
أخبار العالم : خطة نتنياهو بشأن غزة في مهب الريح
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
قبل 2 ساعة
نبدأ جولتنا لهذا اليوم من صحيفة الإندبندنت البريطانية، ومقال رأي بعنوان "خطة نتنياهو بشأن غزة في مهب الريح"، كتبه ألون بينكاس، وهو دبلوماسي إسرائيلي ومستشار سياسي سابق لاثنين من رؤساء وزراء إسرائيل.
يستهل الكاتب بالإشارة إلى وعد وزير الخارجية البريطاني الراحل آرثر بلفور عام 1917، بدعم إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، والذي لاقى إشادة من الحركة الصهيونية باعتباره إنجازاً دبلوماسياً تاريخياً ضخماً، ثم يتطرق إلى إعلان رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه في حال عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ستعترف بريطانيا بدولة فلسطينية، الأمر الذي قوبل بنوبات غضب وتشنجات خطابية حادة من قبل الوزراء الإسرائيليين، وفقاً للكاتب.
وعلى الرغم من أن السياق والظروف مختلفة تماماً، لكن بريطانيا عام 1917 التي أصدرت الإعلان، وبريطانيا عام 1947 التي تخلت عن انتدابها على فلسطين ودعمت خطة الأمم المتحدة للتقسيم، وبريطانيا عام 2025 التي تدرس الاعتراف بدولة فلسطينية، جميعها تروي القصة نفسها: أن هناك مسألة تحتاج إلى حل، ويمكن حلها، وفقاً للمقال.
ويرى الكاتب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لم يكن له أن يُفاجأ بإعلان ستارمر، فقد كان قيد الإعداد تدريجياً، حيث ناشدت بريطانيا إسرائيل خلال العام الماضي إنهاء الحرب في غزة، ومنع المزيد من الكوارث الإنسانية والمجاعة.
ويعتبر ألون بينكاس أن صدق نوايا ستارمر تجاه إسرائيل لا يمكن الطعن فيه، وأنَّ نتنياهو اختار تجاهل أي خطط سياسية لغزة ما بعد الحرب والسخرية منها ورفضها، وشنّ حرباً دون أهداف سياسية واضحة، وحذرته بريطانيا، من بين العديد من الحلفاء الآخرين، من أن ذلك سيؤدي إلى كارثة.
وأضاف بينكاس: "لكن نتنياهو هو من صوَّر نفسه على غرار تشرشل (رئيس وزراء بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية)، كرئيس وزراء زمن الحرب القادر وحده على إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط بالقوة العسكرية، مفترضاً في الوقت نفسه أن القضية الفلسطينية ستختفي بشكل سحري".
ولم تكن بريطانيا وحدها هي التي اتخذت موقفاً مؤخراً، بل إن الجيش الإسرائيلي يُحذّر نتنياهو أيضاً من أن هذا لن يُسفر عن أي نتيجة، وفق الكاتب.
ويواصل الكاتب قائلاً: "تصف وسائل الإعلام الإسرائيلية، بأسلوب درامي مبالغ فيه، قرارات فرنسا ثم بريطانيا، وربما كندا والبرتغال لاحقاً، بالاعتراف بدولة فلسطينية بأنها تسونامي. لكن هذا الوصف مضلل وغير لائق. فالتسونامي ظاهرة طبيعية، ناتجة عن زلزال يؤدي إلى تحرك عنيف لمياه المحيط، أما الأزمة الدبلوماسية التي تمر بها إسرائيل حالياً، فهي من صنع الإنسان، بل من صنع رجل واحد تحديداً: بنيامين نتنياهو. إنها نتيجة الغرور المفرط وغياب تام لأي سياسة رشيدة".
ويقول: "أعلنت حوالي 147 دولة - من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة - اعترافها بدولة فلسطين المستقبلية"، واصفاً هذا الاعتراف واسع النطاق بأنه رمزي وبياني إلى حد كبير، ومع ذلك يرى الكاتب أن الطابع الرمزي لمثل هذه التصريحات يصبح جوهرياً، لأنها تُنشئ مبدأً سياسياً مُنظِماً تتجمع حوله العديد من الدول.
