإقليم. وهذا دليل كبير على أنه هو مصدر للأمن والاستقرار في المنطقة، وليس كما تريد بعض الأطراف أن يصوروه بخلاف ذلك".
حدث استثنائي
من جانبه، قال شريف ورزير، ممثل حزب جماعة العدل الكردستانية ذي التوجه الإسلامي، والذي شارك في هذه المراسم، للجزيرة نت، إنها المرة الأولى التي يشهد فيها كردستان العراق تطورا من هذا النوع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، حيث جرت مراسم تسليم أو حرق السلاح.
واعتبر أن "الحدث كان استثنائيا بالفعل، إذ رأينا هؤلاء المقاتلين ينزلون من الجبال خلف قائدهم ويقفون أمام الضيوف ثم يحرقون الأسلحة التي كانوا يحملونها".
وبرأي ورزير، لا شك في أن هذه العملية صعبة، وأن أمام الطرفين وقتا طويلا وتحديات كثيرة، مؤكدا أن العملية لن تنجح من جانب واحد فقط، بل يجب على تركيا أيضا أن تتخذ بعض الخطوات لإظهار حسن نيتها، مثل تعديل بعض مواد الدستور. وعلى الأطراف المحلية والإقليمية أن يكون لها دور إيجابي.
ورغم أن الأطراف المختلفة والوسطاء لديهم الكثير من الأمل تجاه هذه الخطوة ويعتقدون أن هذه الحرب تقترب من نهايتها، إلا أن العديد من الخبراء يشككون في وصول هذه العملية إلى نجاح كامل، وذلك لأن خطوات مماثلة قد اتُخذت سابقا ولم تنجح، وفي الوقت نفسه هناك انعدام كبير للثقة بين أنقرة والعمال الكردستاني.
انعدام الثقة
وقال الخبير في الشأن التركي مامند روزة، للجزيرة نت، إن هذه العملية تُدار بشكل مباشر بين الدولة التركية وسجن إيميرالي، "أي أنه لم يُمنح أي دور لحزب العمال الكردستاني فيها".
لذلك يرى أن "هناك حالة انعدام ثقة كبيرة جدا بين الدولة والحزب؛ فأنقرة لا تثق ب جبال قنديل (معقل المقاتلين الأكراد)، والعكس أيضا. إذا اعتقدنا أن حرق الأسلحة هذا يعني استسلاما كاملا أو إنهاء لوجود مقاتلي العمال الكردستاني في الجبال، فهذا تصور خاطئ، لأن جميع قواته لا تزال في مواقعها حتى الآن".
وأوضح روزة أن "العمال الكردستاني باسمه وبأسماء أخرى لهم وجود قوي داخل سوريا، وأنشؤوا هناك جيشا وإدارة خاصة بهم يديرونها بأنفسهم. كما لا ننسى أن السياسة الداخلية التركية هي التي توجه سياستها الخارجية، والآن أنقرة مقبلة على الانتخابات وأي تغيير في الحكم سيكون له تأثير مباشر على هذه العملية. لذلك ما حصل اليوم يعتبر خطوة تكتيكية ورمزية أكثر من كونها إنهاءً كاملا للحرب أو البدء بإنهاء الحرب".
وحسب الإحصائيات الحكومية، تسببت الحرب بين تركيا والعمال الكردستاني خلال السنوات الماضية في تدمير أو تهديد أكثر من ألف قرية في إقليم كردستان العراق، منها قرابة 200 قرية دُمرت كليا غالبيتها تقع في محافظة دهوك، تليها أربيل ثم السليمانية، بينما تواجه 600 قرية أخرى خطر الدمار الكامل.
لذلك فإن أي محاولة لإنجاح هذه العملية ستفتح الطريق والأمل أمام هؤلاء القرويين ليعودوا مرة أخرى إلى أراضيهم، وليُعاد إعمارها من جديد، وتُوفر لهم الخدمات الأساسية التي لم تستطع حكومة كردستان تقديمها لهم سابقا بسبب هذه الحرب.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تركيا وحزب العمال الكردستاني.. مرحلة جديدة محفوفة بمخاطر وتحديات
تركيا وحزب العمال الكردستاني.. مرحلة جديدة محفوفة بمخاطر وتحديات

