
تركيا وحزب العمال الكردستاني.. مرحلة جديدة محفوفة بمخاطر وتحديات
وبدأ حزب العمال الكردستاني أمس مراسم إلقاء سلاحه في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، حيث أضرم مقاتلون تابعون للحزب النار في أسلحتهم الخفيفة والمتوسطة، في خطوة جاءت استجابة لزعيم الحزب المعتقل عبد الله أوجلان ، الذي طالب من سجنه في جزيرة إمرالي بإنهاء العمل المسلح المستمر منذ ثمانينيات القرن الماضي، والدخول في العمل السياسي الديمقراطي.
وفي تعليقه على العملية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت إن صفحة جديدة فُتحت لتركيا، مؤكدا أن بلاده انتصرت وانتصر الأتراك والأكراد والعرب. واعتبر-في كلمته أثناء اجتماع استشاري لـ"حزب العدالة والتنمية" بأنقرة- أن مشاكل الأكراد في سوريا والعراق هي مشاكل مشتركة، وأن أنقرة تنسق مع بغداد ودمشق وهم سعداء بتخلي المنظمة عن سلاحها.
وخاض حزب العمال الكردستاني على مدى عقود تمردا مسلحا على الدولة التركية أودى بحياة نحو 40 ألف شخص، لكنهما دخلا في عملية سلام بين عامي 2013 و2015، لم تعمر طويلا.
ويرى محللون، أن هناك عدة عوامل قد تضمن نجاح عملية السلام الحالية بين الحزب الكردستاني والدولة التركية، يعددها الكاتب والباحث السياسي، محمود علوش -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- في الوضع الداخلي في تركيا ودعم القوميين هذه العملية، والتحولات التي طرأت على الحزب نفسه، حيث لم يعد قادرا على الاستمرار في التمرد المسلح بفعل الضربات القوية التي تلقاها خصوصا في العقدين الأخيرين.
إضافة إلى انتهاء سياسة إنكار الهوية الكردية في تركيا، حيث بدأ أردوغان منذ وصوله إلى السلطة في إصلاحات فتحت الأبواب للأحزاب الكردية وللاعتراف بالهوية الكردية.
ظروف إقليمية ودولية
كما لعبت الظروف الإقليمية والدولية دورا في التأثير على الحالة الكردية في علاقتها بتركيا، ويشير علوش في هذا الصدد إلى الانعطافة التي حصلت في السياسة الأميركية، وإلى التحول الذي حصل في سوريا، وشكل -حسبه- منعطفا كبيرا في الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، فضلا عن إيران التي قال، إنها استثمرت في الحالة الكردية على مدى سنوات طويلة في إطار التنافس مع تركيا وفي إطار طموحاتها الإقليمية.
غير أن العوامل والظروف التي هيأت الأرضية للسلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، قد تعترضها حسابات وتحديات كبيرة، ومنها ملف "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، حيث إن عدم اندماج هذا الحزب في الدولة السورية سيكون انتكاسة على الاتفاق بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، كما يوضح علوش.
ولم تبد "قسد" أي موقف علني اتجاه الاتفاق بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، منذ دعا أوجلان إلى إنهاء العمل المسلح، وهي متحفظة كثيرا من هذه الخطوة، كما يقول الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، إذ أشار إلى أن السيطرة على المشكلة الكردية في سوريا سيدفع المنطقة باتجاه التهدئة.
ويأمل قادة حزب العمال الكردستاني، أن تتوجع عملية نزع سلاحه وتخليه عن العمل المسلح بإطلاق سراح زعيمه المسجون عبد الله أوجلان، وهو ما أكده مكي، أن الإجراء الثاني ربما يكون الإفراج عن أوجلان.