وأشار ألون بينكاس إلى إعلان أربع من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية، معتبراً أن "ذلك يجعل إسرائيل تعتمد أكثر من أي وقت مضى، ليس على الولايات المتحدة، بل على نزوات دونالد ترامب المُحبط والمتقلب بشكل متزايد. هذا ليس المكان الذي ينبغي أن تكون فيه إسرائيل".
واختتم: "لن يُنشئ ستارمر وكارني (مارك كارني رئيس وزراء كندا) وماكرون دولة فلسطينية بمقتضى تصريحات. إنهم يُدركون ذلك. كما أنه من غير المُمكن قيام مثل هذه الدولة في المستقبل القريب. لكنهم وضعوا مرآة أمام نتنياهو. إلى متى يمكنه تجنب النظر في الأمر؟"، وفق المقال.
"انتهاك إرادة البرلمان"
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
تظاهرة لحركة فلسطين آكشن في لندن
ننتقل إلى صحيفة التلغراف، وافتتاحية بعنوان "لا ينبغي السماح للنشطاء المؤيدين للفلسطينيين بانتهاك إرادة البرلمان".
تنتقد الصحيفة مسيرات التضامن المنتظمة مع الفلسطينيين، التي جرت في شوارع لندن ومدن بريطانية أخرى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، والتي "أَطلق فيها البعضُ ضمن الحشود هتافاتٍ مشكوكاً في قانونيتها، تقترب بشكل مزعج من حد الثناء الصريح على إرهابَي حماس وحزب الله المحظورَين".
وتشير التلغراف إلى تصويت البرلمان البريطاني في يوليو/تموز الماضي على حظر هذه المنظمة، وبذلك "أصبح التعبير عن الدعم لمنظمة فلسطين أكشن الآن جريمة جنائية، يُعاقَب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 14 عاماً"، وفقاً للصحيفة.
وتقول الصحيفة إن نحو 500 ناشط أو أكثر يخططون لانتهاك جماعي لقوانين الإرهاب، حيث يعتزمون الإعلان صراحةً وبشكل لا لبس فيه عن دعمهم لحركة "فلسطين أكشن"، يوم السبت المقبل.
"وتعتمد استراتيجيتهم على فرضية أن الشرطة لن تتمكن من توجيه اتهامات بالإرهاب إلى هذا العدد الكبير، ما سيؤدي إلى إرباك المحاكم، أو إلى إحجام السلطات عن تنفيذ القانون، ما يجعله مجرد حبر على ورق. وإن جرت محاكمات، فإن النشطاء يعتزمون تحويلها إلى ساحات لمحاكمة إسرائيل سياسياً، لا فقط لمحاكمة المتهمين".
واعتبرت الصحيفة أن الأمر لا يتعلق الآن بما إذا كانت ردود إسرائيل على هجمات حماس مبرّرة أم لا، بل بما إذا كانت قوانين البرلمان ستُطبَّق على أرض الواقع، أم سيُترك المجال لما يشبه "السلطات الشعبية" العشوائية لتقرر ما تشاء.
واختتمت: "إنّ هذا يعد اختباراً لنظامنا القضائي، الذي قد لا يملك القدرة على التعامل مع بضع مئات من الاعتقالات، لكن تطبيق القانون يأتي في المقام الأول".
"الجيش الأوروبي الموحد أمر بعيد المنال"
وأخيراً نختتم جولتنا من صحيفة الغارديان، وافتتاحية بعنوان "جيش الاتحاد الأوروبي: القيادة والوحدة لا تزالان بعيدتَي المنال".
تناقش الصحيفة دعوة رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إلى إنشاء جيش أوروبي في وقت سابق من هذا العام، والذي أشار إلى أن القارة قد تُدرك هذه المرة جدية الأمر.
وعلى الرغم من كل التصريحات السياسية التي تُثير الأمر بثقة متزايدة، فإن أوروبا ربما لا تقترب من تشكيل قوة عسكرية موحدة، وفق الصحيفة.
وكتبت: "ميزانيات الدفاع آخذة في الارتفاع. التهديدات تتزايد. الولايات المتحدة منشغلة. يبدو أن اللحظة قد حانت. لكن الواقع يقول: ليس بعد".
تُعدّد الصحيفة الصعوبات التي تواجه ذلك الحلم الأوروبي، وأبرزها الانقسامات المستمرة منذ عقود، والتردد السياسي، والاعتماد على الولايات المتحدة.
ترى الغارديان أن "المشكلة، تكمن - كالعادة - في السياسة، وتحديداً: مَن يقود؟".