الجزيرة

timeمنذ 12 ساعات

  • الجزيرة

تركيا وحزب العمال الكردستاني.. مرحلة جديدة محفوفة بمخاطر وتحديات

يشكل قرار حزب العمال الكردستاني بنزع أسلحته وحل نفسه خطوة مهمة وتاريخية في نظر مراقبين، لأنه سينهي عقودا من التمرد المسلح، ويفتح المجال أمام الحزب للانخراط في الحياة السياسية التركية، لكنّ مراقبين آخرين يرجحون أن تكون العملية محفوفة بتحديات ومخاطر. وبدأ حزب العمال الكردستاني أمس مراسم إلقاء سلاحه في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، حيث أضرم مقاتلون تابعون للحزب النار في أسلحتهم الخفيفة والمتوسطة، في خطوة جاءت استجابة لزعيم الحزب المعتقل عبد الله أوجلان ، الذي طالب من سجنه في جزيرة إمرالي بإنهاء العمل المسلح المستمر منذ ثمانينيات القرن الماضي، والدخول في العمل السياسي الديمقراطي. وفي تعليقه على العملية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت إن صفحة جديدة فُتحت لتركيا، مؤكدا أن بلاده انتصرت وانتصر الأتراك والأكراد والعرب. واعتبر-في كلمته أثناء اجتماع استشاري لـ"حزب العدالة والتنمية" بأنقرة- أن مشاكل الأكراد في سوريا والعراق هي مشاكل مشتركة، وأن أنقرة تنسق مع بغداد ودمشق وهم سعداء بتخلي المنظمة عن سلاحها. وخاض حزب العمال الكردستاني على مدى عقود تمردا مسلحا على الدولة التركية أودى بحياة نحو 40 ألف شخص، لكنهما دخلا في عملية سلام بين عامي 2013 و2015، لم تعمر طويلا. ويرى محللون، أن هناك عدة عوامل قد تضمن نجاح عملية السلام الحالية بين الحزب الكردستاني والدولة التركية، يعددها الكاتب والباحث السياسي، محمود علوش -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- في الوضع الداخلي في تركيا ودعم القوميين هذه العملية، والتحولات التي طرأت على الحزب نفسه، حيث لم يعد قادرا على الاستمرار في التمرد المسلح بفعل الضربات القوية التي تلقاها خصوصا في العقدين الأخيرين. إضافة إلى انتهاء سياسة إنكار الهوية الكردية في تركيا، حيث بدأ أردوغان منذ وصوله إلى السلطة في إصلاحات فتحت الأبواب للأحزاب الكردية وللاعتراف بالهوية الكردية. ظروف إقليمية ودولية كما لعبت الظروف الإقليمية والدولية دورا في التأثير على الحالة الكردية في علاقتها بتركيا، ويشير علوش في هذا الصدد إلى الانعطافة التي حصلت في السياسة الأميركية، وإلى التحول الذي حصل في سوريا، وشكل -حسبه- منعطفا كبيرا في الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، فضلا عن إيران التي قال، إنها استثمرت في الحالة الكردية على مدى سنوات طويلة في إطار التنافس مع تركيا وفي إطار طموحاتها الإقليمية. غير أن العوامل والظروف التي هيأت الأرضية للسلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، قد تعترضها حسابات وتحديات كبيرة، ومنها ملف "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، حيث إن عدم اندماج هذا الحزب في الدولة السورية سيكون انتكاسة على الاتفاق بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، كما يوضح علوش. ولم تبد "قسد" أي موقف علني اتجاه الاتفاق بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، منذ دعا أوجلان إلى إنهاء العمل المسلح، وهي متحفظة كثيرا من هذه الخطوة، كما يقول الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، إذ أشار إلى أن السيطرة على المشكلة الكردية في سوريا سيدفع المنطقة باتجاه التهدئة. ويأمل قادة حزب العمال الكردستاني، أن تتوجع عملية نزع سلاحه وتخليه عن العمل المسلح بإطلاق سراح زعيمه المسجون عبد الله أوجلان، وهو ما أكده مكي، أن الإجراء الثاني ربما يكون الإفراج عن أوجلان. ويذكر أن حزب العمال الكردستاني الذي أسسه أوجلان في نهاية سبعينيات القرن المنصرم، كان قد أعلن في 12 مايو/أيار الماضي حل نفسه وإلقاء السلاح. وجاء ذلك تلبية لدعوة أطلقها أوجلان في 27 فبراير/شباط من سجنه في جزيرة إيمرالي. وفي الأول من مارس/آذار، أعلن الحزب -الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية"- وقف إطلاق النار.