ويذكر أن حزب العمال الكردستاني الذي أسسه أوجلان في نهاية سبعينيات القرن المنصرم، كان قد أعلن في 12 مايو/أيار الماضي حل نفسه وإلقاء السلاح. وجاء ذلك تلبية لدعوة أطلقها أوجلان في 27 فبراير/شباط من سجنه في جزيرة إيمرالي. وفي الأول من مارس/آذار، أعلن الحزب -الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية"- وقف إطلاق النار.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الوطن
منذ 4 ساعات
- جريدة الوطن
تعويض المتضررين
استطاعت دفاعاتنا الجوية اعتراض الهجمة الصاروخية التي نفذها الحرس الثوري الإيراني يوم «23/6/2025» ضد قاعدة العديد الجوية، وتمكنت بفضل الله، ثم بفضل يقظة القوات المسلحة، والإجراءات الاحترازية المتخذة، من التصدي للهجوم دون أن ينتج عن الحادث أي وفيات أو إصابات، باستثناء أضرار مادية نجمت عن اعتراض الصواريخ الإيرانية. وقد وجَّه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بعقد اجتماع استثنائي لمجلس الدفاع المدني، برئاسة سعادة الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني وزير الداخلية، وقائد قوة الأمن الداخلي «لخويا»، ورئيس مجلس الدفاع المدني، بمشاركة ممثلي الجهات المختصة، وذلك بهدف تحديد وتقييم الأضرار الناجمة عن اعتراض الصواريخ الإيرانية وتعويض المتضررين من المواطنين والمقيمين. وزارة الداخلية أوضحت، في بيان أمس، أن المجلس اطلع على التدابير العاجلة التي سبق اتخاذها، واعتمد آليات محددة دخلت حيز التنفيذ مباشرة، لضمان سرعة تنفيذ تلك التوجيهات السامية والإسهام في معالجة آثار ذلك الحدث. لطالما كانت قطر بلد الأمن والأمان، ولطالما كان المواطن وكل مقيم على أرضها محل رعاية واهتمام، وهي أكدت على الدوام أن حماية المدنيين تمثل لها إحدى الأولويات القصوى، وطنيا وإقليميا ودوليا، وانتهجت لذلك استراتيجية وسياسة واضحة في هذا الإطار، وبذلت جهوداً دولية كبيرة ومتواصلة في سياق منع النزاعات، والحد منها، والتخفيف من آثارها، بالإضافة إلى جهود الوساطة وبناء السلام في المنطقة والعالم، وفقا لالتزامها الراسخ بمبادئ القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وخاصّةً اتفاقيات جنيف الأربع، والبروتوكولات الإضافية الملحقة بها، والتي تم تضمينها كجزء من القانون الوطني لدولة قطر.


جريدة الوطن
منذ 4 ساعات
- جريدة الوطن
المناصب تنتهي.. والمواقف تبقى
في لحظة ما، يتفاجأ بعض المسؤولين بأن الأبواب التي كانت تُفتح لهم أُغلقت، والأسماء التي كانت تُصف بجوارهم اختفت. يتساءلون: أين ذهب الجميع؟ لكن الحقيقة لم تكن يوما غائبة.. بل هم من تجاهلوها. لا أحد يُحبك لأنك مدير، ولا يُقدرك لأنك تملك توقيعا إداريا. الناس تتذكر المواقف، لا المسميات. ومن ظن أن المنصب يُخلد الهيبة، سيكتشف بعد أن يُنزع عنه الكرسي أن كل شيء تلاشى، وأن ما كان يستتر خلفه طوال سنوات قد انكشف. المنصب الذي ظنه سترا، عراه أمام الجميع، وأبقاه عاريا من الأثر والمحبة والحضور. رأيت قبل أيام تغريدة لمسؤول متقاعد كتب فيها: «من يوم تركت المنصب، ما عاد يجيني أحد.. مجلسي صار فاضي»، كأنها لحظة صحوة مؤلمة. رجل كان يظن أن من حوله يحبونه، فاكتشف أن الكرسي هو من جمعهم، لا شخصه. هو مصدوم، أما نحن فلم نفاجأ. كنا نراه بوضوح من قبل: لا يُصغي، لا يخدم، مجرد مسؤول ينطق باسم المنصب، لا باسم الإنسان. المنصب لم يعد يحمي أحدا، صار مرآة تكشف ما خلف الأبواب. زمن المجاملات انتهى، والشفافية ارتفعت، والتغيير الإداري بات سريعا. لم تعد المناصب تُحمى بالوساطات، بل تُحاكم بالمواقف. والمدير الذي لا يُجيد القيادة يُستبدل قبل أن يكتشف نفسه. كثيرون يلهثون نحو المناصب بدون استعداد حقيقي. يصعدون سريعا، بلا أدوات ولا فهم، ثم