هذه القيادة قد تتنازعها ألمانيا الأوفر حظاً، و"التي تدّعي أنها بلغت نقطة تحول" وتطلب من الاتحاد الأوروبي استثناء الاستثمار العسكري من القيود المالية، وبولندا التي تنفق أعلى نسبة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع من بين دول الاتحاد. أما فرنسا، فترى نفسها في طليعة أي مشروع كهذا، لكن نزعتها "الديغولية" الأحادية لا تزال متجذرة. وفي حين تملك إيطاليا خبرات صناعية، إلا أنها تفتقر للوزن الاقتصادي، أمّا المملكة المتحدة (بعد بريكست) فتعمل على إعادة بناء جسور التعاون العسكري مع القوى الأوروبية، لكنها لا تزال تعتبر نفسها حجر الأساس في الناتو. وبالنسبة لدول البلطيق؟ فهي لا تريد أي مشروع أوروبي قد يُغضب واشنطن، وفقاً للصحيفة.
حتى تعريف جيش أوروبي أمر صعب، وفق الصحيفة التي تتساءل: "هل سيكون قوة واحدة تحت راية الاتحاد الأوروبي، تجمع القوات المسلحة الوطنية السبع والعشرين للدول الأعضاء في قوة واحدة مشتركة؟ أم شيئاً أكثر مرونة، للحفاظ على حياد دول مثل أيرلندا والنمسا؟ هل يمكن أن يكون قوة تدخُّل أوروبية أصغر؟ أم جهداً مشتركاً للتجمعات الإقليمية في شكل جديد؟ الإجابة المختصرة هي أنه لا يمكن لأحد الاتفاق على أي شيء سوى الاختلاف".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ 5 دقائق
- خبر صح
حكومة النرويج تطلب مراجعة استثمارات صندوق الثروة السيادي في إسرائيل
أعلنت الحكومة النرويجية، اليوم الثلاثاء، عن بدء مراجعة شاملة لمحفظة صندوق الثروة السيادي التابع لها، بهدف التأكد من استبعاد أي شركات إسرائيلية تساهم في احتلال الضفة الغربية أو في العمليات العسكرية الجارية في غزة من قائمة الاستثمارات، وفق ما ذكرته وكالة رويترز. حكومة النرويج تطلب مراجعة استثمارات صندوق الثروة السيادي في إسرائيل ممكن يعجبك: إيران تندد بحظر السفر الأمريكي وتعتبر قرار ترامب يعكس 'عداءً عميقًا' وينتهك القانون وجاء هذا القرار في أعقاب تقرير نشرته صحيفة 'أفتنبوستن' النرويجية، كشف أن الصندوق، الذي تبلغ قيمته 1.9 تريليون دولار، قام خلال عامي 2023 و2024 بشراء حصة في شركة إسرائيلية مختصة بمحركات الطائرات النفاثة، وتقدّم خدمات لصالح القوات المسلحة الإسرائيلية، تشمل صيانة الطائرات المقاتلة. قضية الدولة الفلسطينية تعود للواجهة عبر الأمم المتحدة تزامنًا مع تصاعد العدوان على قطاع غزة وتدهور الأوضاع في الضفة الغربية، عادت قضية إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى صدارة النقاشات الدولية، من خلال مؤتمر رفيع المستوى نُظم في مقر الأمم المتحدة برعاية مشتركة من فرنسا والمملكة العربية السعودية. ويمثّل هذا المؤتمر أبرز تحرك دبلوماسي لدعم حل الدولتين منذ سنوات، رغم غياب كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، ورفض رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يصف فكرة الدولة الفلسطينية بأنها 'مكافأة للإرهاب'. ورغم ذلك، أظهر المؤتمر إجماعًا دوليًا واسعًا على ضرورة إيجاد حل سياسي دائم، بحسب ما أوردته وكالة 'أسوشيتد برس'، فقد شاركت فيه نحو 160 دولة من أصل 193 عضوًا بالأمم المتحدة، وقدّمت 125 دولة كلمات رسمية داعمة لحل الدولتين، مما استدعى تمديد المؤتمر ليوم إضافي. السفير الفرنسي: لا تقدم دون هدنة ومساعدات أكد السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، جيروم بونافون، في تصريحاته لـ'أسوشيتد برس'، أن أي تقدم باتجاه حل الدولتين يتطلب وقفًا فوريًا لإطلاق