على ماذا ركز أردوغان في خطابه بعد تسليم حزب العمال الكردستاني سلاحه؟
على ماذا ركز أردوغان في خطابه بعد تسليم حزب العمال الكردستاني سلاحه؟

الجزيرة

timeمنذ 16 ساعات

  • الجزيرة

على ماذا ركز أردوغان في خطابه بعد تسليم حزب العمال الكردستاني سلاحه؟

أنقرة- في خطاب وُصف بـ"التاريخي"، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، اليوم السبت، بدء مرحلة جديدة في مسيرة تركيا نحو إنهاء حقبة الإرهاب التي امتدت لأكثر من 4 عقود، وذلك غداة انطلاق عملية تسليم حزب العمال الكردستاني أسلحته في شمال العراق. وخلال كلمته في الاجتماع التشاوري والتقييمي الـ32 ل حزب العدالة والتنمية في أنقرة ، أكد أردوغان أن تركيا تدخل عهدا جديدا يقوم على الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية بين الأتراك والأكراد والعرب، كاشفا عن تشكيل لجنة برلمانية خاصة لمتابعة عملية نزع السلاح وضمان استكمالها بنجاح. واعتبر أردوغان أن إحراق مقاتلي حزب العمال الكردستاني لأسلحتهم في مراسم رمزية، أمس الجمعة، يمثل "خطوة مهمة للغاية" تجاه إغلاق ملف النزاع المسلح، مشددا على أن هذه التطورات ليست مجرد إنجاز لحكومته، بل هي "نصر لكل مواطن تركي، كردي وعربي، ولكل أبناء الأمة التركية البالغ عددهم 86 مليون نسمة". وأكد أردوغان في كلمته على أهمية "اللحظة التاريخية" التي تمر بها تركيا، معتبرا أن عملية نزع السلاح التي بدأها حزب العمال الكردستاني ليست مجرد قرار سياسي عابر، بل ثمرة "عقود من التضحيات وكفاح طويل ضد الإرهاب". وقال "اليوم نطوي صفحة دامية امتدت 47 عاما، وأدعو كل تركي، وكل كردي ، وكل عربي للاحتفال بهذا الإنجاز التاريخي. إذا كنا يدا واحدة، فإن تركيا ستكون أقوى وأكثر ازدهارا". وشدد على أن الوحدة الوطنية هي السد المنيع أمام أي تهديد داخلي أو خارجي، مضيفا "حين يتكاتف التركي والكردي والعربي، يتحقق النصر للجميع، أما حين ينقسمون، فلا تأتي النتيجة إلا بالهزيمة والحزن". وفي استدعاء للتاريخ المشترك بين مكونات الأمة، أشار أردوغان إلى أن معارك مصيرية مثل ملاذ كُرد (1071)، وفتح القدس ، وفتح إسطنبول ، وصمود جناق قلعة في الحرب العالمية الأولى ، والحرب الوطنية لاحقا، كانت جميعها نماذج للوحدة التي جمعت الأتراك والأكراد والعرب على أرض المعركة. وحذَّر من أن الانقسامات بين هذه الشعوب كانت دائما مدخلا للهزائم الكبرى، بينما الوحدة كانت مصدرا للنصر والازدهار. ودعا أردوغان جميع المواطنين -أتراكا وأكرادا وعربا ومن مختلف التوجهات والانتماءات- إلى الحوار الصريح بعيدا عن السلاح والعنف، مؤكدا أن كل فرد منهم هو "مواطن من الدرجة الأولى" في الدولة التركية. وفي رسالة مباشرة لمكونات اجتماعية بعينها، قال "أيها الأخ الكردي، إن كان لديك قضية فدعنا نتحاور دون سلاح أو عنف. وأنت يا أخي العلوي ، إن كانت لديك مشكلة، فلنجد لها حلا بالحوار". رسائل في السياق، يرى المحلل السياسي طه عودة أوغلو، أن تصريح الرئيس أردوغان، خاصة تركيزه على ضرورة توحيد المكونات الداخلية، يأتي في مرحلة يسير فيها مسار نزع سلاح حزب العمال الكردستاني بخطوات إيجابية، خلافا للمحاولات السابقة. ويشير عودة أوغلو في حديث للجزيرة نت، إلى أن أردوغان يسعى إلى رص الصفوف داخليا، لا سيما بين مؤيدي حزب العدالة والتنمية، لتجنب أي ثغرات قد تؤثر على مسار يعتبره الرئيس "مصيريا وحاسما" لمستقبل تركيا. ويضيف أن نجاح هذه الخطوة -المتمثلة بترك السلاح وحل الحزب خلال عهد أردوغان- سيكون بمثابة مكسب سياسي كبير للحزب الحاكم ولأردوغان شخصيا. وبرأيه، تحمل هذه التصريحات أيضا رسائل موجهة للطرف الكردي، في ظل امتداد فروع حزب العمال الكردستاني داخل تركيا وخارجها في سوريا والعراق وحتى إيران وبعض الدول الأوروبية. ويشير أوغلو إلى أن أردوغان يسعى لإغلاق هذه الصفحة نهائيا، في وقت بدأت فيه الدولة بالنظر إلى المستقبل بعيون مختلفة، مستفيدة من المكاسب المتوقعة للطرفين إذا اكتمل هذا المسار بنجاح. اللجنة ومهامها وفي خطوة وصفت بأنها إطار تشريعي لضمان استدامة عملية نزع السلاح، أعلن أردوغان تشكيل لجنة خاصة داخل البرلمان، تتولى متابعة جميع مراحل عملية تسليم حزب العمال الكردستاني أسلحته. وأوضح أن اللجنة التي ستضم نوابا من حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية ، إضافة إلى حزب الشعوب الديمقراطية ، ستعمل على مراقبة تنفيذ الإجراءات وضمان توافقها مع القوانين الوطنية والمعايير الإنسانية، كما ستبحث في سن التشريعات اللازمة لدعم المرحلة الجديدة التي تدخلها تركيا. وأكد أن الدولة ستتابع أدق تفاصيل العملية لضمان تنفيذها وفقا للقانون والعدالة. وخصَّص أردوغان جزءا مهما من كلمته متحدثا عن مشروع "تركيا بلا إرهاب"، واصفا إياه بأنه "أعظم إنجاز في تاريخ الجمهورية الحديثة". وأكد أن هذا المشروع سيتيح توجيه موارد الدولة نحو التنمية والازدهار بدلا من استنزافها في مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن تركيا باتت تعتمد على صناعتها الدفاعية المحلية بشكل كامل في مواجهة التحديات الأمنية. في السياق، يرى المحلل السياسي علي أسمر، أن تشكيل لجنة برلمانية لمتابعة مسار نزع سلاح حزب العمال الكردستاني يُمثل خطوة جوهرية لتعزيز الشفافية أمام الأحزاب السياسية والرأي العام التركي. ويعتبر في حديثه للجزيرة نت، أن هذه الخطوة تفتح الطريق أمام تركيا جديدة بلا إرهاب، وهو مسار يحمل انعكاسات سياسية واقتصادية وأمنية وثقافية عميقة، مما يضع على عاتق اللجنة مسؤوليات ثقيلة. ويشير إلى أن النجاح في هذا الطريق يتطلب تنسيقا دقيقا ومنهجيا، ليس داخليا فقط، بل خارجيا أيضا، في ظل استمرار التعاون الأمني مع حكومتي أربيل و بغداد. ويلفت أسمر إلى أن مهام اللجنة ستتركز حول محاور رئيسية، أبرزها التنسيق مع بقية الأحزاب، خاصة حزب الشعوب الديمقراطي، ومتابعة الملفات القضائية المرتبطة بهذه المرحلة الحساسة. وبرأيه، فإن هناك توجها أوليا لفرز مقاتلي الحزب إلى فئتين: الأولى: من ارتكبوا أعمال عنف، وهؤلاء سيحالون إلى القضاء. والثانية: من لم يتورطوا في الدماء، وقد يخضعون لبرامج تأهيل وإعادة دمج في المجتمع. وخلص أسمر إلى أن اللجنة البرلمانية ستكون بمثابة صمام أمان لاستمرار عملية نزع السلاح، كما ستساعد في طمأنة الشارع التركي ومعالجة أية ثغرات قد تظهر خلال التنفيذ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store