يسقطون دون أن يتركوا أثرا. والنتيجة: مؤسسات تخسر، مشاريع تنهار، وفرق عمل تتفكك. رأينا أماكن أُغلقت بالكامل، ليس لأن السوق صعب، بل لأن القيادي لم يعرف إلا الكرسي.. ولم يعرف لماذا جلس عليه أصلا. ولنكون واضحين، من يطمح للقيادة عليه أن يبدأ بنفسه أولا. القيادة ليست مجموعة أوامر، بل أمانة أمام الله والناس. لا تُقاس بعدد الموظفين تحت سلطتك، بل بعدد الأشخاص الذين خدمتهم وعدلت معهم، وخلّصت أمورهم بكل إنصاف واحترام. تذكر دائما: كل موظف يعمل معك هو امتداد لك، وكل مراجع يدخل منشأتك يُحملك مسؤولية كاملة. إن أُهمل أو تعرض لسوء تعامل، فأنت من يُسأل، لا من جلس خلف الطاولة. لا أحد خادم لك، ولا أنت سيد على أحد. أنت مؤتمن، وهذه أمانة لا يشفع فيها أي منصب. الكرسي اليوم يختبرك، لا يُكرمك. يعطيك لحظة تأثير، لكنه يكشفك بسرعة. لم يعد منصبا دائما، بل فرصة قصيرة تُظهر معدنك الحقيقي. وهل هناك اختبار أقسى من أن تُكتشف فجأة.. أمام الجميع؟ المستقبل لا ينتظر أحدا، ولا يُجامل أحدا. سرعة التغيير تتطلب وضوحا من أول يوم. لن يتذكرك الناس لأنك كنت المدير، بل لأنك كنت إنسانا عادلا. الأثر هو ما يُبقي اسمك حيا، والمواقف هي ما تصنع ذكراك بعد الرحيل. وعندما تُغادر المنصب، لن تُفتح لك الأبواب لأنك كنت تملك السلطة، بل لأنك خلفت أثرا جميلا في نفوس الناس. إن خدمتهم، سيبقون معك. وإن احترمتهم، سيحترمونك. وإن بنيت فيهم انطباعا لا يُنسى، فستعيش في ذاكراتهم حتى بعد التقاعد. أما إن لم تفعل، فسيبقى فقط كرسيك.. فارغا، مثلك تماما. المناصب تنتهي، والمواقف تبقى. وفي النهاية، لا أحد يتذكرك بالكرسي الذي جلست عليه، بل بالأثر الذي تركته حين وقفت منه. لم يُكتب هذا المقال لانتقاد المناصب، بل لتصحيح مفاهيم القيادة، وتذكير كل مسؤول بأن المنصب لا يصنع الاحترام، بل الإنسان هو من يصنع قيمة الكرسي الذي يجلس عليه. القيادة أمانة والمواقف التي تبقى بعد الغياب.. هي من تُحفظ في القلوب، لا الألقاب الوظيفية.


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
مستشار لنتنياهو يواجه اتهامات بتسريب معلومات سرية عن غزة
قالت المدعية العامة الإسرائيلية جالي باهراف-ميارا الأحد إن أحد مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – يواجه اتهامات تتعلق بالأمن وسيحضر جلسة استماع، وذلك بتهمة تسريب معلومات عسكرية شديدة السرية خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. ونفى جوناثان أوريخ، المستشار المقرب لنتنياهو، ارتكاب أي مخالفات في القضية التي بدأت السلطات القضائية التحقيق فيها أواخر عام 2024. ووصف نتنياهو التحقيقات الموجهة إلى أوريخ ومساعدين آخرين بأنها "حملة شعواء". وقالت باهراف-ميارا في بيان إن أوريخ ومساعدا آخر سربا معلومات سرية من الجيش الإسرائيلي لصحيفة بيلد الألمانية، بقصد المساس بأمن الدولة. وذكرت أنهما كان يسعيان للتأثير على الرأي العام بخصوص نتنياهو وتوجيه الخطاب حول مقتل ست أسرى إسرائيليين على يد آسريهم الفلسطينيين في غزة في أواخر أغسطس/آب 2024. وأدى مقتل الأسرى الستة إلى اندلاع احتجاجات حاشدة في إسرائيل وأثار غضب عائلاتهم الذين اتهموا نتنياهو بتخريب محادثات وقف إطلاق النار التي تعثرت في الأسابيع الماضية لأسباب سياسية. وينفي نتنياهو هذا الأمر بشدة، وادعى مرارا أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي المسؤولة عن انهيار المحادثات، بينما تقول الحركة إن إسرائيل هي المسؤولة عن عدم التوصل إلى اتفاق. ونُشر المقال في صحيفة بيلد بعد أيام من العثور على جثث الأسرى داخل نفق تابع لحماس في جنوب قطاع غزة. وقالت الصحيفة بعد الإعلان عن التحقيق إنها لا تعلق على مصادرها، وإن مقالها اعتمد على وثائق أصلية.