النار في غزة، إلى جانب إيصال مساعدات إنسانية عاجلة لأكثر من مليوني فلسطيني يعانون من الحصار ويواجهون خطر المجاعة، مشيرًا إلى أن المؤتمر كشف عن 'قناعة دولية قوية بوجود فرصة سياسية يجب اغتنامها'، مؤكدًا أن هذا المسار سيظل محور التحركات المقبلة. وزيرا الخارجية الفرنسي والسعودي: مؤتمر نيويورك لحظة مفصلية وصف وزير الخارجية السعودي مؤتمر نيويورك بأنه محطة حاسمة في سبيل تحقيق حل الدولتين، بينما شدد نظيره الفرنسي على أن إقامة دولة فلسطينية هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم ووضع حد لمعاناة الفلسطينيين. مقال له علاقة: ترامب يطلب من نتنياهو فتح الطريق لقاذفاتنا خلال الـ48 ساعة الحاسمة قبل الهجوم وقد نتج عن المؤتمر تعهدات ملموسة من ثلاث دول ضمن مجموعة السبع – فرنسا، المملكة المتحدة، وكندا – بدراسة إمكانية الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، كما أبدت أكثر من سبع دول أخرى، من بينها أستراليا، نيوزيلندا، فنلندا، والبرتغال، مواقف داعمة تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبذلك، ارتفع عدد الدول المعترفة بفلسطين رسميًا إلى أكثر من 145 دولة. إعلان نيويورك: رؤية متكاملة للسلام وفي ختام المؤتمر، صدرت وثيقة رسمية من سبع صفحات بعنوان 'إعلان نيويورك'، تم توزيعها على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من قبل وزيري خارجية فرنسا والسعودية وتضمنت الوثيقة ملحقًا مفصلًا بمقترحات من ثماني مجموعات عمل دولية، تناولت ملفات أساسية، منها: ضمان الأمن للطرفين الإصلاحات السياسية القضايا القانونية التنمية الاقتصادية إعادة إعمار قطاع غزة المساعدات الإنسانية ودعت الوثيقة صراحة إلى ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين كجزء لا يمكن الاستغناء عنه في تحقيق السلام، كما طالبت الحكومة الإسرائيلية بالالتزام الجاد بمبدأ حل الدولتين. وأشار الوزيران الفرنسي والسعودي إلى أن حدثًا دوليًا جديدًا سيُعقد خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، للإعلان رسميًا عن التعهدات الجديدة واستمرار الضغط الدولي لدفع الحل السياسي قُدمًا.


نافذة على العالم
منذ 5 دقائق
- نافذة على العالم
نافذة "مفترق طرق مصيري".. ضغوط الرأي العام تحاصر نتنياهو
الثلاثاء 5 أغسطس 2025 05:20 مساءً نافذة على العالم - في وقت تتفاقم فيه المعاناة الإنسانية في قطاع غزة وتتصاعد الضغوط الداخلية في إسرائيل، تبدو الحكومة الإسرائيلية أمام مفترق طرق مصيري. فصور الأسرى الإسرائيليين التي ظهرت مؤخرا، وما أثارته من غضب في الشارع، وضعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام خيارين أحلاهما مر: إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس أو المضي في تصعيد عسكري جديد وسط انقسام داخلي وضغط خارجي. فهل تُسرع هذه الضغوط بالفعل الوصول إلى صفقة، أم تُعقّدها أكثر؟ صدمة الرأي العام الإسرائيلي: صور الأسرى تهز الداخل الشرارة جاءت من مقاطع مصوّرة نشرتها حماس، ظهر فيها اثنان من المحتجزين الإسرائيليين في أوضاع صحية متدهورة داخل أنفاق غزة. الصور كانت "مقززة" و"مؤلمة"، كما وصفها الخبير في الشأن الإسرائيلي نائل الزعبي، الذي أكد في حديثه لـ"ستوديو وان مع فضيلة" أن هذه المشاهد "حركت الشارع الإسرائيلي بقوة"، وأطلقت موجة غضب شعبية غير مسبوقة. الزعبي أشار إلى أن هذا الغضب لم يقتصر على الرأي العام فقط، بل طال النخب الأكاديمية، مستشهداً بمكالمة تلقاها من محاضِرة بجامعة تل أبيب تساءلت فيها عن البعد الديني والإنساني لما تقوم به حماس، معتبرة أن سلوكها "تجاوز للحدود الإنسانية والإسلامية". في المقابل، يرى الدكتور أمجد شهاب أن عرض الصور هدفه تسليط الضوء على كارثة إنسانية تتفاقم منذ شهور في غزة، وأن حماس "تحافظ على الأسرى رغم الظروف"، متهما إسرائيل بأنها من يتحمّل مسؤولية المجاعة وقصف مناطق يُعتقد بوجود الأسرى فيها. حرب الصور بين الضغط السياسي والدعاية الإعلامية أظهرت الصور الأخيرة وجهًا من وجوه "الحرب النفسية"، حيث رأى فيها الجانب الإسرائيلي محاولة ضغط سياسي من حماس لتحقيق مكاسب في مفاوضات التهدئة. لكن، بحسب الدكتور شهاب، فإن "استخدام هذه الصور هو للتذكير بأن 2.2 مليون إنسان في غزة يُعاملون كرهائن، وأنه لا يمكن للعالم تجاهل المجاعة وانقطاع الدواء والغذاء"، مشددا على أن المحتل – إسرائيل – هو المسؤول قانونياً وأخلاقياً عن إدخال المساعدات. في المقابل، اتهم الزعبي حركة حماس بالمماطلة "من أجل مصالحها فقط"، وقال إن "حماس تفاوض من الفنادق، بينما يموت الغزيون تحت القصف"، مشيرا إلى أن حماس تعرف أن "إسرائيل والعالم لا يريدون بقاءها في غزة، ومع ذلك تواصل التعنت"، وهو ما اعتبره إصرارًا على تأجيل الصفقة على حساب الدم الغزي. الخيارات المطروحة أمام إسرائيل: صفقة أم تصعيد؟ بحسب القناة 12 الإسرائيلية، هناك ثلاثة سيناريوهات مطروحة على الطاولة: تصعيد عسكري نوعي أو توغل محدود داخل غزة. توسيع الحرب لتشمل جبهات أخرى. منح فرصة جديدة للمفاوضات عبر وسطاء مثل قطر ومصر. الزعبي يرى أن "إسرائيل قادرة على فعل ما تقول"، وأن هناك "إجماعاً إسرائيلياً سياسياً وعسكرياً وشعبياً" على أمرين: تحرير الأسرى بأي ثمن، وإنهاء وجود حماس في غزة. أما إمكانية الصفقة، فربطها الزعبي بإقدام حماس على إطلاق الأسرى فوراً، وإلا فإن "السيناريو الصعب لسكان غزة هو القادم". لكن الدكتور شهاب رفض هذا الطرح، قائلاً إن "الحكومة الإسرائيلية لا ترغب فعلياً في إطلاق الأسرى، بل تتخذهم ذريعة لمواصلة القصف"، مشيراً إلى أن "وزيراً في حكومة نتنياهو وصف الأسرى بأنهم أسرى حرب، وبالتالي فإن تبادلهم لن يكون إلا بعد نهاية العمليات العسكرية". وأضاف أن هذا النهج يهدف إلى "إطالة أمد الحرب لغايات سياسية تخص نتنياهو نفسه"، وهو ما تؤكده تصريحات مهندس صفقة شاليط، ياسكن، الذي قال إن "الملف جاهز والصفقة ممكنة، لكن نتنياهو يعطلها". هل تقوّض الضغوط صفقة محتملة؟ تشير المعطيات إلى أن الضغوط على نتنياهو تزداد من أكثر من جهة:


تحيا مصر
منذ 36 دقائق
- تحيا مصر
«شراكة من أجل الازدهار والسلام».. رئيس فيتنام في زيارة تاريخية لمصر يؤكد دعمه لفلسطين ويستهدف مليار دولار تبادلًا تجاريًا
في مشهد دبلوماسي لافت يعكس توجهات القاهرة نحو تنويع شراكاتها الدولية وتعميق علاقاتها الآسيوية، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، يوم الثلاثاء، رئيس جمهورية الاشتراكية لوونج كوونج في أول زيارة رسمية لرئيس فيتنامي إلى مصر. خطاب استثنائي من قلب جامعة الدول العربية: فيتنام تدعم فلسطين دون شروط الزيارة جاءت حافلة بالمباحثات والاتفاقيات التي ترسم ملامح شراكة شاملة بين البلدين، وامتدت لتشمل قضايا إقليمية ودولية، على رأسها القضية الفلسطينية. رئيس فيتنام استبق الرئيس الفيتنامي لقاءاته الرسمية بإلقاء كلمة هامة داخل جامعة الدول العربية بالقاهرة، عبّر خلالها عن دعم بلاده الثابت لحل الدولتين، وموقفها المبدئي المؤيد لقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، التزامًا بقرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي. وصرّح بوضوح: "فيتنام تعتز بمواقفها المناهضة للاحتلال وداعمة للسلام العادل، ونقدر جهود مصر الكبيرة في الوساطة لإنهاء الحرب في غزة." قمة مصرية - فيتنامية بقصر الاتحادية: شراكة سياسية واقتصادية وثقافية خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلن "لوونج كوونج" عن رغبة فيتنام في تطوير العلاقات الثنائية مع مصر إلى مستوى الشراكة الشاملة، مشيرًا إلى أن اللقاء مع الرئيس السيسي كان "ناجحًا للغاية" وتم خلاله الاتفاق على رفع مستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية، والتنسيق في المحافل الدولية كالأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز، توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات الدفاع، حفظ السلام، التنمية المحلية، والتعليم، إلى جانب تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، النسيج، وتكنولوجيا المعلومات الرئيس السيسي - رئيس فيتنام هدف اقتصادي طموح: مليار دولار تبادل تجاري قريبًا أبرز ما خرجت به القمة هو الاتفاق على استهداف حجم تبادل تجاري يصل إلى مليار دولار خلال الفترة المقبلة، إلى جانب تقديم تسهيلات متبادلة لفتح الأسواق أمام المنتجات الزراعية، ودراسة إمكانية دخول شركات فيتنامية السوق المصري في قطاعات الصناعة والتصنيع الزراعي، العمل على تسهيل مشاركة الشركات المصرية في مشروعات تنموية داخل فيتنام التعاون العلمي والثقافي في الصدارة وأشار الرئيس الفيتنامي إلى أهمية تعزيز التعاون في المجالات العلمية والتعليمية والثقافية، مؤكدًا أن الابتكار والتكنولوجيا والتعليم سيكونون أحد ركائز هذه الشراكة، وأشاد بالبرامج التعليمية المصرية، وفتح المجال أمام التبادل الطلابي والبحثي. السيسي: فيتنام شريك مهم.. وتعاوننا نموذج للعلاقات من جانبه، أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ترحيبه بالرئيس الفيتنامي، مؤكدًا أن هذه الزيارة تمثل نقطة تحول في العلاقات المصرية - الفيتنامية، وأضاف: "العلاقات بين القاهرة وهانوي تمتد لسنوات من الاحترام المتبادل والدعم في قضايا التحرر والاستقلال، واليوم ننتقل بها إلى مستويات أعمق من التعاون الاقتصادي والثقافي والدولي." كما أكد الرئيس السيسي أهمية تبادل الخبرات الصناعية والزراعية بين البلدين، مشيرًا إلى أن مصر تدعم كل مساعٍ لتعزيز علاقات التعاون مع الدول الآسيوية الصاعدة. التوافق في القضايا الدولية: لا للتدخل.. نعم للحلول السلمية واتفق الجانبان على ضرورة تسوية النزاعات بالوسائل السلمية، ورفض استخدام أو التهديد باستخدام القوة في القضايا الدولية، مؤكدين على احترام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي في إدارة العلاقات الدولية. شراكة استراتيجية تصنع جسورًا بين القاهرة وهانوي وتمثل زيارة الرئيس الفيتنامي الأولى لمصر علامة فارقة في مسار العلاقات الثنائية، فهي ليست فقط دبلوماسية بروتوكولية، بل تؤسس لتحالف استراتيجي يقوم على الثقة السياسية، والتكامل الاقتصادي، والتعاون الثقافي والعلمي. ومن المتوقع أن تفتح هذه الزيارة الباب أمام آفاق جديدة من الاستثمار والتبادل التجاري والعلمي، خاصة أن مصر وفيتنام تشتركان في طموح بناء نموذج تنموي مستقل ومتوازن يخدم شعبيهما، ويُسهم في دعم قضايا العدالة الدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية